أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2011 - دور المرأة في صنع ثورات الشعوب وقراءة الواقع والمستقبل والتحديات التي تواجهها - شادي الشماوي - مشاركة النساء فى حرب الشعب الماوية فى النيبال (الفصل الثالث من كتاب – تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتارية العالمية : الماركسية-اللينينية-الماوية )















المزيد.....



مشاركة النساء فى حرب الشعب الماوية فى النيبال (الفصل الثالث من كتاب – تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتارية العالمية : الماركسية-اللينينية-الماوية )


شادي الشماوي

الحوار المتمدن-العدد: 3300 - 2011 / 3 / 9 - 20:47
المحور: ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2011 - دور المرأة في صنع ثورات الشعوب وقراءة الواقع والمستقبل والتحديات التي تواجهها
    


مشاركة النساء فى حرب الشعب الماوية فى النيبال (الفصل الثالث من كتاب – تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتارية العالمية : الماركسية-اللينينية-الماوية )
=======================================================
====== فهرس الكتاب =======
المقدّمة العامةّ للمترجم:
الفصل الأوّل: تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتارية العالمية ، الماركسية – اللينينية – الماوية.
1- لنكسر القيود ، لنطلق غضب النساء كقوة جبارة من أجل الثورة !
2- الإمبريالية و الرجعية تضطهدان المرأة و تستعبدانها و الشيوعية تكسر قيودها و تحررها.
3- حركة نسائية من أجل عالم آخر بلا رجعية و لا إمبريالية .
الفصل الثاني : تشانغ تشنغ : الطموحات الثورية لقائدة شيوعية.
الفصل الثالث: مشاركة النساء فى حرب الشعب فى النيبال
1- مشاركة المرأة فى حرب الشعب فى النيبال.
2- مسألة جعل النساء فى مراكز قيادية فى حرب الشعب.
3- مشاركة المرأة فى الجيش الشعبي .
الفصل الرابع: الإعداد للثورة الشيوعية مستحيل دون النضال ضد إضطهاد المرأة !
و تحرير المرأة مستحيل دون بلوغ المجتمع الشيوعي!
- مقدمة للمترجم
1- واقع يستدعى الثورة.
2- الإعداد للثورة الشيوعية مستحيل دون النضال ضد إضطهاد المرأة ! و تحرير المرأة مستحيل دون بلوغ المجتمع الشيوعي!
3- مساهمات فى تغيير الواقع ثوريا.
الفصل الخامس : الثورة البروليتارية و تحرير النساء
1- الثورة البروليتارية و تحرير النساء ...
2- بيان : من أجل تحرير النساء و تحرير الإنسانية جمعاء.
===================================================================
مقدمة عامة للمترجم :
قضية تحرير المرأة قضية البروليتاريا بإمتياز ذلك أن تحرير البروليتاريا و بلوغ المجتمع الشيوعي الخالي من الطبقات غير ممكن دون تحرير النساء ، نصف السماء ، و تحرير المرأة تحريرا ناجزا هو بدوره غير ممكن دون تحرير البروليتاريا و الإنسانية جمعاء من الإضطهاد و الإستغلال بحكم أن إضطهاد المرأة و إستعبادها ناجم مثلما أثبت ذلك معلم من معلمي البروليتاريا العالمية ، إنجلز ، فى " أصل العائلة و الملكية الخاصة و الدولة " عن التقسيم الطبقي للمجتمع و الملكية الخاصة . و بالتالي ظهور الطبقات و إضطهاد النساء و النظر إليهن و معاملتهن بدونية مترافقان و مترابطان و متشابكان و لا يمكن القضاء على الملكية الخاصة و الطبقات دون القضاء على إستعباد المرأة و العكس صحيح تماما.
و إنطلاقا من هذا الفهم العلمي للعلاقة الجدلية بينهما أكد لينين أنه :
" حيثما توجد الرأسمالية ، حيثما تدم الملكية الخاصة للأرض و المعامل و المصانع ، حيثما يستمر سلطان الرأسمال ، تبق إمتيازات الرجال قائمة ."( 1919 ، "حول مهام الحركة العمالية النسائية فى الجمهورية السوفياتية ") و
" لا تتمتع المرأة بالمساواة الكاملة فى الحقوق فى أي جمهورية بورجوازية ( أي حيث تقوم الملكية الخاصة للأرض و المعامل و المناجم و الأسهم إلخ) حتى و لو كانت أوفر الجمهوريات ديمقراطية ، ...إن الديمقراطية البرجوازية تعد قولا بالمساواة و الحرية . أما فعلا فإن أية جمهورية من الجمهوريات البورجوازية ، حتى أكثرها تقدما ، لم تمنح النصف النسوي من الجنس البشري المساواة الكاملة مع الرجل أمام القانون ، كما لم تعتقها من وصاية الرجل و إضطهاده .
إن الديمقراطية البورجوازية هي ديمقراطية الجمل الرنانة و الوعود الطنانة و الشعارات المفخمة عن الحرية و المساواة ، و لكنها تخفى فى الواقع عبودية المرأة و لامساواتها ، عبودية الشغيلة و المستغَلين و لامساواتهم ." (البرافدا ، 6 تشرين الثانى 1919) .
فالمجتمع الرأسمالي المعتبر مجتمعا متقدما نسبة للمجتمعات الإقطاعية القديمة و شبة الإقطاعية شبه المستعمرة و المستعمرات الجديدة لا يوفر مساواة حقيقية و فعلية – حتى فى يومنا هذا كما سنرى – بما أن قانون الربح و حرية إستغلال وبيع و شراء قوة العمل / العمال و العاملات هما اللذان يحكمان هذا المجتمع .
هذا هو بإختصار شديد الأساس المادي التاريخي للنظرة البروليتارية لقضية تحرير المرأة و علاقتها الجدلية بتحرير البشرية جمعاء من الإضطهاد و إستغلال الإنسان للإنسان .
فى عصر الإمبريالية و الثورة الإشتراكية بتياريها (الثورة الإشتراكية فى البلدان الإمبريالية و الثورة الديمقراطية الجديدة الممهدة للثورة الإشتراكية فى البلدان المضطهَدَة) ، مع تواصل الإستغلال الأسري و الإستغلال الطبقي حققت الحركات النسائية فى البلدان الإمبريالية مكاسبا ديمقراطية هامة مقارنة مع ما أنجزته الحركات النسائية فى المستعمرات الجديدة فإنعكس ذلك فى قوانين تنحو نحو المساواة قولا غير أن الواقع يقيم البرهان على إستمرار إضطهاد النساء بأشكال قديمة و جديدة متنوعة تصل حد المتاجرة فى النساء ضمن ما يسمى "صناعة الجنس ". و تجدر الإشارة إلى أن المكاسب الماضية قابلة للذوبان أمام المد الرجعي داخل حتى القلاع الإمبريالية و على سبيل المثال لا الحصر يهاجم الأصوليون الفاشيون فى الولايات المتحدة الأمريكية بتشجيع من القادة الإمبرياليين و على رأسهم بوش حق الإجهاض . أما فى البلدان المضطهَدَة فالمرأة ضمن الطبقات الشعبية تعيش إضطهادا أكثر من مزدوج ، طبقي و جندري ، ثلاثيا مركبا حيث إضافة إلى الإضطهاد و الإستغلال داخل الأسرة و فى العمل ترزح تحت نير الإستعمار.
عندما إنهارت الكتلة السوفياتية السابقة آخر ثمانينات القرن الماضى و بداية تسعيناته ، بفرح و نشوة صاح الرجعيون و الإمبرياليون عبر العالم و زعقوا بأن الشيوعية قد ماتت و أن التاريخ قد إنتهى و بأنه لا عالم آخر ممكن سوى العالم الرأسمالي و لذا على الجميع الإستسلام و التأقلم معه و العيش فى إطاره. غير أن الشيوعية الحقيقية لم تمت و إنما التى إنهارت هي الشيوعية الزائفة، التحريفية التى فضحتها الحركة الماركسية – اللينينية العالمية و فى مقدمتها ماو تسى تونغ منذ الخمسينات . لم تمت الشيوعية الحقيقية بل بالرغم من خسارة الصين الثورية الماوية فى 1976 إستعادت أنفاسها و إستخلصت الدروس من الماضى المجيد ،من إيجابياته و سلبياته أيضا، و منذ عقود الآن، فى إطار موجة جديدة من الثورة البروليتارية العالمية بتياريها ، شرعت فى خوض صراع طبقي شامل بلا هوادة غايتها إعادة إفتكاك سلطة الدولة خدمة للأهداف البروليتارية و الشعبية الآنية و البعيدة المدى على النطاق المحلي و العالمي . و يكفى أن نلقي نظرة على آسيا لنتأكد من ذلك .
و يهمنا هنا أن نشدّد على أن الرأسمالية / اللإمبريالية التى تدعى أنها تحرر نساء الكتلة السوفياتية السابقة لم تفعل سوى أن تمادت فى إضطهادهن و إستعبادهن. و بالعكس يدلل التاريخ أن التجربتين الأهم لدكتاتورية البروليتاريا فى كل من الإتحاد السوفياتي (1917-1956) و فى الصين الماوية (1949-1976) أحدثتا إختراقا غير مسبوق فى تحرير المرأة حينها. و التجارب الشيوعية الماوية فى العقود و السنوات الأخيرة بينت التقدم الجدى و المثير على درب معالجة قضية تحرير المرأة من جميع الجوانب داخل المجتمع و داخل الحزب ، فى الصراع الطبقي و فى صراع الخطين داخل الحزب بإتجاه كسر القيود و تشريك النساء و تطوير قياديات شيوعيات لامعات بأوفر الأعداد الممكنة لضمان تحريرالأرض/ الوطن و الإنسان فى ترابط جدلي و للحيلولة مستقبلا دون إعادة تركيز الرأسمالية .و تشهد على ذلك بخاصة نجاحات تجارب حرب الشعب فى البيرو و فى الهند و الفيلبين.
و فى الوقت الذى تكسر فيه القوى الشيوعية الماوية قيود النساء و تطلق غضبهن و طاقاتهن كقوة جبارة من أجل الثورة و تحررهن ، لم توفر الرجعية و الإمبريالية لنساء أفغانستان و العراق مثلا سوى مزيد الإضطهاد و الإستغلال و العبودية .
و يخطئ من يدعون تبنى الشيوعية فى حين أنهم يقبلون بواقع المرأة فى ظل الرأسمالية أو يضعونه مثلا أعلى لهم كما يخطئ من يدعون تبنى الشيوعية و يأجلون ، فى المستعمرات الجديدة و البلدان شبه الإقطاعية شبه المستعمرة ، قضية تحرير المرأة مقدمين التحرر الوطني و مرجئين جانب فى غاية الأهمية من المسألة الديمقراطية مع أنهم يسمون أنفسهم بالديمقراطيون . ..
بتعاميهم عن العلاقة الجدلية بين المسألتين الوطنية و الديمقراطية يسقطون فى أحضان الإنحراف القومجي أو الأصولي الديني إذ أن الثورة الديمقراطية الجديدة / الوطنية الديمقراطية ثورة ديمقراطية برجوازية بما هي ثورة ضد الإمبريالية و الإقطاع و الرأسمال الكمبرادوري/ البيروقراطي و لا تهدف للقضاء على رأس المال مباشرة و لكنها ثورة ديمقراطية جديدة لأنها تحمل فى طياتها ،كتيار من تياري الثورة الإشتراكية العالمية ،مميزات تجعلها تختلف نوعيا عن نمط الثورات الديمقراطية القديمة و نقصد بإختصار 1- سياسيا، القيادة البروليتارية للثورة و الدولة الجديدة القائمة على تحالف الطبقة العاملة كقوة قيادية و الفلاحين و لا سيما الفقراء منهم كقوة رئيسية و بقية الطبقات و الفئات الشعبية المناهضة للإمبريالية و الإقطاع و الرأسمال الكمبرادوري/ البيروقراطي و 2- و إقتصاديا، القطاع العمومي للدولة و المؤسسات التعاونية و3- الثقافة الشعبية الجديدة العلمية و عنصرها الأساسي الثقافة البروليتارية.
و التعامي عن أو تأجيل خوض الصراع الطبقي و الصراع بين الخطين داخل الحزب فى أحد أهم مكونات المسألة الديمقراطية إلى تاريخ غير معلوم هو إنحراف يميني يخدم فى النهاية التيارات القومجية و الأصولية الدينية و يعرقل واقعيا و فعليا تعبئة الشعب فى مناهضة الجبال الرواسى الثلاث أي الإمبريالية و الإقطاعية و الرأسمالية الكمبرادورية / البيروقراطية زيادة على كونه يخرب بلترة الحزب و إنصهاره فى صفوف النساء ، نصف السماء فيتعذرعمليا التحرر الديمقراطي الجديد/ الوطنى الديمقراطي . و يمدنا التاريخ بأمثلة عن مآل عدم ربط المسألة الوطنية بالمسألة الديمقراطية و ترك القيادة للبرجوازية الصغيرة أو غيرها و من ذلك ما حدث فى الجزائر رغم التضحيات الجسام التى قدمتها المرأة فى خضم حركة التحرر من الإستعمار الفرنسي و ما يحدث للمرأة الفلسطينية و المرأة اللبنانية التى أبعدها حزب الله من المشاركة فى المقاومة المسلحة فكوّن جيشا طائفيا ذكوريا .
و للأسف الشديد نجد قوى تدعى تبنى الشيوعية و تكيل المديح لهذه التجربة الطائفية المهينة للمرأة فى الأسرة و المجتمع و تتذيل لها كما تذيل آخرون للتجربة السياسية الليبية و السورية بدعوى أنها تجارب وطنية . و بتذيلهم هذا يتخلون عن القيادة البروليتارية للثورة الديمقراطية البرجوازية فى عصر الإمبريالية و يسقطون فى التصفوية متنكرين للمثل العليا الشيوعية و الإستراتيجيا و التكتيك البروليتاريين و يمضون فى آخر المطاف فى طريق الإلتحاق بهذه الكتلة أو تلك من الرجعية . و رغم ما تبديه التطورات التاريخية من خطل هذه التوجهات و رجعية تلك التجارب و إستحالة سماحها بالتقدم خطوة نحوالأمام فما بالك بتعبيد الطريق أمام إنجاز الثورة الديمقراطية الجديدة / الوطنية الديمقراطية كمرحلة أولى ممهدة للثورة الإشتراكية ، فإن البعض لا يزال متشبثا بخيالاته و أوهامه .
و تتنازل مجموعة أخرى بفعل خطإ الخط الإيديولوجي و السياسي الذى يقودها وتحت ضغط الصراع الطبقي و تراجع الحركة الثورية العالمية و القومية حتى عن مبادئ الديمقراطية البرجوازية لتدمج الأصوليين الدينيين و برامجهم الرجعية ضمن القوى التى تسميها ديمقراطية و تنشر الوهم عن إمكانية قبولهم بمبادئ الديمقراطية البرجوازية و تخليهم عن أسس فكرهم الرجعي القائم على الحاكمية للإلاه . إنهم كتجريبيين دغماتحريفيين لا يستخلصون العبرة مما جرى فى إيران منذ1979 و ما يجرى فى تركيا اليوم . و فى المقابل ، بدغمائية ، تأجل جماعة أخرى قضية المرأة و تطمسها فلا تعيرها الإهتمام اللازم و الضروري لتصوغ الخط الثوري البروليتاري بهذا المضمار و تطبقه و تعالج العوائق التى تحول دون كسر قيود النساء و إطلاق غضبهن و طاقاتهن كقوة جبارة من أجل الثورة و تتصدى للمشاكل التى تعيق تطور الحركة الثورية و تطور الفكر البروليتاري الثوري داخل الجماعات التى تدعى الشيوعية و فى صفوف أفرادها .إن هذه السياسة المؤجلة لأحد أهم جوانب المسألة الديمقراطية و أحد قضاياها الحيوية تؤدى إلى التخلى عن القيادة البروليتارية للثورة الديمقراطية البرجوازية فى عصر الإمبريالية و إلى التذيل للتيارات القومجية مثلما أدى إعطاء الأولوية المطلقة للمسألة الوطنية إلى التذيل الملموس سياسيا فى أكثر من مناسبة و أكثر من موقف من أحداث العراق و من صدام حسين نفسه .
تعلمنا التجربة البروليتارية العالمية الماضية منها و الراهنة و تعلمنا الماركسية – اللينينية – الماوية ،علم الثورة البروليتارية العالمية ، أن مساهمة المرأة هي معيار نجاح أي ثورة كبرى فى التاريخ و أن القوانين و القيم الديمقراطية و الإشتراكية لا يمكن ترسيخها إلا عندما يتم تحطيم القيم والمفاهيم و العلاقات والقوانين البطريركية الذكورية و الإقطاعية و البرجوازية. و تأسيسا عليه، لا مجال لثورة ديمقراطية جديدة و لا مجال لنجاح قيادة الشيوعية الثورية لسيرورتها دون تعبئة النساء و أساسا العاملات و الفلاحات الفقيرات بالآلاف و الملايين لأنهن الأكثر إستغلالا و إضطهادا مركبا بالمجتمع الذكوري الطبقي و المستعمر أو شبه المستعمر و مثلما قال ماو تسى تونغ فحيث يوجد إضطهاد توجد مقاومة. و لن تتم هذه التعبئة إلا بكسر قيودهن و إطلاق غضبهن و طاقاتهن كقوة جبارة من أجل الثورة . لذا لزاما على حتى المجموعات التى تعمل على تأسيس فبناء الحزب البروليتاري و الإعداد لحرب الشعب و خوضها أن تناقش بعمق و تبذل قصارى الجهد قصد معالجة مسألة تحرير النساء و إيجاد حركة نسائية ذات توجه بروليتاري ثوري وتطوير قياديات شيوعيات بالعشرات حاليا و بالمئات والآلاف مستقبلا كشرط لا بد منه لتحرير الأرض / الوطن و الإنسان و المضي قدما صوب الشيوعية .
فى هذا الإطار ، فى الفصل الأوّل من هذا الكتاب ، لأجل تعميق الفرز الثوري و التباين من جهة مع الرجعية و الإمبريالية و من جهة أخرى مع الإصلاحية و الإنتهازية و مزيد توضيح الخط الشيوعي الماوي بهذا الصدد نقدم إليكم نصوصا مترجمة ، نظرية و تاريخية و أخرى سياسية أفرزها واقع الصراع الطبقي الراهن ،جمعناها فى المحاور التالية :
1- لنكسر القيود ، لنطلق غضب النساء كقوة جبارة من أجل الثورة !
2- الإمبريالية و الرجعية تضطهدان المرأة و تستعبدانها و الشيوعية تكسر قيودها و تحررها.
3- حركة نسائية من أجل عالم آخر بلا رجعية و لا إمبريالية .
و لأنّ الرفيقة تشانغ تشنغ ، زوجة ماو تسى تونغ و رفيقة دربه لأكثر من ثلاث عقود، قائدة شيوعي فذّة غير معروفة كما ينبغى لدى أوساط الحركة الشيوعية فى الوطن العربي ،و حتى الماوية منها إلى حدّ ما ، كان لا بدّ علينا ان نخصّها بتحية حمراء ، هي أحد رموزنا الماوية التى تمثّل ماضينا فى جانبه المجيد و المضيئ و منارة للمستقبل الوضاء مهما كانت الصعاب ، فترجمنا ضمن الفصل الثاني ، أفضل مقال عنها متوفّر بين أيدينا إستقيناه من مجلّة "عالم نربحه".
و عطفا على التاريخ المشرق للماويين ،إنصب إهتمامنا فى الفصل الثالث على تجربة ماوية من تجارب أواخر قرن العشرين و بدايات القرن الواحد و العشرين لنعرض نضالات الماويين فى هذا المضمار فى النيبال حين كان الحزب الشيوعي النيبالي (الماوي) يتبع خطّا شيوعيا ثوريا ماويا رئيسيا قبل أن يتحوّل هذا الحزب إلى نقيضه بغلبة الخطّ التحريفي عليه ليستحيل من حزب ثوري بروليتاري إلى حزب تحريفي برجوازي فى أواسط العشرية الأولى من القرن الواحد و العشرين.
أمّا الفصل الرابع فيلقى الضوء على الجهود النظرية التى يقوم بها الرفاق الماويون الإيرانيون بشأن الأساس المادي و العلاقة الجدلية لتحرير المرأة بالمجتمع الشيوعي و نقد النظرات السائدة الخاطئة داخل الحركة الشيوعية العالمية .
و يعرض الفصل الخامس و الأخير وجهة نظر الشيوعيين الماويين ليس فى أشباه المستعمرات و المستعمرات الجديدة و إنّما فى بلد إمبريالي يعدّ مركز و قلعة الوحش الإمبريالي و نقصد الولايات المتحدة الأمريكية.ويتضمّن هذا الفصل تحديدا مقتطف هام من البرنامج الجديد للحزب الشيوعي الثوري ،الولايات المتحدة الأمريكية إضافة إلى البيان الجديد الخاص بتحرير المرأة و الثورة الإشتراكية .
و لم نخطّ لهذا الكتاب خاتمة تجنبا لتكرارالأفكار الواردة فى طياته ، و لا نودّ فى هذه الجملة الأخيرة من المقدّمة سوى دعوة الرفاق الشيوعيين الثوريين، الماركسيين- اللينينيين- الماويين ، إلى إستيعاب و تطبيق و تطوير علم الثورة البروليتارية فى هذا الصدد ، تحرير امرأة، مثلما فى غيره من المسائل كي نرفع و نزيد فى رفع رايتنا الحمراء مساهمة منّا فى الثورة البروليتارية العالمية و تحرير الإنسانية جمعاء من كافة ألوان الإستغلال و الإضطهاد ببلوغ الشيوعية مثلنا الأسمى.
----------------------------------------------------
مشاركة النساء فى حرب الشعب فى النيبال
==================================================
--------------------------------------------------- 1----------------------------------------------------
مشاركة المرأة فى حرب الشعب فى النيبال
الرفيقة برفاتي(1999)
"كل من له أدنى إطلاع على التاريخ يعلم أن التغيرات الإجتماعية الكبرى لا يمكن أن تحدث دون مساهمة النساء " - ماركس
مقدمة :
منذ الإنطلاقة الأولى لحرب الشعب المسلحة فى النيبال فى 13 فيفيرى1996، بقيادة الحزب الشيوعي النيبالي (الماوي)، إستشهد حوالي 800 شخص منهم تقريبا مائة من النساء. إلى جانب مئات الرجال ، تقاسي النساء أيضا سجنا قاسيا و العديد منهن إختطفت و مفقودات و إغتصبت،و عذبت أخريات. وإنتشرت الآن الشرارة التى إندلعت من محافظات روكوم و رولبا فى غرب النيبال إلى كافة أركان البلاد .
و اليوم حتى الحكومة ووسائل الإعلام الأجنبية مضطرة للإعتراف بهذا. غير أن ما أذهلهم هو درجة مشاركة المرأة فى حرب الشعب فى النيبال. و ينبغى فهم هذا على قاعدة أن النيبال بلدا شبه إقطاعي و شبه مستعمر له إقتصاد إقطاعي مسيطر و 88 بالمائة من عموم السكان الذين يعيشون فى المناطق الريفية و 81 بالمائة من السكان يعملون فى القطاع الفلاحي و الفلاحة تمثل 42 بالمائة من الدخل القومي الخام للبلاد . علاقة الأرض الإقطاعية يمكن معاينتها من أن 65 بالمائة من الفلاحين الفقراء يملكون 10 بالمائة و حسب من الأرض بينما 10 بالمائة من الفلاحين الأغنياء و الملاكين العقاريين يملكون 65 بالمائة من الأرض. و هذا يعززه الميز الجندرى فى علاقات الإنتاج بين الرجال و النساء ذلك أن النساء محرومات من إرث ملكية أهلهم .
مصادر إضطهاد النساء :
1- الإضطهاد الإقتصادي للنساء:
إن الإضطهاد الإقتصادي للنساء متجذر بعمق فى أسلوب الإنتاج الإقطاعي و شبه الإقطاعي الحالي الذى يهيمن عليه الإنتاج الفلاحي الصغير. و بما أن الأرض الحالية التى هي بطبيعتها البطريركية المتسلسلة أهم مصادر تناقضات النساء. و الإغتراب صلب علاقات الإنتاج الحالية يتمثل فى أنه رغم تحمل أعمال مفروضة مزدوجة على مستوى البيت و المزرعة ، فإن النساء قانونيا ليس بمقدورهن إمتلاكها على قدم المساواة مع نظراءهن الرجال. و كذلك لا يمكنهن وراثة حق إيجار الأرض على قدم المساواة مع الرجال و بالنتيجة لا يملكن حق المعاملات البنكية و من هنا مزيد تحديد قدراتهن على تحسين وضعهن الإقتصادي مما يضعهن إستراتيجيا فى موقع معاكس مقارنة بالرجال. فى قمة هذا ، نجد علاقات بقايا القرون الوسطى مثل القنانة فى منطقة تيراي و عبودية الدين فى تاراي و المنطقة الجبلية التى تجعل النساء فى موقف المعوز بما أنه عليهن عادة أن يقدمن الجنس "طوعا "و خدمات البيت للملاك العقاريين ، إضافة إلى العمل بمزارع هؤلاء. ورسخ الإضطهاد الإقتصادي للمرأة أكثر المستوى المتدنى للقوى المنتجة فى الفلاحة النيبالية المتأخرة للغاية و لها بالكاد بعض المداخيل المعاصرة. فالعمل فى الفلاحة ،هكذا ، يهيمن عليه الجهد الإنساني و يعضده عمل الحيوان و بإستعانة بأكثر الأدوات بدائية مثل المنجل و المعزقة و الرفش إلخ . و على رأس هذا الغياب نجد غياب البنية التحتية الأساسية داخل البيت ( كغياب الوقود و مصادر المياه و الإرتباط بالتحويل اليدوي للمنتوجات الفلاحية ) الشيئ الذى يجعل من عمل البيت مرهقا و مستهلكا للوقت. وإنه لأمر معروف جدا أن فى مجتمع غير متكافئ ، بقدر ما يكون العمل شديدا بقدر ما يكون على كاهل المرأة. و من أعوص المشاكل نظرا لطبيعة الفلاحة المعاشية ووضع شبه البطالة الذى عممته الزراعة البعلية ، ثمة هجرة كبيرة للذكور القادرين على العمل نحو المناطق المدينية للنيبال و الهند و عليه يبقون وراءهم نساءا و أطفالا يشتغلون فى الأرض و البيت. و بإمكان المرء بسهولة أن يستدل من هذا على أن النساء هن حجر الزاوية فى الإقتصاد الفلاحي المعاشي الريفي. و لأن النساء مهمشات على مستوى البيت ، فإنهن يتقاضين أجرا أدنى و أحيانا يكون أدنى إلى حد نصف المبلغ المدفوع للرجال مقابل العمل نفسه و القدر نفسه من العمل بالمزرعة .
و موقع المرأة فى المناطق المدينية ليس بأحسن حال. إذا كانت المرأة فى المناطق الريفية تشكو من الإضطهاد الإقطاعي القروسطي المتخلف، فإن المرأة فى المناطق المدينية ترزح تحت الإضطهاد الإمبريالي المعاصر. إنهن لا يتقاضين الأجر المناسب و هن عادة مستغلات جنسيا فى مصانع كدح بأجر زهيد يديرها رأسماليون بيروقراطيون تقف وراءهم القوى الإمبريالية و التوسعية مثلما هو الشأن فى مصانع الملابس و الزرابي إلخ .
2- الإضطهاد الإجتماعي للنساء :
لا ينبغى أن نلتمس جذور إضطهاد المرأة فى البنية الإقتصادية فحسب بل أيضا فى البنية الإجتماعية و الثقافية و كذلك لا ينبغى أن نلتمس إضطهاد المرأة فى حياتها الإنتاجية فحسب بل أيضا فى حياتها التناسلية. تعود جذور إضطهاد المرأة الإجتماعية بعمق إلى الدين الهندوسي الذى تدعمه الدولة و الذى يدافع عن القوانين البراهمانية الإقطاعية المستندة إلى نظام الكاست الذى ينتقص المرأة فى علاقتها بالرجل. و هكذا ينظر إلى النساء على أنهن "بنات " قبل أن تصبحن "زوجات " إلى أن تلقين حتفهن ك"أمهات " أطفال (بالخصوص أولاد) لا غير .
و بسبب قانون التسلسل البطريركي للنيبال أعلى النسب فى تفضيل الطفل [الذكر ] فى العالم . و يترتب عن هذا مواجهة النساء للميز من المهد إلى اللحد. و يتمظهر هذا فى نسبة وفاتهن العالية إذ تتوفين أصغر سنا من الرجال (52 سنة بالنسبة للنساء و 55 سنة بالنسبة للرجال). و علاوة على ذلك ، للنيبال إحدى أعلى نسب موت الأمهات فى العالم (875 عن مائة ألف ). و له أيضا أعلى نسبة وفاة أطفال : تقريبا طفل من عشرة يلقى الموت قبل بلوغ سنة من العمر. كل هذا فضلا عن الزواج المبكر و الحمل المبكر و تعدد الحمل مما يتطلب الكثير من صحة النساء النفسية منها و البدنية. و لأن النساء ينظر إليهن كوسيلة للحصول على إبن أو أبناء لوراثة الملكية الخاصة، تجد أنفسهن من هنا مدفوعات دفعا إلى أبعد مدى للحصول على أبناء حتى على حساب صحتهن بغية تأمين حياتهن الزوجية و ضمان قسطهن من الأرض من خلال أبنائهن. و على هذا النحو ، حين لا تنجبن أبناءا تتركن تقريبا أو تقاطعن إجتماعيا أو يتم الزواج من أخريات ذرات لهن .
ويجعل نظام الكاست النساء المنتميات إلى كاست الأنتوشبل حتى أكثر عرضة للأذى إقتصاديا و إجتماعيا و جنسيا. و بالفعل قبضة الثقافة الهندية على المجتمع شديدة إلى درجة أنها أثرت حتى على النساء اللاتي تنتمين إلى مجموعات غير هندية أقل إقطاعية
3- الإضطهاد السياسي للنساء :
إن إضطهاد النساء السياسي متجذر فى الإقتصاد البطريركي البرلماني الملكي الحالي. فإستخدام العرش الملكي عبر التسلسل الذكوري ، معا مع إعتبار الملك على أنه إلاه حي ، يجعل من العناصر الذكور أقوى سياسيا من العناصر الإناث فى المجتمع. و من ثم الرجال هم الحكام و النساء المحكومات حتى داخل البيت. و يمثل الملك هكذا بطرياركا جسدا و روحا. و بالتالي بخلاف ما فى بلدان أخرى جمهورية برجوازية حيث للنساء على الأقل الحق القانوني فى ملكية الوالدين ، ليس للنساء فى النيبال و لا حتى هذا الزاد القانوني مما يضعهن إستراتيجيا فى موقع غير موات فى الدخول للحياة السياسية ضمن النظام السياسي الحالي. و على هذه الصورة ، فى السياسة الرأسمالية تستعمل النساء فى النهاية كمصدر لبنك الإنتخاب عبر روابطهن مع الذكور. و صار النظام الرأسمالي الحالي الذى يقتضى مالا و رأسمالا لكسب الإنتخابات عقبة وكداء أمام النساء. و تلك النساء المحدودات العدد اللاتى إستطعن ولوج عالم السياسة هن إما أرامل أو زوجات أو بنات السياسيين المعروفين من قبل .

