أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سائد السويركي - شباب الخامس عشر من حزيران كما أعرفهم















المزيد.....

شباب الخامس عشر من حزيران كما أعرفهم


سائد السويركي

الحوار المتمدن-العدد: 3303 - 2011 / 3 / 12 - 00:20
المحور: القضية الفلسطينية
    


عرفتهم قبل أيام فقط ، كان المطلوب عمل تقرير لقناة روسيا اليوم عن اولئك الشباب الذين يشكلون امتدادا للحراك الشعبي العربي الذي يطالب بالتغيير في فلسطين أسوة بالمنطقة العربية ، وقيادة الواقع الفلسطيني باتجاه مغاير ، اتجاه يؤمن بالوحدة ويعمل على إنهاء الانقسام ، ويتجاوز التعصب الحزبي باتجاه احترام وتفهم الآخر ، وكنت أفترض سلفا أنهم سيكونون مثل باقي الظواهر الأخرى التي ساهمنا في تغطيتها ، ستأخذ وقتها وتمضي ، ولكني أدركت الآن أني كنت مخطئا في اعتقادي


أسئلتي وشكوكي سبقتني إليهم
من هم ، هل هم جزء من الانقسام ، أداة من أدواته يتم تسويقها عبر طرفي الانقسام كل في ملعب الآخر ، وأي قوة ما زالت تمتلك القدرة على إنهاء انقسام لم تتمكن دول إقليمية ووساطات دولية من إنهائه ، هل يمتلك هؤلاء الشباب رؤية سياسية تمكنهم من التغيير ، هل إسقاط حماس أو فتح هو من ضمن أجنداتهم ، كيف سيتمكنون من التغيير ، هل هم مؤطرون حزبيا ، وإن كانوا كذلك كيف سيستطيعون تجاوز هويتهم السياسية والحزبية ليشكلوا تجمعا متجانسا يناضل من أجل قضية واحدة .... آلاف الأسئلة سبقتني إليهم ، وكنت في حاجة لاستكشاف جدية مشروعهم ومدى استعدادهم للتضحية في سبيله

