أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - طلال سعيد يادكار - داء العظمة... مرض و جنون!!














المزيد.....

داء العظمة... مرض و جنون!!


طلال سعيد يادكار

الحوار المتمدن-العدد: 3302 - 2011 / 3 / 11 - 05:19
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


داء العظمة أو جنون العظمة وكما عرفه علم النفس بأنه التقدير العالي المفرط للذات وتضخيم (الأنا) , ومن أعراضه أن الشخص المريض يكون لديه قناعة تامة بأنه عظيم أو أنه أعظم من الاخرين وذلك يؤدي بدوره الى أن يكون الشخص مغروراً متعجرفاً ومتغطرساً يحتقر الاخرين ولا يتقبل النقد منهم لأنه مفرط الاعجاب بذاته وبشخصه معتبرا نفسه فوق الاخرين وبأنه قد وصل الى درجة الكمال والاكتفاء الذاتي.
ويبين علم النفس بأن هذا الداء تسببه عوامل اجتماعية ونفسية محيطة بالمريض أكثر من العوامل العضوية أو البايلوجية, وكذلك طريقة تربيتة المريض ونشأته تلعب دورا كبيرا في تطور المرض وتحوله الى داء مزمن.
وهذا المرض كغيره من الأمراض يصيب أفرادا من الناس العاديين ويصيب أيضا قادة ورؤساء وملوك. ومن الملاحظ ان أغلب القادة الرؤساء والملوك والأمراء , إن لم يكن كلهم في عالمنا العربي والاسلامي , مصابون بهذا المرض ( داء العضمة ) ولكن بدرجات متفاوتة . فكل أصحاب الفخامة والجلالة والسمو... عظماء ! والكل يعتقدون بأنهم يملكون دولهم أرضا وشعبا حتى وإن لم يكونوا ملوكا ! والكل يعتبرون أنفسهم فوق النقد وفوق المسائلة لا وبل فوق القانون . والكل يتوهمون بأن قيادتهم حكيمة , حتى وإن أدت تلك القيادة بدولهم الى الهاوية !
ومن الرؤساء المصابين بداء العظمة بدرجة كبيرة وبشكل مزمن ومستفحل هو العقيد معمر القذافي. فالأخ القائد مصاب بداء العظمة من قمة رأسه حتى أخمص قدميه !! , فهو قد أعطى لنفسه ألقابا أكثر من غيره من القادة , وألقابا أكبر من إمكانياته الشخصية وأكبر من إمكانيات دولته ! فهو بدأ بأمين القومية العربية والمفكر الأوحد والثائر العظيم والمنظر الكبير الى أن أصبح عميد حكام العرب وملك ملوك أفريقيا وإمام المسلمين!! فلبس لباسا أكبر بكثير من مقاسه فضاع فيها , فهو لايصلح لأي لقب من تلك الألقاب , وهو كمن كذب كذبة وصدقها ! وكما أنه أعطى لدولته عنوانا وإسما أكبر من إسمها ..الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى ! فلا هي جماهيرية ولا اشتراكية ولا عظمى !

واصيب بداء وجنون العظمة قبل القذافي قائد أخر لايختلف عنه كثيرا وربما لم يصل القذافي الى جنونه وأعراض عظمته وغطرسته وتعجرفه وألقابه الكثيرة , وذلك القائد هو ( فارس الأمة العربية ) و ( سيف العرب) و ( القائد المجاهد ) و..و..الى أن وصل بأحد الشعراء الموالين له بتشبيهه بالإله ( تبارك وجهك القدسي فينا....كوجه الله ينضح بالجلال) !! لم يصل القذافي بعد ونتمنى أن لا يصل الى طغيان وظلم ذلك القائد في تعامله ومجابهته لانتفاضة شعبه في 1991 واتباعه سياسة الأرض المحروقة مع الثوار والذي استعمل فيها الأسلحة الثقيلة وبشكل كثيف لسحق الانتفاضة وعلى مرأى ومسمع أمريكا والتي سمحت للقائد البطل أن يستخدم الطائرات ذات الجناح المتحرك بالرغم من الحظر الجوي آنذاك لقمع وابادة الثوار لأن اللعبة لم تكن قد انتهت بعد والبطل كان يجب أن يكمل دوره ! ووصل بتلك الطاغية أن يستعمل الأسلحة الكيمياوية المحرمة دوليا لابادة المدنيين رجالا ونساءا واطفالا وحتى الحيوانات ! في الوقت الذي لم تكن هناك أية وسائل إعلامية عالمية كالفضائيات أو تكنلوجيا الاتصالات كالنت والهواتف المحمولة وآلات التصوير الرقمية لنقل ماكان يحدث من قتل لمئات الالاف من الشعب العزل! هذا إضافة الى التعتيم الاعلامي للنظام الحاكم آنذاك وماوصل للعالم لم يمثل سوى قطرة من بحر الدماء الذي اريق في ذلك الوقت!
وكلا القائدين ( المهيب ) و ( العقيد ) اتبعوا سياسة الشعب المسلح ! وطبعا ليس التسلح بـ( العلم ) , بل التسلح بـ( الكلاشنكوف ) ! ذلك السلاح الروسي الخفيف الفتاك والذي اخترعه الروسي ميخائيل كلاشنكوف للدفاع عن وطنه ضد أعدائه في أثناء الحرب العالمية الثانية. وتسليح الشعب بدأ من المدرسة بتدريب التلاميذ على استخدام السلاح وتعويدهم على سماع صوت إطلاق الرصاص ! هذا اضافة الى تدريب باقي افراد الشعب وتشكيلهم على شكل المليشيات الشعبية . والتدريب كان ضد عدو وهمي أو عدو غير متضح المعالم ! ليتضح فيما بعد بأن النظام الحاكم هو ألد أعداء الشعب ! ووصل عدد المدرَبين على السلاح في زمن القائد المهيب الى خمسة ملايين شخص أما في زمن القائد العقيد الان فقد وصل عدد المدربين على السلاح الى حوالي مليون ونصف شخص وطبعا تلك الاعداد هي أعداد كبيرة جدا قياسا الى تعداد السكان ! إضافة الى أن أعداد قطع السلاح داخل البلد قد فاق عدد السكان بأضعاف مضاعفة !

