أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مهدي بن سليمان - 8 مارس اليوم العالمي للعورة















المزيد.....

8 مارس اليوم العالمي للعورة


مهدي بن سليمان

الحوار المتمدن-العدد: 3302 - 2011 / 3 / 11 - 19:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


8 مارس اليوم العالمي للـعورة


ها قد مرت ثلاثة أشهر حلال منذ اندلاع ثورة الأحرار في تونس ، و بدأت نتائجها تنبلج في الأفق تارة على وقع التهاليل و الزغاريد من طرف المتفائلين بمستقبل البلاد المريح و طورا على وقع البكاء و النديب من طرف المتشائمين أمثالي خوفا على هذا الوطن الجريح .
و بين التفاؤل و التشاؤم ، ها أنا أقبع حائرا متسائلا : هل حقا هذا هو الشعب الواعي الذي ثار على جلاده ليستردّ حريته و إنسانيته ... ؟
لا تستغربوا تشاؤمي فإني محدثكم عن أول ذكرى لليوم العالمي للمرأة بعد الثورة في تونس ، ذلك البلد الصغير الذي زلزل أركان الكرة الأرضية ذات وعي شعبي مفاجئ بأمر من شبابه و كهوله و نسائه لا بأمر القوى الطبيعية كما جرت عادة الزلازل المدمرة ... .

ناس بكري قالوا : " الجهل مصيبة "
و أنا أكاد أجزم بأن أغلبية الشعب التونسي يرتوون من بحر الجهل و مياه البحر مالحة لا تُشرب بينما نهر المعرفة عذب زلال و الشعب لا يشرب .
أقولها علنا و عمادي إحصائيات تفضح الشعب التونسي الذي لا يقرأ كما دعاه القرآن الكريم ذات آية .
الإحصائية : إذ أظهر استطلاع للرأي أنجزته «اللجنة الوطنية للاستشارة حول الكتاب والمطالعة»، أنّ ثلاثةً من أربعة تونسيّين لم تطأ أقدامهم مكتبة عامة، بل إن ربع التونسيين لم يطالعوا كتاباً واحداً طيلة حياتهم. أرقام مفزعة تدعو إلى دقّ ناقوس الخطر، وخصوصاً أنّ الدراسة أظهرت أن 26.76 في المئة من المستجوبين طالعوا كتاباً واحداً، وهؤلاء معظمهم من النساء، أو القاطنين في العاصمة وضواحيها ممّن لهم مداخيل مالية أفضل من غيرهم .

هم من أزلوا عني ستار الصمت و نفضوا عن قلمي غبار الكسل و يا ليتهم ما فعلوا لأني لن أسكت بعد اليوم و لو كبلوا لساني و لن يجف قلمي بعد الآن و لو بتروا ذراعي .
هم أولئك المتسلقين فوق صهوة حصان الثورة بلحييهم المتدلية ممتشقين سيف الله بإسم الجهاد و الشريعة الربانية .
هم أولئك النسوة اللات يطالبن بفرض الحجاب كأحد ركائز المتممة للدين الإسلامي و أحد أهمّ المقومات التي تحفظ هوية المسلم و دولته ( دعني أمرر ملاحظة من الواقع التونسي بأن أغلب هؤلاء النساء يبدو أن كل همهن أن يرتدين حجابا ساترا سابغا لا يظهر سوى الوجه والكفين، ثم لا يبالين بعد ذلك بنوعية هذا الحجاب من حيث الشكل واللون والإثارة بل تجاوز الأمر ذلك إلى أن بعضهن ينتقين من الألبسة أكثرها بريقا ، ولمعانا، وأشدها لفتا وإثارة. فظهرت الأحجبة المزركشة والأخاذة بل والضيقة اللاصقة وإذا سألت واحدة منهن قالت : طالما أنني لا أظهر سوى الوجه والكفين فقد أديت ما علي ) .
فهل يرتبط الدين الإسلامي بكل ما فيه من قيم و مبادئ إنسانية ( هنا أقصد الإسلام النقي من اجتهاد تجار الدين ) بقطعة من القماش ... ؟
و هل أن الهوية العربية للمسلم تتمثل في قطعة من القماش ... ؟

