أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - ميشيل نجيب - التعديلات الدستورية والجهل العام














المزيد.....

التعديلات الدستورية والجهل العام


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 3306 - 2011 / 3 / 15 - 18:05
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


فى رؤية حقيقية لما قدمه الجيش أو المجلس الأعلى للقوات المسلحة المسئول عن حكم مصر الآن، سنكتشف أنه قدم مجموعة من القرارات السطحية التى تحاول إرضاء وأمتصاص الغضب الشعبى، لكنها فى النهاية قرارات أغلبها تميل إلى الفكر المباركى لأنه واضح فيها أنها قد تم إعدادها مسبقاً، أى أننا مازلنا فى نفس الدائرة السياسية التى قد تعيدنا إلى الوراء مرة ثانية؟
تعديلات دستورية هكذا وصفها أصحابها ورجال الإعلام والجيش، لأنها لا تخرج عن فكرهم، لكن الأغلبية من القوى السياسية الوطنية رفضت تماماً تلك التعديلات، لأنها لا تعبر عن روح الثورة والتغيير المفروض إحداثه فى النظام السياسى الجديد، ولم يتم مناقشة تلك التعديلات قبل وضعها مع شباب الثورة، بل وجدنا المجلس الأعلى للقوات المسلحة وهو السلطة الحاكمة فى مصر، أختار أسماء اللجنة وكذلك أختار رئيس اللجنة التى سيناط بها مسئولية عمل هذه التعديلات، دون أخذ رأى إئتلاف شباب الثورة.
كنت أعتقد أن المجلس العسكرى للقوات المسلحة سيكون المظلة التى تحتمى بها الثورة، لكن الواقع كشف عكس ذلك وأنهم فى وادى وبقية الشعب وثورته فى وادى آخر، وأنهم لم يأتوا لحماية الحرية التى ينشدها كل مواطن، لكنهم جاءوا لمحاصرة تلك الحرية بتعديلات دستورية أفاض الكثيرين على الأنترنت فى شرحها وعدم دستوريتها وأبتعادها عن المنطق الوطنى، بل وجدنا الذين يقولون عن أنفسهم أنهم سيرشحون أنفسهم لمنصب رئاسة الجمهورية، يرفضون تلك التعديلات الدستورية أيضاً.

لاحظ الغالبية من الكتاب والمثقفين الصمت الذى أكتنف وسائل الإعلام حول تلك التعديلات، ولم يحاول أحد القيام بشرحها ومالها وما عليها ومقدار ما تحتويه من أفكار جديدة تخدم الثورة والفكر المصرى المعاصر، وأن هذه التعديلات لا جديد فيها بل هى مجرد تلاعب بالكلمات ولف ودوران، فى كل ذلك كان الجميع ينتظر من قنوات التلفزيون الرسى أن يستضيف فى أكثر من برنامج مثقفين وسياسيين ليشرحوا للمواطن طبيعة هذه التعديلات، وعلى أساس فهمه لذلك سيذهب يوم الأستفتاء ليقول كلمته.
إن نسبة الجهل الكبيرة المنتشرة فى المجتمع المصرى، أستغلتها القوى المناهضة للتغيير والحداثة، وقامت بحملات كبيرة لإقناع الناس بالتصويت لصالح تلك التعديلات، وكان واضحاً تضامن القنوات التلفزيونية والفضائية فى التعتيم الكامل على مضمون تلك التعديلات وعيوبها وما كانت الثورة تريده من دستور جديد يحمل فكرها الجديد بعيداً عن العمليات الجراحية الفاشلة.