ومن الجدير بالذكر أن (القائد الضرورة ) قد استعان في ذلك الوقت بالمرتزقة من مجاهدي خلق لقتل شعبه وأولئك المجاهدين وإن كانوا من ( الفرس ) فانه لم يكن من المانع ان يصرف لهم ملايين الدولارات وأن يجهزوا بأحدث التجهيزات وأن يقيموا بمعسكرات مكيفة في سبيل الدفاع عن نظامه ! وهذا مايفعله القذافي الان في تجنيده لمرتزقة أفارقة بدولارات معدودة لقتال شعبه وسحق الانتفاضة الشعبية ضد نظام حكمه ! فكل شيئ يهون في سبيل البقاء في كرسي الحكم حتى لو كان الثمن إبادة ثلاثة أرباع الشعب ! هذا إضافة الى إتهام الشعب بالخيانة والعمالة للأجنبي !

على القذافي أن يفيق من جنون عظمته قبل فوات الاوان وأن يحترم إرادة شعبه المتمثل بتخليه عن السلطة وأن يجنب بلاده إراقة المزيد من الدماء والأهم من ذلك أن يجنب بلاده التدخل الأجنبي والذي كما قال هو , وقد صدق فيها , أن التدخل الخارجي إنما هو إحتلال . فالقوى العظمى وعلى رأسها أمريكا لاتهمها سلامة الشعوب ولاتهمها إبادة الشعوب إنما المهم عند تلك القوى مصالحها و مصالحها فقط .
وربما يدرك العقيد القائد بأنه عندما تتدخل أمريكا وتدخل الى بلاده فانها سوف لن تدخل بعتادها وعدتها وأسلحتها فقط ولكنها سوف تدخل ومعها الحبل الذي علق به القائد المهيب لأن ذلك هو العلاج الأنجع لتلك الداء...داء العظمة !



#طلال_سعيد_يادكار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النظام السابق !!
- ياعرب ... لاتتدخلوا.. أنه شأن داخلي!!
- الله ... الغائب عن الثورة
- الصوت الثائر ....!!
- أنا متألم لسقوط بن علي ...
- نهنيء الشعب التونسي بفرار قائد المسيرة!!
- إذا كانت الوحدة نقمة.. ربما يكون الانفصال نعمة!
- دماءنا ماء... ودماءهم دماء
- المواطن العراقي والشقيق العربي بين المرحلتين السابقة والحالي ...
- من كسوة الحجر الى زينة الشجر .... الأغلى في جزيرة العرب!
- الشرق الأوسط ...أم... الشر الأوسط
- الفكر الحر في العالم العربي الغير الحر
- لم يخلقنا الله عبيدا...بل خلقنا أحرارا
- غصن الزيتون بدلاً من شعار السيف
- الحوار المتمدن وابن رشد والفكر الحر ومبروك الجائزة
- ليس بالدين وحده يحيى الانسان بل بالأخلاق
- اللاجئون العراقيون في الاردن ضيوف....ولكن..
- خصخصة الإله واحتكار الحقيقة
- شعوب وحكام ..صالحون وطالحون
- المرأة ... ألآلهة التي فقدت عرشها


المزيد.....




- منها لقطات لنساء غرينلاند تعرضن للتعقيم.. إليكم الصور الفائز ...
- أصيب بالجنون بعد شعوره بالخوف.. شاهد قط منزل يقفز بحركة مفاج ...
- الدفاع الروسية: أوكرانيا خسرت طائرة حربية و213 مسيرة و1145 ج ...
- بوليتيكو: واشنطن توسلت إسرائيل ألا ترد على الضربات الإيرانية ...
- بيونغ يانغ تختبر سلاحاً جديداً وخبراء يرجحون تصديره لموسكو
- بالفيديو.. إطلاق نار شرق ميانمار وفرار المئات إلى تايلاند هر ...
- مصر.. محاكمة المسؤول والعشيقة في قضية رشوة كبرى
- حفل موسيقي تركي في جمهورية لوغانسك
- قميص أشهر أندية مصر يثير تفاعلا كبيرا خلال الهجوم على حشود إ ...
- صحف عالمية: الرد الإسرائيلي على إيران مصمم بعناية وواشنطن مع ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - طلال سعيد يادكار - داء العظمة... مرض و جنون!!