أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - خلدون جاويد - خناق الشاعري بقبضة السياسي ، والديني سياسي ! ...















المزيد.....

خناق الشاعري بقبضة السياسي ، والديني سياسي ! ...


خلدون جاويد

الحوار المتمدن-العدد: 3303 - 2011 / 3 / 12 - 00:22
المحور: المجتمع المدني
    


السياسي أرضي دنيوي قابل للحراك والمماحكة . أما "الديني ـ سياسي" فهو طامّتي الكبرى ! انه كارت احمر في وجهي اذ يستعمل ـ هو ـ أطيافَ حمرتِهِ بما فيها الدم والتهديد بسفكه كلما نبستُ ـ أنا ـ بحقي في الحرية . انه يتلذذ بقطع اليد استعمال السيف في بتر الرقبة ، الوأد ، دبغ الظهر بالسياط ، الاغتيال الميليشيوي الخ ... هذا فضلا عن الترويع المسبّق في صناعة انسان مذعور من "الحياة ـ الدنيا" ذاهب الى النار اذا لم يتبع قائمة من الممنوعات وكل ما هو ضد الحرية . امام كل رفض وجوب للموافقة ! امام كل رغبة ، تحريم ! امام كل شك يقين لابد منه ، امام كل منطق اتهام بالتزندق " من تمنطق فقد تزندق " والقائمة تطول بشكل مقرف .
الكارت الأحمر لايرفع بوجهك فقط " في دولة الدين السياسي " ! ... المأساة انك تحمل الكارت الأحمر داخلك من دون ان تدري ! فلا تختلي بالذات لتجد كم من التحريم داخلك : قال قيس بن الملوح في اروع صورة تأملية : " وأخرج من بين البيوت لعلني .... احدث عنك النفس في الليل خاليا " .. نحن لم نمارس صداقة الذات للذات ومفاتحتها ، الجلوس قبالتها ! لمعرفة ذواتنا وكم فيها من الخنوع للآخر والآخرون هم الجحيم كما قال جان بول سارتر . الآخر ابدا هو الموجع والراغم الذي يريدك ان تسير وفق المسطرة والسكة والخطوط المرسومة ووفق "الأب ، المعلم ، الدين ، العرف ، الشرطي ، الحزب ، العائلة " انت اذن امام مسؤوليات وأوامر وارشادات وموانع واشتراطات وبرامج سياسية وانظمة داخلية وخارجية " وبالكاد تستطيع ان تتوازن مع المربعات اعلاه . وكما يعتاد برناردشو ان يخصص عشرة دقائق كل يوم وهو على الوسادة قبل النوم لمحاسبة الذات واخراج قمامة النهار من داخلها . نحتاج أيضا ان نسأل لماذا ؟ ازاء كل قضية هناك وجوب لكلمة لماذا ؟ ليس من الكرامة والحرية ان نتبع كل من يجرجرنا لقيادته ... كلهم يريدون ان اكون وفقهم ! أين انا ؟ . وبمجرد ان تبدأ هذه المرحلة من تشكل الذات بجدة ٍ بتشككٍ بتمردٍ يبدأ صراعك الداخلي مابين حقك بالحرية وحقهم في تثبيت وتأبيد القوانين عليك . والحياة بلا حرية عبودية والأفضل من العبودية الموت . اذن ها انت قد وصلت الى نقطة الافتراق لتقول مع نفسك هذه العادة تستعبدني هذا الحزب الذي انا منتم له يعيق حريتي بالرأي هذه الزوجة او هذا الزوج تمسح يمسح بي الأرض ، هذا العمود الشعري يُؤصْنمني ، هذا الدين يمنع علي الكثير من الممارسات وهنا تدخل في مرحلة التفسير والألم . وكل ذات بلا ألم ذات جامدة باردة مستسلمة خنوعة . الخنوع بالنسبة للقواعد الاجتماعية او السياسية المفترضة يعتبر عاملا ايجابيا ، لا حظ هنا ان