أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - ناظم الماوي - بعض النقد لبعض نقاد الماوية ( ملاحظات نقدية ماوية لوثيقة - الثورة الوطنية الديمقراطية و المرتدون مؤسّسو -العود-)















المزيد.....



بعض النقد لبعض نقاد الماوية ( ملاحظات نقدية ماوية لوثيقة - الثورة الوطنية الديمقراطية و المرتدون مؤسّسو -العود-)


ناظم الماوي

الحوار المتمدن-العدد: 3303 - 2011 / 3 / 12 - 20:18
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


بعض النقد لبعض نقاد الماوية
( ملاحظات نقدية ماوية لوثيقة " الثورة الوطنية الديمقراطية و المرتدون مؤسّسو "العود")
================================================

" لقد منيت اشتراكية ما قبل الماركسية بالهزيمة.وهي تواصل النضال ، لا فى ميدانها الخاص ، بل فى ميدان الماركسية العام، بوصفها نزعة تحريفية...
- ان ما يجعل التحريفية أمرا محتما ، انما هي جذورها الطبقية فى المجتمع المعاصر .فان النزعة التحريفية ظاهرة عالمية...
- ان نضال الماركسية الثورية الفكرى ضد النزعة التحريفية ، فى أواخر القرن التاسع عشر ، ليس سوى مقدمة للمعارك الثورية الكبيرة التى ستخوضها البروليتاريا السائرة الى الأمام ، نحو انتصار قضيتها التام..."
لينين / الماركسية و النزعة التحريفية
===========================

إنّ قراءة متأنية لوثيقة " الثورة الوطنية الديمقراطية والمرتدون مؤسسو "العود" " مكنتنا من ملاحظات نقدية إضافية نعرضها فى ما يلى من فقرات دفعا للنقاش المثمر و البناء و توضيحا لحقيقة "الجماعة " التى تقف وراء تلك الوثيقة .

