أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - نضال نعيسة - لماذا لا تغلق القنوات التلفزيونية الرسمية العربية؟















المزيد.....

لماذا لا تغلق القنوات التلفزيونية الرسمية العربية؟


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 3302 - 2011 / 3 / 11 - 11:14
المحور: الصحافة والاعلام
    


ليس من باب الصدف العابرة، أن الدولة العربية، الرائدة إعلامياً، اليوم، ورغم صغر مساحتها، ونعني بها قطر، لا يوجد بها وزارة إعلام، ولا وزير للإعلام، وكان لتغطية هذه القناة دور فاعل في إسقاط ثلاثة أنظمة استبدادية تحكم قبضتها على الكلمة، حتى الآن بسلاح الكلمة، ومن هنا يمكن القول، أن لا لزوم لهذه الوزارة، ولا لزوم لوزير من أصله، في أية حكومة، وهو منصب يختص فقط بالدول التي ما تزال حتى اليوم، وعبثاً، القبض على عنق الكلمة، والصورة، والصوت والحرف، وهذا بات كمن يناطح جبلاً، ويحرث في البر في ظل ثورة المعلومات وانفجار الفقاعات التكنولوجية الهائلة. ويلاحظ على العموم، أن الدول التي فيها وزارات إعلام، هي بكل بساطة، دول فاشلة وبائسة إعلامياً، وعملت من حيث لا تدري، على إنشاء إعلام بديل أقوى من الإعلام الرسمي بات يقوض نظمها السياسية كما حصل في تونس ومصر وليبيا، وخاصة إذا كان وزراؤها ممن لا علاقة لهم بالإعلام، ولم يسبق لهم أن قاموا بأي عمل إعلامي، لا من قريب، ولا من بعيد، وليس لهم مقال مكتوب واحد وحين يخرجون في أي لقاء إعلامي يتحول المرء إلى نوع من الفضيحة الإعلامية والمعرفية قبل أن تكون فضيحة أخلاقية من الأساس. وللتأكيد على صحة زعمنا هذا، فنعلم جميعاً، وعلى الصعيد العالمي، فإن أقوى إمبراطوريتين إعلاميتين في العالم، تستدرج المتابع وتغريه لتدس له السمن في العسل"، وهذه هي أبسط أبجديات وتقنيات وألاعيب الإعلام الذكي ومهاراته في إيصال وجهة نظره ورسالته، أما القنوات "إياها" فتدس له، وبكل بساطة، "الفجل بالبصل"، فيهرب وينفر ويكر ويفر، نقول أقواها هي الأمريكية والبريطانية وسلاحها الأمضى والأبرز وذراعها الضاربة الـCNN، اختصاراً من Cable News Network، والـBBC، اختصاراً من British Broadcasting Corporation، وطبعاً هاتان الدولتان لا تعرف شيئاً اسمه حقيبة الإعلام، ولم تتشرف بوزراء إعلام من "اللي" بالي بالكم.

المهم، عند الشدائد يبرز الخلان، أو الإعلام، ولا فرق، فقد سرقت قنوات ذات مهنية عالية، واستقطبت عبر مصداقية ولعبة وشطارة ومهارة إعلامية واحترافية، نعلم أدق شعابها، قلب ولب وعقل واهتمام المشاهدين الناطقين بالعربيةـ في أطراف الأرض الأربع، ودغدغت أحلامه ولعبت بمشاعره وسمرته أمام شاشاتها. ولم يتأت هذا لها بين ليلة وضحاها، بل من خلال عمل وجهد طويلين، وبرامج مهنية وجرأة عالية في الطرح وعدم تحفظ وتخوف من أي أمر وهما بلغت حساسيته الإيديولوجية، أو الحزبوية، أو الثقافية، (لم تجد الجزيرة مثلاً حرجاً، وفي برنامج الشريعة الحياة، ما غيره، من تقديم حلقات ولقاءات مع الشيخ القرضاوي نفسه في الحلقات الشهيرة عن العلاقة الجنسية بين الزوج وزوجته و"الأوضاع والأبواب" الجنسية الممكنة بينهما وبتفاصيل تكاد تبدو إباحية بعض الشيخ، ناهيك عن استضافة ذات القناة كبار العلمانيين و"العلمانيات" والتنويريين وحتى الملحدات والملحدين وطرحهم لما لم يطرح حتى اليوم في ما يسمى بالإعلام الرسمي العربي بطوله وعرضه في قناة يعتبرها كثيرون "سلفية وماضوية وووإلخ ما جمع حولها جمهور عريض طويل)، وكل ذلك إعلاميين كبار وأطروحات "ثورية" وناسفة أحياناً، فيما كانت قنوات التهريج والدجل الشامل، تبيع الوهم، وتتاجر بالسراب والضباب قبض الرياح، وتتحفظ وتتمنع وتجمل وتتدلل وتخجل وتستحي وتراعي العادات والتقاليد ودخلت في نمطية صارمة وقاتلة ما يعتبر عهراً إعلامياً بحد ذاته، حتى دقت ساعة الحقيقة والحسم فلم تجد من ينصت لها، وإن أنصت لها لم يصدقها، هذا طبعاً بافتراض إن وجدت من يتابعها، أو يكبس زر التحكم عليها، أو إن لم يكن قد حذفها كلياً من جهاز استقباله الفضائي، كما كاتب هذه السطور مع بعض قنوات الدجل والتهريج والعبث الشامل.

