أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - نبيل عبد الأمير الربيعي - البروليتاري عبد الله حلواص.....المناضل الغائب الحاضر














المزيد.....

البروليتاري عبد الله حلواص.....المناضل الغائب الحاضر


نبيل عبد الأمير الربيعي
كاتب. وباحث

(Nabeel Abd Al- Ameer Alrubaiy)


الحوار المتمدن-العدد: 3308 - 2011 / 3 / 17 - 07:39
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


البروليتاري عبد الله حلواص.....المناضل الغائب الحاضر

بابل/ نبيل عبد الأمير الربيعي
على رأس العبر والدروس حاجة المشتغلين بالشأن السياسي من المناضلين العراقيين وخصوصاً
من تجاوز السبعين ونتذكر سلوكيات ونكران الذات لقادتنا القدماء , الذين أنشؤا جيلاً جديداً من شبيبة
الحزب في مقتبل العمر , وقد أكد الرفيق حميد مجيد موسى على دور الشبيبة في بناء العراق الجديد
, يرى الرفيق (إن الشبيبة تمثل بالنسبة له إكسير الحياة)أثناء لقاء خص بة جريدة طريق الشعب في
عددها 89 المصادف يوم الأحد 16 كانون الأول 2007. مما أعاد في ذاكرتي بداية مرحلة الشباب في
السبعينيات وكيف تعرفنا على مباديء وأفكار الحزب والفلسفة الماركسية في لقاءنا في احد مقاهي
مدينتي الديوانية محلة الجديدة برجل تجاوز السبعين من عمره , مناضل شيوعي ومن الرعيل الأول
((عبد الله حلواص)) ذلك البروليتاري الذي عاش ومات فقيرا في بيت قديم في محلة الجديدة , وقــد
عرفه الشيوعيين لسعة اطلاعه السياسي والاقتصادي والفلسفي بالرغم من كونه أمي, ذلك الشيخ ذو
القامة المبسوطة أقرب الى الطول , نظراته مرحة , مبتسم دائما للحياة, لهجته الشعبية المليئه بالأمثال
,الوجه في مشيته مائل الى الأرض قليلا, والعين اليسرى الغافله, يلبس الدشداشة العربية, والعقال والكوفية , كان أثناء حديثه يمسح بإستمرار أطراف عينه ليسرى بأطراف كوفيته , ذو الوجه الأسمر
, وجه الكادحين المحبين للفقراء والمحرومين من طبقته , لقد اعتقل في العهد الملكي من قبل الشرطة
السرية دائما,وبعد كل مظاهرة يقودها الحزب .
وكتب القاضي زهير كاظم عبود في أوراق من ذاكرة الديوانية عن عبد الله حلواص يقول فيه :
كان عبد الله حلواص شخصاًَ عجيباً فهو يقرأ ولا يكتب ,فقد تعلم القراءة في السجن ..ولم يدخل المدرسة أصلاً لفقر حالة ,بل لفقرة المدقع ..فقد كان خزيناً ثراً من المعلومات التأريخية ..لا يرتدي من كل هذه الدنيا سوى سوى ما يرتدية من ملابسه البائسة .. كان يسكن في بيت لا تقفل بابه ليس لأنه مضياف أو في منتهى الكرم ,وإنما باب ليس له أقفال ,وغرفة بائسة موحشة وبلا شبابيك ,وفراش لا يقي من البرد,
وبيت يفتقر لأبسط مستلزمات بيوت فقراء العراق,ويقع في آخر زقاق من أزقة محلة الجديدة,بمدينة الديوانية.
كان يقول ما قيمة أن نكسب مال الدنيا ونخسر مال الآخرة , حيثما تتحرك فأنت تمثل القدوة وتمثل حزباً من أعرق الأحزاب وأقدرها ,وتذكر أنك تحمل أمانة ,أمانة الفكر والأخلاق التي تربى عليها الشيوعيين.))
بعد الانقلاب على الجمهورية عذب من قبل الحرس القومي البعثي الذي أطاح بالجمهورية في مقرهم
في صوب الشامية , عبد الله الشيخ الحاضر في ذاكرتي دائما, صاحب الفضل على الكثير من الشيوعيين
من أبناء محلة الجديدة , تعلمت منه معنى الشيوعية التي تسعى الى تحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة
وتحسين الأوضاع الاجتماعية للناس, كان حديثه مشوقا لتأريخ نضالة منذ ثلاثينات القرن الماضي ,قد
تجاوز عمره السبعين وهو يمتلك ذاكرة حيّه , كنا نلتقي في مقهى عبد طامي في محلة الجديدة قريبة من جامع الديوانية كشباب في مقتبل العمر, وفي إحدى زوايا المقهى نلتف حل شيخنا الجليل أوائل عام 1974
كحلقة دراسية , ليحدثنا عن مباديء الحزب والإقتصاد السياسي , وقانون وحدة وصراع الأضداد وقانون
نفي النفي والكمية والكيفية والمراحل الاقتصادية للتطور الاجتماعي من المشاعية البدائية إلى مرحلة الشيوعية ومقولة لينين الإمبريالية أعلى مراحل الرأسمالية.
سألته كم ساعة تقرأ يوميا ؟ كان جوابه أني أمي ,أقرأ ولكن لا أكتب, فكانت صدمه لي , ولكن الاجتماعات الحزبية والثقافية كانت سبب تعلمه وهي السبب الرئيسي في تنويره . وقد ذكر لي أن الاجتماعات الحزبيه كانت تعقد في بيته وتجلس والدته لتراقب الشارع خوفا" من الشرطة السرية , كانت له علاقة متينة مع صديق منطقته ورفيقة هادي شاكر (أبودية) الذي قطعت يده في أحد التظاهرات التي كان يقودها الحزب.

