أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - هل تدق طبول الحرب في الصحراء ؟















المزيد.....


هل تدق طبول الحرب في الصحراء ؟


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 3302 - 2011 / 3 / 11 - 13:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


احتفلت البوليساريو مؤخرا بخمسة و ثلاثين سنة عن تأسيس ( الجمهورية العربية الصحراوية ) منها ستة عشر سنة من الحرب عرفت نهايتها بتوقيع وقف اطلاق النار مع المغرب وبإشراف الأمم المتحدة في سنة 1991 بعد سلسلة من القتل والتخريب والخطف لم يستفد منه غير تجار الحروب وأعداء الأمة والإسلام . خمسة و ثلاثون سنة والمنطقة منشغلة باسطوانة أكل عليها الدهر وشرب ( الجمهورية الصحراوية ، الشعب الصحراوي ، تقرير المصير للاستقلال )، خمسة و ثلاثون سنة لم يعرف فيها هذا النزاع حلا رغم جميع الجهود التي بدلت من طرف جميع النوايا الحسنة ، ليس بفعل قرار البوليساريو وهو المنظمة التي ليس لها قرار إطلاقا ،بل يفعل التدخل الجزائري السافر في النزاع حيث يرمي من وراء قضية الصحراء المفتعلة تصفية حسابات سياسية وإستراتيجية قديمة ترجع في أساسها الى شعور الجزائر بالنقص ازاء المغرب ( حرب الرمال ، التاريخ ، الهوية ومستوى التقدم المغربي مقارنة بالجزائر التي تتوفر على بترول وغاز) . وفي تحد سافر للقوانين الدولية ولاتفاق وقف إطلاق النار الموقع سنة 1991 ، واستفزازا للمغرب ،نظمت البوليساريو وبتوجيه من الجزائر احتفالات بالمنطقة المغربية المنزوعة السلاح تفريتي . وكان أهم ما شد انتباه المهتمين الخطاب الذي ألقاه ما يسمى عندهم بوزير الدفاع محمد بوهالي ، من ان مؤتمر الجبهة التي سينعقد خلال السنة الجارية ، سيدرس خيار الحرب ، أي العودة الى حمل السلاح ضد المغرب ، تم التصريحات المتناقضة التي أدلى بها مسئولو الانفصاليين ،من أن البوليساريو تتمسك بالحل السياسي الدبلوماسي للنزاع في إطار الأمم المتحدة ، وهي وسيلة لاستجلاب عطف المجتمع الدولي مع أطروحتهم حول الصراع ( الشعب الصحراوي يقاوم المغرب المحتل الغاشم والقوي ) . . إن محاولة محمد عبد العزيز ومن معه التشبه بالراحل ياسر عرفاة، غصن الزيتون في اليد اليمنى ، والبندقية في اليد اليسرى ، ليس له من تفسير غير التخبط والتناقض الصارخ الذي يخيم هذه الأيام على البوليساريو وراعيهم الجزائر ، بعد تغيير العديد من أطراف المجتمع الدولي الوازنة في السياسة الدولية ، لمواقفها بخصوص الصراع المفتعل بالمنطقة ، واقصد بهم الولايات المتحدة الأمريكية ، بريطانيا ، اسبانيا وفرنسا التي لم ولن تتردد أبدا في استعمال حق الفيتو، ضد أي مقترح لا يأخذ بعين الاعتبار الواقعية التي ألح عليها السيد ( فالسوم ) ، وأكدها مجلس الأمن في قراره 1813 ،تم فشل الجولة السادسة من اللقاءات غير الرسمية التي عقدت بملطة ،حيث أعلن مندوب البوليساريو لذا الاتحاد الاوربي محمد بيسات ، بان أي تقدم ايجابي لم يتم تسجيله من لقاء مالطة ، وان ما توصل إليه أطراف النزاع هو عقد جولة سابعة في غضون شهر مايو القادم ، محملا وكالعادة مع الجزائر المغرب مسؤولية فشل المفاوضات . إن القرارات التي اتخذها مجلس الامن بعد القرار السالف الذكر ( 1871 و1920 ) يركزان على الواقعية التي تعني ضرورة استبعاد إطراف النزاع من أجندتها خيار أو حل الاستقلال ، لأنه خيار