أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حامد الحمداني - زيف الديمقراطية في العراق الجديد!














المزيد.....

زيف الديمقراطية في العراق الجديد!


حامد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 3304 - 2011 / 3 / 13 - 03:41
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لم أفاجأ أبدا بالإجراءات الأخيرة التي اتخذها زعيم دولة القانون رئيس الوزراء نوري المالكي ضد الحزب الشيوعي، وحزب الأمة، بزعامة الأستاذ مثال الآلوسي، وضد اتحاد الكتاب والأدباء العراقيين، بل لقد حذرت مراراً وتكراراً من خلال العديد من المقالات من عدم قناعتي بقيام نظام ديمقراطي في البلاد على يد أحزاب الإسلام السياسي التي لا تعرف من الديمقراطية سوى الوصول إلى السلطة، وإذا ما تمكنت من الوصول إلى السلطة تنكرت لكل ادعاءاتها بالديمقراطية، ودولة القانون، وهاهي الأيام تثبت للجميع زيف تلك الديمقراطية، ودولة القانون، فقد كشرت حكومة المالكي عن أنيابها المتعطشة لافتراس كل الحقوق الديمقراطية التي كفلها دستورهم الذي شرعوه، هم بكل وحشية مستخدمين الجيش والأجهزة الأمنية التي أتخموها بميليشياتهم المعروفة بجيش المهدي ومنظمة بدر، وميليشيات حزب الدعوة وأسماء أخرى لميليشيات أحزاب الإسلام السياسي الأخرى.
ولقد كانت بادرة عدوان حكومة المالكي على الحزب الشيوعي لأنه يدرك أن الحزب يمتلك رصيداً كبيراً بين الجماهير العراقية، بعد أن حاول المالكي أن يبعد الحزب عن ساحة النضال مع الشعب المطالب بإصلاح الأوضاع المتردية، ومكافحة الفساد المستشري في البلاد من قمة السلطة وحتى القاعدة، وباتت ثروات البلاد نهباً من قبل هذه السلطة حكومة، وبرلماناً، وأجهزة أدارية، وحكومات المحافظات، في الوقت الذي يعاني الشعب العراقي شظف العيش، والبطالة، والإمراض الفتاكة، وسوء الخدمات في المستشفيات، وانعدام الخدمات الأساسية، وفي مقدمتها الماء الصالح للشرب، والكهرباء، والصرف الصحي، والغلاء الفاحش، وسوء الحصة التموينية، وأزمة السكن المتصاعدة، وغيرها من الخدمات الضرورية الأخرى.
لقد أراد المالكي من قيادة الحزب الشيوعي أن يسكت على هذه الأوضاع القاسية التي يعيشها الشعب العراقي، ولما لم يفلح في ضغوطه على الحزب بادر إلى شن حملته البائسة بمداهمة مقر الحزب، ومقر صحيفته طريق الشعب، والمؤجرة من قبل الحزب، طالباً إخلائها خلال ساعات، ظنا منه أن الحزب سوف ينحني لإرادته ويتخلى عن الشعب.
لكن المالكي اختار الطريق الخطأ، والوقت الخطأ، والفعل الخطأ، بهذه السياسة الرعناء، التي ستنقلب عليه بكل تأكيد، وعلى حكومته البائسة التي تهتز اليوم أمام غضبة الشباب العراقي، لما آلت إليه أوضاع البلاد من تدهور في كافة المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والصحية والثقافية في بلد تتجاوز ميزانيته ضعف ميزانية مصر وسوريا ولبنان مجتمعة، في حين والتي يتجاوز عدد نفوسها 100 مليون نسمة في حين نجد أن الفقر في العراق قد تجاوز نسبة الفقر في هذه البلاد.
لقد فضح الأستاذ موسى فرج الرئيس السابق لهيئة النزاهة كيف تذهب ثروات البلاد في جيوب دولة القانون والدائرين في فلكها حيث يوضح قائلا:
1 ـ إن تخصيصات الرئاسات الثلاث يفوق مجموع تخصيصات قطاع [الصناعة] و [قطاع الزراعة] و [قطاع الاتصالات] و [قطاع البيئة] و [قطاع العلوم] للسنوات 2006 ـ2011 ، فأي مهزلة هذه !!!

2 ـ إن تشغيلية [مجلس الوزراء] و[النواب] و[رئاسة الجمهورية] تعادل ضعف تشغيلية قطاعات [الصناعة] و [الزراعة] و[الاتصالات]و[البيئة] و [العلوم] مجتمعة، فأي نهب هذا الذي يجري في بلاد دولة القانون!!!

