أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميثاق خيرالله جلود - موقف الولايات المتحدة من البرنامج النووي الإيراني















المزيد.....

موقف الولايات المتحدة من البرنامج النووي الإيراني


ميثاق خيرالله جلود

الحوار المتمدن-العدد: 3304 - 2011 / 3 / 13 - 10:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تسعى الدول الى امتلاك أسباب القوة، للحفاظ على مصالحها أو للتوسع وبسط النفوذ، ولاسيما إذا كانت دولة بوزن إيران الإقليمي، وبالتالي فان احد أهم أسباب الصراعات المعاصرة كانت نتيجة للشعور بالقوة، فعندما تشعر أي دولة في العالم بان لها تفوق إقليمي أو دولي فإنها تسعى الى مد نفوذها بما يتناسب مع حجمها.
تعود بدايات البرنامج النووي الإيراني الى النصف الثاني من القرن العشرين، في عهد الشاه محمد رضا بهلوي (1941-1979)، وقد كانت الولايات المتحدة من أوائل الدول التي تعاونت مع إيران في هذا المجال، اذ بدأ الشاه توجهه بتأسيس منظمة الطاقة النووية الإيرانية عام 1974، وعقد اتفاقيات إنشاء محطات نووية مع عدد من الدول أهمها الولايات المتحدة والمانيا وفرنسا والصين وروسيا. وبعد سقوط الشاه في شباط /فبراير 1979 توقف البرنامج النووي الإيراني، وقد فسر هذا التوقف لأسباب عدة أهمها الخلافات التي حصلت مع الشركات الأوربية، إلا أن البرنامج عاود نشاطه عام 1984، ومن أهم الأسباب التي أدت الى إحداث تحولات جذرية في التفكير الاستراتيجي الإيراني عموما وفي المجال النووي خصوصا، سباق التسلح مع العراق خاصة بعد قيام سلاح القوة الجوية العراقي بقصف المفاعل النووي الإيراني في (بوشهر) وتحطيم أجزاء كبيرة منه. حيث بدأت الشركات الروسية بإنشاء المفاعلات النووية ولاسيما بعد الاتفاق الذي حصل عام1995، وفي الوقت الحاضر يوجد في إيران نحو ستة عشر منشأة نووية موزعة في أنحاء البلاد.
لقد مرت العلاقات الأمريكية- الإيرانية المعاصرة بمرحلتين بارزتين، تميزت الأولى بالعلاقات الحسنة والمتشعبة، وقد أرخ لها عهد الشاه، أما الثانية فتبدأ مع الثورة الإيرانية سنة1979 وحتى الآن، وقد اتسمت بالقطيعة، مع بعض بوادر التحسن ولاسيما في عهد الرئيس الإيراني محمد خاتمي(1997-2005).
خلال العقد المنصرم مثلت أزمة البرنامج النووي الإيراني الحلقة الأبرز من حلقات العلاقات الأمريكية- الإيرانية وخاصة بعد الكشف عن الموقعين النوويين السريين(ناتانز،اراك) في كانون الأول/ ديسمبر2002، من قبل منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة، وقد عززت هذه المعلومات لجنة مراقبة نووية أمريكية خاصة تابعة لـ" معهد السلم والأمن الدولي" برئاسة ديفيد أولبرايتDavid Albright (عالم فيزيائي خدم مع المفتشين في العراق)، بعد أن قدمت معلومات وصوراً التقطتها الأقمار الصناعية، وقد بررت إيران وجود هذه المواقع لتتجنب إيقاف الولايات المتحدة للبرنامج النووي الإيراني، وليس لإنتاج أسلحة نووية، كما حاولت إيران طمأنة العالم وذلك بإصدار المرشد الإيراني (علي خامنئي) فتوى بتحريم امتلاك الأسلحة النووية، وقد عدت الولايات المتحدة ذلك دعاية إيرانية لكسب الوقت.
وفي الثالث عشر من كانون الأول/ ديسمبر2002 صرح الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية ريتشارد باوتشر(Richard Boucher) بقوله" توصلت الولايات المتحدة الى استنتاج مفاده إن إيران تعمل على تطوير قدرات تمكنها من صنع أسلحة نووية" وبعد أربعة أيام من هذا التصريح أبدت إيران انزعاجها، إذ عبر رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية السيد (أغا زادة) عن رفضه الاتهامات الأمريكية قائلا :" إن هذه المسالة تخص الوكالة الدولية للطاقة الذرية وليس الولايات المتحدة " وفي اليوم التالي رفض الرئيس الإيراني (محمد خاتمي) الادعاءات الأمريكية مؤكدا سلمية البرنامج النووي الإيراني.
