جهاد علاونه
الحوار المتمدن-العدد: 3300 - 2011 / 3 / 9 - 17:45
المحور:
كتابات ساخرة
من المحتمل أن نشاهد هذا الأسبوع (جمعة النكد) أو (جمعة الأمل) أو (جمعة النور) أو (جمعة حصاد الشهداء) ومن المحتمل أن يُصلي المواطن البحريني خلال هذا الشهر في جمعة اسمها (جمعة تحقيق المستحيل) أو أن يصلي أي مواطن عربي في اليمن أو في أي دولة أخرى جمعة اسمها (جمعة طرد العميل) وكنتُ أتمنى وأنا أشاهد أنواعا من الجُمع الجديدة لو كان الفيلسوف العظيم الليبي الساخر (الصادق النيهوم)الذي رحل عام 1994م على قيد الحياة وهو يشاهد الجمعة التي كان يحلم برؤاها أمامه وقد تحققت فعلا, لقد رحل الفيلسوف العظيم ولم يحن له أن يقوم بتعديل على مقاله (من سرق الجامع؟ وأين ذهب يوم الجُمعة؟)حين قال: كل التغييرات في الدولة الإسلامية كانت تتم في أيام الجمعة من خلال الجامع الذي كان يخرج أو تخرج منه أخطر القرارات السياسية, وكان يتأسف الفيلسوف على الجُمع العادية التي تمر على العرب والمسلمين دون تغيير, ولكن بعد (محمد البوعزيزي) عادت الجمعة لتظهر من جديد على الساحة العربية لكي تخرج منها أخطر القرارات السياسية التي تطالب الزعماء الديكتاتوريين بالرحيل الأبدي ولو كان الثمن الدماء والأرواح.
وسوف تحتفل الحكومات العربية المدنية في المستقبل القريب بعيد الاستقلال عن الحكام الديكتاتوريين ولسوف ننسى عيد الاستقلال عن الاستعمار الانكليزي أو الفرنسي لأننا سنعتذر عن إساءتنا للاستعمار الإيطالي ولسوف نعبر عن خجلنا من إساءتنا للاستعمار الإنكليزي والفرنسي ولسوف تُسمى الأعياد القادمة في كل دولة بناء على اسم (الجمعة) التي يسقط فيها كل طاغية في كل دولة عربية فمن المحتمل أن يكون اسم الجمعة التي يسقط فيها النظام الأردني (جمعة الإرادة الشعبية القوية) أو (جُمعة التغيير) أو (جمعة طرد الفاسدين) هذا إذا توصلنا إلى صيغة تفاهم يبقى فيها النظام شريطة أن يطرد النظام الفاسدين وهذا الاحتمال ضعيف 90% لأن النظام والفساد وجهان لعملة واحدة أو طاسة ولقت غطاها .
وكل أيام الجمع التي كان الملوك العرب يؤدون الصلاة فيها وهم مبتهجون ومسرورون سوف يأتي عليهم يوم يندمون فيها على رائحتها أو على ذكراها التي لن تتكرر حين يرون أمامهم جمعة اسمها (جمعة الندم) أو (جمعة الأسف) أو (جمعة الحرق) ,نعم, لقد كانت الجُمع السابقة عبارة عن جُمع تأييد ومبايعات على الولاء للفساد وللأنظمة الديكتاتورية التعسفية المتسلطة على الجهلة , ولكن الشهور القادمة سيدخل القادة والرؤساء العرب ميادين التحرير وشوارع الانتفاضات لكي يسجدوا غصبا عنهم ويركعوا للجُمع الجديدة وأنواعها ولسوف يركع الظلمة الفاسدين أمام (جمعة الفيس بوك) التي من المتوقع أن يكون فيها (بل جيست) هو الإمام أو مؤسس موقع الفيس بوك هو الإمام, وأنا أتوقع قريبا ظهور جمعة جديدة بإسم (جمعة الحج جوجل) أو (جمعة الحج تويتر) أو (جمعة الشيخ ياهو) ولسوف تظهر جمعة جديدة بإسم (جمعة سماحة الهوت ميل) أو(جمعة الحق) و(جمعة الانتقام) و(جمعة كشف المستور) و(جمعة فضح المخابرات) في كل العواصم العربية التي من المتوقع أن تبدأ في عمان أو الرياض أو أي عاصمة عربية محتملة وهذا ليس بالبعيد فالذين قادوا جمعة الرحيل قادوها بكل إصرار لكي يرحل النظام العميل والخائن والجبان وقد رحل فعلا , وكل أيام الجُمع التي مرت على التاريخ العربي الحديث لا تساوي جمعة واحدة من (جمعة الغضب) أو (جمع الانتفاضة) أو (جمعة تفريغ الحقد) و(جمعة كشف ملفات الفساد) فهذه الأنواع من الجُمع سوف تنتشر في المجتمعات العربية وسوف يقودها مسلمون ومسيحيون وليبراليون ويساريون من شتى الاتجاهات الفكرية ولقد كنت طوال عُمري أسمع من الشيوخ الإسلاميين عن (الجمعة اليتيمة) التي تكون في آخر أسبوع من أيام شهر رمضان, وطوال عمرنا ونحن نشهد تلك الجمعة دون أن نرى شيئا يتحقق لنا فيها , ولأول مرة في التاريخ العربي والمشرقي يفاجأ الحكام العرب بأن القدر قد خبأ لهم جمعات متعددة ما كانوا قد سمعوا بها من ذي قبل أو رأوها أو شهدوها ولو سألوا كل علمائهم أو عملائهم وشيوخهم لقالوا ما سمعنا عن هذا لا في كتب الأولين ولا في كتب الآخرين, ولكن الأيام خبأت للسفلة (جمعة الغضب) و(جمعة الرحيل) و(جمعة الوداع السلمي) للذي يريد أن يترك منصبه سلميا ولا يريد إثارة أي مشكلة ولسوف تظهر أنواع جديدة من الجُمعات لم يسبق لا للعرب ولا للمسلمين أن شهدوا مثلها , كجمعة الغضب وك(جمعة الرحيل) و(كجمعة الوعد والوعيد) وك(جمعة الاستقالة) وأسماء كثيرة وأنواع كثيرة من الجمع سوف تعرفها مجتمعاتنا العربية والإسلامية, فمن المحتمل وهذا وارد أن تقود المنظمات النسائية في المستقبل القريب جمعة تحت اسم(جمعة المساواة ) أو جمعة الحرية أو (جمعة ليس مثلها جمعة) وأنا أتوقع في عمان منتصف هذا العام جمعة جديدة أو عدة جُمع بإسم (الجمعة النارية, والجمعة المتألقة, وجمعة الإصرار, وجمعة المظلومين, وجمعة الجائعين) وهذه الأخيرة سوف تؤدي إلى زوال أنظمة الحكم الفاسدة التي تقوم بتوظيف المفسدين والمرتشين وحثالة المجتمع الأردني ليصولوا ويجولوا في المحافظات والألوية وهم يطلقون أيديهم في الشعب الأردني تشليحا وتدبيرا لقضايا كيدية يسيئون فيها للمثقفين وللناشطين السياسيين.
إن (جمعة الثأر قادمة) وإن (جمعة الجُمعات ) قادمة أيضا وإن (جمعة الاستبسال) قادمة وستولد من رحم الشعب الأردني الغاضب (جمعة ليس مثلها جمعة) .
#جهاد_علاونه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