أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نادية حسن عبدالله - الفوضى الخلاقة وثورة الشباب العربي















المزيد.....

الفوضى الخلاقة وثورة الشباب العربي


نادية حسن عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 3305 - 2011 / 3 / 14 - 03:16
المحور: حقوق الانسان
    


انتشر مصطلح "الفوضى الخلاقة أو الفوضى البناءة" الذي صدر عن إحدى مؤسسات الأبحاث الأمريكية بشكل كبير في عالمنا العربي منذ احتلال العراق. صرنا نستخدمه يوميا لتفسير السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط ولتفسير كل الحركات التي تشهدها دولنا العربية. إذا انطلقت تظاهرة في هذه الدولة أو تلك فانطلاقها هو من أثر "الفوضى البناءة" ، وإذا حدث إشكال أمني في منطقة ما من الدول العربية، فهذا من أثر "الفوضى الخلاقة" حتى أن ثورات شبابنا في تونس ومصر وليبيا واليمن تم تصنيفها من قبل البعض بأنها ضمن المخطط الأمريكي لنشر الفوضى الخلاقة في وطننا العربي.
كبرنا ونحن نعتقد بأن خلف كل حدث مهم مؤامرة، حتى وصلنا إلى مرحلة صرنا فيه نتهم القوى الغربية بكل كارثة تحل بدولنا العربية، وبأنهم يديرون الأحداث السياسية التي تخص منطقتنا من وراء الكواليس.

هل سبب ذلك لأننا نكره عناء البحث في الأسباب؟ وأنه من الأسهل لنا ان نتهم القوى الغربية بالتآمر على مصالحنا العربية؟ من المؤكد أن منطق المؤامرة لا يزال يتحكّمُ في طريقة تفكير شرائح واسعة من العرب، إلا أن البحث في تفسير الأشياء تفسيرًا علميًّا يحتاج إلى جهد وبحث ومعرفة دقائق الأمور، والقدرة على التحليل والتركيب.

وهكذا تبدو "الفوضى الخلاقة" جوابا جاهزا لتفسير كل الوقائع السياسية التي تشهدها بلداننا هذه الأيام كما كانت من قبل نظرية المؤامرة تفسيرا مريحا لوقائع ذات طبيعة مشابهة .

ويقتنع بهذه النظرية بشكل خاص، الذين لا يؤمنون بقدرات الشعوب وطاقاتها وعنفوانها على الثورة، فيجدون مبررات كثيرة لاتهام القوى الغربية العظمى بأنها المخطط والمنفذ لثورات الشباب العربي.

فمثلا نجد القذافي وصالح يوجهون الاتهام إلى (إسرائيل) والولايات المتحدة بإدارة موجة الاحتجاجات الجماهيرية التي تعم العالم العربي. قال صالح "هناك غرفة عمليات لزعزعة الوطن العربي في (تل أبيب) وهؤلاء المتظاهرون ما هم إلا منفذين ومقلدين`. كما قال أن غرفة العمليات موجودة في `تل أبيب` وتدار من قبل البيت الأبيض!! واتهم صالح المتظاهرين بأنهم `يدارون من الخارج`، وأن الإنفاق عليهم يأتي من أموال صهيونية!!"

وهذا الكلام يذكرنا بما بثته وسائل إعلام النظام المصري السابق عند إندلاع ثورة الشباب المصري 25 يناير حيث تم توجيه الاتهامات إلى الشبان المنتفضين بأنهم يتلقون معونات خارجية مشبوهة !!.. وأنهم ينفذون أجندات أجنبية مشبوهة!.

بالتأكيد ان المصالح الإسرائيلية والأمريكية تقتضي ان يقوموا طوال الوقت بالبحث عن أساليب وطرق جديدة للسيطرة على المنطقة العربية. وكلنا نعرف انهم غيروا أساليب تعاملهم مع الدول العربية بعد فشلهم في العراق وأفغانستان، وانهم بحاجة إلى استراتيجيات بديلة للحرب، يستطيعوا من خلالها السيطرة على المنطقة العربية بشكل مقبول دولياً ويتناسب مع التوجهات الدولية في مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان.
نعرف أنهم يريدون ان يحسنوا من صورتهم لدى الشعوب العربية، التي كانت تحرق العلم الأمريكي في كل مظاهرة وتصرخ " الموت لأمريكا" والتي لم نسمعها خلال ثورات الشباب العربي، وهنا لا بد من التوقف عند هذا الموضوع ملياً، والبحث عن الأسباب، هل كان الشباب العربي يريد الدعم العالمي لثوراته، ولا يريد خلط الأمور الخارجية بالداخلية؟ أو أنه يريد تحقيق إنجازات الثورة بشكل تدريجي؟، بحيث يحظى بالاعتراف والمساندة الدولية أولاً...