نسبة الأمية فى المجتمع تدفع بالأفراد إلى أن يستقوا معلوماتهم من القنوات التلفزيونية، لكن أصابتهم خيبة أمل كبيرة عندما لم يجدوا ما يرضى شغفهم بتفاصيل تلك التعديلات، بل وصل الأمر ببعض القنوات التى لا تعرف الحياد، بأن قامت بتشجيع المصريين على التصويت لصالح التعديلات بوصفها أنتصاراً كبيراً للثورة المصرية.
وبعيداً عن صواب أو خطأ تلك التعديلات وطريقة أختيار رئيس اللجنة وأعضاءها الذين لا يمثلون فئات المجتمع المصرى، إلا أننا ننتظر فى هذه المرحلة الصعبة من تاريخ مصر الحديث ومن تاريخ الثورة الشعبية المصرية، أن نجد الأفراد الذين يتمتعون بالضمير الأمين لتتضافر الجهود من أجل نجاح أهداف الثورة الحقيقية من ديموقراطية وحرية فى دولة مصرية مدنية.
لكن يبدو أن لكل نظام يسقط شياطينه التى تبقى بعده تحارب أنتصار الثورة الشعبية، شياطين يقفون إلى جانب الفكر الظلامى البائس وأصحاب الأفكار الأستغلالية التى تريد الوصول إلى كرسى الحكم ولا يهمها الشعب ولا ثورته، شياطين يعرفون كيف يحركوا المجتمع ضد مصلحة نفسه ويستخدمون البلطجية والأفكار الخبيثة التى تحرك العواطف وتطمس العقول عن التفكير، لإحداث الفوضى فى المجتمع لتصوير الوضع المصرى بأن الثورة قد فشلت.

مما نراه من أعمال عنف وصدامات دينية، هل يعنى ذلك أن الثورة أصبحت تتعرض للتشويه الحقيقى والعمدى على مستوى عالى ورفيع من جانب رجال وقادة أصبحت مصر الآن فى أيديهم ؟ أم أن هذا التشويه له علاقة بالنظام القديم ؟ أسئلة تحتاج إلى إجابة وتأكيد سريع من قادة المجلس العسكرى الحاكم فى مصر حتى لا تنفلت الأمور من بين أيديهم، وعندما تحدث جرائم أخرى فى المجتمع المصرى، لا يقول أحد أن المجلس الحاكم قد تراخى فى أداء واجباته نحو المواطنين.
فى هذه المرحلة من الثورة المصرية الشعبية، يستطيع الباحث المدقق أن يرى الغضب الشعبى قد أصابه الخمول الفعلى، وهناك قوى أخرى تنظم صفوفها لأستقطاب أكبر عدد من المصريين لصالح أهدافهم السياسية، وذلك لحثهم على التصويت بنعم أو لا ، فى الوقت الذى لا نرى ولا نسمع أصوات شباب الثورة ولم يخرج منهم قادة يقولون كلمتهم للشعب المتعطش لرجال أمناء صادقين يعملون من أجل مصر وشعب مصر، لأن الجهل العام الذى سيطر لمدة ثلاثين عاماً على المجتمع، أحدث إعاقات كبيرة فى فكر الشعب وليس من السهل القضاء عليه بين يوم وليلة، لذلك كانوا يحتاجون إلى شباب الثورة فى هذا الوقت البالغ الأهمية من تاريخنا المعاصر.

إئتلاف شباب الثورة عليه التحرك سريعاً قبل أن يُسحب البساط من تحت أقدامهم، وعليهم التأكيد على أهمية إقامة الدولة المدنية الحديثة القادرة على تحديث الإنسان والمجتمع، دولة الحرية الإنسانية والعدل والمساواة، دولة مصر العصرية التى تؤمن بالحداثة ومواكبة روح العلم والأبداع نحو حياة أفضل لكل إنسان فى مجتمعنا المصرى.



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حمى الدكتاتورية وليس الديموقراطية
- هذا وقت الأمم المتحدة
- ملك ملوك أفريقيا
- الحكام العرب لماذا يفهمون متأخرين
- إنتصار ثورة الشباب المصرية
- ألف مبروك يا مصر
- عبثية الغضب والمعارضة الهزلية
- لماذا يردد الناس أسم مبارك
- إرحل .. إرحل يا مبارك
- رسالة إلى مبارك الرئيس السابق
- عظيمة يا مصر
- موعد رحيل مبارك
- الغضب والثورة المصرية
- قتل النفس حرام وتفجير الآخرين حلال
- أنتحار جماعى وأمراضنا النفسية
- فضائية الحوار المتمدن
- الأمراض النفسية للشعب المصرى
- ألف مبروك يا شعب تونس
- تفجير مصر وكنيسة القديسين بالأسكندرية
- عام جديد بين بنى البشر


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - ميشيل نجيب - التعديلات الدستورية والجهل العام