غير واقعي وغير مقبول ويتعارض مع فلسفة القانون الدولي التي ترفض تجزيء المجزأ وتفتيت المفتت . إن التلويح بالرجوع إلى الحرب ، الهدف منه ممارسة الضغوط على أعضاء مجلس الأمن لاستصدار قرارات في المستقبل تؤكد على ( حق شعب الصحراء الغربية في تقرير مصيره ) وهو الحق ، ومن وجهة نظر قيادة البوليساريو وراعيهم الجيش الجزائري ، حق طبيعي لا يمكن بأية حال من الأحوال التنازل عنه . إن قرار مجلس الأمن 1813 الذي يشدد فيه على الواقعية ( استحالة قيام دولة مستقلة بالمنطقة ) هو اعتراف من طرف جميع أعضاء مجلس الأمن بمغربية الصحراء من خلال تأكيدهم على استبعاد حل الانفصال والتركيز على الواقعية في التعاطي مع القضية . إضافة إلى هذا الجديد المكسب للمغرب ، فان جنوح العديد من إطراف المجتمع الدولي وعلى رأسهم أسبانيا الدولة المحتلة السابقة للأقاليم الجنوبية من المملكة المغربية ، وهي التي تعرف أكثر من غيرها حقيقة التاريخ بالضغط على البوليساريو لقبول المقترح المغربي ،يعتبر تداركا لخطا السياسات الاستعمارية الأسبانية القديمة ، واعترافا بالذنب ...لخ لم يرق قيادة البوليساريو وعرابهم الجزائر ، الذين بدئوا يستشعرون انفلات القضية من بين أيديهم . فكان مؤكدا التهديد بالعودة إلى حرب العصابات ، وهو التهديد الذي يكون المغرب قد أخده محمل الجد ، ورتب له جميع الحلول المنطقية لمواجهة ما قد ستسفر عنه الشهور القادمة من مفاجئات . إن هذا التغيير في المواقف الدولية لصالح مغربية الصحراء ، وخلط الأوراق بمجلس الأمن وبالجمعية العامة للأمم المتحدة، وشعور البوليساريو والجزائر بقرب نهاية ادوار هما التي أصبحت مكشوفة للعيان ، رتب أزمة نفسية خطيرة لدى قيادة المرتزقة ،سببت في الإحباط وفقدان الأمل . ومن البديهي أن يتسبب في المستقبل في لجوء عصابات البوليساريو على الإقدام على مغامرات غير محسوبة النتائج ، أي انتحار الأعداء قبل إطلاق طلقتهم الأخيرة .
فهل تجرا الجزائر من خلال مرتزقتها على تنفيذ تهديدها بمهاجمة المغرب الآمن داخل حدوده الدولية ؟. اعتقد أن الهجوم الذي سيتعرض له المغرب ، لن يأتي من السماء بل من الحدود الجزائرية ، وان البوليساريو لن تستطيع أن تنفد هجومها إلا بعد اخذ الأوامر من قصر المرادية . وهذا يعني أن الصراع أصبح وبالمكشوف بين الجزائر التي انطلق الهجوم من أراضيها ،وبين المغرب المتحصن داخل حدوده الدولية . فهل سيصبح الصراع مغربيا جزائريا مع ما سيترتب عن ذلك نتائج قد تحرق الأخضر واليابس ؟
إن المغرب محسود عن الوضع الذي يوجد عليه الآن . ان جميع الدلائل الخارجية والداخلية تشير إلى حتمية انتصار حل مغربية الصحراء دوليا على الأمد المتوسط ولا أقول البعيد . فمن حيث العلاقات الدولية ، أصبحت العديد من الدول التي تملك استعمال حق الفيتو بمجلس الأمن تعترف بالسيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية من خلال تدعيمهم لمقترح الحكم الذاتي المقترح من طرف المغرب ، رغم ما يحمله من أخطار على مستقبل الدولة ، ومستقبل مغربية الصحراء، ومستقبل الوحدة الترابية للمملكة . إن هذا الجديد سيعطي للمغرب مجالا أوسع للتحرك والحركة في جميع المنتديات الدولية الفاعلة لحسم نزاع الصحراء دوليا ، رغم القرارات الصبيانية الطائشة التي أضرت بالقضية الوطنية مثل قضية اميناتو حيدر ، ودور( البام) من خلال فؤاد الهمة ،الياس العمري