أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محيي الدين ابراهيم - ثورة مصر والانتهازيون الجدد















المزيد.....

ثورة مصر والانتهازيون الجدد


محيي الدين ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3308 - 2011 / 3 / 17 - 07:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس هناك عدم .. بل هناك فناء وجود في وجود .. فناء ذات في ذات .. كفناء ألوان الطيف في اللون الأبيض على سبيل التوضيح .. وفناء ثورة 25 يناير المصرية في ذات الانتهازيين الجدد.
قال لي سيادة اللواء "بدر حميد" احد الضباط الأحرار في ثورة 1952 وكان وقت الثورة يبلغ من العمر 25 عاماً: إن الثورة – أي ثورة – يقوم بها الحالمون بالتغيير لدرجة الاستشهاد لكن لا يستفيد منها ومن جثث الشهداء بعد نجاحها إلا أبناء الأفاعي والحيات، فالشعب بارك الثورة واعتقلناه بمراكز القوى في ستينيات القرن الماضي وحين ثار السادات في مايو 1971 وبارك الشعب هذا التغيير اعتقلناه أيضا بأمن الدولة ابتداءً من ثمانينيات القرن الماضي.
الثائرون إذن جسر تطأه أقدام الانتهازيين ليعبروا عليه إلى مطامحهم الخاصة التي لم ينالوها لولا دماء الشهداء التي سالت من اجل الحرية، فنرى بعد الثورة أسماء غير أسماء الذين قاموا بها ووجوه غير تلك الوجوه التي هللنا لها ساعة الثورة، لا نجد إلا مصالح تطفو فوق الكرامة ومخالب تعلو على إنكار الذات، ومعاقل ثورية يتم بها اعتقال أصحاب القيم في جلودهم أو في قبور جديدة تختلف في الاسم فقط عما كانت عليه أسماء القبور قديما قبل التغيير، الشعب بارك ثورة 25 يناير لكن يبدو انه سيتم اعتقاله أيضاً بالمسمى الجديد، سيتم اعتقاله بالأمن الوطني وحيث تبدأ ملامح وبشائر الاعتقال بظهور العصا الكهربائية في الشوارع ولكن بأيدي غير تلك الأيادي التي كانت تحملها قديماً، أو ربما نفس الأيادي القديمة ولكن مع تغيير القفازات، كما أشارت لي الزميلة الصحفية سامية أبو زيد في أحد تعليقاتها!.
إنها دوائر التغيير الحتمي لا شك، لا تتلاشى أبداً ولكنها تقترب أو تبتعد، وتفنى في بعضها البعض، ولا يفني بعضها بعضاً، فيتغير الشكل فقط وتتغير الملامح لكنها تظل – شكلاً وملمحاً - محمله بنفس السيناريو، محملة بالقهر والانتهازية والوصولية، حيث باشاوات الأمس يصبحون فقراء اليوم وانتهازيوا اليوم يصبحوا ديكتاتوريو الثورة الجدد، هذا هو مسار التغيير في عالمنا الثالث، في عالمنا الشرق أوسطي الذي لا يعرف الاعتدال ولكنة تطرف من تطرف من عنترية رعناء تخلص كل أطوارها في النهاية إلى نقطة شديدة الظلمة تختزل في رحم نواتها المعتمة كل أجنة الانتهازية والشر، فلا فرق بين فاروق الملك ومبارك الخديوي، ولا فرق بين مبارك الخديوي وكل شماشرجية قصره ونظامه السابق الذين يرشحون أنفسهم اليوم لرئاسة مصر بانتهازية الجنين ( الطري ) المولود فيما بعد 25 يناير!.
