أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - عماد استيتو - المخزن يرفض الخطاب














المزيد.....

المخزن يرفض الخطاب


عماد استيتو

الحوار المتمدن-العدد: 3307 - 2011 / 3 / 16 - 20:43
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


عبثا حاولت أن أجد تفسيرا لما أقدمت عليه قوات الأمن يوم الأحد الماضي في الدار البيضاء حينما استلت خناجر القمع من غمودها بشكل غريب وغير مفهوم لتفريق مظاهرة سلمية دعا إليها شباب عشرين فبراير والفعاليات الديمقراطية المغربية دون أن أهتدي إلى جواب يشفي غليل الكم الرهيب من التساؤلات المشروعة ؟ مالذي يحدث ؟؟ فيه إيه هو إيه اللي بيحصل ده ؟ كما يقول أبناء المحروسة .

هل هناك جيوب مقاومة ترفض الإصلاح الذي اقترحه الخطاب الملكي الأخير ؟ أتوجد فرق وأحزاب تقود حربها الخاصة من داخل هذه المؤسسات بعيدا عن المصلحة العليا لهذا الوطن العزيز علينا جميعا ، بدا وبوضوح أن مظاهرة الأحد هي الأكثر سلمية على الإطلاق من كل المظاهرات السابقة التي تعاملت معها السلطات بنوع من المرونة النسبية لكنها وفي لحظة من نوبات الصرع المفاجىء انطلقت لتمارس هواية النهش في الأجساد لتفريق المتظاهرين بقوة الحديد والنار في مشهد من مشاهد انفصام الشخصية الأمنية ، أكرمت المصالح الأمنية بتشكيلاتها المختلفة وفادة المواطنين المغاربة الذين لم يكتفوا بالتصفيق يوم الأربعاء واعتبروا العمل الميداني والنضال على الأرض حقا مقدسا مواكبا لسيرورة الطريق الذي سيقطعه جيل الإصلاحات الجديد ، وجبات سلق وسلخ وسب وشتم و تنكيل المتظاهرين شهدت منعطفا خطيرا أصبح معه سلوك السعرة المخزنية الجديدة يتخذ منهج التصعيد العلني الذي لا يخدم بأي شكل من الأشكال ذلك الإكسير النقي الذي انبعث بعد تاسع مارس ويرمي به في محطة التشكيك .

في حقيقة الأمر هناك قراءات مختلفة لما وقع الأحد ، ولو افترضنا حسن النية فسنتجاوز القراءة المتسرعة الأخرى وسنعتبر ما حدث عارضا لكن لا يمكن أبدا المرور من أمامه مرور الكرام ، فعلى ما يبدوا هناك فئة معينة لا تزال ترفض تغيير الحذاء القديم ولا تزال تعتقد أن "الزرواطة" هي قدر هذا الشعب الذي لم يتخلص بعد من بعض "ستوكهولمييه " ، لم يستوعبوا بعد أن زمن"الفتونة " والاستقواء بغطاء لا يحفظ تماما العيوب قد ولى ، يرفضون الاعتراف أن الأنظمة البوليسية على أشكالها تقع ، يحتاجون دروسا إضافية على ما يبدوا في اللياقة والأدب عوض أسلوب التهديد والوعيد والاستعلاء ، إنها إشارات سلبية حتما ستعزز هاته الهوة التي لطالما اشتكينا من اتساعها بين " المخزن" و المواطن العادي فمالذي يمكن أن نفهمه حينما يقول الملك يوم الأربعاء أن المغرب سيشهد مناخا جديدا من الحريات والتعددية وتقدم قوات الأمن بعد ثلاثة أيام فقط على عكس ذلك ؟؟ يصف الملك المطالب الشعبية بالمشروعة فتصفها الأجهزة الأمنية بالغوغائية ؟؟ هل يفهم أحدا شيئا .

