أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حسين ديبان - سلام على ليل سوريا وصبحها














المزيد.....

سلام على ليل سوريا وصبحها


حسين ديبان

الحوار المتمدن-العدد: 3310 - 2011 / 3 / 19 - 10:40
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


أمام كل اختراق اسرائيلي واهانة اسرائيلية وقصف اسرائيلي طال عمق الاراضي السورية، وتحليق للطيران فوق القصر الجمهوري الساحلي، واغتيال قيادات عربية ومحلية، تارة في قلب العاصمة السورية دمشق، وتارة أخرى على ساحل سوريا، أمام كل هذا كان كل ما رآه العالم من رد للنظام السوري هو بيان مقتضب لم تتغير كلماته منذ حوالي الأربعين عاما، ملخصه ان سوريا لن تنجر لمعركة في غير أوانها ومكانها وهي تحتفظ بحق الرد في المكان والزمان المناسبين.

أربعون عاما، وأمام كل تلك الاهانات التي تلقاها رأس النظام ممثلا بالديكتاتور الراحل حافظ الأسد ومن بعده ابنه الديكتاتور بشار، لم يجد النظام أن الوقت مناسب للرد، ولكن أمام الشعب الذي انتفض بالأمس في معظم مدن سوريا مظالبا بحقوقه المشروعة في الحرية والكرامة، فقد جاء رد النظام وأجهزته القمعية سريعا جدا واجراميا جدا، فمن شهداء حوران الأربعة، وجرحاها الذين تجاوز عددهم المائة، الى مئات المعتقلين وعدد من المفقودين الذين لن ينضموا أكيدا الى لائحة طويلة جدا من المفقودين طوال سنوات ديكتاتورية الأسد وابنه، اذا ما واصل شعب سوريا الأبي ثورة حريته وكرامته.

مروحيات عسكرية وانزالات مظلية في الملاعب الرياضية والساحات، واستخدام لقوات الحرس الجمهوري التي يسيطر عليها ويقودها عناصر من الدائرة الضيقة جدا المرتبطة بالديكتاتور بشار وأقاربه. كل هذا كان سهلا على النظام أن يأمر بتحريكه واستخدامه منذ اللحظة الأولى لتحرك السوريين لاسترداد حريتهم المصادرة، وكرامتهم المهدورة، بينما لم يحن بعد الرد على الأعداء ومازال الديكتاتور يبتلع مهانته واذلاله التي تعرض لها مرارا وتكرارا، ولا أحد يعلم الى متى سيحتفظ الديكتاتور بحق الرد، ومتى سيحين زمان هذا الرد وأين ستكون ساحته ومكانه.

تأخر السوريين في ثورتهم لم يكن مرده كما صور النظام متبجحا، بأن هناك حالة "التصاق" بينه وبين الشعب، وانه قريب جدا من نبض الشعب، بل سببه أجهزة قمعية بوليسية لا حصر لها بناها أباه من قبله وأكمل هو بناؤها، وصرف عليها المليارات من أموال شعب سوريا وخيراته، وهي أجهزة تم تكييفها لتكون جاهزة لممارسة أفظع الجرائم وأبشع الممارسات بحق الشعب وليس الأعداء، لتحمي حكمه وتحافظ على عرشه وتسلطه الذي بدا هشا رغم كل شيء منذ اللحظة الاولى لانطلاق ثورة الحرية والكرامة.

كل الوعود التي قدمها الأسد الابن منذ ان ورث سوريا من أبيه ظلت حبرا على ورق، ففي عهده تم التضييق أكثر على الحريات، وفي عهده تم اعتقال أكبر عدد من احرار سوريا ذكورا واناثا، شيوخا وأطفالا، فمن رموز الربيع الدمشقي الذي وأده الديكتاتور في مهده، الى شيخ الحقوقيين السوريين والعرب الأستاذ هيثم المالح الذي لم يكن ليتم الافراج عنه لولا احساس الديكتاتور بأن شعب سوريا ليس أقل من شعب تونس ومصر وليبيا واليمن والبحرين وغيرها من الشعوب التي ثارت في سبيل حريتها وكرامتها، وقبل أيام كان الموعد مع اعتقال الوردة السورية سهير الأتاسي وأبناء السيد كمال اللبواني والمفكر طيب تيزيني ومجموعة أخرى من أحرار سوريا، وهاهو اليوم يعتقل أكثر من ثلاثمائة حر من أبناء سوريا في اليوم الأول لثورة الحرية والكرامة، وهو رقم يدل على مدى تغول وتوحش هذا النظام القمعي البوليسي الذي لا يشابهه نظام في المنطقة العربية إلا جناحه البعثي الآخر الذي زال من العراق.