فبالله عليكم، من يستمع اليوم ويتابع قناة العقيد التي كانت وعلى مدى أربعين عاماً تمارس الدجل الرسمي وتسوق لـ" العذاب الأخضر"، وتقدم أبناء سيادة "العبيط" على أنهم رسل منزلين، رغم فضائحهم الجنسية والمالية وشذوذ بعضهم ومطاردتهم من قبل القضاء الدولي وتوقيفهم هنا وهناك كزعران وبلطجية؟ أو من منكم، تابع أو كان يتابع القناة التونسية الغارقة حتى "شوشتها" بنشاطات الدجل الرسمي الزائف للسيدة الأولى المصون، أو من استمع لوجهة نظر بن علي أو يهدأ ويسكـّن الشارع الذي تفجر فجأة، وعلى نحو صارخ في وجهه. وعلى ذات المنوال ولكن بشكل أكثر فضائحية هزلية وسوداوية، من يعرف منكم من هو وزير إعلام جحا عمان، أو سفاح دارفور البشير زعيم ما تبقى "له" من السودان؟ لا بل من كان يخطر بباله أن يتابع كل ذاك القرف والرثاثة، المطعمة بنكهة صحراوية، التي دأب إعلام مبارك الظلامي على بثها على مدار الساعة، وتسويقه وتلميعه لشخصيات ولغوا في فساد وتجويع وقهر المصريين، وانشغاله الدائم بنقل نشاطات السيدة سوزان مبارك، وكأنها الليدي ديانا ما غيرها، التي ذهبت-ديانا- وما أدراكم ما الليدي إلى أدغال إفريقيا، ومجاهيلها، لتشارك وبنفسها، وعن صدق ووجدانية ودون دجل، كما تفعل اللواتي بالكم منهن، في حملات استشفاء وتوعية ودعم ضحايا الألغام في الحروب الدموية العبثية لرجال العصابات الأفريقية، أو الأم تيريزا التي أفنت عمرها في أحياء كيرالا، ومومباي الفقير تمد يد العطف والمساعدة والحنان، للأطفال الفقراء، فقام التاريخ، والمجتمع الدولي برد الجميل لها، ومنحها جائزة نوبل للسلام 1979، هنا لا مجال للدجل الإعلامي العربي المعروف. كل هذا في الوقت الذي يبرز فيه بضعة إعلاميين مهنيين في محطات مهنية محترمة كنجوم ساطعة، وجنرالات حقيقيين بأيديهم أسلحة فتاكة، استطاعوا من خلالها هزيمة وسحق جنرالات عسكر "خلبيين" مرصعين بنياشين كاذبة في معركة إعلامية لم يطلق فيها ولا طلقة رصاص، وغير متكافئة، وبدا أن جنرالات الأمن العسكريين المدججين بالأسلحة الفتاكة وجيوش العسس لم يكونوا مؤهلين لها على الإطلاق فهربوا من الساحة كالجرذان المذعورة تاركين أسيادهم وطغاتهم لمصيرهم الأسود المعروف، في رمزية لا تخطئ حول انتصار التكنولوجيا والعلم على جهل وغباء الجنرالات.

فخسرت هذه الدول، المعركة الإعلامية، وهي الإعلام، ومن خسر المعركة الإعلامية، خسر الحرب وخرج من الميدان، وهو وبلا أدني شك، خاسر لكل المعارك الأخرى، ولكم في وزراء الإعلام نكبة يا أولي الألباب.

تميزت قنوات وزراء الإعدام العرب (وكالعادة، لا يوجد خطأ إملائي ها هنا) بكونها قنوات العائلات والقبائل والعشائر الحاكمة والزبائن والشلل والمحاسيب والمحسوبات الدلوعات الحلوات، الأمورات المغناجات اللهلوبات ويا عيني عليهم "أجمعين"، أو تلكن المكشرات النزقات المتكهربات المكفهرات والعياذ بالله، المقربات من هذه العائلات والمنضوية تحت لوائها وتضرب بسيفها، وهذه هي معاييرها وقيم عملها التي فشلت في صنع إعلام جاد رصين راكز وقوي واسع الانتشار، وأصبحت مرتعاً للاهين والعابثين والمسترزقين والمتعيشين، ولذا فقدت كل مصداقية وانفض الناس من حولها وباتت تغرد لوحدها في فضاء لا يرحم القصار والخائبين، ومن يتابعها يلحظ مدى تعتيمها ومراوغتها وسماجتها وتصنعها وتملقها وسخفها وضحالتها وصبيانيتها وفشلت في صنع نجم إعلامي وحيد، فالولاء والطاعة هو مقياسها وليست المهنية أو الكفاءة والموهبة وتبني إستراتيجيتها على إرضاء جهة أمنية ما، ووزير الإعلام الذي يكون لا يفهم بالإعلام عادة، ولا يعرف أي شيء مثلاً عن "سايكولوجية الجماهير واتجاهات الرأي العام"، فكسب اهتمام المواطن أو المتابع ليس من ضمن أولوياتها واهتماتها وهو الركيزة والأساس والهدف الأسمى في أي عمل إعلامي.

