أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شادي الشماوي - الماركسية-اللينينية-الماوية :من وثائق أحزاب شيوعية ماوية( الفصل الثالث من كتاب - علم الثورة البروليتارية العالمية : الماركسية-اللينينية-الماوية-)















المزيد.....



الماركسية-اللينينية-الماوية :من وثائق أحزاب شيوعية ماوية( الفصل الثالث من كتاب - علم الثورة البروليتارية العالمية : الماركسية-اللينينية-الماوية-)


شادي الشماوي

الحوار المتمدن-العدد: 3304 - 2011 / 3 / 13 - 00:41
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


الماركسية-اللينينية-الماوية :من وثائق أحزاب شيوعية ماوية( الفصل الثالث من كتاب - علم الثورة البروليتارية العالمية : الماركسية-اللينينية-الماوية-)
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°

فهرس كتاب : علم الثورة البروليتارية العالمية:الماركسية-اللينينية-الماوية

I/ الفصل الأول : وثيقة الحركة الأممية الثورية (1) : بيان الحركة الأممية الثورية لسنة 1984.

II/ الفصل الثاني : وثيقة الحركة الأممية الثورية (2) : لتحي الماركسية –اللينينية –الماوية.

III/ الفصل الثالث : وثائق أحزاب شيوعية ماوية :
1- بصدد الماركسية –اللينينية – الماوية .

2- الماركسية –اللينينية –الماوية .

3- الماركسية –اللينينية –الماوية : الماوية مرحلة جديدة فى تطوّرعلم الثورة .

4- حول الماوية .

5- ليست الماركسية –اللينينية –الماوية والماركسية –اللينينية –فكر ماو تسى تونغ الشيئ نفسه .

----------------------------------------------
ملاحظتان لا بدّ منهما :
1- الترجمة غير رسمية .
2- الفصل الأول معتمد على ترجمة قديمة أعدّها رفاق جرى العمل على ضبطها قدر الإمكان.