ومدير البوليس الشرقي ضريس إلى جانب الوالي المنتمي لنفس الحزب، في افتعال مخيم كديم ازيك الذي تحول ليس الى اعتصام ،بل الى عصيان مدني كاد ان يعم كل الصحراء . أما على الأرض ، فان المغرب يتحكم في صحراءه من خلال التواجد الفعلي للقوات المسلحة الملكية الباسلة ، وجميع القوات العمومية ، الأمر الذي يعطيها مطلق الحرية في التصرف وبدون قيود في مكانيزمات الصراع . إن هذا الجديد المكسب للمغرب ،سيعطيه كامل التصرف لمواجهة أي عدوان محتمل من طرف الأعداء ،حيث ان حق الدفاع الشرعي سيمكن الجيش المغربي من استعمال كافة وساءل الرد القوية لإيلام العدو في العمق ، وهو حق مكفول بجميع القوانين والشرائع الدولية ، ومن جهة أخرى يبقى من حق المغرب اللجوء إلى مجلس الأمن ، الجمعية العامة للأمم المتحدة ، محكمة العدل الدولية ، المحكمة الجنائية الدولية والجامعة العربية .. لعرض الهجوم الجزائري بغية اتخاذ الإجراءات التي تكفلها القوانين الدولية في مثل هذه الخروقات للقانون الدولي . ثم ان السلطات القوية التي يتمتع بها أصدقاء المغرب داخل مجلس الأمن وفي خارجه ، تجعل المجتمع الدولي يرفض سيادة عدم الاستقرار بالمنطقة ، وينبني

عليها إمكانية مسائلة الجزائر والبوليساريو جنائيا عن النتائج التي ستترتب عن خرقهم لوقف إطلاق النار ، ومعارضتهم لمواقف التيار السائد داخل مجلس الأمن والذي أكده القرار 1813 الذي ينصص على مغربية الصحراء من خلال رفض الاستفتاء المؤدي الى الاستقلال . ثم القرارين 1871 و 1920 اللذان ينصصان فقط على المفاوضات لإيجاد حل سياسي منطقي للنزاع الذي عمر والى الآن أكثر من خمسة وثلاثين سنة خلت و دون ان يعرف طريقه الى الحل .
ما هي الاستراتيجية الدفاعية التي يمكن للمغرب أن ينهجها في حال تعرضه لهجوم مباغت من طرف شرذمة الانفصاليين؟ هل سيدخل الجيش المغربي في حرب مفتوحة مع الجيش الجزائري ،لان العدوان الغاشم جاء من الأراضي الجزائرية ، والمغرب من حقه ممارسة تعقب فلول المرتزقة إلى أماكن انطلاقهم ، أي اجتياز الجيش المغربي للحدود الدولية مع الجزائر ؟ . هل سيكتفي الجيش المغربي بالتمترس داخل الحدود الوطنية ، مع الاحتفاظ بحق الدفاع كما كان عليه الحال خلال سبعينات وثمانينات القرن الماضي ، أي تلقي الضربات والرد عليها دون المجازفة بالدخول الى التراب الجزائري ، بسبب النتائج الخطيرة التي ستترتب عن مواجهة مفتوحة مع الجيش الجزائري ؟ . هل سيغير المغرب استراتيجيته الدفاعية هذه المرة ، حيث سيلجأ بدوره الى ممارسة حرب الكوماندو او حرب العصابات التي تقوم بها مجموعات شبه عسكرية محدودة العدد والعدة ، وهي الاستراتيجية العسكرية التي كانت تقوم بها البوليساريو في هجماتها على المغرب ، أي اضرب واهرب مع إمكانية إلحاق اكبر قدر من الخسارة في صفوف العدو مع اسر مجموعة مهمة من جنوده ؟ أم أن استراتيجية المغرب لمواجهة التهديدات التي مافتئت قيادة المرتزقة وعرابهم عسكر الجزائر يلوحون بها ضد المغرب ، سيفرضها التحولات الجيو- سياسية و الجيو – عسكرية التي ستفرض نفسها في ساحة المعركة من حيث قوة الهجوم ، العتاد المستعمل في الهجوم ، طول مدة الهجوم ، وطول المدة التي سيستغرقها النزاع بالمنطقة ، والأطراف الدولية المؤيدة للأعداء في الساحة الدولية . إذن السؤال المرحلي بالنسبة للمغرب هو ما سبق لفلادمير لينين ان طرحه في سنة 1902 ما العمل ؟ .
