أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سميرة الوردي - ما أشبه اليوم بالأمس ..بين صدام والقذافي إصبعٌ مقطوع















المزيد.....

ما أشبه اليوم بالأمس ..بين صدام والقذافي إصبعٌ مقطوع


سميرة الوردي

الحوار المتمدن-العدد: 3301 - 2011 / 3 / 10 - 21:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم تكن لتلك الأمسية شبيها سوى في حياة الشعوب المقهورة ، التي لاقت وتلاقي من قسوة الحكام وبطشهم ما لا يمكن تصور بشاعته ، فتنقل الحكام بين المجازر البشرية واستمتاعهم بملاحقة مناوئيهم ومن تسول نفسه في الاعتراض ، لا بل مجرد الشك في احتمال اعتراضهم يودي بهم إلى حضيض الجحيم والموت ، فالشعوب التي خدرها الجوع والقمع والإبادة وامتهان الكرامة يجب أن تبقى ذليلة مهانة مطأطئة الرأس أمام حكامها الآلهة المقدسة ومن حق حكامنا (الآلهة الدموية المقدسة !) أن تضرب وتبطش بهذه الشعوب الجرذان المتعاطية لحبوب الهلوسة . ألا تبا لكم من شعوب تأبى الذل للأذلاء !!!!!!
هذا ماكان الحكام يفعلونه في السر والعلن ، دون خوف أو رقيب ، وما زالوا ، أما اليوم وبعد أن انكشف المستور ولم يعد خليفة الله على الأرض عاريا بآثامه أمام الملايين التي تفوقه شرفا وضميرا ووجدانا ، لم يعد لهؤلاء الحكام مكان بين شعوبهم التي أذاقوها السم الزعاف وأوردوها مقابر قل نظيرها في التاريخ الإنساني ، فلا مكان لهم ولاحاجة إليهم بين ملايين الناس ، التي أسقمها الأمل في الإصلاح والتغيير للأفضل .
عانى الشعب التونسي وبصمت وعانى الشعب المصري وبصمته المصاحب لروح النكتة حتى في أقسى الظروف وقد سبقهم في المعاناة شعبنا العراقي البطل ومازالت آثار معاناته إلى يومنا هذا .
ألا تكفي هذه الشواهد لتكون عبرة لمن تبقى من الحكام المتربعين على عروشهم الخاوية وملايين الأفواه تطالب برحيلهم ، لم لا يرحلوا ومن أول صرخة ، محافظين على ماء وجوههم المسكوبة وعلى أرواح أبنائهم الورثة الشرعيين للمفاسد وللاستبداد والمال الحرام ، ألا يكفيهم ما حصل لدكتاتور العراق الذي أهان شعبه وأجاعه وأذله . واليوم ليبيا الأبية تمر بظروف تشابه ما مر به المنتفضون العراقيون في آذار عام 1991
ما جدوى المكابرة ومعاندة الشعوب التي أرهقها الموت والألم ولم تعد تبالي إلا بحياة حرة كريمة أو الموت شهادة في سبيل أوطان ديمقراطية حقيقة ، إنسانية عادلة .
مالذي سيجنيه القذافي وأشباهه من الاستهانة والتكبر والتجبر على شعوبهم سوى الهزائم النكراء ، وقد يسبب كما سبب الطاغية الذي سبقه بتدخل الدول الكبرى وانتهاك حرمة الأوطان كما حدث لعراقنا الجريح .
دائما ما يتبادر إلى ذهني تساؤل :
ما الذي يجعل الطغاة بهذا الجموح والجنون ؟!!!!!..
أليس للبطانة التي تحيطهم وتنتفع من جنوحهم يد !!!!!
لماذا يُغيب العقل الفردي والجمعي ليقتات على أحداث جرت قبل ألف ونيف..احداث حُرُّفت وغيرت وكتبت بأقلام قد لا تكون موثوقا بها وعلينا أن نصدقها بل نزيدها تأويلا وغموضا وعنجهية ونتحجر خلف مفاهيمها للننقض على مخالفينا في الرأي في أي وقت يحتاجه من يؤجج هذه الفتن وهذه الأحداث ، كي تكرس مواقعهم ومفاهيمهم وتمسخ الآخر متى ما شاء .
ألم يحن الأوان كي ننتفض على هذا التراث ونغربله ونجد فيه من القيم الحقيقية التي تخدم مصالح البشر في هذا الحين وتبذر بذور المودة والمحبة والسلام بين كل الطوائف والأديان .
إن العقول الفتية لم تعد قادرة على تحمل الأغلال التي تفرضها عقليات حكام القرون الوسطى . الشباب العربي بدأ يحيا بوعي وتطلع خارج حدود ما يرسمه الحكام العرب الخارجين على القوانين الدولية والموغلين في استغلال ونهب ثروات شعوبهم ، فتكديس المليارات في البنوك الأجنبية وحرمان مجتمعاتهم من التنمية ومن أبسط حقوقهم في العيش والعلاج والتعليم هو الذي ألقى الحجر في قرارة البئر وبدلا من أن يحرك المياه الراكدة أشعل نيرانا لا تُطفأ وكما يقال في الأمثال الشعبية ( كثرة الدك يفك اللحيم )
ماذا تنتظر الشعوب من حكام قضوا عشرات السنين وهم يستمتعون بالجاه والسلطة والناس تحيا في العدم وفي الجحيم .
وكم تنتظر الشعوب صحوة حكامها الذين خدرتهم شهوة المال والسلطة فقسوا وتجبروا .
وماذا ننتظر نحن العراقيين الذين أسقمنا النظام المقبور واستهلكنا النظام الحالي بوعوده التي لم يتحقق منها شيء يذكر بل كل الوعود ذهبت أدراج الرياح وبمضي السنوات ألثمان أصبحت نسيا منسيا ، هل أُرجع كل المفصولين والمتضررين من العهد المقبور لوظائفهم أم اختلقت أمام عودتهم شتى المعاذير والحجج !!! هل أُعطي الطلاب الرواتب البسيطة التي وعدوا فيها !!! هل أعيد الكهرباء والماء إلى سابق عهده ، بل المفروض أن يكون العراق لؤلؤة الشرق الأوسط لما فيه من وفرة مياه ووقود ولكننا ومع الأسف ما زلنا نحيا في ظلمات عصور ماقبل التاريخ . هل تحقق الوعد بالحرية الفكرية والثقافية والانتهاكات تتواصل ولا من رادع يمنعها . ، نحن ما زلنا نأمل أن تتحقق أحلامنا بإصلاح الاعوجاج والانفتاح وسيادة القانون سيادة فعلية ولا يعفى من طائلته من يستحق المحاسبة ، سواء كان مسؤولا أو مواطنا عاديا .
التساؤل الآخر والذي يستعصي عليَّ جوابه كيف يحق لمسؤول أن يتصرف بالمال العام دون وجود رقابة نزيهة ولجان متعددة تشرف عليه وتوجهه لوجهته المرصود لها .
كيف يستطيع مسؤول سرقة أموال طائلة دون رقيب أو حسيب لو لم تكن بطانته أفسد منه .
بلداننا العربية أكثر خيرات وأغنى من أي دولة أوربية أو غربية ولكن شعوبنا أتعس شعوب الأرض قاطبة بسبب فساد حكامها ، في السويد ابتشر الشعب السويدي في أحد الأعوام لأن البرلمان السويدي سمح للملكة بتقديم جائزة لأحدى طالبات الابتدائية ، لأن قوانينهم لاتبيح لأي مسؤول التصرف بالمال العام دون سلطة مسؤولة مختصة حتى ولو كان الملك نفسه .
الآن ونحن نحيا هذه المرحلة المهمة من حياة الشعوب لا يدرك المسؤولون خطورة ما تمر به شعوبهم التي انفتحت على عالم آخر لتقارنه مع عالمها الممتلئ فظاعة بشاعة من قهر وجوع ومهانة ، وتريد ارجاع الزمان إلى عصور مظلمة تجاوزتها البشرية منذ قرون ، فمن يتظاهر لا يتلقى سوى الموت وفي اقل تقدير حسب قول أحد حكامنا قطع الإصبع والإذلال فلم يبق أمام تلك الشعل الوهاجة سوى التظاهر السلمي وتلقي نار المتجبرين بصدورهم فالحياة من وجهة نظرهم لا تستحق أن تحيا إلا في أجواء الحرية والديمقراطية الحقة، وهذه الشعوب أدركت الحرية وضرورة الحياة في ظلها فمتى سيتحقق الإتحاد العربي كي يكون على غرار الإتحاد الأوربي القائم على التنمية واحترام الإنسان !!!!!