/ براغماتيون و ذوو نظرة مثالية إحادية الجانب فى قراءة الوضع العالمي : I

يلتقى الجماعة مع حزب العمل الوطني الديمقراطي فى تقييمهم للوضع العالمي الراهن إلتقاء كليا . فوفق ما نقلوه عن "العود" (ص1) :
حالة الجزر الشاملة طرحت على القوى الثورية ضرورة إعادة تكييف نفسها من أجل المحافظة على جوهر عملنا". ووفق ما نطقوا به هم أنفسهم – الجماعة - :"… فى ظل حالة الجزر التى تعيشها الحركة الثورية و التقدمية و التى إنعكست بالسلب على الوضع القومي ، فى ظل كل هذه الأوضاع طرح الدكتور و مجموعته على أنفسهم إعادة النظر فى مرجعيتهم الفكرية و خطهم السياسي السابق و تجربتهم المضنية و إعادة تكييف (كالحرباء)" (ص2) . و تكرر الفكرة لاحقا فى الصفحة الموالية حيث نقرأ :" : فإلى أي مدى أفلحت قيادة "العود " الجديرة بالإحترام بتوجهها "الجديد" هذا فى تطوير الماركسية اللينينية و فى تطبيقها "بشكل خلاق" على واقع القطر التونسي فى زمن العولمة الإمبريالية آخذين بعين الإعتبار حالة الجزر الشاملة التى تعيشها الحركة الثورية فى العالم و باذلة قصارى جهدها "لتخليص البشرية " جمعاء من براثن الإمبريالية عدوة الشعوب و التقدم بها نحو المجتمع الشيوعي الخالي من إستغلال الإنسان للإنسان الذي طالما بشروا به ؟"
إن "الجماعة " شأنهم فى ذلك شأن العود من دعاة "حالة الجزر الشاملة ". بيد أن التحليل الملموس للواقع الملموس يكذب هذا التوصيف . فى الحقيقة منذ خسارة الصين الماوية أواسط السبعينات ، على إثر الإنقلاب التحريفي الذى أعاد تركيز الرأسمالية فى آخر معاقل البروليتاريا ، منذ تلك الخسارة الفادحة ،إنتهت مرحلة و بدأت مرحلة أخرى بمعنى أن الموجة الأولى من الثورات البروليتارية بتياريها :الثورة الإشتراكية فى البلدان الرأسمالية /الإمبريالية و الثورة الديمقراطية الجديدة فى المستعمرات و أشباه المستعمرات ، التى دشنتها ثورة أكتوبر قد إنتهت لتبدأ مرحلة جديدة تم الإعداد لها عن طريق الدفاع عن مكاسب الموجة الأولى و تطوير عمل الأحزاب و المنظمات الشيوعية على أساس علم الثورة البروليتارية العالمية . و بالفعل إنبرى بصورة خاصة الشيوعيون الماويون (و ثمة فروقات هامة بين فكلر ماو تسى تونغ و الماوية ليس هنا مجال تفصيلها) عبر العالم يدافعون عن المكاسب التاريخية و يقيمون تجارب دكتاتورية البروليتاريا خلال المرحلة /الموجة السابقة قصد التمسك بما هو صائب و تجنب ما هو خاطئ مستقبلا . و بعد ذلك أخذ الشيوعيون الماويون يعملون طاقتهم على إفتكاك السلطة فى عديد البلدان عبر خوض حرب الشعب أو الإعداد لها مبينين للعالم حيوية الماوية و مسفهين إعلان" نهاية التاريخ" و "موت الشيوعية". و من ينظر إلى الوضع العالمي الراهن بموضوعية و يقرأه قراءةعلمية دون نظارات تحريفية يلمس بوضوح مدى تقدم الماويين نحو قيادة الموجة الجديدة من الثورة البروليتارية العالمية التى تلوح فى الأفق و ذلك فى تركيا و الفليبين و البيرو و النيبال و الهند إلخ .
صحيح أنه ليس للبروليتاريا اليوم سلطة دولة و صحيح أنه الجزرحاليا مطبقين المادية الجدلية هو الطرف الرئيسي فى وحدة الأضداد أو التناقض مد/جزر و لكنه ليس جزرا شاملا و العمل جاري بإتجاه تغيير الوضع و النهوض بالمهمة الجسيمة ألا وهي إفتكاك سلطة دولة و تشييد سلطة بروليتارية لذا الحديث عن حالة جزر شاملة يترجم من ناحية نظرة ميتافيزيقية مثالية ، غيرمادية جدلية تنكر الحقائق الملموسة على أرض الواقع و يترجم من ناحية ثانية سعي العود و الجماعة كل من منظوره، بما هم براغماتيون ،إلى إشاعة الإحباط خدمة لسياساتهم و يترجم من ناحية ثالثة تملصهم من العمل الثوري للمساهمة فى الثورة البروليتارية العالمية . فالعود بالإحباط يفسر تحوله عن أطروحاته السابقة نحو الشرعوية و "الجماعة" بالإحباط يفسرون تمسكهم بالحلقية كما هو بين من خلال وثيقتهم التى ننقد:" فالمسار التاريخي الذى تأخذه عملية بناء حزب الطبقة العاملة ينطلق من الحلقات التى يجب أن تتطور كما و نوعا و أن تتوحد تدريجيا و تلتحم بالجماهير لكي تمهد لتأسيس الحزب لا أن تبقى متخلفة و منعزلة عن الجماهير و ضعيفة كحالة الوضع فى تونس التى وصفها الجماعة ."(ص12)
و منبع هذا النهج فى التفكير تصفوية البرجوازية الصغيرة التى ترى بنظرة إحادية الجانب الظلام فى كافة أرجاء العالم و لا ترى المنارات، ترى الجزر و لا ترى المد أي تنظر إلى حركة العالم نظرة مثالية ميتافيزيقية تنافى المادية الديالكتيكية . فى "أنتى دوهرينغ" ، متحدثا عن الديالكتيك و الحركة الديالكتيكية التى تتم فى الطبيعة و المجتمع و الفكر و تحول الكم الى كيف و نفي النفي ، حدد إنجلز التناقض كسبب باطني لكل تحول قائلا : " إن الحركة نفسها هي تناقض " ( ص 144، دار دمشق للطباعة و النشر ، الطبعة الخامسة 1981) و "إن النشوء المتواصل لهذا التناقض و حله ...هما بالضبط ماهية الحركة " (ص145) .
و كلا المجموعتان تهربان إلى الأمام فى مزيد التنكرلشيوعيين ماويين ضد العود و للنضالات الثورية للشيوعيين الماويين عالميا غاضين النظر عنهم و الحال أنهم يشكلون رأس حربة القوى الثورية فى عالم اليوم . و من المعلوم أن ماركس و إنجلس رفعا شعار "يا عمال العالم إتحدوا " و جاء لينين ليطوره فى مرحلة الإمبريالية ليصير "يا عمال العالم و شعوبه و أممه المضطهدة إتحدوا"أ و العود مثله مثل" الجماعة " عزلا نفسيهما لأكثر من عقد و عملوا جاهدين على عزل من حولهم عن الحركة الشيوعية العالمية و إنغلقا كل الإنغلاق إلى درجة أن العالم لا يتجاوز بالنسبة لهم حدود القطر وإلى درجة جعل الطبقة العاملة فى القطر و كأنها ليست جزءا من الطبقة العاملة العالمية الواحدة ذات المصالح الإستراتيجية الواحدة و المصلحة التاريخية و كذلك المهمة التاريخية الواحدة :قبر الراسمالية و تحقيق الشيوعية . و من هنا لا ينظرالعود و لا "الجماعة" أبعد من أنفهما فيجحدون بذور و بوادر النهوض الثوري الذى تتقدم الماركسية- اللينينية -الماوية لقيادته بخطى ثابتة .
و اللافت فى وثيقة "الثورة الوطنية ..." أن "الجماعة" إلتزموا الصمت إزاء ردة العود بشأن مسألة الأممية و لم يتطرقوا للموضوع ذلك أنهم هم أنفسهم و منذ نشأتهم إلى يومنا هذا لم يعملوا من أجل المساهمة فى الصراعات و النقاشات التى عصفت بالحركة الشيوعية العالمية و لم يعملوا من أجل بناء منظمة شيوعية عالمية توحد البروليتاريا الثورية فالقضية خارج إطار مشاغلهم التى إنصبت على العمل النقابي الإقتصادوي لا أكثر فصاروا معروفين بأنهم أساسا تيار نقابي لا غير

/ مثاليون ميتافيزيقيون :II

"إن المبدأ الأساسي للديالكتيك هو أنه ليس ثمة حقيقة مجردة فالحقيقة ملموسة أبدا." لينين