النساء و الثورة الديمقراطية الجديدة :
"لا حركة ثورية دون نظرية ثورية "- لينين .
لنساء النيبال أسبابهن فى القتال من أجل الثورة الديمقراطية الجديدة إذ هي تعالج إضطهادهن الإقتصادي و الإجتماعي و السياسي فى شموليته. و مثلما أشير إليه سابقا، مصدر إضطهاد النساء الإقتصادي هو قبل كل شيئ عدم تمكينهن من إمتلاك الأرض على قدم المساواة مع الرجال. و هذا ما تعالجه مباشرة الثورة الديمقراطية الجديدة حيث الناحية الإقتصادية المركزية هي الثورة الزراعية. فى ظل هذا النظام ينجز إصلاح زراعي ثوري تحت شعار " الأرض لمن يفلحها ". إلى جانب هذا، ترسى العلاقة الثورية بالأرض بين الرجال و النساء تحت شعار " الحق المتساوى فى الملكية ".و هكذا سيمكن حق النساء فى الملكية ، فى المناطق الريفية ، من أن يصبحن جزءا هاما من الإقتصاد الفلاحي الريفي. و فى المناطق المدينية، سيسمح لهن هذا الحق بوراثة الأرض المدينية ووسائل الإنتاج الأخرى مثل مؤسسات الصناعة و التجارة إلخ و من هنا تضحى النساء جزءا من النظام الإقتصادي المديني مما سيعد الأساس الأول لتحررهن الإقتصادي و سيؤثر بصورة هامة على المجالات الأخرى الإجتماعية و السياسية .
و بما أن نظام الديمقراطية الجديدة نظام مناهض للإقطاعية ، فإنه سيبعد مرة واحدة اللون الديني التى صبغت به الدولة محولا إياها إلى دولة لائكية. و مع نهاية الحكم الإقطاعي البراهماني الهندي ، ستغدو النساء مستقلات ثقافيا عن الرجال. وهو ما سيطيح تدريجيا بالحيف ضد البنات جاعلا لهن نفس الأهمية داخل البيت. و فى ظل النظام الديمقراطي الجديد لا مجال للتوافق مع الملكية الإقطاعية التى هي رمز الحكم البطريركي و عوضا عنه ستشكل النساء كمجموعة من المجموعات الهامة ، إلى جانب مجموعات مضطهَدة أخرى داخل حكومة الجبهة الموحدة المناهضة للإقطاعية و الإمبريالية . لذلك لنساء النيبال أسباب للقتال بكل ما أوتين من قوة لتركيز نظام الديمقراطية الجديدة .
و ستحطم الثورة الديمقراطية الجديدة بطبيعتها المناهضة للإمبريالية العلاقات غير المتكافئة مع البلدان الإمبريالية و التوسعية مخلصة النساء من مصانع الأجر الزهيد أين يتم إستغلالهن جنسيا و إقتصاديا . و بالتالى ستتوفر أرضية القضاء على الدعارة و الفكر الإستهلاكي و معاملة النساء كسلع فى النيبال .
التيار الثوري فى صفوف التنظيم الجاهيري :
مدركة جوهر الثورة الديمقراطية الجديدة و ضرورتها لتحرير النساء ، أرست التنظيمات النسائية و بوجه خاص " الجمعية العامة لنساء النيبال (الثورية ) " تيارا ثوريا فى صفوف الحركة النسائية فى النيبال. و يجب فهم هذا على أساس أن حركة النساء فى النيبال يمكن توصيفها بصورة واسعة فى ثلاثة تيارات متباينة .
أولا ، التيار اليميني و الرجعي الذى يخدم بوضوح مصلحة القوى الإقطاعية و الرأسمالية البيروقراطية . إنه يتحدث عن تحرير المرأة لكنه يساند نظام الملكية الدستورية و يدافع عن الديانة الهندية التى تمولها الدول الإمبريالية . إنه يتبرم من معاملة النساء كسلعة إلا أنه لا يتجرأ على التظاهر ضد عروض الجمال إلخ . وهو يندد بالعنف الثوري غير أنه يتغاضى عن عنف الدولة وهو أقرب إلى الأحزاب الحاكمة من مثل " المؤتمر النيبالي " و [الحزب] " الما-اللينيني الموحد" و الأحزاب " الم-اللينينية " .
و التيار الثاني تيار تحريفي . فى الكلام يبدو التحريفيون ثوريون لكن فى الفعل يمارسون الإصلاحية . يقولون إنهم جمهوريون بيد أنهم منهمكون فى النظام الملكي البرلماني. ينددون بنشاطات المنظمات غير الحكومية المحلية و العالمية نظريا غير أن العديد من عناصرهم عمليا يشاركون فى مثل تلك النشاطات. إن هذا التيار أقرب إلى مجموعات ك"ماشال" و "مركز الوحدة " إلخ .
و التيار الثالث ينتمى إلى التيار الثوري و تمثله " الجمعية العامة لنساء النيبال(الثورية )" وهو أقرب إلى الحزب الشيوعي النيبالي (الماوي ). و قد إتخذ موقفا جليا بصدد إعتبار أن تفوق الذكور نتاج الملكية الفردية . و لهذا التيار وضوح تام حول طبيعة الدولة الحالية التى تحافظ على الإضطهاد الطبقي و الإضطهاد الجندري . و إتخذ كذلك موقفا جليا ضد المنظمات غير الحكومية المحلية و العالمية كلاما وفعلا لأنه يعتبر هذه المنظمات إمتدادا للقوى الإمبريالية و التوسعية هدفها النهائي هو إعداد الأرضية لتوسيع أسواقهما و فى الوقت عينه تسجل مدى نمو الحركة الثورية الحقيقية للشعب. متبعا سياسة الوحدة و الصراع ، أقام هذا التيار تحالفات عريضة مع قوى أخرى، لاسيما مع القوى المناهضة للإقطاعية و الإستعمار للتظاهر ضد عروض الجمال و الأدب البرنوغرافي و بيع الكحول إلخ و قد شكل تحالفا واسعا للتظاهر ضد إضطهاد الدولة للنساء و بوجه خاص الإغتصاب و التعذيب المقترف ضد المتعاطفات مع حرب الشعب. فى حين نددت المنظمات الأخرى بالعنف ، تعتبر منظمة " الجمعية العامة لنساء النيبال (الثورية ) " شرعية الإجراءات الدفاعية للجماهير ضد الدولة الحالية المعتمدة على القوى المسلحة .
مشاركة المرأة فى حرب الشعب فى النيبال:
" النساء نصف السماء " - ماوتسى تونغ
فى النيبال ، يمكن إرجاع المشاركة النشطة للمرأة فى الحرب إلى أيام الحملة التوسعية للدولة الإقطاعية الممركزة فى نهاية القرن الثامن عشرة وبداية القرن التاسع عشرة ، و بصورة خاصة إلى سنة 1815 ، فى معركة نالا بانى فى دهارادون (شمال الهند الحالية ) حيث أبدت النساء النيباليات و الأطفال ، إلى جانب الرجال ، مقاومة بطولية ضد الجيش البريطاني الذى لم يكن يفوقهم عددا و حسب بل عُدة أيضا و رغم كل ذلك لم يستطع (البريطانيون ) أن يستحوذوا على حصن كالنغا إلا فى محاولتهم الثالثة إثر تكبد الجانب البريطاني خسائرا جمة .
و كذلك جرت تعبئة النساء خلال الحركة المعادية للرانا التى نظمتها مختلف الأحزاب المناهضة للرانا ، أثناء السنوات 1947-1950 ، و التى بلغت منتهاها بالإطاحة بنظام الرانا سنة 1950. و أيضا ، ساهمت النساء مساهمة نشطة فى الحركة الديمقراطية لسنة 1990 و التى أنهت ثلاثين سنة من حكم الحزب الواحد للملكية الأوتوقراطية " بنشايات " ليعوض بنظام الملكية البرلمانية. مع ذلك ، فى جميع هذه الحركات كانت النساء بالأساس من العائلات السياسية المعروفة أو من النساء المدينيات المتعلمات و كانت أساسا من المناطق المدينية .
فقط بعد إنطلاق الحزب الشيوعي النيبالي (الماوي ) فى حرب الشعب ، أخذت النساء ، جوهريا النساء الريفيات فى التعبئة. و اليوم ، النساء مقاتلات محترفات فى حرب الأنصار. و إرتقت الأسلحة التقليدية مثل الحجارة و المنجل و القضيب الحديدي التى كانت النساء تستعملها ضد الأعداء فى الحركات السابقة، إرتقت اليوم إلى بنادق و مدافع و رشاشات. فى السابق ، كان ينظر إليهن على أنهن مجرد مساعدات أو قوة إحتياط للحركات السياسية إلا أنهن اليوم قادة و آمرات فرق أنصارية مكونة من رجال و نساء. و ينبغى فهم هذا التطور على قاعدة أن البند العاشر من ميثاق الجيش سنة 1960 ، الجيش التابع للحكومة النيبالية ، يمنع إنضمام النساء إلى الجيش الملكي النيبالي . مدركا وضع الإستغلال المزدوج للنساء ، توجه لهن الحزب الشيوعي النيبالي (الماوي ) بوجه صحيح كي تطلقن طاقتهن المضطهدة بصورة مزدوجة لمهاجمة النظام المسؤول عن وضعهن المأساوي الحالي . فى كل فرقة أنصارية ، كرّس الحزب سياسة إنضمام على الأقل إمرأتين أنصاريتين (فى كل فرقة أنصارية ثمة تسعة إلى إحدى عشرعنصرا) .و النساء الأنصاريات يعملن كمقاتلات بالليل و نهارا بالدعاية و الإنتاج .
و حيث تتطلب الأوضاع ذلك ، تشكلت فرق أنصارية من النساء لكن هذا إستثناء و ليس القاعدة و جدير بالذكر ما حدث فى رولبا إذ كانت فرقة أنصارية من النساء مسؤولة عن القضاء على طاغية إقطاعي معروف بإستغلاله الجنسي للنساء. و فى كل مستويات القرية و المنطقة و المحافظة ، تمت تعبئة النساء فى ظل منظمة نسائية جماهيرية. و فى المناطق الثورية الحصينة، جرى إرساء محاكم شعبية أين إضافة لحالات أخرى، تم النظر فى حالات إستغلال النساء. و كان للجنة دفاع القرية و منظمة النساء الجماهيرية و الشعب تأثيرا مزدوجا فعولجت عديد حالات إغتصاب أرض الأرامل و المرأة الوحيدة و أعيدت الأرض لصاحباتها من خلال هذه المحاكم . كما وقع تأديب عديد الأزواج المقصرين الذين تعودوا السكر و ضرب زوجاتهم أو ممارسة تعدد الزوجات مستغلين النساء جنسيا. حالة لها دلالتها فى محافظة برفات تستحق الذكرإذ مثُل أستاذ تعليم ثانوي مشهور بإستغلاله النساء جنسيا وهو يعدهن بالمساعدة على إيجاد أكفاء لزواجهن ، مثل أمام المحكمة الشعبية و إضطر للوقوف فالجلوس و شد أذنيه لدقائق عدة و إضطر للإعتذار عن جرمه و أطلق سراحه مع تحذيره من العواقب الوخيمة إن إستمر فى جرمه .
و حيث النساء غير منخرطات مباشرة فى قتال حرب الأنصار ، فإنهن تعملن كقوة مساندة لحرب الشعب . إنهن تعملن كمنظمات و داعيات و ناشطات ثقافيا و موفرات اللوجستية و ممرضات للمقاتلين و الكوادر المجروحين و أعوان إستخبار و غطاء لكوادر الحزب و المقاتلين و زائرات و مصدر إلهام للسجون و عائلات الشهداء . و إنهن كذلك يتدربن على الإعداد المحلي للبنادق الرشاشة .
و لأن النساء ، ثقافيا ، مقترنات بالعمل البيتي ، كانت الناشطات أكثر فعالية فى تعبئة الجماهير فى المناطق الجديدة بما أنهن تستقبلن بسهولة على مستوى البيت. و سهل هذا للكوادر الرجال كسب إمكانية دخول البيوت فى مناطق جديدة. و قد لوحظ عموما أنه فى الأماكن أين تتم تعبئة النساء المحليات ، تصبح مثل هذه الأماكن فى النهاية قواعدا راسخة لإسناد الحركة. و إلى ذلك ، بفضل دور المرأة المتنوع داخل و خارج المنزل ، فهي توفر غطاءا جيدا لعديد الأعمال اللوجستية و الإستخباراتية لكوادر الحزب و الأنصاريين .
و بشأن إلتزام النساء الصلب تجاه حرب الشعب ، فقد رأينا أنهن تأخذن وقتا لتقرير الإلتحاق بالحركة بيد انهن حين يلتحقن بها تتمسك بها على نحو أرسخ من الكوادر الذكور. و لاحظنا وجود حالات أقل من الإستسلام و الهروب من أرض المعارك الحربية. و رأيناهن فضلا على ذلك ، أقل نزوعا إلى كشف أسرارالحزب .
و هكذا لمسنا أنهن أكثر إصرارا و صبرا من الرجال ( بالرغم من أنهن متأخرات نسبة للرجال فى معارفهن النظرية ). فى هذه الحركة أي بالنسبة لهن ، ليست المسألة مسألة التخلص من الإضطهاد الطبقي و حسب و إنما أيضا من الإضطهاد الجندري ذلك أن كسر السلاسل المزدوجة يتطلب قوة أكبر و إرادة قوية .
و النماذج البطولية التالية للنساء تبين بالمثال الأدوار المختلفة التى كانت و لا تزال تضطلع بها النساء فى حرب الشعب فى النيبال :
- دلمايا يونجان : أول إمرأة مقاتلة قدمت حياتها فى الهجوم المسلح الناجح على بيثان . قتلت وهي تشغل قنبلة . و ما يجعل إستشهادها حتى أكثر دلالة هو أنها تنتمى إلى القومية المضطهَدة التانغ .
- لالى روكا : كانت ناشطة إجتماعية و مساعدة صحية فى محافظة رولبا البعيدة . إختُطفت من مقر صحى و أطلق عليها النار. "ذنبها" أنها فضحت بنشاط الدور الرجعي للمنظمات غير الحكومية فى منطقتها .
- بندايا شولاغاي : إمرأة شابة فى حالة متقدمة من الحمل جري تعذيبها فى سجن شرطة لأنها كانت تمد الأنصاريين فى الغابات بالطعام . و ترتب عن التعذيب ولادة سابقة لأوانها للطفل مما أدى فى النهاية إلى موته و موتها هي بعد بضعة أيام.
- سنسارا بودا : زوجة ناشط حزبي عُذّبت أمام إبنها و لكنها لم تركع هي الأخرى. عندها قتلتها الشرطة بفضاضة مبقية الطفل جريحا .
- كامالا باطا: أستاذة رئيسة " الجمعية العامة لنساء النيبال (الثورية ) " بمحافظة غوركا .إغتصبتها و قتلتها قوة كومندوس خاصة من الشرطة المسلحة عندما كانت عائدة من عمل جماهيري فى صفوف نساء فى قرية .
- دوفى كهادكا : إنها تمثل رمزا حيا للإضطهاد البربري للدولة. إغتصبت تكرارا فى سجن شرطة مما أدي إلى تشريط رحمها. إغتصبت لأنها لم تستجب لضغط الشرطة بغرض أن تمضى شهادة وفاة أخيها الذى كان يذوى فى السجن. و اليوم هي على قيد الحياة و هي تعمل بهمة ضمن حرب الشعب .
شنييا لاما ، نرمالا ديكوتا ، منجو كوار و سوفدرا سبكوتا مع ثلاثة آخرين ذكور ناشطين ثقافيا قتلتهم الشرطة بتحريض مباشر من القادة الرجعيين التحريفيين فى " الما-الل الموحد " . "ذنبهم" أنهم كانوا يستنهضون و ينظمون القرويين بثقافة تقدمية .
إضافة إلى هذه الأمثلة أعلاه ، نقلت تقارير من المناطق الثورية الحصينة الإغتصاب الجماعي للنساء و أحداث النقل الجوي لهن فى الطائرات المروحية لتغتصبن فى مكان آخر و تقتلن . فى المراحل الأولى ، عذبت النساء و إغتصبت لكن الآن التيار الحديث هو قتلهن كذلك. و هذا يعنى أن حتى القوات المسلحة الرجعية إعترفت الآن هي الأخرى بمشاركة النساء فى مستويات مختلفة من حرب الشعب .