#سميرة_الوردي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كل عام
- كل عام
- من سيحقق الحلم!!؟
- تحية إجلال لكل فكر حر
- هل هو حزام ناسف أم سيارة مفخخة أم مسدس كاتم للصوت
- عام رحل!
- صمت المساء
- لماذا الديمقراطية والعلمانية
- الملف تالف..والحكومة تالفة..والعمر تالف!!
- !!! أسنبقى نرى جدرا كونكريتية ونحمل توابيتنا أم سيزهر الوطن ...
- هل كنا معا
- أنا نادمة ! فدم الضحايا يستنزف أعمارنا
- سأنتخب اتحاد الشعب 363
- من سينهي الخراب له صوتي
- عام جديد
- كل عام وبغدادنا بألف خير
- بين الحرية ومدارج كرة القدم يكمن الوعي
- الإنتخابات و أيام الإسبوع السوداء ! ! !
- إنه أبي
- هموم بيئية


المزيد.....




- رصدته كاميرا بث مباشر.. مراهق يهاجم أسقفًا وكاهنًا ويطعنهما ...
- زلة لسان جديدة.. بايدن يشيد بدعم دولة لأوكرانيا رغم تفككها م ...
- كيف تتوقع أمريكا حجم رد إسرائيل على الهجوم الإيراني؟.. مصدرا ...
- أمطار غزيرة في دبي تغرق شوارعها وتعطل حركة المرور (فيديو)
- شاهد: انقلاب قارب في الهند يتسبب بمقتل 9 أشخاص
- بوليتيكو: المستشار الألماني شولتس وبخ بوريل لانتقاده إسرائيل ...
- بريجيت ماكرون تلجأ للقضاء لملاحقة مروجي شائعات ولادتها ذكرا ...
- مليار دولار وأكثر... تكلفة صد إسرائيل للهجوم الإيراني
- ألمانيا تسعى لتشديد العقوبات الأوروبية على طهران
- اكتشاف أضخم ثقب أسود في مجرة درب التبانة


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سميرة الوردي - ما أشبه اليوم بالأمس ..بين صدام والقذافي إصبعٌ مقطوع