في عاصمة حوران درعا الباسلة، سقطت أول كوكبة من شهداء ثورة الحرية والكرامة، وهي المدينة التي ولدت في مخيمها الذي أوى مجموعة من اللاجئين الفلسطينيين الذين انتقلوا للعيش في كنف الشعب السوري الكريم منذ عام النكبة وبعدها أعداد أخرى حضرت بعد نكسة حزيران، والفلسطيني، الرسمي والشعبي، عانى من نظامها ما عاناه كل مواطن سوري، وهو النظام الذي امتد ضرره ليتجاوز السوري الى اللبناني والفلسطيني وأخيرا العراقي، والخلاص من هذا النظام يشكل خلاصا لشعوب المنطقة اضافة للشعب السوري الذي آن له أن يستعيد بلده من هذه العصابة المافيوية التي أمعنت في سوريا اجراما وفسادا وخرابا.

من هنا أدعو كل أبناء شعبنا الفلسطيني في كافة مخيمات سوريا لمشاركة أخوتهم أبناء سوريا في ثورة الحرية والكرامة، ومثلما تقاسم السوري معكم لقمته ورداءه وحتى معاناته، ينتظر منكم اليوم أن تكونوا الى جانبه في ثورته، انها لحظة رد جميل يستحقها شعب سوريا ويستحق أكثر منها بكثير.

سلام على ليل سوريا وصبحها بكل المعاني، ليلها الطبيعي الجميل وهواءه النقي، وسلام على من أضاء ليل العسس والمخبرين والقمع وكبت الحريات بدمائهم وأرواحهم وأعمارهم ومستقبلهم وهاهم يضيفون الى ضوء ذلك الليل ضوءا جديدا يعجل في بزوغ فجر وصباحه، فألف سلام على ليل سوريا وصبحها.



#حسين_ديبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وداعا عدلي أبادير...وداعا أيها الفرعوني الأصيل
- فلسطيني سوري..لكنه مسلم وهابي! شكرا محمد المنجد
- بيوت للبيع في الجنة!..
- دفاعا عن فيصل القاسم...
- دعم الارهاب في مملكة بني وهَاب
- فضائح اسلامية...من تايلند مع أطيب التحيات!!..
- مُحمَد مرتداً !!..
- الإجرام باق مادام الإظلام باق!!..
- نعم للاحتلال...ألف لا للإستقلال!!
- سوريا...قصة موت غير معلن
- غزوة بمها!!
- سماحة الإسلام المجهرية !!
- ماذا عن شارونات العرب؟
- الإرهاب والديكتاتورية وضرورة القضاء عليهما
- انصروا قضية الأقباط تَنصروا أنفسكم
- حسن نصر الله.. نبيٌ جديد!!
- الدروس والعبر مابين بشار السوري وجمال المصري!!
- الأخطاء الفلسطينية القاتلة..الى متى؟
- مسلمون ضد التمييز..معادلة غير صحيحة!
- هل يرغب المسلمون حقا بالسلام مع اليهود؟


المزيد.....




- الرد الإسرائيلي على إيران: غانتس وغالانت... من هم أعضاء مجلس ...
- بعد الأمطار الغزيرة في الإمارات.. وسيم يوسف يرد على -أهل الح ...
- لحظة الهجوم الإسرائيلي داخل إيران.. فيديو يظهر ما حدث قرب قا ...
- ما حجم الأضرار في قاعدة جوية بإيران استهدفها هجوم إسرائيلي م ...
- باحث إسرائيلي: تل أبيب حاولت شن هجوم كبير على إيران لكنها فش ...
- ستولتنبيرغ: دول الناتو وافقت على تزويد أوكرانيا بالمزيد من أ ...
- أوربان يحذر الاتحاد الأوروبي من لعب بالنار قد يقود أوروبا إل ...
- فضيحة صحية في بريطانيا: استخدام أطفال كـ-فئران تجارب- عبر تع ...
- ماذا نعرف عن منشأة نطنز النووية التي أكد مسؤولون إيرانيون سل ...
- المخابرات الأمريكية: أوكرانيا قد تخسر الحرب بحلول نهاية عام ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حسين ديبان - سلام على ليل سوريا وصبحها