دور حرب الشعب فى تغيير النساء:
"حرب الشعب حرب شاملة " - ماوتسى تونغ
أثرت حرب الشعب على النساء بطرق متنوعة . قبل كل شيئ ، أحدثت حرب الشعب تغيرات جوهرية فى الحياة العائلية لنشطاء الحزب. سابقا ، قبل إنطلاق الحزب فى حرب الشعب ، كانت ثمة عديد التناقضات نظريا و عمليا فى علاقة بالقضايا الجندرية داخل البيت و الحياة الإجتماعية خارجه. مثلا ، التفضيل الكبير للأولاد
و تزويج البنات المدبر و ممارسة تعدد الزوجات بينما يتم الدفاع عن زوج واحد بصورة صارمة للمرأة و ممارسة عادات ثقافية إقطاعية كالصوم فى تواريخ مقدّسة و ممارسة عدم لمس المرأة أثناء العادة الشهرية
و كاست أدنى من الناس و التمسك الشديد بالملكية الخاصة و إحالة النساء إلى النشاطات المنزلية بينما ينهمك الرجال فى النشاطات السياسية إلخ كلها كانت سائدة. إلا أنه اليوم مع إنطلاق حرب الشعب عديدات هن النساء اللاتى غادرن المنزل مع أزواجهن ليلتحقن بالحركة تاركين الأطفال لنظام إعانة تعويضي. وغدت تلك النساء اللاتى قررن البقاء بالمنزل أكثر إستقلالية إقتصاديا و هن أوفر تسييسا بدافع الظروف و الجهود الذاتية للحزب بغاية تسييسهن و بدافع الجو السياسي العام الذى خلقته حرب الشعب. جعلت عمليات التفتيش المتكررة
و الإستجوابات و التعذيب و أحيانا حتى الإغتصاب جعلت منهن أكثر تحديا و عداءا لآلة الدولة. و لم ينج حتى الأطفال من مثل هذه الهجمات و هكذا تسيسوا فى سن مبكرة. فنجدهم يؤازرون بنشاط لجان دفاع القرية
و يشاركون فى النشاطات الثقافية و يساعدون فى أعمال الدعاية و الإستخبار إلخ.
و بما أن أغلب الذكور القادرين جسديا دخلوا فى السرية فى المناطق الثورية الحصينة ، بقي النساء و الأطفال يفلحون أرضهم و يواجهون قوات البوليس. فقلب غياب الرجال عن البيت الأدوار الجندرية السابقة. فعلى سبيل المثال ، نجد النساء اليوم تحرث المزارع الفلاحية وهو أمر غير مسموح به دينيا . و نجدهن تخدمن سطوح منازلهن وهو شيئ غير مقبول فى العادات الثقافية. و اليوم ، تتحدى النساء فى المناطق الثورية ، مراسيم الترمل لما تقتل قوات البوليس أزواجهن. و من جهة أخري ، يسعى الحزب بوعي إلى تحويل مصابهن إلى مصدر قوة للإنتقام من القتلة .وهذه الأيام تنقل الصحف مثل هذه القرارات النسائية .
و لنتناول حال سنجيتا بودها القاطنة برولبا . قتلت قوات البوليس زوجها سنة 1997 . و نقلا عنها ، عملت فى منزل أبيها عندما أوقف. والآن بعد قتل زوجها ،إنتقلت إلى الغابة لتلتحق بحرب الأنصار إنتقاما من قتلة زوجها . و كذلك ، حولت حرب الشعب فعلا الإحتفال الهندي الرجعي [تيج] إلى شكل مغاير ألا وهو أرضية ثورية للدعاية لمساندة حرب الشعب و فضح قمع الدولة فى النيبال .
و جعل غياب الرجال معا مع فظاعات البوليس النساء أكثر تعاونا فيما بينهن. و البارز هو شن الحزب حملات من أجل نظام سوق مرتكز على المجموعة و العمل التعاوني مثل نظام "البرما " ( تبادل تقليدي للعمل يمارس داخل بعض المزارع العائلية )على نطاق أوسع و بناء طرق جديدة و صيانة القديمة منها و إيجاد مصادر مياه للمجموعة و جمع العلف و الوقود بالإعتماد على المجموعة و تركيز "شوتارا" جديدة (حدائق عمومية )إلخ. و لنأخذ مثال "شوتارا" جديدة بُنيت على مفترق محافظتي رولبا و ساليان و القرويون هم الذين أنجزوها تذكارا للشهداء من النساء المحليات كوماري بودها و سنسارا بودها و لالى روكا .
و أعانت الفلاحة الجماعية بخاصة أولئك الذين بالفعل هم معيل وحيد للبيت حيث الأزواج فى أماكن أخرى سواء خدمة لحرب الشعب أو ذهبوا للعمل فى مراكز مدينية بعيدة . وفى بعض الأماكن تمكنن حتى من كسب قلوب أمثال العائلات اللاتى عناصرها الذكورية فى خدمة الرجعية العسكرية و البوليسية .
مع خدمتها المصالح الشعبية ، تشعر النساء الآن بأكثر آمان فى منازلهن الخاصة و خارجها بما أن الأزواج المخطئين و الرجال المتجولين يعاقبون كما يجب و صارت النساء أوفر وعيا لحقوقهن القانونية و لإضطهاد الدولة. و من جهة أخرى ، فضح نهب و إغتصاب قوات البوليس و الحماية التى توفرها الدولة للمعتدين
و المغتصبين ، فضح الطابع الطبقي و العنف الجندري للدولة و شحذ وعي الجماهير .
و كانت ضحايا الإغتصاب فى السابق توصم بالعار إلا أنه اليوم ، مع تقنين الإغتصاب و القتل اللذان تقترفهما الدولة ، إتخذ المعنى السابق للعار معنى كره طبقي و عصيان ضد آلة الدولة. و جعلت الهرسلة الجنسية دون تمييز حتى نساء رجال البوليس و الطبقة الحاكمة غريبات عن الدولة القائمة من ناحية و من ناحية أخرى وطدت التعاون فى صفوف الجماهير المضطهَدة فى وجه الدولة .
وفرت حرب الشعب خيارا ثوريا للشباب المتطلع للأفضل رجالا و نساءا . و حياة النساء و لا سيما فى المناطق الريفية ،رتيبة إلى درجة إعادة نفس شكل نشاطات التوالد. و نظرا لتدبير الزواج فى سن مبكرة جدا ، فليس بأيديهن من وسيلة للهروب من دائرة حياة الفريسة. و بالنسبة للنساء الطموحات للمغامرة خارج القرية يعنى ذلك تقريبا الوقوع فى شرك الدعارة أو الإتجار بهن بإتجاه الهند.( يقدّرأن حوالي مائة و خمسون ألف إمرأة من النيبال يتاجر بهن فى المراكز المدينية بالهند!) أو تقع فى مغازات الكدح بأجر زهيد حيث تتفشى الهرسلة الجنسية. و هكذا بالنسبة للنساء الطموحات ، توفر حرب الشعب مناسبة تحد للعمل جنبا إلى جنب مع الرجال و على قدم المساواة و لتثبت جدارتهن عقليا و جسديا.
ووفرت حرب الشعب ،بالإضافة إلى ذلك ،خيار حياة كريمة لعديد النساء المخذولات إجتماعيا و للنساء اللاتى خذلهن أزواجهن و للنساء اللاتى تركن مخذولات فى وقت الشدة ، بعد فقدان العذرية بسبب المحتالين و للنساء اللاتى لم يقدرن على الزواج و تجدهن يعاضدن حرب الشعب على مستويات شتّى . فبالنسبة لهن ، الموت البطولي فى خضم حرب الشعب أروع من أي موت يفرضه عليهن المجتمع .
و ساعدت حرب الشعب على إرساء قواعد تقدمية فى حياة الشعب. و الآن الجيل الجديد من الناشطات من النساء يتحدى نظام الزواج التقليدي المدبر و ينزع أكثر فأكثر نحو الزواج عن حب على أساس إيديولوجي . و لم تعد النساء تركع من أجل الحصول على الأبناء . و هن فى الواقع يحددن عدد الأطفال للأدنى الممكن كي تواصلن نشاطاتهن الثورية. و الرجال أحسن معاملة و تعاونا فى تسيير حياة الأسرة. و الآن الزواج المحدد بزوجة واحدة فرضه الحزب على الرجال. و لذلك يعاقب الرجال الذين يعثر عليهم متورطين فى علاقة غير جائزة ولا يقع التسامح معهم .و اللاتى لهن أسباب للطلاق يشجعن على الطلاق و الزواج من جديد. و ثمة حالات زواج من جديد. و النساء و الرجال الذين فقدوا أزواجهن /أو زوجاتهم فى الحرب تزوجن/تزوجوا من جديد . و مثل هذه الحالات و إن كانت محدودة فالحزب يشجعها .
و دفعت حرب الشعب كذلك نحو الإنتاج الأدبي الخلاق للنساء. و بالنتيجة تتقدم عديد النساء الجديدات لتتقاسم تجاربهن فى حرب الشعب و فضائع البوليس إلخ بكتابة مذكراتهن و قصائد و مقالات بارزة و مقالات نظرية فى الجرائد و المجلات .
و فضحت النشاطات التمويهية للمنظمات غير الحكومية المحلية و العالمية مثل آماميلان كندرا (مراكز تجمع الأمهات ) التى تنشر معابدها الدين بإسم تنظيم النساء ، فضحتها و أفقدتها ثقة الناس فيها.
و لأن النيبال بلد التنوع ، فإن حرب الشعب قد أثرت على النساء من مختلف القوميات كالهندوآريات و التيبيتوبرمان و غيرهن بطرق متنوعة . لقد ساعدت حرب الشعب النساء الهندوآريات على كسر سلاسل الحيلة الإقطاعية المنغلقة التى فرضتها الديانة الهندوبوريتانية بإطلاق طاقاتهن المضطهَدة . و لقد ساعدت التيبيتوبرمان و النساء الأخريات اللاتى لهن حرية نسبية ولهن حقوق أوفر فى إتخاذ القرارات كما قدمت لهن حياة لها معنى بإعطائهن فرصة رفع التحديات. ولم تكسر حرب الشعب قيود إضطهادهن الطبقي و الجندري و حسب و إنما أيضا إضطهادهن القومي . و قد أثرت حرب الشعب بوجه خاص على مجتمع درجات الكاست حيث النساء مستغلات إقتصاديا و إجتماعيا و سياسيا و جنسيا و ذلك بإطلاق كرههن ضد الدولة .
و غيرت حرب الشعب نوعيا و كميا الحركة النسائية فى النيبال. فبينما قلبت جغرافيا الحركة النسائية من المراكز المدينية إلى المناطق الريفية ، فإنها داخل المناطق المدينية غيرت نوعيا الحركة النسائية من حركة تدعو إلى إعطاء النساء مزيدا من الحقوق و الأعمال إلى حركة نسائية واسعة لها أفق طبقي محوري . و اليوم ، قضايا أوسع على غرار إضطهاد المرأة و حقوق الإنسان الخاصة بالمرأة و إضطهاد الجماهيرإلخ ينصب عليها الإهتمام إلى جانب قضايا أخرى . و يلاحظ أيضا أن الإغتصاب الجماعي المتفشى ضد النساء الريفيات و الذى تقترفه الدولة يؤثر فى النشاطات النسائية فى المدن كذلك . و تساهم النساء الآن فى منظمات حقوق الإنسان لتثبت إهتمامهن بالإعتداء على حقوق الإنسان و بالخصوص حقوق المرأة و الطفل . و أدت مثل هذه الفظاعات التى تقترفها الدولة فى المناطق الثورية الحصينة إلى بعث مجموعة خاصة من ست صحفيات لإستقصاء وضع المرأة فى رولبا و روكوم و محافظات أخرى . و قد عرت المجموعة فظاعات إطلاق يد الحكومة فى وسائل الإعلام المحلية و العالمية .
و دفعت حرب الشعب مختلف المنظمات النسائية (وهو أمر إمكانية حصوله كانت ضئيلة قبل بداية حرب الشعب ) صوب الإتحاد حول الأرضية نفسها لتنظم مسيرات إحتجاجية أو ندوات صحفية مشتركة ضد قمع الدولة و مسيرة ضد عروض الجمال إلخ. إلتقاء سبع منظمات نسائية موالية لأحزاب سياسية متباينة لتنظيم مسيرات إحتجاجية ضد الإغتصاب المتفشى و تعذيب ديفى كاوكا فى سجن شرطة أحد الأمثلة على ذلك .
دور الحزب الثوري فى إستنهاض النساء :
فى الإطار العام للنيبال ، تمثل الإقطاعية التناقض الرئيسي الذى على النساء مواجهته . و نتيجة لذلك تنزع بقايا القيم الإقطاعية إلى التسرب حتى إلى الهيكل التنظيمي للحزب مما يؤثر على النساء بوجه خاص لأنه عليهن القتال على جبهتين من منظور طبقي و من منظور جندري . و يغدو هذا باعثا على التحدى بخاصة للنساء
و للتنظيم الحزبي عندما لا يجري قبول المرأة فى قيادة مختلف اللجان و الوحدات الأنصارية بسهولة بسبب الأفكار المسبقة الإقطاعية. وهنا تصبح سياسة الحزب الشيوعي النيبالي (الماوي) تجاه تشجيع مشاركة النساء فى حرب الشعب على كافة الأصعدة مهمة . والشيئ ذاته ، مع تصاعد التأثير الإمبريالي فى المناطق المدينية ، هنالك خطرأن تنزلق النساء بإتجاه التأثير النسوي و التذبذب الإنعزالي . وهذا صحيح بوجه خاص بالنسبة للنساء المتعلمات المترفهات اللاتي إلتحقن بحركة العصيان ضد الهيمنة الإقطاعية فى البيت. و بحكم خلفيتهن الطبقية ، من الممكن أن يكن أكثر حساسية للقضايا الجندرية منها للقضايا الطبقية. و هذا إن لم يُستقصى يمكن أن يؤدى إلى الإصلاحية أو إلى إنحراف يميني داخل الحزب. و من ثم ، على الحزب أن يواجه هذا الخطر بجعل العنصر الطبقي هو الذى يلعب الدور القيادي فى الحركة النسائية . و لا يمكن تحقيق هذا ما لم يتبع الحزب " الخط الجماهيري " الحقيقي كما دعى إليه الرئيس ماو فبواسطته يعمق الحزب جذوره فى صفوف المقهورين و فى ذات الوقت لا يخلق تناقضا عدائيا مع القوى المناهضة للإقطاعية و الإمبريالية . و ينبغى مع ذلك ، أن نكون حذرين من تأجيل القضايا الجندرية بسبب المغالاة فى الحماس تكريسا للوعي الطبقي و مما يمكن أن يقود إلى المغامرتية و الإنعزالية " اليسارية " فى الحزب. ولذلك ، يجب معالجة هذين التيارين المتطرفين بجعل النساء المتعلمات المترفهات أوعى طبقيا و النساء الفقيرات (و الرجال على نحو خاص) أكثر حساسية للجندرية . و أيضا علينا أن نكون نظريا واضحين حول أن هدف التنظيم النسائي و حصرا التنظيم الماركسي-اللينيني-الماوي هو أساسا إعداد النساء الناشطات اللاتى هن بالأساس واعيات طبقيا و هن إلى ذلك حساسات للجندرية كي تستطعن فعلا أن تمثل أنفسهن فى منظمات جماهيرية أخرى و فى الجبهات المتحدة المحلية .
موضوعيا ، توجد أرضيات عديدة لمشاركة النساء فى حرب الشعب . مع ذلك ، ذاتيا ، لا زالت متأخرة وراء الرجال بحكم التاريخ الطويل من الخضوع و المستوى التعليمي المتدنى و قلة التفاعل مع العالم الخارجي إلخ . من هنا ، يظل التعويل الذاتي للحزب الشيوعي النيبالي (الماوي) على أعضائه من النساء فى غاية الحيوية .
و اليوم تواجه حرب الشعب وضعا جديدا حيث الرجال و النساء الشبان و الشابات يقاتلون معا على الجبهة الحربية و فى أعمال تنظيمية سرية. فى مثل هذا الوضع ، ينبغى أن تعالج القضية الجنسية أخلاقيا بطريقة لا تسقط معها المرء فى الفوضى بإسم الحرية الجنسية. كذلك لأن الثقافة المهيمنة ثقافة إقطاعية يتعين علينا أن نكون واعين بأن الفكر المحافظ عادة ما يسيطر بإسم تحديد الحرية الجنسية. و لذا أصدر الحزب بعض القواعد و الضوابط لمعالجة مثل هذه الأوضاع. و فى الواقع ، يتم تشجيع قيم و قواعد ثقافية جديدة للقطع مع الثقافة الإقطاعية المنحطة .
و دخلت حرب الشعب اليوم مرحلة إعداد قواعد الإرتكاز و بات التحدي يكمن الآن فى جعل قوة النساء ليس لتحطيم المجتمع القديم وحسب و إنما أيضا لبناء مجتمع جديد تقدمي . و يمكن إنجاز هذا بالسماح لهن بالمشاركة فى نشاطات إنتاجية و فى جهاز إتخاذ القرار فى النواة المحلية للدولة الديمقراطية الجديدة المناهضة للإقطاعية
و الإمبريالية فى قواعد الإرتكاز المنظورة . و علينا ألا ننسى أن عدم حل أو إرجاء قضايا النساء على مستوى الحزب يعيق القضية البروليتارية على المدى البعيد بما أن النساء هن القوة الأكثر إضطهادا ضمن الطبقات و المجموعات المضطهَدة . ستؤثر مثل هذه النواقص فى النهاية على الخط السياسي للحزب بمعنى تحوله إما إلى خط يميني أو خط يسراوي . و هنا ينبغى أن نرسخ فى الأذهان روح الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى فى حياة الحزب منذ البداية. و بالتحديد شعار "من حقنا أن نثور " يجب أن يكون الشعار الموجه الذى يسلح النساء لتتمرد ضد الإقطاعية فى المجتمع و لتقاتل التيارات اليمينية و اليسراوية داخل الحزب .
خاتمة :
الحرب فى حد ذاتها و الحرب الطبقية بصفة خاصة مدرسة كبيرة للجماهير بمعنى أنها تفضح الطبيعة البطريركية للدولة البرجوازية –الإقطاعية . وهذا صحيح فى النيبال حيث النساء تعاقب ثلاثا لتحديهن الهيكلة الطبقية و الهيكلة البطريركية للدولة القائمة بالتعذيب و الإغتصاب و القتل .
و بما أن إضطهاد غالبية النساء يعود إلى العلاقات الإقتصادية الإقطاعية و الثقافة الإقطاعية المتخلفة
و الإضطهادية (و الثقافة الإمبيرالية الفاسدة فى المناطق المدينية ) و جهاز الدولة البطريركية ، يمكن أن تكون النساء قوة يُعول عليها فى الثورة الديمقراطية الجديدة المناهضة للإقطاعية و الإمبيرالية. و النساء أيضا قوة يمكن التعويل عليها أكثر من غيرها فى دفع الثورة الديمقراطية الجديدة نحو الشيوعية ذلك أن تحررهن النهائي لا يمكن تحقيقه إلا بعد القضاء على الملكية الخاصة وهو أمر غير ممكن إلا فى ظل الشيوعية. وغدت قضية النساء مسألة هامة بالنسبة لكافة الطبقات و فى الحرب الطبقية الراهنة ، يسعى الإمبرياليون لإستعمال النساء كصانعات سلام للحفاظ على الوضع القائم بينما تصلب القوى الماركسية-اللينينية-الماوية النساء لتضرب بعنف النظام الذى كان مسؤولا عن إستغلالهن المزدوج .
بالتالي لننادي :
" يا نساء العالم العاملات إتحدن . ليس لكن ما تخسرنه إلا سلاسلكن المزدوجة !!"
-----------------------------
"تيج": يوم صيام طويل مفروض على النساء بقصد الصلاة من أجل طول عمر أزواجهن و بالنسبة لغير المتزوجات فإنهن يصمن ليصلين من أجل الأزواج الأهل لذلك. و النساء ترتدين ثياب عرس و تتجملن و تغنين فى هذا اليوم فى الأماكن العمومية ./.
--------------------------------------------------2-----------------------------------------------------
مسألة جعل النساء فى مراكز قيادية فى حرب الشعب
(الرفيقة برفاتى،عضوة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي النيبالي (الماوي) و رئيسة قسم النساء التابع لهذه اللجنة المركزية-2003)
مقدمة :
تتطور حرب الشعب النيبالية التى إنطلقت فى فيفري سنة 1996 بقيادة الحزب الشيوعي النيبالي (الماوي) عبر طفرات و قفزات. و الآن عمت نار الثورة جميع أطراف البلاد فحسب الأرقام التى قدمتها الحكومة ذاتها تركزت حرب الشعب فى 73 مقاطعة من أصل 75 بالنيبال . و هذه الإنتصارات لم تكن لتتحقق لولا تعبئة الجماهير التى تشكل العمود الفقري لحرب الشعب .
و فى هذا الإطار كانت تعبئة النساء بشكل خاص جلية للغاية. لقد كانت السباقات فى كسر جدار الصمت المطبق على كافة البلاد بتنفيذ الإضراب التاريخي الأول فى النيبال إثر إنطلاقة حرب الشعب فى 13 فيفري 1996 و قد تجرأت فى الثامن من مارس 1996 منظمة نساء النيبال (الثورية ) على عقد ندوة – رغم التهديدات بالإيقاف – لمناقشة الحاجة الملحة لقيام ثورة شاملة للقضاء على إضطهاد النساء . على إثر هذه الخطوة الجريئة إندفعت تنظيمات جماهيرية أخرى فى التعريف ببرامجها الخاصة .
و كانت نساء الداليت بمقاطعة كاليكوت الواقعة غرب النيبال السباقات فى الإستيلاء على بنادق القوات المسلحة الرجعية لتضعها بأيدى اللجان المحلية للحزب مما سمح بتسريع نسق حرب الشعب فى هذه المنطقة .
و فى مارس 2001 شكل الهروب الأول و التاريخي الذى حققته ست نساء كن معتقلات بسجن على درجة عالية من المراقبة بمقاطعة كولخا ، شكل حدثا إستثنائيا و ربما لا مثيل له فى التاريخ العالمي .
و منذ إعلان حالة الطوارئ فى نوفمبر 2001 ، كانت منظمة النساء إلى جانب منظمة الطلبة ضمن المنظمات الجماهيرية الأكثر نشاطا و طليعية فى الحركة . و قد أجبرت الحملة الناجحة ضد الكحول فى أكتوبر 2001
و التى هزت البلاد بأسرها ،الحكومة على التفاوض مع منظمة نساء النيبال (الثورية) .
إضافة إلى ذلك ثمة أمر مثير آخر ألا وهو أنه قبل أن يعلن الرجال داخل الحزب تخليهم عن ممتلكاتهم العائلية كانت نساء رولابا قد باشرت تطوعهن بحليهن وممتلكات شخصية أخرى لصالح المؤسسات المحلية للحزب . وبعد إعلان حالة الطوارئ تزايد إغتصاب النساء و إغتيالهن و إختطافهن. ومع ذلك ما إنفكت مشاركة النساء فى حرب الشعب تتصاعد.
و اليوم تتوفر قاعدة مادية موضوعية لتطوير جعل النساء فى مراكز قيادية على مستوى كافة الجبهات . واعيا بهذا الواقع ، قرر الحزب الشيوعي النيبالي (الماوي) إنشاء قسم خاص بالنساء تابع للجنة المركزية للحزب .
و وظيفة هذا القسم هي إعداد سياسات تسمح للنساء بتطوير وجودهن على أعلى مستوى بعدد متعاظم وإلتحاقهن بالنشاط السياسي على الجبهات الثلاث ،الحزب و الجيش و الجبهة الموحدة .
مسألة جعل النساء فى مراكز قيادية فى صفوف الحزب الشيوعي النيبالي (الماوي)
إكتست مسألة بلوغ النساء مراكز قيادية أهمية فى النيبال مع تعويض الجبهات الثورية الموحدة مؤسسات الدولة الرجعية على نطاق القرية و المحافظات . كانت النساء تلتحق بالحركة بأحجام غير مسبوقة إلى عهدئذ
و كانت تبرهن عن روح مقاومة و تضحية و إخلاص خارقين للعادة ، لكن كانت تنقصهن المعارف و التقنية الضروريتين للنهوض بمهام قيادية .و مع تركيز المجلس الشعبي الثوري الموحد على المستوى المركزي لضمان تنسيق جميع الجبهات على مختلف المستويات ، صارت هذه المسألة دقيقة جدا. و من جهة أخرى ، عندما كانت تملك مستوى أعلى من التكوين العسكري داخل جيش التحرير الشعبي ، بحثت النساء أنفسهن عن طرح مسألة تطويرتأهيل النساء لمراكز القيادة و إكتست هذه المسألة أهمية أكبر حتى مع بلوغ التنظيم العسكري مثلما هو الحال الآن ، مستوى اللواء و منذ وجود كتائب و سرايا نساء ، أمكن ملاحظة أن الرجال يواصلون نشاطهم فى الميدان العسكري إلى سن الأربعين و أكثر بينما لا تستطيع النساء المضي إلى أبعد من سن 25 سنة إلا بصعوبة . و فى الوقت الذى كانت فيه الظروف الموضوعية على الساحة تتطلب تطوير قدرات الكوادر النساء القيادية ، فى صفوف الحزب ذاته كان يدور نقاش نظري حول دور النساء فى الحركة الشيبوعية العالمية .
خلال الندوة الوطنية الثانية و أثناء تحليل و تلخيص إنجازات حرب الشعب النيبالية و طريق براشندا ، كان دور النساء فى التأسيس لمواصلة الثورة و دورهن فى الوقوف فى وجه الثورة المضادة موضوع نقاش عميق . فى الواقع تركيز قسم خاص للنساء نتاج لطريق براشندا. و تمحور النقاش حول دورهن فى أدوات الثورة الثلاث و بما أن الحزب هو الرئيسي بين الأدوات الثلاث ، نالت مسألة تكوين نساء ثوريات قائدات فى الحزب الشيوعي عناية خاصة .
مسألة القيادة و النساء :
فى الأساس القيادة هي تعبير مركز عن القيادة الإيديولوجية السياسية و بالتالي داخل حزب شيوعي، القيادة الإيديولوجية هي التى تحدد نوعية القيادة . و هذه النوعية تتطور فى خضم صراع طبقي متواصل و صراع داخل الحزب و صراع داخلي . لا يمكن لقيادة محنكة حقا أن تبرز إلا فى البلدان حيث يدور صراع طبقي
و حيث سلامة الحزب تتأتى من صراع داخلي فى الحزب ، صراع يتطلب مستوى عال من تغيير الأفراد بفضل صراع داخلي مستمر . روزا الوكسمبورغ و ألكسندرا كولنتاي و كلارا زتكين و تشيانغ تشينغ إفراز لصراع طبقي حاد للغاية و لصراع داخل الحزب فى ألمانيا و روسيا و الصين .
و من ناحية أخرى ترتبط مسألة القيادة بكل من الحاجة الموضوعية و عامل الصدفة. فى العلاقة الجدلية بين الإثنين ، صحيح ان الوضع الموضوعي يجعل من الضروري بروز قائد ، بيد أن مسألة معرفة من سيظهر كقائد تبقى للصدفة. عند هذا الحد من القضية تغدو مسألة بلوغ النساء مراكز قيادية أعقد. لقد رأينا أن الحركات الشيوعية الثورية نجحت دوما فى تفجير غضب النساء ، و لكنها كانت غير قادرة على توجيه هذه الطاقة صوب تشكيل قائدات شيوعيات قادرات على مواجهة الصعاب مهما كانت. و قد طرح السؤال آلاف المرات : لماذا توجد قلة من النساء كقائدات فى الأحزاب الشيوعية بينما قدمت الماركسية تحليلا جد دقيق لإضطهاد النساء و قدمت حلا للمسألة؟ و من هنا السؤال : لماذا لا يلعب عامل الصدفة لفائدة ظهور نساء قياديات فى الأحزاب الشيوعية رغم الظروف الموضوعية المواتية . تحليل عميق يفرض نفسه.
إلتحاق النساء المجال السياسي إلتحاقا متأخرا
منذ عصر العبودية ، تمكن رجال الطبقات ذات الإمتيازات من تطوير قدراتهم فى مجال الشؤون السياسية للدولة . وقد طوّروا أنفسهم كقادة على حساب نساء مختلف الطبقات و على حساب الرجال العبيد . وهذا مستمر بشكل أو آخرإلى يومنا هذا. وهنا من المناسب التذكير بأن إنجلز شرح أن إلغاء النظام الأموي مثل أكبر هزيمة تاريخية عالمية للجنس الأنثوى و أن الرجال أخذوا زمام الأمور حتى فى البيت . فأهينت المرأة وصارت مستعبدة و أسيرة شهوة الرجل و تعمل على إنتاج الأطفال . بمقتضى حقهم فى الملكية ، إستولى الرجال على القيادة و فقدت النساء الحق الأموي . صارت النساء مقادة . و كان تقسيم العمل السائد عصرئذ يخص الرجال بالعمل الفكري بينما يوكل للنساء العمل اليدوي بما سمح للرجال بمراكمة خبرة طويلة فى ميادين تحليل
و تلخيص العالم فى حين إقتصر عمل النساء على الأعمال المنزلية محدودة القيمة . وبإحتكار الرجال مجالات المعرفة إنطلقوا بنشاط ليس فى فهم العالم فقط بل فى تغييره أيضا . و يجب التذكير بأن النساء لم تحصل على حق الإنتخاب إلا بعد الرجال بزمن طويل . و حتى اليوم فى القرن الحادي و العشرين ، فى ظل حكم إقطاعيين دينيين من عهد آخر مثل طالبان أفغانستان ( الذين إستبدلوا اليوم بتحالف إقطاعيين جدد تحت إمرة حميد كارازاي ) وفى ظل حكم المشايخ فى بلدان الخليج ، لا تزال النساء مبعدات من المجالات العمومية . و حتى فى البلدان الغربية ، بالرغم من كل الضوضاء التى يثيرها مناصرو قضية المرأة ، لا نجد سوى القليل من النساء على رأس الأحزاب السياسية . فى حالة النيبال منذ ولادتهن ليس للنساء أية حق فى القيادة بسبب النظام الإقطاعي و الملكي السائد. كل هذه العوامل تتراكم و تأثر على النضال من أجل بلوغ النساء مراكز قيادية فى الأحزاب السياسية . وهذا صحيح بوجه خاص بالنسبة للأحزاب الشيوعية و إن كان تاريخها ذاته نسبيا فى بداياته و الذين هم مع ذلك جد متعارضين مع التيار الذى تمثله الأحزاب السياسية الرئيسية .
نمط الإنتاج القائم ليس مشجعا :
تقوم البنية التحتية و البنية الفوقية للمجتمع الحالي على نظام عام للإستغلال و على نظام خاص لإستغلال وظيفة التناسل والعمل المنزلي للنساء .فى ما يتعلق بعلاقات الملكية ، فإن النساء مسؤولة عن الحفاظ على ملكية الرجل وهي التى ستعطي أبناءا لزوجها يتوارثون هذه الملكية عينها حسب خط ذكوري . والبنية الفوقية السائدة بأسرها و كذلك النظام الإجتماعي و الثقافي و السياسي تعمل من أجل هذا النظام الإستغلالي. مثلا ليست مؤسسة الزواج سوى رباط يهدف إلى تأبيد هيمنة الرجل على علاقات الملكية . و بالنسبة للنساء يمثل هذا الرابط تهميشا يجعل منهن عبيدا للمنزل . و للأسف يسرى هذا أيضا على الشيوعيين و إن كان بدرجة أقل .
فى النيبال ، بفضل حركات تقدمية قوية ، برزت من فترة إلى أخري مناضلات بعدد وافر إلا أنه يبدو أنهن تتوارى بمجرد بلوغهن الشهرة . تبقى مؤسسة الزواج واحدة من أبرز الأسباب التى تفسر إبعاد قيادات نسائية ذات مستقبل واعد . و يبدو أن حرب الشعب تغير هذا النموذج و لكن مع ذلك ، حتى فى صفوف حرب الشعب يبدو أن بقاء النساء فى مواقع قيادية يصبح غير متأكد حين تتزوج و تقرر الإنجاب. و يعود ذلك إلى أن النظام الإقطاعي و الأبوي أكثر رجعية فى بلدان مثل النيبال منه فى النظام الأبوي الرأسمالي فى البلدان الأكثر تقدما. لذا غالبا ما تكون حياة النساء الشيوعيات حين تتزوج معقدة .
و مع أن مفهوم الملكية الخاصة يتلاشى شيئا فشيئا مع تقدم حرب الشعب ، لا تزال الجذور الثقافية الإقطاعية تتسرب بأشكال إلتفافية على غرار التقسيم التقليدي للعمل المبرر بإسم الحاجة . إلى هذا ينضاف العبئ الذى تتحمله النساء من طرف واحد عندما يصبحن أمهات . مع كل طفل يولد تغرق النساء أكثر فى العبودية البيتية . فى الواقع ، تشكو عديد النساء اللاتى أنجبنا أطفالا من كون الأطفال يجعلونهن فى وضع يشبه من يتلقى إجراءات تأديبية ذلك أنهن ينقطعن عن أنشطة الحزب لمدة زمنية طويلة . و هكذا تسقط عديد المناضلات الشيوعيات فى النسيان منذ زواجهن من رفيق من إختيارهن. و الأمر كذلك لا سيما فى المناطق التى يهيمن عليها الرجعيون لأن النساء لا يتمتعن بأية دعم من الجماهير و من الحزب طوال السنوات التى تنهض فيها بوظائف التناسل . بالمقابل من المشجع رؤية أن المشكل فى طريقه إلى الحل فى مناطق الإرتكاز مثل رولبا و روكوم حيث تقدم الجماهير مساندتها للتخفيف من عبئ الأمومة عن النساء القياديات. و مظهر آخر من المجتمع الإقطاعي النيبالي هو الضغط الشديد الممارس على النساء المتزوجات كي تنجب أطفالا و بالخصوص أولادا. مع إنطلاق حرب الشعب، إختفى هذا المظهر جزئيا غير أن الضغط يظل مع ذلك كي تلد على الأقل طفلا.
و ثمة أيضا تيار ينحو نحو ممارسة نوع من الضغط على النساء الكوادر حتى تتزوج علنيا أو سريا بسبب الريبة الثقيلة التى تنتشر إزاء النساء العازبات مما يضطرهن إضطرارا للزواج أو للزواج قبل الأوان . و ثمة أيضا تيار إعتبار الجنح الجنسية أخطر من الجنح السياسية .
نضال النساء أعقد من نضال الرجال :
المشاركة فى الصراع الطبقي و فى الصراع داخل الحزب و فى الصراع الداخلي غير كافية بالنسبة للنساء الشيوعيات. يحدث غالبا أن تجد أنفسهن أقلية بينما تنتمى إلى الخط الأغلبي داخل الحزب . و لأنهن نتاج هذا المجتمع ذى الهيكلة البطريركية ، فإن صراعهن الداخلي صراع ضد أنفسهن كأفراد و كذلك صراع ضد القدرية و عقدة النقص و عقدة الذنب إلخ. و عليهن أن تواجه صراعات أصعب حتى حين تكون عازبات أو مطلقات أو تزوجت لعدة مرات . توثيق هذه المسألة وفير فى مقالات ألكسندرا كولنتاي .هي نفسها مثال جيد عن التمرد ضد هذا النوع من الزواج . لقد تركت زوجها الأول و إبنها لتتفرغ أكثر للعمل الثوري ثم تركت زوجها الثاني الشيوعي المحافظ . معارضتها للزواج التقليدي جعلتها تواجه صعوبات خاصة بالمجتمع البرجوازي و أيضا صعوبات نابعة من المحافظين من الشيوعيين . لهذا تعرف ألكسندرا كولنتاي ب" نظرية كأس الماء" (النظرية القائلة بأن الجنس ينبغى أن يكون ببساطة و سهولة شرب كأس ماء ) لدي المحافظين من الشيوعيين أكثر منها بمساهماتها فى الحركة الشيوعية و فى الحركة النسائية و حركة البروليتاريا الشيوعيين . لنتفحص مثالا آخر هو مثال تشيانغ تشينغ التى كان عليها أن تواجه تشويهات الصحافة و الشخصيات البرجوازية بسبب زيجاتها السابقة
و حتى داخل الحزب لم تكن تعامل بصفة ودية للغاية . وأجبرت على القبول بإبعادها سياسيا ل32 سنة فى مقابل زواجها من ماو. و قد إتخذ هذا القرار حينما كان اليميني ليو تشاوشى ضمن القيادة العامة للحزب .
مظاهر من القيم البطريركية فى صفوف الحزب الشيوعي
بما أن الحركة النسائية نتاج الثورة البرجوازية فغالبا ما تنزع الأحزاب الشيوعية نحو الحساسية حين يتعلق الأمر بمشاكل النساء . تستسلم هذه الأحزاب للقيم البطريركية مع القبول شكليا بتحرير النساء . و يتمظهر هذا بأشكال متنوعة. فمثلا ، عوض إعتبار النساء بمثابة شريكات متساويات و موثوق بهن على المدى البعيد فى صفوف الحركة الشيوعية ، لا يقدم لهم البعض إلا دور الدعم فى الحركة الشيوعية . و بالتالي يولى الحزب أهمية مبالغ فيها للصراع الطبقي غالبا على حساب النضال ضد إستغلال المرأة و ينسى العلاقة الجدلية بين الإثنين . سجلت حالات تأخير فى تشكيل منظمات نساء و حتى الحل المؤقت لمنظمة نساء كانت قائمة. ووجدت حالات حيث وقع رفض أن إعطاء الحرية الضرورية لجبهة النساء كي تصيغ مخططاتها و برامجها الخاصة حارمينها هكذا من قدرة المبادرة و الإبداع. وهو ما يؤدى فى آخر المطاف إلى الإغتراب و إلى ذهنية التبعية داخل الحزب. والشيئ ذاته يحصل عندما لا يتم التنسيق بين برنامج النساء و برنامج الحزب. و بالتالى يعطى برنامج الحزب الأولوية نسبة لبرنامج النساء . و نلاحظ الفكر المحافظ داخل الحزب فى تكليف الكوادر النسائية بمهام توصف بالأنثوية . و هكذا لم تستطع المشاركة فى صياغة سياسة الحزب فى ميادين أخرى .
عمليا ، يجرّ هذا إلى العفوية التى تناقش مشاكل المرأة و لا تمر إلى التطبيق لأنه يترك للظروف اللعب لصالح التناظر للحصول على درجة أرقى . لمسنا عادة عدم تدخل الحزب ضد التقسيم التقليدي للمهام بين الرجال
و النساء بمعنى ترك الرجال يتكفلون بالعمل الفكري بينما تنهض النساء بالعمل اليدوي . و يتمظهر هذا فى مساواة صارمة ترفض رؤية الظروف و الحاجيات الخصوصية للنساء وهو ما يبرز حتى أكثرحين العادة الشهرية أو حينما تكون النساء حواملا.
نقص فى المجهود الفردي للكوادر النسائية :
على النساء أن تواصل خوض النضال ضد الإضطهاد المزدوج. ولكن بما أنهن لا تقمن بالجهود الفردية الكافية فإنهن تتوقفن فى منتصف الطريق. مثلا ، خاضت بنجاح النضال ضد القيم الإقطاعية و لم تخض دائما الصراع الطبقي . و حيث خاضت صراعا طبقيا لم تستطع خوض الصراع داخل الحزب و بعدم المشاركة أو المشاركة البسيطة فى الصراع داخل الحزب ، فقدت ذكائهن الإيديولوجي. و هكذا لم تستغل النساء فرصة المساهمة فى عمل صياغة تمشى الحركة الشيوعية رغم أن لذلك عظيم الأهمية لتحررهن . نقص مجهودهم الفردي بيّن فى مجالات عدة . ففى الميدان الإيديولوجي تجدهن فريسات للبراغماتية و الإقتصادوية و الإنعزالية لأنهن لا تولى الجدية اللازمة للدراسة النظرية و بسبب الظروف الموضوعية فى الماضي ، لا تساهم بما فيه الكفاية فى الصراع الداخلي فى الحزب فى سبيل تغيير هذه الظروف الموضوعية بالذات .
فى المجال العملي ، عادة ما تبدى النساء تبعية و تطبق توجيهات الحزب بشكل أعمى دون طرح أسئلة ، بالضبط كما كانت تطيع أباءهن قبل زواجهن ، و أزواجهن فى ما بعد و فى الأخير أبناءهن لمّا تترمل. و من هنا تصير ضحية الظروف وهو ما يظهر فى الأمومات غير المرجوة التى تقلقهن حتى أكثر عندما توجد النساء على ساحة المعركة .
و هناك مظهر آخر هو إتباع النساء بصورة عمياء للخط السياسي لأزواجهن عوض صياغة خطهن الخاص مما ينعكس على إستقلالية حياتهن السياسية . و بعدم الدفاع عن حقوقهن تسقط النساء فى فخ التقسيم التقليدي للعمل و بالنتيجة تصبح ناقلات مباشرة أو غير مباشرة للأفكار التقليدية و الرجعية التى تقود للثورة المضادة . إنها ترى عادة الزواج و الأمومة فترة إستراحة فى مسارهن السياسي و العسكري كما لو أن الأمر يتعلق بعمل مؤقت. وأيضا تلتحق طواعية بعمل الزوج فى ميدان شغله هو و تخسر بالتالي خيوط عملها الخاص السابق .
و ينبغى أن نلاحظ أن النساء تستغرق وقتا أكبر حتى تستقر فى ميدان عملهن . لذلك يؤثر عليهن التغيير المستمر للمكان و للعمل أكثر من تأثيره على الرجال . و كنتيجة لجميع هذه الإتجاهات السلبية تتطور لديهن عقدة الدونية وهو أمر مضاد لتخصيب الثورة .
لا يتخلى الرجال طوعا عن إمتيازاتهم الخاصة :
بينما للكوادر النساء صعوبات فى فرض أنفسهن ، للرجال صعوبة فى التخلى عن موقعهم المتميز الموروث من الهيكلة الأبوية . و يظهر هذا بألف وجه و وجه . مثلا فى قبولهم الشكلي لبلوغ النساء مصاف الكوادر بينما فى عمقهم لا يقبلون ذلك . و تشهد بذلك التأخيرات فى دفع النساء إلى مراكز القيادة داخل الحزب و جيش التحرير الشعبي و الجبهة . و كذلك فى فقدان الصبر أمام الأخطاء التى ترتكبها النساء و النقص فى إحترافهن . إنهم يجعلون عادة النساء تعتنى بالمشاكل الخاصة بالنساء . و نلاحظ ذلك فى عدم إهتمامهم بقراءة ما يتعلق بالمسائل النسائية كما لو لم أنهم غير معنيين . لا يقرؤون الأدب الخاص بمشاكل النساء و لايشاركون كذلك فى صياغة برامج الجبهة الجماهيرية للنساء . و يتخذ كل هذا أحيانا شكل الحماية المبالغ فيها للكوادر النساء على المستوى الأمنى فى حين أن ذلك ليس ضروري حقا كما يتخذ شكل تولى مسؤولية العمل الفكري عوض النساء . و مظهر آخر لهذا الأمر هو تمسكهم بالتقسيم التقليدي للمهام أي عدم التخلي عن إحتكارهم للعمل الفكري مبعدين النساء نحو الأعباء المنزلية اليومية .و رافضين التخلي عن وضعهم ذى الإمتيازات ، يميل الرجال إلى إحباط زوجاتهم المفعمة بالحماس و المتطوعات للنهوض بمهام مستقلة تبعدهم كثيرا عن أزواجهم .
الخط السياسي و مسألة النساء القياديات:
إنها إيديولوجيا الحزب الشيوعي و خطه السياسي هما اللذان سيسمحان بتقييم نوعية القياديات الشيوعيات اللاتى ستظهر و سيحددان طريق تحرير النساء . لقد أفرز الخط السياسي الصحيح الذى صاغه الحزب الشيوعي و على رأسه الرفيق لينين قياديات شيوعيات لامعات مثل ألكسندرا كولنتاي و كلارا زتكين و آنيسا أرمادا
و كروبسكايا إلخ . إنه خط سياسي صحيح لأنه سمح لقياديات شيوعيات مثل كلارا زتكين و روزا لكسمبور غ بإعتماد يوم عالمي للمرأة يحتفل به مذاك العالم بأسره ، بعد أن تبنت هذا القرار الندوة العالمية الأولى للنساء الإشتراكيات فى ستوكهولم فى 1910. و هذا الإحتفال من صنع البرجوازية (بطريقتها) مثلما هو من صنع الشيوعيين اليوم أيضا.
متبعة خطا سياسيا صحيحا ، فضحت الشيوعية روزا لكسمبورغ برنشتاين و قاتلته فى كتابها ." ثورة أم إصلاح إجتماعي " و فى ما بعد كان نضالها ضد كاوتسكى هو الذى جعلها معروفة لدى الشيوعيين الثوريين فى العالم بأسره . وهي التى نبهت لينين إلى خطر البيروقراطية داخل هياكل الحزب إذا لم يتم فهم مسألة المركزية الديمقراطية بطريقة جدلية و فى الظروف الخاصة بالبلد الذى يطبقها . مع ظهور الثورة المضادة فى البلدان الإشتراكية سابقا و التوجهات البيروقراطية التى تريد من وقت إلى آخر أن تخرب الأحزاب الشيوعية التى تخوض حرب الشعب ، يتخذ تنبيه روزا لكسمبورغ طابعا راهنا .
الشيئ نفسه ، كان الخط السياسي الصحيح الذى صاغه الرفيق ماو وهوعلى رأس الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى هو الذى سمح بالتعبير عن غضب النساء . كانت إمرأة هي المبادرة بتعليق لافتة /دازيباو يفضح ليو تشاوشى و مباشرة بالصراع ضد الخط اليميني بالقيادة العامة . و الثورة الثقافية هي التى سمحت للرفيقة تشيانغ تشينغ (التى كانت محرومة من صفتها القيادية ) بالبروز كواحدة من أكثر المقاتلات صرامة ضد الرأسمالية إلى وفاتها (أو إغتيالها) . و ينبغى كذلك تذكر أن ليوتشاوشى اليميني هو الذى أعطى أمرا برجوع النساء إلى منازلهن بغية معالجة مشكل البطالة الذى كان يلوح فى الأفق وذلك عندما كان ضمن القيادة العامة . و السياسة اليمينية للبريسترويكا و السياسة الرأسمالية لدنك سياو بينغ هي التى أعادت شيئا فشيئا المتاجرة بالنساء مع عودة الدعارة و مسابقات الجمال إلخ فى روسيا و فى الصين .
