مشهد قناة الرافدين . هو الصورة الحقيقية للجيش العراقي

جاسم محمد كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 3303 - 2011 / 3 / 12 - 20:21
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

مشهد قناة الرافدين . هو الصورة الحقيقية للجيش العراقي
عرضت قناة الرافدين الفضائية مشهدا عبر عدسة كاميرا موبايل لمجموعة من اسلاف فوج موسى الكاظم وهو يتفنون بمرح بضرب افراد من المدنيين اصطفوا في طابور طويل بين كومة من المدججين بالحديد والنار . واضافت قناة الرافدين باعترافها الصريح انهم من متظاهري مدينة الموصل . وفتحت قناة الرافدين حوارا مفتوحا وتعليقات مباشرة حول مشهد الصورة الذي لايحتاج الى توضيح . وان اجمعت كل التعليقات على هالة من السب والشتم لذلك الجندي المنتشي بضرب المتظاهرين واضاف بعض المعلقين ان هذا الجندي قد شذ عن مسيرة طولها جاوزت على الثمانين عام من مسيرة افراد موسى الكاظم البواسل ؟ وكأن الجيش العراقي قد ضرب المواطنين فقط في هذا المشهد اليتيم وتناسى المعلقين مسيرة هذا الجيش الملطخة بالخزي والعار . وان كان بعضا منهم من الكتاب والمحللين السياسيين ولم يسالوا انفسهم لماذا وكيف نشا هذا الجيش؟ ومن هو الذي دق اساس عمادة ؟.
.فمن المعروف تاريخيا ان هذا الجيش كان سبب ماساة العراقيين في اكثر عصورهم منذ لحظة تاسيسة من اجل حماية السلطة الملكية والوقوف بوجة العشائر الثائرة ضد بريطانيا التي وجدت اخيرا في تاسيس جيش عراقي يحمل اسما مقدسا ليكون لة تاثيرا "كارزميا" ضد كل العشائر الشيعية المنتفضة في الجنوب ضد السلطة الملكية ..ولم يمنع اسمة المصبوغ بالقداسة من تورطة بقمع تلك العشائر الثائرة بوحشية مفرطة حين تمردت على حكومة الملك المستورد من ارض الحجاز بقرار ديني لم يكشف سرة التاريخ الى اليوم . ويتذكر التاريخ بخزي هذا الجيش انة قام بابادة المكونات العراقية قبل غيرها من الاعداء الطامعين بارض العراق فقام بقتل الاثوريين في ثورتهم قبيل الحرب العالمية الثانية . ثم اتبعهم بابادة العنصر الكردي في حرب دموية استمرت زهاء نصف قرن تفنن فيها هذا الجيش بالابادة .القتل . التهجير واغتصاب النساء حتى وصل الامر ببعض قياداتة الى بيع الفتيات الكرديات الى بعض الدول . ولم تسلم كل القوى الوطنية من قمع هذا الجيش بعد انقلاب شباط الدموي فاندفعت وحداتة ومرتزقة بقتل كل القوى الوطنية وخاصة قوى اليسار الشيوعي بوحشية تامة ودفنهم في مقابر جماعية ايام الستينات لازالت مجهولة الى الان . واستمر الجيش العراقي بقتل كل من يفكر بالحرية والخلاص من نير الدكتاتورية . وبقي هذا الجيش مفرغا من كل ارادة وطنية وتفكير حر كمؤسسة مستقلة بذاتها بل هو اشبة "بالمطية" يركبة من يتسلم مقاليد السلطة في دهاليز بغداد ليسيرة على هواة . ولم تخلص من شرورة حتى البلاد المجاورة للعراق حين اندفعت تشكيلاتة في يوم اسود لتدمير الكويت . وتفننت تشكيلاتة في قتل الكويتين وطالت السرقات بيوت الكوييتين الشخصية . وبيع طابوق بيوت الكويتين في اسواق العراق مثلما سرق تشكيلاتة ووحداتة بيوت العراقيون انفسهم في حملات التفتيش والدهم والبحث عن المطلوبين في كل العصور .
ولم تتسم وحدات وضباط هذا الجيش بالكفائة المهنية بل ان اغلب ضباطة وقياداتة كانت تخضع لرغبات نظام الحكم واهوائة . فكان ضباطة الاوائل من ابناء شيوخ العشائر الاميين الموالين للنظام الملكي . واصبحوا بعد ذلك من اتباع واقرباء الانظمة الدكتاتورية الحاكمة . وبيعت اغلب رتبة العسكرية بنظام الرشوة فكان فاغلب قادة الالوية والفرق والفيالق من الاميين والاغبياء والفاشلين في المدارس من المقربين للحزب الحاكم او من المنتظمين في تنظميات مليشياتية وحشية . ولم يشهد التاريخ لضباطة بالكفائة المهنية مثل ماشهد التاريخ لغيرة من الجيوش المحترفة كالجيش الالماني والاسرائيلي وحتى المصري . ولم يبرز فية قادة وطنيين باستثناء الرمز الوطني الخالد عبد الكريم قاسم . واصبحت رتبة المزورة مودة للتباهي يستعرض بها بها الاغبياء الاميين من ضباطة على عموم الشعب .
ولم يحقق هذا الجيش أي انتصار تاريخي يتباهى بة تاريخ العراق على أي عدو وغاز لارض. بل كانت كل معاركة عبارة عن سلسلة من الهزائم والنكبات . ولم يتجرع تاريخ كل جيوش الارض هزائم مرة ومنكرة مثل ماشهد تاريخ هذا الجيش . ففر اغلب ضباطة وقادتة فرار العبيد حفاتا امام المارينز في حرب تحرير الكويت . وديست رتبة العسكرية باحذية مشاة البحرية في حرب فتح العراق . ولم يدون التاريخ لهذا الجيش بفخر الدفاع عن شعب العراق وترابة مثل مادافع جيش الدفاع الاسرائيلي عن ابناء واحفاد داوود . بل كان العكس هو الصحيح فقتل الجيش العراقي من العراقيين اكثر مما قتلت كل وحدات جيش الدفاع من الفلسطينيين طيلة مسيرتة الملطخة بالموت والخزي والعار.
وفاق اجرام منظماتة وتشكيلاتة السرية التي لم يكشفها التاريخ منظمات جيش العاصفة النازي وتشكيلات "الاس الاس" ووحدات " سيب ديتريتش " ضد الانصار السوفيتيين في الحرب العالمية الثانية . وكان السبب الرئيسي بتدمير الاقتصاد العراقي كمؤسسة استهلاكية احرقت كل مردود الثروة الوطنية التي لو صرفت على الاعمار والبناء لكانت ناطحات السحاب العراقية تتفوق بما لايقاس على كل ناطحات السحاب في منطقة الشرق الاوسط . . وكان من اهم النتائج ان حظيت وحدات وقطعات وضباط هذا الجيش بكرة كل العراقيين . بل واصبحوا يفضلون علية دخول قوات الفاتحين من الامم الاخرى لتحمي ارواحهم ومتلكاتهم من مرتزقة ومليشيات قطعاتة المجرمة . وحين نرى مشهدا صريحا عبر بثا يراة الجميع لبعض مرتزقة هذا الجيش تضرب احد العراقيين فانا لانستغرب ذلك مطلقا حين نستذكر ونستعرض تاريخة المليى بالموت والملطخ بدماء العراقيين جميعا .

#جاسم_محمد_كاظم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات