أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - صالح نعيم الربيعي - في ندواتنا الثقافية















المزيد.....

في ندواتنا الثقافية


صالح نعيم الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 3302 - 2011 / 3 / 11 - 05:20
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    


في ندواتنا الثقافية
يوم المرأة العالمي
قبل ايام من حلول يوم المرأة العالمي بدأت الدعوات و التبريكات تنهال علينا من كل مكان لتأخذ حيز كبير من الرسائل الالكترونية منها و القسم الاخر هاتفيا, ممجدين بهذا اليوم العظيم, دور المرأة في بناء الحظارات .كل هذا الاهتمام كان من حصة الرجل, للحق اقول كنت ناسيا هذا الموعد بالضبط و معاتبا نفسي كم انا متخلف حيث لا احضى بهذا الركب الثقافي الجميل و الحضاري لعدم اهتمامي او تناسي مثل هذه الذكرى العظيمة في- يوم المرأة العالمي- رحت كباقي المهتمين بشاْن الثقافة أههم في هذا اليوم ابحث بين السطور و المقالات لاتعرف على هذه العبارة او تلك والتي قيلت بحق المراة التقط من الكلمات و العبارات الرنانة الطيبة لجلب النظر النسوي اكثر و اكثر , وحيناً افكرفي صياغة مقال للنشر(فقط) او كلمة ان كنت مشاركا في احدى فعاليات الحفل او ندوة ثقافية لاسير مع الركب الحضاري امام الملاء , بعد ذلك راح كل منا يفكر في البدلة التي يلبسها لهذا اليوم منسقا الالوان , سارحا بالعطر الذي يثير المرأة بعد ان فتش جيدا في دعاية العطور , ملمعا حذائه المتروك فترة طويلة , حالق الشعر وصابغ لخصلات الشيب كي يكون الرجل المناسب(لجميع النساء), كأنه الرجل الوحيد في هذا المكان.
من بين هذا كله كانت هناك دعوة خاصة موجه من صديق عزيز عليّ جدا , اخذت منه الغربة اكثر من سبعة عشر عاما لتفرق بيننا , وجميل الصدفة ان التقيه على صفحة الفيس بوك (المباركة) قبل ايام قلائل من يوم عيد المرأة العالمي .
علما انه يعيش في احدى الدول الاوربية. كانت صدفة جميلة ان التقي صديقي الذي سبقني بسنوات عديدة.. بعد ان رمى به الحظ كي يعيش رحلة الغربة ,علما انه كان مشاركا فعلي لاحدى فقرات برنامج الحفل الذي التقينا به , ساعتها تذكرت مثلا شعبيا عراقيا وقلت مع نفسي : يله (هم زيارة و هم تسياره ) او كما يقال (عصفورين بحجر), ما ان اعلن التأريخ موعد هذا اليوم الرائع للمرأة حتى رحت افتش العنوان و الزمان كي اكون من اوائل المدعوين للحفل البهيج فارشا روحي على المقعد الاول لاكون اول السامعين و المتعلمين و المستفيدين انشاء الله
في الصباح المبكر لهذا اليوم صحوت على رنت التلفون , بعد ان هرعت مسرعا متمتما بيني و بين نفسي(ياستار شنو الي صار من الصبح انشاء الله خيراً)هذه التمتمة و الشعور بالخوف بالنسبة لي هي عادية جدا .. وتحديدا -- للمغتربين العرب وخاصة العراقين منهم -- فعندما يرن التلفون في موعد مبكر او متأخر من الليل نردد هذه المقولة من غير سابق...
المهم حتى لا اطيل عليكم هواجس الغربة المرة..رفعت سماعة التلفون و اذا بصوت عال قبل ان يردد الصباحات العراقية المتشابة و الروتينية,, قائلا : (هاصديقي خو ما نسيت موعد حفل يوم المرأة اني دزيتلك العنوان) , سارعت بتقديم الشكر والامتنان اليه بعدما خفت
دقات القلب التي ركضت مثلي مسرعة كي تسمع صديقي (الفطير) !!!
اجبته قائلا : لا عزيزي ما ناسي ابدا بالعكس هذا اليوم انا احبه جدا و له وقع جميل على نفسي ..اوكي مع السلامة.
أتفقنا للمرة المائة على الحضور !! يالله هم حقه, يعرف احنه العرب مواعيدنا ليست مضبوطه بالوقت (مو لو مومو) , واراد التاكد من ذلك , وايضا هي اشاره الى انه تعلم الكثير من الاوربين قبلنا و استفاد من تجاربهم اكثرمنا ,,, وعلى وجه السرعة جهزت نفسي تماما و خطفت بعض كلمات الترحيب الجميلة بعد ان حفضتها جيدا على ظهر قلب و انهيت البروفة كي اكون ممثل جيد امام النساء...