أثناء المدة التي اكتشفت فيها المواقع النووية الإيرانية السرية، كانت الولايات المتحدة تعد العدة لغزو العراق، وقد سربت بعض المعلومات حول الموقف الإيراني الايجابي من العملية(حياد ايجابي)، وبالتالي لم تتخذ الولايات المتحدة أي خطوة تستفز إيران لحاجتها لها خلال عملية الغزو، لكن بعد اكتمال التحضيرات النهائية لعملية الغزو قال وزير الخارجية الأمريكي كولن باول(Colin Powell) في التاسع من آذار/ مارس 2003: "إن إيران متقدمة أكثر مما ظننا وان لديها برنامجاً نووياً أكثر نشاطاً مما توقعنا" ، كما تم تمديد العقوبات الأمريكية الأحادية على إيران.
وبينما كان فريق مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية يزور المنشات النووية الإيرانية، كانت المخابرات الأمريكية تستخدم الأقمار الصناعية لاكتشاف أية ردة فعل إيرانية حيال التفتيش، وقد اظهر التصوير نشاطا في منشاة (كالاي) بعد مغادرة المفتشين، وإزاء هذه التطورات قدم مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الدكتور(محمد البرادعي) في السادس من حزيران/ يونيو 2003 تقريراً الى مجلس الحكام في الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعد طلب الولايات المتحدة ذلك منه، في محاولة لربط التقرير بأي خرق لمعاهدة منع الانتشار النووي، إذ كانت الولايات المتحدة تريد دفع الملف الى مجلس الأمن. وتحت ضغط الولايات المتحدة الأمريكية أصدر مجلس الوكالة الدولية للطاقة الذرية قراراً في التاسع عشر من حزيران/ يونيو 2003 دعا فيه إيران الى التخلي عن أنشطتها النووية.
بين موقف الولايات المتحدة الأمريكية الضاغط على الوكالة الدولية للطاقة الذرية لإحالة ملف إيران النووي الى مجلس الأمن، وموقف الوكالة الداعي للتأني والحذر واعتماد الدبلوماسية في التعامل مع الملف النووي الإيراني وهو ما يؤيده الاتحاد الأوربي، قام الأخير من خلال ثلاثة من أعضائه (بريطانيا والمانيا وفرنسا) بإجراء مفاوضات مع إيران، في محاولة لإقناعها بالتخلي عن أنشطة تخصيب اليورانيوم، مقابل حوافز سياسية واقتصادية وتكنولوجية، وقد دعمت الولايات المتحدة هذه الجهود الدبلوماسية. إلا أنها بقيت على قناعة بان إيران تتابع برنامجها بسرية لإنتاج أسلحة نووية، ففي السابع من تشرين الثاني /نوفمبر2003 وفي تقرير رفعته المخابرات الأمريكية الى الكونغرس اعتبرت فيه إيران تتابع بنشاط محاولاتها لإنتاج أسلحة نووية في النصف الأول من عام2003 بعد الصور التي التقطتها الأقمار الصناعية والتي أظهرت دفن إيران لمنشاة تخصيب اليورينوم في مفاعل (ناتانز).
لقد قدم وضع الأمريكيين في العراق في تلك الفترة خدمة لإيران، فكانت الولايات المتحدة عاجزة عن دفع الموضوع الى مجلس الأمن، فضلا عن الرفض الأوربي في تلك الفترة لقطع الصلات التجارية مع إيران، كذلك خلال فترة الانتخابات الرئاسية الأمريكية أواخر عام2004 كان الرئيس الأمريكي جورج بوش(2001- 2008) يحاول استخدام الدبلوماسية لتحقيق أهدافه.
