أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حسين التميمي - أقنعة البطالة














المزيد.....

أقنعة البطالة


حسين التميمي

الحوار المتمدن-العدد: 3308 - 2011 / 3 / 17 - 10:49
المحور: حقوق الانسان
    


عراق ما بعد 2003 شهد الكثير من المآسي والمصاعب والمشاكل وارتفعت فيه ملايين الأصوات مطالبة ومنددة ومرددة ومعددة ومنتقدة ومؤيدة ..هذه الأشياء وغيرها حدثت أو استحدثت وفقا لثقافة جديدة تمكنا من تبنيها على عجل، وحتى التكنولوجيا الحديثة والمعلوماتية لم تفلح في إدهاشنا، بل إننا تبنيناها سريعا وتعاملنا معها وكأنها اشياء كانت موجودة معنا لكننا لم نعرها اهتماما إلا الآن !!
وحدث كل هذا تحت أنوار وأضواء كاشفة، كان للفضائيات الحصة الأكبر منها، هذه الأصوات (المنددة والمعددة) وما تبعها أو سبقها من مواقف داعمة أو رافضة او محرضة.. أسهمت في وضعنا على مفترق طرق سمي بعد ذلك بـ (الفوضى الخلاقة) لكننا كنا نعلم جيدا إنها أسهمت في مفاقمة فوضانا القديمة وألصقت أو ألحقت بها فوضى جديدة مستحدثة (رافقت الاحتلال) وليس هذا فحسب.. بل اننا تعاملنا مع المتغير وكأنه يخص أناس غيرنا واستطعنا ان نسهم في مفاقمة كل هذه الفوضى بدلا من تبديدها، لذا اختلطت الكثير من المفاهيم وبات الحل هو المشكلة، او على اقل تقدير جزء منها، أو أن المشكلة والحل تداخلا معا فما عدنا نعرف، من.. انتج من؟ او من هو.. نتاج من ؟ وما هي الطريقة المثلى لإيجاد حل مرض للجميع، سيما وأن من بيده الحل صار يجيد خلط الأوراق ويبرع في مفاقمة الفوضى وحث ترابها، لأنه يعي ان الغبار المتصاعد سيتحول الى ستار يحميه ويحمي من معه من فاسدين ومفسدين.
عراق ما بعد 2003 ظهرت فيه مشكلة البطالة وكأنها وليدة اللحظة، ولم يتم التعامل معها بجدية بل ان العديد من الشخصيات والأحزاب القادمة من خلف الحدود او تلك المستحدثة، او حتى تلك التي تمتلك تاريخا يتصف بالعراقة، لم تنج من التورط في المهزلة، او بعض من تفاصيلها، فصار على كل مواطن ان يأتي بجملة من البراهين والادلة على انه كان يعمل ضد النظام السابق وانه سياسي مخضرم لا يشق له غبار، هذه الحمى او ما صار يعرف بعد ذلك بحمى الحصول على وظيفة.. أصابت الجميع، وبين ليلة وضحاها تحول كل من ليس لديه وظيفة حكومية(مهما بلغ من الثراء) الى راغب ومصر ومطالب بالحصول على وظيفة.. مهما كان الثمن، وبين هؤلاء الكثير من الأثرياء والموسرين، او حتى أولئك الذين لديهم دخل شهري يفوق راتب اي موظف- باستثناء أعضاء البرلمان طبعا- وقد صدمني أنني رأيت العشرات ممن لديهم محلات تجارية كبيرة او مشاريع خاصة تدر عليهم أضعاف ما قد تدره عليهم الوظيفة يطالبون بالحصول على حقوقهم في التوظف لدى الحكومة الجديدة. ولم يتوان هؤلاء عن مزاحمة الفقراء والبسطاء والمحتاجين للحصول على تلك الوظيفة، ومما يؤسف له ان هؤلاء استطاعوا أن يحصلوا على الوظائف التي غازلت أحلامهم.. فقط لأنهم كانوا يملكون المبالغ أو الأسعار التي حددت من قبل كبار أو صغار الموظفين المرتشين الذين كان بيدهم الحل والعقد.
وليس هذا فحسب بل المفارقة ان هؤلاء الموسرين تمكنوا من الحصول على رواتب من شبكة الحماية او الرعاية الاجتماعية، ولم يشعر اي منهم بالخجل او تأنيب الضمير وهو يذهب إلى هذه الدائرة الاجتماعية او تلك ويطالب برواتب شهرية قد لاتصل الى ما يحصل عليه في يوم واحد من عمله او مشروعه الخاص!!
وليس هذا فحسب بل هناك عدد لا بأس به من المسؤولين الذين يتقاضون رواتب الحماية الاجتماعية، وهذا الامر لم يعد خافيا بعد ان تناولته بعض وسائل الإعلام وصرح به عدد من المسؤولين، لكننا ننتظر وبشغف و(تشف) لن نكتمه هذه المرة، ريثما تتمخض (جبال) وعود الحكومة عن (فأر) تنفيذها بمحاكمة هؤلاء الفاسدين، سيما وان (سبتاتيل) العديد من الفضائيات دار لمئات المرات كي ينقل لنا خبر اتخاذ الحكومة لقرار بفصل اي موظف حكومي مهما كان منصبه، يثبت تورطه بالحصول على راتب من شبكات الحماية الاجتماعية !!
إذن مثلما انتظرنا أن يحاسب أي وزير فاسد، ولم يحاسب اي منهم.. ننتظر ان يحاسب أي موظف فاسد تقاضى رواتب من شبكة الحماية الاجتماعية.. واسهم في حرمان أناس فقراء هم بحاجة الى تلك الرواتب.
هؤلاء ومهما بلغت مناصبهم يجب ان يحاكموا، وليس هذا فحسب، بل يجب ان تكون العقوبة اشد كلما ارتفع شأن المنصب، لأن من يرتكب مثل هذه الجريمة عندما يكون في منصب حكومي متقدم ويتقاضى راتبا بملايين الدنانير ويسيل لعابه لافتراس او التهام راتب إنسان فقير.. لا يجب ان يحاسب وان يعاقب كغيره من الموظفين الصغار، فإذا ما تمكنت الحكومة من اتخاذ إجراءات رادعة كهذه، فأنها ستكون بحق قد انطلقت بالاتجاه الصحيح، وان ثمة غد مشرق وضاء ستلوح تباشيره في الأفق.