لم نسمع ودائرة هذه الدنيا تدور أن أحدا تدخل لضرب أحد لحمايته من آخر وهو العذر الهزلي الذي قدمه والي أمن الدار البيضاء في لحظة هذيان لتبرير التصرف الأرعن الذي لم يسلم من بطشه أحد بل وحتى المارة يأخذون بذنب الجماعة ، لم يكن التفريق وصرف المتظاهرين النية الوحيدة إذ تحولت مختلف الفرق الأمنية لشن مطاردات هوليودية انتهت بتطويق مقر الحزب الاشتراكي الموحد وتحقير رموزه ومناضليه الذين خرجوا للحوار ، ورمز كبير بقيمة بنسعيد أيت إيدر قدم لهذا الوطن مقاوما ومناضلا التضحيات الجليلة لم تشفع الذاكرة القصيرة للمسؤولين الأمنيين في الاستماع لصوته الحصيف وتمادت في الوفاء للوازمها ورواسب تجد صعوبة في الفكاك منها ، لم يخرج أحد يوم الأحد للتخريب أو التكسير أو الإخلال بالنظام العام والشعارات المرفوعة لم تتجاوز حتى تلك الخطوط الحمراء التي صنعوها لنا بعناية لذلك فالرسالة المراد إيصالها من طرف المصالح لم تكن مشفرة " نحن من نضع قواعد اللعب ووعليكم الالتزام بها أو سنضعكم خارج اللعبة بالقوة " .


على جميع القوى الحية لهذا الوطن أن تغلب مصلحة البلد فوق اعتباراتها الضيقة وهو أمر قلناه وسنكرره لكن أن نطلب من الجميع أن يحجم عن التظاهر ونخيره بين العصا الغليظة أو المبايعة فهو الحمق بعينه ، ثم ماالذي يعنيه ضرب وصفع الصحفيين والصحفيات ومنعهم من أداء مهمتهم التي لا ينحازون فيها سوى لصوت الحدث وصورة الوقائع وتعنيفهم بتلك الطريقة المشينة التي تجعل الأمر وكأنه مدبر وصادقا أتمنى أن يكون ذلك خاطئا ، لا يتعلق الأمر بلعبة شد حبل أو صراع مراهقين وعلى المصالح الأمنية باختلاف تشكيلاتها وتشعب فرقها ورجالها أن يسائلوا المرحلة السابقة و يتقبلوا واقع أنهم في خدمة الشعب وليس الشعب من سيركع تحت رحمة عصاهم الغليظة التي يحركونها متى ضاقت به السبل .


إن خيطا رفيعا يفصل بين حفظ الأمن والضرب كما يفصل بين التظاهر السلمي والتخريب ولهذا فإن القوانين والأعراف واضحة للعيان لذلك لا داعي للعب سلاح التخويف لأنه سلاح متآكل من زمن بائد يرفض متبنوه الاعتراف أن الملعب واللاعبين أيضا تغيروا ويقاومون متقنعين بفزاعات الحكامة الأمنية وحفظ الأمن العام ، الآن وقد حدث ما حدث فإن اللحظة المفصلية التي يعيشها مغربنا الآن تفرض من الكل أن يحتكم لصوت الرجحان ويذعن للعقل ولا نسقط في فخ يراد بنا أن ننساق إليه في أن نصبح أمام معركة حقيقية بين فئتين فئة " المحافظين " وفئة " طلبة التغيير " وهو شيء خطير يجب أن نلتفت إليه جميعا قبل فوات الأوان وأعرف أننا أذكى من أن ننجر إلى مزايدات سخيفة على بعضنا ونمنح هاته الفلول الأخيرة للعهد الزائل فرصة للالتفاف على عدالة قضايانا ، إنه الآن اختبار حقيقي فإما أن ينسجموا مع الرغبة التي أظهرها من يملك السلطة الأعلى في البلد أو ينسحبوا غير مأسوف عليهم ماداموا عاجزين على التأفلم مع الوضع .



#عماد_استيتو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - عماد استيتو - المخزن يرفض الخطاب