لكن بعد تولي الرئيس بوش فترته الرئاسية الثانية في العشرين من كانون الأول/ يناير2005 دار نقاش داخل الأوساط السياسية الأمريكية بالتشاور مع وكالة المخابرات، حول مدى فاعلية ضرب المنشآت النووية الإيرانية، وقد جاءت النتيجة بان ضرب إيران سيؤخر البرنامج لعدة سنوات لكن لن يقضي عليه، وفي هذا الصدد قال خبير الأسلحة ديفيد البرايت " انه لاتوجد خيارات عسكرية عملية لضرب إيران وإذا ما فشلت المفاوضات والعقوبات في تحقيق أهدافها فعلى الولايات المتحدة أن تقبل بإيران النووية". لكن هذه التخمينات لم تمنع الرئيس جورج بوش عن التحضير لاستخدام القوة ضد إيران لمنعها من امتلاك السلاح النووي، فقد اعتقد البيت الأبيض أن حزيران/ يونيو 2005 انسب الأوقات للقيام بضربة جوية شاملة للمنشاة النووية الإيرانية، بحيث ينفجر الوضع الداخلي في إيران أثناء الانتخابات، وضمن هذا السياق تسربت بعض الأخبار عن قيام سلاح الجو الأمريكي باختراق المجال الجوي الإيراني لاختبار دفاعاتها، ووفقا لمصدر استخباراتي أمريكي، فان هذه الطلعات كانت جزء من خطة الطوارئ الأمريكية لهجوم محتمل على إيران، وقد أنكر الجانب الأمريكي هذه المعلومات، واتهم إيران بأنها تختلق هذه الحوادث لجذب التعاطف الدولي، فضلا عن ذلك استطاعت وكالة المخابرات الأمريكية جمع معلومات مهمة عن إيران بعد تحليق طائرات تجسس أمريكية على الحدود مع إيران من خلال وجود القوات الأمريكية على الأرض العراقية، وفي الأول من شباط/ فبراير2005 وجه الرئيس بوش خطابا شديد اللهجة في الكونغرس ضد إيران، افرد جزءا منه للشعب الإيراني بقوله " نساند حريتك والولايات المتحدة تقف معك" في محاولة للتأثير على الداخل الإيراني قبيل الانتخابات وقد تزامن ذلك مع قيام مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون ضبط التسلح بزيارة لمنطقة الخليج العربي، حيث ذكر أن "البرنامج النووي الإيراني يشكل تهديدا لحلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط "، وأضاف: "أن واشنطن تدرس سبل تنسيق سياستها تجاه إيران مع دول الخليج العربية".
لم تكن التحركات الأمريكية متقاطعة مع المفاوضات الأوربية- الإيرانية فقد كانت الولايات المتحدة تصرح دوما أن الدول الأوربية تتفاوض نيابة عن العالم، ويبدو أن الولايات المتحدة كانت تعلم انه لابد من إبقاء المفاوضات جارية لان الضربة العسكرية تحمل في طياتها مخاطر جمة، وبالمقابل لم يكن الإيرانيون بعيدين عن التحركات الأمريكية التي أخذت طابعا تصعيديا، ويبدو أن ذلك هو الذي دفع الإيرانيون الى التوقيع على "البرتوكول الإضافي" في آذار/مارس 2005.
في الخامس عشر من أيار/ مايو 2005 اتخذ مجلس الشورى الإيراني (البرلمان ) وبأغلبية كبيرة قراراً بإنتاج الوقود النووي، مما حدا بالولايات المتحدة على فرض عقوبات اقتصادية جديدة فأصدرت قائمة بعشرين كيانا وشخصيات إيرانية يحضر التعامل معهم، كما قام المسؤولون الأمريكيون بعقد جلسات مع عدد من الدول لتحذيرها من التعامل مع المؤسسات المالية الإيرانية.
بعد هذا التطور وبالرغم من الفشل الأمريكي في التأثير في الانتخابات الإيرانية، وتداعي السعي الأمريكي لمهاجمة إيران تهددت مسيرة المفاوضات الأوربية– الإيرانية، لذا حذر وزراء خارجية الدول الأوربية الثلاث ( بريطانيا وألمانيا وفرنسا ) إيران في خطاب موجه إلى (حسن روحاني) مسؤول الملف النووي الإيراني، بان الدول الأوربية ستدعم سعي الولايات المتحدة الأمريكية لإحالة ملف إيران النووي إلى مجلس الأمن الدولي، وفي هذه الأثناء أعلنت الولايات المتحدة عن معلومات استخبارتية جديدة حصلت عليها من حاسوب محمول مجهول المصدر، بمساعدة المخابرات الإسرائيلية والألمانية يحوي ملفات مرتبطة ببرنامج نووي عسكري إيراني، كما أشارت المعلومات الى مشروع لتصنيع الملح الأخضر والذي تم ربطه بتصنيع رابع فلوريد اليورانيوم (والذي يشار إليه أحيانا بالملح الأخضر). وبعد هذه المعلومات أضافت الولايات المتحدة سببا أخر لتصعيد الموقف بين المفاوضين الأوربيين وإيران.