لا غرابة فى أن يبلغ الضعف النظري ب"الجماعة " حد إستعمال صيغ لا تمت بصلة للمادية الجدلية بل تتضارب معها أيما تضارب ومن الأمثلة على ذلك نسوق :
1- "...جمل فضفاضة صالحة لكل زمان و مكان يمكن أن تتبناها كل الأحزاب... "(ص9) إنهم يعتمدون صيغا مثالية بحتة (صالحة لكل زمان و مكان+ كل الأحزاب ) تذكرنا مباشرة بالقوالب الدينية القائلة على سبيل الذكر إن "الإسلام صالح لكل زمان و مكان " فهل الجمل الفضفاضة التى يتحدث عنها "الجماعة " صالحة لزمان ما قبل وجود الإنسان على سطح الأرض و صالحة على كوكب الشمس الحارقة ؟!
2- "إن تاريخ الحزب البلشفي على سبيل الذكر يبين لنا أن الحلقات الماركسية إنتشرت كالفقاقيع فى كل مدن روسيا القيصرية ...(ص12).
صيغة "كل " تعميمية إطلاقية مثالية ركن إليها "الجماعة " لتعليل عدم المضي قدما فى تأسيس حزب الطبقة العاملة و الإنغماس فى الحلقية على إعتبار أن التأسيس بالنسبة لهم يستدعى ضرورة إنتشار الحلقات فى" كل" المدن و لما لا فى "كل "الأرياف .و هذه الصيغة إلى جانب ذلك لا تعكس حقيقة واقع روسيا قبل تأسيس الحزب الإشتراكى الديمقراطى و سندنا فى ذلك "تاريخ الحزب الشيوعي (البلشفى) ..." فما سندهم فى ما يدعون؟
( و نعتقد أن تنظيرات "الجماعة " حول الحزب الشيوعي تأسيسا و بناءا و توجها و ميزات و أسلوب عمل إلخ تقتضى أن يفرد لنقدها كراسا خاصا .)
3- لا شك أن من تمعن فى وثيقة "الجماعة" لاحظ دون عناء أنهم أشبعوا الماوية شتما و فى الوقت نفسه إستحسنوا (يعلقون ب"حسنا"(ص 14) و "جميل جدا "(ص21) و"كانت تلك طريقة الجماعة للوصول إلى السلطة السياسية –نقول كلنت –وهي طريقة لا يمكن لأحد أن يشكك فى ثوريتها "(ص23) و "قد أنتجوا كتابات عديدة يشرحون فيها بإطناب تلك المسألة و قدموا فيها براهين مقنعة "(ص26) إلخ) أطروحات الماوية حول الثورة الوطنية الديمقراطية /الديمقراطية الجديدة التى كان يدافع عنها سابقا "المرتدون" . إنهم بمثالية ميتافيزيبقية لا يحسدون عليها يفصلون الخط الإيديولوجي عن الخط السياسي فيكيلون السب للماويين ويتبنون خطهم فى الثورة فى المستعمرات و أشباه المستعمرات !
4- فى نهاية سورة غضبهم جادوا علينا بما صدمنا و تطلب منا إعادة القراءة المرة تلو المرة فى سعي منا لفهم "بناء الإشتراكية العلمية "! و ما قدرنا . ما قصد إليه "الجماعة " هو بناء الإشتراكية كمرحلة إنتقالية من الرأسمالية إلى الشيوعية بينما الإشتراكية العلمية وهي من أبسط مفاهيم علم الثورة البروليتارية العالمية ،هي أحد مصادر الماركسية الثلاثةحسب لينين فى "ماركس ، إنجلس ، الماركسية" .و قد إستعمل إنجلز هذا المفهوم لدحض نقيض الإشتراكية العلمية أي الإشتراكية الطوباوية وللتعريف بالإشتراكية مبنية على العلم لا على طوباويات .( مؤلف إنجلز "الإشتراكية الطوباوية و الإشتراكية العلمية "إضافة لكتاب لينين يضعان النقاط على الحروف) . و بالمناسبة فإن شعار" الجماعة " فى نشريتهم :"الإشتراكية العلمية هي الحل " يحمل فى طياته تأثرا بشعار الإخوانجية "الإسلام هو الحل " . و و نكررها هنا الإشتراكية العلمية ليست سوى مصدر من مصادر الماركسية الثلاثة وهي الفلسفة المادية الجدلية و الإقتصاد السياسي الماركسي و الإشتراكية العلمية . و من هنا لا يعتمد "الجماعة " إلا مصدرا واحدا من مصادر الماركسية و يضعان فى ركن المصدرين الآخرين جاعلين الماركسية قائمة على أساس واحد لا ثلاثة أسس مترابطة ترابطا جدليا .