حين زار الرئيس المخلوع مبارك دولة قطر، مع العلم أن في مصر حولي مائة قناة فضائية، وإمبراطورية كبيرة للدجل والرياء الإعلامي، توجه "المغفور له"، إلى قناة الجزيرة بزيارة رسمية، وفوجئ حين رأى تواضع وصغر مساحة المبني الذي تشغله وعرفها كاتب هذه السطور، فعلاً، وعن كثب، ومن داخل أروقتها واستوديوهاتها ومكاتبها، فقد دخلتها غير ذي مرة مشاركاً أو زائراً، فقال:" هيه دي اللي عاملة الدوشة دي كلها؟"

نعم يا سيادة الرئيس المعزول، لم تعمل الجزيرة هذه "الدوشة" كلها، وحسب، بل قوضت نظامك الديناصوي، وتفوقت بسلاح الكلمة والصورة على كل عسسك وجنرالك الأمني الأمي عمر سليمان، وعلى كل أمنك المركزي ذي المليوني جندي، وهزمتكم شر هزيمة ستبقى حديثاً للأجيال، ودرساً للزمن والتاريخ.

فحين سيجد الجد لن تروا من يتابع قنواتكم يا سادة يا كرام، يا وزراء الإعلام!!! ونعيد السؤال الملح لماذا لا تغلق القنوات التلفزيونية الرسمية العربية، وتوفير مصاريفها للأطفال والفقراء، طالما هجرها الناس وبالكاد تجد من يتابعها، وإرسال القائمين عليها لقطاعات فيها إنتاج وفائدة أكثر وأجدى للصالح العام، وبات من الضروري جداً تحرير ورفع "اليد" عن قطاع الإعلام؟



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طغاة أم جُباة؟
- لماذا لا يتشبه لصوص العرب الكبار بالكفار؟
- جنرالات الأمن العرب في قفص الاتهام؟
- بيان عاجل من الشبكة العربية لحقوق الطغاة، وهيئة كبار السفهاء
- جنرالات الإعلام العربي: الجزيرة والعربية أنموذجاً
- إلام يكابر القذافي؟
- لماذا لا يحاكم الطغاة ووزراؤهم، أيضاً، بتهم الإبادة الجماعية ...
- قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق
- خسئتم يا سيادة العقيد
- الراشي والمرتشي في النار
- رشوة الحاكم العربي: لا قانونية ولا أخلاقية الفعل
- الحمير هي الحل
- رأس الأفعى الوهابية: مزبلة الطغاة العرب
- تنازلات الطغاة العرب قي الوقت الضائع
- الطاغية العربي وحيداً ولا يجد من يدافع عنه
- عصابة اللهو الخفي المصرية في قاووش واحد
- سيف الأحلام القذافي: سيف من خشب أتى ليكحلها فعماها
- سقوط الاستراتيجيات الأمنية للأنظمة العربية
- إياكم أن يضحكوا عليكم: لا لرشوة المواطن العربي
- هل جاء دور العقيد الليبي؟


المزيد.....




- ولاية أمريكية تسمح للمعلمين بحمل الأسلحة
- الملك السعودي يغادر المستشفى
- بعد فتح تحقيق ضد زوجته.. رئيس وزراء إسبانيا يفكر في تقديم اس ...
- بعد هدف يامين جمال الملغى في مرمى الريال.. برشلونة يلجأ إلى ...
- النظر إلى وجهك أثناء مكالمات الفيديو يؤدي إلى الإرهاق العقلي ...
- غالانت: قتلنا نصف قادة حزب الله والنصف الآخر مختبئ
- بايدن يوقع قانون مساعدات كبيرة لأوكرانيا والمساعدات تبدأ بال ...
- موقع أمريكي ينشر تقريرا عن اجتماع لكبار المسؤولين الإسرائيلي ...
- واشنطن.. التربح على حساب أمن العالم
- السفارة الروسية لدى سويسرا: موسكو لن تفاوض برن بشأن أصول روس ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - نضال نعيسة - لماذا لا تغلق القنوات التلفزيونية الرسمية العربية؟