أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مهدي سعد - نحو إسقاط النظام الطائفي الشفاعمري














المزيد.....

نحو إسقاط النظام الطائفي الشفاعمري


مهدي سعد

الحوار المتمدن-العدد: 3304 - 2011 / 3 / 13 - 23:30
المحور: المجتمع المدني
    


أطلقت "مجموعة السلام للإعلام" مبادرة رائدة حملت عنوان "الشعب يريد إسقاط النظام الطائفي في مدينة شفاعمرو"، وتأتي هذه الخطوة تعبيرًا عن خيبة الأمل من الحالة الراهنة التي أوصلنا إليها "زعماء الطوائف" الذين دمروا النسيج الاجتماعي الشفاعمري عبر إثارتهم للنعرات الطائفية كأداة لتحقيق مكاسب فئوية ضيقة لهم وللمقربين منهم. ولقد بات واضحًا أن مدينة شفاعمرو تعيش غليانًا طائفيًا على نار هادئة نتيجة الصراعات القبلية التي تدور رحاها بين غالبية أعضاء البلدية حول تقاسم الوظائف والمناصب وتوزيع الحصص والغنائم بين الطوائف بحجة الحفاظ على التوازن بين مكونات المجتمع.

من المعروف أن مواطني شفاعمرو ينتمون إلى ثلاث طوائف يكوّنون معًا نسيجًا شفاعمريًا من المفترض أن يكون واحدًا لولا تلاعب قيادات سياسية محلية بعقول الناس من خلال إذكاء العصبيات في نفوسهم التي يهدفون عن طريقها إلى تثبيت سيطرتهم على أبناء طوائفهم الذين ينظرون إليهم على أنهم مجرد "قطيع" يتوجب عليه السير خلف "الزعيم" الذي يعدهم بالذود عن حمى الطائفة وحمايتها من المخططات التي تحاك ضدها من قبل الطوائف الأخرى.

"إسقاط النظام الطائفي" شعار جميل وبراق لكن الوصول إليه يتطلب مجهودًا استثنائيًا وتضحيات كبيرة وهو مرتبط بتوفر عدة عوامل لا بد من تجمعها لكي نحقق الهدف المنشود، وأبرز ما نحتاجه في شفاعمرو من أجل إحداث التحول المرجو هو تطوير مقومات المجتمع المدني من خلال بناء مؤسسات تعمل على تنمية مفهوم المواطنة وتفسح المجال أمام أكبر عدد من المواطنين للمشاركة في إعادة هيكلة الحيز العام على أساس طرح مدني عابر للطوائف يوفر مساحة للتفاعل الحضاري وتبادل الخبرات وتلاقح الثقافات بين شرائح المجتمع المختلفة.

من شأن تشكل مجتمع مدني شفاعمري قوي ومتماسك أن يتيح المجال لظهور قيادات ليبرالية مجردة من الغرائز الطائفية تتولى مهمة بناء حركات سياسية ديمقراطية- عَلمانية تتبنى خطابًا وطنيًا جامعًا بإمكانه استقطاب مواطنين من مشارب مختلفة يجمع بينهم الانتماء إلى المدينة الواحدة والرغبة في تطوير مدينتهم وتنمية مجتمعهم من أجل الوصول به إلى مصاف المجتمعات الراقية والمتقدمة.

ولكي تتمكن الحركات المشار إليها من التأثير على صنع القرار لا بد أن تخوض الانتخابات ضمن قوائم تعكس التعددية الشفاعمرية بدون اعتماد المحاصصة الطائفية في تركيبتها، وعلى هذه القوائم أن تترشح للانتخابات على أساس برنامج عمل ورؤيا مستقبلية تقوم بطرحهما على المواطنين توضح فيهما مشروعها السياسي وتصورها الاقتصادي- الاجتماعي التي تطمح إلى الحصول على ثقة الناخبين بناءً عليهما.

قد يرى البعض في هذا الحديث إغراقًا في المثالية وضربًا من الخيال لا يمكن ترجمته إلى واقع ملموس، لكن تجارب الشعوب علمتنا أنه لا مستحيل أمام إرادتها في الانعتاق من قيد العادات والتقاليد البالية والتكوينات القبلية المتخلفة، ولا أظن أن مدينة شفاعمرو خارجة عن هذا السياق، فبالرغم من وضعية الاستقطاب الطائفي التي نعيش في ظلالها إلا أنه تبقى هناك فسحة من الأمل بتغيير المشهد السياسي الشفاعمري نحو الأفضل، لاسيما أننا نلاحظ بروز مجموعات شبابية تعمل على محاربة الطائفية وتعزيز الانتماء إلى شفاعمرو كمدينة حاضنة لجميع سكانها. وأعتقد أن هذا الحراك الشبابي لا بد أن يأتي بثماره في الانتخابات القادمة التي أتوقع أن يشكل الشباب رقمًا صعبًا فيها ويكون لهم دور محوري في تحديد نتائجها.



#مهدي_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قائمة -الفجر- وإستراتيجية الهيمنة
- عن دور الشبيبة التقدمية في خلق حالة شفاعمرية جديدة
- صراع الإرادات وسر استهداف المدرسة الشاملة -أ-
- تدحرج التجربة الشفاعمرية نحو العنصرية
- أحاديث في واقع دروز شفاعمرو
- عن المؤتمر الاغترابي ووفد التواصل ومستقبل الطائفة الدرزية
- الانزلاق الفاشي يحتم بناء جبهة يسارية عريضة
- نحو إعادة تشكيل اليسار الدرزي
- نحو تنجيع أداء المعارضة الشفاعمرية
- قراءة في المشهد السياسي الشفاعمري
- عن الوطنية والمقاومة والإسلام السياسي
- لنجعل من احتفالات المئوية تظاهرة ثقافية مميزة
- لا بد من إرساء معادلة شفاعمرية جديدة
- الخلاف حول العطلة الأسبوعية هو نتاج لواقع طائفي مرير!
- حينما يتحول العنف إلى سلوك مبرر!!
- نحو تنشيط الحراك الثقافي الشفاعمري
- حول العلاقات المسيحية- الدرزية
- عن المسألة الطائفية مرة أخرى!
- في نقد اليسار الدرزي!
- نبني يسارًا جديدًا مع الجبهة


المزيد.....




- عهد جديد للعلاقات بين مصر وأوروبا.. كيف ينعكس على حقوق الإنس ...
- -إسرائيل اليوم-: نتنياهو يستبعد غانتس من مفاوضات الهدنة وتبا ...
- ماسك يوضح استغلال بايدن للمهاجرين غير الشرعيين في الانتخابات ...
- سفير فرنسا في الأمم المتحدة يدعو لإنهاء فوري للحرب على غزة
- شكري: مصر تدعم الأونروا بشكل كامل
- تقرير يدق ناقوس الخطر: غزة تعاني نقصا بالأغذية يتخطى المجاعة ...
- الأمم المتحدة تدين اعتقال مراسل الجزيرة والاعتداء عليه في غز ...
- نادي الأسير يحذّر من عمليات تعذيب ممنهجة لقتل قيادات الحركة ...
- الجيش الإسرائيلي: مقتل 20 مسلحا واعتقال 200 آخرين خلال مداهم ...
- وفد إسرائيلي يصل الدوحة لبدء مباحثات تبادل الأسرى


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مهدي سعد - نحو إسقاط النظام الطائفي الشفاعمري