اعتقد انه للإجابة عن ( ما العمل ؟ ) لا بد من بحث العلاقة بين حرب الكوماندو او حرب العصابات ، وبين الحرب النظامية التي تقودها الجيوش المركزية ، لإظهار مزايا وفوائد كل من الأسلوبين في مواجهة العدو التاريخي للمغرب ، الذي هو الجزائر وليس البوليساريو الأداة العميلة للجيش الجزائري .
إذن ما هي العلاقة بين حرب العصابات التي تعتمد عليها البوليساريو، وبين الحرب النظامية التي تدخلها الجيوش النظامية ؟. تقوم العلاقة بين الاثنين عندما تكون تركبة الجيش النظامي وطنية ( حال المغرب ) ، اذ يصبح عندها الواحد متمما للآخر . ولكن هذا لا يعني انعدام الفوارق بين قوات العصابات ( الكوماندوهات ) وقوات الجيش النظامي التقليدي . إذن السؤال ما هي هذه الفروق ؟.
الفرق الأول هو فرق في التكوين . تتكون قوات العصابات او الكمندوهات من متطوعين يؤمنون بحقهم التاريخي في قضية ، فجاءوا الى القواعد والتزموا بالقتال ، لان أفرادها آمنوا بقضية عادلة يناضل جميع المغاربة من اجلها ( قضية الصحراء المغربية ) . أما الجيش النظامي فينشا عن طريق الاحتراف والتجنيد والتوظيف ويخضع لتراتبية صارمة غير موجودة في قوات العصابات ( حال الجيش النظامي المغربي ) .
- - الفرق الثاني ، فرق في التشكيل . فقوات العصابات تتشكل من وحدات صغيرة ، تكبر نسبيا بحسب التطورات و بحسب الحاجة الضرورية ، ومن ثم فإنها تملك حرية اكبر في التحرك والحركة وطرق المراوغة . وكيف ما كان الحال فإنها تظل اصغر من وحدات الجيش النظامية التي قد تتجاوز الآلاف وتتوفر على أسلحة ثقيلة وطائرات ومروحيات وبوارج حربية .
- - الفرق الثالث ، هو فرق في النظام . فقوات العصابات تخضع لخط استراتيجي سياسي وعسكري واحد ، ولكنها لا تخضع لنظام موحد اكبر في التدريب والتسليح والحياة اليومية ، بينما تخضع القوات النظامية لمركزية حديدية تبدأ من القضايا الأساسية وتنتهي بالقضايا الثانوية . أي لا يغيب عنها أي شيء .
- -أما الفرق الرابع ، فهو فرق في العلاقات الداخلية . فقوات العصابات تشدها الى بعضها بعض العلاقات القبائلية والعرقية والمذهبية والقضايا الاستراتيجية ( الصحراء المغربية ) ، بينما تخضع هذه العلاقات لذا القوات النظامية التقليدية لمفهوم تسلسل الرتب العسكرية لا غير ، أي الانضباط العسكري .
- - والفرق الخامس ، هو فرق في التسلح او التسليح . فقوات الكوماندوهات هي قوات مشاة بالأساس ، وبرنامج تسليحها يخلو من التعقيدات التي تعاني منها قوات الجيوش النظامية التقليدية خاصة في البلاد العربية
- - الفرق السادس الذي هو من أهم الفروق الأخرى يتعلق بالتكتيك العسكري . ان الجيش النظامي يقوم بحملات واسعة ، وينظم حملات كبرى على مستوى الجيوش والفيالق والفرق والألوية ، كما يستخدم العتاد العسكري الثقيل ( مدفع ، طائرات ، بوارج ، مزنجرات ، دبابات .. )بينما تقوم حرب الكوماندو على مستوى المجموعات الصغيرة ، وتستخدم الأسلحة الخفيفة والمتوسطة . ومن حيث التكتيك أيضا ان الجيش النظامي لا يستخدم أسلوب اضرب واهرب مثلا . لكن حرب الكوماندوهات تستخدم هذا الأسلوب .