بصدد الماركسية –اللينينية –الماوية/1
( الحزب الشيوعي البيروفي )
فى بوتقة الصراع الطبقي ، بزغت إيديولوجيا البروليتاريا العالمية كماركسية صارت ماركسية – لينينية ثم ماركسية – لينينية- ماوية. و هكذا للإيديولوجيا البروليتارية العالمية المطلقة الجبروت ،المطلقة الجبروت لأنها صحيحة ، ثلاث مراحل :
1- الماركسية 2- اللينينية 3-الماوية وهي ثلاث مراحل أو فترات أو قمم سيرورة التطوّر الجدلية للوحدة ذاتها نتيجة لمائة و أربعين سنة منذ "البيان " ، فى أعظم الملاحم البطولية لصراع الطبقات و فى صراعات خطين ضارية و مثمرة داخل الأحزاب الشيوعية عينها وفى الأعمال الجبارة فى التفكير و العمل. و لم يكن بوسع إلا الطبقة العاملة إفراز مصابيح خالدة هي ماركس و لينين و ماو تسى تونغ ،عبر قفزات كبرى . و العظماء الثلاث سلحونا بالتى لا تقهر، الماركسية –اللينينية-الماوية ،رئيسيا الماوية الآن.
مع ذلك ، بينما كسبت الماركسية-اللينينية إعترافا عالميا بصلوحيتها ، لا تزال الماوية غير معترف بها بصورة تامة بإعتبارها مرحلة ثالثة . ففيما ينكر البعض ببساطة كونها مرحلة ثالثة، لا يتجاوز آخرون الإعتراف بها ك" فكر ماو تسي تونغ" . و جوهريا ، فى كلتا الحالتين ، مع تباينات بديهية بينها ، ينكرون التطوير العام للماركسية من قبل ماوتسى تونغ وعدم الإعتراف بالتطوير كماوية هو إنكار لصلوحيتها العالمية و بالتالى لوضعها كمرحلة ثالثة ،جديدة و أرقى فى إيديولوجيا البروليتاريا العالمية : الماركسية – اللينينية- الماوية ، رئيسيا الماوية التى نرفع رايتها و ندافع عنها و نطبقها .
كمقدمة لفهم أفضل للماوية و ضرورة النضال من أجلها ، لنتذكر لينين. فقد علمنا أن الثورة بتوغلها فى الشرق كانت تعبر عن ظروف خاصة و إن لم تكن تنكر مبادئا أو قوانينا فهي أوضاع جديدة لا يمكن للماركسية أن تتجاهلها و إلا عرّضت الثورة للفشل .
و رغم الصرخة التى كان يطلقها بخاصة المثقفون المفعمون ليبرالية و المدعون زيفا الماركسية ، و المتنطعون والكتبيون ، ضد ما هو جديد ، فإن الموقف الوحيد الصائب و الصحيح هو تطبيق الماركسية على الواقع الملموس و معالجة الأوضاع و المشاكل الجديدة التى تواجهها بالضرورة كل ثورة و تحلها و ذلك فى وجه الفزع الفريسي و " الدفاع عن الإيديولوجيا و الطبقة و الشعب " الذين يعلنهم التحريفيون و الإنتهازيون و الخونة أو الساخطون و الهجمات العمياء لأكاديمييى النظام القديم المخبلين و المتطاوسين و المشبعين بالإيديولوجيا البرجوازية العفنة و المستعدين للدفاع عن المجتمع القديم الذى هم فيه طفيليون . و أكثر من ذلك حتى ، قال لينين بصريح العبارة إن الثورة فى الشرق ستحمل مفاجآت جديدة و كبيرة وهو مبعث دهشة أكبر لدى عشاق إتباع الطرق المعروفة فحسب و غير القادرين على رؤية الجديد و مثلما يعرف الجميع ، عهد لينين لرفاق الشرق معالجة المشاكل التى لم تحلها الماركسية بعدُ.
إضافة إلى ذلك ، لا بد أن نستحضر جيدا أن الرفيق ستالين لما طرح بطريقة صائبة و صحيحة أننا قد دخلنا مرحلة اللينينية كتطوير للماركسية ، حينذاك أيضا ظهرت معارضة و مزق البعض ألبستهم الكهنوتية فى ما إدعوا أنه دفاع عن الماركسية . ولا بد أن نستحضر جيدا كذلك أنه ظهر من قال عن اللينينية أنها غير قابلة للتطبيق إلا فى البلدان المتخلفة، غير أنه فى خضم النضال ، تم الإعتراف بها كتطوير عظيم للماركسية فلمعت إيديولوجيا البروليتاريا مظفرة أمام العالم كماركسية – لينينية .
و الآن ، تواجه الماوية أوضاعا مماثلة، و كالعادة سلك الجديد و سلكت الماركسية طريقها عبر الصراع و الماوية هي الأخرى ستفرض نفسها و سيقع الإعتراف بها.
أما فى ما يخص الإطار الذى تحرك فيه الرئيس ماو تسى تونغ و نحتت فيه الماوية فهو ، عالميا ، عصر الإمبريالية و الحروب العالمية و الحركة البروليتارية العالمية و حركة التحرر الوطني و الصراع بين الماركسية و التحريفية و إعادة تركيز الرأسمالية فى الإتحاد السوفياتي . و هنا ينبغى التأكيد على ثلاثة قمم تاريخية من القرن الحالي : أولا ثورة أكتوبر 1917 التى إفتتحت عصر الثورة البروليتارية العالمية و ثانيا، إنتصار ثورة الصين سنة 1949 التى أحدثت تغييرا فى ميزان القوى المناصرة للإشتراكية و ثالثا ، الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى و كانت بدايتها فى 1966 كمواصلة للثورة فى ظل دكتاتورية البروليتاريا بغرض صيانة التوجه نحو الشيوعية . و يكفى إبراز أن الرئيس ماو تسى تونغ قد قاد حدثين من هذه الأحداث التاريخية العظيمة الثلاث.
و فى الصين كمركز للثورة العالمية حيث تجسدت الماوية ، إلتقت أعقد التناقضات و أشدّها فى صراع طبقي دامي جراء تطلعات القوى الإمبريالية لتجزئة الصين و إقتسامها وإنهيار إمبراطورية الماندشو (1911) و الصراع المناهض للإمبريالية فى 1919 و إنتفاضات الفلاحين ذوى الحجم الكبير و فى الإثنين و عشرين سنة من النضال المسلح للثورة الديمقراطية و النضال العظيم فى سبيل بناء الإشتراكية و تطويرها و السنوات العشر من العواصف الثورية للتقدم بالثورة الثقافية و صراع الخطين الأكثر حدّة فى صفوف الحزب الشيوعي الصيني بالخصوص ضد التحريفية . و يتنزّل كل ذلك فى إطار الوضع العالمي الذى مرّ بنا . و من جميع هذه الأحداث التاريخية ، علينا أن نبرز منها أربعة بالغة الأهمية وهي تأسيس الحزب الشيوعي الصيني سنة 1921 و إنتفاضة حصاد الخريف التى شكلت بداية طريق من الريف إلى المدينة ، سنة 1927 و إرساء الجمهورية الشعبية فى 1949 و الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى 1966-1976 و فى جميعها كان الرئيس ماو أهم و رئيسيا أعلى قائد كزعيم معترف به للثورة الصينية.
و هكذا من سيرة حياة الرئيس ماوتسى تونغ ، بإمكتننا أن نقول إنه ولد فى 26 ديسمبر 1893 وفتح عينيه على عالم تعصف به نيران الحرب . وهو إبن فلاحين كان عمره سبع سنوات زمن "حرب البوكسارس " و كان يدرس ليصبح معلما وهو فى الثامنة عشرة عندما تداعت الإمبراطورية و تطوّع كجندي ليغدو إثر ذلك منظما كبيرا للفلاحين و الشبان فى يانان ، مسقط رأسه. و قد كان من مؤسسي الحزب الشيوعي الصيني و الجيش الأحمر للعمال و الفلاحين و صاغ طريق محاصرة المدن إنطلاقا من الريف و طوّر حرب الشعب و معها النظرية العسكرية للبروليتاريا و كمنظر للديمقراطية الجديدة ، أسّس الجمهورية الشعبية و كان وراء القفزة الكبرى إلى الأمام و عاملا على تطوير الإشتراكية .و كان مرشد النضال ضد التحريفية المعاصرة لخروتشاف و أضرابه كما كان زعيما و قائدا للثورة الثقافية البروليتارية الكبرى . هذه قمم تسجّل حياة مكرّسة تماما و كلّيا للثورة . و للبروليتاريا إنتصارات عظيمة ثلاث فى هذا القرن منها إنتصارين ينسبان للرئيس ماو . و إن كان إنتصار واحد مجيدا بما فيه الكفاية فإن إنتصارين أوفر مجدا حتى .
بشأن مضمون الماوية ، من البديهي أن من ضمن خلاصتها ، علينا أن نشير إلى المسائل الأساسية التالية :
1- نظريا: للماركسية مكوّنات ثلاثة هي الفلسفة الماركسية و الإقتصاد السياسي الماركسي و الإشتراكية العلمية و تطوّر فيها جميعها تترتّب عليه قفزة كبرى نوعية فى الماركسية بكليتها أي وحدة بمستوى أرقى بمعنى مرحلة جديدة . و بالتالى ، الأساسي هو إثبات أن الرئيس ماو كان منبعا لمثل هذه القفزة الكبرى النوعية كما يمكن رؤية ذلك نظريا و عمليا . و لضرورة العرض دعونا نمعن النظر فى الأمر فى هذه النقطة و النقاط التالية .
بصدد الفلسفة الماركسية ، طوّر ماو ما يمثل جوهر الجدلية و نقصد قانون التناقض معتبرا إياه قانونا جوهريا وحيدا و إلى جانب فهمه الجدلي العميق لنظرية المعرفة و محورها القفزتان اللتان تمثلان قانونها ( من الممارسة العملية إلى المعرفة و من هذه الأخيرة إلى الأولى ، مع أن القفزة الرئيسية هي من المعرفة إلى الممارسة العملية ) ، يبرز أنه طبّق ببراعة قانون التناقض فى السياسة . و فوق ذلك كله ، فإنه أوصل الفلسفة إلى الجماهير منجزا بذلك المهمّة التى أبقاها ماركس عالقة .
فى الإقتصاد السياسي الماركسي ، طبّق الرئيس ماو الجدلية لتحليل العلاقة بين البناء التحتي و البناء الفوقي وواصل النضال الماركسي-اللينيني ضد الأطروحة التحريفية ل"قوى الإنتاج" و إستشف أن البناء الفوقي و الوعي بوسعهما أن يغيّرا البناء التحتي و بواسطة السلطة السياسية بإمكانهما تطوير قوى الإنتاج . و مطوّرا الفكرة اللينينية عن السياسة كتعبير مكثّف عن الإقتصاد ، رسّخ وضع السياسة فى المصاف الأول ( وهو أمر قابل للتطبيق على كافة الأصعدة ) و أن العمل السياسي هو الخط الحيوي للعمل الإقتصادي ممّا أدى إلى تحكّم حقيقي فى الإقتصاد السياسي و ليس إلى مجرد سياسة إقتصادية .
مسألة على أهمّيتها يتجنّبها خاصة الذين يواجهون ثورات ديمقراطية هي الأطروحة الماوية عن الرأسمالية البيروقراطية أي الرأسمالية التى تتطوّر فى الأمم التى تضطهدها الإمبريالية مع درجة متفاوتة من وجود الإقطاعية أو غيرها من أنماط الإنتاج السابقة عليها حتى . و هذه مسألة حيوية رئيسيا بالنسبة لآسيا و إفريقيا و أمريكا اللاتينية ذلك أن كمرحلة ثانية مرهون ، إقتصاديا ، بمصادرة هذا الرأسمال البيروقراطي .
لكن الرئيسي هو أن الرئيس ماو تسى تونغ طّور الإقتصاد السياسي للإشتراكية . و فى منتهى الأهمية هو نقده للبناء الإشتراكي فى الإتحاد السوفياتي و الشيئ نفسه يمكن قوله عن أطروحته حول كيفية تطوير الإشتراكية فى الصين : إعتبار الفلاحة قاعدة و الصناعة القائدة و إعتبار أن الصناعة توجّهها العلاقة بين الصناعة الثقيلة و الصناعة الخفيفة و الفلاحة و أن محور البناء الإقتصادي هوالصناعة الثقيلة و فى الوقت ذاته تجب إعارة الإنتباه التام إلى الصناعة الخفيفة و كذلك إلى الفلاحة . ويتعيّن أن نشدّد على القفزة الكبرى إلى الأمام و ظروف تنفيذها : أولا ، خط سياسي وجّهها توجيها صائبا و صحيحا و ثانيا ، أشكال تنظيمية صغرى و متوسطة و كبرى و عددها يكثر حسب خاصيّة كل منها و ثالثا إندفاع جماهيري عظيم و مجهود جبّار دفعا لإنجازها و إنجاحها . و القفزة الكبرى إلى الأمام تقيًّم نتائجها أساسا تبعا للسيرورة التى أطلقتها و أفقها التاريخي أكثر من تقييمها تبعا لمكاسبها الآنية و صلتها بالتعاونيات الفلاحية و الكمونات الشعبية . و فى النهاية ، ينبغى أن نأخذ بعين الإعتبار تعاليمها حول الموضوعية و الذاتية فى فهم قوانين الإشتراكية و التحكم فيها و أن العشريات القليلة من الإشتراكية لم تسمح بمشاهدة تطوّر تام و من هنا معرفة أفضل لقوانينها و لخصوصياتها و رئيسيا العلاقة بين الثورة وسيرورة الإنتاج المجسدة فى " القيام بالثورة مع دفع الإنتاج " . و مع ذلك بالرغم من أهميته البالغة، قلما تتم معالجة هذا التطوير للإقتصاد السياسي الماركسي .
فى ما يتعلق بالإشتراكية العلمية ، طوّر الرئيس ماو نظرية الطبقات محلّلا إياها على المستويات الإقتصادية و السياسية و الإيديولوجية . ووضع العنف الثوري كقانون عالمي دون إستثناء و الثورة كإحلال عنيف لطبقة محلّ طبقة أخرى و صاغ أطروحته العظيمة " من فوهة البندقية تنبع السلطة السياسية " و حلّ مسألة إفتكاك السلطة فى الأمم المضطهَدة عبر طريق محاصرة المدن إنطلاقا من الريف و بتّ أيضا فى قوانينها العامة . و جدّد بتألق نظرية صراع الطبقات فى ظلّ الإشتراكية و طوّرها و أوضح أن الصراع التناحري يستمرّ فى ظلّ الإشتراكية بين البروليتاريا و البرجوازية و بين الإشتراكية و الرأسمالية و أنه بالملموس ، لم يتحدّد من الذى سينتصر على من وهو مشكل يحتاج حلّه إلى وقت ، وبيّن تطوّر سيرورة إعادة تركيز الرأسمالية و نقيضها حتى تتمكن البروليتاريا من التوطيد النهائي للسلطة عبر دكتاتورية البروليتاريا . و ختاما و رئيسيا ، قدّم الحل العظيم ذو الأهمية التاريخية البالغة ألا وهو الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى كمواصلة للثورة الإشتراكية فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا.
تبيّن هذه المسائل الأساسية المعروضة ببساطة تقريبا و المعروفة و غير القابلة للدحض ، تبيّن تطوير الرئيس ماو لمكوّنات الماركسية و سموّه البديهي بالماركسية – اللينينية إلى مرحلة ثالثة ، جديدة و أرقى هي الماركسية –اللينينية –الماوية ، رئيسيا الماوية.
مستمرّين فى هذه الرؤية التوليفية ، ننظر فى نقاط خاصة أخرى و إن تفرّعت عن ما سلف ، ينبغى أخذها بعين الإعتبار و لو كان ذلك على نحو تعدادي ، على الأقل للتشديد بتسليط الضوء عليها.
2- الديمقراطية الجديدة :
بداية ، يعدّ توضيح الأنواع الثلاثة من الدكتاتوريات تطويرا للنظرية الماركسية للدولة : 1- دكتاتورية البرجوازية فى الديمقراطيات البرجوازية القديمة مثل الولايات المتحدة وهو نوع يمكن أن تشبه به الدكتاتورية القائمة فى الأمم المضطهَدة مثل دكتاتوريات أمريكا اللاتينية و 2- دكتاتورية البروليتاريا كالتى كانت قائمة فى الإتحاد السوفياتي و الصين قبل إغتصاب التحريفيين للسلطة فيهما و 3- الديمقراطية الجديدة كدكتاتورية جماعية قوامها تحالف العمال و الفلاحين بقيادة البروليتاريا و على رأسها الحزب الشيوعي وهي دكتاتورية كرّستها الصين طوال ثورتها الديمقراطية و ما يتجسّد اليوم فى البيرو فى اللجان الشعبية و قواعد الإرتكاز و الجمهورية الشعبية الديمقراطية الجديدة فى طور التشكّل. ومن الجوهري تأكيد أن التمييز الأساسي ضمن هذا التطوير لنظرية الدولة بين نظام الدولة كدكتاتورية طبقة أو طبقات تمارس السلطة من جهة ، وهو أمر محوري ، و نظام حكومة مفهومة كمنظمة تمارس السلطة ، من جهة ثانية .
و من ناحية أخرى ، ببراعة تؤكد لنا الديمقراطية الجديدة ، وهي من أعظم تطويرات الرئيس لعلم الثورة البروليتارية العالمية أن الثورة البرجوازية من الطراز الجديد التى لا يمكن أن تقودها سوى البروليتاريا هي الثورة الديمقراطية فى العصر الجديد من الثورة البروليتارية العالمية الذى ضمنه نتحرك. و يتفرّع عن الثورة الديمقراطية الجديدة الإقتصاد الجديد والسياسة الجديدة والثقافة الجديدة ، وهي بديهيا تحطّم النظام القديم و تشيّد النظام الجديد بالبنادق كشكل وحيد لتغيير العالم .
مجمل القول ، من المهمّ التأكيد على أن الديمقراطية الجديدة كثورة ديمقراطية و إن أنجزت ، رئيسيا ، المهام الديمقراطية فهي كذلك و بصورة مكمّلة تتقدّم فى بعض المهام الإشتراكية . و على هذا النحو ، بعمق يتم حلّ مسألة المرحلتين الديمقراطية منها و الإشتراكية اللتين تتناسبان مع البلدان التى تشبه بلادنا ، ضامنة ، إثر إنهاء المرحلة الديمقراطية ، السير قدما فى الثورة الإشتراكية دون فترة إنتقالية و بصفة متّصلة .
3- الأدوات الثلاث :
تطرح مسألة بناء أدوات الثورة على الحزب إدراك العلاقات المتبادلة بين الحزب و الجيش و الجبهة المتحدة و إدراك البناء المترابط للثلاثة و التحكم فيه فى خضم الحرب أو خلال المحافظة على الدولة الجديدة المعتمدة على سلطة الشعب المسلّح بما يعكس عملا قياديا صائبا و صحيحا . فالبناء يسترشد بمبدأ صحّة الخط الإيديولوجي تحدّد كل شيئ و على هذا الأساس الإيديولوجي- السياسي يتطوّر بشكل مواز البناء التنظيمي فى خضم صراع الخط البروليتاري مع الخط البرجوازي و فى عاصفة الصراع الطبقي، رئيسيا الحرب كشكل رئيسي نشيط كان أم كامن .
أما فى ما يتصل بالحزب ، فإن الرئيس ماو ينطلق من ضرورة الحزب الشيوعي ، ضرورة حزب من طراز جديد، حزب البروليتاريا و الآن نقول حزب ماركسي- لينيني- ماوي وهو حزب يهدف إلى إفتكاك السلطة و الدفاع عنها مما يجعله مرتبطا بروابط لا تنفصم عراها بحرب الشعب سواء كان ذلك للشروع فيها أم تطويرها أم لخوضها دفاعا عن النفس. إنه حزب تدعمه الجماهير أكان ذلك عبر حرب الشعب عينها ، وهي حرب الجماهير ، أم كان ذلك عبر الجبهة المتحدة بما هي جبهة طبقات تعتمد على السواد الأعظم من الجماهير . و يتطوّر الحزب و يمرّ بتحولات تبعا لمراحل الثورة و الفترات التى تشهدها تلك المراحل و محرّك تطوّره هو التناقض الملموس فى صلبه كصراع خطين بين الخط البروليتاري و الخط البرجوازي أو غير البروليتاري على وجه العموم و جوهريا و رئيسيا كصراع ضد التحريفية . و يفضى بنا هذا إلى الأهمية الحاسمة للإيديولوجيا فى الحياة الحزبية و القيام بحملات تصحيحية تخدم مزيد الضبط لكامل نظام المنظمات الحزبية و لنضاليته حسب الخطوط الإيديولوجية و السياسية الصائبة و الصحيحة وفق هيمنة الخط البروليتاري و مسك القيادة الحزبية بيديه. و يعمل الحزب على تركيز سلطة البروليتاريا أكان ذلك كطبقة قيادية للديمقراطية الجديدة أم رئيسيا إرساء دكتاتورية البروليتاريا و توطيدها و تطويرها لبلوغ الهدف النهائي العظيم أي الشيوعية من خلال ثورات ثقافية . لذا لا بد أن يتوصّل الحزب إلى قيادة كل شيئ بصورة شاملة .