بالتأكيد، هناك أساليب جديدة للتعامل مع الواقع العربي،ونجد ان الكثير من الأبحاث تركز على الأسلوب الأمريكي الجديد للتعامل مع الشرق الأوسط الكبير أو الحديث أو الجديد.... كما يسمونه من خلال استراتجيات تعتمد "الفوضى الخلاقة".
وقد ربط الكثير من الساسة والسياسيين بأن ما يحدث اليوم في وطننا العربي مرتبط بنظرية “الفوضى الخلاقة” أو “البناءة” التي تبنتها الولايات المتحدة الأمريكية كاستراتيجية جديدة للعمل في الدول العربية،، لتبدو اليوم أكثر إصرارًا على الاستمرار بتنفيذها؛ بدافع أن تلك الفوضى بدأت تؤتي ثمارها الخلاقة

ولكن ما هو مفهوم "الفوضى الخلاقة" وخاصة ان عدد من الباحثين ركزوا في أبحاثهم بأن الفوضى الخلاقة هي واحدة من المؤامرات الجديدة على عالمنا العربي؟

مفهوم الفوضى الخلاقة

الفوضى الخلاقة، مصطلح أدرجته الإدارة الأمريكية مؤخرا وردده كبار مسؤوليها، حيث إن الفوضى التي تفرزها عملية التحول الديمقراطي في البداية هي من نوع "الفوضى الخلاّقة" التي ربما تنتج في النهاية وضعا أفضل مما تعيشه المنطقة العربية حاليا!!
وهي مصطلح أطلقه نظرياً بعض أهل اليمين السياسي الأميركي تجاه مسارات التغيير في الشرق الأوسط، ومفاده أن هذه المجتمعات، وتلك القريبة منها في المنطقة، هي مجتمعات راكدة سياسياً. ولكي يتحرك ركودها، لا بد من إحداث شيء من الفوضى والخلخلة حتى يحصل التغيير، وفي ظنهم، أنه تغيير نحو الأفضل، أو ربما كان تغييراً من أجل التغيير فحسب ".

وفي الحقيقة تعني الفوضى الخلاقة وفق مفهومهم "السعي الإستباقي نحو تفكيك كل المواقع والجغرافيات المفترض أنها تشكِّل مصادر تهديد لأمن ومصالح أميركا في العالم".

غير انه في حقيقة الأمر، يعتبر هذا المفهوم قديم ولم تخترعه مراكز الأبحاث الأمريكية، فهم قديم قدم كتاب [ الأمير]، قال ميكافيللي في كتابه:

الشجاعة تُنتج السلم
والسلم يُنتج الراحة
والراحة يتبعها فوضى
والفوضى تؤدي إلى الخراب
ومن الفوضى ينشأ النظام
والنظام يقود إلى الشجاعة .

في عام 1942، أصدر عالم الاقتصاد النمساوي جوزيف شامبيتر كتابه الشهير عن "الرأسمالية والاشتراكية والديموقراطية"، وتأتي شهرة هذا الكتاب، من خلال طرحه (أطروحة "التدمير الخلاق")

يقول شامبيتر متحدثا عن الرأسمالية: " ليس القديم بالرأسمالية هو الذي يفرز الجديد، بل إن إزاحته التامة هي التي تقوم بذلك... والذي يتمترس وراء الإزاحة إياها إنما هو المقاول المبدع الذي يثوي خلف السلعة الجديدة والمزج الإنتاجي الجديد والسوق الجديد ومصادر الطاقة الجديدة...هو نظام تقدمي بالتأكيد حتى وإن بدا ظاهريا غير مرغوب فيه". "إن المنافسة الهدامة...هي أيضا تدمير هدام يساهم في خلق ثورة داخل البنية الاقتصادية عبر التقويض المستمر للعناصر الشائخة والخلق المستمر للعناصر الجديدة ".

وقامت مراكز الدراسات الاستراتيجية الأمريكية إلى أعادت إحياء (أطروحة شامبيتر) وتطوعها لتصبح الأسلوب الجديد في علاقة الولايات المتحدة بالدول العربية ، وهي تهدف بذلك إلى توفير مبررات لاحتلالها للعراق وتريد ان تؤكد انه كان الحل الوحيد أو "الممر الطبيعي والضروري" لبناء الدولة عبر التدمير وإعادة "البناء الإيجابي"...تماما كما يعمد مقاول شامبيتر إلى ذلك.