إضافة إلى ما قيل لا ننسى أن النساء بفعل إنقسامهن إلى عديد الطبقات و أن النساء الشيوعيات تنقسم كذلك إلى خطوط يمينية و وسطية و ثورية . بسبب السياسة المعدية لتحرير العاملات التى يتبناها الخط اليميني و الخط الوسطي ، فإن النساء اللاتى كن تعلن تبنيها لمثل هذه الخطوط وجدت أنفسها فى آخر المطاف مهمشة فى حزبهن و تمت إدانتهن خارج الحزب بسبب موقفهن المعادي للنساء . بينما ظلت النساء اللاتى إخترن الخط الثوري ،حتى و إن لم تستطع تحقيق الإنتصار للثورة فى بلدهم الخاص ، ظلت رموزا شعبية . وهو ما ينطبق على روزا لكسمبورغ التى تظل القيادية الشيوعية الأكثر شعبية إلى يومنا هذا. لقد جرى إغتيالها قبل أن تحقق حلمها مما جعلها حتى أكثر إحتراما كقائدة شيوعية صارمة . على ذات المنوال ، كان الموقف الصلب لتشيانغ تشينغ التى دافعت عن الخط الثوري لماو حتى وهي سجينة هو الذى أكسبها صفة البطلة التى لا تهاب شيئا.
و تجدر الملاحظة أن النساء الشيوعيات كن على الدوام فى الواجهة فى النضال ضد التحريفيين . لعل السبب يعود إلى أنهن تمسكن جمر البيروقراطية التى تعزز بدورها القيم البطرييركية التى هي بدورها ترفض مشاركة النساء فى الميدان السياسي. كما تجدر الإشارة إلى أنه فى بلدان ما يسمى بالعالم الثالث مثل النيبال حيث التفرقة الطبقية ليست جد واضحة ، فإن الصراع داخل الحزب يمكن أن يتخذ أحيانا شكل الصراع الجندري أو الإثني أو الجهوي و المشكل الجندري يمكن حينئذ أن يتحول إلى عنصر هام فى الصراع الطبقي . و فى هذه الحال ستكون لأبعاد المشكل الجندري بالتأكيد إنعكاسات على مستوى الصراع الطبقي .
الملكية الخاصة و مسألة النساء القياديات :
بإستمرار تلتحق الجماهير النسائية عبر موجات للمساهمة فى الحركة الثورية و بالتالي توجد إمكانية بروز نساء قياديات نتيجة طبيعية . لكن يبدو أن هذه الموجة و العدد الممكن من النساء القياديات تنشح عندما تنجح الثورة أو تكون الثورة قد فشلت . و السبب الرئيسي لهذه الظاهرة هو مفهوم الملكية الفردية . طالما وجدت ملكية خاصة ،على النساء الإعتناء بشؤون المنزل و تبقى الملكية الخاصة للرجل و هذا بالرغم من كافة الثورات الممكنة . لذا يكتسي مفهوم مواصلة الثورة حتى الشيوعية أهمية إستراتيجية بالنسبة للنساء لأنه لن يتم إلغاء الملكية الخاصة إلا فى هذه المرحلة ، فاتحة هكذا المجال أمام الإبداع النسائي . و من هنا تأتي أهمية القيام بجهود واعية فى صفوف الأحزاب الثورية التى ستلعب دورعامل الدفع إلى حين بلوغ الشيوعية . لا يمكننا عندئذ أن ندع للصدفة وحدها بروز قياديات شيوعيات و إنما علينا أن نسهر بوعي على أن تستطيع التفتح و الحياة و التعلم و على أن ندافع عنها.
بعض تجارب نساء قياديات فى النيبال:
تمخض الإعتراف بأهمية النساء الثوريات و دورهن فى حركة الحزب الشيوعي النيبالي (الماوي) عن نتائج مشجعة . فاليوم ثمة بعض النساء فى اللجنة المركزية لحزبنا و ثمة العشرات على المستوى الجهوي و المئات على مستوى الإقليمي و عشرات الآلاف فى مناطق الإرتكاز و فى الخلايا . فى جيش التحرير الشعبي ، هنالك عديد النساء القائدات و نائبات القادة فى مختلف الأقسام ،الفرق ، الألوية و السرايا و الميليشيا.و هنالك أقسام متكونة من النساء فقط ضمن الفرق النسائية و الألوية النسائية والمليشيات النسائية تعمل على الساحة . لجنة الشعب الثوري المتحدة التى هي مجلس تنظيمي للحكومة المركزية فى حالة جنينية يشمل على أربع نساء من أصل 37 عضوا. و مشاركة النساء على كافة المستويات فى مجالس الشعب تمت عبر التفويض.
لتقديم مثال فقط عن مشاركتهن على مختلف الأصعدة لنأخذ العدد الجملي لنساء المنظمات النسائية الجماهيرية فهو يصل إلى ستة مائة ألف. و على المستوى العسكري ،هنالك عشر نساء قادة سرايا فى القوة الرئيسية و إمرأتان فى قيادة الفيالق فى القوة الثانوية و عديد النساء فى قيادة مليشيات القوة الأساسية . و قد شنت النساء حملة
" فى كل قرية ، وحدة ، منزل ، صديق ". و ساهمت هذه الحملة فى تنظيم و تسييس القرى الواحدة بعد الأخرى . كذلك فى ميدان الإنتاج ، شنت حملة سميت :"حيث توجد علاقة ، يوجد تنظيم ، وحيث يوجد تنظيم يوجد إنتاج ". إذا شاركت النساء فى النشاطات الإنتاجية وساهمت بحيوية فى المحاكم الشعبية حيث كانت تتم محاكمة ومعاقبة السكارى و المتلاعبين ومحتقري النساء و الغشاشين . فى هذه المحاكم ، كانت المليشيات المتكونة من النساء تساهم بشكل كبير إلى جانب القرويين . يمكن أن نقول إن هذه هي الأسس الموضوعية لبروز النساء القياديات اللاتى نضجن فى المنطقة الغربية .
و اليوم يجرى تشجيع النساء على التمرد بعدد متزايد ضد الزواج المفروض و الزواج غير المناسب من وجهة النظر السياسية . مثلا، بدأت الرفيقة شيلبا مسيرتها قائدة فرقة أنصاريين وأصبحت بعد ذلك عضوا فى نيابة اللجنة الجهوية للحزب و فى النهاية نائبة رئيس اللجنة الشعبية على مستوى المحافظة . و توفيت وفاة بطولية بينما كانت تعد كمينا للقوى المسلحة الرجعية فى ماي 2002 . و تجرأت على فضح زوجها الذى إرتد عن الثورة بعد أن وقع فى الأسر و طلقته .
و ثمة توجه متنامى لإعادة تزويج الأرامل . و مفهوم عائلة الشهداء يشمل اليوم زوجات الرفاق الشهداء اللاتى تزوجن من جديد و لم تتخل عن القضية الثورية . وهو ما ساعد أرامل الشهداء على الزواج دون الإحساس بعقدة الذنب. مثلا الرفيقة شيلو تلك التى كانت تقود النساء اللاتى قمن بالهجوم التاريخي على سجن غوركا فى مارس 2001 تزوجت من جديد من رفيق آخر حينما فقدت زوجها بهيم سان بوكارال الذى قدم حياته ببطولة وهو يحاول حماية الرفيق باسو ، عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي النيبالي ( الماوي ) و أول شهيد من صفوف المكتب السياسي.
و تجدر الإشارة إلى أن الرفيقة بهول مايا ب.ك. التى كانت قائدة سريّة فى الكتيبة التى قامت بالهجوم التاريخي على ثكنات دنك فى 23 نوفمبر 2001 إستشهدت فى نفس الوقت هي و زوجها الرفيق بيجوك فى هذه المعركة بالذات . و يمكن أن نضيف أن المفوض السياسي للهجوم على ثكنة ستباريا فى دنك فى أفريل 2002 هي إمرأة .وخلال إعلان حالة الطوارئ و التعبئة العسكرية ، إستشهد عديد الأزواج و الزوجات و البنات و البنين على الجبهة و هذا يبين جيدا درجة التسييس داخل العائلة فى النيبال.
خاتمة :
يمكننا إذا أن نستخلص أن لبلوغ النساء الثوريات مراكز القيادة فى الحزب الشيوعي أهمية إستراتيجية لأنهن قوة منغرسة فى الجماهير ، قوة يمكن التعويل عليها على المدى الطويل و قوة ستدفع إلى الأمام الحركة الشيوعية فى الثورة الديمقراطية الجديدة حتى الإشتراكية ، ومن الإشتراكية حتى الشيوعية مع إضمحلال الدولة و الملكية الخاصة . حينها سيكون التحرير التام للنساء مضمونا .
بصدد علاقة الشيوعية بتحرير النساء ، قالت إناسا أرماند مثلا إن تحرير المرأة لا يعقل دون الشيوعية
و بالتالي إن الشيوعية لا تعقل دون التحرير التام للنساء . إن مفاهيم من حقنا أن نثور و الثورة الثقافية ومواصلة الثورة فى ظل دكتاتورية البروليتاريا عموما و السياسة المرتكزة على الجماهير إلخ، كافة هذه المفاهيم و تطبيقها هامة جدا بالنسبة للنساء نظرا لتعرضهن للإضطهاد المزدوج. هذا الإضطهاد المزدوج و الوعد القديم الذى لم يتم أبدا الوفاء به، وعد المساواة الذى قطعته الطبقات السائدة بما فيها اليسار التحريفي ،يجعلهن متحليات باليقظة و على إستعداد لمعارضة كل ثورة مضادة و كل تحريفية لأنهن لمسن أن مكتسباتهن فى مجال حقوق النساء تتآكل شيئا فشيئا مع كل إجراء رأسمالي إتخذه الحزب[ التحريفي ] فى روسيا و فى الصين .
يجب على الشيوعيين أن يعوا تمام الوعي أنه إذا لم نناضل بإستمرار ضد القيم البطريركية ،رغم الحملات التصحيحية ، ستتسرب البيروقراطية تدريجيا إلى الحزب . و بقرطة الحزب تعنى إنعزاله عن الجماهير . إن صار الحزب هدفا فى حد ذاته ، يخدم وجوده كحزب ، فإنه فى النهاية سيعزز التحريفية . و الحزب سيصبح طليعة الطبقة المستغِلة عوض أن يكون طليعة الطبقة المستغَلة . و لن يمثل أي أفق تحرر للطبقة المستغَلة و للنساء .
من أجل أن تنمو الحركة الشيوعية ، لا يكفى أن تنتج شيوعيات قياديات لامعات مثل روزا لكسمبورغ و كلارا زتكين ، فمن المهم كذلك أن تنتج زوجات شيوعيات مثل كروبشكايا و تشيانغ تشينغ اللاتى كن قياديات فى مجالاتهن و اللاتى ظللن واقفات بصلابة إلى جانب أزواجهن الذين هم ذاتهم قياديين مرموقين فى الحركة الشيوعية . لم توفر لأزواجهن فقط الراحة و الرفقة بل ساهمت أيضا بنشاط فى صراع الخطين داخل الحزب . و نحتاج فضلا عن ذلك إلى نساء مثل جيني ماركس التى بقيت صلبة كالحجر إلى جانب زوجها أوقات الشدة الشخصية و السياسية و التى دعمته بكل ما أوتيت من جهد . وذلك لأنه من أجل الحفاظ على مكاسب الثورة و الإستمرار فى التقدم ، لا نحتاج إلى قياديات ثوريات فحسب بل نحتاج ايضا ان يتلقى قياديينا الرجال الدعم و الحماية اللازمين . لا ننسى كذلك أن الثوريين مثل كارل ماركس و إنجلز و أوغست بابل و لينين و ماو إلخ هم الذين قدموا تحليلا عميقا لإضطهاد النساء و أشاروا إلى طريق تحريرهن .
كما ينبغى أن نسجل أمرا آخر هو أن النساء الشيوعيات تعرف أن كل خطوة إلى الأمام فى سلطة الشعب البروليتاري تناسب خطوة نسبية إلى الأمام فى سلطة النساء . و على الرجال الشيوعيين أن يعرفوا أن الثورة و المكاسب لا يمكن أن نضمنها و أن نطورها إلا بقدر ما تكون النساء أكثف فأكثف عددا فى إلتحاقهن بصفوف الثورة وبصفوف قيادتها . إضافة إلى ذلك ، بالضبط مثلما تحتاج الحركة البروليتارية إلى مشاركة جميع الذين يتمردون على طبقتهم ، تحتاج حركة النساء مشاركة جميع الذين يتمردون على طبقتهم و أيضا على أفكارهم المسبقة الخاصة الجندرية . و بناءا عليه، فإن التحالف بين الرجال و النساء الثوريين ليس فقط أمنية و إنما أيضا ضرورة تاريخية . وهو ما يجعل حتى أكثر ضرورة بروز شيوعيات ثوريات قياديات .
و فى الأخير من المهم عدم نسيان ملاحظة أبداها ماو و مفادها : كونوا غير راضين فالعالم ملك لغير الراضين. و هذه الملاحظة تنسحب حتى أكثر على القياديات الثوريات اللاتى ينبغى أن تخوض صراعهن الداخلي. /.
------------------------------------------------3-------------------------------------------------------
مشاركة المرأة فى الجيش الشعبي
(الرفيقة برفاتى ،2004)
" لا شيئ مستحيل فى هذا العالم إذا تجرأتم على صعود الجبال "- ماو تسي تونغ
مقدمة : عندما شرع الحزب الشيوعي النيبالي (الماوي) فى حرب الشعب التاريخية فى 1996 ، لم نكن نملك من أدوات القتال سوى بضعة عصي و مناجل و "خوكريس" و شيئا مثل مسدسين إنثين (1) . بعد ثماني سنوات ، صار جيش التحرير الشعبي مع ذلك يمتلك عتادا فائق التقدير . و بالطريقة نفسها سنتذكر أنه فى المرحلة الأولى لحرب الشعب ، كانت قوانا القتالية قليلة العدد و لم تكن تنشط بالأساس إلا فى إطار عمليات الدفاع عن النفس . و لكن الآن غدى جيش التحرير الشعبي متكونا من فيلقين (2) و سبعة ألوية و تسع عشرة كتيبة و عديد الفرق و الأقسام ،هذا بغض النظر عن عشرات الآلاف من المليشيات (نساءا ورجالا) التى يقودها .
عند الإنطلاقة لم تكن القوات الأولية التى نشرها الحزب الشيوعي النيبالي (الماوي) تواجه سوى الشرطة المحلية ،بينما الآن على الأنصاريين و الأنصاريات أن يقاتلوا الجيش الملكي النيبالي بأسره وهو يلقى المساندة من الولايات المتحدة (لهذا نفضل تسميته الجيش الملكي للولايات المتحدة ).
أكثر ميزات حربنا الشعبية أهمية هي بالتأكيد المساهمة الخارقة للعادة للنساء فى صفوف جيش التحرير الشعبي و مشاركتهن المباشرة فى القتال . أثناء الإجتماع الموسع الثالث للحزب الشيوعي النيبالي (الماوي) الذى إنعقد فى 1995 قبل إنطلاق حرب الشعب ، تقرر أنه ينبغى أن تشارك على الأقل إمرأتان فى كل فرقة تتشكل . و اليوم ،تعد النساء ثلث أعضاء جيش التحرير الشعبي .إنهن الآن قائدات مساعدة فى بعض الكتائب و قائدات و قائدات مساعدة فى عديد السرايا و الأقسام و بعضهن تحتل مركز المفوض السياسي فى مستوى أو آخر . و الإستشهاد الحديث للرفيقة سابان شيالا التى كانت تقود سرية من جيش التحرير الشعبي فى 17 سبتمبر 2003 يقدم لنا مثالا ساطعا عن المكانة التى صارت تحتلها النساء الآن . فقد قدمت الرفيقة شيالا حياتها للثورة بينما كانت تقاتل الجيش الملكي فى منطقة بيانغ –جمكوت الواقعة غربي البلاد.
مع مضي الوقت ، شاهدنا أيضا عددا كبيرا من النساء المساهمات فى نشاطات أنصارية مدينية جريئة ،على غرار الإستيلاء على أموال بنوك وتصفيات إنتقائية و حركات تحطيم أملاك و بناءات الدولة ،لا سيما فى الهضبة المركزية لتيراي والعاصمة كتمندو و مراكز مدينية أخري . و على مستوى المليشيات ،يتأكد أن مساهماتها ببساطة خارقة للعادة ، متجاوزة عادة مساهمة الرجال . فضلا عن ذلك ، تنهض النساء بدور هام فى حماية المجالس الثورية الشعبية التى تركزت فى عديد الجهات و المقاطعات و تشارك كذلك فى تعزيز مناطق الإرتكاز حيث تقوم بمهام مختلفة فى البناء.
لهذا أضحت النساء جزءا مساهما فى ما يمثل هيكل الدولة الجديدة الناهضة حاليا. و تكريس شعار "مواطن /مواطنة ، جيش " الذى رفعه المجلس الثوري الشعبي الموحد فى توجيهاته الحديثة لإدارة السلطة الشعبية جعل حتى أكثر نجاعة مساهمة النساء فى العمل العسكري.
و اليوم ، بلغت حرب الشعب مرحلة تستعد فيها للمرور من مرحلة التوازن الإستراتيجي إلى مرحلة الهجوم الإستراتيجي. و بإعتبار أن الفترة القادمة ستكون حاسمة فى الثورة النيبالية ، من المهم أن نعمم و نلخص تجربة النساء المقاتلات فى صلب جيش التحرير الشعبي و أن ندرك جيدا مدى الحدود و التحديات التى تواجههن . لكن قبل أن نخوض فى ذلك بالتفصيل لنعرض بداية كيف ساهمت النساء فى مختلف الحروب التى تتالت إلى يومنا هذا.
النساء و الحرب :
مع إضمحلال المجتمعات الأموية البدائية ، تحول التناقض بين الإنسان و الطبيعة إلى تناقض فى صفوف الإنسان ذاته و إتخذ بوجه خاص شكل حروب طبقية . و أدى التملك الفردي للثروات و البحث عن الربح الفردي إلى حصر دور النساء فى الأدوار البيولوجية المرتبطة بالحفاظ على الطبقات الإجتماعية و إعادة إنتاجها . فى مثل هذا الإطار ، كانت مساهمتهن فى الحروب محدودة ،غالبا ، فى مجرد دور معاضد .
لقد إستعملت النساء عادة لمجرد رفع معنويات الفرق المتحاربة (هكذا حين يبعث بالممثلات المحترفات و غيرها من شهيرات النساء إلى حقل المعركة ) و إستعملت أحيانا كصارخات ( من أجل السخرية من " فقدان الرجولة " لدى المقاتلين الأعداء ) و كمساعدات على المستوى اللوجستي (هذا ما حصل على نحو واسع خلال الحروب العالمية الأولى و الثانية ) و كممرضات (مثل فلورنس نايتنغال ) أو حتى كجسوسات (و يدل على ذلك المثال الشهير لمارتا هارى) . المرات القليلات التى وجدت فيها نساء تساهم بنشاط فى القتال هي المرات التى كان فيها ذلك بطريقة محدودة و إستثنائية جدا، مثلما هو الحال بالنسبة لاكسمى باي فى الهند التى قاتلت مضطرة أو مثلما هو الحال بالنسبة لجان دارك فى فرنسا ، المدفوعة بفقدان الأمل .و حتى لما حدث ذلك ، كان على هذه النساء أن تلبس ثيابا ذكورية و أن تخفي هويتهن الحقيقية.
والحالة التى نالت إشهارا واسعا هي حالة الأمازونونيات اللاتى قاتلن فعلا إمبراطورية الداهومي فى القرنين 18 و19. هذه الحالة كانت نتيجة عمل مأتاه فقدان الأمل من قبل الملك الذى وضع كتائب كاملة من النساء خلف قواته بهدف خداع العدو موهما إياه بأن قواته كانت أهم مما هي عليه فى الواقع . فقط بعد أن وجدت أنفسهن مضطرة للمساهمة فى القتال ، إكتشف الملك أنه بإمكانهن أن يكن كذلك مقدامات كالرجال فأدرجهن بالجيش النظامي.
أقرب منا حتى ،هنالك نساء منظمة نسور إيلام التاميل و اللاتى أدمجن هي الأخرى فى الجبهة العسكرية لكن فقط بعد أن أثبتن قدراتهن فى نشاطات المساندة اللوجستية أو فى قوى خاصة مكلفة بمعاضدة فرق الرجال.
النساء و الحروب الطبقية :
كان لزاما إنتظار ظهور الحروب الطبقية الثورية حتى نشاهد أخيرا إرتفاعا له دلالته فى مساهمة المرأة فى النشاطات العسكرية . فقد صارت هذه الظاهرة ممكنة لأن الحروب الطبقية تهاجم مباشرة العلاقات الإقتصادية الإجتماعية الإضطهادية و علاقات الإنتاج و الفقر التى تؤثر على النساء أكثر حتى من الرجال . و للحروب الطبقية علاقة مباشرة بالصراع ضد إضطهاد النساء ذلك أنها لا تزلزل أسس الدول الرجعية فحسب و إنما تزلزل كذلك كل الهيكلة العائلية التى هي ذاتها متخفية بعمق خلف الدين .
على عكس الحروب الأثنية و الدينية و الجهوية لا تخلق الحروب الطبقية إنقسامات فى صفوف الشعب ، بالعكس بقدر ما تتطور بقدر ما تتجه نحو العالمية . إنها تستقى قوتها من النشاط الجماعي للجماهير و بالخصوص الجماهير المضطهَدة (وضمنها تعد غالبية النساء ) . إضافة إلى ذلك ، تمثل كل من الدكتاتورية التى تمارسها الدول الثورية ضد المضطهدين و توسيع الديمقراطية لصالح الجماهير ، محور جاذبية قوي بالنسبة للنساء . و الدول الثورية لا تعزز الأدوار الإنتاجية للمرأة فقط بل كذلك تحمى أدوارها التناسلية . بما أن الإضطهاد متجذر بأكثر عمق من إضطهاد المجموعات المضطهَدة الأخرى فإن النساء تفهم بسهولة ضرورة فرض حرب طبقية واسعة و ممتدة . و هكذا ، يزخر التاريخ بأمثلة مساهمة النساء فى الحروب الطبقية .
وتعد المشاركة المباشرة لنساء البروليتاريا فى كمونة باريس فى 1871 أول حلقة كبرى فى صراع النساء المضطهَدات. و يؤكد وقوفهن إلى جانب رفاقهن الذكور عندما رمتهم القوى الرجعية بالرصاص درجة الحقد عليهن الذى ولدته مشاركتهن فى الثورة .
و كذلك كانت مشاركة النساء فى القتال فى الإتحاد السوفياتي خلال الحرب العالمية الثانية خارقة للعادة بأتم معنى الكلمة . و الأرقام التالية تعطينا مؤشرا جيدا على ذلك:
" تبين الإحصائيات الرسمية أن 800 ألف إمرأة كانت ضمن عناصر الجيش الأحمر بينما كانت 200 الف أخريات ضمن القوى غير النظامية (متكونة من أنصاريين و أنصاريات ) و هذه الإحصائيات تساعدنا على تأكيد أن النساء كانت تشكل حوالي 8 بالمائة من إجمالي العناصر العسكرية للإتحاد السوفياتي (التى كانت تعد 12 مليونا ) . من هذه ال800 ألف إمرأة ،حوالي 500 ألف إشتهرت بمشاركتهن فى جبهة القتال بينما إتبعت 250 ألف أخرى تمرينا عسكريا فى مدارس الكمسمول "(3)
وفى الصين، تكونت مليشيات نسائية خاصة فى المناطق التى كانت تحت سلطة القوى اليابانية حينما كانت تحتل البلاد، و فى ما بعد قاتلت هذه المليشيات الجيوش البيضاء التى كانت تواصل الهجوم على الحدود الصينية إثر ولادة الصين الشعبية.
و أخيرا، تميزت حرب الفتنام أيضا بمشاركة كبيرة للنساء . صورة الجنود الأمريكان ذوى الهيئة القوية بالتأكيد و لكن الذين سيطرت عليهم الفتناميات الصغيرات الحجم و الناقصات تجهيزات ما إنفكت إلى اليوم تسبب الكوابيس لقادة الولايات المتحدة . و ما نذكره هنا يعطى فكرة عن مساهمة النساء فى حرب التحرير الفتنامية سواء على المستوى الكمى أو النوعي :
" لقد إرتقت السيدة دِنَه إلى مرتبة جنرال لجيش التحرير الشعبي الفتنامي على قاعدة الإنجازات التى حققتها كمؤسسة لجبهة التحرير الوطني و قائدة لإنتفاضة بَن تَرِي. و كانت تسميتها تعكس أيضا مشاركة النساء ذات الدلالة فى صفوف جيش التحرير الشعبي الفتنامي [...] اللاتى كانت تمثل حوالي 40 بالمائة من قادة الكتائب" (4)
مشاركة النساء فى حرب الشعب طويلة الأمد :
" النساء مشتل الحرب " -هو شي منه .
بما أن الإضطهاد الطبقي و الجندري الذى تتعرض له النساء إضطهاد طويل الأمد ، فإن آفاق حرب الشعب طويلة الأمد تتكشف جذابة بالنسبة لهن . حتى و إن كانت حرب الشعب طويلة الأمد أولا و قبل كل شيئ طريقة تهدف لإقامة دولة الديمقراطية الجديدة ، فإن سيرورة تطورها تسمح بتحقيق تغييرات مستمرة . و تسمح أيضا بكسر الثقافة الإقطاعية و مقاومة الثقافة الإمبريالية . وهكذا تساعد حرب الشعب طويلة الأمد النساء على تحقيق ذواتهن بصورة تامة و على تحقيق حياة أوفر كرامة .
حرب الشعب هامة بشكل خاص بالنسبة للنيبال حيث يتطلب الأمر من النساء أن تنجز قفزة جبارة ماضية من الأبوية الإقطاعية و القروسطية مثلما هي موجودة اليوم (العذراوات،بخاصة، موضوع عبادة دائم) إلى ثورة الديمقراطية الجديدة . و هذه القفزة إلى الأمام تفترض فترة طويلة من التحول فى طريقتهن الخاصة للنظر إلى الأشياء .
ما يميز حرب الشعب عن المناهج الأخرى فى الحرب تعلم الحرب عبر القتال ووضع الإيديولوجيا فى المصاف الأول نسبة للأسلحة و بناء قواعد إنطلاق و تطوير المبادرة المحلية و التعويل على الذات و المحافظة على القوى و إستهداف العدو و مهاجمته حيث يكون الأضعف و الإنسحاب حيث نكون فى وضع ضعف و بالخصوص المبادئ الأساسية التى لخصها ماو فى صيغته الشهيرة "صيغة الستة عشر حرفا" ( "العدو يتقدم ،نتراجع، العدو يتوقف،نهرسله،العدو يتعب ،نوجه له ضربة ، العدو يتراجع ،نطارده") : كافة هذه الميزات بمقدورها أن تدفع نحو مشاركة النساء . حرب الشعب طويلة الأمد هي الإستراتيجيا العسكرية للقطاعات الأضعف فى المجتمع المناضلة ضد سلطة دولة أقوى بكثير من هذه القطاعات الأضعف.
بوجه خاص، يتناسب جيدا مفهوم قواعد الإرتكاز مع نضال تحرير المرأة . و هكذا يمكن وضع المكاسب و النتائج التى تحصلن عليها بفضل نضالاتهن موضع الممارسة فى الحال ،حتى قبل أن تضع الحرب أوزارها. فتكريس المساواة فى الحقوق فى ميادين الملكية و التعاونيات و المزارع الجماعية و فتح المطاعم و رياض الأطفال، مثلا، تتكشف ممكنة تماما. و يغدو كذلك ممكنا ضمان عدد معين من مراكز القيادة للنساء فى صفوف أجهزة الدولة الجديدة فى طور التشكل . و يعطى التطور المحتمل للحرب نحو تركيز التشكيلات العسكرية الأكثر تقدما النساء مجالا كافيا للعمل من أجل القدرة على إستيعاب و تصحيح و تحسين قدرات النساء على الإنتفاضة فى زمن تبين فيه عناصر السرعة و المفاجأة و تركيز القوى بهدف ضمان الإفتكاك النهائي لسلطة الدولة المركزية محدٌّدة . ( لنلاحظ أن فى عالم اليوم الأكثر فأكثر إستقطابا ،يجب أن تأخذ إمكانية و حتى ضرورة المزج بين حرب الشعب طويلة الأمد والإنتفاضة بعين الإعتبار منذ بداية النضال المسلح ، علما أن فى البلدان المتخلفة ، ينبغى التشديد مع ذلك على حرب الشعب طويلة الأمد بينما فى البلدان المتقدمة ، يظل الطريق الأساسي الإنتفاضة). لهذا يجب النظر فى مسألة مساهمة النساء فى كل من حرب الشعب طويلة الأمد و الإنتفاضة من وجهة نظر إستراتيجية . و تكتسى حرب الشعب بالنسبة للنيبال أهمية أكبر حتى.
توفر الظروف النيبالية الخاصة مثل أنه ليس للنساء أية حق فى الملكية و أن الدولة تخلت عنهن بفضاضة فى الوقت الذى تمثل فيه مع ذلك حجر زاوية الإقتصاد الفلاحي المعيشي ، قاعدة مادية خصبة لإنخراطهن الجماهيري فى جيش التحرير الشعبي . بينما يضطرالرجال للقيام بالخدمة العسكرية أو الهجرة نحو مناطق مدينية فى النيبال و حتى فى الهند كي يجدوا عملا ما ، فإن النساء تجد أنفسهن مضطرات للإعتناء لوحدهن بالأطفال و الشيوخ فتصبح فعليا القائمات بالعائلات ذات العائل الواحد و عليهن تغذية عائلاتهن فى المناطق البعيدة و الوعرة .
واحدة من الظواهر التى تحبطهن إلى درجة عالية و تدفعهن إلى الإنتقام هي ظاهرة تعدد الزوجات التى تتطور حتى أكثر فى مثل هذه الظروف و التى تفرض عليهن أتعابا مضاعفة . هذه الظاهرة تجعل من النساء المتعاطفات مع جيش التحرير الشعبي كثيرات العدد و تحث بناتهن على الإلتحاق بصفوفه حين لا تصبح هن بالذات مقاتلات لوقت كامل .
و أدى الضغط الذى يدفع النساء إلى الزواج فى سن مبكرة أكثر فأكثر (لأجل التخلص من أعباء العفة ) كذلك إلى أن إلتحقت عديد البنات من الأصل الهند-آري بجيش التحرير الشعبي فبالنسبة لهن جيش التحرير الشعبي وسيلة جيدة لكسر سلاسل الإقطاعية. و بالطريقة ذاتها ، فى ما يتعلق بالنساء من أصل تيباتو-برمان و إن كانت نسبيا أحرارا فى إختيار أزواجهن ، فإنهن تنتهين لا محالة إلى أن تجد أنفسهن فى حلقة مفرغة من حياة روتينية و قاسية ، مكرسة تحديدا للتناسل فبالنسبة لهن أيضا يوفر جيش التحرير الشعبي فرصة الحصول مباشرة على تجربة أرقى و حرية أكبر .
علاوة على ذلك ، يوفر جيش التحرير الشعبي نهجا جديدا لنساء قومية التارو اللاتى تحررن حديثا من العبودية فى منطقة تاراي . كانت هذه النساء مستغَلة ليس إقتصاديا فحسب و إنما أيضا جنسيا من طرف رجال الكاست الأعلى البراهمانيين و شهاتريس الذين يعيشون فى الجبال المحاذية . بتسليح النساء الداليت ، قدم لهن جيش التحرير الشعبي وسائل قتال نظام الكاست المفرط فى التصلب و الذى ينظر إليهن و يعاملهن حتى بأكثر عنف من لو كن كلابا.
وعلى عكس الرجال ، لنساء النيبال إمكانيات ضئيلة فى الحصول على عمل فى المراكز المدينية للبلاد (هذه المراكزالتى هي مع ذلك قليلة التطور إلى حد كبير) و فى الهند المجاورة ، كل ما يمكن الأمل فيه هو التعرض للسرقة و البغاء . لذا، تجد غالبيتهن أنفسهن فى الخلفية فى الأرياف و فى المناطق الريفية و بالتالي تغدو هذه النساء هدف الجيش الملكي الذى يمارس السرقة و يضرم النار فى منازلهن و مواشيهن و محاصيلهن (حين لا يقرر هؤلاء المرتزقة ببساطة إغتصابهن و قتلهن) . و نجم عن هذه الظاهرة الواقعية جدا إرتفاع نسق إنخراط النساء فى جيش التحرير الشعبي : إنهن يعتبرن الإنخراط فيه طريقة جيدة للإنتقام من عديد الإعتداءات التى تعرضن لها و التى لا زلن يتعرضن لها.
إذن ، توجد نساء النيبال فى نفس الوضع الذى وصفه ماركس فى حديثه عن البروليتاريا : ليس لديهن ما تخرسرنه سوى سلاسلهن!
دور جيش التحرير الشعبي فى تغيير المقاتلات :
" إن الثورة الشيوعية تقطع من الأساس كل رابطة مع علاقات الملكية التقليدية ، فلا عجب إذن إن هي قطعت بحزم أيضا ، أثناء تطورها ،كل رابطة مع الأفكار و الآراء التقليدية ." ماركس و إنجلز ،" بيان الحزب الشيوعي" ،1848
يساهم جيش التحرير الشعبي فى تغيير وضع النساء ليس فقط على المستوى الجوهري بل أيضا على المستوى العملي .إنه يساعدهن كذلك على كسب الإحترام و الكرامة الذين حرما منهما على الدوام .لمدة طويلة جدا ،إعتبرت النساء من التحصيل الحاصل و لمدة طويلة جدا تعرضت للعنف بصمت ،على النطاق الخاص و أيضا على النطاق العام. و اليوم لم يعد الهوليقانس و ثقيلي الظل والمعتدين على النساء يتجرؤون حتى على الإقتراب من النساء فى مناطق حرب الأنصار إلا إذا كانوا مصحوبين بالقوى المسلحة الرجعية .
لقد حوّل جيش التحرير الشعبي هذه النساء غير الآمنة إلى منتفضات حقيقيات . و قد خلصهن من كل اللباس الذى فرضه الإقطاع لأجل إرتداء ثياب عملية و صالحة للجنسين . و غدت مقاتلات جيش التحرير الشعبي واعيات ليس لتطورهن الإيديولوجي فحسب و لكن كذلك لتطورهن الجسدي . تعي النساء جنسانيتهن و مسائل الزواج و الإنجاب التى لها إنعكاس مباشر على نشاطهن السياسي و العسكري .
بإمكاننا أن نقول دون أن نخطأ إن جيش التحرير الشعبي ساعد النساء على كسر الجدران الأربعة للمنازل حيث كانت سجينات و إنه ساعدهن على السفر و التنقل عبر البلاد كافة . وسمحت مساهمة النساء فى جيش التحرير الشعبي بتوسيع مجال نشاطهن لتمر من الرحم إلى العالمية . من عبيد منازل "فى الخفاء" صارت مقاتلات ثوريات محترفات تنهض بوضوح بأعباء مواقع مسؤوليات وهو ما عزز قوتهن الجسدية وكذلك الذهنية، سامحا لهن بتطوير طريقة تفكير أكثر موضوعية تلبى طلبات حياة قتال صارمة .
فى السابق ، لم تكن النساء تدرك حتى مفهوم الزمن : كانت تعمل من الفجر إلى نهاية اليوم ، و أحيانا حتى إلى ما بعد منتصف الليل و لكن الآن صارت تعدّ مستلزمات توقيت القنابل الموقوتة ...فى السابق ، كل ما كانت تحفض "إطلاقه" هو شعر الآخرين و الآن يعلمهن جيش التحرير الشعبي إطلاق النار بأسلحة من العيار الثقيل...
و كانت النساء ورعات و خاضعات و أمست مقاتلات شرسات ! فى السابق ، كانت تمد آذانهن لإلتقاط الإشاعات الرائجة و اليوم ، تستمعن إلى الإذاعة و تبحثن عن الأخبار الوطنية و العالمية . فى السابق ، المرات الوحيدة التى يسيل فيها دمهن هي خلال العادة الشهرية و الآن يسيل دمهن فى سبيل الإطاحة بالنظام الملكي المسنود من قبل الإمبريالية الأمريكية !
بتعزيز أنفسهن على المستوى الإيديولوجي و بتطوير قدراتهن القتالية ،حققت النساء كذلك تحويلا فى لغتهن الجسدية . منهن ترشح ثقة بالنفس و كرامة . كانت أميات فأضحت الآن تعبر بلغة غنية بمفردات إيديولوجية و عسكرية . و بمستطاعهن ختاما النظر للأشياء من منظور فلسفي و كذلك النظر للحياة و الموت كوجهين لعملة واحدة ينبغى التعاطي معهما حسب الضرورة و الخطر . الآن تدرس النساء الجدلية و تقدر على رؤية ما هو إيجابي فى وضع سلبي و العكس بالعكس. إنهن تتعلمن قانون التناقض و تقدرن على أن تفرق بين التناقضات الرئيسية والتناقضات الثانوية ،و ما هو نسبي و ما هو مطلق و المراكمات الكمية و الطفرات النوعية .
لقد غدت مقاتلات جيش التحرير الشعبي الآن معتادات على مفاهيم مثل طبيعة العلاقات بين الدولة والحكومة ، بين الإمبريالية و بلدان ما يسمى بالعالم الثالث و بين الإمبريالية الأمريكية و بقية القوى الإمبريالية . على مستويات متعدّدة، يمكن أن نعتبر النساء أعضاء جيش التحرير الشعبي بعدُ أكثر تقدما من النساء المشاركات فى التنظيمات الجماهيرية التى يقودها الحزب . فنسق تغيير النساء فى الجيش سريع إلى درجة أنهن تترددن فى مغادرة ساحة المعركة حين تطرأ مشاكل صحية أو أي وضع آخر يمكن أن يعلل نقلهن إلى جبهة أخرى .
كل هذا يذكرنا بجملة لينين الشهيرة التى تقول إن الحرب تغير فى عشرة أيام ما يتغير عاديا فى عشر سنوات على الأقل.
دور المقاتلات فى تغيير جيش التحرير الشعبي :
لم تكن مشاركة النساء فى جيش التحرير الشعبي صحية لهن فقط و إنما أدت إلى توطيد ضخم للطابع الجماهيري للجيش . فقد جعلت منه النساء جيشا شعبيا حقا و بأتم معنى الكلمة . حيث ساهمت مشاركتهن بصورة عظيمة فى جعل الجيش قادرا على توسيع نشاطاته و معاركه وحتى توسيع تنظيم العمل الإنتاجي .
ساعدت النساء ، بمعنى ما ، فى " تلطيف " جيش التحرير الشعبي إذ أدخلت أحاسيس الشفقة فى ما يظل عموما حياة قتال صارمة للغاية . و لكن فوق كل شيء ، حطمت مشاركة المرأة فى صفوف جيش التحرير الشعبي صورة الذكورة التقليدية للقوى المقاتلة . بهذا ، خولت لجيش التحرير الشعبي السباحة بأكثر فعالية فى محيط الجماهير فالنساء تقيس حرارة الماء و بالتالي يتوصل جيش التحرير الشعبي للسباحة كالسمكة فى البحر بشكل ألطف.
قوة قتالية :
مشاركة النساء فى جيش التحرير الشعبي حولتهن إلى قوة أكثر تصميما و أكثر إنضباطا و ثقافة و من يدري إلى أين تمضى بهن. فى الساحة ، إنتبهنا عموما إلى أنه حيث ينحو رجال إلى التخلى عن القتال ،نجد النساء مستعدات لمواصلته ، و حيث يكون رجال مستعدين لتسليم الأسلحة ،تقبض النساء على الأسلحة بقوة أكبر و هذا حتى فى الظروف الأصعب . و هكذا بينما يتجه رجال إلى التردد تحت التعذيب ،تنحو النساء نحو المقاومة إلى النهاية حتى و إن كانت حياتهن هي الثمن .
و إنتبهنا أيضا إلى أنه فى حين كان رجال يترددون أحيانا فى الهجوم ،تنزع النساء إلى الهجوم دون البحث عن أعذار . قليلة هي المرات التى ترفض فيها النساء أداء المهمة الموكلة لهن : إنهن تحاول على الأقل مرة قبل التخلى . زيادة على ذلك ، حينما تحصل تراجعات تبرزن أوفر صبرا و تظل باردة الأعصاب بصورة أسهل بينما يصبح الرجال عصبيين بيسر و سريعي الإثارة العصبية و إلتزامهن و تفانيهن فى العمل يساعدان على النضال ضد التوجه نحو الأسهل الموجود لدى الرجال.
إضافة إلى ذلك ، تمخض عن مشاركة النساء ما يمكن وصفه ب "المطهر الذاتي" فى صفوف جيش التحرير الشعبي فالإدمان على الكحول واللعب و التسليات البخسة الثمن و الإغواء السهل جميعها لا تتناسب مع مشاركة المرأة . و ساهمت النساء كذلك فى رفع معنويات الفرق فى نفس الوقت الذى حطت فيه من معنويات جيش العدو. فى آخر المطاف ، رفعت مساهمة المرأة مستوى الوعي العام لجيش التحرير الشعبي ، بمعنى الوعي الطبقي و أيضا وعي الواقع الجندري . و تعزز هذا الوعي بوجه خاص بعد ان قامت القوات الرجعية بالتعذيب الوحشي والإغتصاب و القتل الوحشيين للمقاتلات.
فضلا عن ذلك ، خولت مشاركة النساء فى جيش التحرير الشعبي الإقتراب بيسر من عائلات أعضاء جيش العدو . و من هنا تضاعفت قوة جيش التحرير الشعبي فى الإقناع سواء إقناع رجالهن بهكذا طريقة برفض قتال جيش التحرير الشعبي أو حتى بدفع رجالهن للهروب و الإلتحاق بصفوف الجيش الثوري . كما خولت مشاركة النساء لجيش التحرير الشعبي بأن يمد شبكته الإستخباراتية على النطاق المحلى . علاوة على ذلك ،سرع إنضمام النساء لجيش التحرير الشعبي سيرورة الوحدة و التداخل بين مختلف الكاست و المجموعات الإثنية و المجموعات الجهوية فالزواج بين الأثنيات مسموح به تماما ( على خلاف ما يوجد فى المجتمع المدني ) . و بهذا تقلصت الإختلافات الأخرى ما عدا الإختلافات الطبقية و يملك جيش التحرير الشعبي الآن طابعا متميزا بأكثر تنوع قومي و لغوي و إثني و تعدد الأعراق بكثير. و هذا يتعارض بصورة كبيرة مع الوضع السائد داخل الجيش الملكي و قواته المنقسمة على أسس إثنية ودينية و جهوية و كاست و طبقية.
فى الأخير ، دعمت مشاركة النساء فى جيش التحرير الشعبي الوقاية ضد الإتجاهات العسكراتية و كذلك الإتجاه صوب السلوك ك" أنصاريين متنقلين" يعوضون الجماهير و يغيبون تسليحها .
قوة تنظيمية:
واحد من الإختلافات الجوهرية بين جيش شعبي و جيش رجعي هو أن الجيش الشعبي يتحرك كذلك كقوة سياسية و تنظيمية . و بالفعل ، من الممكن القول إن جيش التحرير الشعبي جيش إيديولوجي بوجه عسكري . فى المناطق المناوئة ، جيش التحرير الشعبي هو الذى ينظم الجماهير و ليس جيش العدو ، فى هذا المستوى تتكشف مشاركة المرأة حيوية بوجه خاص . ذلك أن الجماهير تتقبل بيسر أكبر وجود المقاتلات النساء نسبة لوجود الرجال ، إنها تتوصل إلى تجاوز خوفها الأولي (و العادي) تجاه قوة عسكرية مثل قوتنا. و على النحو ذاته ، يجعل وجود النساء فى المحاكم الشعبية أقرب بصورة خاصة إلى النساء اللاتى تود تركيز عدالة و مساواة . و هذا كله يرفع من القوة التنظيمية لجيش التحرير الشعبي .
و يجعل الطابع المتعدد الأثنيات و المتعدد الأعراق و المتعدد الجهات و المختلط لجيش التحرير الشعبي ، معززا بالزواج بين الأثنيات و إعادة زواج المترملات ، يجعل من جيش التحرير الشعبي قاطرة إجتماعية حقيقية تزعزع الثقافة الإقطاعية المتصلبة للمجتمع النيبالي . و تبرز لنا التجربة أن مشاركة النساء فى صلب جيش التحرير الشعبي سهلت إعادة الإعتبار لعناصر من عائلات رجعية كانت فى البداية قد فرت من قواعد الإرتكاز . وبإعتبار أن إدارة العلاقات والتناقضات فى مجال الأسرة كانت مجالا تقليديا من إختصاص النساء، فإنهن إكتسبن قدرات فى هذا الميدان و بإمكانهن أن تستخدمها فى إطار جيش التحرير الشعبي.
قوة إنتاجية :
وجود قواعد إرتكاز فى الوقت الذى تستمر فيه حالة الحرب يسمح لجيش التحرير الشعبي بالعمل كقوة إنتاجية . بهذا الصدد ، سمح إنخراط النساء فى جيش التحرير الشعبي بتنويع حقيقي فى الإنتاج . و بتشريك النساء فى أشغال البناء المخصصة تقليديا للرجال (مثل بناء الطرقات و الجسور و المساكن و قنوات الري إلخ) و بالعكس بدفع الرجال نحو المساهمة فى الأعمال التى كانت فى السابق من مملكة النساء (تجميع العلف و الوقود و إعداد الطعام و الأعمال المنزلية إلخ) تمكن جيش التحرير الشعبي من الشروع فى كسر التقسيمات التقليدية بين العمل الفكري و العمل اليدوي و بين العمل فى المجال العام و العمل فى المجال الخاص و من هناك تمكن من الترويج إلى ثقافة جديدة تقدمية فى صفوف الجماهير .
و تمخضت مشاركة النساء فى جيش التحرير الشعبي كذلك عن تحول العمل الإنتاجي إلى عمل أسهل و أمتع
و أكثر تعاونا وتعلقا به لدى الجماهير و مرض أكثر لكافة شرائح السكان – نساءا ورجالا ،أطفالا و شبانا، مسنين و معاقين . و هكذا يحدث بصورة عادية أن يساعد جيش التحرير الشعبي العائلات ذات المعيل الوحيد لأجل إتمام أعمالها لا سيما فى فترة الحصاد. و بحكم وجود النساء فى صفوفه ، تجد الجماهير من الأسهل الإقتراب من جيش التحرير الشعبي و تأتمن النساء على مشاكلها على نحو أيسر .
و يتأكد معنى التشديد على وضع أن جيش التحرير الشعبي جيش شعبي حقا و بالتالي جيش مختلف عن الجيش القديم المحترف ، اللاشعبي و البيروقراطي و المنعزل ،جيش الطبقات الرجعية يتأكد معنى هذا التشديد بإعتبار إعترافنا الفعلي بالطابع الإستراتيجي لمشاركة المرأة . إن إلتحاق النساء بجيش التحرير الشعبي لا تجعل الجيش الشعبي أكثر فعالية و أكثر بروزا فقط و إنما تجعل منه بخاصة مؤسسة راديكالية و هيكليا متباينة بإمكانها أن تصد العادات القديمة الموروثة عن جيش ممركز و محبوس فى مراكز قيادته.



