جهاد علاونه
الحوار المتمدن-العدد: 3301 - 2011 / 3 / 10 - 14:55
المحور:
كتابات ساخرة
بعض النساء يقمن بشلح ملابسهن لتسديد ما عليهن من التزامات , يعني أنا أعرف مواطنه مش قحبه لا سمح الله ولا هي عاهره لا سمح الله ولكن المسكينه تشلح في محل اللبن لتسديد ما عليها للبان طبعا وصاحب محل اللبن بكون مبسوط على عملية الشلح فأحيانا يطلب منها شلح البنطلون وأحيانا فقط شلح ال (تي شيرت) فليس من الضروري في كل مرة أن يكون معجبا بالبنطلون أو التي شيرت فأحيانا يكون معجباً فقط بالقميص الصيفي وأحيانا بالبنطال الصيفي , وأقسم لي صاحب محل سوبر ماركت أن حوالي 10 نساء من أهل الحارة التي يبيع فيها شلحن له القميص فقط من أجل 10 كيلو سكر وأحيانا قال من أجل زجاجة ببسي أو لتر ببسي كبير والفرق بيني وبين تلك السيدة هو أنني لا أشلح لأي أحد ذلك أنه من النادر أن يُعجب أي تاجر بملابسي الخارجية أو الداخلية, فمرة من ذات المرات قلت لنفس صاحب محل السوبر ماركت: أنا مستعد أشلحلك بنطلوني إذا هيك برضيك شريطة اعطائي عشرة كيلو سكر وما أن خلعت الزنار وبدأت بتسحيل البنطلون حتى نظر في وهو يقول : قرف يقرفك!! شو هذا ..الله يقرفك...شو هالمنظر!! هذا منظر بني آدم؟؟!! ..البس ابسرعه قبل ما يشوفك حدى, فقلت له: شو مالك مش عاجبك ؟ طل شوف أبو علي بيعمل إيه عم يرقص بالكبريه على شان ربع إجنيه..فقال لي : أوكي بشتري منك بنطلونك بيع شراء شو رأيك؟ فقلت له: يعني ما بدك اترجعلي اياه زي الست اللي ابتشلحلك كل يوم نفس البنطلون وبترجعلها إياه ؟
وتشلح تلك السيدة في الكازية لصاحب الكازية لكي تحصل على جالون كاز, وتشلح لصاحب محل الدجاج (الجاج) وتشلح لجابي الكهرباء أو لشركة الكهرباء بأكملها وتشلح لكل مواطن معجب بملابسها الخارجية والداخلية, وتعود إليها ملابسها في كل مرة طبعا وأنا مثلها أينما ذهبت أشلح كل ملابسي ولكن الفرق بيني وبينها هو أنها تسترد ملابسها في كل عملية شلح تقوم بها وثانيا: هنتالك من يقوم بتشليحها بيديه الكريمتين النظيفتين إلا أنا فأنا أشلح لوحدي دون أن يمد أحد يده لتشليحي وثانيا اللي بشلحه مستحيل أرجع وألبسه..خلص راحت عليّ.
وبغد أن عدت إلى البيت وضعتُ رأسي على الوسادة لكي أنام وما أن أغمضتُ عيناي حتى جاءني مندوب من شركة الكهرباء فقمت وأنا أحلم لأفتح له الباب فأعطاني فاتورة الكهرباء ونظرت فيها وقلت له لحظه:شو رأيك في بنطلوني ؟ فقال حلو بجنن, فقلت : شو رأيك أشلحلك إياه وأرجع ألبسه, فقال : ترجع تلبسه مستحيل , فقلت: طيب شو رأيك انت اتشلحني؟ فقال: عيب عليك اخجل طل على الشيب اللي في راسك, فقلت له: والله ما هو قصدي أي شيء عيب لا سمح ألله والله أنا رجل مؤدب ولكن بما إنه مش عاجبك اتشلحني القميص أو البنطلون فشو رأيك اتشلحني التلفزيون , وأهو كله زي بعضه عبارة عن سياسة تشليح , شو رأيك تاخذ التلفزيون اللي عندي جوى بالدار اتشلحني إياه بدل ثمن الفاتورة فقال لي: ابقديش اشتريته؟ فقلت: ب150 دينار أردني وأنا أتنازل أو أقوم بشلحه للدولة الأردنية بخمسين دينار , فقال لي: أوكي أنا أشتريه منك ولكن فقط بأربعين دينار وليس للدولة بل لي أنا شخصيا..ولا تقل للناس تشليح فالدولة يا محترم لا تقوم بتشليح الناس ملابسها الدولة الأردنية دولة محترمة روح اطلع برى وشوف سياسة التشليح كيف انها في بعض الدول العربية, فقلت له: والله ما قصدي أنا أصلا عارف وفاهم لذلك أنا أشلح لوحدي ولست بحاجة لمن يشلحني ولست بحاجة إلى التهديد لكي أشلح بقوة السلاح..بيع تشليح مش مشكلة المهم النتيجة واحدة , طالما بنطلوني مش عاجبك ومش مشكلة أنت والدولة والنظام الحاكم شركاء وأنت والأيام عليّ, واتفقنا على هذا السعر , وهذه لم تكن أول عملية تشليح لي في الأردن فأنا أتعرض كل يوم للتشليح من قبل كافة أجهزة الدولة والنظام وأينما أذهب أشعر بأنني فعلا أريد أن أشلح ملابسي لكي أسدد ما عليّ من التزامات ولكن لا أحد من الممكن أن أجده معجب بملابسي .. فعند صاحب محل السوبر ماركت أشعر بأنني أريد أن أشلح كل ما عليّ لكي أقوم بتسديد الالتزامات التي عليّ ولكنه فورا يقول لي : أنا شاعر يا أبو غلي إنك بدك تشلحلي بس والله أنا مش فاضي ولا أنا معجب في بناطيلك فأقول له : ليش بنطلون هذيك الست أحسن من بنطلوني في شو؟, وقبل أقل من عشرة أيام قلت لجابي شركة المياه : شو رأيك تاخذ الثلاجة ثمنا لفاتورة المياه؟..فضحك ظنا منه بأنني أمزح , فقلت له: يا رجل والله الواحد لو يشلح كل اللي عليه من ملابس ما بكفي هالحرامية والعرصات وحتى لو شلحتلك مش راح اتكون أصلا معجب بالشعر اللي على أرجلي,صح؟,إذا شركة أورنج برسلولنا رسائل عشان يسرقوا منا أنا وزوجتي عشر قروش على كل رساله علما أننا أرسلنا لهم 100 مرة لا نريد استقبال رسائلكم وقمنا بإجراء الخطوات المطلوبة, أي الأردن لازم انسميها مملكة أو دولة تشليح المواطن تشليحا , وصدقني علما أنني لم أطلب خدماتهم ولكن المسألة واضحة وضوح الشمس فهي عملية سطو وتشليح الشعب حتى من ملابسه الخارجية والداخلية حتى أولادي في الدار الذين هم أيضا يقومون بتشليحي من كل شيء أملكه, فولدي علي قبل مدة قام بتشليحي ساعة اليد التي ألبسها وقال لي : إما ابتشتريلي ساعه وإما ابتشلح ساعتك اللي لابسه ووافقت وأعطيته أو شلحت له الساعة التي بيدي, وبرديس قامت بتشليحي ولميس كل ساعة وكل وقت تقوم بتشليحي النظارة التي ألبسها لتلعب بها أو تشليحي جهاز الموبايل, واللي بده يشلحني يشلحني على شان أصير فعلا (طرزان) بحق وحقيقي.
#جهاد_علاونه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