لماذا استراتيجية الفوضى الخلاقة؟

يعتقد أصحاب وأنصار الفوضى الخلاقة بأن دعم حالة من الفوضى وعدم الاستقرار؛ سوف يؤدي حتماً إلى بناء نظام سياسي جديد، يوفر الأمن والازدهار والحرية. وهو ما يشبه العلاج بالصدمة الكهربائية لعودة الحياة من جديد. غير أن ثمة أهدافاً متوارية تهدف الولايات المتحدة إلى تحقيقها بتلك الفوضى. وقد ترافق مصطلح الفوضى الخلاقة، موت العالم العربي ككيان سياسي واقترح استخدام مصطلح "الشرق الأوسط الجديد" بدلا من "العالم العربي"،

وقد اتبعت هذا الأسلوب سابقا عقب انهيار جدار برلين وسقوط الشيوعية وتفكك الاتحاد السوفييتي. حيث اعتمدت إستراتيجية الفوضى الخلاقة في التعامل مع الجمهوريات المستقلة، والعمل على تغيير الأنظمة والجغرافيا عن طريق الفوضى الخلاقة ،
وتقوم مؤسسة "واشنطن لسياسات الشرق الأدنى بدور لا يقل أهمية عن المؤسسة السابقة في صياغة نظرية الفوضى الخلاقة،

"حيث أن الاستراتيجية الرئيسية لنظرية الفوضى الخلاقة تركز على اعتبار الاستقرار في العالم العربي عائقا أساسيا أمام تقدم مصالح الولايات المتحدة في المنطقة، ولذلك لا بد من اعتماد سلسلة من التدابير والإجراءات تضمن تحقيق رؤيتها التي تطمح إلى السيطرة والهيمنة على العالم العربي، الذي يمتاز بحسب النظرية، بأنه عالم استراتيجي وغني بالنفط الأمر الذي يشكل تهديدا مباشرا لمصالح الولايات المتحدة، وينادي أقطاب نظرية الفوضى الخلاقة بان استخدام القوة العسكرية لتغيير الأنظمة ليست ناجحة، كما حدث في أفغانستان والعراق، وأنه من الضروري تبني سياسة جديدة تركز على تشجيع وتأجيج المشاعر الطائفية وتوظيفها في خلق الفوضى، كما هو الحال في التعامل مع الوضع اللبناني والعراقي".
تعتمد نظرية “الفوضى الخلاقة” في الأساس على ما أسماه الأمريكي “صموئيل هنتجتون” بـ”فجوة الاستقرار”

"وهي الفجوة التي يشعر بها المواطن بين ما هو كائن وما ينبغي أن يكون، فتنعكس بضيقها أو اتساعها على الاستقرار بشكل أو بآخر. فاتساعها يولد إحباطاً ونقمة في أوساط المجتمع، مما يعمل على زعزعة الاستقرار السياسي، لاسيما إذا ما انعدمت الحرية الاجتماعية والاقتصادية، وافتقدت مؤسسات النظام القابلية والقدرة على التكييف الايجابي، ذلك أن مشاعر الاحتقان قد تتحول في أية لحظة إلى مطالب ليست سهلة للوهلة الأولى، وأحياناً غير متوقعة، ما يفرض على مؤسسات النظام ضرورة التكيف من خلال الإصلاح السياسي، وتوسيع المشاركة السياسية، واستيعاب تلك المطالب".

لقد كشفت تسريبات ويكلكس ان المؤسسات العالمية الأمريكية وفي طليعتها مؤسساتها الاستخبارية, ومؤسسات بحثية أخرى, تقوم بجمع مدى وحجم من المعلومات تشمل تقريبا _ كل _ ما يتعلق بالخلافات المحلية وإطرافها ورموزها وأسبابها وحجمها.......الخ. ولا يقف الأمر عند حد الخلافات, بل يتعداه إلى قراءة تركيبة القوى الاجتماعية ومطالبها وطبيعة الأنظمة والقدرة على استجابتها لتلك المطالب أو عجزها عن ذلك. وهناك الكثير من الوثائق تتحدث عن استراتيجية الفوضى الخلاقة التي لا تطلب من قوة الشباب هذه سوى إيصال المجتمع إلى حالة الانتفاض, وخلق مواجهة شعبية مع النظام, في حين تتولى قوى الاستعمار استكمال المشروع اعتمادا على الغفلة السياسية الموجودة .
ونتفق جميعا على إن القوى الاستعمارية تستغل تناقضات المجتمعات وتوظفها لإشعال الفتنة الطائفية والمذهبية, وتفاقمها إلى ان تصبح انشقاقات سياسية تتيح للقوى الاستعمارية فرصة التدخل المباشر وتوجيه حركة الصراع بينها بما يخدم مصالحها الخاصة.
وهنا يظهر السؤال في أذهان الجميع‏.‏ لم تعتمد الولايات المتحدة مثل تلك الخطة في بلدان تتعاون قيادتها معها ومحسوب علي الولايات المتحدة دعمها وإسنادها أيضا؟