النساء المقاتلات فى مواجهة الجيش الملكي :
"إعرف عدوك و إعرف نفسك ، و ستقدر أن تخوض دون خطر مائة معركة ". سوانتسي(5)
أحد أهم التناقضات التى تواجه القوى المسلحة الرجعية أينما كانت فى العالم هو أنه بينما تمتلك جهاز قمع فى خدمة الطبقة السائدة ، فهي مع ذلك مضطرة إلى التعويل على الطبقات المضطهَدة لملئ صفوفها . و تحاول الجيوش الرجعية أن تحل هذا التناقض بهيكل قيادة قوي و ممركز و بيروقراطي للغاية ، بيد فقط حفنة من الضباط بأعلى الدرجات ( تنحدر غالبيتهم من الطبقات و الجماعات المهيمنة – كاست ،جنس ،أديان ، جهات ، مجموعات لغوية إلخ) يسمح لها بأخذ القرارات. ثم يتم توصيل أوامرهم إلى الجنود العاديين الذين ينحدرون عادة فى غالبيتهم من الطبقات المضطهَدة و الذين عليهم أن يقوموا بالأعمال القذرة و الشاقة و الخطرة .
و قد إحتكرت السلطة فى صفوف المؤسسة العسكرية، على الطبقات السائدة أن تعمل لأجل تحطيم ،إن أمكن قول ذلك ، هذا النوع من الوشائج و التضامن ذو الطبيعة الطبقية الذى يمكن أن يوجد بين الجنود البسطاء و الجماهير . إنها تتوصل إلى ذلك بوسائل تهدف لتعنيفهم و إهانتهم عن قصد بهدف جعلهم يتصرفون على هذا المنوال و يتحولون بدورهم إلى أناس لا رحمة لديهم تجاه الجماهير .
هنا تتنزل قضية النساء فهن فى آن وسائل و ضحايا هذا العنف .
أولا ، يغدو العنف الذى يضطر الجنود لممارسته ضد إخوانهم طبقيا أسهل بما هو إمتداد بسيط للعنف الأسري الموجود بعد و المضمن فى التعليم العسكري .
ثانيا ، مثل هذا النوع من الحركات الموضوعية ضد أهداف أسهل يساهم فى جعل الجنود يشعرون بمشاعر تفوّق يرفع معنوياتهم وذلك فى غياب أية إيديولوجيا تعلل تصرفهم .
ثالثا ، ينتهى بهم حجزهم لمدة طويلة على أسس عسكرية منعزلين إلى جعلهم غير آمنين إزاء خطر فقدانهم قريناتهم ، و يتجه الرجال حالئذ إلى تقنين خيبات الأمل ضد النساء الثوريات اللاتى لا يترددون فى إغتصابهن و قتلهن.
و أخيرا ، يتغذى الجيش الرجعي من إيديولوجيا دينية تعتبر النساء المنتفضات نساءا زنديقات تستحق العقاب و بقسوة. هذا المزيج من الأسباب يجعل من الجيوش الرجعية لكافة البلدان ضمن المؤسسات الأكثر عنفا و الأكثر كرها للنساء و الأكثر لاشعبية ممكنين.
فى النيبال ، يمثل الجيش الملكي فعلا إحدى المؤسسات المكروهة أكثر ضمن مؤسسات الدولة الرجعية وهذا صحيح بالنسبة للجماهير عموما و بالنسبة للنساء خصوصا وهو صحيح حتى أكثر بالنسبة لمقاتلات جيش التحرير الشعبي و ذلك لأن الجيش الملكي يمثل قاعدة إرتكاز تقليدية للنظام الملكي و كان يستعمل بإستمرار لسحق مختلف التحركات الديمقراطية التى توالت حتى 1951 (تاريخ قلب نظام الرانا الأوليغاركي ).
مع مرور الوقت ، صار الجيش الملكي أقل فأقل شعبية و فرض نفسه كأداة فى خدمة الإمبريالية الأمريكية خاسرا هكذا الميزات القليلة لجيش وطني . فى أعين النساء ، يمثل الجيش الملكي فضلا عن ذلك أداة دفاع عن الأبوية الإقطاعية التى يكرهون أيما كره و التى تبقيهن فى الجهل و العتمة و الدين و النسيان .و أما بالنسبة لمقاتلات جيش التحرير الشعبي ، تحديدا ، يبدو لهن الجيش الملكي قوة عدوة ضدها ليس عليهن أن تخضن حربا طبقية فقط و لكن أيضا حربا جندرية لوضع حد للإغتصاب و التعذيب و الموت .
فى العالم بأسره ، تتجه الطبقات الرجعية طبيعيا نحو الإستهانة بقوة الشعب : هذه ظاهرة عالمية . و الأمر حتى أكثر بداهة حين يتعلق بالنساء . و هكذا ، فى النيبال ، نزع الجيش الملكي نحو الإستهانة بقوة مقاتلات جيش التحريرالشعبي . مع ذلك ، يشهد هذا الوضع تغيرا . فى بدايات حرب الشعب ، كانت الشرطة [الأولى فى مقاتلة الأنصاريين] تتعامل بأكثر جدية مع الرجال و كانت تنحو بإتجاه " تسامح " تجاه النساء بينما كانت بلا رحمة إزاء الرجال . عوض قتل النساء ، يتم سجنهن و أحيانا يتم إغتصابهن .
منذ عسكرة قوى الشرطة ، شهدنا إرتفاعا محسوسا لعدد الإغتصابات و حالات التعذيب للنساء و البعض جري حتى قتلهن ،على نحو متفرق . و أخيرا مع دخول الجيش الملكي مسرح الأحداث ، إرتفعت بصورة مدهشة عمليات العنف الموجهة ضد النساء و الآن كل من المقاتلات و كوادر الحزب الأنثوية و حتى مجرد المتعاطفات ضحية للإغتصاب والقتل. و برزت حتى ظاهرة الإغتصاب الجماعي ( و تجرى محاولة السكوت عنها ) .
على الدوام، كانت للجيش الملكي نظرة جنسية لمقاتلات جيش التحرير الشعبي . إنه يعتبر أن النساء لم تلتحق بالأنصاريين إلا للحصول على إشباع من طبيعة جنسية من قبل رفاقهن الذكور . لقد حدث غالبا أن صرح أطباء الجيش الملكي فى تبرم لوسائل الإعلام ب"إكتشاف " واقى ذكري فى الغابات و مناطق الحرب الموجودة تحت سيطرة جيش التحرير الشعبي . أدت التصرفات المسيئة و البذيئة التى تصدر عن جنود الجيش الملكي تجاه مقاتلات جيش التحرير الشعبي إلى جعل النساء حتى أكثر وعيا بوضعهن و إلى تعزيز تصميمهن على القتال من جهة و من جهة ثانية على حث رجال جيش التحرير الشعبي على إرادة الإنتقام لهن بشراسة أعظم .صيرت الإغتصابات الوحشية و التعذيب و القتل الذين يطالون مقاتلات جيش التحرير الشعبي، صيرت الرفاق الذكور أكثر حساسية حتى لإضطهاد النساء و تعززت هكذا وحدة طبقة المضطهَدِين ضد الجيش الرجعي .
و بالفعل ،أعطى العنف المتزايد الممارس ضدهن الكثيرات من النساء دفعا نحو إرادة الإلتحاق بصفوف جيش التحرير الشعبي فالإلتحاق بالجيش الشعبي يعد طريقة جيدة للإنتقام من إبتزازات الجيش الملكي لهن و لأقربائهن .
و الجدير بالملاحظة هو أن الجيش الملكي شرع أخيرا فى القيام بالإشهار لحث النساء على الإلتحاق بصفوفه . إلى أي مدى سينجح هذا فى رفع قدرته الضاربة ؟ بالإمكان بعد أن نقيم على ضوء محاولات مشابهة أنجزت فى بلدان أخرى .
الطابع الطبقي و التفريق الجنسي المتعمقين فى قوات الجيش الرجعي يمثلان عائقا جديا أمام تحقيق مشاريع من هذا النوع. تبقى النساء اللاتى تنخرط فيه عامة فى وضع ملحق لهن فيه قيمة تزويقية أكثر منها قيمة قتالية . كون أنه لا يتم إنتدابهن على قاعدة الإختيار و إنما كرد فعل على تصاعد مشاركة النساء و جماهيريا فى الصراع الطبقي و فى نضالات الشوارع و فى مختلف حركات الصراع و فى الحروب الثورية التى تتطور ، يحول ذلك إلى ظاهرة جوهريا عملية و تكتيكية و مؤقتة . و الأمثلة التالية تقدم لنا لمحة .
لنتفحص أولا مثال نساء الجيش الإسرائيلي اللاتى يتحدث عنهن عادة و من المهم إماطة اللثام عنهن . رغم أنهن مجندات فعليا فإنه لا يبعث بهن أبدا إلى القتال (6) . تستعمل كقوة تجهيز ، رئيسيا فى الميدان المدني ، مثل الممرضات و مساعدات تمريض و موظفات فى المكاتب و سائقات شاحنات (على الأقصى ) إلخ . و فى البلدان الغنية مثل الولايات المتحدة ، قليلة هي المناسبات التى تبعث فيها النساء للجبهة و التجربة تبين انه حينما يحدث ذلك ، يتجه الرجال الذين يوجدون إلى جانبهن إلى إرادة حمايتهن بشكل مفرط مهما كان الثمن ( وهو أمر فى عمقه مهين هو الآخر) على حساب أهداف مهامهم .
زيادة على ذلك ، تسجل وسائل الإعلام بإستمرار حالات العنف اللفظي و الهرسلة الجنسية و حتى الإغتصاب الذى تتعرض له الجنديات من قبل زملائهن الرجال . هكذا ، أمر من أمرين : إما أن يظهر الرجال حماة أكثر من اللازم تجاه النساء أو يستعملوهن كأدوات جنسية .
فى بلدان ا يسمى بالعالم الثالث مثل الهند ، أتعس حتى هي تجربة النساء فى القوات المسلحة الرجعية . تقع إهانتهن و الكتيبة التى إليها تنتمى النساء عرضة بشكل منظم لسخرية الرجال .(7)إن الطبيعة الطبقية للقوات المسلحة الرجعية و مفاهيمها البطريركية و هياكلها البيروقراطية لا تخول مشاركة تامة و كاملة للنساء فى مناطق القتال. يمكن أن نكون بعد متأكدين من أن تجربة النساء فى الجيش الملكي النيبالي لن تذهب أكثر من ذلك. و فى الواقع ستكون دون شك أسوأ بإعتبار أن هذه المؤسسة تستمد قوتها من المؤسسة الأبوية الأقدم و الأكثر رجعية أي النظام الملكي .


