أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جهاد علاونه - تحرير العبيد2















المزيد.....

تحرير العبيد2


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3302 - 2011 / 3 / 11 - 22:10
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


جميع الثورات في كافة إنحاء العالم ومنذ بدء الخليقة تعمها الروح الاشتراكية مع أنني لا أحب الجزم ولغة الجزم ألا أن الثورات منذ بدء الخلق حتى اليوم تسودها فعلا الروح ألاشتراكية ولا توجد ثورة على ألإطلاق إلا ومبادئها اشتراكية وتجد مصطلحاتها: توزيع الثروة والعدالة والمساواة وأول ثورة في التاريخ البشري كانت ثورة -لوكال زاكيزي - في العراق القديم وكان من مبادئها :توزيع الثروة بشكل عادل ومضمونها إلغاء القوانين القديمة واستبدالها بقوانين جديدة كي يحصل الشعب على حقوق جديدة معترف بها من قبل السلطات.

ومنذ أن بدأ الإنسان بالتطور ودخول الحضارة كان قد بدأ مع هذا ألمشوار دخول عصر الظلم والإحباط .

ولم يعرف ألإنسان الحجري في ألعصر الحجري ألأعلى والأدنى أي شكل من أشكال الظلم أو الاستبداد وذلك بسبب غياب الحكومات التي تنضم حياة الناس فلم تكن هنالك ثروات ولم يكن هنالك إنتاج واقتتال على الإنتاج ولربما يفاجئ القارئ أذا عرف أن :نظام الرق والعبودية هو من صنع ألإنسان المتحضر وليس من صنع ألإنسان المتخلف .

وحين أنتقل ألإنسان من النظام ألاقتصادي الذي كان يعتمد على جمع القوت إلى النظام ألاقتصادي الذي يعتمد على نظام الزراعة وصناعة القوت حوالي 7000- 5000 قبل الميلاد كان قد بدأ هذا ألإنسان المغلوب على أمره في تطوير نظامه ألاقتصادي عبر استخدام الذهب والفضة لتغطية باقي السلع , وكان هذا المشوار قد بدأ أولا في مصر الفرعوني ومن ثم في بابل العراقية أو الكردية .

ومن تلك اللحظة شنت الحروب والغارات على الشعوب ألأخرى وتم استعبادها وقهرها واختراع نظام الرق والعبيد من أجل تحسين ألإنتاج الزراعي بشقيه : الحيواني والنباتي لذلك كانت غالبية الثورات ثورات من أجل تخليص الرق والعبيد ولم يكن أي قائد ثوري ينجح ما لم تكن ثورته دينية مستمدة من الروح الدينية للإله أو للآلهة التي تحل به لكي يخلص الشعب المقهور من يد الحاكم الجشع.

وكان هنا نظام الرق ضروري جدا بسبب عدم وجود آلة تحسن ألإنتاج وأن المهندسين الذين نقرأ عنهم ما كانت أعمالهم تنجح ألا من خلال العبيد وقد كان يقاس نجاح المهندس بكم يملك من العبيد وليس بِكم يملك من الآليات لذلك كانت الثورات ثورات عبيد أو ثورات نبلاء يقودون العبيد أما اليوم فأن الوضع قد اختلف فنجاح المهندس يقاس بكم يملك من آليات فنية تأهله لتحسين نوعية إنتاجه لذلك لا يوجد عبيد وإنما يوجد عمال يديرون الآلات وهؤلاء ليسوا عبيدا بل عمال ثاروا من أجل قانون العمل والعمال ومن أجل تحسين ظروف المعيشة في المدن التي تتسع بفضل المصانع ويتحول فيها الفلاحون إلى عمال مصانع وشركات.

وقد استاء الأحرار عبر التاريخ وقلنا أن أول ثورة كانت في العراق ولكنها لم تكن تختص بشؤون العبيد والإماء والموالي بل كانت ثورة من أجل توزيع الثروة بشكل عادل , أما أول ثورة عبيد في التاريخ فقد كانت ثورة -اسبارتاكوس- وهو عبد مقدوني وأصله من البيض الأحرار .

ووقعت ثورة اسبارتاكوس حوالي سنة 73 قبل الميلاد , ألا أنها فشلت بسبب عدم وجود لغة موحدة يتفاهم بها الثائرون وذلك يعود إلى أنهم من شعوب مختلفة وقوميات متعددة .

وبدأت الثورة ب 70 رجلا إلا أن روما حطمتها قبل أن تصبح إمبراطورية وعلقت 6000 ثائر من أرجلهم ورؤوسهم وتأدب بذلك العبيد وخضعوا لنظام الرق والعبودية طيلة 2000 عام بعد ذلك ولم يبقى من ثورة -أسبارتاكوس - الا الذكرى المؤلمة والموجعة عند كل عبد يفكر بالخروج على النظام العالمي في ذلك الوقت وهو نظام الرق والعبودية .

ولم تظهر بعد ذلك التاريخ المشئوم أي ثورة تذكرنا باسبارتاكوس , حتى ظهور :علي بن أحمد بن الحسين بن علي سنة 255-270 هجريا ,وكانت تربطه بالزنوج علاقة حميمة وخؤولة بسبب فقر العلويين وعدم قدرتهم في الحصول على نساء بيض وإماء بيض , وكان فقرهم يقربهم من النساء السود ولذلك غلب على لون العلويين في ذلك الوقت اللون المائل إلى السمرة ووثق به الزنوج والسود واستمرت ثورته زهاء 15 خمسة عشر عاما قضاها في تعبئة السود والعبيد من أجل الثورة على الأسياد والأعيان وقد فشلت ثورته ولم تنجح على ألإطلاق وأخذ العبيد درسا قاسيا مثل الدرس الذي تلقاه جماعة اسبارتاكوس .

وحتى عام 1215 ميلادي لم تحصل الشعوب المقهورة على حقوق جديدة إلا بفضل الثورة التي أقامها النبلاء على الملك :جون بسبب كثرة الضرائب التي كان يفرضها الملك جون على الطبقة الوسطى علما أن الذي قاد الثورة هم النبلاء لأنهم كانوا يتأثرون بتلك الضرائب وتشل حركة العمل .

وحتى عام 1789 ميلادي ,ثارت الطبقة الوسطى في عموم أرجاء فرنسا وحصلت على امتيازات جديدة للعبيد والأرقاء وتم إلغاء الرق بفرنسا بنجاح وذلك لأول مرة في التاريخ البشري
.
وفي عام 1848 ميلادي هبت أوروبا وطالبت بحقوق جديدة للعمال وحصلت عليها وتبعتها في ذلك الثورة الأمريكية الشمالية بداية من مؤسسها -توسان لوفيرتور- وكان هذا عبدا مثقفا إلا أن نابليون ضرب بمبادئ الثورة الفرنسية عرض الحائط وتنكر للثورة وأجهض ثورة العبد المثقف وهزمه وعامله بخسة ونذالة وذلك سنة 1794 ميلادي.

وظهر بعد ذلك التاريخ رجل نبيل وهو :أبراهام لنكولن وقاد حرب تحرير العبيد سنة 1860 ميلادي وكانت حربا دموية وهي أنجح حرب في تاريخ تحرير العبيد على الإطلاق .

وأن هذا النجاح في تحرير العبيد لا يعود إلى إنسانية ألإنسان بقدر ما يعود إلى الآلة الصناعية التي حلت محل الأيدي العاملة وكان العبيد في ذلك الوقت من السود الذين لا يحتملون البرد والثلج في الشمال الأمريكي البارد لذلك أتجه الشماليون إلى بناء المصانع ولم يكونوا زراعيين عدى نفر قليل منهم وذلك أن العبيد هنالك لم يكونوا يحتملون البرد الشديد وكان تشغيل العبيد في الزراعة يعود بخسارة على الشماليين الأمريكيين ولذلك اتجهوا إلى الصناعة لأن المصانع توفر جوا ومناخا مناسبا للعبيد الذين لا يطيقون البرد والزمهرير الشديد .

أن جميع الثورات منذ اسبارتاكوس قد فشلت لعدم وجود ألآلة الصناعية وأن سبب نجاح لنكولن عائد بشكل طبيعي إلى نظام ألإنتاج الجديد الذي يعتمد على ألآلة الصناعية وهذا ألأمر دفع بفيلسوف وجودي مثل :جان بول سارتر للقول :

(أينما حل الظلم والاستبداد فنحن الكتاب مسئولون عنه) ....وقبل أن يكتب أحد عن اضطهاد العبيد ما كان أحد ليفكر من أنهم مضطهدون حتى العبيد أنفسهم ما كانوا ليعرفوا أنهم مضطهدون إلا عندما كتب عنهم أنهم مضطهدون .

أن الآلة هي التي رفعت من مستوى نمو الإنسان عاطفيا وهي التي أغرت بالمثقفين في أن يسعوا إلى تحرير العبيد والآلة هي التي زادت من مستوى تحسين الإنتاج لذلك شعر المنتجون وصناع الآلة إلى عدم احتياجهم للعبيد لذلك نجحت الحرب الدموية أخيرا في تحرير ألإنسان.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرأسمال الإسلامي
- سياسة التشليح
- الجمعة القادمة
- يدك منذ اليوم
- الأردن وطن الأحرار
- المرأة دائما مريضة
- الرجل العربي الليبرالي
- وين مكاني؟
- رجل مهم
- أنت السبب
- أنا شغلة من ليس لديه شغلة
- فن الهلوسة
- أولاد عبد الله
- من أسقط النظام؟
- قطع الأعناق ولا قطع الأعضاء التناسلية
- في كل بيت بيت شارع شارع زنقه زنقه
- مؤسسة الأفخاذ الحاكمة
- نريد بناء نظام حكم سياسي
- ثوروا يا أردنيين
- الجماهيرية العربية الليبية الاتحادية الديمقراطية الاشتراكية ...


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جهاد علاونه - تحرير العبيد2