أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند حبيب السماوي - التظاهرات في العراق تفقد زخمها !














المزيد.....

التظاهرات في العراق تفقد زخمها !


مهند حبيب السماوي

الحوار المتمدن-العدد: 3306 - 2011 / 3 / 15 - 11:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أصبح واضحاً، وعلى نحو لا يقبل الجدل والمماحكة، أن التظاهرات الشعبية التي اندلعت في بعض محافظات العراق في يوم 25 من الشهر الماضي، فيما تم تسميتها حينها بـ"جمعة الغضب"، قد أخذت تنحسر في إعدادها وتخفت جذوة اتقاد حماستها وتفقد الدعم الشعبي الذي تعاطف معها في أول مرة، فضلاً عن تقهقر بعض الأبواق الإعلامية التي كانت تعزف أنغامها،على وتر التظاهرات، بنشاز سياسي مكشوف على المراقب والمتابع للأحداث ومجرياتها في العراق.
ولم يَظهر الانحسار في أعداد المتظاهرين في الجمعة الأخيرة المصادفة 11-3-2011 فحسب، بل بدا هذا الأمر في الجمعة التي قبلها، حيث أشارت بعض وسائل الإعلام، التي نثق بإخبارها ونعتبرها موضوعية نوعا ما، أن المتظاهرين هم اقل عددا من نظرائهم في الجمعة الأولى، وجاء العنوان التالي العريض في صحيفة لوس أنجلس تايمز، بتاريخ 5-3-2011 أي بعد يوم من تظاهرة الجمعة الثانية، ليؤكد حقيقة تناقص الإعداد ليقول " تظاهرة عراقية جديدة أصغر وأقل عنفاً وسط إجراءات أمنية مشددة".
وفي الوقت الذي خففت فيه القوات الأمنية العراقية من إجراءاتها الأمنية ورفعت حظر سير المركبات التي كان احد العوامل الحاسمة في الحد من مجيء الكثير من المتظاهرين في الجمعة الأولى في ساحة التحرير، وجدنا، وهذه مفارقة سنفسرها أدناه، أن التناقص بدا واضحاً في المنحني البياني لعدد المتظاهرين حيث انخفض من 5000 شخص في التظاهرة الأولى إلى 050 في التظاهرة الأخيرة بحسب تقدير وكالة الصحافة الفرنسية.
فكان من المفترض، أن يقتضي زوال العوامل التي كانت تحول دون حضور مزيدا من المتظاهرين لساحة التحرير، أن تحدث زيادة في وتيرة التظاهرة عددا وحماسة، لكن ما حدث هو العكس تماما أذ انحسر العدد وتقلصت الحماسة أيضاً، بحيث شكل صدمة لمن راهنوا أو حلموا أن بإمكان هذه التظاهرات أن تزداد وتُحدث أثرا سياسيا تظهر تجليّاته على معالم النظام السياسي في العراق بعيدا عن جوهر الهدف الأساسي من التظاهرة المتعلق بتوفير الخدمات للمواطن ومحاربة الفساد وإنهاء البطالة وليس تغيير النظام على حد تعبير السيد مايكل كوربن مساعد نائب وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط وكما نشرها موقع مركز دراسات واشنطن بتاريخ 9 -3 -2011.
الآن علينا، بهدوء علمي ورصانة بحثية، بعيدة عن الانحياز والمحاباة التي تتصف بها اغلب التحليلات والقراءات التي تتعلق بهذه التظاهرات، أن نتساءل عن السبب الذي أدى إلى أن يقل عدد المتظاهرين في الجمعة الأخيرة مع العلم أن الظروف التي تهيأت لها كانت أفضل من الجمعتين اللتين سبقتهما مما يفترض، على الصعيد النظري، أن تتجاوز في إعدادها نظيرتيها السابقتين ؟
الجواب عن هذا السؤال لا يخرج عن أحد الأسباب التالية:
أولاً:
أن المتظاهرين اقتنعوا بالفترة التي منحها رئيس الوزراء لتقويم عمل حكومته وهي 100 يوم، فضلا عن استقالة محافظ البصرة وبابل وأمين العاصمة، وفي ال 100 يوم مجال معقول لإحداث تغيير، ولو كان بسيط نوعا ما ، يمكن أن يشعر به المواطن البسيط .
ثانيا:
شعور المتظاهرين بعدم جدوى التظاهر، وإصابتهم باليأس الناتج عن إحساسهم أنهم غير قادرين على تغيير الواقع الخدماتي المزري في العراق.
ثالثا:
أن الجهة التي تحرك التظاهرات قد توقفت عن حث المتظاهرين على الخروج للتظاهر او الترتيب سلفا لقيامها.
رابعا:
المضايقات الحكومية للمتظاهرين أنتجت نوعا من الإحباط الذي جعل الكثير منهم ينصرفون عن التظاهر.
خامسا:
أن المتظاهرين شعروا بأنهم ضايقوا المواطن العراقي الاعتيادي الذي بسببهم عطّل الكثير من أعماله التي كان يؤديها يوم الجمعة بسبب فرض حظر تجوال المركبات.
سادسا:
عدم حصول المتظاهرين على مساندة حقيقية من قبل الشعب العراقي الذي لا توجد نسبة تُذكر بين من تظاهر وبين من لم فضل الجلوس في بيته ومراقبة مجريات الإحداث.
سابعا:
المهلة التي منحها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر للحكومة وهي ستة أشهر والاستبيان الذي قام به أنصاره ساهم في هذا الأمر، حيث أن العديد من المتظاهرين هم من أنصار التيار أو من فئة الشباب المتعاطفين معه، وهم الآن في حالة انتظار وترقب للمهلة التي منحها الصدر مع ال 100 يوم التي أعطاها رئيس الوزراء لحكومته.
ثامنا:
الأخطاء والتجاوزات التي ارتكبها بعض المتظاهرين ساهمت أيضا في إفشال هذه التظاهرات فضلا عن العشوائية والتخبط الذي اتسم به بعض منهم ، اذ ماذا نسمي قيام المتظاهرين برفض لقاء ممثل رئيس الوزراء من اجل نقل مطالبهم إلى الأخير ؟ أليست هذه حماقة سياسية تنم عن عشوائية وعبثية ممن رفضوا ذلك اللقاء !.
تاسعا:
تسييس التظاهرات وقيام بعض الجهات السياسية بإقحام أسماء معينة فيها من اجل النيل منها، ولهذا شعر بعض من المتظاهرين أن القضية أصبحت تصفية حسابات مع الحكومة ورئيس وزرائها وليس قضية مواطن عراقي يطالب بخدماته.
كل هذه الأسباب، أو بعضا منها، ساهم، الى حد كبير، بتقليل حجم التظاهرات وذهاب القسم الكبير منهم الى بيوتهم مكتفين بالحضور في أول جمعة وربما الثانية أيضا فضلا عن وعود الحكومة لهم بتحسين الوضع وتوفير احتياجاتهم ولو بعد حين، مع الأخذ بنظر الاعتبار
أن " البرود" الذي شهدته التظاهرات سوف يصطدم بعد عدة أشهر بحرارة الصيف وانتهاء وعد الحكومة العراقية وتحضير التيار الصدري لتظاهراته وحينها سوف يكون للتظاهرات حسابات أخرى ودرجات حرارة مختلفة عما وصلت إليه الآن!.



