أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ناديه كاظم شبيل - ليلى والحب














المزيد.....

ليلى والحب


ناديه كاظم شبيل

الحوار المتمدن-العدد: 3304 - 2011 / 3 / 13 - 23:30
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


ليلى والحب
رغم عشقها الازلي لاسمها الساحر الجميل ، الا انها كانت تردد متهكمة باستمرار : ( ليلى .... ولكن للاسف بلا مجنون ) . لم تكن تطمح بالزواج من رجل يحمل موهلا علميا عاليا او يتمتع بامكانية مادية تحقق لها الحياة المنشوده ، ولم ترسم حتى صورة وهمية لفارس احلامها ، لانها كانت تحلم بعاشق بلا ملامح ، فهي كما تردد دائما لايهمها الشكل بل المضمون ، كانت تبحث عن قلب يحمل رجلا لا رجل يحمل قلبا .

بحثت عن فارسها في ابطال القصص العالميه ، واختارت حبيبا ترفضه كل نساء الارض (احدب نوتردام ) قهقهت صديقتها عاليا من اختيارها اللاموفق قائلة (صام ...صام وفطر على جريّه ) مالذي اعجبك في هذا الاحدب ؟ عيناه الساحرتان ،ام قوامه الممشوق ، ردت مزهوة : اعجبني عشقه واخلاصه ودفاعه المستميت عن حبيبته الراقصه الحسناء ، ثمار اردفت قائلة آه ...ليتني كنت تلك الغجرية المحظوظه .

واختارت من الشعراء عنترة بن شداد ، انه فارسها الاسمر الابي ،شجاعا لايهاب الموت ، ومحبا لا يعتريه اليأس ، حفظت اشعاره عن ظهر قلب ، فعنترة ايقظ فيها مشاعر جياشة رغم بعد المسافة والزمن الذي يفصل بينهما ، لقد الغى حب عنترة الصادق المسافة بينهما حتى تغلغل في سويداء قلبها وافعمها حبا لدرجة الارتواء .

اما المطرب الذي كانت تؤكد لكل من حولها بأنه يعنيها هي لا غيرها ، وان معاناته وحزنه بسبب بعدها عنه وحرمانه منها فهو فريد الاطرش ، كانت تذرف الدموع حرى لصوته الحنون وكلماته الملتهبه ،خيل لها عندما طانت في بداية مرحلة الصباعندما شاهدت فيلمه (رساله من امرأه مجهوله) انها بطلة الفيلم المراهقه التي تقع في غرام المطرب الشاب لتهبه اعز ماتملك في ليلة غاب فيها الاهل والعرف والدين ولم يبق الا الحب وحده.

اخيرا تزوجت ليلى ،ولكن ليس بقيس المنتظر ..ولكن على العكس منه تماما ،شخصا غريبا عنها بكل ماتحمل الغربة من معنى ، لم يحبها قبل الزواج ولا بعده ، لم يسمعها شعر عنتره ولا اغنية فريد الاطرش ، كانت بينهما هوة واسعة جدا ، ازدادت كلما تقدم بهما العمر .

منذ بداية زواجهما اكتشفت بأنه زوجا مسفارا ، يهيم في ارض الله الواسعة بلا ملل ولا كلل ، تمتد سفراته فترات طويله حتى تكاد ان تنسى ملامحه ، ليعود في اخر المطاف ليجدانسانه باردة المشاعر ، تختلق شتى الاعذار كي تبعده عنها ، تحسه شخصا غريبا عنها تماما.

كان يثور بعنف قائلا : لقد شخت هذا كل مافي الامر (رغم فارق العمر الكبير بينهما) ، لتثور هي الاخرى بأنه هو السبب ، فالفراق المستمر احدث شرخا واسعا بينهما لا يمكنها تجاوزه بأي حال من الاحوال ، فهي لا تريد خداعه وتتظاهر بلهفة مفتعلة او رغبة جامحة ، لا انها تصرخ باعلان الحقيقه:لاأحبك لانك لاتحبني على الاطلاق ، وتحب نفسك فقط .

في وحدتها المعتاده ، وعندما تستيقظ فيها الانثى، تغمض عينيها وتداعب خصلات شعرها الاسود بحنان كبير ،ولكن الحلم يأبى ان يستمر طويلا فتتنهد بعمق وتبعد عن جبينها شعرها الكثيف ، لتنهمر زخات المطر بسخاء ..تجفف دموعها لانها بلغت حد الارتواء .

كانت حياتها روتينا مملا ، تشبه حياة كلب سويدي مرفّه، فسحة في الشوارع الخالية من السكان ، ثم عودة سريعة الى البيت ، تناول الطعام ثم الخلود الى النوم ، سنوات تمر والحال على ماهو عليه ... وحدة قاتلة ، اخبار الوطن تسر العدو وتؤلم المواطن ، التسوق الروتيني .....ودولاب الحياة يجري بسرعة مذهلة ، تاركا تجاعيد هنا ، وشعر ابيض هناك .

