أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد القهار الحسني - في الوقت الضائع: قرار الحظر الجوي على ليبيا















المزيد.....

في الوقت الضائع: قرار الحظر الجوي على ليبيا


عبد القهار الحسني

الحوار المتمدن-العدد: 3310 - 2011 / 3 / 19 - 12:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اعلان الأمم المتحدة قرارها 1973 بفرض حضر جوي على ليبيا ووقف إطلاق النار في ليبيا والذي جاء بناء على رغبة أمريكية اعطى للكثير الأمل بأن ليبيا سوف تنتهج نهج تونس ومصر، وأن القذافي راحل لا محالة. ولكن ما هي رغبة الإدارة الأمريكية الحقيقية تجاه ليبيا والقذافي.

فهل قرار الأمم المتحدة الممهور بالرغبة الأمريكية سيوقف القذافي، أو يسقطه من الحكم؟ معطيات الأحداث لا تشير إلى هذا الاتجاه. فالقرار العسكري الذي اتخذته الأمم المتحدة (فرض حضر الطيران و اتخاذ كافة الإجراءات الضرورية بما في ذلك التدخل العسكري) ضد القذافي جاء متأخراً جداً بل أنه جاء بعد أن أصدر العرب أنفسهم قراراً بحضر الطيران في ليبيا. فالثوار الليبين لا يملكون تقريباً أي خبرة عسكرية أو قتالية ما عدا الملتحقين للثوار من الجيش الليبي وهم لا يشكلون قوة عسكرية تخطيطية. بل إن الانتظار لفرض حضر جوي على ليبيا بعد أن مر اسبوعين على استعمال الطائرات ضد المدنيين قد أثر كثيراً في المعادلة العسكرية بين مناصري القذافي والثائرين ضده. فاستعمال الطائرات العسكرية يحقق هدفين مهمين، الأول: تحطيم قدرة المشاة والدبابات للخصم، والثاني: توفير حماية لمشاة ودبابات الجيش، وهذا ما قام به جيش القذافي. حيث تمكنك طائراته من تحطيم معظم ما يملكه الثوار من معدات عسكرية - على بساطتها - وتوفر حماية للجيش الزاحف باتجاه الثوار. وبالتالي فإن قرار الحضر الجوي وإن كان مطلوباً إلا أنه تأخر بما فيه الكفاية ليتمكن جيش القذافي من تحطيم الثوار عسكرياً بل وربما معنوياً.

ولم يغب هذا الأمر عن ذهن الإدارة الأمريكية، فقد صرح جيمس كلارك مدير المخابرات القومية بأن القوات الليبية ستنتصر إذا اخذت الثورة وقتاً طويلاً بسبب خبرتها العسكرية وتسليحها الجيد. واحرج هذا التصريح الإدارة الأمريكية حيث أنه كان عسكرياً أكثر منه سياسياً، ولذلك ووجه باعتراضات من إدارة أوباما فحاواها أن تقييم كلارك هو "ضيق وذو اتجاه واحد" فهو لم يأخذ بعين الاعتبار "خسارة القذافي لشرعيته"! – وهذا يعني فيما يعنيه أن القذافي لم يفقد شرعيته في نظر الإدارة الأمريكية على مدى 41 سنة من حكمه، وعلى مدى جميع المشاكل الجمة والصراعات والتفجيرات التي رعاها الإرهابي في تلك الفترة.

وسيناريو انتصار القذافي على الثوار يعيد للأذهان الانتفاضة الشعبية التي حصلت في العراق عام 1991 (والتي سبقت جميع الثورات العربية الحالية) حيث كان للثوار أن يقوضوا نظام صدام المنهك من حرب الكويت والذي كان مفروضاً عليه حضر طيران جوي تشمل معظم العراق (كانت بغداد وبعض المدن المجاور مستثناة بالإضافة إلى طائرات المساعدات الانسانية). ولكن بسبب خوف الإدارة الأمريكية من نفوذ إيراني في العراق رفعت الحضر الجوي عن الجنوب، وكان الكفة الراجحة هي قوات صدام التي استعملت الطائرات في تحقيق الهدفين المذكورين: تعطيل قوات المشاة للثوار، وتوفير الحماية للجيش. واعتذرت الإدارة الأمريكية فيما بعد بأن القرار كان خطأ في الحسابات السياسية لا أكثر.

هناك تخوف من الإدارة الأمريكية بأن التدخل العسكري في ليبيا سيشعل ثورة ضدهم، كما سبق أن حصل في العراق ضد الإدارة السابقة، ولكن لم تكن الإدارة الأمريكية مطالباً بتدخل عسكري في بداية الثورة الليبية بقدر توفير غطاء سياسي واعلامي للثوار الليبين وإعلان موقف سياسي حازم من بدايات الثورة خصوصاً وإنها لم تكن مفاجئة كمثيلتها التونسية.