في العاشر من كانون الثاني/ يناير 2006 دخل الملف النووي الإيراني مرحلة خطيرة بعد أن قررت إيران إلغاء تعليقها لأنشطة تخصيب اليورانيوم، وأعلنت أنها نجحت في امتلاك دورة الوقود النووي، مما جعل مجلس الأمن القومي الأمريكي يصدر بياناً يحذر فيه من عواقب استمرار تحدي طهران للمجتمع الدولي، لذلك صوتت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في شباط/ فبراير2006 لصالح إحالة ملف إيران الى مجلس الأمن وبهذا، توصلت الولايات المتحدة الى ماكانت تصبوا إليه منذ عام2003. وقد حاولت الولايات المتحدة فرض عقوبات مشددة ضد إيران إلا أن روسيا والصين رفضتا مشروع القرار، وفي كانون الأول/ ديسمبر2006 تبنى مجلس الأمن قرار رقم( 1737) الذي منع التعامل مع (10) كيانات إيرانية و(12) شخصية، كذلك منع القرار من تزويد إيران بتقنيات تستخدم في البرنامج النووي أما القرار(1747) الذي صدر في آذار/ مارس2007 فقد أضاف كيانات وأشخاص آخرين وكذلك عدد من قيادات الحرس الثوري فضلا عن البنك المركزي الإيراني (صباح).
ومنذ إحالة الملف النووي الإيراني الى مجلس الأمن أصبح الجانب الأمريكي جزء مباشر من المفاوضات فيما عرف بــــــــ(5+1 أعضاء مجلس الأمن الدائمين مع ألمانيا) وقد غير الأمريكيون من إستراتيجيتهم تجاه البرنامج النووي الإيراني فبعد ان كانوا يرون أن إيران يجب ان لاتمتلك التقنية النووية، اخذوا يصرحون بإمكانية امتلاك ايران للتقنية النووية بشرط عدم الاستخدام العسكري من خلال التخصيب في الخارج.
عام2007 حصل اجتماع بين المسؤولين الإيرانيين والأمريكيين لمناقشة عدة قضايا أهمها البرنامج النووي الإيراني كنتيجة لتوصيات لجنة بيكر- هاملتون(دراسة العراق) التي دعت الى إجراء حوار مباشر مع إيران، إلا أن هذه الحوارات لم تفض الى شيء، لذا صدر القرار(1803) في آذار/مارس2008 والذي وسع قائمة الكيانات والأشخاص، ومنع تصدير السلع مزدوجة الاستخدام الى إيران، كما دعا الدول الأعضاء في مجلس الأمن الى تفتيش السلع القادمة من والى إيران،
وبعد ثلاثة قرارات دولية صدرت من مجلس الأمن تفرض عقوبات على إيران، لم تشهد أزمة الملف النووي الإيراني أي انفراج، بل إن الحكومة الإيرانية ازدادت إصرارا على مواصلة برنامجها النووي.
لقد كانت إدارة بوش تدرك بأنه طالما القوات الأمريكية متواجدة في العراق فان هجوم أمريكي على إيران أمر غير محمود العواقب، وبذلك انتهت الفترة الرئاسية للرئيس بوش ولم يستطع تحقيق أهدافه، بل أن البرنامج النووي الإيراني تطور خلال هذه المدة، إلا أن النجاح الوحيد الذي حققته إدارة بوش في هذا الملف كان إحالته الى مجلس الأمن فضلا عن إقناع العديد من دول العالم بفرض عقوبات اقتصادية على إيران.
بعد تولي الرئيس الأمريكي باراك اوباما للسلطة حاول إيصال بعض الإشارات الايجابية الى إيران وان كانت رمزية، ففي آذار/ مارس2009 وخلال اعياد نوروز (راس السنة الفارسية) مدح اوباما الثقافة الإيرانية واقتبس أبيات من شاعر فارسي، وتكلم بعض الكلمات باللغة الفارسية، وقد كان رد طهران على هذه المبادرة يشبه الردود السابقة المطالبة بتغيير حقيقي في سياسة الولايات المتحدة تجاه إيران، وخلال خطاب اوباما في جامعة القاهرة أكد على حق إيران في امتلاك الطاقة النووية السلمية تحت بنود معاهدة عدم الانتشار، كما تم دعوة الدبلوماسيين الإيرانيين لمشاركة الأمريكيين احتفالات تموز في سفاراتهم وقد كانت هذه الدعوة الأولى منذ عام1979. وفي مقابلة مع قناة العربية قال اوباما: " إذا غيرت إيران من سياستها ستجد يدا ممدودة منا" وبعد أسابيع أكد ان هناك إمكانية للجلوس على طاولة مفاوضات مع إيران وقد رد نجاد بقوله إن إيران مستعدة لمفاوضات وفق مبدأ الاحترام المتبادل.
