أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ثامر الحاج امين - -ترابك هذاالمر ... حبيبي- قصائد مشتعلة بالاحتجاج والغضب















المزيد.....

-ترابك هذاالمر ... حبيبي- قصائد مشتعلة بالاحتجاج والغضب


ثامر الحاج امين

الحوار المتمدن-العدد: 3306 - 2011 / 3 / 15 - 11:29
المحور: الادب والفن
    


"هذا التراب المر ..حبيبي"
قصائد مشتعلة بالاحتجاج والغضب

ثامر الحاج امين

عندما تستعرض تاريخ تجربة ابداعية ، وتكتشف قدرتها على التواصل بالعطاء المميز في ظروف مختلفة وثباتها على ذات الخطى والمواقف التي انطلقت منها ونسجت خيمتها الإبداعية ، فهذا مؤشر على أصالة هذه التجربة ، وصلابة الأسس التي تقف عليها وتديم حضورها في المشهد الإبداعي ، فمنذ مطلع السبعينيات وأنا قريب من تجربة الشاعر " علي الشباني" ومتابع لعطاءها ودورها الريادي في حركة الشعر الشعبي العراقي ، فقد وجدت فيها مشروعاً مخلصاً للنهوض بالقصيدة الشعبية الى المستوى الذي يليق بها كرافد من نهر الثقافة العراقية . وهذا ما يؤكده ديوانه الجديـــد " هذا التراب المر .. حبيبي " الصادر مؤخرا عن دار الرواد والذي قدم ّ له القاص "سلام إبراهيم " حيث تلمس عبر أكثر من عشرين قصيدة ضمها الديوان أصالة هذا الصوت الشعري الذي شكلّ مع أسماء قليلة مدرسة شعرية كانت اٍمتداد لتجربة النواب الكبير . فهي قصائد مشغولة بهموم الإنسان ومنحازة إليه في صراعه ضد مستغليه ، مؤكدة ذلك من خلال التحريض على مواجهة القوى التي تحاول النيل من حريته وكرامته:
ياماي الجبل يمته تفيض الهور
ياهور الشعب ، يمته الگصب يزعل
مو دم الشرف ساح وهدم الأسوار
مو وسع المقابر جزعّ الأسوار
مو ساحت نذالتهم على الأفكار
ولا يكتفي بهذا الخطاب المشحون بالغضب ، بل يحاول أيضا استنفار همم الشرفاء من خلال استحضار صور التاريخ العراقي المشرق والتغني بمآثر شعبه وقيمه النبيلة :
يا شعب الشهادات المشت نشوانه بالنيشان
يتقدسّ ترابك ... ياوطن ... يندار
تسجد للعذاب البيك ... وتصلي
ويزود العالم بحزنك نبض يغلي
وعن لجوء " الشباني " في الكثير من اشعاره الى توظيف رموز المثيلوجيا الشعبية والى رموز شيعية اخرى مثل" الحسين" و"صاحب الزمان" الذي اتخذ منهما رمزان للثورة والخلاص فان استخدام هذه الرموز جاء للتورية ، ووسيلة للتخلص من رقابة السلطة ،فهي لم ترتبط بواقعة او بحكاية محددة انما هي تعبير عن هم فردي ، ولاأتفق مع ماجاء في المقدمة من انه لجأ اليها بسبب ( اليأس من اليسار الضعيف الفعالية ) ، ذلك ان جل قصائده التي وظف فيها هذه الرموز قد كتبها في مرحلة مبكرة من نضوجه السياسي والفكري والشعري ، وهو ما تؤكده قصائده المبكرة ومنها قصيدة "صاحب الزمان" التي كتبها في اواخر الستينيات :
( ياصاحب ) بچت مهضومه كل دنياك
وأتعناك
يلتغسل دهر يمناك
ياسورة غضب ماجاي شيلة راس
ياصبر المسيح وشيمة العباس
ياسيف اليصفي الناس ... من الناس
لقد ظل "الشباني " رغم الانكسارات ، شاعرًا مخلصاً لأفكاره ، متوردا بالأمل واليقين من صواب مسيرته وقناعاته، يجسد ذلك بوضوح في منلوج تحكيه قصيدة ( هموم عراقية ) :
يلتعب بيك البحر .. مامش جرف لليل
يلمشت كل المنايا لصوبك المهيوب .. وانت
دارت الـچيلات بحزامك خرز
وأنت بالشدات حيل اتدورها
الك بالثورات غيرة محزمة ، وللناس ليل ابخورها
وكيف له ان يشطب على تاريخه وتجربته النضالية المريرة ،المطرزة بالصمود والاٍباء والعذابات ويتركها لنهش الشامتين ، وهو كثير ما تغنى بها ( يلممشاك كل خطوة مسارات ... وصبر ليل انترس بيبان ) ، فها هو في قصيدة ( قهر) يؤكد اعتزازه وهديه بنور ذلك السِفرْ الطويل :
ظل ضاوي
ظل ضاوي يعمري بكثر ما يضويك ذاك الراي
ظل راوي حبيبي بكثر مايرويك نفس الماي
وفي قصيدة " ليل التتر" التي تعد واحدة من أهم قصائد الديوان لما فيها من ثراء وتنوع في الصورة الشعرية اضافة الى جرأة واضحة ، استطاع الشاعر ان يشيع في نفس القاريء حالة من السخط على مايراه من مأساة عاشها الانسان العراقي في ظل انظمة القمع، فهي بانوراما صورت واقع الحياة العراقية أبان حرب الثمانينيات حيث ترى فيها حجم السقوط الاخلاقي والسياسي للطبقة الحاكمة :
موتك يالعراقي .. البيه طعم .. ومبادل الدولار
موتك حطب ، حتى النار
تسري بكل زرع مبخوت
جيش من الكلاب السود ، شو رايتهم الدولار
وانت تموت ..
بس كون الخليفة يدوم
ليله وعسكره المسموم
كما يصورّ في هذه البانوراما العراقية التردي الذي صار عليه الواقع الثقافي بسبب خيانة البعض ممن يحسبون على الثقافة لرسالتهم وتهافتهم على العطايا والمكرمات التي كانت السلطة تشتري بها الذمم والولاءات:
يصعد ع المنصة الوسخة نص شاعر بطول نعال
يرگص للدراهم حيل
يطحن بحضن الخليفة .. وتنزل اشعاره تبن
واسعار الذمم تلفانه .. بسنين الحروب الوسخة
وانصاف الزلم تترادس بلا ساس
منخل شيخهم ، من كثر مابيه عيب
ويستمر صوت الغضب يهدر في اكثر من قصيدة من قصائد الديوان ، غضب لم يكن وراءه موقف ذاتي ، بل اصطفاف وتضامن مع كل ضحايا القهر والاستبداد ، فالشاعر ينظر حوله فلا يرى الاّ الموت والخراب وهو يهتك بالبشر والحجر :
بولايه تزغر كل صبح ...
بيها البشر عودان .. يبست بالجذر
تابوت كل شارع ...
شمس مصلوبه.. ومهدله الزلوف الظهر
والحيطان باحزان الكتابات الحزينه تطول...
كل شارع رمح ... من تمشي يتلگاك
وفي قصيدة " قهر " يطل علينا وجه آخر للشاعر ، وجه يجسد حالة الانكسار بكل ماتحمله من حزن وهزيمة ، وكأنه بهذه الاطلالة اراد ان يعرض قبح من تسبب بهذا الألم ، واحتجاج بوجه من أساء لجمال الروح ونقاءها :
شسولف من لذت بالليل
شفت الذله تمشي وياي
تشرب بالعطش وياي
بالنوم وحلمها وياي
صحت ياناس ولكم هاي
فرس مجنون داستني بحوافرها...
ومشت بيّ تطوف بكل ميادين القهر .. والخوف
ولكن رغم هذا الحصار وتلاحق الخيبات ، نرى الشاعر لايستسلم ولايهرب ذليلاً الى الضفة الاخرى ، انما يجد الخلاص من ذلك في استحضار من هو قادر على اضاءة ظلمة ايامه ، فهو في قصيدة " سماء... سماء " يناجي الحبيبة ان تطل بوجهها لتروي ظمأ القلب :
مري يحبيبه الشته يدگ باب روحي
ومالي حيل ويه السفر تگضي السوالف
وانتٍ باول زخه.. نجمه زغيره نزلت بالسوالف
لقد أكد علي الشباني في ديوانه الجديد انه نخلة عراقية لاتكف عن العطاء ، نذر نفسه بمحبة ( احط روحي نهر واگعد جرف للناس ) ولايزال نهرا متدفقا بالعطاء والابداع وجرفاً يمنح شاطيء الشعر الخضرة والجمال .