وفي يوم اشتد فيه المطر ، اضطرت للاحتماء تحت مظلة موقف الباص ، كان هنالك رجلان ، احدهما طاعن في السن مطرق برأسه الى الارض واخر يبدو شابا ،نظر لها الاخر مبسما كأنه يعرفها تماما ، تحاشت نظراته الملحّه حياءا ، حاول ان يتقرب اليها موجها اليها بعض الاسئله ، رفعت رأسها وتأملته ، كان وسيما جدا ، يحمل اسما عربيا رغم انه من احدى الدول الاوربيه ، سألها عن معنى اسمه لكنها تجاهلت معرفتها وادعت بانه ربما كان اسما تركيا او كرديا ،قال لها هامسا انه انتظرها طيلة حياته ،وانه طالما بحث عن وجهها بين وجوه النساء ، ولم يجد ذلك الوجه الهادئ الحبيب، ثم توسل اليها ان تترك لها رقم هاتفها ، ولكنها اعتذرت بلطف ، توسل اليها ان تدعوه لتناول فنجانا من القهوة ولكنها تظاهرت بالانزعاج وهربت بعيدا ، تبعتها نظراته الحنونه بلهفه .، ولكنها هربت خوفا من ان تضعف .

في المساء وحين اوت الى فراشها كانت عيناه الحالمتين لاتزالان تلاحقانها بشده ، رددت اسمه مرات عديده متوقفه عند كل حرف ق....ي...س ولسان حالها يقول : لقد جئت متأخرا جدا ياقيس .احتظنت طيفه الحبيب بينما تدحرجت دمعة حرّى من عينها التي لم تغمض ثانية واحدة في تلك الليله التي ابسم لها فيها القدر للمرة الاولى .



#ناديه_كاظم_شبيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اذا كانت المرأة قلبا ، فما عساه ان يكون الرجل
- جعفر محمد باقر الصدر ان هذا الشبل من ذاك الاسد
- لماذا التعتيم على الكارثه الانسانيه التي تعرض لها شعب البحري ...
- عندما تستحي الارقام في دولة لا تعرف الحياء
- من تشتتنا استفادوا ومن اتحادهم فلنتعظ !
- 2011عام انتصار الشعوب المضطهده
- ان تكون انسانا مع المرأة خير من ان تكون رجلا
- معمّر القذافي ! وشهد شاهد من اهلها
- العراق العظيم ودول الجوار
- وراء كل عظيم امرأه ، ووراء كل مغفلة رجال !
- مرح اضطراري مع ضيف ثقيل الظل
- ايهما اخطر على المجتمع ، رجل الدين المنافق ام العاهره ؟
- الى الاعلاميه السعوديه المتميزه نادين البدير
- ترى هل سيعود العراق لسابق مجده القديم ؟
- دور المرأة في بناء الدولة والمجتمع
- منع المآذن في سويسرا والنقاب في اوربا ، لا يعني بالضرورة اضط ...
- سيظل الوضع الامني في العراق قائم على ماهو عليه ، ان لم تغير ...
- ليتها حكمت العالم اجمع !
- ماهي مكانة السيد المسيح لدى المسلمين ؟
- متى ترفرف حمامت السلام على اكتاف العراقيات ؟


المزيد.....




- البابا فرنسيس يغسل ويقبل أقدام السجينات في مراسم خميس العهد ...
- السعودية رئيسا للجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة عام 2025
- انتخاب السعودية لرئاسة لجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة وسط ...
- -اكتشاف هام- يمنح الأمل للنساء المصابات بـ-جين أنجلينا جولي- ...
- ما حقيقة مشاركة السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون بالمكسيك ...
- إيه الحالات اللي بتحتاج استئصال للرحم؟
- بعد خلاف حول الحجاب .. فرنسا تقاضي تلميذة اتهمت مدير مدرستها ...
- -موقف محرج-.. تداول فيديو استقبال ميقاتي لرئيسة وزراء إيطالي ...
- طفل أوزمبيك.. كيف يزيد سيماغلوتيد خصوبة المرأة وهل يسبب تشوه ...
- النساء يشاركن لأول مرة بأشهر لعبة شعبية رمضانية بالعراق


المزيد.....

- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع
- النسوية.المفاهيم، التحديات، الحلول.. / طلال الحريري
- واقع عمل اللمراة الحالي في سوق العمل الفلسطيني الرسمي وغير ا ... / سلامه ابو زعيتر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ناديه كاظم شبيل - ليلى والحب