محاولة فاشلة لاغتيال عمر سليمان، ومحاولة فاشلة لانقلاب الحرس الجمهوري على الثورة، ومحاولة فاشلة لدخول أسلحة عبر حدود السودان إلى مصر، ألغاز غير قابلة لفك شفرتها، ألغاز تحمل في صدر صفحاتها الأولى شفرات شديدة التعقيد إلا لغزاً واحداً تم فك شفرته ببساطة، إنه لغز زيارة هيلاري كلينتون الناجحة لعودة ضخ الغاز المصري لإسرائيل بسعره القديم ( الانتهازي ) لصالح وزارة بنيامين ناتنياهو في تل أبيب ومحمد طويلة رئيس هيئة البترول، وحسين سالم صهر عائلة مبارك المخلوع، بخسائر سنوية مقدارها خمسة مليارات دولار بواقع 13 مليون دولار يومياً حسب ما كشف عنه السفير إبراهيم يسرى صاحب دعوى منع بيع الغاز المصري لإسرائيل!.
عبود الزمر ( مانديلا المصري كما صورته الآلات الإعلامية الفاشلة وأدمغة القش من الإعلاميين المحسوبين على مصر) هو أحد أكبر هؤلاء الانتهازيين الجدد، مايكل منير،السيد البدوي شحاتة رئيس حزب الوفد وقناة الحياة، يحي الجمل، عمرو موسى، ألبرادعي، ساويرس صاحب قناة اون تي في، أيمن نور، احمد بهجت صاحب قناة دريم، والداعية عمرو خالد، والكثير الكثير الذين نشفق على أنفسنا من تعدادهم لكثرتهم وهم نجوم النظام السابق الذين لم يقدموا شيئا لمصر ولكن أخذوا منها أكثر مما أعطوا، وضحكوا علينا أكثر مما صدقوا، هذا بخلاف مجموعة ( عظمى ) تحسب نفسها على الشباب الثوري وشباب التغيير من أنصاف وأشباه الإعلاميين ورؤساء تحرير وكتاب للسينما ومطربي وفناني الدرجة الثالثة في مصر، الذين يملأوون الدنيا اليوم ضجيجاً وصراخا عن انجازاتهم وثوريتهم وتاريخهم النضالي التنويري ولبناتهم الصلبة في بناء الهرم الرابع في مصر، هرم النهضة، ودولة الحرية والعدل والمساواة!.
لا وجود اليوم للوجوه التي كانت تمتلئ بالبراءة والحرية في 25 يناير 2011، لا نعرف حتى أسماء أكثر من 800 ثوري قتلته أيادي الشرطة ونظام مبارك حتى الأول من فبراير 2011، لا وجود لمن دفعوا بأرواحهم - وهم يعلمون - فداء لما آمنوا به، فداء لحرية مصر ونهضة مصر وثورية مصر، دون النظر لمنصب أو دخل، أو الطمع في ملجأ أو وظيفة تحقق لهم البصيص من أحلامهم الإنسانية المشروعة، هناك فرق هائل بين من رأيناهم في بداية الثورة من وجوه وبين من رأيناهم في بداية جمعة الشيخ القرضاوي من وجوه أخرى تماماً، وجوه تبدلت ونفوس تحولت ومطامع نُحتت، لا نرى اليوم سوى نفس الوجوه القديمة ( القبيحة أحياناً ) والتي تخرج علينا – كلما خرجت - بإعلان أقرب لإعلان السيد للعبد، فهي لا تملك – أمام طموحها - وقتاً في أن تتحاور معك أو أن تناقشها، فطموحها أعظم من أن تستشعر معها روح التواضع والأخوة بل والوطنية أحياناً في مسألة قبولك من عدمه، هم يريدونك مجرد رقم، رقم يضاف لرصيد مؤيديهم فتعلو بالأرقام أسهم مناصبهم الجديدة التي في انتظارهم وهم في انتظارها، لذا فأنت لا تلقى منهم سوى فقط إعلان، إعلان على صفحاتهم ( الشهيرة ) بالفيس بوك أو تويتر، أو صفحات الجرائد المثيرة للجدل أو شاشات تليفزيوناتهم