و الجيش الثوري ، هو جيش من طراز جديد ، إنه جيش يؤدى المهام السياسية التى يصوغها الحزب وفق مصالح البروليتاريا و الشعب ويتجسّد هذا الطابع فى المهام الثلاث الملقاة على عاتقه ألا وهي القتال و الإنتاج حتى لا يكون عبئا طفيليا و إستنهاض الجماهير . إنه جيش قائم على البناء السياسي العام إنطلاقا من الإيديولوجيا البروليتارية الماركسية –اللينينية – الماوية (الآن) و الخط السياسي العام و كذلك الخط العسكري الذى يعيّنه الحزب .إنه جيش يعتمد على الإنسان و ليس على الأسلحة و جيش منبعه الجماهير و مرتبط على الدوام بالجماهير وهو فى خدمتها قلبا وقالبا مما يخوّل له التحرّك فى صفوفها كالسمكة فى الماء . "بدون جيش شعبي لن يكون هنالك شيئ للشعب " يقول ماو و فى الوقت ذاته يعلمنا ضرورة أن يوجه الحزب مطلقا الجيش وأن يكرّس مبدأه العظيم : الحزب يوجّه الجيش ، و لن نسمح للبنادق أبدا بأن توجّه الحزب . و زيادة على وضعه أسس مبادئ و قواعد بناء جيش من طراز جديد ، نادي الرئيس ماو نفسه بالوقوف ضد إستعمال الجيش لإعادة تركيز الرأسمالية بإغتصاب القيادة عبر إنقلاب مضاد للثورة . و طوّر كذلك أطروحة لينين حول المليشيا الشعبية و أقدم أكثر من أي كان على التسليح العام للشعب ممهّدا السبيل أمام و مشيرا إلى الدرب نحو بحر الجماهير المسلّحة الذى سيقودنا إلى التحرير النهائي للشعب و البروليتاريا .
إن الرئيس ماو تسى تونغ هو الذى طوّر لأول مرّة نظرية متكاملة عن الجبهة المتحدة و صاغ قوانينها . هي جبهة قوامها وحدة العمال و الفلاحين ضمانا لهيمنة البروليتاريا فى الثورة وهي جبهة طبقات تقودها البروليتاريا ممذّلة فى حزبها الشيوعي و جبهة متحدة من أجل حرب الشعب و من أجل الثورة و من أجل إفتكاك السلطة لصالح البروليتاريا و الشعب. و هكذا ، بالملموس تجّمع الجبهة المتحدة القوى الثورية ضد القوى المعادية بهدف خوض نضال مسلّح بين الثورة و الثورة المضادة وذلك رئيسيا عبر حرب الشعب المسلحة. و من البديهي أن تتغيّر الجبهة المتحدة فى كل مرحلة من مراحل الثورة و أكثر من ذلك حتى ، تتحدّد حسب مختلف فترات كل مرحلة . و ليست الجبهة المتحدة فى ثورة ملموسة هي هي الجبهة على المستوى العالمي و إن كانت الجبهتان تتبعان القوانين العامة عينها . فضلا عن هذا ، من الهام إبراز العلاقة بين الجبهة و الدولة التى أقامها ماو معتبرا أن الجبهة المتحدة إنما هي شكل من أشكال الدكتاتورية المشتركة ، أثناء الحرب المناهضة لليابان وهي مسألة تستحق منا الدراسة خاصة منّا نحن الذين نواجه ثورات ديمقراطية .
4- حرب الشعب:
هي النظرية العسكرية للبروليتاريا العالمية فيها تتلخص لأول مرّة على نحو منهجي النضالات و العمليات العسكرية و الحروب التى خاضتها البروليتاريا و التجربة النظرية المديدة للنضال الشعبي المسلّح و بخاصة حروب الفلاحين فى الصين . مع الرئيس ماو إكتسبت الطبقة نظريتها العسكرية غير أنه ثمة إلتباس كبير و عدم فهم لهذه المسألة . و ينبع الإلتباس وعدم الفهم من كيفية رؤية حرب الشعب فى الصين فبشكل عام يعتبرها البعض حاطين من قيمتها و مستهينين بها، مجرد حرب عصابات ممّا يدلّ على عدم إدراك أن حرب العصابات مع الرئيس ماو إكتست طابعا إستراتيجيا و كذلك لا يدرك تطوّر حرب العصابات و كيف أن من سيولتها الأساسية تتطوّر الحركة و الحرب المتحرّكة و الحرب الموقعية و تتطوّر مخططات كبيرة للهجوم الإستراتيجي و إفتكاك المدن الصغرى و المتوسطة و الكبرى التى يقطنها ملايين السكان، بمزج الهجوم من خارجها و الإنتفاضة من داخلها . و بذا تبرز فى النهاية المراحل الأربع للثورة الصينية و بالأساس منذ الحرب الزراعية إلى حرب التحرير و بينهما الحرب المناهضة لليابان ، تبرز أوجها متباينة و تعقيدات الحرب الثورية المخاضة طوال أكثر من عشرين سنة فى بلد عدد سكانه هائل و فيها حصلت تعبئة و مساهمة جماهيرية واسعتين . فى هذه الحرب ، نجد أمثلة من كافة الأنواع ، و ما هو رئيسي تمت دراسته بإقتدار و بإقتدار صيغت مبادؤه و قوانينه و إستراتيجيته و تكتيكاته و قواعده و ما إلى ذلك. و بالتالي على هذا الأساس المكين و على قاعدة ما أنشأته الماركسية – اللينينية ، بلور ماو النظرية العسكرية للبروليتاريا أي حرب الشعب .
و لزاما علينا أن نذكّر على الدوام بأن الرئيس ماو نفسه لاحقا ، مع علمه بوجود القنابل و الصواريخ النووية و مع إمتلاكه لهما ، دافع عن حرب الشعب و طوّرها لتخاض فى الظروف الجديدة للأسلحة النووية و الحرب مع دول قوية و قوى عظمى . بإختصار ، حرب الشعب هي سلاح البروليتاريا و الشعب لمواجهة حتى الحروب النووية .
و مسألة أخرى حيوية و حاسمة هي مسألة أنواع الثورات و الظروف المميزة لكل واحدة منها . [...]
ختاما، الآن أكثر من أي زمن مضى ، نحتاج نحن الشيوعيون و الثوريون و البروليتاريا و الشعب أن نوطد أنفسنا على " إننا من أنصار نظرية قدرة الحرب الثورية الكلية على كل شيئ و هذا ليس شيئا سيئا و إنما هو شيئ حسن ، ماركسي " و مفاده أن نكون من أنصار أن حرب الشعب لا تقهر.
5- الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى:
من منظور تاريخي ، هي أهمّ تطوير للماركسية- اللينينية أنجزه ماو فهي معالجة للمشكل الكبير العالق ، مشكل مواصلة الثورة فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا و" تشكل مرحلة جديدة فى تطوّر الثورة الإشتراكية فى بلدنا ، مرحلة أعظم إتساعا و عمقا فى آن ".
كيف كان الوضع الذى واجهته الثورة ؟
جاء فى قرار اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني حول الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى : " على الرغم من أن البرجوازية قد أسقطت، فإنها ما تزال تحاول إستخدام الأفكار و الثقافة و التقاليد و العادات القديمة للطبقات المستغِلة بغية إفساد الجماهير و الإستيلاء على عقولها و محاولة القيام بالردّة . وعلى البروليتاريا أن تصنع العكس تماما : يجب أن تجابه كل تحدّ من جانب البرجوازية على صعيد الإيديولوجية مجابهة مقابلة و تستخدم الأفكار و الثقافة و العادات و التقاليد الجديدة للبروليتاريا لتغيير السيماء الروحية للمجتمع كله. و هدفنا فى الوقت الحاضر هو مكافحة و إسقاط أولئك الأشخاص ذوى السلطة الذين يسيرون فى الطريق الرأسمالي ، و نقد و إقصاء "الثقات " الأكاديميين البرجوازيين الرجعيين و إيديولوجية البرجوازية و سائر الطبقات المستغلة و تحويل التربية و الأدب و الفن و سائر أجزاء البناء الفوقي التى لا توافق الأساس الإقتصادي الإشتراكي ، بحيث يسهل توطيد و تطوّر النظام الإشتراكي ".
فى هذه الظروف إنطلقت السيرورة الأكثر زلزلة و الأوفر تعبئة جماهيرية شهدها العالم و كانت أهدافها كما حدّدها الرئيس ماو " إن الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى ضرورية تماما وجدّ مناسبة لترسيخ دكتاتورية البروليتاريا و الحيلولة دون إعادة تركيز الرأسمالية و لبناء الإشتراكية ".
و نلفت النظر ، بالإضافة إلى ذلك ، إلى مسألتين :
1- تمثل الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى قمّة فى تطوّر دكتاتورية البروليتاريا نحو تدعيم البروليتاريا فى السلطة وهو ما تجسّم فى اللجان الثورية و
2- لا تنفى إعادة تركيز الرأسمالية فى الصين ، إثر الإنقلاب المضاد للثورة سنة 1976 ، صلاحية الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى و إنما تتأتى صلوحيتها تماما من الصراع الدائر رحاه بين إعادة تركيز الرأسمالية و نقيضها و بالعكس تبيّن لنا الأهمية التاريخية القصوى للثورة الثقافية البروليتارية الكبرى بالنسبة لسير الإنسانية الذى لا ينثنى صوب الشيوعية.
6- الثورة العالمية :
يشدّد الرئيس ماو من جديد على أهمّية الثورة العالمية بما هي وحدة ، منطلقا من أن الثورة هي الإتجاه الرئيسي طالما أن الإمبريالية تزداد إنحلالا يوما فيوما و أن دور الجماهير يتعاظم سنة بعد أخرى ، هذه الجماهير التى ستبيّن قوّتها التغييرية التى لا يمكن إيقافها . و كان ماو يردّد حقيقة مفادها إما أن نبلغ جميعا الشيوعية أو لن يبلغها أحد. هذا هو الأفق الخاص فى مرحلة الإمبريالية و فترة تاريخية عظيمة لل"خمسين إلى مائة سنة القادمة " ، فى إطار هذه الفترة يفتح الصراع ضد الإمبريالية الأمريكية و الإمبريالية الإشتراكية السوفياتية ، النمور من الورق ، التى تتنازع الهيمنة على العالم و تهدّده بحرب نووية .
وموقفنا من هذه الحروب هو أولا ضرورة إدانتها ثم علينا أن نستعد مسبّقا لمعارضتها بحرب الشعب و القيام بالثورة . [...]. و كل هذا ينتهى بنا إلى الحاجة إلى تطوير إستراتيجيا الثورة العالمية و تكتيكها . و للأسف قليل هو ما نعرفه أو لا نعرف شيئا عن كتابات و أطروحات الرئيس ماو بشأن هذه المسائل الهامة للغاية و مع ذلك ، فإن القليل النادر الذى نعرفه يثبت الآفاق العظيمة التى تترقبنا و الخطوط العريضة التى علينا إتباعها لفهم الثورة العالمية و خدمتها .
7- البناء الفوقي و الإيديولوجيا و الثقافة و التربية :
هذه المسائل و غيرها على صلة بها درسها بدقة و تعمّق فيها الرئيس ماو و عالجها لذلك هي مسائل جوهرية تستحقّ العناية .
خلاصة القول ، تبيّن المضامين التى عرضنا فى هذه المسائل الجوهرية بجلاء لمن يريد النظر و السمع أن لدينا هكذا مرحلة ثالثة ، جديدة و أرقى من الماركسية هي الماوية و كي يكون المرء ماركسيا فى الوقت الحالي يتطلّب الأمرأن يكون ماركسيا- لينينيا- ماويا ، رئيسيا ماويا .
و ما عرضناه فى المضامين يجرنا إلى سؤالين إثنين :
- ما هو جوهر الماوية ؟ السلطة هي جوهر الماوية . السلطة للبروليتاريا ، سلطة دكتاتورية البروليتاريا ، السلطة المعتمدة على القوة المسلّحة بقيادة الحزب الشيوعي . بشكل أوضح :
1- السلطة فى ظلّ قيادة البروليتاريا ، فى الثورة الديمقراطية 2- السلطة لدكتاتورية البروليتاريا ، فى الثورات الإشتراكية و الثقافية 3- السلطة المعتمدة على قوة مسلّحة يقودها الحزب الشيوعي والتى يجرى إفتكاكها و الدفاع عنها عبر حرب الشعب .
- و ما هي الماوية؟ الماوية هي سموّ بالماركسية – اللينينية إلى مرحلة ثالثة ، جديدة و أرقى فى النضال من أجل قيادة البروليتاريا للثورة الديمقراطية و تطوير بناء الإشتراكية و مواصلة الثورة فى ظل دكتاتورية البروليتاريا كثورة ثقافية بروليتارية و هذا فى زمن يتعمّق فيه إنحلال الإمبريالية و أمست فيه الثورة التيار الرئيسي للتاريخ ، فى خضم أعقد و أكبر الحروب التى شوهدت إلى حدّ الآن و الصراع القاسي ضد التحريفية المعاصرة .
بصدد النضال حول الماوية :
فى الصين ، إنطلق النضال فى سبيل تركيز فكر ماو تسى تونغ منذ سنة 1935 ، فى إجتماع تسونسي، لما تولى الرئيس ماو مسؤولية قيادة الحزب الشيوعي الصيني و فى 1945 ، أقرّ المؤتمر السابع للحزب الشيوعي الصيني أنه يسترشد بالماركسية –اللينينية و أفكار ماو تسى تونغ و تم إلغاء ذلك تحديدا فى المؤتمر الثامن و يعزى ذلك إلى سيطرة خط يميني . و لخّص المؤتمر التاسع لسنة 1969 الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى و صادق على أن الحزب الشيوعي الصيني يسترشد بالماركسية – اللينينية – فكر ماو تسى تونغ . إلى هذا الحدّ وصل التقدم فى الصين.
على الصعيد العالمي ، إكتسبت الماوية تأثيرا منذ الخمسينات لكن مع الثورة الثقافية إنتشرت بشكل واسع و سمت مكانتها سموّا و أضحى الرئيس ماو معترفا به قائدا للثورة العالمية و مولدا لمرحلة جديدة من الماركسية – اللينينية و عندئذ تبنى عدد كبير من الأحزاب الشيوعية تسمية الماركسية – اللينينية – فكر ماو تسى تونغ . و على النطاق العالمي ، واجهت الماوية بصورة مفتوحة و شرسة التحريفية المعاصرة فاضحة إياها بعمق و حسم و قامت بذلك بصفة موازية فى صفوف الحزب الشيوعي الصيني ذاته ممّا جعل الراية الحمراء العظيمة للرئيس ترتفع حتى أكثر : مرحلة ثالثة ، جديدة و أرقى من ايديولوجيا البروليتاريا العالمية . و حاليا ، تواجه الماوية هجوما ثلاثيا مصدره التحريفية السوفياتية و الصينية و الألبانية . إلا أنه إلى ذلك ، ثمة حتى من يعترف بالمساهمات العظيمة للرئيس ماو و حتى بتطويره للماركسية و يعتبر أننا لا زلنا فى مرحلة الماركسية – اللينينية و ثمة آخرون يقبلون فكر ماو تسى تونغ فقط و لكنهم لا يقبلون البتّة الماوية .
فى بلادنا ، كما هو بديهي ، هاجم التحريفيون الذين يتّبعون قيادة مختلف سادتهم غرباتشوف و دنك و عاليا و كاسترو و لا يزالون الماوية بشراسة . و من ضمن هؤلاء ، علينا أن ندين و نعري و نقاتل بلا هوادة التحريفية المتصلبة لدلبرادو و زمرته الذين أطلقوا على أنفسهم "الحزب الشيوعي البيروفي " و الإلتواءات المتذللة لما يسمى ب"الحزب الشيوعي للبيرو ، الوطن الأحمر " الذين من تقديم أنفسهم على أنهم "ماويين كبار" أضحوا عبيدا لدنك ، بعد أن كانوا أدانوه حين تم عزله فى 1976و المسمى ب"اليسار الموحد" المعادي للماوية و صفوفه تعجّ بكل أرهاط التحريفيين و حتى بمواقف مضادة للماركسية و معهم الماركسيين الزائفين و التحريفيين من أشكال متنوّعة . إن رفع راية الماوية كمرآة كاشفة للتحريفيين لمحاربتهم بلا هوادة وفق تطوّر حرب الشعب و إنتصار الثورة الديمقراطية المستعرة الآن ، إن رفع راية الماوية مهمّة ذات طابع إستراتيجي لا مناص منها و لا يمكن التغافل عنها .
دفع الحزب الشيوعي البيروفي ، من خلال كتلة بقيادة الرفيق غنزالو ، إعادة البناء . و تم تبنى الماركسية–اللينينية –الماوية سنة 1966 و فى1979، صيغ شعار "رفع راية الماركسية -اللينينية – فكر ماو تسى تونغ و الدفاع عنها و تطبيقها ! و فى 1981 ، صيغ " نحو الماوية !".
و فى 1982 ، إعتبرنا الماوية جزءا متمّما و تطوّرا أرقي لإيديولوجيا البروليتاريا العالمية : الماركسية – اللينينية – الماوية . إنما مع حرب الشعب إستوعبنا بشكل أعمق ما تعنيه الماوية و تبنينا الإلتزام الجليل ب"رفع راية الماركسية – اللينينية – الماوية ، رئيسيا الماوية و الدفاع عنها و تطبيقها !" و الكفاح بلا كلل من أجل المساهمة فى جعلها قائدة و مرشدة الثورة العالمية والراية الحمراء الوحيدة التى لا تنكس ضمانا لإنتصار البروليتاريا و الأمم المضطهَدة و شعوب العالم فى سيرها القتالي الذى لا ينثنى ، حشودا متراصة صوب الشيوعية المتألقة و البراقة أبدا.
الماركسية –اللينينية –الماوية/2
( الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية ،1988)
عقدت اللجنة المركزية الثانية للحزب الشيوعيى الثوري ، العضو فى الحركة الأممية الثورية، إجتماعها العام الثامن فى بدايات 1988. فى ذلك الإجتماع ، تم إنهاء الوثيقة التى تقدمت بها قيادة الحزب الشيوعي الثوري للولايات المتحدة الأمريكية فى صيغة أولى ، فى خريف 1987 ووزّعت فى صفوف الحزب لفترة من النقاش و الجدال الداخليين و جرت الموافقة عليها...
مقدمة :
لقد تعزّزعلم ثورة طبقتنا ، البروليتاريا العالمية و تطوّر و كذلك إستخدم كسلاح فى غمار الصراع الطبقي . وأشرنا بخاصة إلى إعلاء راية مساهمات ماو النوعية فى ذلك العلم كحجر زاوية و خط فاصل داخل الحركة الشيوعية العالمية ، فى تناقض مع كافة أرهاط التحريفيين الذين خانوا الماركسية و حرفوا مبادئها الأساسية .
يعلن " بيان الحركة الأممية الثورية " أن :
" فجوهر المسألة هنا ليس إلا معرفة ما إذا وجب الدفاع أم لا عن إسهامات ماو الحاسمة فى الثورة البروليتارية و علم الماركسية- اللينينية و التقدم على أساسها . فالمسألة إذا ليست إلا معرفة إذا ما وجب الدفاع أو لا عن الماركسية اللينينية نفسها ...
و بدون البناء على هذه القاعدة يستحيل الإنتصار على التحريفية و الإمبريالية و الرجعية عموما" . (1)
عند تشكيل الحركة الأممية الثورية ، غيّر حزبنا صيغتنا للعلم من ماركسية - لينينية ، فكرماو تسى تونغ إلى ماركسية - لينينية - فكر ماو تسى تونغ . و قد قمنا بذلك لنكون على وفاق مع "البيان"و كذلك ، و هذا الأهم، لأننا إعتقدنا أن هذا يصف على نحو أصحّ هذا العلم . و لئن بدى هذا مجرّد مسألة تنقيط تقنية (وضع واصلة عوضا عن فاصل ) فإنه بالفعل يؤكد على أن مساهمات ماوتسى تونغ لا تقل أهمّية أو ليست ملحقة باللينينية . حينذاك ناقشنا أسباب هذا التغيير فى صفوف حزبنا. و اليوم ، نشعر أنه من الأصحّ حتى أكثر أن نسمي هذا العلم ماركسية – لينينية – ماوية .
بإنجاز هذا التغيير ، نعتقد أننا نقدم الإسم فى علاقة بالعلم مثلما طوّره ممارسوه و منظروه منذ زمن ماركس . فالأساس النظري لهذا التغيير هو أنه ثمّة ثلاثة معالم فى تطوّر هذه النظرية . أسّس ماركس العلم ووضع قواعده الأساسية و طوّره لينين إلى مستوى أعلى و أخذه ماو مرّة أخرى إلى مستوى أرقى . فى السابق ، فى تعارض مع مفهوم لين بياو ومفاده أننا دخلنا عصرا جديدا و أن فكر ماو يتماشى معه ، كنا حذرين فى الإشارة إلى أنه ليس هنالك عصر جديد . فهذا العصر لا يزال عصر الإمبريالية و الثورة الإشتراكية . مع ذلك ، نزعنا إلى الخلط بين مفهوم العصر الجديد و المرحلة الجديدة فى تطوّر العلم . و إذ ليس هنالك من عصر جديد ( لسنا فى عهد جديد تاريخيا ) فإن تطوّرات نوعية فى العلم حصلت و يقف وراءها ماو تسى تونغ وهي ذات أهمّية بحيث يمكننا أن نقول أن ثمّة مرحلة جديدة و أرقى فى هذا العلم . و بالتالي ، نسمى علمنا الماركسية- اللينينية – الماوية .