#ثامر_الحاج_امين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عصر الثورات الحضارية
- حوار مع الشاعر والكاتب العراقي المغترب - كريم عبد - ماينقصنا ...
- نخبك ياظلام
- قراءة في كتاب - الشعر فاعلا اٍرهابياً -
- ثمة نور خلف ... - أبواب الليل -
- ضوء من التاريخ في رواية - بسمائيل -
- رواية -الحياة لحظة- في جلسة نقدية
- تعسف القوانين .. المادة (200) عقوبة الاعدام انموذجا
- الثقافة القانونية .. طريق للبناء الحضاري
- الشاعر - صلاح حسن -.. ينفض رماد مسلته
- - كلاب الآلهة - .. شهادة بيضاء عن حقبة سوداء
- -ملتقى الوركاء للثقافة والفنون-..خطوة فريدة
- هل يفعلها العراقيون.؟
- -جدل-...اشراقة على عالم الثقافة
- الجدار الثقافي في الديوانية .. يحتفي بالروائي-سلام ابراهيم-
- -الارسي- الوجه الاخر للتجربه
- التكريم يأتي في أوانه
- قفشات من اوراق كزار حنتوش
- -اوراق من ذاكرة مدينة الديوانية- .. سيرة مدينة طيبة
- الروائي -علي عبد العال- العودة الى الرحم


المزيد.....




- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ثامر الحاج امين - -ترابك هذاالمر ... حبيبي- قصائد مشتعلة بالاحتجاج والغضب