و لأن ملهمي اليوم العالمي للمرأة سأتجنب الحديث عن المتدينين من جنس الرجال لأولي بعضا من اهتمامي لكن أيتها المتحجبات ، إذ أن الأمر تجاوز المطالبة بفرض الحجاب و النقاب ليحط بهن الركب أمام مطلب غريب لا لاعقلاني ينمّ عن جهل واضح و تعصب وفادح . ألا وهو المطالبة بالتقاط صورة فوتوغرافية خاصة ببطاقة التعريف الوطنية ( بطاقة الهوية ) و جواز السفر و هن متحجبات أي أن معظم ملامح الوجه مخفية ( هذا أمر عادي لأن وجه المرأة عورة و كل من تكشف عورتها لغير زوجها مآلها جهنم و بئس المصير حسب ما جاء به الملتحون من اجتهاد بشري ) .
أو لم يسمعن بشيئ يقال له بصمة الأذن ...؟
لعلمكم أيها القراء الأعزاء ، يولد الإنسان و ينمو و كل ما فيه يتغير إلا بصمة الأذن فهي البصمة الوحيدة التي لا تتغير منذ ولادته حتى مماته ( أكتفي بهذا لأن الأمر يطول شرحه و ما عليكم إلا المزيد من البحث حتى لا أخرج عن لب الموضوع )
فكيف نعرف من كانت بصمات أصابعها محترقة إذا ما كانت صورتها في بطاقة التعريف أو جواز السفر لا تتضمن أذنا ... ؟
و قبل أن أنسى دعني أذكركم بكلام أحد الرجال الملتحين الذي تكلم على لسان زوجتها ليضمن لها حقوقها ( هذا أمر عادي لأن صوت المرأة عورة و كل من تكشف عورتها لغير زوجها مآلها جهنم و بئس المصير حسب ما جاء به الملتحون من اجتهاد بشري ) .
و هذا ما جاء على لسانه : " لقد تم منحي بطاقة الهوية بصورة تبرز لحيتي بينما لم يمنحوها لزوجتي لأنها تبرز في الصورة متحجبة و هذا كفر و حرام لأن الشرع ينص على أن تتعرى المرأة أمام زوجها و أبنائها فقط ... "
كلي يقين بأن الردّ (من بعض من سيقرؤون ذلك الكلام المضحك ) سيكون " الشاذ يحفظ و لا يقاس عليه " ، فيا ليت شعري إن كان أغلب التونسيين شواذا فإني أعلن استقالتي عن وطني ... .
ألا تعلم المرأة التونسية ( المحتجبة ) التي تطالب بحقها في الحجاب و النقاب و هلم ما جر من تلك الأقمشة بان مطلبها بعد ثورة الحرية تزامنا مع أول ذكرى لليوم العالمي للمرأة ( ظنا منها بأن حجابها حريتها و اليوم العالمي للمرأة ساندها ) هو إقرار ضمني لا غبار عليه بأنها مجرد عورة لا أكثر و جسد خلقه الله للترفيه عن الرجل في فراش حلال يخلو في أغلب من الحب الصادق ... .
ألا تعلم تلك المرأة التي تنادي بتطبيق الشريعة الإسلامية بمفهوم ضيق أضيق من ثقب غبرة ينصّ على ارتداء الحجاب و لبس النقاب فقط ، بأن الشريعة الإسلامية تمنح للرجل ( زوجها ) الحق في الزواج بأربعة نساء شرط أن يعدل بينهن أو ما ملكت أيمانه ( المقصود هنا الجواري أي أن هاته الآية التي استند عليها تجار الدين باطلة في القرن الحادي العشرين إذ أن زمن العبيد قد ولى و إن لو يسمعوا بها الخبر السار فأخبروهم لعلهم يعلمون ) .
و إليكم الآية القرآنية الكريمة : " وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُوا فِي اليَتَامَى فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُوا " سورة النساء 3
فهل ترضى مرأة اليوم أن يحتضن زوجها أخرى بينما هي تحتضن وحدتها ذات شتاء قارس ... ؟
و هل حقا يستطيع الرجل أن يعدل بين أربع نساء ؟
ثم أ ليس الزواج المتعدد إقرار بأن تلك الزيجات أساسها اللاحبّ ( الشهوة الحيوانية ) فما الحب إلا للحبيب الأول كما قال أبو تمام ذات قصيدة .
ثم أليس الزواج بأخرى نوع من الخيانة الزوجية يلتحف رداء الحلال كأسلوب حضاري و علني بيد أن الخيانة خيانة ترفضها القيم الإنسانية عامة و المرأة العاقلة العاشقة خاصة ... ؟

ألا تعلم تلك المرأة التي تدافع عن الحجاب و مشتقاته بتعلّة الدين الإسلامي ، بأن هذا الأخير أجاز ضربها حين تخطئ و ما أكثر أخطاء النسوة بينما لا يضرب الرجل حين يخطئ ( و ما أكثر أخطاء الرجال و النساء على حدّ السواء في زمن المادة هذا ) .... .
و إليكم الآية القرآنية الكريمة : " الرِّجَالُ قَّوَامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً " النساء 34
و قد اتفق أغلب المفسرين بأن الضرب جائز على أن يكون ضربا خفيفا . فمن التي ترضى بأن يصفعها زوجها بلطف ... !!
ثم أليس الضرب من ألدّ أعداء الإنسانية فالمرأة كما الرجل إنسان ... ؟


أيها النساء ، يا من تتوهمون في الحجاب حرية و في النقاب شرفا .
ألا فاعلمنا بأن توظيف الشريعة الإسلامية ( التي انتهك شيوخ الدين و تجار كل أعراضه فاختصروا الإنسانية في العقيدة و نسوا ما بقي من الإنسان ) كمنهج سياسي و اجتماعي و اقتصادي يجرنا للاعتماد على نظام الخلافة الإستبدادي و الأشرس من الديكتاتورية ( التاريخ خير شاهد ) ، حيث يقبع الخليفة فوق العرش كالإله و يجمع جنوده الجزية عنوة و ترقص الجواري بين أحضانه بلا حسيب أو رقيب ، و تدوس حوافره أعناق الرجال ( إن بقي رجال أو حتى أشبابهم ) و سأحظى بسيف بتار و حصان طيار لأغدو فارسا مغوار ... .
فهل حقا هذا أمر الله و رسالته السماوية المقدسة ... ؟
و هل ترك الله طلّ مشاكل الدنيا التي لا تحصى ليهتم بنوع الكرسي القائم فوق هاته الأرض " المعفنة " ... ؟
آه ، كم اعتراني من الخزي و الإحباط في اول ذكرى لليوم العالمي للعورة ( عفوا للمرأة ) إبان ثورة شعبية قيل بأنها ثورة الأحرار .
ها أنا اليوم أتوق بأن يدوس عنقي ديكتاتور شديد و يمتصّ دمائي دراكولا جديد على العيش في هكذا وطن بليد... .



#مهدي_بن_سليمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مهدي بن سليمان - 8 مارس اليوم العالمي للعورة