بهذه الصيغة نقصد نفس ما نقصد بالماركسية – اللينينية – فكر ماو تسى تونغ . لماذا إذا هذا التغيير ؟ يعود التغيير إلى أنه مهما كانت النوايا ، فإن إستعمال فكر ماو تسى تونغ لا يعطى وزنا خاصا لمساهمات ماو و يمكن أن يوحي بأن هذه المساهمات أقل شأنا من مساهمات ماركس و لينين . لذا نودّ أن نوضح أن مساهمات ماو هي فى مستوى و حجم مساهمات القادة و المنظرين الثوريين الكبار الآخرين ، ماركس و لينين . ثانيا ، و فى إرتباط بالسبب الرئيسي ، من الأسهل و الأفضل نشر العلم فى صفوف الشعب بإعتباره ماركسية – لينينية – ماوية . و مع ذلك من المهم التشديد على أنه رغم القيام بهذا التغيير ، ليست لنا إختلافات مع تحديد معنى العلم الثوري و تطويره من طرف ماركس و لينين و ماو كما هو موجود فى "البيان".

الماركسية – اللينينية – الماوية :
فى مؤلفه "من أجل حصاد التنانين " ، يشرح رئيس اللجنة المركزية ، آفاكيان ، سيرورة تطوّر هذا العلم :" مع ذلك لا يعنى هذا أن فكر ماو تسى تونغ هو نوع من الإضافة للماركسية – اللينينية فعالة (فقط ) بالنسبة "للعالم الثالث" و لايعنى حتى أقل ، أنه "ماركسية – لينينية صينية " مثلما يزعم ،على الأقل بعض التحريفيين الصينيين المعروفين . كما سبقت الإشارة إلى ذلك ، فإن أعظم مساهمات ماو على الإطلاق هي نظرية مواصلة الثورة فى ظل دكتاتورية البروليتاريا و تشمل تحليلها الأساسي للإنتقال إلى الشيوعية و كذلك منهجيتها الأساسية القائدة لتحليل العالم بأسره ، رغم الإنقلاب على الثورة فى الصين ( وبالفعل تستوعب دروس ذلك التوقّف و التحرّك على أساس هذا الفهم) . ويمثّل فكر ماو تسى تونغ ككل تطويرا نوعيا للماركسية –اللينينية . إذا ، الماركسية – اللينينية ، فكر ماو تسى تونغ فلسفة متكاملة و نظرية سياسية فى الوقت ذاته وهي إلى ذلك علم حي نقدي و مستمرّ التطوّر . ليست جمعا كمّيا لأفكار ماركس و لينين و ماو (و أيضا ليس المقصود أن كل فكرة أو سياسة أو تكتيك خاص إتخذوه أو دافعوا عنه خالية أو خال من الخطإ ) . إن الماركسية –اللينينية ،فكر ماو تسى تونغ هي توليف التطوّر ، و بصورة خاصة الإختراق النوعي الذى توصلت إليه النظرية الشيوعية من تأسيسها على أيدى ماركس إلى يومنا هذا . لهذا السبب و بهذا المعنى الماركسية –اللينينية ،فكر ماوتسى تونغ و مثلما قال لينين عن الماركسية ، كلية الجبروت لأنها صحيحة "(2)
و قد فهمنا علمنا الثوري كتوليف و إستعملنا الماركسية – اللينينية – الماوية كأصحّ تعبير عن هذا التوليف ، بإمكاننا أن نحدّد أوجهها الأبرز الأساسية كالآتى :
-1-
المادية الجدلية هي القاعدة الفلسفية للماركسية – اللينينية – الماوية . و تقرّ المادية الجدلية بأن كل الواقع هو واقع مادي و أن كل الواقع متكوّن من مادة فى حركة و أن للأفكار جذورها فى الواقع المادي . إلى ذلك ، يوجد كل الواقع كوحدة أضداد : القانون الأساسي للطبيعة و المجتمع و الفكر و تطوّرهم هو قانون التناقض ، قانون وحدة و صراع الأضداد . إن وحدة و تماثل كافة الأشياء مؤقتة و نسبية أما صراع الأضداد فهو دائم و مطلق و يفضى هذا الصراع إلى إنقطاعات راديكالية و قفزات ثورية . و من ثم ، جميع الأفكار كالتوازن المستمر و الإستقرار المستمر و النظام المستمر، و أفكار الأشياء المقدرة و الخالدة ، كل هذه الأفكار و مثيلاتها خاطئة و فى النهاية رجعية . و ينطبق هذا على المجتمع الإنساني و تطوّره مثلما ينطبق على بقيّة الواقع المادي . و تقرّ المادية الجدلية كذلك بأن الممارسة هي هي فى آن معا المنبع الأخير و المقياس النهائي للحقيقة
و تشدّد على الممارسة الثورية . كما عبر ماركس عن ذلك بقوّة : " إن الفلاسفة لم يفعلوا غير أن فسّروا العالم بأشكال مختلفة و لكن المهمة تتقوّم فى تغييره"(3)
مطبّقة بصورة خاصة على المجتمع الإنساني و تطوّره ، تشدّد المادية التاريخية على كلّ من الدور الجوهري للإنتاج و الطابع المتناقض و الديناميكي للإنتاج ذاته و لعلاقته المتبادلة مع البنية الفوقية السياسية و الإيديولوجية للمجتمع . و الحياة الإجتماعية تبدأ بسيرورة الإنتاج الإجتماعي و تتثبت بها. و مثلما صاغ ذلك ماركس : "إن أسلوب إنتاج الحياة المادية يكيّف تفاعل الحياة الإجتماعي،و السياسي و الفكري ، بصورة عامة ".(4) غير أن قوى الإنتاج فى المجتمع لا يمكنها أن تتطور إلاّ بدخول الناس فى علاقات إنتاج معّينة .و ضمن علاقات الإنتاج ، تتطوّر قوى إنتاج جديدة . و فى مرحلة معيّنة من تطوّرها ، تدخل قوى الإنتاج فى المجتمع فى نزاع مع علاقات الإنتاج الموجودة و يجب أن تحصل قطيعة راديكالية أي تحويل ثوري للمجتمع . و هذا التحويل الثوري يتمّ فى البناء الفوقي السياسي و الإيديولوجي و يتركّز فى الصراع من أجل السلطة السياسية .
و ليس بإمكان السياسة و الإيديولوجيا أن تخلقا ثورة فى غياب الظروف المادية الضرورية إلآ أنه حالما تكون الظروف المادية قد تطوّرت (نتيجة لتناقضات المجتمع الأساسية ) تصبح البنية الفوقية المجال الحاسم الذى فيه تتصارع على القيادة المستقبلية للمجتمع القوتين أو الطبقتين المتنازعتين .
-2-
منذ ظهور المجتمع الطبقي ، شهدت جميع ثورات الماضي تغيير نظام إستغلال بنظام إستغلال آخر وحكم طبقة مستغِلة بحكم طبقة مستغِلة أخرى . لكن الثورة البروليتارية مختلفة عن ثورات الماضي . فسيرورة الإنتاج الرأسمالي ذاتها خلقت الظروف المادية بحيث يمكن للمجتمع أن يتنظم على أساس عام جديد غير إستغلالي ونشأت من صلب أسلوب الإنتاج الرأسمالي طبقة البروليتاريا التى من صالحها تحقيق هذه المهمّة التاريخية. هنا تكمن الدلالة العظيمة للتناقض الجوهري المحرك للرأسمالية أي التناقضات بين الإنتاج الجماعي و التملّك الخاص و دلالة حلّه من خلال ثورة بروليتارية .
لما لخّص بعض مساهماته الحاسمة فى المفهوم المادي للتاريخ ، أشار ماركس إلى : " إن الجديد الذى أعطيته يتلخص فى إقامة البرهان على ما يأتى
1- إن وجود الطبقات لا يقترن إلا بمراحل تاريخية معيّنة من تطوّر الإنتاج ،
2- إن النضال الطبقي يفضى بالضرورة إلى دكتاتورية البرويلتاريا ،
3- إن هذه الدكتاتورية لا تعنى غير الإنتقال إلى القضاء على كلّ الطبقات و إلى المجتمع الخالي من الطبقات " (5)
هذا مبدأ و قاعدة أساسيين لتحليل التناقضات فى مجتمع يومنا هذا و طريق حلّها لصالح الإنسانية ، دافعين المجتمع الإنساني إلى مرحلة جديدة و نوعيا أكثر تقدّما هي الشيوعية .
و قد قدّم ماركس تعبيرا مكثفا لما يعنيه تحقيق الشيوعية : " هذه الإشتراكية هي إعلان الثورة المستمرّة ، دكتاتورية الطبقة البروليتارية كنقطة إنتقال نحو إلغاء الإختلافات الطبقية عموما ، و نحو إلغاء كل علاقات الإنتاج التى تستند عليها و نحو إلغاء كل العلاقات الإجتماعية التى تتناسب مع علاقات الإنتاج تلك و نحو تثوير كل الأفكار التى تنشأ عن تلك العلاقات الإجتماعية " (6)
-3-
نعيش اليوم عصر الإمبريالية و الثورة البروليتارية . و قد شرح لينين ذلك على أنه عصر تتفاقم فيه كافة تناقضات الإمبريالية . و بطبيعتها تفرز الإمبريالية، أعلى و آخر مراحل الرأسمالية ثورانا عنيفا و حربا . و الإمبريالية نظام إقتصادي و سياسي مسيطر فى العالم يضع الإطار الأساسي للمجتمع على النطاق العالمي. و الثورة البروليتارية هي الوسيلة الوحيدة لإجتثاث الإمبريالية و كل الأنظمة الإستغلالية من على وجه الأرض . و هذه السيرورة إتخذت بعدُ مجراها بالرغم من الإلتواءات و الإنعطافات و النكسات الفعلية حقا .
الحركة البروليتارية حركة أممية . "و لا يمكن للبروليتاريا فى تقدمها فى الصراع إلا أن تتعاطى مع هذا الصراع و تبحث عن التقدّم به على المستوى العالمي قبل كل شيء.
و هذا لا يعنى طبعا أنه علينا أن نقوم بالثورة دون أن نأخذ بعين الإعتبار الظروف فى مختلف أرجاء العالم أو الظروف داخل بلدان معينة ، بل يعنى أنه حتى فى التعامل مع ذلك ، علينا أن ننطلق من وجهة نظر المجال العالمي بإعتباره هو الأكثر حسما و من المصالح الشاملة للبروليتاريا العالمية بإعتبارها الأساس. و ليست هذه مجرد فكرة جيّدة و إنما لها قاعدة مادية قوية قد أرساها النظام الإمبريالي." (7)
" إن الأمميّة البروليتارية تقوم فعلا على واقع مادي ملموس. فثمّة فعلا نظام إمبريالي عالمي هو العدوّ المشترك للشعب سواء كان يقطن فى القلاع ، الأوطان حيث يتمركز الوحش الإمبريالي و له ركائزه ...سواء يقطن فى المناطق الشاسعة لما يشار إليه عادة بالعالم الثالث أي المستعمرات و أشباه المستعمرات ." (8)
-4-
فى عالمنا اليوم ، يمكننا الحديث بكلمات عامة عن نوعين من البلدان : من جهة ، البلدان الإمبريالية التى تراقب و تهيمن على أكبر رافعات الإقتصاد العالمي ووسائل الإنتاج و منتوجات عمل البروليتاريا و الطبقات المضطهَدة عبر العالم بأسره ، و من جهة أخرى ، البلدان المضطهَدة التى يهيمن عليها و يُخضعها الإمبرياليون من مختلف البلدان على نحو شامل. و على الثورة أن تنفجر و ستنفجر من صفوف البروليتاريا و المضطهَدين فى تلك البلدان . مع ذلك ، هنالك تياران للثورة البروليتارية : فى أنواع مختلفة من البلدان تطرح الظروف الموضوعية (التناقضات المحلية ) طرقا مختلفة جوهريا لتحقيق إفتكاك السلطة السياسية . فى البلدان الإمبريالية ، الطريق هو ما يسمّى عموما طريق أكتوبر ، العمل و الصراع السياسيين المؤديين إلى الإنتفاضة المسلّحة فى المدن مستهلّة حربا أهلية عامة. و فى البلدان المضطهَدة ، الطريق عموما هو الطريق الذى صاغه ماو تسى تونغ فى الصين ، طريق حرب الشعب طويلة الأمد المرتكزة فى الريف ، و مراكمة القوى قصد محاصرة المدن و فى الأخير إفتكاكها .

مثلما شّدد على ذلك ماو تسى تونغ ، ينطبق هذان الطريقان المختلفان لإفتكاك السلطة على نوعين عامين من البلدان و لكن فى كلا النوعين من البلدان يمثّل النضال المسلّح من أجل السلطة السياسية أرقى شكل من أشكال النضال و أكثرها حسما. إنها لمهمّة الشيوعيين أينما كانوا أن يعدّوا لحرب الشعب و لخوضها (حرب تستلزم عمليا و تعتمد بالأساس على الجماهير المضطهَدة ) وفقا للوضع الإستراتيجي الخاص للثورة .
و فى النوعين المختلفين من البلدان ، تتمّ الثورة البروليتارية عبر سيرورات و تحالفات طبقية مختلفة ( بالرغم من أن قيادة البروليتاريا و الهدف النهائي مشترك بالنسبة للإثنين. فى البلدان الإمبريالية ، للثورة طابع بروليتاري إشتراكي مباشر . و فى البلدان المضطَهدة ، تمرّالثورة من خلال مرحلتين هما مرحلة الديمقراطية الجديدة ( الهادفة إلى القضاء على الإمبريالية و الإقطاعية و الرأسمالية البيروقراطية /الكمبرادورية ) فاتحة المجال أمام المرحلة الإشتراكية .فى كلتا الحالتين ، حسب طابع النضال الثوري و مرحلته ، من الحاسم أن نحلّل بصورة صحيحة من هم الأصدقاء و من هم هدف الثورة و ما هي القوى القيادية للنضال الثوري و من هي القوى الإجتماعية التى ينبغى كسبها كحليف ( أو يقع تحييدها سياسيا) و من هي القوى التى ينبغى الإطاحة بها ) .
-5-
وسيلة تحقيق هدف الشيوعية هي الثورة البروليتارية . و ميزات هذه الثورة الأساسية طوّرها كل من ماركس و إنجلز و من تلك الميزات الدرس الحاسم الذى إستخلصاه من كمونة باريس و هزيمتها فى 1871 : " الطبقة العاملة لا يمكنها أن تكتفى بالإستيلاء على جهاز الدولة القائم و إستخدامه فى غاياتها الخاصة ".(9) إن ثورة أكتوبر فى روسيا التى قادها لينين و ستالين و كانت أول ثورة بروليتارية مظفّرة ، ركّزت بصفة أعمق فى الممارسة الحاجة إلى دكتاتورية البروليتاريا . بيد أنه قد تبيّن بوضوح و جري تلخيص، من خلال تجربة الإتحاد السوفياتى و الثورة الصينية ، أن الثورة ينبغى أن تتواصل فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا. بصيغة أخرى ، أثبت النضال من أجل تحويل كلّ المجتمع أنه يتعيّن أن يكون طويل الأمد و سيرورة معقّدة ليست "مقرّرة " عندما تكون البروليتاريا قد أطاحت بالبرجوازية و رسّخت دكتاتورية البرولياتاريا و لا حتى عندما تكون وسائل الإنتاج الحاسمة قد تمّت مشركتها . إن الطبقات والتناقض الطبقي و الصراع الطبقي (بأكثر حسم التناقض بين البروليتاريا و البرجوازية ) يستمرّون على طول المرحلة الإنتقالية إلى الشيوعية . و تمثّل الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى فى الصين بقيادة ماو تسى تونغ ، أعلى قمّة قد توصلت إليها إلى الآن البروليتاريا العالمية فى التقدّم نحو الشيوعية : هذه الثورة الثقافية تشير إلى وسيلة قويّة و منهجا لإستنهاض الجماهير و الإعتماد عليها فى مناهضة إعادة تركيز الرأسمالية فى المجتمع الإشتراكي و لأجل القيام بإختراقات فى المضيّ قدما بالثورة فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا و التقدّم صوب الشيوعية .
-6-
يضطلع حزب البروليتاريا الثورية بدور حاسم فى النضال لإفتكاك السلطة و إستخدامها . فالحزب يقود الجماهير فى النضال الثوري عبر تطبيق الخط الجماهيري بإتفاق مع المبدأ الجوهري القائل بأن الجماهير هي صانعة التاريخ و ينبغى أن تحرّر نفسها بنفسها . وعلى الحزب أن ينهض بدور طليعي( قبل و خلال و بعد إفتكاك السلطة ) فى قيادة البروليتاريا فى النضال التاريخي من أجل الشيوعية . إلاّ أنه فى الوقت ذاته ، حينما تكون السلطة قد إفتكتها بعدُ البروليتاريا و الحزب قد صار القوة القيادية داخل الدولة البروليتارية الجديدة ، يضحى التناقض بين الحزب و الجماهير التعبير المركّز للتناقضات المميّزة للمجتمع الإشتراكي كمرحلة إنتقالية بين الرأسمالية و الشيوعية .
و أولئك فى الحزب ،لاسيما فى صفوفه القيادية، الذين يتّبعون الطريق الرأسمالي و يسعون لإعادة تركيز الرأسمالية بإسم " الإشتراكية "و "الشيوعية " يصبحون الهدف الأساسي لمواصلة الثورة فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا . و فى سيرورة تحديد أتباع الطريق الرأسمالي إياهم و النضال لإلحاق الهزيمة بهم ، يتحتّم أن يتم تثوير الحزب ذاته على كافة الأصعدة و على نحو أعمق و بالتالي يجري تعزيزه فى دوره كطليعة ثورية و هذا كجزء حاسم من تعميق و إنجاز تثوير المجتمع ككل نحو الشيوعية .
خاتمة :
الماركسية –اللينينية –الماوية هي نظرتنا و منهجنا وهي سلاحنا لفهم العالم و تغييره و لرؤية الهدف و لصياغة الطريق قصد تحقيقه.
فى عالم اليوم و بتفاقم جميع التناقضات الأساسية ، تكتسى المبادئ الجوهرية للماركسية- اللينينية – الماوية أقصى الأهمية و القوة الكبرى لإحراز إنتصارات ثورية .
الهوامش :
1- " بيان الحركة الأممية الثورية " .
2- بوب آفاكيان ، "من أجل حصاد التنانين " بالإنجليزية ، ص 114 .
3- كارل ماركس "موضوعات حول فورباخ " ضمن "مختارات ماركس و إنجلز " بالعربية ،المجلد الأول ، صفحة 38 ، دار التقدم موسكو .
4- ماركس ، مقدمة "مساهمة فى نقد الإقتصاد السياسي ".[ ذكره أيضا ستالين فى الصفحة 69 من"المادية الديالكتيكية و المادية التاريخية " ،المكتبة الإشتراكية ، دار دمشق]
5- ماركس ، "مختارات ماركس و إنجلز " المجلد الرابع ، صفحة 149 فى "رسالة إلى يوسف فيدماير " سنة 1852 .دار التقدم ، موسكو .[ ص114 من ماركس و إنجلز "بصدد الثورة الإشتراكية "، دار التقدم بالعربية ]
6- ماركس "صراع الطبقات فى فرنسا من 1848 إلى 1850 "ضمن "مختارات ماركس وإنجلز"
7- بوب آفاكيان: "التقدم بالحركة الثورية العالمية : مسائل توجه إستراتيجي " بالإنجليزية، الثورة ،عدد 51، صفحة 4 .
8- بوب آفاكيان: " النظام الإمبريالي و الأممية البروليتارية " بالإنجليزية ، العامل الثوري عدد 187 ، صفحة 4 .
9- ماركس و إنجلز،" بيان الحزب الشيوعي "، مقدمة الطبعة الألمانية ، ضمن "مختارات ماركس و إنجلز "،المجلد 1 ، صفحة 40