ما ان دخلت قاعة النادي الا و الاعلانات الكبيرة و عبارات الفخر و الترحيب بهذا اليوم رايتها تغلف جدران النادي بكامله و باقات الورود الجميلة تسرق انظارك عنوة, راحت القاعة تغص بالعوائل هنا و هناك مجاميع تتبادل التهاني و التبريكات و القسم الاخر يتبادلون الحديث , الابتسامات تعلو وجوه الرجال حتى بانت جميع اسنانهم من ضمنها سن العقل(ان صح التعبير) و الغريب كانت طئطئة رؤوسهم امام النساء تذكرني (بدبلوماسية الرجل الياباني) و اصغائهم الامتناهي لهن, ذكرني بجندي الماني يصغي لاوامر القائد في ساحة التدريب,ساعتها حمدت الله على هذا الرقي المتألق , كان الاختلاط محط جميل للتعارف و الاستماع للرأي الاخر,حيث لايمكنك ان تعرف من يقف مع زوجته الا عندما ترى الرجل صك بأسنانه بعد ان خطفت ابتسامته المصطنعة التي اعتلته للاخريات , و ثمت همس بامكانك سماعه ان كنت فضوليا مثلي(ها ي شبيج مو دنحجي ويه الناس دعوفيني هسه) حتى اطرد الشك في داخلي (كلت يالله هاي صدفة), وبعد قليل راح الكل منا يتسارع كي ياخذ مكانا متقدما , وانا اهم بكل جوانحي كي التقي بصديقي مرددا لاسامح الله صارله شيئ في الطريق , وما زادني قلق كونه احد المشاركين في تقديم فعالية مهمة , لذا يجب عليه الحضور مبكراً, بقيت قلقا عليه فترة وجيزة من الوقت والان تنفست الصعداء وقلت مع نفسي :---الحمد لله --- دخل القاعة بعد ان التصقت عيناي على الباب وبتساؤل خافت : ( هو لا مو هو هذا لا مو هذا), دخل متلفتا يمينا ويسارا , حدقت به اكثر, عرفته رغم ان التجاعيد اخذت مكانها لتعلو جبينه وترسم فيها معالم الغربة اللعينة , تعانقنا بعد ان صرخ : صديقي صالح واااااااااااو و حلاوة اللقاء .
المهم كان الوقت و الحضور لايسمح لنا اكثر من هذا, بعد ان قدم اعتذار حضور زوجته بسبب مرض ولده , جلسنا متجاورين, بعد ان عذرته بيني و بين نفسي ايجوز قد تأخر بسبب الازدحام, دخلنا انا وهو معترك الاحتفال حيث بدأ الخطباء بالقاء الكلمات الرنانة و الشعراء يتفاخرون بالمرأة و المطربين تصدح حناجرهم, حتى سمعت عريفة الحفل تنادي باسم صديقي ليلقي بكلمته بعدما قدمت عذرا للحضور عن سبب تاخره. صفق له الحضور ترحيبا به , و اكثرهم _انا_
راح يتغنى بكلمته الرنانة و التمجيد الامتناهي في حقوق و مساوات المرأة و موقعها المهم في ادارة دفت المجتمع, وانا مندهشا و فخوراً جدا مرددا ماشالله صديقي صاير انسان رائع (و الله عمي اوربا اطور الانسان)
ما ان انهى كلمته الا و التصفيق علا فضاء القاعة-- حد النفاق و انا اكثرهم---- .
قبل ان تنتهي فقرات الحفل بقليل قدمت عريفة الحفل احدى النساء لتمثيل كلمة اتحاد النساء العراقيات في المهجر , كان لها من العمر اكثر من ستون عاما , ان لم تخونني ذاكرة التقدير, راحت ان تلقي كلمتها القصيرة و الهادفة , و ما ان قربت ان تنهي كلمتها الا و ان تفاجئ الحضور بكلمة -- للسيد مارتن الذ صعد الى خشبة المسرح -- وهو احد مترئسي منظمة حقوق الانسان في اوربا ليلقي كلمته بهذه المناسبة الطيبة, الكل منا راح يلتفت يمين و يسار ليشاهد من هو هذا المارتن.. لقد صعد المسرح والتصق بزوجته ليبانو وكأنهم قطعة واحده , وللحق بامكانك ان تشك انه (تشوه خلقي ملتصقان بالولادة) راح يلقي كلمته بكل هدوء وهو يحتضن حبيبته (يعني زوجته العفو كي لا يتوهم القاريء) بيد و المايكريفون بيده الاخرى ,, كعاشق يلقي بكلمته , كانت عيناه صوب عينيها , ثم انهى كلمته القصيرة هذه بقبلة على يدي زوجته و الاخرى يقبل شفتيها امام الملاء .
الغريب في الامر والذي ادهشني هو ما ان انتهى مارتن من تقبيل زوجته حتى راحت عكوس النساء الجالسات في القاعة جميعاً بشكل ميكانيكي منتظم تنغرس في خواصر ازواجهن (شوف اشلون ايحب زوجته خو مو مثلك) ..
انتهى الحفل بعد ان بدأت الشمس تسرق اذيال الليل, لتعلن بزوغ يوم جديد, راح صديقي الذي فارقته زمنا يدعوني للذهاب الى بيته المتاخم على اقصى الحدود الجنوبية و المجاورة للحدود الالمانية بالوقت الذي كنت مضطرا ان البي دعوته بسبب توقف او لصعوبة المواصلات في هذا الوقت وكانت ساعتها البرودة لاتطاق , .