/ مرتدون عن منهجية تناول الردة :III

قام نقد "الجماعة" للعود بشكل رئيسي على مقارنة وثائق صدرت سابقا مع الوثائق التى على قاعدتها تأسس العود . و العامود الفقري لمحاججة "الجماعة" هو تبيان أن مؤسسي العود مرتدين . بيد أن كراس "الثورة الوطنية ..." حمل فى طياته الكثير من المسائل التى عمل "الجماعة " على طمسها و هنا من واجبنا إثارتها و منها :
1/ سؤال بحجم جبال الهيمالايا يفرض نفسه فرضا : فكما يقول "الجماعة" كان مؤسسو العود من الماويين و ماو تحريفي حسب تأكيداتهم المتكررة أي كان مؤسسو العود-حسب الجماعة أيضا- تحريفيين مرتدين عن الماركسية اللينينية منذ بداياتهم الأولى، عندئذ : كيف يرتد من كان أصلا مرتدا تحريفيا ؟
2/ كتب "الجماعة " فى "هل يمكن ..." (ص 44) : لقد بدأ إرتداد كاوتسكي منذ 1912 و إرتد نهائيا فى 1914 فكان لينين يتابع مواقفه و أدبياته كمن يتابع درجة الحرارة لدى مريض فيعلن عن موته عندما يموت و كذا لينين أعلن عن إرتداد كاوتسكى زمن حياته فقومه تقويما علميا لا عدميا :فحدد تاريخ ثوريته و كتاباته الموثوق بها ووضع حدا فاصلا بين تاريخ إرتداده و قد قال فى هذا الشأن :" إقرؤوا كتابات مرتد قبل أن يرتد ".
و مثلما لم يطبقوا هذا المنهج السليم على تقييم ماو تسى تونغ لم يطبقوه على ردة مؤسسى العود بما أنهم لم يوضحوا لنا متى بدأ إرتدادهم و لم يقوموهم تقويما علميا لا عدميا و لم يعلمونا بكتاباتهم الموثوق بها و لم يدعوا القراء إلى قراءة كتابات المرتدين قبل أن يرتدوا . و هكذا نقف على ردتهم هم عن المنهجية اللينينية فى تناول الردة .
3/ إعتبار مؤسسي العود من المرتدين يقتضى ضمن ما يقتضيه تأكيد حقيقة أن ضمن من عملوا على نحو أو آخر مع مؤسسي العود ثمة من وقفوا ضد الردة و صارعوها بما اوتوا من جهد على كافة الأصعدة و ظلوا متمسكين لا بأطروحات الثورة الوطنية الديمقراطية فحسب بل بالماوية أصلها و منبعها . وهذا ما لم يلمح إليه "الجماعة " لا من قريب و لا من بعيد معتقدين بمثاليتهم الفجة التى تعيد إلى أذهاننا سياسة النعامة بأنهم بإنكارهم للواقع يضربون عصفورين بحجر واحد يحملون على العود و يهمشون من بقي من الماويين فى إتجاه القضاء نهائيا على الماوية و متخيلين بإنتهازيتهم أن حيلهم ستنطلي على الجميع فيظهرون بمظهر المدافعين بلا منازع عن أطروحات الثورة الوطنية الديمقراطية /الديمقراطية الجديدة .
4/ لماذا حدثت الردة ؟ سؤال يتجنبه "الجماعة" تجنب الطاعون لأنهم كمثاليين ميتافيزيقيين و كخوجيين متسترين لا يملكون أجوبة مقنعة تستخلص منها دروسا للمستقبل نظريا و عمليا .
حبروا بخاتمتهم (بالصفحة 34 تحديدا ) : " إن حالة المد الرجعي لا تتجسم اليوم فى الهجمة الإمبريالية الصهيونية الرجعية على العمال و الشعوب المضطهدة فى العالم فحسب ، بل و أيضا فى الإرتدادات و الإنقلابات التى تقوم بها بعض الأحزاب و التيارات و العناصر (التى كانت تعبر عن إنحيازها للطبقة العاملة و الشعب عموما و تدعو إلى الثورة الإجتماعية ) على أفكارها و خطها السياسي و تسقط فى مستنقع الإنتهازية فتصبح قوة رجعية تعمل على إعدام الوعي الطبقي الثوري و أداة لتفسيخ الجماهير و الثورة الإجتماعية كأي قوة رجعية أخرى . ذلك ما حصل لمؤسسي "حزب العمل الوطنى الديمقراطي " و عدد من العناصر "الوطنية " الناشطة فى الحقل النقابي و فى الساحة الشعبية عموما ."
فلم يقدموا أية إجابة علمية حتى فى ما ختموا به، ما صاغوه هو تفسير ميتافيزيقي بالسبب الخارجي و ليس بالسبب الباطني . و إن صبوا جام غضبهم على الماوية و كأنهم يودون إفهامنا بصورة غير مباشرة أنها وراء الردة فإننا نطالبهم بتفصيل جذور إرتداد من أسموهم ب"عناصر وطنية ناشطة فى الحقل النقابي " أي رفاقهم إلى زمن قريب و هم غير ماويي الإنتماء الفكري طبعا؟
مع ذلك لو تفحصنا الصراعات الطبقية و الوطنية (التى هي فى نهاية المطاف صراعات طبقية و معادية للإمبريالية ) عالميا لوجدنا حقيقة مفادها أن الشيوعيين الماويين لا سيما فى آسيا و أمريكا اللاتينية لم يتخلوا عن الماوية و لم يرتدوا عن الثورة البروليتارية و إنما بالعكس رفعوا راية الماوية و دافعوا عنها وطبقوها و طوروها و هاهم يشكلون رأس حربة الموجة الجديدة للثورة البروليتارية العالمية التى تلوح فى الأفق و المسترشدة بأرقى ما وصل إليه تطور علم الثورة البروليتارية العالمية ، الماركسية –اللينينية-الماوية .
و الذين يريدون إجابات عن ردة بعض من كانوا من أنصار الماركسية –اللينينية –فكر ماو تسى تونغ ( و لن ندخل فى تفاصيل إختلافات الماوية عن فكر ماوتسى تونغ فليس هذا مجاله) و حتى "العناصر الوطنية الناشطة فى الحقل النقابي " فلا يجب أن يلجؤوا" للجماعة " الخوجية المتسترة ذات التخريجات المثالية الميتافيزيقية و إنما عليهم بالمادية الجدلية التى طورها ماوتسى تونغ بعد لينين و قانونها الجوهري فى فهم الأشياء و الظواهر و السيرورات الطبيعية منها و الإجتماعية عن طريق تحليل ينبنى على قانون التناقض/ وحدة الأضداد ،"إزدواج الواحد" الذى يعنى ضرورة خوض صراع الخطين داخل منظمة أو حزب بروليتاري من أجل تطويرهما و صيانة طابعهما الثوري و كل تهاون فى هذا يؤدى إ لى التحريفية .شرح هذا قد يقتضى صفحات و صفحات فى كراس مفصل آخر غير أننا نلمح هنا فقط للقاعدة الفلسفية المادية الجدلية لذلك :
- و "لأجل إدراك جميع تفاعلات العالم من حيث "حركتها الذاتية " ، من حيث تطورها العفوى ،من حيث واقعها الحي ،ينبغى إدراكها من حيث هي وحدة من الأضداد"("حول الديالكتيك"-التسطير من وضع لينين).
"إن مفهومي ...التطور الأساسيين هما : التطور بوصفه نقصانا و زيادة ، بوصفه تكرارا، و التطوربوصفه وحدة الأضداد" (المرجع السابق) .
- " إن قانون التناقض فى الأشياء ،أي قانون وحدة الضدين هو القانون الأساسي الأول فى الديالكتيك المادي ". ( ماو تسى تونغ ، فى التناقض ،م1 ) -"إن قانون التناقض فى الأشياء أي قانون وحدة الضدين هو القانون الأساسي فى الطبيعة و المجتمع وهو بالتالي القانون الأساسي للتفكير." ( ماو تسى تونغ ، فى التناقض ،م1 )
- " العلة الأساسية فى تطور الشيئ إنما تكمن فى باطنه لا خارجه ، فى تناقضه الباطني . و هذا التناقض الباطني موجود فى كل الأشياء وهو الذى يبعث فيها الحركة و التطور ".(ماو تسى تونغى ،م1،ص 456) .