التي جعلوها سداحا مداحا لرؤوس النظام الجديد كنوع من الحماية - بصداقتهم لأعضاء هذا النظام - من أن تتحول سمعتهم ودفاترهم ( القديمة ) للنائب العام بتهمة التربح والمحسوبية والثراء الفاحش السهل والسريع على حساب البسطاء وكذا كنوع من تطبيق المثل ( الفلاحي المصري ) الذي يقول: اطعم الفم تستحي العين، بمعنى أن أحولك ( كانتهازي ) إلى نجم شعبي وطني ثوري بتليفزيوناتي وطاقمي الإعلامي والصحفي مقابل أن تتغاضى ( قانوناً ) كصديق ( نظامي ) عن ما فعلت يداي من آثام في الماضي وتحميني، هذا هو المشهد العام في مصر الآن، المشهد الانتهازي، المشهد الذي تتحكم فيه فقط ثلاث تليفزيونات خاصة وثلاثة صحف شخصية، ومادون ذلك هو مجرد ذر الرماد في العيون، لكون لا أحد يطيق اليوم الإعلام الحكومي، أو الصحف القومية، أو مواقع الأخبار التابعة للنظام على صفحات الإنترنت.
وليس مستغربا في واقع هذا المشهد العام في مصر أن نجد في المستقبل وربما قريبا جدا الكثير من هؤلاء الانتهازيين وقد ابتكروا آليات ( شيطانية ) تمكنهم من اعتلاء صهوة الثورة والتغيير وصهوة النفوذ ورأس الوطن فنجدهم ينادون بمجلس حكماء لكل قطاع في مصر، للتليفزيون يكون على رأسه مثلاً حسين عبد الغني، مدير مكتب الجزيرة السابق في القاهرة، ومؤسس إذاعة الثورة المصرية في ميدان التحرير، وحافظ الميرازي مدير مكتب الجزيرة السابق في واشنطن، ومجلس حكماء للإعلام ومجلس حكماء للصحافة ومجلس حكماء للصناعة والتجارة والقرى والنجوع وشئون الأمن القومي والأمن الوطني وهكذا في كل قطاع من القطاعات الحيوية والحساسة في مصر وحيث يقفز عليه هؤلاء الذين يمكن أن نطلق عليهم لقب "الانتهازيون الجدد" المتلونون باسم الثورة والثورية والثوار ومنهج التغيير!.
كلمة وفاء لوطني ...
بشرت المسيحية بالحب والحب ضد التطرف، وبشر الإسلام بالحق والحق ضد الظلم، ما أروع أن نكون في وطن يحتضن أتباع الحب وأتباع الحق، الحب والحق في مصر إن تآلفا واندمجا ستصبح مصر أمة عظمى كما كانت، ستصبح مصر الجديدة، مصر التي كانت وستظل أم الدنيا.



#محيي_الدين_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأحزاب الدينية في مصر هل هي بداية لولاية الفقيه؟
- نعم للفتنة الطائفية في مصر !
- ماذا يحدث في مصر؟
- المعارضة لا تصلح لرئاسة مصر ما بعد مبارك
- مُبَاركْ لا يصدق أنه مات
- على مُبَارك أن يرحل
- السيد عمرو سليمان .. انحاز إلى الشعب وكن بطلاً شعبياً
- إنهم يريدون إجهاض الثورة في مصر
- يا أقباط مصر .. هذه كنائسكم في أيام الغضب لم يمسها أحد بسوء
- عملوها التوانسة
- حوار مع المخرج العراقي ميثم السعدي ونجمة المسرح العراقي خولة ...
- قراءة في القصة الجزائرية المعاصرة .. أحمد ختاوي أنموذجا
- قراءة في القصة الفلسطينية المعاصرة .. نازك ضمرة أنموذجاً


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محيي الدين ابراهيم - ثورة مصر والانتهازيون الجدد