التحديات التى تواجه النساء المقاتلات :
" نضال ففشل ،فنضال جديد ففشل جديد ،فنضال جديد أيضا ،و هكذا حتى النصر ،ذلك هو منطق الشعب ،وهو ايضا لن يخالف هذا المنطق أبدا " ماو تسى تونغ ،" أنبذوا الأوهام و إستعدوا للنضال" .
كل تجربة جديدة ، مهما كانت ، لا سيما حين يتعلق الأمر بكسر العادات القديمة الجامدة محكوم عليها بأن تعرف بعض المشاكل غير المتوقعة و أن تولد تحديات جديدة . و هذا ليس أقل صحة فى الميدان العسكري مثلما هو حال النيبال حيث تشارك النساء فى جيش التحرير الشعبي لأول مرة إلى جانب الرجال . لذا عليهن أن تواجه تحديات عديدة .
المفهوم البطريركي :
إن المفهوم البطريركي الإقطاعي لا يعترف بالنساء كاشخاص بأتم معنى الكلمة بل لا ينظر إليهن إلا فى علاقة بقدراتهن التناسلية. لهذا المفهوم بالتأكيد صدى فى صفوف جيش التحرير الشعبي بشكل أو بآخر و هذا حتى إذا حاولنا النضال ضده بالتربية السياسية . و يبرز ذلك فى التوجه لدى الرجال نحو الإستهانة بقدرات رفيقاتهن (8). حتى عندما تكون قد أثبتت جرأتهن ، ينحو الرجال نحو عدم رؤية ذلك كظاهرة مؤقتة ستضمحل لما تتزوج و تنجب أطفالا.
ثمة توجه قوي صوب إعتبار أي توعك أو أي مرض فى إرتباط بنظامهن التناسلي و الذى يملى عليهن راحة مؤقتة كعلامة ضعف جسدي لدي النساء . وهكذا ليس نادرا إرتياء الزواج ك"حل" للمشاكل التى تعرفها . و ينزع بعض الرجال أيضا إلى إعتبار النساء اللاتى تبلغ مراكز قيادية داخل جيش التحرير الشعبي قد بلغت ترقيتهن ليس بفضل منجزاتهن و قدراتهن و إنما لأن "الحزب قرر ذلك". و عليه ، لا يظهر الرجال نفس الحماس فى تركيز سلطة هذه القائدات مثلما يظهروا ذلك إذا تعلق الأمر بالرجال الذين تقع ترقيتهم . مظهر آخر لهذا التوجه المستهين بقدرات النساء يحدث أحيانا عندما يتم إقصاؤهن من صياغة المخططات و السياسات و يقصر دورهن بالأحرى فى مهام أنثوية تقليديا. وعلى النساء عادة أن تعمل مرتين و حتى ثلاثة مرات أقوى من الرجال لتركيز سلطتهن داخل الجيش العشبي ، لحسن الحظ توصلت إلى ذلك فى غالبية الأحيان إلى الآن .
مشكلة قلة المبادرة :
بينما ينزع الرجال أحيانا إلى إظهار ثقة بالنفس مغال فيه ، عادة ما تجد النساء صعوبة فى أخذ المبادرة . حتى و إن كانت لديهن كافة القدرات الضرورية ، يحدث أن تفضل أن تترقب أن يتحرك الرجال قبلهن. إن النساء مواضبات و منضبطات و على إستعداد دائم للتضحية فى المهمة و لكن لما يتعلق الأمر بصياغة مخططات جديدة و إستعمال أسلحة جديدة أو نقاش مسائل الخط السياسي، غالبا ما تتهرب .و النتيجة أن إنتهت إلى تقليص أنفسهن بأنفسهن فى المهام الأنثوية تقليديا ، بدلا من رفع تحديات جديدة. و تتجه النساء كذلك إلى الموافقة على أن تكون ضحايا الظروف و هكذا حين لا تعتنى بتخطيط حملهن ، تحرم أنفسهن من المواصلة الضرورية لتطويرقدراتهن فى القيادة .
و أخيرا و بالرغم من أنهن تمتلكن تجربة غنية على الأرض فإن النساء لا تندفع فى تنظيم عملهن بصرامة و فى خلق علاقات مما يساهم فى تهميشهن أكثر .
بسبب الإضطهاد البطريركي الإقطاعي الذى تتعرض له منذ نعومة أظفارهن ، تنحو النساء أكثرمن الرجال نحو التألم للنزاعات الداخلية مما يدفع بهن أحيانا إلى التعبير بطريقة " الأزمات " و إلى إصدار تصرفات توصف بالهستيرية . إن أفقهن الضيق أحيانا يتمظهر بشكل أقوى حين يكون النزاع بينهن . و يتخذ ذلك شكل الغيرة و الشك المعبر عنه تجاه قيادة رفيقة أخرى و شكل تقدير أكبر لرأي الرجل نسبة لرأي المرأة .
مشكلة تواصل القيادة و تطويرها فى صفوف جيش التحرير الشعبي :
لقد حققت نساء النيبال قفزة هائلة بالمرور من المطبخ إلى ساحة المعركة. مع ذلك ، تضع مشكلة تواصل القيادة و تطويرها على الجبهة العسكرية أمامهن بعدُ عديد التحديات. و هكذا مع أن المرات التى يرى فيها رجال تجاوزوا سن الأربعين لا يزالون نشطاء فى القتال ليست قليلة ، لا نشاهد سوى عدد قليل من النساء تتجاوز أعمارهن الخمسة و العشرين سنة. و بما أن تطوير قدرات القيادة فى جيش لا يمكن أن تكون إلا نتيجة عمل طويل الأمد مرتبط إرتباطا وثيقا بممارسة صارمة و مديدة فإن قلة التواصل التى تعترى النساء (نظرا لواقع أدوارهن التناسلية ) من الممكن أن تحرمهن من بلوغ مراكز قيادية. و هذا يفسر فى جزء منه تقلص عددهن مع الصعود فى هرم جيش التحرير الشعبي .
بينما تحدد الدولة القديمة القائمة (الرسمية ) السن الأدنى لزواج النساء بثمانية عشرسنة ، رفع جيش التحرير الشعبي السن الأدنى لزواج النساء إلى العشرين مما سمح للعديد منهن فعلا بان تخصص مرحلة أهم لتحصيل معارف و قدرات جديدة بيد أنه لأن جيشنا لم يحدد السن الأدنى للإنجاب فإن البعض منهن شهدت حملا سريعا و بالتالى تأثرت مواصلتهن للعمل العسكري . تقف عديد العوامل فى خلفية هذه الظاهرة و ينبغى الخوض فيها على المستوى الفلسفي و الإيديولوجي و الجسدي و أيضا العملي.
و من هنا ،لاحظنا أن شركاءهن هم الذين عادة ما يلحون على النساء كي تنجب أطفالا و هن فى سن مبكرة . و يبدو أن خطر الإصابة بجروح و الشك بشأن بقاءهم على قيد الحياة فى وضع حرب هو الذى يدفع الرجال إلى إرادة التأكد من إمكانية أن يبقوا أثرا جسديا. قد يسمح لهم نضج سياسي اكبر بفهم ان أثرهم الإيديولوجي أهم . و لو أن المقاتلات عموما لا تحبذ أن تصبح أمهات و هن صغيرات السن فإنهن تنتهى إلى القبول بالوضع و تنجب على الأقل طفلا . و هذا بالرغم من الدرجة العالية لإحتمال فقدانهن الحياة و الإصابات بالذات كمقاتلات.
هكذا حتى و إن كان المقاتلون و المقاتلات لا تنقصهم الشجاعة و مستعدون لتقديم حياتهم للثورة فإنهم يترددون فى التضحية بأبوتهم /أو أمومتهم .
نظريا ، تطرح مشكلة مواصلة تطوير القيادة فى صفوف جيش التحرير الشعبي بمعانى حتى أكثر تعقيدا بإعتبار أن على النساء أن تعالج تقسيما للعمل طبيعيا مرتبطا بأدوارهن التناسلية . و مسائل الحرية و الضرورة التى ينبغى طرحها يتعين معالجتها بصورة صحيحة و بطريقة جدلية . تتطلب الحياة الصارمة و التى يكتنفها الشك من جانب فقدانها ،هذه الحياة التى يفرضها وضع الحرب، تتطلب من الرجال و النساء أن يوافقوا على التضحية بالأبوة و الأمومة ،على الأقل لفترة محددة . لكن هذا لا يمكن فرضه بالقوة فلا يمكن أن يكون إلا نتيجة وضوح إيديولوجي أكبر.
عمليا ، يجب أن نشير كذلك إلى أن الإستعداد الضعيف و الثقة المهتزة فى إجراءات تخطيط الحمل ساهمت هي الأخرى فى حصول حمل غير مرغوب فيه . ثم إضطر عبء العناية بالأطفال الذى يقع على كاهل النساء غالبا بصورة إحادية و غياب خدمات الحضانة المناسبة ، إضطرا بعض النساء إلى مغادرة جيش التحرير الشعبي . لحسن الحظ ، خول تطور حرب الشعب تطوير خدمات حضانة لعائلات الشهداء و الشهيدات
و المقاتلين و المقاتلات لكامل الوقت الأنصاريين و الأنصاريات فى المناطق الجهوية الخاصة التى أقيمت للغرض لا سيما فى محافظتي رولبا و روكوم. و فى مناطق أخرى فتحت أيضا دور حضانة .
علاوة على ذلك ،سمح التوسع السريع لجيش التحرير الشعبي بإرساء أقسام تابعة حيث يستطيع الرفاق
و الرفيقات التوجه مؤقتا فى حال التعرض لإصابة أو مرض و حيث تستطيع النساء بصورة خاصة أن تنقل عندما تصبح حوامل دون أن يتعين مع ذلك مغادرة صفوف الجيش . لما يحدث ذلك و رغم أنهن تفقدن بعض المهارات التى إكتسبتها على الجبهة العسكرية ، تستطيع على الأقل إستغلال الفرصة لإكتساب مهارات أخرى . و تحافظ المقاتلات اللاتى توجد فى هذا الوضع إضافة إلى ذلك على موقعهن الكامل فى صفوف الجهاز العسكري و تبقى على رابطة مع ما يجدّ على الجبهة . ومن هنا بإمكانهن العودة للإندماج بصورة أيسر و أسرع إلى مهامهن عندما يسمح الوضع بذلك.
المشاكل الصحية :
تعد المشاكل الصحية تقريبا الأهمّ ضمن المشاكل التى تواجه المقاتلات و المقاتلين . لحسن الحظ ، يبدو أننا صرنا أكثر فأكثر حساسية للمشاكل الصحية للنساء . و يتكشف بوجه خاص أن النساء اللاتى تلتحق بصفوف جيش التحرير الشعبي قد عانت على نحو أقسى من الرجال من نقص التغذية قبل الإلتحاق بالجيش . صرامة الحياة العسكرية و عدم إنتظام التموين بالغذاء يجعلهن هكذا حتى أكثر عرضة للمشاكل . و هذا بديهي بالخصوص فى فترة العادة الشهرية حين تكون لهن حاجيات غذائية إضافية .
عموما ، نسجل أننا لم نعر بعدُ بما فيه الكفاية إنتباها للمشاكل الصحية التى تتعرض لها النساء . ذلك أننا بعدُ ننزع إلى عدم أخذ الإضطرابات المرتبطة بالعادة الشهرية بعين الإعتبار و إلى عدم معالجتها . و لو أن بعض التدخلات و الإجراءات الوقائية البسيطة للغاية من شأنها أن تحسن الوضع .
حدث أن أخفت النساء عمدا مشاكلهن أو آلامهن (حتى عندما كان المفوضون و القادة الرجال مهتمين براحتهن بوضوح) فقط لأنهن كن يخشين الإضطرار إلى الغياب عن تمرين عسكري أو عن عملية واسعة النطاق . و يبلغ الأمر بالنساء غالبا إلى حد أن تفكر بأن منبع "ضعفهن" هو الرحم ذاته ،و أن الصعوبات التى تواجههن أثناء فترة العادة الشهرية "تؤكد" أنهن أضعف من الرجال وأن الرجال أقوى لأنهم أطول و أكبر حجما و أكثر عضلات إلخ .
غير أنه ما ينبغى فهمه هو أن العادة الشهرية ذاتها و الحماية التى توفرها للرحم ضد الأمراض الوبائية تجعل النساء فى الواقع بيولوجيا أقوى من الرجال. و الشيئ نفسه ، لئن كان صحيحا أن الرجال قادرون عموما على إظهار قوة أكبر لمدة قصيرة ،فإن النساء غالبا ما تبين قدرة تحمل أكبر . لذا من غير المجدي مقارنة قوة الرجال بقوة النساء بالتحديد لأن القوتين من طبيعة مختلفة . و بالتالي ، ينبغى أن نرتقى بمعارفنا داخل جيش التحرير الشعبي بعلم التشريح و خصوصيات الرجال و النساء فى ميدان الصحة كي ندرك جيدا أين تكمن قوة و ضعف كل منهما و أيضا كي نكف عن النفخ فى المشاكل التى تواجه النساء فى فترة العادة الشهرية ،بينما يتم الصمت عن المشاكل التى تطرأ للرجال حينما يكونون فى القتال ( يحدث أن يبدى الرجال رغبة فى التبول)...
من الصحيح التأكيد على أن مفاهيم "الجنس الضعيف" و "الجنس القوي " مفاهيم ذاتية تماما . و هذه المفاهيم التبسيطية تخلف آثارا تضر بكل من الرجال و النساء . على كل حال، ليس الرجال و النساء فى مناظرة ضد بعضهما البعض : إنهم و إنهن مطالبون بالتكامل عوض التخاصم .
جميع هذه التحديات التى تواجه النساء المقاتلات فى صلب جيش التحرير الشعبي يجب تناولها بجدية خاصة
و أن من أدوات الثورة الثلاث ،فى جيش التحرير أين بالتأكيد تجرى التغيرات بأوفر سرعة . نسق التغيرات التكتيكية التى تتم و الحركية و المرونة المتطلبة تجعل من جيش التحرير الشعبي مركز و محور التناقضات
و إمكانيات التغيير و التحويل . و بالفعل غالبية التناقضات رجال-نساء وجدت صداها داخل جيش التحرير الشعبي . و حلها سيساعد على المدى البعيد فى معالجة التناقضات من ذات النوع التى ستطفو على الجبهات الأخرى. لهذا يمثل القرار الأخير الذى إتخذه الحزب الشيوعي النيبالي (الماوي ) ببعث قسم للنساء داخل جيش التحرير الشعبي خطوة إلى الأمام قيمة للغاية .
مسائل الخط السياسي و إنعكاساتها على النساء فى الجيش :
" صحة الخط الإيديولوجي و السياسي أو خطأه هي المحددة فى كل شيئ . إذا كان خط الحزب صحيحا، سيسوى كل شيئ .[...] لكن إذا كان الخط خاطئا ، سنخسر حتى ما كنا كسبناه ." ماو تسى تونغ ، "ملخص أحاديث مع رفاق مسؤولين فى أماكن مختلفة" ، 1971.
الحرب أرقى أشكال معالجة التناقضات بين الطبقات و/أو الأمم التى تتعارض . و الموقف الطبقي الذى يتبناه جيش يتكشف بالتالى مطلق الحيوية بالنسبة للجيش الثوري كما بالنسبة للجيش المعادى للثورة . من أجل القيام بالثورة و كبح الثورة المضادة ،من الأساسي إذا تسييس الجيش الشعبي.
مع ذلك ، لا يمكن لخط سياسي أن يكون كافيا فى حد ذاته لضمان النجاح لو لم يعكس كذلك على المستوى التنظيمي . و هذا صحيح فى حال الجيش الشعبي ففى الوضع الحالي ،تتجاوز مسائل الضرورة فى الغالب مسائل الحرية مما يمكن أن يسفر عن تطور نوع من الأفكار المحافظة العسكرية الضارة بمشاركة المرأة . حاليا ، ثمة ثلاثة إتجاهات كبرى فى صفوف جيش التحرير الشعبي : 1- الإنهزامية اليمينية و2- الدغماتحريفية
و 3- التطبيق العلمي و الخلاق للماركسية –اللينينية –الماوية وما نسميه "طريق براشندا" . (9)
الخطر الرئيسي الذى يواجه الحركة الثورية راهنا يتأتى من الخط الإنتهازي اليميني الذى يغالي فى قوة العدو و يستهين بقوة الشعب . و فى جيش التحرير الشعبي ، تساهم الإستهانة بقوة النساء فى هذا التيار الذى يتمظهر كذلك فى الإتجاه نحو إستعمال النساء كقوة مساعدة فقط و هكذا ، لا تستغل طاقتهن إلا على المستوى التكتيكي بينما القدرات الخصوصية التى حصلتها و ميزاتهن الخاصة مع ذلك ذات أهمية إستراتيجية بالنسبة لجيش التحرير الشعبي.عوض البعث بهن إلى الجبهة ، يتم حبس النساء فى أدوار المساندة ،مثل جمع المعلومات
و المراسلات و الرعاية الطبية إلخ. و عندما يصادفهن الحظ فى الإلتحاق بالجبهة فإن أقل تردد أو أقل عارض من العوارض يستعمل ل" تبيان " عدم قدرتهن على القتال .
إن المقاربة الإنتهازية اليمينية براغماتية للغاية و هذا أكثر بداهة بصدد الجنسانية الأنثوية . لا يبذل اليمينيون أي مجهود لمحاولة تأخير الزواج و لتخطيط الحمل مع أن لهما تأثيرا مباشرا على قدرة النساء القتالية . و حينما تصبح إمرأة حاملا ، يعتبر الأمر مشكلا يهمها هي "شخصيا" و يصبح تعلة لنقلها إلى قسم مدني من أقسام جيش التحرير الشعبي أو لمنظمة جماهيرية يقودها الحزب .
بالإعتماد بثقل على كون هذا النوع من المشاكل جزء من الواقع الموضوعي الذى تعيشه النساء (واقع ناتج أساسا عن البطريركية الإقطاعية السائدة فى النيبال ) يهمل الإنتهازيون اليمينيون وضع السياسة فى مصاف القيادة ، لفائدة سياسة براغماتية تبحث عن إيجاد "حل" خاص لكل مشكل يظهر و يطال النساء فى صفوف الجيش و فى نهاية المطاف ، تنتهى هذه المقاربة ببساطة إلى إنكار الدور الإستراتيجي لمشاركة النساء فى جيش التحرير الشعبي .
و نظرا لأن الحزب الشيوعي النيبالي (الماوي) حاليا فى حالة حرب فإن التوجه الإستسلامي اليميني لا يتجرأ دائما على التعبير عن نفسه بصراحة لذا يتخذ غالبا شكل الدغماتحريفية التى تبدو ظاهريا على اليسار أكثر لكنها مع ذلك يمينية فى الأساس. و لا يتردد هذا الإتجاه فى تقديم توجيهات راديكالية و مواقف تبدو متطرفة ،لا سيما بالقَسَم فقط بالطبقة العاملة و فقط بها .
لا يأخذ الدغماتحريفيون بعين الإعتبار إلا ما قرأوه فى المؤلفات الكلاسيكية و يهملون كذلك المشاكل الخصوصية التى تواجهها النساء و التمييز الجنسي الذى هم ضحيته فى مناطق الحرب. إنهم يعتبرون الأمومة و المسائل المرتبطة بالتناسل فرصة أخرى كي تبرهن النساء على صلابتهن ( "فى ساحة المعركة و فى ساحة المهد" يقولون ) . ويذكرنا هذا بمفهوم المرأة الخارقة للعادة /سوبر إمرأة الذى طوره الرأسماليون منذ زمن بعدُ (المرأة الكاملة، فى المكتب كما فى المطبخ).
بإسم نوع من الرومانسية الثورية ، يهمل المدافعون عن وجهة النظر هذه الصعوبات العملية الحقيقية التى تواجهها النساء و من هنا حينما لا تتوصل المقاتلات إلى كافة النتائج المرجوة ،يتم سحبهن من الجبهة تدريجيا ، لنقلهن إلى مكان آخر، كل هذا بدعوى الضرورة . مثلهم مثل اليمينيين ، يسقط الدغماتحريفيون هم أيضا فى فخ نفي الدور الإستراتيجي للنساء فى الجيش الشعبي بالإعتماد على الجهود الذاتية فحسب الهادفة لطلب مشاركتهن دون أخذ الواقع الموضوعي بعين النظر. ويخفق الدغماتحريفيون فى تحويل إيديولوجيتهم (هذا إذا بالكاد أظهروا إيديولوجيتهم على الورق) إلى قوة مادية حقيقية و يشجعون على تطور مفاهيم عسكراتية داخل جيش التحرير الشعبي .
أولئك و تلك اللاتى يطبقون الماركسية –اللينينية –الماوية و طريق براشندا بشكل خلاق يحللون المشاكل و التحديات التى تواجه النساء فى جيش التحرير الشعبي بطريقة ديالكتيكية . ينبغى أن نواجه المشاكل المرتبطة بالإضطهاد الخاص بالنساء فى إطار أوسع للإيديولوجيا الماركسية –اللينينية-الماوية . يعتبر الماويون الحقيقيون الأمومة و مسائل التناسل لا كمسائل خاصة بالنساء بل كتحديات تهم الثورة بأسرها و بالتالي الحزب بأسره. إنهم وإنهن سيعملون على معالجتها بشكل جدلي بالتخطيط للحمل و مراقبته أو بجعل الحمل بعيدا زمنيا عن الذى يليه، حسب مستوى وعي النساء و المهام التى تنهض بها و المواقع التى تحتلها و الوضع الملموس السائد فى المكان و الجهة الذين توجد بهما إلخ .
بهذه الطريقة ، يتوصل الماويون إلى أن يبينوا فى وجه هذا المجتمع الإقطاعي أن مصير النساء لا يجب أن يحدد بوظائفهن البيولوجية ! كون أن فى كل وقت يمكن أن يوجد مقاتلو و مقاتلات جيش التحرير الشعبي فى وضع حياة أو موت يجعل منهم و منهن أناسا أقوياء للغاية من وجهة النظر الإيديولوجية مما يحث على تطوير ثقافة جديدة و أفكارا جديدة ستلقى القبول بأكثر سهولة بقدر ما تكون علمية .
خاتمة
" نحن من دعاة القضاء على الحرب ، إلا أنه من غير الممكن القضاء على الحرب إلا بواسطة الحرب."
ماو تسى تونغ " قضايا الحرب و الإستراتيجيا "،1938.
إن حرب الشعب حرب دفاعية. و عليه عوض الدخول فى سباق التسلح بلا حدود و القاتل (مثلما تفعل ذلك الدول الرجعية فيما بينها ،لا سيما البلدان الإمبريالية )،تبحث حرب الشعب الماوية قبل كل شيئ عن أن تنزع سلاح جيش العدو (خاصة لتتسلح ). هذه الطبيعة الدفاعية فى جوهرها لحرب الشعب تشجع على مشاركة النساء.
واقعيا ، تمثل الحرب فى حد ذاتها عملا عنيفا تجاه الرجال و النساء . و بالفعل، هي عمل عنيف ضد الإنسانية جمعاء. فكرة وجود دائم لجيش منعزل عن بقية المجتمع فى حد ذاتها فكرة ضارة جدا على المدى البعيد بالنسبة لكل مجتمع يستحق هذا الإسم و بالنسبة للمقاتلات و المقاتلين هم ذاتهم . بيد أنه فى عالم أكثر فأكثر إستقطابا
و إنقساما على أسس طبقية ، غدت الحرب ضرورة لا مفر منها بالنسبة للبروليتاريا . فى مرحلة أولى ، الحرب ضرورية للنضال ضد صانعى الحروب الإمبرياليين ثم ستكون ضرورية كذلك حين يتعلق الأمر بحماية الديمقراطية البروليتارية المحققة عبر صراع مريرضد أسماك القرش الإمبرياليين الذين سيسعون إلى مهاجمتها باللجوء إلى تدخل عملاءهم .
و تمسى الحرب حتى أكثر إلحاحا بالنسبة للنساء المضطهَدات ضحايا العنف الطبقي و الإمبريالي و الأبوي .
و تشعر النساء حتى بأكثر عمق بالحاجة إلى خوض حرب لوضع حد لكافة الحروب كيما تحول دون التقاتل بين الجماعات وتصون مستقبل الإنسانية .
نعلم أنه فى وضع حرب ، من المناسب بصورة خاصة مهاجمة العدو فى النقطة الأضعف. و فى البلدان الإقطاعية مثل النيبال ، تمثل قضية المرأة بالضبط نقطة الرجعية الأضعف. وهو ما يمكن ملاحظته من الصعوبة التى تجدها جيوشها فى إنتداب نساء ( و حين تتوصل إلى ذلك ، مثلما مر بنا ، فإن النساء قلما تضطر للقتال لأسباب متنوعة ) .
و بالعكس ، يعتبر الجيش الثوري أن مشاركة النساء مسألة إستراتيجية . و عليه يشجع النساء على التحول ليس إلى مقاتلات فحسب و إنما كذلك إلى منظمات سياسية و إجتماعية . و بالفعل ، ولدت مشاركة النساء فى جيش التحرير الشعبي فى النيبال كمّا من الفرص الجديدة فى الصراع فى سبيل تحريرهن وأثرت بصورة كبيرة تجربة الحركة الثورية .
لن تستطيع الإيديولوجيا الرجعية التى تستمد قوتها من النظام الأبوي و من الملكية الفردية و من الدين أبدا أن تقود النساء إلى مستوى مشاركة مثلما تسمح به حرب الشعب . فى غياب إيديولوجيا علمية ، تعتمد الرجعية على الدين و القيم الأبوية لترفع من معنويات جيشها مشجعة هكذا جنودها على مهاجمة حتى بأكثر وحشية النساء الثائرات (بالإغتصاب و التعذيب و الإغتيالات ). وقد أبرزت الجرائم التى إقترفها الجيش الرجعي النيبالي بوضوح كبير طابعه الطبقي و أيضا طابعه الجنسي العميق. و من هنا ساهمت هذه الجرائم و تساهم فى تعزيز التحالف الطبقي بين الرجال و النساء . كما ساهمت ايضا فى فضح دور الجيش الملكي الذى يقدم نفسه كحارس للمصالح الوطنية للبلاد و لكنه ،واقعيا ، يخوض حربا طبقية عنيفة لا سيما ضد النساء ، بعيدا عن ما يدعيه من توفير الحماية لهن. بذلك بيّن الجيش أنه فقد كل شرف و كرامة .
و تعيد تجربة النساء فى جيش التحرير الشعبي كذلك طرح الرؤى الحسيرة النظرللمدافعات عن المرأة السكتاريات-الإنعزاليات اللاتى لا ترى النساء إلا ضحايا للحرب عوض فاعلات فى التغيير و التحويل . و تحطم صورة النساء المسالمات التى تحاول هذه المدافعات عن النساء تقديمها . أما النساء الثوريات فلا تساند سلم المقابر المؤبدة و المطلقة : إنهن ترنون إلى التوصل إلى سلم عبر الصراع المرير ، بالنضال ضد النظام الأبوي و الأعداء الطبقيين . بالسكوت عن الإغتصابات الجماعية والتعذيب و الجرائم المقترفة ضد النساء الثوريات لأجل مهاجمة العنف الذكوري الأسرى فحسب ، أظهرت هذه المدافعات عن النساء الطابع المزيف لوجهة نظرهن التى تدعي مهاجمة "جميع الرجال " (ما عدا العسكريين بالطبع) و توحيد "جميع النساء " ( لكن بالخصوص غير الثوريات...).
إن المدافعات عن النساء السكتاريات ينبغى أن تعي مع ذلك أن الإغتصاب و التعذيب و الإغتيالات التى تقترفها الدولة الرجعية تفرز بالعكس تلطيفا للإنقسامات الموجودة فى صفوف الشعب بين الرجال و النساء .
و من جهة أخرى يوفر جيش التحرير الشعبي إطارا يمكن للنساء فيه ان تعبر مباشرة عن شعور الإنتقام من الذين إعتدوا عليهن و إغتصبوهن و عذبوهن و أهانوهن . و هذا يتضارب على نحو كبير مع المقاربة الإصلاحية للأحزاب و التنظيمات غير الحكومية التى تدعو إلى التحالف مع الطبقات الرجعية ،هذه المقاربة التى تنتهى بالتنكر لإمكانية أن تحقق النساء العدالة بإرجاء الإمكانية إلى زمن غير مسمى . فى الواقع ، وفر جيش التحرير الشعبي أسنانا لحركة النساء ، جاعلا من تحريرهن ممكنا و عمليا !
لقد إستخلصنا من التجربة الماضية أنه مثل الدولة الثورية ذاتها ، يمكن لجيش شعبي أن يفسد هو الآخر ،بعد إنجاز الثورة و أن يتبقرط و أن يغترب عن الجماهير . وسيلة من وسائل محاربة هذا التوجه هي وضع الدولة
و الجيش الشعبي تحت المراقبة المستمرة و سلطة و تدخل الشعب . عسكرة الجماهير تتنزل ضمن هذا الأفق .
و هذا أهم حتى فى العالم الإحادي القطب الذى نعيش ضمنه اليوم حيث السعي ل "زعزعة"حكومة قائمة أينما كانت على الكوكب من قبل أي حركة مقاومة ثورية أو وطنية مهما كانت، لا يمكن إلا أن يستدعي تدخل الإمبرياليين اليانكيين . و قد رأينا أنه أينما تدخلوا ، لا يفرقون بين القوى الثورية و الجماهير : فى العراق كما فى أفغانستان لا يتردد الإمبرياليون فى الإغتيال العنيف لجماهير الشعب .
فى هذا الإطار ، تمسى مشاركة النساء فى القتال حتى أكثر أهمية إستراتيجية . إذ تمثل النساء المجموعة المضطهَدة الأوفر عددا ذلك أننا نجدها ضمن جميع شرائح المجتمع . و هن أيضا فى موقع القلب من الهيكل الإجتماعي .إذن تقدر النساء أن تساهم بيسر أكبر فى عسكرة الجماهير الشعبية . و بما أن النساء هن الأخيرات فى كسب تحررهن ، فإنهن لن تتردد فى المثابرة على القتال النشيط لدفع الثورة إلى النهاية ،أي إلى بلوغ التحرر التام . و هكذا ، ستفرز مشاركتهن فى جيش التحرير الشعبي ليس التسريع فى حدوث الثورة فحسب و إنما أيضا التسريع فى سيرورة مواصلة الثورة .
فضلا عن ذلك ، ستساعد مشاركتهن فى الحيلولة دون بقرطة جيش التحرير الشعبي بما أن هذه البقرطة ستذهب فى الإتجاه المعاكس لمشاركتهن . و ستثبط مشاركة النساء عزيمة الإتجاهات نحو تطوير جيش متخندق منعزل عن الجماهير و ستشجع بالأحرى خلق جيش حقيقي من المشاة. و من المحتمل أنها ستساعد كذلك فى دمقرطة الجيش الشعبي. وهذا جميعه سيساهم ،على المدى البعيد ، فى إضمحلال الجيش نفسه مما سيوجد ظرفا مواتيا لإضمحلال الدولة .
نستشف عندئذ إلى أي درجة مشاركة النساء مطلقة الأهمية الإستراتيجية بالنسبة لجيشنا للتحرير الشعبي !
----------------------------------
1- والأدهى أن واحد فقط كان يعمل فى الواقع و كنا نسميه بلطف "الشيخ".
2- فى أوت الماضى ، بعد نشر هذا المقال ، أعلنت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي النيبالي (الماوي) تشكيل فيلق ثالث فى صفوف جيش التحرير الشعبي .
3- جوشوا س قولدشتاين ، الحرب و الجندر، المملكة المتحدة ، كمبريدج ،(الناشر) ،2001 ،ص65.
4- مارى آن تتروولت " النساء و الثورة فى فتنام " ضمن كتاب كهلين بارى "نساء فتنام فى مرحلة إنتقالية " لندن ،صحافة مكميلان ، ،1966 ص 47.
5- منظر عسكري من الصين القديمة غالبا ما إستشهد به ماو .
6- مصدر 3، ص 86 .
7- سنتوش سنغ " مهانات حتى كجنديات : فيلق النساء فى س ر ب ف" فى "مانوشى " عدد135، 2003، ص16.
8- الرفيقة يلو التى قادت الهروب من سجن غوركا و التى كانت بعدُ قائدة فرقة قبل سجنها ، روت لى شخصيا أن الرفاق الذكور أضاعوا حينها فرصة الهروب فقط لأنهم لم يكونوا على ثقة بالمخطط الذى أعدته السجينات ! لقد حفرت هذه الأخيرات حتى نفقا خاصا للسماح للرجال بالهروب . لنتذكر بأنه خلال هذا العمل البطولي الذى حدث سنة 2001 ، هربت ست نساء من سجن على درجة عالية من الحراسة .
9- "براشندا" هو الإسم الحربي للقائد الرئيسي للحزب الشيوعي النيبالي (الماوي) . يحدد الحزب طريق براشندا ب" مجموعة الأفكار التى تطورت إلى الآن من خلال تطبيق الماركسية –اللينينية –الماوية على الظروف الملموسة للنيبال" .
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------



