أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - عليان عليان - الثورة الليبية في خطر














المزيد.....

الثورة الليبية في خطر


عليان عليان

الحوار المتمدن-العدد: 3307 - 2011 / 3 / 16 - 08:49
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


تتعرض ثورة الشعب الليبي، التي انطلقت في السابع عشر من فبراير- شباط الماضي، الى جملة مخاطر تكاد تعصف بالإنجازات التي حققتها على الأرض، جراء عدة عوامل من ضمنها:
اولاً: تلكؤ النظام العربي الرسمي في نجدة الشعب الليبي، إذ أن قرار مجلس وزراء الخارجية العرب، بشأن الطلب من مجلس الأمن، لإقامة منطقة حظر جوي تحول دون استخدام نظام العقيد القذافي لسلاح الجو الليبي، لقصف الثوار جاء متأخراً، مما مكن كتائب القذافي، من استعادة بعض المدن على الخط الساحلي الموصل الى طرابلس" بن جواد، راس لانوف والعقيلة، البريقة" ناهيك أن هذا التلكؤ مكن هذه الكتائب، من استعادة مدينة الزاوية وغيرها من مدن الغرب الليبي، عبر استخدامها لسياسة الأرض المحروقة.
ثانيا: أن رسالة مجلس وزراء الخارجية العرب إلى مجلس الامن، بشان إقامة مناطق للحظر الجوي في ليبيا، لم تتضمن الإعلان عن استعداد الدول العربية للقيام بهذه المهمة، ولم تتضمن رفض النظام العربي الرسمي، لأن تقوم دول حلف الناتو بهذه المهمة، وبالتالي فإن قيام حلف الناتو بهذه المهمة قد يفتح على امكانية التدخل العسكري، لهذا الحلف في ليبيا بحجة انقاذ الشعب الليبي، وبالتالي يصبح ما ورد في بيان وزراء الخارجية العرب، بشأن رفض التدخل العسكري الخارجي في ليبيا ذراً للرماد في العيون، لأن من يقبل قيام الغرب بالحظر الجوي يقبل عملياً بتدخله العسكري، وعندما طرح سؤال على الامين العام للجامعة عمرو موسى، عن الحظر الجوي العربي راح يتحث عن مسالة الإمكانات ودراستها، في هروب واضح من الموضوع.
ثالثاً: أن القذافي عبر لجوئه المبكر الى القمع واستخدامه الأسلحة الثقيلة، في مواجهة انتفاضة الشباب، نقل الثورة من توجهها السلمي- على غرار ثورتي تونس ومصر- إلى حالة استخدام السلاح، خاصة بعد انضمام وحدات من القوات المسلحة الليبية للثوار في الشرق الليبي، وفي كل من مدينتي الزاوية ومسراطة في الغرب.
وبالتالي فإن القذافي نجح تكتيكياً، في إخضاع الصراع مع الثوار لمعادلة ميزان القوى الكلاسيكي، المختل بشكل كبير لصالحه بحكم إمكاناته التسليحية، على صعد اسلحة الدبابات والمدفعية والجو، إضافة الى مجاميع المرتزقة من مختلف الدول.
لقد خذل النظام العربي الرسمي، ثورة الشعب الليبي، إذ أن دول هذا النظام لم تقدم طلقة واحدة للثوار، واكتفت بارسال المساعدات الغذائية والدوائية الشحيحة للشعب الليبي، كما أن هذه الدول بحكم ارتهان معظمها للإدارة الأميركية، تريد أن تحرف الثورة الليبية،عن مسارها الوطني الديمقراطي العروبي عبر دفعها للبحث عن مساعدات عسكرية غربية، بدلاً من أن تتولى هذه الامور بنفسها.
وكان من المحزن أن تذهب قيادات المجلس الوطني الإنتقالي الليبي- مضطرة- الى باريس وغيرها طلباً للمساعدة، وكان من المحزن أيضاً أن تضطر هذه القيادات للقاء وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، في باريس وتطلب منها دعماً عسكرياً وسياسياً.