شباب فريد ومختلف
عندما التقيت مجموعة منهم .... كان أحد الشباب يعد ما تبقى من راتبه وراتب زوجته الذي أنفق بالكامل من أجل طباعة ستيكرز لحملة إنهاء الانقسام ، زوجته أنجبت طفلها قبل شهر ، ومع ذلك فهو لم يجد وقتا كافيا لرؤية ابنه ، وحتى عندما حضرت زوجته لتقنعه برؤية ابنه ، انشغلت معه في توزيع الشعارات وعادت بعد أن نسيت تقريبا ما الذي جاءت لأجله
شاب آخر يسكن في رفح ، يمثل المجيء بالنسبة له إلى غزة معضلة اقتصادية ، لأن سبعة شواكل هي مبلغ ضخم بالنسبة لمن لا يملكها ، وهو كذلك لا يملك سوى الحيلة لتوفيرها ليساهم مع الشباب في التحضير ليوم الخامس عشر من آذار ، ضحكت كثيرا وهو يروي لي حيله الطريفة في الاحتيال على جده لكي يوافق على أن يقرضه أجرة الطريق
حكاياتهم غريبة ، شباب يجيدون استخدام وسائل الاتصال الحديثة وعلى رأسها الفيس بوك وتويتر ، بعضهم شعراء وكتاب أغاني ، وآخرون يجيدون التصوير والمونتاج ، أفكارهم عبقرية وتبدوا سهلة للوهلة الأولى ، لا يوجعون رأسك بفلسفة السياسيين التي لا يفهمونها ، يرتبطون بشبكة علاقات هائلة ، يؤمنون بقدرتهم على التغيير ، أحسست أن ما يربطهم ببعضهم البعض هو رابطة الدم ، ومع ذلك اكتشفت أن خلفياتهم السياسية متنوعة ، من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار .
ما هو مشروع شباب الخامس عشر من آذار
بعد أكثر من مرور أربع سنوات على أحداث الانقسام ، وجلسات الحوار الفلسطيني الفلسطيني التي لم تؤدي إلى نتيجة ، ومراوحة الأزمة الداخلية مكانها ، واعتقاد الشباب أن جزءا كبيرا من الأزمة الداخلية مفتعل ، وأنه لا يوجد هناك من مبرر للانقسام ، ولأن هؤلاء الشباب خنقهم كابوس التفكك الاجتماعي وكراهية الذات ، والخصومات الحزبية التي تسجل نقاطا بشكل يومي في سلة الوطن ، ولأنهم يؤمنون بأن إسرائيل معنية باستمرار الانقسام وأنها عملت وما زالت تعمل من أجل ديمومته ، ولأن القضية الفلسطينية تراجعت عقودا إلى الوراء ، ولأن الصورة النمطية للفلسطينيين في الخارج باتت قبيحة ، ولأن الصراع الإعلامي وصل إلى مستويات خطيرة ، ولأن الاعتقال والتعذيب والقتل تحت التحقيق وقطع الرواتب وإغلاق المؤسسات والتنسيق الأمني ، والسير بدون خطاب موحد ورؤية استراتيجية في مواجهة إسرائيل . جعلت من إمكانية تحمل الاستمرار في العيش في ظل هذا الواقع أمرا مستحيلا ...
هذه هي بعض مبررات وجودهم كما سمعتها منهم ، ولذلك جاءت الفكرة بشكل عفوي وبسيط ، وتناقلها الشباب بسرعة البرق
مشروعهم لا يستهدف حماس أو فتح أو أي من التنظيمات الفلسطينية ، ولا يعنيهم أن يخوضوا صراعا مع هذا أو ذاك ، كل ما يعنيهم هو ممارسة أكبر قدر من الضغوط الشعبية الكافية لدفع الطرفين باتجاه توقيع اتفاق المصالحة ، وخصوصا بعد إعلان الطرفين المتخاصمين عن حل معظم القضايا الخلافية بينهم ولم يبق سوى جزء من الملف الأمني
مشروع شباب الخامس عشر من آذار يعتمد في التغيير على استخدام التظاهرات السلمية كحق مكفول للأفراد ، بل إن بعضهم يفكر في توزيع الورود على الشرطة ... وهذا ما أتمناه ، أن نتعلم أن الإخوة تكفي الورود لإقناعهم ، وأن لا حاجة للعنف
مشكلة شباب الخامس عشر من آذار
الانقسام خلق واقعين متناقضين في غزة والضفة ، كل واقع يحذر من مؤامرات تأتيه من الجهة الأخرى ، وهذا ما يعقد الأمر بالنسبة للشباب فهم في حاجة لطمأنة الطرفين رام الله وغزة أنهم ليسوا حصان طروادة الذي سيمر الأعداء من خلاله للاستيلاء على سلطتهم ...
رام الله تعتبر أن حملة شباب الخامس عشر من آذار هي مؤامرة حمساوية تهدف إلى زعزعة الاستقرار في الضفة تمهيدا لصلاة السيد اسماعيل هنية في المقاطعة ...
