أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خيري حمدان - حتى السنابل تتمرد














المزيد.....

حتى السنابل تتمرد


خيري حمدان

الحوار المتمدن-العدد: 3302 - 2011 / 3 / 11 - 15:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حتى السنابل تتمرد
خيري حمدان

أيتها الشعوب المستضعفة في الأرض "اللي بتتكلم عربي" تمردي على الخنوع والقهر - حتى السنابل تتمرد وترفع رأسها في وجه الشمس أحيانًا.

حين ألقي القبض على ماريا أنطوانيتا وأدركت بأنه يستحيل تغيير الخبز بالكعك لأنه أغلى والمقصود بذلك حالة الفقر المدقع التي كان يعاني منها الشعب الفرنسي، عندها أدركت خطأها واعتذرت للشعب الفرنسي قبل أن يُقطع رأسها على المقصلة. لكن ما حدث ويحدث في العالم العربي مختلف تمامًا عن هذا السرد، كأن الضمير العربي بات عبئًا على صاحبه خاصة إن كان رئيس دولة أو ملكًا.
غادرت ليلى طرابلسي تونس محملة بالذهب والمال والحرير والجواهر وكلّ ما يخطر على بال إنسان. هذا هو الاعتذار الذي قدمته للشعب التونسي، الذي أظهر مع كل هذا تفهمًا لحقبة حكم زين العابدين وتم تغيير السلطة بأقلّ قدر ممكن من الخسائر.
قرأنا بعد هذا عن المال الطائل الذي جمعه الرئيس المخلوع حسني مبارك من شعبٍ عانى الفقر والتجويع، ومورس بحقه أبشع صور الفساد من تقتيل وسجن واغتصاب ومراقبة أمنية ونهب لمقدرات الشعب وخيرات البلاد لحساب فئة محدودة وبلغت ثروت مبارك حسب بعض البيانات 60 مليار دولار، وهو مبلغ خيالي بالطبع (حاول البعض الدفاع عن مبارك قائلاً بأن ثروته لم تتجاوز 5 مليارات فقط) يا للمهزلة!.
الآن يشرع القذافي ملك الملوك بمحاربة شعبه بالطائرات العسكرية ليلقي بحمم النيران فوق رؤوسهم، بعد أن جنّ جنونه، لإدراكه بأنه بات جثة سياسية في وطنه الذي اختزله القذافي وقزمه بشخصه ما يزيد عن أربعة عقود، تارة يعلن الوحدة مع تونس أو الجزائر ويقود جرافة بنفسه لهدم الحدود، ثم يسارع بطرد الفلسطينيين إلى مخيمات الشتات وتناسى مشروع الوحدة، وتارة يأمر بإسقاط طائرة مدنية فوق لوكربي، ثم يورط الطبيب الفلسطيني أشرف الحاجوج (أقسم بكلّ معتقداته أمامي بأنه بريء من تهمة الشروع في حقن أطفال بنغازي بفيروس فقدان المناعة المكتسبة، أقسم بأنه وُرّط في هذا الشأن لنشاطه وحضوره المتواصل في المستشفى ورغبته في تعلم أصول الطب والتدريب الحثيث في المستشفى). والده قال لي في صوفيا بأنه لولا الجنسية البلغارية التي قدمت لأشرف لأعدم على الفور. أما الممرضات فقد تعرضن للتعذيب وعضّ الكلاب ووقعن على أوراق بيضاء للخلاص من جحيم التعذيب حتى وإن كان الثمن حبل المشنقة أو الرمي بالرصاص. كان من المقرر أن أكتب حكاية أشرف الحاجوج بعد الاستماع إلى سجل معاناته بلسانه، لكني أحمد الله بأن المشروع لم ينطلق. كنت أخشى أن يحاصرني حجم الألم الذي ألم به زورًا وبهتانًا، كنت أخشى كذلك من نظرات الأطفال الأبرياء أيضًا.
شاركت قبل أيام في محاضرة ألقتها المفوضة الأوروبية كريستالينا غيورغييفا مسؤولة قسم الكوارث والأزمات في الاتحاد الأوروبي، الذي تبلغ موازنته مليار ومائة ألف يورو. السيدة غيورغييفا قالت بأن الاتحاد الأوروبي قدم حتى الآن مساعدات للمنكوبين في ليبيا بقيمة 50 مليون يورو، وما تزال الطائرة الحكومية البلغارية تقوم بنقل المساعدات إلى المناطق المنكوبة في طرابلس والمناطق الحدودية مع تونس. وتنقل المواطنين المصريين مجانًا إلى مصر لتخليصهم من لعنة القتال. هذه بلغاريا التي سجنت وعذبت ممرضاتها، إثر طلب القذافي حقن الأطفال في بنغازي على ذمة وزير العدل مصطفى عبد الجليل. أما الاتحاد الأوروبي فما يزال يرفض التدخل العكسري في البلاد ولم يعترف بالمعارضة كسلطة واقعية في البلاد، باستثناء فرنسا التي اعترفت بالمعارضة الليبية وهذا حقها بالطبع.
ليست القاذفات الأمريكية أو الأوروبية من تقوم بسحق الشعب الليبي بل هي الطائرات المقاتلة الليبية التي يقودها مرتزقة من إفريقيا والشرق الأوسط. مع هذا نجد هنا وهناك من يحاول الدفاع عن نظام رئسه القذافي ما يزيد عن 40 عامًا، كأن المثقفين ورجال السياسة في ليبيا انقرضوا ولا أحد سوى القذافي وأبنائه قادر على تسلم مقاليد السلطة في البلاد، ولا عجب حين نقرأ عن مئات الملايين من الدولارات التي تصرف لشراء الأقلام والذمم وتُبعثر على الغانيات والممثلات والمطربات الأجنبيات. هذا جنون ومفارقة يستحيل على صاحب ضمير القبول بها. أنا أرفض كل أوجه التسلط وتجميع السلطات كافة بيد شخص أو عائلة واحدة إلى أبد الآبدين، واحتكار خيرات الشعوب وتحقير عقولها وشلّ قدرتها على ممارسة الفكر الحرّ باستثناء النزر القليل من الأنظمة العربية. أتساءل، كيف لم تحرك الجامعة العربية ساكنًا إزاء ما يحدث واكتفت بالصراخ "لا للتدخل الأجنبي" فليقتل الأبرياء وتحرق المنازل وتدمر المدن ومصافي البترول التي هي ملك للشعب وليس للطبقة الحاكمة!
لماذا لم تعلن الأنظمة العربية الحظر الجوي على ليبيا لمنع قاذفات الموت من حرق المواطنين الليبيين إذا أردنا أن يبقى الشأن الليبي ليبيًا. سارعت بكتابة هذا المقال لأظهر موقفي كأديب من الأحداث الجارية في شمال إفريقيا والأحداث المرشحة لأن تطال الدول الأخرى في العالم العربي، قبل أن تجفّ الدماء. أيتها الشعوب المستضعفة في الأرض "اللي بتتكلم عربي" تمردي على الخنوع والقهر - حتى السنابل تتمرد وترفع رأسها في وجه الشمس أحيانًا.