بررت وزيرة الخارجية الأمريكية “كوندوليزارايس” أن أمريكا على مدى ستين عاماً سعت إلى تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط على حساب الديمقراطية،

وباختصار شديد‏,‏ فان الولايات المتحدة‏,‏تقوم بدعم الثورات الشعبية لا لان نظم الحكم القائمة هي نظم معادية للولايات المتحدة‏,‏ أو لأنها لا تنفذ طلباتها‏,‏ بل كان الأصل هو توسيع القاعدة الاجتماعية والسياسية للحكم المرتبط بالولايات المتحدة‏.‏
" إن إبقاء الأوضاع الراهنة في الشرق الأوسط والعالم العربي كما هي، سيزيد من فرص توالد الإرهاب والإرهابيين، وأن مصلحة أميركا أن تجد دولاً قوية داخليّاً حتى تستطيع القضاء على مخاوف الغرب من الإرهاب العربي الإسلامي كما يصفونه، وهذا لن يتحقق في رأي الإدارة الأميرية مع بقاء البطالة مرتفعة والأجور منخفضة، وانعدام الشفافية متفشية. في اعتقاد الإدارة الأميركية والغرب ككل، أنَّ ضعف الأنظمة العربية في هذه النواحي وحتى إن كانت قبضتها الأمنية حديدية مُطبقة، سيؤدي إلى تفكك الدول العربية والإسلامية، وسيطرة القوى الإسلامية المتطرفة التي لديها مشروع جذاب للشباب العربي".

لهذا فأميركا والغرب لديهما الرغبة في تغيير سريع من داخل الأنظمة العربية المستقرة عقوداً، قبل أن تأتي الجهات الاسلامية المتشددة للسيطرة على الحكم في الدول العربية؛ وقد أوضحت هذا وزيرة الخارجية الأميركية صراحةً قبل يوم من سقوط بن علي في تونس وهي تحاضر في منتدى عُقد في الدوحة . حيث قالت: " على حكومات الدول العربية الصديقة أن تغير من جلدها القديم، وأن تعطي بعض الآمال لشعوبها حتى لا تتفاجأ أميركا والعالم وهذه الدول بالتطرف يداهم بيوتها، وأن أميركا ستعمل مع "الخيرين" لتحقيق هذا".
وهي تحقق بذلك انجازا لإسرائيل، حيث ستنشغل كل عاصمة عربية بهمها الداخلي وكيفية إدارة أزمات طوفان المظاهرات والاحتجاجات. بحيث يأتي الهم المحلي سابقاً وبمراحل على الهم القومي والديني نحو قضايا معينة، أهمها قضية فلسطين وقضايا وطنية أخرى، فمن الذي -مثلاً- يتحدث الآن في تونس المحملة بالهموم عن قضية القدس واللاجئين الفلسطينيين؟

منذ خطاب الرئيس الأميركي في جامعة القاهرة صيف 2009، والذي وجه للعالمين الإسلامي والعربي، واختص في كثير من فقراته بالشأن الداخلي في هذين العالمين؟ والذي ركز فيه على دور النخب السياسية المعارضة وخاصةً ممن يمثلون الأجيال الشابة منها،في التحول نحو الديمقراطية، بدأت تحركات الشباب في المنطقة العربية تتفاعل.