لكن هذه التحركات لم تكن منتجة على ارض الواقع اذ أعربت واشنطن عن خيبة أملها. حيث انتقدت الولايات المتحدة النظام الديني في طهران بسبب وقوفه وراء البرنامج النووي وسجله في حقوق الإنسان. وبالتالي أصبح الرئيس اوباما بعد فترة وجيزة من حكمه يسعى لفرض عقوبات جديدة على طهران.
لقد أضحت الإدارة الأمريكية تعتقد ان تقييم وكالة المخابرات الأمريكية الرسمي الصادر عام2007 والذي خمن بان إيران متوقفة عن سعيها لإنتاج سلاح نووي منذ عام2003 غير دقيق، خاصة بعد مراجعة وثائق التقرير وربطها بالمعلومات الجديدة التي سربت من بعض الإيرانيين، خاصة وان نفس التقييم وصل من بريطانيا وفرنسا والمانيا، وقد ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية ان المصدر الرئيس لهذه المعلومات كان (علي رضا اصغري) القائد في الحرس الثوري الذي اختفى في اسطنبول عام2007 و(شهرام اميري) العالم النووي الذي اختفى أثناء الحج وقد اتهمت إيران الولايات المتحدة باختفاء الشخصين.
وبهذا اخذ اوباما يتجه نحو تشديد الخناق حول برنامج إيران النووي كسلفه جورج بوش الابن بعد ان أصبحت هذه القضية إستراتيجية أمريكية مستمرة بغض النظر عن الرئيس الأمريكي ان كان جمهوريا او ديموقرطايا. لذلك تم فرض عقوبات اضافية من قبل مجلس الامن وفق القرار المرقم(1929) والذي صدر في حزيران/ يونيو2010
رافقت البرنامج النووي الإيراني تخمينات أمريكية تطلق بين حين وأخر، حول إمكانية إنتاج إيران لأسلحة نووية، لكن الملفت للنظر أن جل هذه التخمينات غير دقيقة، ومن الممكن أن تؤثر مستقبلا على مصداقية أي تخمين يصدر حول البرنامج النووي الإيراني، ففي شباط/ فبراير 1992 قال الجنرال روبرت جيتس(Robert Gates ) عندما كان مديرا لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية في شهادته أمام الكونغرس " أتوقع أن تمتلك إيران السلاح النووي عام2003" كما توقع وزير الدفاع وليام بيري(William Perry) إنها ستصل الى القنبلة النووية بحلول العام2000، أيضا كانت التوقعات التي صدرت عن الوكالة الأمريكية لمراقبة ونـــــزع التسلح ( the US Arms Control and Disarmament Agency) غير صائبة اذ توقعت أن تصل إيران الى أول قنبلة عام 2003، ولم تستطع مجموعة العمل الأمريكية المسماة بــــــ " تدقيق طموحات إيران النووية" ان تقدم معلومات مؤكدة عن الوقت الذي ستنتج فيه إيران القنبلة النووية، إلا أن وكالة المخابرات الأمريكية تعتقد أن إيران ستصل الى السلاح النووي في2015.
بعد التطور الذي وصل إليه البرنامج النووي الإيراني فان من المستبعد القيام بأي عمل عسكري ضد إيران في الوقت الحاضر، لذا فان استعمال أسلوب العقوبات الاقتصادية الأقرب الى الواقع حاليا، فالولايات المتحدة تعرف أنها إذا ضربت إيران من الممكن أن تشل الحركة البحرية في مضيق هرمز، الذي يمر عبره حوالي ربع النفط العالمي إلى الأسواق الدولية، وستكون نتيجة ذلك ارتفاع أسعار النفط، فضلا عن ذلك تستطيع إيران تحريك الكثير من مؤيديها داخل دول الجوار. ومن الممكن أيضا أن تهاجم إسرائيل، من خلال إطلاق صواريخها البعيدة المدى على عمق إسرائيل، أو الإيعاز لحزب الله اللبناني القيام يذلك. إن الإيرانيين يدركون أن الأميركيين غزو العراق لأنه لا يملك الأسلحة الرادعة، لا بسبب أنه يملكها، كما أعلنوا، وقد فهم الإيرانيون الدرس.



#ميثاق_خيرالله_جلود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميثاق خيرالله جلود - موقف الولايات المتحدة من البرنامج النووي الإيراني