#خيري_حمدان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على شفا هاوية
- قصور وأعراس -2- مسرحية في حلقات
- قصور وأعراس
- نساء مترو الأنفاق
- الطريق نحو الماضي
- وحدها ابتسامتك تهزمني
- توازن - قصص قصيرة
- انفرط العمر يا وردة
- سقوط القلم
- البيت العتيق
- قهوة العصر وامرأة
- الفاشلون
- ليموناتي الثلاث
- الغرفة البيضاء
- ما قاله صديقي الميت
- أليست هذه الجميلة زوجتي القبيحة؟
- الحبّ وهموم أخرى
- أوقات وردية للقلب
- مهادنة السلطة وانتحار الثروة
- الرسم بالشفاه


المزيد.....




- شاهد تطورات المكياج وتسريحات الشعر على مدى الـ100 عام الماضي ...
- من دبي إلى تكساس.. السيارات المائية الفارهة تصل إلى أمريكا
- بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل: ما هي الدول المنخرطة؟
- السفارة الروسية: طهران وعدت بإتاحة التواصل مع مواطن روسي في ...
- شجار في برلمان جورجيا بسبب مشروع قانون - العملاء الأجانب- (ف ...
- -بوليتيكو-: شولتس ونيهمر انتقدا بوريل بسبب تصريحاته المناهضة ...
- من بينها جسر غولدن غيت.. محتجون مؤيدون لفلسطين يعرقلون المرو ...
- عبر خمس طرق بسيطة - باحث يدعي أنه استطاع تجديد شبابه
- نتنياهو: هناك حاجة لرد إسرائيلي ذكي على الهجوم الإيراني
- هاري وميغان في منتجع ليلته بـ8 آلاف دولار


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خيري حمدان - حتى السنابل تتمرد