#شادي_الشماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لنكسر القيود ، لنطلق غضب النساء كقوّة جباّرة من أجل الثورة ! ...
- الثورة البروليتارية و تحرير النساء (الفصل الخامس من كتاب - ت ...
- الإعداد للثورة الشيوعية مستحيل دون النضال ضد إضطهاد المرأة! ...
- تشانغ تشنغ : الطموحات الثورية لقائدة شيوعية ( الفصل الثاني م ...
- بقية (الفصل 5) : الماوية: نظرية و ممارسة -8- تحرير المرأة من ...
- الماوية : نظرية و ممارسة - 8 -تحرير المرأة من منظور علم الثو ...
- بصدد التطورات فى النيبال و رهانات الحركة الشيوعية = نقد الحز ...
- ثورة النيبال: نصر عظيم أَم خطر عظيم!(من كتاب - الثورة الماوي ...
- من تمرّد نكسلباري إلى الحزب الشيوعي الهندي (الماوي) ( مقتطفا ...
- لنقاتل من أجل إنقاذ الثورة فى النيبال! _ من كتاب -الثورة الم ...
- ليس بوسع أي كان أن يغتال أفكار -آزاد- ! ليس بوسع أي كان أن ي ...
- رسالة مفتوحة إلى الحزب الشيوعي النيبالي الموحّد (الماوي) من ...
- عملية الصيد الأخضر : إرهاب دولة فى الهند. (مقتطف من كتاب -مد ...
- شبح الحرب ضد إيران و التكتيك الشيوعي الماوي (الفصل الثاني من ...
- إنتفاضة شعبية فى إيران : وجهة نظر شيوعية ماوية(الفصل الثالث ...
- الإسلام إيديولوجيا وأداة في يد الطبقات المستغِلّة (الفصل الر ...
- مساهمات ماو تسى تونغ فى تطوير علم الثورة البروليتارية العالم ...
- حقيقة الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى( مقتطف من كتاب -ال ...
- تعتقدون أن الشيوعية فكرة جيدة لكنها غير قابلة للتطبيق؟ قوموا ...
- -الإشتراكية أفضل من الرأسمالية و الشيوعية ستكون أفضل حتى !- ...