-" إن هذا التناقض الكامن فى باطن الأشياء هو العلة الأساسية فى تطورها ، أما الصلة القائمة و التأثير المتبادل بين شيئ و آخر فهي علة ثانوية ".(ماو تسى تونغ،م1،ص 456) .

/ إنتهازيون: يأكلون الغلة و يسبون الملة :IV

" يأكل الغلة و يسب الملة " هذا المثل الشعبي ينطبق تماما على "الجماعة " حيث أنهم كما سنرى و يعلم الكثيرون يستعملون المقولات الماوية بصدد الثورة الوطنية الديمقراطية و يحملون على ماو بكل ما أوتوا من جهد . و هم فى كراس
" الثورة الوطنية الديمقراطية ..."يعلقون على الأطروحات الماوية ب"حسنا"(ص 14) و "جميل جدا "(ص21) و"كانت تلك طريقة الجماعة للوصول إلى السلطة السياسية –نقول كلنت –وهي طريقة لا يمكن لأحد أن يشكك فى ثوريتها "(ص23) و "قد أنتجوا كتابات عديدة يشرحون فيها بإطناب تلك المسألة و قدموا فيها براهين مقنعة "(ص26) إلخ و مع ذلك يشن هجوما مسعورا على الماوية منبع الأطروحات الوطنية الديمقراطية فى صلب الحركة الماركسية- اللينينية فى القطر .
فى ما أسموه بحثا –وهو أبعد ما يكون عن البحث العلمي من منظور بروليتاري – و إختاروا له من العناوين "هل يمكن أن نعتبر ماو تسى تونغ ماركسيا لينينيا؟ " أفردوا جزءا هو الرابع و أجهدوا أنفسهم طواله أيما إجهاد ليثبتوا عبثا أن "مقولة شبه مستعمر شبه إقطاعي ليست ماوية فى أصلها". و من الفقرة الأولى بصورة مثالية و بقفزة بهلوانية مثالية جعلوا "مقولة شبه مستعمر شبه إقطاعي " تستحيل إلى مفهومين إثنين "مفهومي "شبه مستعمر" و "شبه إقطاعي" فاكين الروابط المتداخلة بينهما و بالتالي تداخل علاقات الإنتاج شبه المستعمرة و شبه الإقطاعية و تلازمهما فى المستعمرات و أشباه المستعمرات أو المستعمرات الجديدة فى مرحلة الإمبريالية ،أعلى مراحل الرأسمالية و الأنكى أن" مقولة شبه مستعمر شبه إقطاعي "(ص47)تنشطر بمفعول سحري لتصير <مقولة "شبه مستعمر" و "شبه إقطاعي "(ص53)!
و بلا خجل و بأبعد ما يكونوا عن النهج العلمي الصارم فى البحث و الظروف المعنية ب" مقولة شبه مستعمر شبه إقطاعي " ،لاحقوا إنجلز فى كتابه "حرب الفلاحين فى ألمانيا " لينتزعوا إنتزاعا من إطاره إستعماله لمفردة "شبه إقطاعي " و كأن ألمانيا سنة 1848 لم تكن بلدا راسماليا و إنما بلدا يمكن مقارنته بالصين وهي بلد مستعمر و شبه مستعمر و شبه إقطاعي ،طامسين بذلك الفروق بين لبلدان الرأسمالية ما قبل المرحلة الإمبريالية (ألمانيا على سبيل المثال) و المستعمرات و أشباه المستعمرات (الصين مثلا) التى تتقاسمها و تعيد تقاسمها القوى الإمبريالية فى ما بينها معطلة تطورها المستقل و مخضعة لها للتقسيم العالمي للعمل الذى تفرضه عليها فرضا بالتعاون مع العملاء الكمبرادورو الإقطاعيين المحليين .
فضلا عن هذا عمد "الجماعة " الماكيافليين العاملين بالغاية تبرر الوسيلة – دحض الماوية بأية وسيلة – إلى التمويه مستشهدين بلينين فى مقال "الديمقراطية و الشعبية فى الصين " و بالمؤتمر الثاني للأممية الشيوعية سنة1920 ثم بالمؤتمر السادس للأممية الشيوعية و ستالين فى مقاله "ملاحظات حول المواضيع الراهنة حول الصين " الصادر سنة 1927 و بعد ذلك أضافوا تكثيفا للغبار شيئا من "تاريخ الحزب الشيوعي فى الإتحاد السوفياتي (حزب البلشفيك) الصادر سنة 1938 و فى الأخير شيئا من "كتاب الاقتصاد السياسي " الصادر سنة 1954 و لكن ما من مصدر من هذه المصادر أسعفهم ب"مقولة شبه مستعمر شبه إقطاعي "مستعملة كوحدة مفهومية كل ما ذكروه هو إما شبه إقطاعي فى هذا المصدر أو شبه مستعمر فى مصدر آخر .
كل هذا بينما يشهد التاريخ بدلائل دامغة بأن ماو تسى تونغ إستعمل "شبه مستعمر شبه إقطاعي " بوجه خاص منذ ديسمبر 1939 فى كتابه الشهير و القيم للغاية "الثورة الصينية و الحزب الشيوعي الصيني "و مؤلفاته اللاحقة تزخر بهذا التحديد لطبيعة المجتمع الذى يستدعى نوعا جديدا من الثورات ، ثورة ديمقراطية جديدة /وطنية ديمقراطية قبل المرور إلى و تمهيدا لمرحلة الثورة الإشتراكية .
كما أن مؤلفات ماو ،حتى تلك التى تعود إلى أواسط العشرينات تقوم بتحليل "طبقات المجتمع الصيني " و طبيعة الثورة و أعدائها و حلفائها و التكتيك و الإستراتيجيا و مستقبل الثورة إلخ و ذلك إستجابة للواقع و متطلباته و تلبية لتوجيه لينيني. ففى تقرير فى المؤتمر الثاني لعامة روسيا للمنظمات الشيوعية لشعوب الشرق فى 22 نوفمبر 1919 ، ورد على لسان لينين :" أنتم تمثلون منظمات شيوعية و أحزابا شيوعية تنتسب لمختلف شعوب الشرق . و ينبغى لى أن أقل إنه إذا كان قد تيسر للبلاشفة الروس إحداث صدع فى الإمبريالية القديمة ، إذا كان قد تيسر لهم القيام بمهمة فى منتاهى العسر وإن تكن فى منتهى النبل هي مهمة إحداث طرق جديدة للثورة ، ففى إنتظاركم أنتم ممثلى جماهير الكادحين فى الشرق مهمة أعظم و أكثر جدة ...