الماركسية –اللينينية –الماوية/3
الماوية مرحلة جديدة فى تطور علم الثورة البروليتارية
( مقتطفات من وثيقة لمنظمة الشيوعيين الثوريين بأفغانستان/1991 )
لقد طُبق علم الثورة البروليتارية العالمية و تعزّز و تطوّر فى غضون قرن و نصف القرن من الصراع الطبقي ، منذ نشر " بيان الحزب الشيوعي" . و ماركس هو الذى بنى هذا العلم و صاغ أسسه الجوهرية و لينين إرتقى به إلى مرحلة جديدة ثم طوّره ماو إلى مستوى أرقى . و هكذا تقدّم علم الثورة البروليتارية العالمية من خلال ثلاث مراحل نوعية هي :
1) الماركسية و 2) اللينينية و 3) الماوية .
فى الوضع الحالي ، من الحيوي التأكيد على مساهمات ماوتسي تونغ فى هذا العلم و تطويره النوعي له . ذلك أن هذا التأكيد خطّ فاصل لصفوف البروليتاريين عن صفوف مختلف أرهاط التحريفيين الذين خانوا الثورة البروليتارية و حرّفوا أسس علم الثورة البروليتارية العالمية . و مثلما يشير إلى ذلك بيان الحركة الأممية الثورية :
" و اليوم يمثل الدفاع عمّا قدمه ماو تسى تونغ من إسهامات نوعية للماركسية –اللينينية مسألة ذات أهمية بالغة و ملحّة بالنسبة للحركة الشيوعية العالمية و للعمال ذوى الوعي السياسي و الطبقي و جميع الثوريين فى العالم . فجوهر المسألة هنا ليس إلا معرفة ما إذا وجب الدفاع أم لا عن إسهامات ماو الحاسمة فى الثورة البروليتارية و علم الماركسية- اللينينية و التقدّم على أساسها . فالمسألة إذا ليست إلا معرفة إذا ما وجب الدفاع أو لا عن الماركسية- اللينينية نفسها .
...إننا نؤكد بأن الماوية مرحلة جديدة فى تطوّر الماركسية- اللينينية وبدون الدفاع عن الماركسية –اللينينية و بدون البناء على هذه القاعدة يستحيل الإنتصار على التحريفية و الإمبريالية و الرجعية عموما ."
ظهور الماوية :
نشأت الماوية فى خضم صراع طبقي محتدم . إثر ثمانى سنوات من الحرب الثورية ضد الكومنتنغ ، وقع إنتخاب ماوتسى تونغ قائدا للحزب الشيوعي الصيني من قبل ندوة تسونسى . و قد مثل ذلك إنتصارا لخط ماو تسى تونغ بعد سنوات من الصراع ضد خطوط " يسارية " و يمينية كانت ألحقت بالثورة الصينية ضربات قاتلة فى السنوات السابقة .و بعد عشر سنوات من ذلك الإجتماع ، أكّد المؤتمر السابع للحزب الشيوعي الصيني المنعقد فى 1945 ، إثر المسيرة الكبرى البطوليّة و حرب المقاومة ضد الإمبريالية اليابانية ، أن : " الحزب الشيوعي الصيني يسترشد بالماركسية –اللينينية و فكر ماو تسى تونغ ".
و بالرغم من أن مقطع " فكر ماو تسى تونغ " قد حُذف فى المؤتمر الثامن، فإن الصراع تواصل .و فى الخمسينات ، عقب ظفر الثورة الصينية أخذت أفكار ماوتسى تونغ تكتسب تأثيرا فى بلدان أخرى ، و فى الصين عمّ تطبيق تلك الأفكار أثناء الصراعات الإعصارية للجماهير خلال القفزة الكبرى و تكوين الكمونات الشعبية . و أعطى الصراع ضد تحريفية خروتشوف بعدا جديدا لفكر ماوتسى تونغ ووسع تأثيره على النطاق العالمي . و لكن مع الثورة الثقافية البرولياتارية الكبرى برز فكر ماو تسى تونغ كمرحلة جديدة فى تطوّر الماركسية- اللينينة و برز الرئيس ماو قائدا للثورة العالمية . و على هذا الأساس ، ملخّصا الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى ، صرح المؤتمر التاسع للحزب الشيوعي الصيني فى 1969 ، بأن : " الحزب الشيوعي الصيني يسترشد بالماركسية –اللينينية – فكر ماو تسى تونغ . "
و إنخرطت عديد الأحزاب و المنظمات الشيوعية فى العالم و التى كانت قد إنتفضت ضد تحريفية خروتشوف و الإمبريالية الإشتراكية السوفياتية ، إنخرطت فى الماركسية – اللينينية – فكر ماو تسى تونغ . و فى 1973 ، لفض المؤتمر العاشر للحزب الشيوعي الصيني الإشارة اللينبياوية إلى "عصر التداعي الكلي للإمبريالية " و جعل علم الثورة البروليتارية يسطع أكثر .
و مثّلت خسارة الثورة فى الصين و إستيلاء التحريفيين على السلطة بداية الهجمات الجديدة على مساهمات ماو تسى تونغ ممّا أسفر عن بلبلة كبيرة فى صفوف الحركة الشيوعية العالمية . و لكن صراع الخطّين حول الماركسية – اللينينية- الماوية تواصل على نطاق عالمي . و قد عبّر هذا الصراع عن نفسه فى خريف 1980 مع الندوة العالمية الأولى للأحزاب و المنظمات الماركسية – اللينينية – فكر ماو تسى تونغ (الماوية ) التى إنتهت إلى تشكيل الحركة الأممية الثورية .
يعتبر بيان الحركة الأممية الثورية " فكر ماو تسى تونغ " تطويرا للماركسية – اللينينية و يصرّح قائلا إننا نشدّد على أن فكر ماو تسى تونغ أي " نظرية مواصلة الثورة فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا " هي الخط الفاصل بين الماركسية و التحريفية : " الآن ليس بماركسي غير الذى يعمّم إعترافه بالنضال الطبقي على الإعتراف بدكتاتورية البروليتاريا و أيضا على الوجود الموضوعي للطبقات و التناقضات الطبقية العدائية و مواصلة صراع الطبقات فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا طوال مرحلة الإشتراكية و حتى الوصول إلى الشيوعية " .
و مصطلح " الماوية " إستعمله لأول مرّة الحزب الشيوعي البيروفي . و إستعمله فى عديد الوثائق و قد نشرتها كذلك الحركة الأممية الثورية منذ تشكيلها. و تبنّاه أيضا الإجتماع العام الثامن لللجنة المركزية الثانية للحزب الشيوعي الثوري بالولايات المتحدة الأمريكية فى 1988. و لم يترسّخ مصطلح "الماوية " بعدُ فى صفوف قوى الحركة الأممية الثورية التى لا تزال تستعمل الماركسية –اللينينية – فكر ماو تسى تونغ .
إن مصطلح " الماوية " يبيّن بطريقة صحيحة أن مساهمات ماو ثمينة جدا و فى نفس مستوى مساهمات ماركس و لينين و يتجاوز عدم فهم أو إستنقاص مساهمات ماو . و يشير هكذا بأكثر جلاء من مصطلح " فكر ماو تسى تونغ " إلى المرحلة الثالثة فى تطوّر علم الثورة البروليتارية . لذا نرى من السليم إستخدام " الماوية " عوضا عن " فكر ماو تسى تونغ ". و" الماوية " حسب إعتقادنا ستعمّم إن عاجلا أم آجلا فى صفوف أعضاء الحركة الأممية الثورية و المتعاطفين معها ، معوّضة " فكر ماو تسى تونغ" .
مساهمات ماو تسى تونغ فى تطوير الماركسية –اللينينية:
مثلما هو معلوم ، تتكوّن الماركسية من ثلاث مكوّنات متكاملة هي الفلسفة و الإقتصاد السياسي و الإشتراكية العلمية. و التطوير النوعي لهذه المكوّنات الثلاث يفرز تطويرا نوعيا للماركسية فى كليتها إلى مستوى أرقى . و مثّلت مساهمات ماو قفزات نوعية فى المكوّنات الثلاث للماركسية ، رافعة هذه الراية إلى مستوى أرقي من مستوى ماركس و لينين .
لنتناول هذه المسألة فى ثلاث أبواب :
الفلسفة :
-1- لقد أشار ماو تسى تونغ إلى أن قانون التناقض هو القانون الجوهري للجدلية فى الطبيعة و المجتمع و المعرفة الإنسانية و طوّر فهم أن هذا القانون هو جوهر المادية الجدلية. لقد حلّل بعمق قانون التناقض وعلى ضوء شرح معنى التناقض الرئيسي فى كل مرحلة خاصة من تطوّر سيرورة ما ، مفرّقا بينه و بين التناقض الجوهري الذى هو أساس وجود السيرورة من بدايتها إلى نهايتها .
-2- لقد طبّق بصفة خلآقة المادية الجدلية فى ميدان السياسة مستعملا قانون التناقض لتحليل الأحداث و الصراع السياسي .
-3- و قد طوّر ماو تسى تونغ و عمّق النظرية المادية الجدلية للمعرفة دارسا بعمق القفزتين : القفزة من الممارسة إلى النظرية ثم القفزة من النظرية إلى الممارسة ، مشدّدا على الممارسة بإعتبارها المظهر الرئيسي .
-4- و توصّل ماو تسى تونغ إلى تبليغ الفلسفة إلى الجماهير . و بقيامه بذلك أخرج الفلسفة من الكتب والمكتبات و حرّرها من إحتكار الفلاسفة و حوّلها إلى قوّة مادية نشيطة .
-5- محلّلا على نحو جدلي العلاقة بين البنية التحتية و البنية الفوقية ، ناضل ضد الفهم الميتافيزيقي و الإحادي الجانب للعلاقة بين البنية التحتية و البنية الفوقية و طوّر صراع الماركسية ضد الإقتصادوية كما ناضل ضد النظرية التحريفية لتطوير قوى الإنتاج . لقد قال إنه و إن كانت البنية التحتية تؤثر فى البنية الفوقية و تحدّد طبيعتها و هذا هو المظهر الرئيسي فإن البنية الفوقية تؤثر هي أيضا فى البنية التحتية و أحيانا تحدّد طبيعتها. و إنطلاقا من هذا، طوّر وجهة نظر لينين أن " السياسة تعبير مركز للإقتصاد " و شدّد على أن السياسة الثورية ينبغى أن توضع فى مصاف القيادة. و هكذا وضع ماو تسى تونغ الوعي الثوري فى موقعه من العلاقة بينه و بين التحويل الثوري للعالم و طوّر شعار لينين "لا حركة ثورية دون نظرية ثورية " .
الإقتصاد السياسي :
-1- طوّر ماو تسى تونغ حتى أكثر الإقتصاد السياسي للإشتراكية . فطوّر الإقتصاد السياسي للبناء الإشتراكي فى الصين و أنجزه ناقدا بعض مظاهر الإقتصاد السوفياتي فى بناء الإشتراكية . و النقطة المركزية تمثّلت فى تحريك مبادرة الجماهير على قاعدة خطّ صحيح و دفع الإنتاج و نشر السياسة الإقتصادية فى صفوف الشعب و ليس عبر الأوامر البيروقراطية . فى هذا الإطار ، ركّز العلاقة بين الثورة و تطوير الإنتاج و صاغ الشعار الشهير " القيام بالثورة مع دفع الإنتاج" .
-2- طوّر ماو الديمقراطية الجديدة و نقاطها الأساسية الثلاث هي :
أ- القضاء الجذري على الإقطاعية بتطبيق سياسة " الأرض لمن يفلحها ".
ب- إنتزاع ملكية كل المؤسسات الإقتصادية الأجنبية و الوطنية ذات " الطبيعة الإحتكارية" أو ذات المدى الأبعد من التصرّف الخاص.
ج- قيادة الرأسمال الخاص و مراقبته و تحديده حتى " لا يسيطر على وسائل معيشة الشعب . "
و تمّت هذه السيرورة الإقتصادية أثناء السيرورة الطويلة للثورة الديمقراطية الجديدة فى الصين منذ تركيز قاعدة الإرتكاز الأولى الثورية (1927) إلى الثورة الإشتراكية و أعدّت الأرضية للبناء الإشتراكي فى الصين .
-3- حدّد ماو تسى تونغ الرأسمال البيروقراطي كشكل من الرأسمال الذى توجده الإمبريالية فى البلدان المضطهَدة كرافعة لهيمنتها. إنها مسألة ذات شأن .و يجب أخذ البرجوازية البيروقراطية بعين الإعتبار و نزع ملكيتها و إلا لن يكون من الممكن الإطاحة بالإمبريالية فى البلدان المهيمن عليها ويعدّ كذلك نزع ملكيتها ضرورة حيوية لإرساء ركائز البناء الإشتراكي .
الإشتراكية العلمية :
-1- ثورة الديمقراطية الجديدة : فى هذا العصر، تمثّل الثورة فى البلدان المهيمن عليها أحد مكوّني الثورة البروليتارية العالمية ، معا مع الثورة فى البلدان الإمبريالية . بخلاف البلدان الإمبريالية ، ليست للثورة فى البلدان المهيمن عليها طبيعة إشتراكية آنية ، بل طبيعة وطنية ديمقراطية فى ظلّ قيادة البروليتاريا تتّخذ توجها إشتراكيا . لقد صاغ ماو تسى تونغ إستراتيجيا ثورة الديمقراطية الجديدة فى سيرورة النضال الثوري فى الصين و ركّز طريق الثورة فى البلدان المهيمن عليها بقيادته الثورة الصينية إلى الإنتصار. و تعتمد ثورة الديمقراطية الجديدة على قيادة الحزب الشيوعي لنضالات الطبقات الشعبية المناهضة للإمبريالية و المناهضة للإقطاع ، من خلال جبهة وطنية موحدة فى سيرورة حرب الشعب طويلة الأمد.
-2- قاد ماو النضال المسلّح للحزب الشيوعي الصيني إلى الإنتصار و ما هو أهمّ هو أنه لأول مرّة قدّم للبروليتاريا العالمية خطا عسكريا متطوّرا تماما . و نظرية ماو حول حرب الشعب ليست مجرّد إستراتيجيا عسكرية و إنما هي تعبير عن العنف البروليتاري الثوري فى الصراع الطبقي لقيادة الثورة نحو الإنتصار، " من فوهة البندقية تنبع السلطة السياسية " هي تعبيره المكثف .
-3- و طوّر أكثر نظرية الطبقات و صراع الطبقات فى عديد المظاهر الإقتصادية و السياسية و الإيديولوجية و تقدّم بنظرية مواصلة الصراع الطبقي خلال كافة مرحلة بناء الإشتراكية إلى الشيوعية . مستخلصا دروس التجربة المُرّة لإعادة تركيز الرأسمالية فى الإتحاد السوفياتي ، لاحظ أن الصراع بين البروليتاريا و البرجوازية فى ظلّ الإشتراكية معقّد و طويل جدا. فصاغ منهج النضال ضد إعادة تركيز الرأسمالية فى المجتمع الإشتراكي و قاد الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى فى الصين. و هكذا بتطويره نظرية "مواصلة الثورة فى ظل دكتاتورية البروليتاريا " قام بمساهمة عظيمة فى علم الثورة البروليتارية العالمية و رفع النظرية الماركسية للطبقات و الصراع الطبقي، وهي جوهر الإشتراكية العلمية ، إلى مستوى جديد و أرقي تماما .
و الآن من جديد لننظر إلى تأكيد البيان : " قال لينين : ليس بماركسي غير الذى يعمّم إعترافه بالنضال الطبقي على الإعتراف بدكتاتورية البروليتاريا ". لقد تدعّم هذا الشرط الذى طرحه لينين أكثر على ضوء الدروس و النجاحات القيّمة للثورة الثقافية البروليتارية الكبرى بقيادة ماو تسى تونغ . و يمكن لنا القول الآن ليس بماركسي غير الذى يعمّم إعترافه بالنضال الطبقي على الإعتراف بدكتاتورية البروليتاريا و أيضا على الوجود الموضوعي للطبقات و التناقضات الطبقية العدائية و مواصلة صراع الطبقات فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا طوال مرحلة الإشتراكية و حتى الوصول إلى الشيوعية . و كما قال ماو فإن :" كل خلط فى هذا المجال يؤدى لا محالة إلى التحريفية " ."
المكونات الثلاث للماركسية –اللينينية –الماوية :
آخذين بعين الإعتبار المساهمات العظيمة لماو تسى تونغ فى علم الثورة البروليتارية العالمية و تطويره النوعي لهذا العلم على خطى ماركس و لينين سنعدد أسس علم الماركسية –اللينينية –الماوية فى مكوناته الثلاث: الفلسفة و الإقتصاد السياسي و الإشتراكية .
الفلسفة :
فلسفة الماركسية-اللينينية –الماوية هي المادية الجدلية التى تفسّر الحقيقة الأساسية القائلة بأن كل الواقع و الوجود متكوّن من مادة فى حركة مختلفة الأشكال. كلّ معرفة تتأتى من المادة و تتوقّف عليها. و توجد كافة الأشكال المختلفة للمادة فى حركة فقط فى شكل وحدة أضداد. وقانون التناقض ، يعنى قانون وحدة و صراع الأضداد ، هو القانون الجوهري لتطوّر الطبيعة و المجتمع و الفكر . و الوحدة أو التماثل مؤقتين و نسبيين فى جميع الظواهر بينما صراع الأضداد المتنافية دائم و مطلق و هذا هو مبعث القفزات و ظهور خاصيات و ظواهر جديدة . و الإعتقاد فى التوازن الدائم و النظام الدائم و ما هو أبدي أو إلاهي غير صحيح و رجعي .
و تعتبر المادية الجدلية الممارسة مصدرا و محكا نهائيا للحقيقة و تعتمد على الممارسة الثورية أكثر من أي شيء آخر. و على هذا الأساس فإن المادية الجدلية فلسفة فى خدمة التحويل الثوري للعالم .
و المادية التاريخية هي تطبيق المادية الجدلية على المجتمع البشري و تطوّره. وهي تشدّد على الدور الجوهري لشيأين إثنين هما :
1- الإنتاج و التناقض الجوهري بين قوى الإنتاج و علاقات الإنتاج .
2- العلاقات المتبادلة بين الإنتاج و البنية الفوقية السياسية و الإيديولوجية للمجتمع .
صاحبت ظهور الحياة الإجتماعية سيرورة الإنتاج الإجتماعي ويتوقف تواصل الحياة الإجتماعية على سيرورة الإنتاج هذه لكن قوى الإنتاج يمكنها أن توجد و تتطوّر فقط حين يعقد الناس علاقات إنتاج معيّنة. و التناقض بين قوى الإنتاج و علاقات الإنتاج سيغدو تناحريا بصفة واضحة فى مرحلة معينة من تطوّر قوى الإنتاج . فتجعل الحاجة إلى تطوير قوى الإنتاج من الضروري التحوّل الراديكالي و الثوري للمجتمع و كذلك من الضروري تعويض علاقات إنتاج جديدة لعلاقات الإنتاج القديمة. و ينطلق هذا التحوّل الراديكالي الثوري فى البنية الفوقية السياسية و الإيديولوجية و يتمحور حول الصراع الطبقي من أجل السلطة. و إن لم تكن الظروف المادية غير ناضجة بعد لا يمكن للإيديولوجيا و السياسة أن يخلقا الثورة لكن لما تنضج ، تتحوّل البنية الفوقية (الإيديولوجيا و السياسة ) إلى حقل معركة حيوية لمختلف الطبقات و القوى السياسية و يمسى التحوّل النوعي فى البنية الفوقية ضرورة رئيسية لتطوير المجتمع .
الإقتصاد السياسي :
نظرية فائض القيمة هي النقطة المركزية فى الإقتصاد السياسي الماركسي- اللينيني- الماوي فى تحليل الإقتصاد الرأسمالي. ومنبع رأس المال و سبب وجوده ونموه هو إنتاج فائض القيمة الذى يتجسد عبر آليات السوق كربح. فى نمط الإنتاج الرأسمالي ، الربح هو محرّك الإنتاج و هدفه النهائي و يتراكم عبر تملك فائض الإنتاج الذى يخلقه العمل الجماعي للعمال . لذا تعتبرالرأسمالية نمط إنتاج يتميّز بتحويل العمل الإنساني إلى سلعة .
التناقض بين الإنتاج الإجتماعي و التملّك الفردي هو التناقض الجوهري للرأسمالية و يحمل فى طيّاته فوضوية الإنتاج و يفرز عديد الأزمات الرأسمالية . و فى سيرورة التوسّع و التطوّر المتواصلين لرأس المال المترافق بالتفقير ، تحدث صدامات بين رساميل مختلفة مما ينتج تنافسا بين مختلف الرأسماليين و فى النهاية يؤول إلى الإحتكار. و يدفع نموّ الإحتكارات و توسّعها بأبعاد متنوّعة إلى تجاوز الحدود الوطنية و يُشرع فى تصدير الرساميل . كل هذا يولد الإمبريالية وطابعها الخاص : نهب الشعوب والأمم المضطهَدة و إستغلال عمال بلادها هي .و فى عصر الإمبريالية ، يتّخذ التناقض بين الإنتاج الإجتماعي و التملك الفردي أبعادا كونية. فيظهر التناقض بين الإمبريالية و الشعوب المضطهدَة و يصل التنافس بين مختلف القوى الرأسمالية إلى مستوى التناقض على النطاق العالمي. إلى جانب هذا ، يحتدّ التناقض بين البروليتاريا و البرجوازية يوما فيوما .