- إذن الفرق الآن واضح بين حرب العصابات وبين الحرب النظامية للجيوش التقليدية . ان التعامل مع كل أسلوب من الأسلوبين تفرضه المستجدات والتطورات التي تفرض نفسها في آخر لحظة لم تكن منتظرة عند قادة الجيش والقيادة السياسية المسئولة عن الجيش . ومن خلال هذه المقارنة البسيطة يمكن ان نعدد أهم خصائص حرب العصابات وأهميتها في التحكم في مجريات الصراع والتحكم في مختلف مكانزماته التقنية واللوجيستسكية والسياسية .
- ان أولى سمات حرب الكوماندو هي أن الإنسان هو العنصر الأساسي فيها ، لا السلاح ولا العدد ولا التكتيك ولا التكنولوجية هي الأساس ، إنما الإنسان صانع المقدرات والمعجزات .
- السمة الثانية هي ان هذه الحرب تكون طويلة ، وطالما ان العدو يتحرش ببلادنا . وهنا يجب تحديد من هو العدو ؟ ما هي مقدراته ؟ من هي أطراف المجتمع الدولي التي تؤازره في عدوانه ؟ وهذا عمل يبقى من اختصاص المخابرات الوطنية العاملة في بلاد العدو ( الجزائر ) وبالخارج ( الادارة العامة للدراسات والمستندات المعروفة باسم لا دجيد ) .
- السمة الثالثة هي ان حرب الكوماندو حرب شاملة ، بمعنى أنها تشمل كل مجالات الحياة ( إعلام لمواجهة إعلام العدو ، ثقافة لترسيخ عقائدية القضية الوطنية التي تصبح من المقدسات التي لا يمكن التنازل عنها ...الخ ) وعندما نقول ان الحرب يجب ان تكون شاملة ، فان هذا يعني أنها يجب ان تكون مدمرة وموجعة للنيل من العدو اكبر قدر ممكن وفي عقر داره وقواعد انطلاقه .
- في عهد الحسن الثاني رحمه الله ، سبق ان تم توزيع الأسلحة على المواطنين الصحراويين من جهة ليدافعوا عن نفسهم من الهجمات التي كانت تقوم بها البوليساريو ، ومن جهة لا شعارهم بان مسؤولية الدفاع عن الوطن ليست فقط من اختصاص القوات المسلحة الملكية الباسلة ، بل انها مهمة تخص بالدرجة الأولى المواطنين الصحراويين والمغاربة تلبية لواجب التضامن الوطني الذي يفرضه القانون وتفرضه التقاليد في الدفاع عن الوطن ، وهو ما يعني ان على المغرب ألا يعتمد فقط على القوات المسلحة الملكية الذي يبقى دورها أساسيا في المعركة ،بل يجب تكوين فرق كوماندو متطورة ، سواء من داخل الجيش ، مع ضرورة انتسابهم ، ولو من اجل التمويه الى القبائل الصحراوية المرابطة طول الحدود ، حتى يمكن القول ان المغاربة المرتبطون بمغربية الصحراء ، يخوضون حرب الدفاع عن الوطن في مواجهة المغاربة الانفصاليين المضلل بهم ( البوليساريو) . كما يمكن تكوين مثل هكذا وحدات من قبل
- الصحراويين والمغاربة المنتسبين الى الأقاليم الصحراوية من اجل إعطاء المعركة زحما شعبيا ، نظرا لما لهذه الكلمة من مدلول دقيق في الوجدان المغربي وفي التاريخ المغربي ، ومن جهة أخرى للرد على عصابات البوليساريو بنفس الطريقة التي هاجموا بها المغرب ، أي خوض حرب العصابات او حرب الكوماندو الذي قد يصل عددهم الى مائة نفر.