اتجهنا الى بيته بعد ان طوينا الطريق بالحديث عن ذكريات كانت شيقة فعلا ,و بعد ان عبرت له عن فرحتي و اعجابي بكلمته و بثقافته و روعة اسلوبه اثناء تواجده على المنصة شكرت له هذا التقيم الجميل للمرأة, بعد ذلك عدت اجتر بيني وبين نفسي (و الله اوربا اتعلم الواحد اشلون يحترم ويحب الزوجة ) التي هي عمود البيت حسب ما ذكر هو في خطبته.
وصلنا البيت و مازال الصبح ينهض بشمسه التي بزغت قليلا ..حتى لبس يومه , راح صديقي يفتش بجيوبه الفوق و التحت بحركة سريعة , مرة اخرى يفتش سيارته , عرفت ساعتها انه نسى او اضاع المفاتيح, و هوتارة يستغفر الله , و تارة اخرى يكفر, قلت له لماذا القلق ياصديقي اطرق الباب بهدوء , قد تكون انت نسيت المفاتيح في البيت , و الحمد لله ان زوجتك في البيت ايضا وليس هناك من مشكلة , فرد عليّ : مو هاي بنت ال.... شيكعدها من النوم !! سكت انا بتعجب !! و راح يضرب على الباب كالمجنون , ما ان فتحت الباب الا و انهال عليها بكلمات غير مؤدبة , بقيت انا أخرس تماما وعلامات التعجب على وجهي !! لا اعرف ان اركب الطريق لاعود مسرعا .. او اسلم على زوجته الرائعة حسب ما جاء بخطبته الرنانه .. بالوقت الذي احببت جدا
ان العب واتمتع مع بناته الاثنتين و ولده الصغيربعدما حكى لي عنهم.
سلمت على زوجته مطئطئا رأسي خجلا من الذي حدث امامي , قلت : (يمكن وجهي نحس عليهم) اخرجت اسناني عنوة كي ارسم لها ابتسامه لاغير الموضوع . قالت وهي مسرعة:.اتفضل اخي نتشرف بقدومك( يالله عادي و لايهمك هذا طبعه ) حمدا لكم على سلامتكم من الطريق مستدركة انشالله الحفلة كانت حلوة, قلت نعم , و لكن كان من الاجمل حضوركم معنا, قالت كنت اتمنى و لكن صديقك العزيز يرفض ان يصطحبني معه الى مثل هذه الاحتفالات, كان جوابها صعقة ثانية على رأسي.و الاغرب أن صديقي --نعم صديقي -- لم يرد ولم يخجل فقد رسم ابتسامة صفراء على وجهه ورد قائلا : (ماعليك بحجيها , ويقصد- بكلامها - شنو هي علاكة وين ما اروح أخذها وياي )!!!!!!
تناولنا الفطور بمختلف انواعه بعد ان افرغت زوجته الطيبة ما في داخل الثلاجة كي تقدم وجبة الفطور الشهية من يديها الكريمتين , لكن هذا الازعاج الذي تألق به صديقي المثقف -- نعم المثقف جدا -- صاحب الخطبة الرنانة في يوم المراة العالمي كان قد بدد احلامي الوردية و سرق حلاوة في هذا اليوم الجميل , ودعتهم و انا اجر بذيول الخيبة و الخوف يساورني.
ثم عدت وسألت نفسي السؤال !هل يكون كل رجال الحفل مثل صديقي .
و متى سنستأصل النفاق الاجتماعي هذا؟؟؟
انها مرارة النفاق حقا .
صالح نعيم الربيعي
هولندا



#صالح_نعيم_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مناصرة الشعب الكوردي
- وصايا ليوم الغضب العراقي(يوم الحرية و الديمقراطية الحقيقية)
- قاسم مطرود بعيدا عن المسرح
- شبح الموت يهدد العراقين
- حكاية على قضبان السكك الحديديه
- تضامنا مع السجناء الكورد
- كلمة حزب الخضر الوطني العراقي
- يامن تعب يامن شكه يامن على الحاضر لكه
- بيان صادر عن حزب الخضر الوطني العراقي
- من يحاسب من


المزيد.....




- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟
- اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر ...
- “الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال
- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...


المزيد.....

- جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي / الصديق كبوري
- إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل / إيمان كاسي موسى
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- الناجيات باجنحة منكسرة / خالد تعلو القائدي
- بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê / ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي / محمد الحنفي
- ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر / فتحى سيد فرج
- المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟ / مريم نجمه
- مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد ... / محمد الإحسايني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - صالح نعيم الربيعي - في ندواتنا الثقافية