و تحقّق الثورة الإشتراكية بنزعها الملكية الرأسمالية خطوة نوعية هامة نحو حلّ التناقض الجوهري للرأسمالية ، بيد أن هذا غير كاف. تصادر الدولة الإشتراكية الجديدة كممثلة للمجتمع وسائل الإنتاج لكن هذا ليس بعد مشركة حقيقية و عميقة لوسائل الإنتاج . فعلى الثورة الإشتراكية كي تقود إلى الشيوعية ، أن تحوّل هذه المشركة الجزئية و الشكلية لوسائل الإنتاج إلى مشركة عميقة و حقيقية. هذه مسألة توجّه جوهري وهي تحدّد الطابع الحقيقي للمجتمع .
زد على ذلك ، ثمّة بعض النقاط ذات الأهمية الجوهرية لأجل بناء الإشتراكية ينبغى أخذها بعين الإعتبار فى علاقة بالحلّ التام للتناقض الجوهري وهي مراقبة الحق البرجوازي و تحديده نازعين لكسب موقع القيادة فى الإنتاج و النضال المستمر لحلّ التناقض بين العمل اليدوي و الذهني و بين الريف و المدينة و بين العمال و الفلاحين. فى الإنتاج الإشتراكي ، لا يُعتبر العمل الإنساني ووسائل الإنتاج سلعا. غير أن الإقتصاد الإشتراكي إقتصاد إنتقالي من الرأسمالية إلى الشيوعية وهو مختلف نوعيا عن الإقتصاد الشيوعي .
الإشتراكية العلمية :
تعتمد الإشتراكية العلمية بالأساس على نظرية الطبقات و صراع الطبقات وعلى أن صراع الطبقات يقود إلى دكتاتورية البروليتاريا و على مواصلة الثورة فى ظل دكتاتورية البروليتاريا وعلى أن الدول و الأحزاب أفرزتها الطبقات و سوف تضمحل مع إضمحلالها .
منذ ظهور الطبقات و المجتمع الطبقي الإستغلالي إلى عصر الإمبريالية و الثورة البروليتارية ، عوّضت كل الثورات طبقة مستغِلة بطبقة أخرى و نظاما مستغِلا بنظام آخر ( فى هذا الإطار ، تعدّ كمونة باريس إستثناءا ). و أوجد النظام الرأسمالي الذى يمثّل آخر نظام إستغلالي ركائز بناء مجتمع خال من الإستغلال وولّد الطبقة الوحيدة المعنية ببناء هذا المجتمع ، البروليتاريا . و سيحل التناقض الجوهري للمجتمع الرأسمالي عبر الثورة البروليتارية و تركيز دكتاتورية البروليتاريا و بناء الإشتراكية و قيادة الثورة نحو الشيوعية فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا و فى النهاية سيتم بلوغ الشيوعية.
نظام المرحلة الإمبريالية من النظام الرأسمالي نظام عالمي و البروليتاريا طبقة عالمية. هكذا تكون الحركة البروليتارية الثورية بطبيعتها حركة عالمية قاعدتها الأممية. و على البروليتاريين أن يخوضوا نضالهم على مستوى عالمي و إضافة لخوض النضال فى بلد محدّد ،عليهم أن يشدّدوا على أن المجال العالمي هو المجال الأكثر أهمّية عند خوض النضال .
ينقسم العالم الحالي إلى بلدان إمبريالية و بلدان تهيمن عليها الإمبريالية. و الثورة البروليتارية العالمية تنجزها البروليتاريا و المضطهَدين و الشعب فى كلا النوعين من البلدان . و تختلف الثورات فى هذين النوعين من البلدان فللثورة فى البلدان الإمبريالية طابع إشتراكي فوري و ثورة أكتوبر هي نموذج مظفر عن النضال السياسي الذى خيض لإعداد الإنتفاضة فى المدن و ثم الحرب الأهلية العامة. و لكن فى البلدان المضطهَدة ، ليس لها طابع إشتراكي مباشر و إنما هي ثورة الديمقرطية الجديدة فى ظلّ قيادة البروليتاريا تعدّ الأرضية لثورة إشتراكية و تطيح بالإمبريالية و الإقطاعية و الرأسمالية البيروقراطية و الكمبرادورية و الثورة الصينية هي نموذج مظفّر لهذا النوع من الثورات.
و على قاعدة إستراتيجيا حرب الشعب طويلة الأمد ، إعتمادا على قواعد الإرتكاز الريفية و محاصرة المدن ، تراكم قوى الثورة قوى كافية لإفتكاك المدن و تركيز السلطة الثورية فى البلاد كافة. و بالرغم من أن الثورة فى بلدان مختلفة ستتخذ أشكالا متنوّعة حسب خصوصيات كل وضع ، فكل الثورات تنتمى عامة إلى نوع أو آخر من هذين الطريقين والمبدأ العام بالنسبة لكلا الطريقين هو إستعمال العنف الثوري و النضال المسلّح كأرقى أشكال النضال من أجل إفتكاك السلطة .
إن الثورة البروليتارية لا تنتهى بمجرد تركيز دكتاتورية البروليتاريا حيث ينبغى أن تستمرّ فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا طوال مرحلة الإشتراكية و المرور إلى الشيوعية. و تمثّل الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى فى الصين ، فى ظلّ قيادة ماو تسى تونغ أرقى نقطة متقدّمة توصّلت إليها البروليتاريا العالمية فى المسيرة الثورية نحو الشيوعية. فتلك الثورة قد بيّنت كيف و عبر أية وسائل يمكن تعبئة الجماهير و الإعتماد عليها للحيلولة دون إعادة تركيز الرأسمالية فى المجتمع الإشتراكي و التقدّم صوب الشيوعية. ويعزى هذا المكسب إلى إيلاء العناية لطبيعة الحزب البروليتاري الثوري إثر إفتكاك السلطة إذ يقود الحزب البروليتاري الثوري كطليعة للبروليتاريا ، الثورة و النضال من أجل تحقيق الشيوعية بيد أنه حين يمسك بقيادة الدولة الإشتراكية تتركز تناقضات المجتمع الإشتراكي الإنتقالي فى التناقضات بين الحزب و الشعب. و على الحزب أن يقود المسيرة نحو الثورة العالمية و الحلّ النهائي للتناقض الجوهري للرأسمالية. و يمثّل أولئك الذين هم فى صفوف الحزب و بالخصوص أولئك الذين لهم مراكز قيادية و لا يريدون التقدّم فى هذا الطريق و فى النهاية يسعون إلى إعادة تركيز الرأسمالية ، يمثّلون مركز قيادة البرجوازية فى صفوف الحزب و الدولة و يتحوّلون إلى أهداف للثورة . مراكز القيادة هذه تبرز بإستمرار و بغية النضال ضدّها ، يجب على الحزب أن يعتمد على الجماهير لتحطيمها و التقدّم بصفة متّصلة فى سيرورة تثوير الحزب فى كل مرّة أكثر على كافة المستويات و قيادة المسيرة بصلابة نحو الشيوعية . إلا أن هذا لا يعنى بالمرّة أن بلدا بذاته لوحده يمكن أن ينتهي من هذا النضال و يتقدّم إلى مرحلة الشيوعية . فإنتصار الشيوعية لا يمكن أن يتحقّق دون إنتصار البروليتاريا على البرجوازية فى النضال العالمي . لذا علينا أن نشدّد على أن مواصلة الثورة فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا لا تتحدّد بمواصلة الثورة فى بلد واحد و إنما يجب أن تتم على مستوى العالم قاطبة ./.
/ حول الماوية 4
( الحزب الشيوعي النيبالي (الماوي) - الرفيق براشندا، ديسمبر1991)
إستخلصت الماركسية كعلم الثورة البروليتارية العالمية من التجربة التاريخية و تطوّر الصراع الطبقي . و من المعلوم بصورة جيّدة أن لعلم الماركسية الذى أسّسه ماركس عبر صراع متّصل و من خلال إعمال ذكاء كبير ، مكوّنات ثلاث هي الفلسفة و الإقتصاد السياسي و الإشتراكية العلمية .و تطوّرت الماركسية بما هي علم فى سيرورة طبيعية. وعلى ضوء التجارب و المشاكل الجديدة للصراع الطبقي ، رفع لينين الماركسية فى مجملها إلى مرحلة ثانية من تطوّرها هي اللينينية. و اليوم دخل هذا العلم ، فى سيرورة الصراع ذاتها ، مرحلة ثالثة، جديدة و أرقى فى تطوّره. و هذه المرحلة الثالثة، الجديدة و الأرقى هي مرحلة الماوية التى طوّرها ماو. و هكذا صار لدى البروليتاريا العالمية اليوم تماما و كليا الماوية كنظرية عالمية. و دون إدراك الماوية كماركسية – لينينية عالم اليوم لا يمكن لأحد أن يكون شيوعيا حقا. و لأنها ماركسية –لينينية عالم اليوم ، ما فتأ الرجعيون و التحريفيون عبر العالم بأسره يهاجمون الماوية و الماويين بشراسة. و بالضبط مثلما تم تركيز الماركسية – اللينينية فى سيرورة صراع الشيوعيين الثوريين ضد كافة أصناف الرجعيين و التحريفيين و الإنتهازيين ، سيقع تركيز الماوية عبر الصراعات الضارية.
فى حركتنا، رغم الحالة الذهنية المستوعبة لمساهمات ماوتسى تونغ كماركسية – لينينية فإنه جرى التعبير عن هذه المساهمات بمصطلح "فكر ماو تسى تونغ". و قد ناضلنا ضد الرجعية و التحريفية متبنّين مساهمات ماو تسى تونغ كنظرية بروليتارية علمية و مصرحين بأن " فكر ماو تسى تونغ هو ماركسية – لينينية عالم اليوم ". مع ذلك ، مع هيمنة اليمين التحريفي داخل الحركة الشيوعية العالمية ، إثر وفاة الرفيق ماو و إعادة تركيز الرأسمالية فى الصين ، شهدت الوضعية تغيّرا. و اليوم ، ما إنفكت زمرة دنك التحريفية تقتل روح تعاليم ماو الثورية بإستعمال مصطلح "فكر ماو تسى تونغ" .
و حاليا ، يقع إستعمال مصطلح " فكر ماو تسى تونغ " من جهة من طرف الإصلاحيين بمعنى فرضية تتناسب مع الثقل الحالي لكلمة " فكر" و من جهة ثانية ، من طرف الشيوعيين الثوريين بمعنى مبدأ عالمي. فى هذا الإطار، مواصلة إستعمال مصطلح " فكر" المضلّل على الرغم من وجود مصطلح علمي هو" الماوية " بوزن التعبير عن مبدأ عالمي، ليس سوى تقديم ممرق لليمين التحريفي .و بالتالي ، من الجوهري بالنسبة للشيوعيين الثوريين الذين قد إستوعبوا بعدُ فكر ماوتسى تونغ كماركسية – لينينية اليوم ، أن يستعملوا مصطلح " الماوية " فى الحال وبصلابة .
فى ضوء الهجمات اليمينية على مساهمات ماو تسى تونغ إثر الثورة المضادة فى الصين، ساد الفزع كذلك صفوف ثوريين قدامى فحاولوا إستخدام مصطلح "فكر" بمعنى التقليص من أهمية مساهمات ماو و عدم الإعتراف بها كمرحلة ثالثة فى تطوّر الماركسية و كمبدأ عالمي. وهذا بيت القصيد. فقادت مثل هذه التوجّهات فى النهاية إلى الإصلاحية و التحريفية و بسبب هذه الوضعية تعاظمت حتى الأهمية النظرية لتأويل تطوير ماو للمكوّنات الثلاث للماركسية و إستعمال مصطلح " الماوية " و من هنا تأتى ضرورة تفسير مقتضب لأهمية مساهمات ماو فى مجال الفلسفة و الإقتصاد السياسي و الإشتراكية العلمية ، هذه المساهمات التى رفعت الماركسية إلى مرحلة جديدة .
أ- مجال الفلسفة :
-1- لقد أرسى ماو قانون التناقض جوهرا للمادية الجدلية و قانونا جوهريا للديالكتيك فى جميع مجالات الطبيعة و المجتمع و المعرفة الإنسانية. و طوّر تحليل شمولية التناقض و سيرورة تحديد التناقض الرئيسي و أهمّيتها فرفع فهم الجدلية إلى مستويات جديدة. و الدور الهام الذى لعبته جوهرية قانون التناقض فى صياغة إستراتيجيا و تكتيك الثورة فى حدّ ذاته بديهي .
-2- ممّا لا جدال فيه ، فى مجال نظرية المعرفة ، أن تحليل ماو قدم مساهمات هامة فى تحديد الصراع الطبقي و الصراع من أجل الإنتاج و التجربة العلمية كمصدر للمعرفة و عبّر هذا التحليل عن سيرورة المرور من المعرفة العملية إلى المعرفة النظرية و العلاقات بين النظرية والممارسة.
-3- لقد وضع التحليل و التطبيق العميقين لمسألة إزدواج الواحد كمظهر رئيسي للجدلية خلال النضال ضد التحريفية ، بين أيدي الثوريين سلاحا حادا للنضال ضد التحريفية .
-4- و فى نفس الوقت الذى هاجم التفكير التحريفي المتعلق ب" نظرية قوى الإنتاج " و
" الإقتصادوية " ذوى المقاربة الميتافيزيقية و الإحادية الجانب بخصوص مسألة علاقة البنية التحتية بالبنية الفوقية، فضح تحليل أن الوعي و البنية الفوقية يلعبان دورا حيويا فى بعض الحالات الملموسة الأفكار المزيفة البرجوازية .
-5- ووفّر سعي ماو للإستجابة للحاجة و لسيرورة تحويل الفلسفة إلى سلاح لا يقهر بإخراجها من المكتبات ومن قاعات مطالعة الفلاسفة ، وفّر أساس تحويل الفلسفة المادية الجدلية إلى قوّة مادية جبارة .
ب – مجال الإقتصاد السياسي :
-1- فى هذا المجال ، يعدّ تحليل طبيعة الرأسمالية البيروقراطية مساهمة هامة من مساهمات ماو . فقد ساعد عرض ميزات الرأسمال البيروقراطي فى الأمم المضطهَدة كأداة بيد الرأسمالية الإحتكارية لسلب الشعب فى تحالف مع الإقطاعية ، من جهة على فضح الطابع اللاإنساني للإمبريالية فى شكل الإستعمار الجديد و من جهة ثانية ، على توضيح هدف الثورة فى هذه الأمم المضطهَدة . و جليّة للغاية هي الدلالة التاريخية لإستنتاج أنه عبر القضاء على الرأسمال البيروقراطي و مصادرة ممتلكاته بإمكان الأمم المضطهَدة التخلّص من الإمبريالية و إرساء قواعد الإشتراكية .
-2- وجليّ للغاية هو الدور الهام الذى نهض به ماو فى تركيز قواعد صلبة للمبادئ الإقتصادية الأساسية فى المرحلة الإشتراكية ( مع دراسة نقدية لتجارب الإتحاد السوفياتي ). والدلالة الثورية لشعارات " القيام بالثورة مع دفع الإنتاج" و" أحمر وخبير" التى طبّقت من منظور أنه ليس بالأوامر البيروقراطية و إنما بالرفع من مبادرة الجماهير ( من خلال الدعاية المكثفة للسياسة الإقتصادية الصحيحة ) بمستطاع الإقتصاد الإشتراكي أن يتطوّر بصلابة .
-3- فى إطار الثورة الديمقراطية الجديدة ، أثبتت الممارسة صحّة و مدى عقلانية السياسات الإقتصادية الهادفة للقضاء على الإقطاعية على قاعدة الأرض لمن يفلحها و مصادرة كافة المؤسسات الأجنبية و المحلّية ذات الطابع الإحتكاري و تحديد و مراقبة و إرشاد الرأسمال الخاص الذى لا يسيطر على وسائل معيشة الشعب .
بالنظر إلى ما عرض أعلاه ، واضحة تمام الوضوح التطويرات التى أضافها ماو فى مجال الإقتصاد السياسي.
ث- مجال الإشتراكية العلمية :
1- جليّة للجميع هي المساهمة التاريخية لماو فى تطوير المفهوم الشامل للثورة الديمقراطية الجديدة فى الأمم المضطهَدة .
2- لقد تسلّحت البروليتاريا العالمية بسلاح قويّ بتطوير نظرية حرب الشعب كحجر زاوية العلم العسكري الماركسي على قاعدة تجارب الصراع الطبقي فى عصر الإمبريالية. وقد أوضحت هذه النظرية المنهج العلمي لإلحاق الهزيمة بعدو قويّ. وبديهية هي دلالة مقولة ماو " من فوهة البنادق تنبع السلطة السياسية " .
-3- مثلت نظرية مواصلة الصراع الطبقي طوال كامل مرحلة الإشتراكية و منها نظرية مواصلة الثورة فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا كما طوّرها ماو، متذكرين الثورة المضادة فى الإتحاد السوفياتي ، مثّلت سلاحا نظريا جبارا للحيلولة دون إعادة تركيز الرأسمالية فى المرحلة الإشتراكية . و يعدّ التطبيق الناجح للمخطّط العام للثورة الثقافية البروليتارية الكبرى فى الصين كثالث أعظم الثورات التى تمت بقيادة البروليتاريا ، منارة للبروليتاريا العالمية .
-4- لأقوال ماو مثل " الإمبرياليون و كافة الرجعيين نمور من ورق " و " فى الخمسين إلى المائة سنة القادمة ، سيشهد العالم هزات كبرى " دلالة فريدة. وقد ترجم هذا مساهمة عظيمة فى صياغة إستراتيجيا الثورة بالنسبة للبروليتاريا العالمية و قد إستعملها ماو ذاته فى الصراع ضد التحريفية السوفياتية و الإمبريالية الأمريكية .
هكذا مع مجمل المكوّنات الثلاث أي الفلسفة و الإقتصاد السياسي و الإشتراكية العلمية، رفع ماو علم الماركسية نوعيا إلى مرحلة جديدة. و من هنا ، إكتسبت البروليتاريا نظرية تحريرها فى شكل سلاح واحد هو الماركسية – اللينينية – الماوية.
داخل صفوف الحركة الشيوعية النيبالية ، قدمت حجج عدم إستعمال مصطلح
" الماوية "حتى من إتجاه ينقض مساهمات ماو . و دون دحض هذه الحجج من غير الممكن أصلا المضي قدما و هذه الحجج هي :
1- " نظرية العصر" : يقول البعض إن تشكّل مرحلة تطوّرفكرية [إيزم] ينبغى أن يمثّل عصرا كاملا . بالنسبة لهم ، الماركسية نتاج عصر الرأسمالية. و الليننية نتاج عصر الإمبريالية . لكن ماو لا عصر له و من ثمة لا يمكن أن توجد أي ماوية إلخ.
إن الذين يحاججون على هذا النحو لم يفقهوا القانون البسيط لسيرورة تطوّر العلم كما لم يفقهوا أن الماركسية علم. و محاولة حصر تطوّر العلم بسرعة تطوّر العصر غير علمي مطلقا و سخيف. ففى عصر واحد يمكن أن يتطوّر العلم إلى عدة مراحل. إذا ما تحدث المرء فعلا عن عصر ، من وجهة نظر التطوّر الإجتماعي ، ليست الإمبريالية كذلك عصرا جديدا و إنما هي أعلى مرحلة متعفّنة من الرأسمالية، لاغير. و بالتالي، من غير السليم الحديث عن "اللينينية ". وعليه واضح هو إفلاس الذين يقدّمون حجة العصر هذه .
2- يقول البعض بما أنه ليس لماو مساهمات فذّة من غير المناسب إستعمال عبارة
" الماوية ". بالنسبة لهم ، كل ما قاله ماو سبقه إليه لينين. و يغدو الوضع حتى أكثر جدّية حينما يحاجج أولئك المدافعون عن إستعمال مصطلح "فكر" بنفس الطريقة ولا شك و أن الذين يحاججون بهذه الطريقة قد مضوا فى نهج التخلّى حتى عن " فكر ماو تسى تونغ" بإتجاه الإنتهازية اليمينية. لقد ناقشنا بعدُ بإختصار مساهمات ماو. ومع ذلك، فإن المسألة التى يمكن أن تطرح إذا ما حاجج المرء بتلك الطريقة هي لماذا لا يقال حتى إن لينين أوّل الماركسية فى ظرف جديد ؟ و لماذا إذا قبِل هؤلاء فكر ماوتسى تونغ كمبدأ قائد لهم؟ و الجواب بسيط وهو فقط لمغالطة الشعب. و إن لم يكن الأمر كذلك، عليهم إما أن يتخلّوا عن فكر ماو تسى تونغ كمبدأ قائد للحزب أو أن يوقفوا تقويض أساس مساهمات ماو .
3- و نجد البعض يحاججون أنه لا ينبغى أن تستعمل الماوية على عجل فلا أحد سيستمع إلى كلماتنا حول مثل هذه المسألة الكبرى و أنه لن يستطاع أبدا تركيز هذا المصطلح و لن يفعل هذا سوى خلق صراع لا حاجة لنا به. حتى و إن كانت ثمّة صراحة فى نوايا العديدين الذين يحاججون بهذه الطريقة، فإن الحجج ذاتها لا تتطابق و المنهج الماركسي ذلك أن المسألة هنا هي مسألة صحة أم خطأ و ليست مسألة إستعجال أو عدم إستعجال. مثل هذه الحجج خاطئة لأنها فى النهاية ستؤدي إلى تسوية غير ضرورية و ستعمل ببساطة بإتجاه تأبيد الوهم .
مجمل القول ، لإدارة الصراع ضد التحريفية على مستوى أرقى و للتسريع فى سيرورة تطوير حزب شيوعي من طراز جديد و مناضل و لقطع خطوة جديدة نحو تطوير النضال الثوري و حرب الشعب ، من الجوهري تماما إستخدام المصطلح العلمي " الماوية " و ليس المصطلح المضّلل . /.