- ان هذه الحرب ، ستجنب الاحتكاك المباشر للجيش المغربي مع الجيش الجزائري في ما إذا طبق المغرب حقه في ملاحقة فلول المرتزقة ، أي اجتياز الحدود الدولية ، حيث التداعيات ستكون خطيرة على كلا البلدين ، لأنها ستؤثر على الوضع الاجتماعي للمواطنين في كلا البلدين ( الحرب تعني الزيادة في الميزانية لمواجهة الظروف الطارئة ، ارتفاع في الضرائب ، زيادة الغلاء وارتفاع الأسعار ..) ومن جهة للحفاظ على وحدة الشعب المغربي خاصة المواطنين المغاربة في الصحراء وإشراك الجميع ، ليس فقط في الدفاع عن الوطن بل لإلحاق الأذى بالعدو في مراكز تواجده ( تسجيل خسائر جسيمة في صفوفه ، اسر اكبر عدد ممكن من المرتزقة لاستخدامهم ورقة ضغط رابحة في المفاوضات القادمة ) . وهنا و من اجل عدالة القضية يجب ان يشارك الجميع في الدفاع عن الصحراء ،أي لا بد ان تتجه قبيلة آل الفاسي التي تسيطر على الاقتصاد والتجارة والابناك والمؤسسات العمومية الكبرى وتسيطر مع أبناءها على المناصب الكبرى في الدولة التي يتوارثونها ابا عن جد ، الى ساحة المعركة لتسيل دماءهم كذلك بالصحراء ، ويسجنون بدورهم لمدد معينة عند البوليساريو . أما أن تقتصر التضحية استشهادا او سجنا على البربر والعروبيين وأبناء الشعب الفقير والمهمش ، فهذا ما لا يقبله عقل سليم ،لان الأمور أضحت واضحة ، وحبل الكذب لم يعد فقط قصيرا ، بل تقطع بالوعي الذي أصبح عليه الشعب المغربي .
- العين بالعين والسن بالسن والبادئ اظلم . وان عدتم عدنا ولكل مقام مقال .
- يبقى سؤال مهم يجب ان نطرحه : متى يمكن للجزائر من خلال البوليساريو مهاجمة المغرب ؟ . اعتقد ان الظرف الدولي والإقليمي ليس في صالح أعداء الوحدة الترابية للمملكة . فمن حيث السيطرة والتحكم في الوضع ، فان المغرب سيد موقفه بتواجد القوات المسلحة الملكية في كل أجزاء الصحراء المغربية . ومن ناحية المشروعية الدولية التي هي في جانب المغرب ،فان قرار مجلس الأمن 1813 الذي استبعد الحلول التعجيزية ، مثل استحالة قيام دولة مارقة بالمنطقة . والقرارين 1871 و1920 اللذان ينصصان على الحل السياسي لبلوغ تسوية سياسية ،قد ابعدا من أجندتهما كل ما يشير الى الاستفتاء لتقرير المصير المؤدي الى الاستقلال ، وهو ما يعني ان مجلس الأمن طالما لم يصدر قرارا جديدا ينصص فيه على خيار الاستفتاء كخيار من الخيارات الثلاثة المطروحة، فان أي هجوم ستقوم به الجزائر سيكون هجوما ضد المشروعية الدولية ، وضد المجتمع الدولي ، وهو ما سيعطي للمغرب إمكانية اكبر في التصرف . أما اذا اصدر مجلس الأمن قرارا ينصص فيه على خيار الاستفتاء،فانه سيكون قد تناقض مع قراراته السابقة التي لا تنصص على الاستفتاء، ويكون قد فتح الباب للرجوع الى حالة عدم الاستقرار التي عرفتها المنطقة طيلة السبعينات والثمانينات من القرن الماضي ، مع ما يمكن ان يشكل تهديدا للسلم الدولي . ولا ننسى هنا ان قوارب الصيد والسياحة الاروبية قد تعرضت لهجوم عصابات البوليساريو في سبعينات القرن الماضي ، وهو ما يسمح بتكرار نفس الهجوم اذا عادت طبول الحرب لتقرع بالمنطقة . و من خلال الإشارات التي يصدرها البوليساريو فان أي هجوم سيواكب ليس ذكرى تأسيس ( الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب) او ذكرى تأسيس (الجمهورية الوهم ) . بل سيكون مرافقا لذكرى توقيع وقف اطلاق النار في سنة 1991 وتحت إشراف الأمم المتحدة .



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حركة 3مارس1973 خنيفرة مولاي بوعزة
- الطائفية في لبنان
- دول الحق والقانون
- من يحكم الله ام الشعب ؟
- الرئيس المستبد المريض معمر القدافي
- الإسلام السياسي
- امة الشعارات
- على هامش ثورة الكرامة في تونس : الغلاء وارتفاع كلفة العيش في ...
- الاشتراكية و الدين .. أية علاقة أي تقاطع
- هل أصبح الحكم الذاتي خيارا مغربيا لا مفر منه ؟
- الانتلجانسيا - الثورية - اللاثورية - كان يا مكان في قديم


المزيد.....




- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - هل تدق طبول الحرب في الصحراء ؟