#حسين_التميمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيك الخصام
- ميدان مصر وساحة بغداد
- شباب من تونس ومصر ومحافظات عراقية
- زنكنة .. هل مات آخر الرجال؟
- التحليق الى الهاوية
- العراق اولا
- سوبر نائب
- من الاذكى هذه المرة .. المرشح أم الناخب
- جنة الخلد مثواك ايها المعلم.. فلامكان لك بيننا
- اذهب ايها المهجر انت وربك فقاتلا
- خالد السعدي .. الشاعر الذي اقتفاه القدر
- المواطن عنبر .. .. حكاية مهجر
- أصوات ليس لها صدى
- أقساط القرض العقاري والمهجرين
- دوائر الهجرة والتنصّل عن المسؤولية
- ارهاب الكهرباء
- مدارس تم اعمار بنائها .. فمتى يتم اعمار كادرها ؟!
- تطوير القطاعين الخاص والعام في ديالى.. ومشكلة القروض
- كابوسنا الجميل
- في بعقوبة..اطفال يتأرجحون بين الاهمال واللعب التي تقتل برائت ...


المزيد.....




- جندته عميلة أوكرانية.. اعتقال المشتبه به الثالث في محاولة اغ ...
- الحكومة اليمنية تطالب الأمم المتحدة بإعادة النظر في التعامل ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى إجراء تحقيق دولي بشأن المقابر الجماعي ...
- مدير جمعية الإغاثة الطبية بغزة: نحاول إعادة تشغيل مستشفى الأ ...
- الأمم المتحدة: توزيع مساعدات على نحو 14 ألف نازح حديث في الي ...
- خطة ترحيل اللاجئين إلى رواندا: انتقادات حقوقية ولندن تصر
- حملة -تطهير اجتماعي-.. الشرطة الفرنسية تزيل مخيما لمهاجرين و ...
- الأمم المتحدة تطلب فتح تحقيق دولي في المقابر الجماعية في مست ...
- أرقام صادمة.. اليونيسيف تحذر من مخاطر -الأسلحة المتفجرة- على ...
- أهالي الأسرى الإسرائيليين يحتجون في تل أبيب لإطلاق أبنائهم


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حسين التميمي - أقنعة البطالة