5/ ليست الماركسية-اللينينية-الماوية و الماركسية-اللينينية- فكر ماو تسى تونغ الشيئ نفسه.
( آجيث ، الحزب الشيوعي الهندي (الماركسي-اللينيني ) نكسلبارى،2006)
خلال العشريات الماضية ، حقّق الماويون مكاسب ذات دلالة عبر الصراع الإيديولوجي و الممارسة الثورية فى تركيز الماركسية - اللينينية- الماوية (م-ل-م) قائدة و مرشدة للثورة البروليتارية العالمية. و يبرز هذا فى مظهرين مترابطين . أكثر من أي زمن مضى ، يعدّ الآن خوض حرب الشعب أو الإعداد بنشاط لخوضها المهمّة المركزية للحزب الماوي و فى إرتباط بهذا ، إحتد كذلك أكثر الإستقطاب داخل صفوف الحركة الماركسية- اللينينية الواسعة التى ظهرت فى الستينات، بين الشيوعيين الحقيقيين و مختلف التيارات الإنتهازية اليمينية ممّا يضطرّ الإنتهازية اليمينية و الوسطية و الدغماتحريفية إلى مزيد كشف جوهرها المضاد للثورة و مجال التوارى تحت راية فكرماو تسى تونغ يضيق بإستمرار . فى الماضى ، سعت التيارات الإنتهازية اليمينية إلى الوقوف فى وجه تبنى الماركسية-اللينينية-الماوية بدفع عربة اللينبياوية و خلق إلتباس حول مسألة العصر.(1)
و فشلت فى ذلك. والآن إضطرّ أولئك الذين قاموا بالمحاولة لإبراز لونهم الحقيقي بالإنحراف عن الماركسية-اللينينية-الماوية و الطريق الثوري حتى بصراحة أكبر .(2)
و مع ذلك لم يستسلم الإنتهازيون اليمينيون حيث تحوّل البعض منهم الآن إلى القبول بالماوية دون إجراء أية قطيعة حيوية مع ماضيهم . فبالنسبة لمثل هؤلاء الناس ، ليست الماركسية-اللينينية-الماوية أكثر من سفينة من المناسب ركوبها الآن وقد تحطّمت سفنهم.
إنه لقانون من قوانين الثورة أن تتخذ التحريفية و تيارات أخرى مناهضة للثورة أشكالا جديدة مع كل تقدّم فى الصراع الطبقي. و بالتالى، لا يبعث مثل هذا التبنى الإنتهازي للماركسية-اللينينية-الماوية على الإستغراب . بيد أنه بالتأكيد على الماويين مسؤولية مواجهة مثل هذه التكتيكات الإنتهازية. و لسوء الحظ ، أضحى فهم خاطئ مستمرّ فى صفوف الماويين بمثابة الحاجز أمام هذا الصراع و هو يوفر كذلك مجالا لمثل هذه التكتيكات الإنتهازية اليمينية. ما هو هذا الفهم الخاطئ ؟ إنه فهم أن الماركسية-اللينينية-الماوية و الماركسية – اللينينية- فكر ماوتسى تونغ هما الشيئ نفسه. بالتأكيد يمثل التغيير فى المصطلحات من فكر ماو تسى تونغ إلى ماركسية-لينينية-ماوية تفسيرا أدقّ و أكثر علمية لمساهمات ماو. وهو أيضا لازم لرسم خطّ تمايز أدقّ مع التحريفية المعاصرة. إلا أنه إذا فشلنا فى توضيح أن الماركسية-اللينينة-الماوية و فكر ماوتسى تونغ ليسا الشيئ نفسه ، يغدو تبنى الماركسية-اللينينية-الماوية مجرّد مسألة تغيير مصطلحات فيفتح مجال لتيار جديد من الإنتهازية اليمينية المشار إليه أعلاه.
ما هو مصدر هذا التفكير الخاطئ؟ مصدره هو نظرة شكلانية للمسألة برمتها. كما جرى شرحه فى مقال سابق ، " من الصحيح أن قائمة شكلية لعقد مقارنة بين فكر ماو تسى تونغ من جهة و الماوية من جهة ثانية لن تبرز شيئا جديدا. غير أن المسألة لا تكمن هنا و علينا أن نكون يقضين لتجنب الوقوع فى هذا الشرك الشكلاني الذى يعمد إليه المعادين للماوية. ليس فكر ماوتسى تونغ والماوية الشيئ نفسه. هنا ثمة شيئ جديد. بتبنى الماوية تحقق شيئ جديد ذو أهمية إيديولوجية عظمى. و هذه الجدّة لا تكمن أهميتها الكبرى فى المصطلح فى حدّ ذاته و إنما تتمثل فى القطيعة مع فهم غير تام و مجزّء لشمولية مساهمات ماو مأخوذة فى كليتها، و فى قفزة نوعية أرقى و أفضل و أعمق فى إستيعاب إيديولوجيتنا. بداهة، أي منطق يكثر من التشديد على أنه لم يتم إضافة أي جديد ، سيخفق فى تعبئة الحزب كلّه و فى قيادته نحو إنجاز هذه القطيعة و بالتالى ستتم مهمّة تحيين هذه القدرة الهائلة لتصحيح إيديولوجي له زخمه و لتحقيق إستيعاب أفضل للماركسية-اللينينية-الماوية ، ستتم على نحو جزئي و حتى أنكى ، ستبقى رهينة العفوية " (3).
لقد جعل القادة المؤسسون للأحزاب الماركسية-اللينينية الجديدة المتشكّلة فى الستينات تبنى فكر ماو تسى تونغ كمرحلة جديدة ، ثالثة و أرقى من الماركسية-اللينينية حجر الزاوية فى القطيعة مع التحريفية. ولقد طبّقوا هذه الإيديولوجيا لبناء خط ثوري و لإرشاد الممارسة. و كافة الأحزاب الماوية الحالية تمتدّ جذورها إلى مثل تلك الطفرات. غير أنه مذّاك إلى التبنى الحالي للماركسية-اللينينية-الماوية لم يجر الأمر فى خط مستقيم . لن نحتاج للدخول فى رواية تفصيلية للسيرورة برمتها. إلا أنه من الجلي تماما أن هذا التقدّم تحقق بالنضال ضد تيارات عملت ضد فهم صارم لشمولية مساهمات ماو تسى تونغ . ونحتاج إلى مواصلة هذا النضال .
لنتفحص مسألة معيّنة هي نظرية حرب الشعب ذلك أنه حتى بينما كانت ترفع راية فكر ماو تسى تونغ ، لفترة طويلة ، ظل التيّار المهيمن ينظر لها كمسألة خصوصية ، مناسبة و قابلة للتطبيق فى البلدان شبه الإقطاعية ، شبه المستعمرة فقط . و تمتدّ إلى الآن ظلال ذلك فى صفوف الأحزاب الماوية ، حتى اليوم . و مع ذلك كان القادة المؤسسون للأحزاب الماركسية-اللينينية الجديدة فى الستينات واضحين للغاية بشأن شمولية حرب الشعب، و كتابات الرفيق شاروماجندار مثال على ذلك . لذا كيف يمكن لنا أن نفسّر ظهور نظرة خاطئة تحصر حرب الشعب فى الأمم المضطهَدة ؟ إنه إنحراف. و لم يتم تجاوزه إلى أن قدم الحزب الشيوعي البيروفي بصلابة الماوية كمرحلة جديدة من الماركسية-اللينينية كما قدّم بصلابة شمولية حرب الشعب. وتقبل الحركة الأممية الثورية و الأحزاب المشاركة فيها بأن " ماوتسى تونغ طوّر بشمولية العلم العسكري للبروليتاريا من خلال تنظيره و ممارسته لحرب الشعب "و بأن هذا " قابل للتطبيق عالميا فى كافة البلدان ، مع أنه ينبغى تطبيقه حسب الظروف الملموسة لكل بلد "(4).
بداهة ، هذه من المسائل التى تم التوصّل فيها إلى " فهم بعدُ غير تام " للمرحلة الجديدة نتيجة مساهمات ماو تسى تونغ و تمّ تصحيحها بتبنى الماوية. لكن هل يمثل هذا إعادة قول ما قد قيل فى الستينات ؟ لا ، لقد عكس فهما أعمق و أشمل إعتمد حينها على دروس التجربة المتقدّمة المكتسبة عن طريق حرب الشعب فى البيرو، هذه الحرب التى كانت تسترشد بدورها بفهم متقدّم لمساهمات ماو و بالأخص منها نظرية حرب الشعب. و إغتنى حتى أكثر هذا الفهم بتجربة حرب الشعب فى النيبال لا سيما دمجها تكتيكات الإنتفاضة المسلّحة ، كالتدخل السياسي على المستوى المركزي مع حرب الشعب طويلة الأمد. و اليوم ، لا معنى للحديث عن القبول بشمولية حرب الشعب بينما يرفض الإعتراف بالفهم المتقدّم و إستخلاص الدروس منه.
تبنى الماوية و إنكار مساهمات الفهم التى قدّمتها هذه الحروب الشعبية سيمثّل فهما منقوصا لشمولية الماوية .
لماذا يحدث هذا ؟ فى الستينات كتب الرفيق شارو ماجندار :" اليوم ، فى الوقت الذى يقودنا الفكر اللامع للرئيس ماو تسى تونغ ، أرقى مرحلة فى تطوّر الماركسية –اللينينية، من الضروري أن نحكم على كافة الأشياء الجديدة على ضوء فكر ماو تسى تونغ و أن نرسم طريقا جديدا تماما نمضى فيه إلى الأمام ."(5) . و يستدعى تبنى الماوية بالضبط هذا النوع من " الحكم على الجديد و رسم طريق جديد "، إنه يتطلّب نظرة جديدة للمسألة الإيديولوجية برمّتها و لتطوّرها العام و لمساهمات ماوتسى تونغ بوجه خاص. من أجل القيام بهذا بطريقة ذات دلالة و شاملة ، ينبغى أن يرتبط ذلك بتقييم دقيق لخط الحزب و ممارسته و علي الحزب أن يتعلم من تجارب البروليتاريا العالمية الجديدة و المتقدّمة. فبالنسبة لبعض الأحزاب سيتعلّق الأمر بقطيعة حيوية مع الإنحرافات الأساسية و الإلتحاق من جديد بالطريق الثوري. و بالنسبة للآخرين الذين يمارسون بعدُ الثورة سيتعلق الأمر بتصحيح مسائل معيّنة. و ما يشتركون فيه هو مهمّة التصحيح الإيديولوجي –السياسي . هذه هي النقطة الأساسية فى " الحكم على الجديد و رسم الطريق الجديد". سنحيد عن النقطة الأساسية إذا أعلنا أن الماوية و فكر ماو تسى تونغ يمثّلان الشيئ نفسه و سيتقلص الأمر إلى تبنى تعبير أفضل .
مثّل تبنى فكر ماو تسى تونغ فى الستينات قطيعة مع التحريفية و بناء حزب جديد على أسس جديدة. وقد حصلت تلك القطيعة بعدُ، و تعززت أكثر و صارت أحدّ عبر عقود من النضال المسلّح الثوري. هل تستدعي الماوية مجدّدا تصحيحا إيديولوجيا-سياسيا ؟ تجارب الحركة الشيوعية العالمية و تجارب الهند تعطى إجابة واضحة عن هذا السؤال.
و بالتأكيد توفّر المثابرة على طريق حرب الشعب أساسا قويا للتعرف على الأخطاء و تصحيحها. و لكن النضال المسلّح الثوري وحده لا يضمن أن يتم هذا التصحيح من الجذور بصورة شاملة أو أن يظلّ محدّدا بإصلاح بعض المواقف . و لا يمكن التأكّد من ذلك بالممارسة المباشرة لأن نتيجة هذا الإختلاف فى المقاربة لن تصير جلية إلآ على المدى الطويل. إنها رئيسيا مسألة صلابة و مثابرة على الصراع الإيديولوجي. إنها مسألة تطبيق تام ل" الخط هو الرئيسي" . إنها مسألة تصليب عود الحزب و الجماهير على قاعدة حيوية. هذا هو الدرس الماوي حاليا و بالنسبة للثورة الطويلة الأمد على طول الطريق المؤدى إلى الشيوعية .
إضافة إلى ذلك ، حتى و إن وقع النظر إلى تبنى الماوية فقط كتعبير أفضل يرفع مدى التمايز مع التحريفية ، ألا يستدعى هذا كذلك تصحيحا إيديولوجيا – سياسيا ؟
" لنناضل ضد أنفسنا ، لندحض التحريفية " مثّل نداءا هاما أثناء الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى. وتسعى التحريفية المعاصرة داخل الحركة الماركسية- اللينينية الواسعة إلى نشر سمومها بتقديم نظرة مشوّهة أو جزئية عن تعاليم ماو تسى تونغ. كي يدحضوا هذه النظرة و يحطّوا من قيمتها، على الشيوعيين أن يعمّقوا فهمهم الإيديولوجي الخاص، لا سيما فهمهم لشمولية الماوية. كلا المهمتان مرتبطتان على نحو متلازم . لو وضع تعميقنا لإيديولوجيتنا و تصحيحها جانبا بدعوى أننا كنا ماويين لمدّة طويلة ، بالتالى سيضعف النضال ضد التحريفية. و نستشهد بوثيقة للحزب الشيوعي البيروفي :"من الحيوي و الإستعجالي تحليل الماوية من جديد بهدف أن نحدّد أكثر و بصورة أفضل محتواها و معناها ، مقادين بحكم أن رفع راية الماوية و الدفاع عنها و تطبيقها هو جوهر الصراع بين الماركسية والتحريفية حاليا."(6)
لقد أشرنا أعلاه إلى أن توجيه نظرة جديدة لإيديولوجيتنا يعنى أيضا التعلّم من تجارب البروليتاريا العالمية الجديدة و المتقدّمة إذا كيف نحكم عليها بأنها متقدّمة أم غير متقدّمة ؟ دون شك التأكّد من خلال الممارسة هو المقياس. إلا أن كيفية فهم هذا صارت مسألة هامة فى الصراع حول ما إذا كانت تجارب حرب الشعب فى النيبال و البيرو تمثّل فهما متقدما أم لا. و الحكم على ذلك على أساس التقدّم الحالي أو التراجع أو على أساس النضال المسلّح و القمع سيكون تطبيقا خاطئا لمقياس الممارسة. و الشيئ نفسه ، التقليل من أهمّية هذه الدروس على أنها من بلدان صغيرة الحجم ذات دول ضعيفة و ما إلى ذلك خاطئ أيضا. فى كلا النظرتين ، تُغيّب الإيديولوجيا بشكل سافر . فدون الإيديولوجيا، يتحوّل مقياس الممارسة إلى تجريبية و تكسرالعلاقة الجدلية بين الشمولية و الخصوصية. و من الدروس الهامّة المستخلصة من النضال فى سبيل تركيز الماركسية-اللينينية-الماوية درس تعميق فهم ملاحظة ماو بأن فى تطوّر إيديولوجيا البروليتاريا ، " الأساس هو علم الإجتماع ، الصراع الطبقي " (7) بإمكان الإيديولوجيا أن تتطوّر إستنادا إلى التجارب الغنية للصراع الطبقي الثوري. و يمكن لفهم جديد، أعمق و متقدّم للنظريات الموجودة أن يظهر. كما يمكن تطوير مفاهيم جديدة. يجب أن يتم الحكم على الأمر على أنه تقدم رئيسيا على أساس الماركسية-اللينينية-الماوية ذلك أنه لا شك فى أنه من غير الممكن تطبيق دروس ثورة معيّنة تطبيقا ميكانيكيا فى بلد آخر. لكن هذا صحيح بالنسبة للماركسية-اللينينية-الماوية ذاتها. حيث لو أن دروس ثورة معيّنة إجتازت إختبار الماركسية-اللينينية-الماوية ، لو أنها قدمت طريقا جديدا للمعرفة و النشاط ، بالتالي يتعيّن التمسّك ضرورة بهذه الدروس و تطبيقها. وهذا إختبار كذلك لتبنى الحزب للماركسية-اللينينية-الماوية .
ما الذى نضيّعه بإدارة الظهر للمسك الواعي بهذا الفهم المتقدّم ؟ لأخذ مثال معيّن ، فى السنوات القليلة الماضية ، طلعت علينا اللجنة المركزية غير المنقسمة للحزب الشيوعي الهندى (الماركسي-اللينيني) جاناسكتى بوثيقة تقييمية حدّدت سبب التراجعات التى واجهتها بإخفاقها فى القيام بهجومات مضادة تكتيكية. ما يهمّنا هو أن هذا " التصحيح " يمكن أن يقدّم دون أية قطيعة مهما كانت مع " نظرية المراحل" (8) لخط ريدى للحزب الشيوعي (تلوينة من خط ناجى ريدي). و فعلا ، كانت الوثيقة برمّتها مجهودا إنتقائيا لمزج إثنين فى واحد ، الإنتهازية اليمينية للحزب الشيوعي ريدي من جهة و شارو ماجندار من جهة ثانية. و لكن لماذا نعتبر ذلك مهما ؟ لأن التيار البارز داخل النقد الماوي ل" نظرية المراحل " إستهدف دوما إخفاق جانا سكتى فى النهوض بمهمّة النضال المسلّح ضد الدولة. ووقع كذلك عرض هذا كحجر الزاوية فى " نظرية المراحل ". لقد جرت مقارنتها بنموّ الحركة الثورية التى يقودها الماويون الذين ثابروا على النضال المسلّح و إرتقوا به إلى مستوى حرب الشعب ضد الدولة. هذه المقارنة المعقودة فى إطار تجارب الهند مفيدة بالتأكيد فى فضح هذه النظرية المعادية للماوية. بيد أن التشديد الخاص على شكل من تمظهر " نظرية المراحل " مثل أيضا مشغلة عن سبر غور المسألة بصورة أعمق و تحديد أوجه إنكارها لدينامية الحرب الذى هو الجوهر الحقيقي. لقد أضعف نقد
" نظرية المراحل " وفسح المجال لمثل هذه المناورات على غرار تلك التى قامت بها قيادة جاناسكتى لتمرّرها على أنها تصحيحا. واحد من الأسباب كان الإخفاق فى معالجة المسألة فى شموليتها من وجهة النظر المواتية للأفكار الثاقبة للفهم الجديد و المتقدّم و تجارب حرب الشعب، عوض الإقتصار على التجربة فى الهند. فى الحال المعيّنة لجاناسكتى ، نجحت مجموعة من الرفاق الذين سعوا بجدّ لتقييم ماضيهم من هذه النقطة المواتية تحدّيا ، فنجحت فى تحقيق القطيعة ،على عكس مجموعة أخرى لا تزال تتخبّط بأعماق مختلفة فى وحل ناجى ريدى مما أدى بهؤلاء الرفاق الأولين إلى بلوغ موقف صلب بأن الفهم الصحيح للماوية أكثر من مجرد تبنيها هو المسألة المفتاح فى توحيد الماويين فى الهند فى حزب واحد ، فى حزب يعتمد الماركسية-اللينينية-الماوية و متّحد ضمن الحركة الأممية الثورية. واليوم لهذا التطوّر دلالة عظيمة ، ففى الوقت الذى تتمسّح الإنتهازية اليمينية بتقديم الخدمات للماركسية-اللينينية-الماوية بغرض الإلتحاق بسيرورة التوحيد الجارية للماويين الحقيقيين، نشدّد مرّة أخرى على الأهمّية الحيوية لتعميق فهمنا للماركسية-اللينينية-الماوية ، خصوصا الماوية و النضال ضد هذه النظرات التى تطمس الطفرة التمييزية التى تمّ بلوغها عبر تبنى الماركسية-اللينينية-الماوية عوضا عن الماركسية- اللينينية- فكر ماوتسى تونغ. /.
-----------------------
1- " النضال من أجل تركيز الماركسية-اللينينية-الماوية " نكسلباري عدد2.
2- فى الهند ، الحزب الشيوعي الهندى (الماركسي-اللينيني ) الراية الحمراء مثال معبّر. فى إنقسامه الأخير ، تهمة من التهم التى وجهتها كتلة هي " إنحراف" الكتلة الأخرى عن الموقف المشترك حول التخلّص من المواقف الماوية ، مثل صراع الخطين ، من خطّهم!
3- " النضال من أجل تركيز الماركسية-اللينينية-الماوية " نكسلباري عدد2 .
4- " لتحي الماركسية-اللينينية-الماوية " .
5- " نداء الحزب للطلبة و الشباب " ضمن "المنعرج التاريخي" ، مجلد 2 ، صفحة 36 .
6- " الماوية . حول الماركسية-اللينينية-الماوية " ضمن "الحزب الشيوعي البيروفي و ماو تسى تونغ " 1987.
7- " أحاديث حول الفلسفة " .
8- " أولا النضال الإقتصادي ثم المقاومة المسلحة للدفاع عن المكاسب الإقتصادية و بعد ذلك النضال المسلّح من أجل السلطة السياسية " ، هذا هو أفق النظرية المعادية للماوية . للإطلاع على نقد " نظرية المراحل " أنظر "دحض ...الحزب الشيوعي الهندى (الماركسي-اللينيني ) حول الخط العسكري " ، رعد الربيع ، عدد 1 ، أعيد نشره فى "عالم نربحه " عدد 26.
"من المعلوم أن الإنسان إذا أراد القيام بعمل ما وهو يجهل الظروف المحيطة بهذا العمل و خصائصه و علاقاته بالأمور الأخرى فلن يستطيع معرفة القوانين الخاصة بهذا العمل و لا كيفية القيام به ، و أخيرا يعجز عن إتقانه ". ماوتسى تونغ " المسائل الإستراتيجية فى الحرب الثورية الصينية " ، المؤلفات المختارة ، المجّلد الأول .