فدول حلف الأطلسي" الناتو"، وعلى رأسها الولايات المتحدة ليست جمعية خيرية، معنية بتوزيع المساعدات، انسجاماً مع أخلاق او مباديء، فهذه الدول تحدد مواقفها، ومن ثم دعمها لهذا الطرف أو ذاك بناء على منظومة مصالحها النفطية والأمنية والجيوسياسية، فإذا حصلت على وعود وضمانات من قيادة الثورة بتحقيق هذه المصالح في حدودها العليا، فإنها تقف معها، وإذا لم تحصل على وعود وضمانات، فإنها ستقف الى جانب الطرف الآخر ألا وهو نظام العقيد القذافي، إذا ما ابدى استعداداً لتقديم المزيد.
ولغة المصالح، هي التي تفسر اللغة المطاطة للإدارة الأميركية في تعاملها مع الأزمة الليبية، التي تتحدث عن انتهاكات حقوق الانسان من قبل النظام الليبي، وعن المحكمة الجنائية الدولية وان عليه ان يرحل ألخ،لكنها لم تشر إلى فقدان شرعيته بشكل كامل.
كما أن لغة المصالح لدول "حلف الناتو" هي التي دفعت الأمين العام للحلف فوغ راسموسين، لأن يربط شكلياً موضوع الحظر الجوي، بثلاثة شروط هي مدى الحاجة للحظر، والجانب القانوني ممثلاً بموافقة مجلس الامن، وموافقة دول الإقليم على ذلك، في حين أنه ينتظر عملياً نتيجة المساومات مع طرفي الصراع.
ولا بد من التذكير بحقيقة لا تقبل الجدل، وهي ان معظم دول الخليج التي وقفت إعلامياً، وشكلياً عبر الجامعة العربية مع ثورة الشعب الليبي ، لم تتخذ هذا الموقف قناعة بالثورة والفعل الثوري-خاصة أنها ضد المظاهرات السلمية وتعتبرها السعودية محرمة اسلامياً- فهي إنما وقفته ثأراً من نظام العقيد القذافي جراء الخلاف الذي نشأ بين القذافي،والعاهل السعودي في القمة العربية عشية الإحتلال الانجلو- اميركي للعراق، وما أعقب ذلك من اتهامات للقذافي، بتدبير محاولة لإغتيال العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز.
وأخيراً لست وغيري، في وضع من يسدي النصائح للثورة الليبية ، بل على سبيل إبداء الرأي نقول،أن على المجلس الوطني الإنتقالي أن يعمل، على إطالة أمد الإشتباك مع نظام القذافي ، لأن إطالة امد القتال يزيد من حالة الإنشقاقات في كتائب القذافي لصالح الثورة، وعليه ان يخلق حالة تكامل بين الثوار ووحدات الجيش التي انضمت للثورة، بحيث يخضع الثوار بحكم قلة تدريبهم ونقص مهارتهم القتالية لتعليمات وتكتيكات الجيش، هذا من جهة ومن جهة أخرى، أن يعمل المجلس الوطني الإنتقالي، على التواصل مع القوى الشعبية العربية- التي لا تزال مقصرة في نصرة الشعب الليبي- من أجل تحفيزها وتذكيرها بواجباتها القومية ، وأن لا يحصر علاقاته واتصالاته، مع الجهات الرسمية العربية والغربية فقط.
[email protected]



#عليان_عليان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتفاضة العراق: من الأسباب الى النتائج
- ثورة ليبيا رافعة لتجذير الثورات العربية
- تواطؤ أميركي وخذلان عربي رسمي للشعب الليبي


المزيد.....




- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة
- سيناريو هوليودي.. سرقة 60 ألف دولار ومصوغات ذهبية بسطو مسلح ...
- مصر.. تفاصيل جديدة في واقعة اتهام قاصر لرجل أعمال باستغلالها ...
- بعد نفي حصولها على جواز دبلوماسي.. القضاء العراقي يحكم بسجن ...
- قلق أمريكي من تكرار هجوم -كروكوس- الإرهابي في الولايات المتح ...
- البنتاغون: بناء ميناء عائم قبالة سواحل غزة سيبدأ قريبا جدا
- البنتاغون يؤكد عدم وجود مؤشرات على اجتياح رفح


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - عليان عليان - الثورة الليبية في خطر