و فى هذا الحقل تواجهكم مهمة لم تواجه الشيوعيين فى العالم كله من قبل : ينبغى لكم أن تسندوا فى الميدانين النظري و العملي إلى التعاليم الشيوعية العامة و أن تأخذوا بعين الإعتبار الظروف الخاصة غير الموجودة فى البلدان الأوروبية كي يصبح بإمكانكم تطبيق هذه التعاليم فى الميدانين النظري و العملي فى ظروف يؤلف فيها الفلاحون الجمهور الرئيسي و تطرح فيها مهمة النضال لا ضد رأس المال ، بل ضد بقايا القرون الوسطى . وهذه مهمة عسيرة ذات طابع خاص ، غير أنها مهمة تعطى أطيب الثمرات ، إذ تجذب إلى النضال تلك الجماهير التى لم يسبق لها أن إشتركت فى النضال ، و تتيح لكم من الجهة الأخرى الإرتباط أوثق إرتباط بالأممية الثالثة بفضل تنظيم الخلايا الشيوعية فى الشرق ...
هذه هي القضايا التى لا تجدون حلولا لها فى أي كتاب من كتب الشيوعية ، و لكنكم تجدون حلولها فى النضال العام الذى بدأته روسيا . لا بد لكم من وضع هذه القضية و من حلها بخبرتكم الخاصة ..." و جاءت تجربة الثورة الديمقراطية الجديدة /الوطنية الديمقراطية الصينية بقيادة الشيوعيين و على رأسهم ماو تسي تونغ لتخط بدماء الشعب الثوري طرقا جديدة للثورة ثم جاءت تجربة بناء الإشتراكية فى الصين والثورة الثقافية البروليتارية الكبري طريقة و وسيلة لمواصلة الثورة فى ظل دكتاتورية البروليتاريا إلى جانب الصراع الكبير ضد التحريفية المعاصرة لتكون من أعظم مساهمات ماوتسى تونغ الخالدة التى ينكرها عليه" الجماعة" المثاليين الذين لا يعترفون بالوقائع الملموسة و يصرون على نشر سفاسف ضد الماوية من قبيل أن ماو لم "يساهم فى إثراء الحركة الشيوعية " (ص61 من "هل يمكن إعتبار ماو ..." ).
إن طرح مسألة "مقولة شبه مستعمر شبه إقطاعي " على النحو الإنتهازي الذى طرح به "الجماعة" الذين تجمعوا أواخر الثمانينات المسألة بغرض التنكر للتاريخ الثوري للماوية و لإسهامات ماو الخالدة فى علم الثورة البروليتارية العالمية يتزل طبعا ضمن الهجوم المسعور على الماوية و هنا بالضبط ضمن سعيهم المحموم للتخلص من إرتباطهم بتاريخ الماوية و أطروحاتها منذ أواخر الستينات .
من الثابت فى تاريخ الماركسية فى القطر أن الحركة الماركسية- اللينينية فى تونس طورت أطروحات الثورة الوطنية الديمقراطية فى مواجهة الأطروحات التروتسكية المتنوعة و ذلك إستجابة لمتطلبات التشكيلة الإقتصادية الإجتماعية فى القطر و قوميا و فى علاقة بالصراع العالمي الضاري للماركسية الليتنينية بقيادة ماوتسى تونغ و الحزب الشيوعي الصيني فى المعركة الكبرى ضد التحريفية المعاصرة .
و من المعلوم أن أطروحات الثورة الوطنية الديمقراطية إستمدت رئيسيا من التجربة الصينية و من الوثائق الماوية و بخاصة من "مقترح حول الخط العام للحركة الشيوعية العالمية " الذى يعد حجر الزاوية عالميا فى القطيعة الفكرية والسياسية و التنظيمية العلنية مع التحريفية المعاصرة إثر سنوات من الصراع المحتدم داخل الحركة الشيوعية العالمية .
و هذا المقترح هو البيان الذى على أساسه قامت الحركة الماركسية اللينينية و تشكلت أحزاب خارج الأحزاب التحريفية أو بالإنشقاق عنها بعد أن بلغ الصراع و فضح الخط التحريفي مداه و لم يبق سوى المضي فى خطوة إعادة تشكيل الحركة الشيوعية العالمية التى نخرتها التحريفية، إستنادا إلى الماركسية الليبنينية التى إستمات فى الدفاع عنها و تطويرها الماويون الصينيون على وجه الخصوص.
وقطعا لدابر أي ظل للشك فى ما تقدم حول "يأكل من الغلة و يسب الملة"( علاوة على توفر إمكانية العودة إلى بعض المراجع المتداولة حتى فى المكتبات على غرار : من تاريخ اليسار التونسي/ عبد الجليل بوقرة ،سيرس للنشر و الحركة الشيوعية فى تونس 1920—1985 لمحمد الكيلاني الخوجي حين كتب ذلك المؤلف ضمن هجوم مسعور على الماوية و المهاجم لللينينية فى كتابات لاحقة. و حتى الوطنيون الديمقراطيون فى "فى الرد على مشروع مبادرة "حزب العمل الوطنى الديمقراطي " سجلوا بالصفحة 7 : " لقد تأسست النواة الأولى للخط و عبرت عن نفسها علنا فى 23 أفريل 1975 عبر بيان "البيان السياسي لحركة الطلبة الوطنيون الديمقراطيون بالجامعة التونسية " وهذا البروز و هذا التشكل فى إستقلال تنظيمي كلي على منظمة الشعلة . و إن كان هنالك من تقارب فإنما مرده فى التقاطعات الفكرية و السياسية العامة التى كانت نتيجة لتأثر كلا الطرفين بأطروحات الثورة الصينية ". ) نستسمحكم فى عرض مطول نسبيا لفقرات من واحدة من أهم وثائق الستينات التى إعتمدت و لا تزال تعتمد فى الصراع ضد التحريفية المعاصرة و التى تبين بجلاء أولا أن أطروحة الثورة الوطنية الديمقراطة أطروحة ماوية يعتاش منها الجماعة و فى ذات الوقت يكيلون لها أفضع الشتائم و ثانيا أن عديد التهم الموجهة لماو لا تعدو كونها كذبا رخيصا نقلا عن التحريفيين السوفيات والدغماتحريفية الخوجية . (ملاحظة :التسطير من وضعنا)