#شادي_الشماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحركة الأممية الثورية : بيان سنة 1984 و بيان سنة 1993( الفص ...
- مشاركة النساء فى حرب الشعب الماوية فى النيبال (الفصل الثالث ...
- لنكسر القيود ، لنطلق غضب النساء كقوّة جباّرة من أجل الثورة ! ...
- الثورة البروليتارية و تحرير النساء (الفصل الخامس من كتاب - ت ...
- الإعداد للثورة الشيوعية مستحيل دون النضال ضد إضطهاد المرأة! ...
- تشانغ تشنغ : الطموحات الثورية لقائدة شيوعية ( الفصل الثاني م ...
- بقية (الفصل 5) : الماوية: نظرية و ممارسة -8- تحرير المرأة من ...
- الماوية : نظرية و ممارسة - 8 -تحرير المرأة من منظور علم الثو ...
- بصدد التطورات فى النيبال و رهانات الحركة الشيوعية = نقد الحز ...
- ثورة النيبال: نصر عظيم أَم خطر عظيم!(من كتاب - الثورة الماوي ...
- من تمرّد نكسلباري إلى الحزب الشيوعي الهندي (الماوي) ( مقتطفا ...
- لنقاتل من أجل إنقاذ الثورة فى النيبال! _ من كتاب -الثورة الم ...
- ليس بوسع أي كان أن يغتال أفكار -آزاد- ! ليس بوسع أي كان أن ي ...
- رسالة مفتوحة إلى الحزب الشيوعي النيبالي الموحّد (الماوي) من ...
- عملية الصيد الأخضر : إرهاب دولة فى الهند. (مقتطف من كتاب -مد ...
- شبح الحرب ضد إيران و التكتيك الشيوعي الماوي (الفصل الثاني من ...
- إنتفاضة شعبية فى إيران : وجهة نظر شيوعية ماوية(الفصل الثالث ...
- الإسلام إيديولوجيا وأداة في يد الطبقات المستغِلّة (الفصل الر ...
- مساهمات ماو تسى تونغ فى تطوير علم الثورة البروليتارية العالم ...
- حقيقة الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى( مقتطف من كتاب -ال ...


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شادي الشماوي - الماركسية-اللينينية-الماوية :من وثائق أحزاب شيوعية ماوية( الفصل الثالث من كتاب - علم الثورة البروليتارية العالمية : الماركسية-اللينينية-الماوية-)