المزيد.....




- كاميرات مراقبة ترصد فيل سيرك هارب يتجول في الشوارع.. شاهد ما ...
- على الخريطة.. حجم قواعد أمريكا بالمنطقة وقربها من الميليشيات ...
- بيسكوف: السلطات الفرنسية تقوض أسس نظامها القانوني
- وزير الداخلية اللبناني يكشف عن تفصيل تشير إلى -بصمات- الموسا ...
- مطرب مصري يرد على منتقدي استعراضه سيارته الفارهة
- خصائص الصاروخ -إر – 500 – إسكندر- الروسي الذي دمّر مركز القي ...
- قادة الاتحاد الأوروبي يتفقون على عقوبات جديدة ضد إيران
- سلطنة عمان.. ارتفاع عدد وفيات المنخفض الجوي إلى 21 بينهم 12 ...
- جنرال أوكراني متقاعد يكشف سبب عجز قوات كييف بمنطقة تشاسوف يا ...
- انطلاق المنتدى العالمي لمدرسي الروسية


المزيد.....

- مشاركة النساء فى حرب الشعب الماوية فى النيبال (الفصل الثالث ... / شادي الشماوي
- الإعداد للثورة الشيوعية مستحيل دون النضال ضد إضطهاد المرأة! ... / شادي الشماوي
- من الرائدات : أميرة الفكر والأدب , الكاتبة المبدعة مي زيادة ... / مريم نجمه


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2011 - دور المرأة في صنع ثورات الشعوب وقراءة الواقع والمستقبل والتحديات التي تواجهها - شادي الشماوي - مشاركة النساء فى حرب الشعب الماوية فى النيبال (الفصل الثالث من كتاب – تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتارية العالمية : الماركسية-اللينينية-الماوية )