والتلكأ في فرض قرار عسكري على ليبيا سبقه تلكأ سياسي من الإدارة الأمريكية. حيث أن الإدارة الإمريكية التي يقودها أوباما تلكأت وما زالت في تقديم رؤية واضحة عن سياستها حيال ليبيا في الشهر الماضي. فاوباما ووزير خارجيته هيلاري كلينتون وقفا بحزم من الرئيس المصري السابق حسني مبارك ودعياه إلى التنحي بقوة وحزم من السلطة في الأيام الأولى للثورة المصرية، بينما لم تطالب إدارة أوباما القذافي بالتنحي إلا بعد مرور اسبوعين من الثورة الليبية وبعد أن مر اسبوع على استخدام القذافي للذخيرة الحية ضد شعبه. حيث صرح أوباما في الثالث من شهر مارس (أي بعد أسبوعين تقريباً من بدأ الثورة في ليبيا) أن على القذافي أن يرحل، ولكنه ترك كلماته هذه وحيدة أمام سيل التصريحات الأوروبية والتي وقفت بشدة ضد القذافي وبالأخص فرنسا وإيطاليا منذ اليوم بل واعترفت بالمجلس الوطني الانتقالي. وهكذا كانت معظم تصريحات الإدارة الأمريكية وسياستها الخارجية خجولة وغير واضحة المعالم.

والسؤال الذي يطرح نفسه هو: ما الفرق بين مصر وليبيا الذي دعا إلى اتخاذ الإدارة الأمريكية مواقف متباينة من الاثنين. واعتقد أن الخوف من "الإسلام الأصولي" وبالأخص جماعة الإخوان المسلمين هو الذي يدعو الإدارة الأمريكية لبناء مواقفها السياسية. فدعمها لمصر جاء متأخراً بيومين عن الثورة المصرية حيث تم تأكد من خلو رؤية دينية تتبنى الثورة المصرية وأنها ثورة شعبية سببها الإحباط من الجمود السياسي والفساد في مصر. بالإضافة إلى موقف حكومة حسني مبارك السلبي من حرب العراق والذي كلف الأمركيين الخسائر الكثيرة، فكان الموقف السياسي الأمريكي نوعاً من الأخذ بالثأر على ما تكبده الجيش الأمريكي والميزانية الأمريكية في العراق بسبب المواقف العربية السلبية.

وكذلك الأمر في ليبيا، فخطاب القذافي الأول حذر من حكم "المشايخ والدراويش" وحذر أيضاً من "حبوب الهلوسة" التي تعطى للشباب بهدف تخديرهم وزجهم في معركة دينية ضد النظام. بل وتمادى خطاب القذافي ليغازل الغرب بأنه يحميه ضد الإسلام الأصولي والتطرف وجماعات بن لادن والقاعدة. وهو يشبه تماماً خطاب صدام حسين أثناء حربه ضد إيران بأنه حامي للبوابة الشرقية للعرب والذي كان يغازل فيه حكام الخليج لدعمه مالياً، وإعلامياً وأحياناً عسكرياً.

وإدارة الحمائم الامريكية خاطئة كل الخطأ في بناء السياسة الخارجية على هذه الرؤية – الخوف من التطرف والإرهاب الإسلامي وهو يمثل قراءة مغلوطة للواقع السياسي العربي. فالقاعدة لم تكن على اتصال مع احزاب عريقة وذات عمق شعبي داخل الدول العربية، بل ان ارتكازها قام في المجمل على حركات فردية انبثقت من الأحزاب العريقة (كحزب الإخوان المسلمين) وشكلت نظرية سياسية دينية منفردة عن أصلها وحاولت بعد ذلك الحصول على دعم من القاعدة. وإذا كانت الأحزاب الدينية راغبة في السير في هذا الاتجاه لكان حزب الإخوان المسلمين أولى وأقدر من غيره على عمل تحركات عسكرية ضد الحكومة المصرية، وهو الذي يملك عمقاً شعبياً كبيراً في مصر، ولكن لم تسجل أي محاولة تفجير قام بها الإخوان المسلمون في مصر. بل إن معظم التفجيرات في العشرين سنة الماضية قام بها أفراد ضد سائحين (حوالي احد عشرة محاولة منذ العام 1992 حتى العام 2004). حتى أن تفجيرات الاسكندرية الأخيرة في رأس السنة الميلادية أدينت من معظم التيارات الإسلامية بما في ذلك التيارات السلفية.

قراءة أوباما للإخوان المسلمين هي قراءة الخمسينيات والستينيات التي كان يبثها إعلام جمال عبد الناصر المشبع بالقومية والعلمانية، وهي قراءة ما بعد تفجيرات البرجين التجاريين المشبعة بالخوف من أي حزب أو جهة أو فرد له صلة بكلمة إسلامي. هذه القراءة الخاطئة ذو الحدين القديم والخائف سوف تكلف أوباما الكثير، لعل أهمها خسارته في الانتخابات الأمريكية الرئاسية في السنة المقبلة. أضف إلى ذلك أداء وزارة الخارجية الضعيف الذي لم يتمكن من فهم الواقع السياسي العربي وإقامة تحالفات ذو عمق استراتيجي تبتعد عن منابع النفط وتقترب من الحرية والديمقراطية.

عبد القهار الحسني
[email protected]



#عبد_القهار_الحسني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد القهار الحسني - في الوقت الضائع: قرار الحظر الجوي على ليبيا