غير أن تحقيق استراتيجية أمريكا الجديدة في المنطقة العربية أمراً صعباً للغاية، ليس من السهل إخضاع المجتمع العربي والإسلامي لعملية الفوضى الخلاقة كما أراد أصحاب النظرية، وهو ما جعل بريجينسكي يقول:

"إن تغيير الشرق الأوسط سيكون مهمة أكثر تعقيداً بكثير من ترميم أوروبا، فالترميم الاجتماعي يبقى أسهل من التغيير الاجتماعي، ولذلك لابد من التعامل مع التقاليد الإسلامية، والمعتقدات الدينية، والعادات الثقافية، بصبر واحترام، قبل القول بأن أوان الديمقراطية قد آن في الشرق الأوسط" .
ولكن، كيف ستواجه الشعوب العربية والأنظمة السياسية هذه الاستراتيجية الجديدة للولايات المتحدة الأمريكية؟
يتطلب الأمر من الأنظمة السياسية التي تواجه حالات من الاحتقان الاجتماعي والسياسي أن تتصالح مع مواطنيها من خلال ما يلي:

• توطيد العلاقة مع شعوبها حيث أصبح ذلك أجدى من توطيدها مع الولايات المتحدة - التي غيرت استراتيجيتها بالتخلي عن معظم الأنظمة - وأن تتخذ تلك الأنظمة خطوات عملية لتلبيته مطالب الشعوب على الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي.

• يجب أن تسمع الأنظمة السياسية إلى صوت الشباب، وتستمع لأصوات المعارضة ومختلف أطراف العمل السياسي، والقوى المؤثرة على الساحة الوطنية.

• تبني الإصلاح السياسي والاقتصادي بشكل جدي حيث ان كثير من النخب السياسية الحاكمة في بلدان العالم العربي، يديرون أزمات بلدانهم اجتماعيّاً وسياسيّاً واقتصاديّاً بعقلية خمسينيات القرن الميلادي الماضي، وكأن الزمن قد توقف عند الحروب الباردة والإدارة التقليدية لمجتمعاتهم.

• يجب ان تنبع هذه الإصلاحات من الداخل، كتحرير اقتصاد البلاد من التبعية للخارج، وتخليص البلاد من سلبيات الاقتصاد وحيد الجانب، وتحقيق التنمية المستدامة بما يسهم في رفع معدلات النمو الاقتصادي وزيادة الدخل القومي

• الاهتمام بالبعد الاجتماعي للتنمية، بحيث يتوفر الأمن الاجتماعي لكافة المواطنين، بحيث لا يبقى إنسان بدون حماية اجتماعية تضمن له حياة كريمة.

• دفع الإصلاحات السياسية نحو بناء دولة المؤسسات وتكريس سيادة القانون، وتعزيز المسار الديمقراطي عبر احترام حقوق الإنسان واحترام الرأي الآخر، والفصل بين السلطات الثلاث ووضع قانون ناظم للأحزاب الوطنية.

• إطلاق يد السلطة الرابعة " الإعلام" عبر الشفافية وإطلاق مؤسسات المجتمع المدني التي تعمل وفق القواعد والثوابت الوطنية.


إن الدولة التي تحرص على أن تكسب ثقة مواطنيها، والعمل المستمر على تحقيق مصالحهم وتطلعاتهم من خلال الإصلاح السياسي والاقتصادي، الذي يعبر عن آمالهم وطموحاتهم في العيش بسلام وأمن اقتصادي واجتماعي. هي الدولة القادرة على الاستمرار، والقادرة على مواجهة المشاريع أو المؤامرات الجديدة التي تحاك ضد الأمة العربية والتي قد يكون أحدها "الفوضى الخلاقة".

إن شبابنا العربي بحماسه ونضاله ووطنيته قادر على الوقوف بوجه كافة المشاريع الجديدة الخلاقة، وهو قادر على أن يهزمها ويحولها من فوضى إلى نظام سياسي خلاق قادر على توفير الحياة الكريمة للشعوب العربية.

د. شذى ظافر الجندي
دكتوراه في العلوم السياسية
حقوق إنسان، الفساد والتنمية
14 شباط/فبراير



#نادية_حسن_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورات الشباب العربي لاسقاط الدولة الأمنية - التحرر من الخوف
- ثورة الشباب في وطننا العربي ... تطالب بمكافحة الفساد..
- ليبيا تتعرض لخطر الانقسام، خطر الحرب الاهلية، وخطر التدخل ال ...
- العنف! ..... إلى متى سيعاني شبابنا العربي
- ثقافة الخوف، هل نحن أمام تغيير


المزيد.....




- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...
- يديعوت أحرونوت: حكومة إسرائيل رفضت صفقة لتبادل الأسرى مرتين ...
- اعتقال رجل في القنصلية الإيرانية في باريس بعد بلاغ عن وجود ق ...
- ميقاتي يدعو ماكرون لتبني إعلان مناطق آمنة في سوريا لتسهيل إع ...
- شركات الشحن العالمية تحث الأمم المتحدة على حماية السفن
- اعتقال رجل هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإيرانية بباريس


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نادية حسن عبدالله - الفوضى الخلاقة وثورة الشباب العربي