وفي غزة أيضا يتشكك الكثير من القيادات في حماس وفي داخلية غزة بنوايا شباب الخامس عشر من آذار ، على اعتبار أنهم ما زالوا حديثي عهد بحملة ثورة الكرامة التي شاعت في غزة ، والتي تهدف إلى قيادة ثورة مضادة تطيح بحكم الحكومة في غزة
هكذا يقع شباب الخامس عشر من حزيران بين مطرقة رام الله وسندان غزة ، وأصبحوا ملزمين بتقديم تطمينات أكثر للطرفين ، وهذا ما دفع الشباب إلى فتح حوار مع قيادات فلسطينية من مختلف الأطياف السياسية ، وعلى رأسهم قيادات من حماس وفتح ، مقالة د أحمد يوسف والتي تناولت موضوع شباب الخامس عشر من حزيران تحت عنوان " الشباب هم رافعة الوطن " جاء ليضيء الكثير من المناطق المظلمة التي كنا بحاجة لسماعها ، وتضامن الكثير من القيادات مع شعار الشباب النبيل " إنهاء الانقسام " والحراك الشعبي الموازي والذي جاء محمولا على طاقة حلم الشباب بالتغيير ، والمسيرات الضخمة التي دعت لإنهاء الانقسام والتي نظمتها حركة حماس مع بعض الفصائل الإسلامية والوطنية
كل هذا جاء نتيجة حملة الحراك الشعبي لإنهاء الانقسام
ما الذي يريده الشباب بداية
يريدون أشياء كثيرة أولها التوقيع على وثيقة المصالحة ، وتشكيل حكومة إنقاذ مقبولة تقوم بالتحضير للانتخابات الرئاسية والتشريعية المقبلة ، يريدون وقف الحملات الإعلامية المتبادلة والإفراج عن المعتقلين وتعزيز حرية الرأي ووقف التنسيق الأمني في ظل جمود عملية السلام ، وإعادة أجواء الثقة بين الطرفين ،
هذا ليس كل شيء ، الشباب يعتبرون أنفسهم أنهم يمثلون حالة وعي جديد ، ستسخر كافة الإمكانات لمقاومة الحصار ... والأهم من ذلك هو أن عينهم على الاحتلال الإسرائيلي ...لأنهم يحلمون ببيت فلسطيني ديمقراطي يأمن فيه كل الفلسطينيين على أنفسهم ، ويكون مستعدا للمواجهة مع إسرائيل ، وهذا ما التقطته المؤسسات الأمنية الإسرائيلية التي تخشى الآن من ثورة شباب الفيسبوك وأن يتم فعلا التخطيط لمسيرات مليونية شبابية سلمية تتجاوز الحدود لتنفذ حق العودة رغم أنف إسرائيل
إنهم أمل جديد يستحق أن ينال فرصته
هذا الجيل اعتبرناه جيلا سخيفا لا يملك ما يقوله ، مجرد جيل يهتم بالفتيات والقصص العاطفية والمظهر الخارجي ولكننا نكتشف الآن كم نحن مخطئين ، هذا الجيل الذي غير في مصر وتونس ويأمل أن ينهي الانقسام بين الإخوة في غزة هو جيل رائع ، أشعر بالفخر أنني اقتربت منهم قليلا
ولهذا فأنا أعتقد أن من واجب السلطة في رام الله والحكومة في غزة أن تدعم هذه التجربة وأن تفخر بأن روح الحرية الجديدة التي يحملها الشباب هي شيء سيجعل منا شعبا فخورا بنفسه ...
ولأنني فقدت هويتي السياسية منذ زمن ، ولأنني أعتقد أن فلسطين بكاملها هي أجمل هوية ، ولأنني أعتقد أن إنهاء الانقسام أو المساهمة في إنهائة هو شيء نبيل جدا قد يعوضنا عن خطايانا التي ارتكبناها ، فأنا أضم صوتي المتواضع ليكون مع كل من ينادي بإنهاء الانقسام ...
وأشكر لشباب الخامس عشر من حزيران أني عرفتهم

وفقكم الله وسدد خطاكم



#سائد_السويركي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤتمر دمشق ليس مؤتمرا توحيديا
- نبضات على هامش الحصار ( 4 )
- نبضات على هامش الحصار (3)
- نبضات على هامش الحصار
- الجهاد الإسلامي وأسئلة التنظيم والمنهج ... الهوية المذهبية
- الجهاد الإسلامي ... وأسئلة حول التنظيم والمنهج
- في المحرقة الفلسطينية كل هذه التضحيات ... ولا زلنا نردح لبعض ...


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سائد السويركي - شباب الخامس عشر من حزيران كما أعرفهم