مقترح حول الخط العام للحركة الشيوعية العالمية (رسالة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ردا على رسالة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفياتي المؤرخة فى يوم 30 مارس (آذار ) عام 1963 ) / دار النشر باللغات الأجنبية ،بيكين 1963 .
ص14: إن مناطق آسيا و أفريقيا و أميركا اللاتينية الواسعة هي المناطق التى تتجمع فيها مختلف أنواع التناقضات فى العالم المعاصر ، و الإستعمار أضعف ما يكون سيطرة فى هذه المناطق ، وهي مراكز عواصف الثورة العالمية التى تسدد الآن الضربات المباشرة إلى الإستعمار .
إن الحركة الوطنية الديمقراطية الثورية فى هذه المناطق و حركة الثورة الإشتراكية العالمية هما التياران التاريخيان العظيمان فى عهدنا الحاضر .
إن الثورة الوطنية الديمقراطية فى هذه المناطق هي جزء هام من الثورة البروليتارية العالمية المعاصرة .

ص 17: تواجه الأمم و الشعوب المضطهَدة فى آسيا و أفريقيا و أميركا اللاتينية المهمة الملحة مهمة محاربة الإستعمار و أتباعه .
إن التاريخ ألقى على عواتق الأحزاب البروليتارية فى هذه المناطق رسالة مجيدة هي أن ترفع عاليا راية معارضة الإستعمار و معارضة الحكم الإستعماري القديم و الجديد و تحقيق الإستقلال الوطنى و الديمقراطية الشعبية ، و أن تقف فى مقدمة الحركة الوطنية الديمقراطية الثورية ، و أن تكافح من أجل مستقبل إشتراكي .

ص18 : و ينبغى للبروليتاريا و حزبها أن يوحدا على أساس التحالف بين العمال و الفلاحين جميع الفئات التى يمكن توحيدها و أن ينظما جبهة متحدة واسعة ضد الإستعمار و أتباعه . و من أجل تعزيز و توسيع هذه الجبهة المتحدة من الضروري أن يحتفظ الحزب البروليتاري بإستقلاله الإيديولوجي و السياسي و التنظيمي و أن يصر على قيادته الثورة .
على الحزب البروليتاري و جماهير الشعب الثورية أن تتعلم كيف تتقن النضال بجميع أشكاله بما فى ذلك النضال المسلح . عليها أن تهزم القوة المسلحة المعادية للثورة ،بالقوة المسلحة الثورية كلما لجأ الإستعمار و أتباعه إلى القمع المسلح .

ص19: و إن البرجوازية بصفة عامة فى هذه البلدان ذات طبيعة مزدوجة فعندما يجرى تشكيل الجبهة المتحدة مع البرجوازية ينبغى للحزب البروليتاري أن يتبع سياسة الإتحاد و النضال فى آن واحد . و ينبغى أن يتبع سياسة الإتحاد مع البرجوازية طالما كانت تميل نحو التقدمية و معادية للإستعمار و الإقطاع ، و لكن ينبغى أن ينتهج سياسة النضال ضد ميولها الرجعية ، ميول المصالحة و التواطء مع الإستعمار و القوى الإقطاعية .
و فيما يختص بالمسألة القومية فإن نظرة الحزب البروليتاري إلى العالم هي الأممية لا القومية . و فى النضال الثوري يؤيد الحزب البروليتاري القومية التقدمية و يعارض القومية الرجعية . و يجب عليه دائما أن يرسم خطا فاصلا واضحا بين نفسه و بين القومية البرجوازية و لا ينبغى له أبدا أن يقع أسيرا لها .