#مهند_حبيب_السماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صحافة الارتزاق وبؤس الثقافة الأمنية !
- هل تعي الحكومة العراقية ما ورد في بيان السيستاني !
- ليس بالديمقراطية وحدها يعيش الشعب العراقي !
- مُبارك واحد... خيرٌ من عشرين مبارك !
- المطربة بيونسي عذراء ..هل تعلمون !
- كربلاء وسيل التفجيرات الانتحارية !
- مالذي تعنيه عودة مقتدى الصدر بالنسبة للأمريكان ؟
- انهم يدفعون العراق نحو أيران!
- من يمثل تركمان العراق ؟
- هجمات السويد ...ارهاب في رقعة جديدة !
- حكومة الاغلبية السياسية...هي الحل الناجع !
- الحمد لله...خسر المنتخب العراقي !
- حينما يجيب الرئيس طالباني الصحافة!
- أخطاء جديدة ل-مؤسسة كارنيغي- بشأن العراق !
- تقاسم مغانم ام تقاسم سلطة !
- انتحار سياسي للقائمة العراقية !
- عن أي أمن مُستَتِب تتحدثون ؟
- وعند - هولير - الخبر اليقين !
- نهاية مُخجلة ومتوقعة لقنوات التحريض والكراهية !
- المالكي .. ونهاية الديمقراطية في العراق !


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند حبيب السماوي - التظاهرات في العراق تفقد زخمها !