أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عصام سحمراني - شاورما ورفاق وحملات سياسية في ليل بيروت














المزيد.....

شاورما ورفاق وحملات سياسية في ليل بيروت


عصام سحمراني
(Essam Sahmarani)


الحوار المتمدن-العدد: 3303 - 2011 / 3 / 12 - 20:20
المحور: كتابات ساخرة
    


عند الواحدة ليلاً، وأنت عائد من مقر عملك في شارع الحمراء في قلب العاصمة بيروت، تستغرب المكان بمبانيه وساحاته وشوارعه الخالية من حياة إلاّ بالكاد عند مطعم هنا أو محطة محروقات هناك، أو "بار" بينهما يرخي أنواره المغرية فوق ممر طويل.

في الليل تستغرب المكان لكنّك تتأقلم معه سريعاً خاصة أنّ السير مسافات طويلة لإيجاد سيارة أجرة هو واقع يومي. تشدّك اللوحات الإعلانية المتأهبة عند كلّ مفترق وزاوية؛ إعلانات من كلّ الأشكال والأصناف والإتجاهات، فكأنّ البلد دكان كبير، لولا تدخل السياسي بينها، وفي السياسي أيضا وجهة نظر "دكانجية". بعضها ثابت، وبعضها الآخر متحرك يقلب إعلاناً لحملة سياسية واسعة النطاق فوق إعلان أحذية، فكم تتمنى أن تنقطع الكهرباء والإعلانان يتجسدان نصفياً في الوقت نفسه ليبقى حال الحملة والحذاء واحداً موحداً.

في الليل تكتشف مع مرورك بعديد من لوحات حملة ما، أنّ أفكارها فعلاً مسروقة بالكامل، فلا يعود لديك مجال للشك بشريط فيديو يصلك من صديق ويتهم الحملة بذلك، فوضوح الضوء بألوانه ليلاً فوق كلّ وضوح.

في الليل تكتشف أيضاً أنّ "سندويش" الشاورما الذي يبلغ ثمنه دولارين ونصف، يمكنك أن تأكله بلقمتين فقط دون النصف، وأنّك مهما حاولت أن تطيل مدة أكلك له، ستطلب معدتك واحداً ثانياً بل ثالثاً أيضاً، وأفرغ ما لديك من جيوب! وتكتشف كذلك أنّ الديك لا يصيح فجراً فقط، وأنّ التيار الكهربائي غارق في الطائفية، وأنّ قوى الأمن الداخلي تتحول إلى أمن خاص لبعض المرافق والمنشآت والأبنية غير المحددة الطابع والسكان.

في الليل أيضاً تسمع قصة شاب عائد من عمله في أحد المطاعم وهو يشتم التظاهرات والإعتصامات التي قطعت رزقه القائم على "بقشيش" زبائن لم يأتوا منذ زمن بعيد. يشتم التظاهرات السياسية ويمدح في الوقت عينه التحركات الداعية لإسقاط النظام الطائفي، هو لا يعلم بعد كيف يمكن له أن يستفيد إذا ما سقط هذا النظام، لكنّه يعلم أنّ مطاعم كثيرة تقدّم بطلبات عمل فيها سأله القيّمون على التوظيف فيها عن طائفته، ويتمنى لذلك أن يزول.. فتفكّروا ما أبسط حلمه!

في الليل كذلك ينتفض الإعتصام الدائم أمام مبنى مجلس الوزراء في الصنائع المطالب بإسقاط النظام الطائفي، لكنّ انتفاضته تلك لم تكن بمواجهة وزير أو مدير أو مسؤول فهؤلاء ناموا منذ ساعات عديدة أو تراهم عائدين من برنامج تلفزيوني ما أدلوا فيه بما أدلوا حماية لمناصبهم ونفوذهم ومكاسبهم. الإنتفاضة تلك لم تكن سوى عراك داخلي بين المشاركين لم يؤثر به حتى حادث السير الذي وقع أمامهم بمسافة قصيرة. لكنّ الأهم أنّ "الروح الرفاقية بقيت سائدة" على رأي زياد الرحباني في "العقل زينة".

وفي الليل ننتظر ليلاً متجدداً، ونهاراً مليئاً بأعلام لبنانية تمّ تمويلها من جيوب مواطنين يغنون على "ليلاهم".



#عصام_سحمراني (هاشتاغ)       Essam_Sahmarani#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الشحوة رواية لم يلحظها تحقيق دولي!
- فلسطين المنسيّة وسط ثورات محيطها
- هذا جناه ليبرمان.. يا تشيني!
- صفقات أميركية فوق دماء الليبيين
- القذافي الذي لم يرث الحكم
- أموال القذافي والسياسة الدولية
- فلتكن ثورة مصرية سينمائية أيضاً!
- الثوار والمعارضة وآخر الدواء.. السلاح
- ثورة بقية الدول العربية بين الإجتماعي السياسي والطائفي
- مجد الثورة المصرية.. إنتصار لفّ الدنيا بأسرها
- أحذية لخطاب مبارك!
- الجماهير المصرية تقول كلمتها.. وحدها!
- ثروة مبارك ولقمة عيش المواطن
- النظام المصري لا طائفي!!
- خلية حزب الله في مصر ترعب الصهاينة!
- ميدان التحرير يستفز قناة العربية!
- -مين اللي سمعك يا مبارك!؟-
- آه يا عمّي يا شيخ الأزهر!
- الثورة الشعبية
- 2010 عام غباء تدريبي وتحكيمي... وإزعاج جماهيري أهدى إسبانيا ...


المزيد.....




- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عصام سحمراني - شاورما ورفاق وحملات سياسية في ليل بيروت