ص20: و إذا أصبحت البروليتاريا ذيلا للإقطاعيين و البرجوازيين فى الثورة ، فإنه لا يمكن أن يحقق نصر حقيقي كامل للثورة الوطنية الديمقراطية بل و حتى إذا تحقق نوع من النصر فإنه من غير الممكن أيضا أن يوطد ذلك النصر .

ص 63-64: إن التجربة البالغة الأهمية التى جنتها الحركة الشيوعية العالمية هي أن تطور الثورة و إنتصارها يرتكزان على وجود حزب بروليتاري ثوري .
لابد من وجود حزب ثوري .
لا بد من وجود حزب ثوري مبني على أساس النظرية الثورية و الأسلوب الثوري للماركسية اللينينية .
لا بد من وجود حزب ثوري يعرف كيف يمزج بين حقيقة الماركسية اللينينية العامة و بين الأعمال المحددة للثورة فى بلاده. لا بد من وجود حزب ثوري يعرف كيف يربط القيادة ربطا وثيقا بالجماهير الواسعة من الشعب .
لا بد من وجود حزب ثوري يثابر على الحقيقة و يصلح الأخطاء و يعرف كيف يباشر النقد و النقد الذاتي .
مثل هذا الحزب الثوري فقط بوسعه أن يقود البروليتاريا و الجماهير الواسعة من الشعب لهزيمة الإستعمار و عملائه و يكسب النصر التام فى الثورة الوطنية الديمقراطية و يكسب الثورة الإشتراكية ."

/ دغمائيون :V

بإختصار "الجماعة" الإنتقائية خوجية متسترة إيديولوجيا تعتمد الخوجية التى تنهل من التحريفية السوفياتية لتواجه بجبن الماوية ثم تلتف بعد ذلك على خط الثورة الوطنية الديمقراطية فى المستعمرات و أشباه المستعمرات الماوي الأصل لترفعه فى وجه الخط السياسي التروتسكي و الخوجي و من ناحية أخرى ترفع شعار الثورة و تمارس الإقتصادوية و النقابوية و بالتالي الإصلاحية وتنظر للحلقية و كأبعد ما تكون عن المادية الجدلية تمزج بين المثالية الميتافيزيقية و الفلسفة البراغماتية البرجوازية . هذا ليس غريبا من دغمائيين أوقفوا تاريخ الحركة الشيوعية العالمية فى الخمسينات و تنكروا لما بعد ذلك الخمسينات و أوقفوا تطورهم الفكري و النظري عند ما كان شائعا من أطروحات وطنية ديمقراطية بعموميتها فى صفوف الحركة الطلابية فى بداية الثمانينات .
فى حين صرح لينين منذ 1899 فى "برنامجنا " :"نحن لا نعتبر أبدا نظرية ماركس شيئا كاملا لا يجوز المساس به ، بل إننا مقتنعون ، على العكس ، بأنها لم تفعل غير أن وضعت حجر الزاوية لهذا العلم الذى يترتب على الإشتراكيين أن يدفعوه إلى الأبعد فى جميع الإتجاهات إذا شاؤوا ألا يتأخروا عن موكب الحياة ".
بالضبط على العكس منهم طبق ماو تسى تونغ علم الثورة البروليتارية العالمية صينيا و عالميا مطورا الماركسية -اللينينية إلى مرحلة جديدة ثالثة و أرقى هي الماركسية- اللينينية- الماوية و لكن الدغماتحريفيين و التحريفيين بجمع أرهاطهم يجحدون هذه الحقائق .

" إن الجمود العقائدى و التحريفية كلاهما يتناقضان مع الماركسية . و الماركسية لا بد أن تتقدم ، و لا بد أن تتطور مع تطور التطبيق العملى و لا يمكنها أن تكف عن التقدم .فإذا توقفت عن التقدم و ظلت كما هي فى مكانها جامدة لا تتطور فقدت حياتها ، إلا أن المبادئ الأساسية للماركسية لا يجوز أن تنقض أبدا ، و إن نقضت فسترتكب أخطاء .إن النظرإلى الماركسية من وجهة النظر الميتافيزيقة و إعتبارها شيئا جامدا، هو جمود عقائدي ، بينما إنكار المبادئ الأساسية للماركسية و إنكار حقيقتها العامة هو تحريفية . و التحريفية هي شكل من أشكال الإيديولوجية البرجوازية . إن المحرفين ينكرون الفرق بين الإشتراكية و الرأسمالية و الفرق بين دكتاتورية البروليتاريا و دكتاتورية البرجوازية . و الذى يدعون اليه ليس بالخط الإشتراكي فى الواقع بل هو الخط الرأسمالي."( ماو تسي تونغ : خطاب فى المؤتمر الوطنى للحزب الشيوعي الصيني حول أعمال الدعاية "12 مارس/أذار 1957 "مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسى تونغ" ص21-22)./



#ناظم_الماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تونس : مسرحية وزارة الداخلية (1 فيفري )
- أنبذوا الأوهام البرجوازية الصغيرة حول الإنتفاضة الشعبية فى ت ...
- مواصلة الإنتفاضة الشعبية فى تونس: نقاط عملية
- الديمقراطية القديمة البرجوازية أم الديمقراطية الجديدة الماوي ...


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - ناظم الماوي - بعض النقد لبعض نقاد الماوية ( ملاحظات نقدية ماوية لوثيقة - الثورة الوطنية الديمقراطية و المرتدون مؤسّسو -العود-)