3 ـ تخصيصات [قطاع الثقافة] والذي يعنى ببناء الإنسان في العراق بلغ :0،02% فقط!! و[تخصيصات قطاع الزراعة] بلغت [0،07% فقط]! و[تخصيصات قطاع الصناعة] بلغت [ 1،5% فقط ]!! .

4 ـ إن حكومة المالكي قد أعدت موازنة عام 2010 على أساس إن سعر برميل النفط [62 دولار] من باب الاحتياط، لكنها باعت نفوطها بمعدل سعر مقداره [73 دولار]، ومن جراء ذلك دخل في حساب الحكومة مبلغ [12 مليار دولار] بخلاف الموازنة، فأين ذهبت هذه الثروة الطائلة ؟علماً أن الحكومة تتبع هذا الاسلوب في كل عام.
هذه هي دولة القانون، وهذه هي الخدمات التي قدمتها للشعب، وهذه هي الحياة البائسة التي يحياها لتتكدس ثروات الفاسدين في دولة الفساد التي ليس لها مثيل في سائر بلدان العالم، وبعد كل هذا يريد زعيم دولة القانون رئيس الوزراء نوري المالكي منع الشعب العراقي من التظاهر للمطالبة بحقوقه المشروعة، والضرب على أيدي الفاسدين، ويستخدم جيشه وأجهزته القمعية في التصدي للمتظاهرين، حيث استشهد العديد من المتظاهرين، وجرح المئات من الشباب المحرومين من ابسط مقومات الحياة الكريمة.
إن العملية السياسية البائسة التي أسسها المحتلون قد جاءت لنا بحكومات فاسدة، وبرلمان فاسد، ودستور مشوه، جرى تفصيله على مقياس أحزاب الإسلام السياسي الشيعية بقيادة عبد العزيز الحكيم، وأحزاب القومية الكردية بزعامة البار زاني والطلباني، وهذا الدستور يفتقد للشرعية بعد مقاطعة جانب كبير من المجتمع العراقي المتمثل بالطائفة السنية، حيث من الضروري أن يعبر الدستور عن تعاقد لكافة مكونات الشعب، ويضمن مصالحها دون تمييز، في حين بات هذا الدستور بما يحتويه من مواد تعد برميل بارود لا يلبث أن ينفجر ليجر البلاد إلى الحرب الأهلية من جديد.
ومن المثير للدهشة والغضب أن يصرح من اختاره المتساومون على السلطة رئيساً للجمهورية بأن محافظة كركوك هي قدس كردستان!!!ولا بد أن تعود لدولة كردستان!! فهل هناك رئيساً في أي من بلدن العالم يمكن أن يصرح كما صرح الطالباني، وهو والحالة هذه يفتقد حقه في رئاسة الجمهورية، لأنه بات لا يمثل العراق، بل يمثل دولة كردستان.
ورحم الله الرصافي يوم قال قصيده المشهورة التي تنطبق على حال العراق اليوم تمام الانطباق :
علمٌ ودستورٌ ومجلس أمةٍ كلٌ عن المعنى الصحيحٍ محرفُ



#حامد_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بمناسبة عيد المرأة: لترتفع راية النضال من أجل تحرر المرأة وم ...
- النهوض الثوري للشعوب العربية يتطلب قيام جامعة عربية تمثل إرا ...
- غداً يقول الشعب العراقي كلمته الفاصلة
- النصر والظفر لثورة الشعب الليبي الجسور ضد نظام الطاغية المجن ...
- أنتم مدعون للنهوض يا شباب العراق، والمستقبل لكم قطعاً
- مقدمة كتاب :صدام والفخ الأمريكي
- ثورة شباب مصرالشجعان تزازل عروش الطغاة في العالم العربي
- فاقد الشئ لا يعطيه
- لتتعزز ثورة الشعب التونسي من أجل الحرية والديمقراطية والعدال ...
- لبنان في مواجهة العاصفة!
- تاريخ الجيش العراقي ودوره السياسي في البلاد
- مكافحة الإرهاب يتطلب حملة عالمية واسعة على المستوى العالمي
- حكومة الماكي الجديدة، ومحنة الشعب والوطن!
- أهية اختبارات الذكاء في تحديد مستقبل ابنائنا
- الوالدين والموقف من الغريزة الجنسية لدى الأبناء المراهقين
- أحزاب الإسلام السياسي وديمقراطية آخر زمان!
- حكومة المالكي بحاجة لقسام شرعي!
- العراق من الفاشية القومية إلى الفاشية الدينية، والأزمة مستمر ...
- من ذاكرة التاريخ: الخلافات والتمزق في قيادة انقلابيي 8 شباط6 ...
- ينبغي وضع حد عاجل لمحنة المواطنين المسيحيين الأصلاء


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حامد الحمداني - زيف الديمقراطية في العراق الجديد!