النقاد الحقيقيّن في الأحزاب مغضوب عليهم . انت موافق ماش ٍ مع الخط انت معزز مكرم وماعدا ذلك فأنت غير محبوب غير مرحب به مشاكس وهذا ينطبق على الحياة كافة مثل منع المودة الجديدة القصيدة الجديدة " التي اتهموا السيّاب بالعمالة بموجبها ! وبعضهم بصق بوجهه جراء الشعر الحر المستورد ! "منع الرأي الجديد والرغبة المختلفة والخروج على النص والقاعدة والقالب . كل هذه الشؤون قد تجد ضوءا اخضر في ظل حياة سياسية ما لكن الأمر يزداد تعقيدا اذا كان في ظل تماسيح الدين السياسي ، فالتحريم والتكفير والقتل بالمرصاد . لان حالهم يقول انك خارج على كلامهم الجاهز . وبذا فالأخلاق وفقهم ابدية " بل انها أفظع من أبدية فيورباخ " ولا بد ان تستمر وفق الوصفة المثبتة في نصوصهم . لقد وصل الحال بهم ان بدؤا بتحريم حق التظاهر وقطع اليد ، ضرب التظاهر السلمي التجاوز على ابسط حقوق الانسان بالكلام بالنقد بالرفض . الفساد الحكومي في عموم المنطقة العربية يصل الى تبوأ رأس قائمة الدول العالمية .وهم لايقتلونك في دولهم الديموقراطية فقط انهم يبيدون مدنا بحالها ويغرقونها بالدم . والفتوى بالمرصاد والفتاوى دائما تؤكد على حق القاعدة العادة العرف وكل ماهو قديم ، وعدم التجاوز على خليفة الله في ارضه وهو الدفان للانسان والاوطان . اين الشاعري في التأكيد على حكم واحد وحيد يتوارث فيه القادة العرش عائليا والى ابد آبدين اين الشاعري في شعب نصفه مخابرات اين الشاعري في امتلاء السجون اين الحياة المدنية الطبيعية واذاعات الحزب الواحد تثقب اذنيك بالنفاق اين الشاعري والبلد مخرب والفساد بالمليارات اين الشاعري واناشيد دينية على مدى 24 ساعة تعم وسائل الاتصال السمعية والبصرية وتسمعها غصبا عنك . عالم متخلف حزبوي احادي كذاب فاسد شنيع مقرف مدمر ارهابي مسموم عالم لاوجود فيه لحق الانسان ان يعبر كما يريد ان يمارس حقوقه المدنية كما يريد . الشارع كالح المدينة عجوز الافكار ذاتها نعيدها آلاف المرات بالبكاء والادعية والصلوات والبخور والرشوش والسبع مايات ! ولا من يرحمك حتى حرق بوعزيزي نفسه واحرق الامة جميعا معه . ان ردود فعل الناس ازاء فقدان ماهو عادل وجميل يدفع بهم الى المشهد الدامي الدرامي الذي نراه يوميا ان التطرف المضاد للحرية يؤدي الى انفجارات متلاحقة من هذا النوع . ان الكذب على الناس يؤدي الى انهيارات الاوضاع كافة . ان قبضة السياسي والديني ـ السياسي قد فوتت علينا اي احساس بما هو متوازن عادل جميل لا بل ماعادت حتى الضفاف التي نلوذ بها بحثا عن ما هو شاعري في سويعات الهنا ماعادت شاعرية . لقد شدد السياسي قبضته على شاعرية الحياة .
قال الجواهري الخالد لا بل العظيم لا بل هو الشوكة الواخرة بعيون كارهيه من ذوي الافكار المجمدة والمتحجرة والمتسرجنة قال وهو المغرم بشاعرية الحياة ببغداد دجلة الخير التي يناجيها قائلا مالم يقله شعراء التاريخ جميعا في الحنين الى الفرح وجمال الحرية والشاعرية . والكلام هنا موجه الى دجلة الخير :