ذكره الشاعر سعد جاسم في إحدى قصائدة- الى مدينتي وأهلي وأصدقائي الطيبين

ولأنني كائنُ ذكرى
وتذكّرٍ .... وذاكرتي
أرشيفُ طقوسٍ
وفجائعَ وأسرارٍ
وشهاداتٍ جارحةٍ مجروحة
غالباً ما إستحضرُ
أو يحضرُني ( عبد الله حلواص )
وهوَ ينتهلُ " الفكرةَ " الباسلةَ
ويُقطّرُها عسلاً أحمرَ
ويشعلُها ضوءاً في أرواحِ الحالمينَ
بـ (الوطن الحر والشعب السعيد )

في أحد الأيام طلب منه مسؤولة الحزبي أن يضع أحد المنشورات في أحد أدراج غرفة قاضي التحقيق في محكمة الديوانية , بدون علم القاضي , كان يبتسم عند ذكر هذه الحادثة وكيف أقام القاضي الدنيا ولم يقعدها .
شيخنا الجليل دائما في ذاكرتنا ولم ننساك أنت الحاضر بيننا , رحلت وبقت ذكرياتك الحلوة ,
زرعت فينا حب الوطن والجماهير والكادحين والمظلومين , لقد رثاك الشاعر كزار حنتوش من مدينتك الحبيبة الفراتية ببعض الأبيات:
عبد الله
ذو السترة
والوجه المائل للأرض قليلا
والعين الغافلة اليسرى
الجائع في كوخ قصبي
عبدالله الحاضر في العسر
الغائب في اليسر
مات.....

بقي عبد الله حلواص متمسكاً بالمباديء وبعد انهيار التحالف مع السلطة التزم بيته , وأضرب عن الطعام والشراب لحين رحيلة.

سلاما لك يا عبدالله ..لك كل الحب ..وأقف أجلالا .. يرحمك الله ..ويرحم شهدائنا الأبرار...



#نبيل_عبد_الأمير_الربيعي (هاشتاغ)       Nabeel_Abd_Al-_Ameer_Alrubaiy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- داخل حمود ...شهيدا
- ابنة الفرات الأوسط... الشهيدة فوزية محمد الشمري(أم سعد)
- الراهبه في صومعة الآداب .. الراحلة حياة شرارة
- الفنان المبدع والمناظل...رشاد حاتم
- قصر النهاية ...مثرمة اللحم البشري
- الحزن العراقي ...يخيم على بلدي الجريح
- هادي الهلوي.... المثقف القطباني
- عقيل علي... ومأسات شاعر
- ناظم حكمت والنزوح للحرية
- المغني والشاعر والمعلم فيكتور جارا
- دعوة لدراسة ظاهرة الزواج المبكر


المزيد.....




- بشكل رسمي.. موعد الزيادة في رواتب المتقاعدين بالجزائر لهذا ا ...
- شوف مرتبك كام.. ما هو مقدار رواتب الحد الأدنى للأجور بالقطاع ...
- احتجاجا على الخريطة .. انسحاب منتخب الجزائر لكرة اليد من موا ...
- “18 مليون دينار سلفة فورية” مصرف الرافدين يُعلن عن خبر هام ل ...
- في مؤتمر الجامعة التونسية للنزل :
- في الهيئة الادارية بمنوبة : قلق من الوضع العام وتداول للوضع ...
- “هيص يا عم 4 أيام اجازة ورا بعض!!”.. موعد اجازة عيد العمال 2 ...
- “رسمياً” سلم رواتب المتقاعدين في العراق 2024 بعد الزيادة الج ...
- موعد صرف زيادات المتقاعدين 2024 بالجزائر وما هي نسبة الزيادة ...
- NO MORE RANA PLAZAS – NO MORE BLOOD FOR PROFIT


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - نبيل عبد الأمير الربيعي - البروليتاري عبد الله حلواص.....المناضل الغائب الحاضر