يااُم بغداد من ظرف ومن غنـَج ٍ
مشى التبغدد حتى في الدهاقين ِ
يا اُم تلك التي من " الف ليلتِها"
للآن يعبق عطرٌ في التلاحين ِ
يامستجم " النؤآسي"الذي لبستْ
به الحضارة ثوبا ً وشيَ هارون ِ
الغاسل الهمّ في ثغر ٍ وفي حبب ٍ
والملبس العقل ازياء المجانين ِ
والساحب الزق يأباهُ ويُكرهه
والمنفق اليوم يُفدى بالثلاثين ِ
والراهن السابريّ الخز في قدح ٍ
والملهم الفن من لهو افانين ٍ
والمسمع الدهر والدنيا وساكنها
قرع النواقيس في عيد الشعانين

ها هو شاعر العرب الأكبر ينتمي الى الحياة بتلاوينها المختلفة . هنا الحياة ليست ثوبا اسودا ودمعة وكآبة . انها نزق وشاعرية وحضارة ووشي ولعب وفن واعياد . ان مدينة خلو من مظاهر الفرح وحق الاختيار انما هي مدينة منزلقة في وادي الخراب . الفرح ممنوع والحزن مسموح به ، التفرقة والعداوة بدلا من الظرف والغنج على حد تعبير الجواهري .
باختصار : هؤلاء لايفقهون اي شيء هؤلاء دواب يرتدون بذلات واربطة تنقل افكارا عفنة مستوردة تاريخيا يريدون تطبيقها على بغداد المشاكسة بغداد الوئآم بين الافكار والاديان والاحزاب . ابعد من ذلك فان هؤلاء اميون جهلة قد آتي لهم بالقانون الفلسفي : كل شيء في تغير وتطور مستمرين لكن لايفهمون ، قد اوضح لهم بأن كل شيء في نفي دائم للذات ، وبالتالي يأتي ماينفي النفي ولاشيء يبقى على حاله لكن لايفقهون ! من اين لي ان انصحهم بحق الناس بتصرف مغاير لأقول لهم فلسفيا ايضا ان الحياة حاصل جمع النقيضين اسود ابيض موجب سالب مزدهر ذابل خارجي داخلي اعور وعيونه زرق ! واقصد فلسفيا ان هناك شيئا سائدا في الكون اسمه وحدة وتناقض الاضداد لكنهم ايضا لايريدون ان يفهموا وبلغة ألِمْجارية " الجيم بثلاث نقاط رجاءا " يحرنون .
واضرب لهم مثلا : انظروا الشاعر ـ الفيلسوف محمد مهدي الجواهري في روعته :

يادجلة الخيروالدنيا مفارقة ٌ
واي شر بخير غير مقرون ِ
واي خير بلا شر ٍ يلقحه
طهر الملائك من رجس الشياطين ِ

وقد قال شاعر ما :
يا ايها الشاعر ما أجملك ْ
نصفك شيطان ونصف ملكْ .

الكلام اعلاه عن الشاعرية ، فهل من مهندس شاعر ليبني لي وطنا على مقاس الفرح والتوازن بين موجبات الحياة ضروراتها
طقوسها وفرحها ، يتعايش فيها ضدان على مقربة من بعض من احترام الذات للآخر وحق الحياة له ولمستجدات يفرزها الوضع البشري لا تحاول تأبيدها المذاهب والايديولوجيات ؟ .
أقول هذا وهم يقطعون الشوارع بكونكريت افكارهم ويمنعون صراخ 8 سنوات من الصبر على مدينة تعفنت من شدة الاهمال . والبطالة والتوزيع غير العادل للحقوق لا بل نهب المال العام .

*******
10/3/2011

توقٌ أخيرٌ : لقد ابتلينا بدكتاتورية الفرد والحزب والمذهب ولا حزب يجيء افضل من الذي غادر ، ولا تيار افضل من سواه : قال شاعر قديم :

" كلا الأخوين ضرّاط ٌ ولكن ْ
حسام الدين اضرط ُ من اخيهِ " .



#خلدون_جاويد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نهج البلاغة ِ ياروحي ويابصَري ...
- كلمة العرق مشتقة من العراق ؟ ...
- يكفيه ِ عاراً أنه ملكُ الفسادْ ...
- كل شبر ٍ في الناصرية ِ كوبا ! ...
- ليبيا تعوم على الدماء وتسكتون ! ...
- هذا هو الوطن الجميل ؟ ...
- أعظم شاعر عراقي ضد شيخ المسلمين ...
- شتاينبك وعراق على طريق الخطأ ...
- ياساحة التحرير موعدُنا الصباحُ ...
- سيسلخون فروة الأسد ! ...
- مشعل نار لعراق 4 آذار
- - نوري السعيد - ارحل !...
- إن في ليبيا لرجالا ً أشداء َ !!! ...
- ساحة التحرير - حيّاك الحيا - ...
- صمت عروس الشام ! ...
- قصيدة مظاهرة 25 شباط ...
- أين ستهرب جرذان الثقافة ؟ ...
- سوف ينتحر العقيد ! ...
- احرار ليبيا يُقتلون ...
- ياساحة َ التحرير يا اُم الفدا ...


المزيد.....




- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس
- خفر السواحل التونسي ينتشل 19 جثة تعود لمهاجرين حاولوا العبور ...
- العراق.. إعدام 11 مدانا بالإرهاب في -سجن الحوت-
- السعودية ترحب بالتقرير الأممي حول الاتهامات الإسرائيلية بحق ...
- -العفو الدولية-: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريك ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - خلدون جاويد - خناق الشاعري بقبضة السياسي ، والديني سياسي ! ...