أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - شاكر النابلسي - مقتل الثورة الليبية في البيت الأبيض















المزيد.....

مقتل الثورة الليبية في البيت الأبيض


شاكر النابلسي

الحوار المتمدن-العدد: 3300 - 2011 / 3 / 9 - 08:27
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


-1-
لا عاقلاً راشداً مؤيداً للسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط. ولكن هذا لا يعني أن السياسة الأمريكية سياسة امبريالية، جاءت لاحتلال الشرق الأوسط، وسلب خيراته ونهب بتروله، كما كانت تفعل الدول الاستعمارية مطلع القرن العشرين. وقد كانت لنا تجربة واقعية على الأرض في عام 1991.
فأمريكا في 1991 دافعت عن الكويت وحررتها، وأخرجت صدام منها. رغم أن التوجه العربي والإسلامي آنذاك، كان مع قيام قوات عربية- إسلامية بهذه المهمة، وليست قوات التحالف التي شكلتها أمريكا. إلا أن أمريكا أصرت على تشكيل هذا التحالف، وأخرجت صدام حسين من الكويت.
ورأى أصحاب المصالح الدولية في الخليج والعالم العربي، أن لا قوة إسلامية أو عربية، تستطيع أن تخرج صدام حسين من الكويت ما لم يكن هناك تحالفاً دولياً. فشاركت أكثر من 40 دولة في إقامة ذلك التحالف.
فماذا جنت أمريكا من كل هذا؟
هل أخذت قطرة بترول كويتية واحدة مجاناً، أم أنها كانت تدفع ثمن بترولها كما يدفع الآخرون، وحسب أسعاره في السوق العالمية؟
لنسأل الأخوة في الكويت هذا السؤال؟
-2-
إذن، ماذا تريد أمريكا من كل ما تقوم به في الشرق الأوسط؟
الجواب بكل بساطة: تريد أن يكون الشرق الأوسط واحة سلام، ساكنة، وهادئة وسليمة، ومنابع البترول والغاز، في أيدٍ أمينة، تستطيع أن تبيع البترول والغاز بأسعار السوق، دون وقوع أية مقاطعة من هذه الأسواق.
ولعل حربها على العراق والإطاحة بصدام حسين عام 2003 ، كانت من هذا المنطلق أيضاً، فيما لو تذكرنا بأن العراق يملك أكبر احتياطي عالمي من البترول بعد السعودية.
-3-
من حق الثوار الليبيين (المجلس الوطني الانتقالي في بنغازي) أن يطلبوا المساعدة العسكرية الخارجية مقابل ما يتدفق على ليبيا من قوات مرتزقة من عدة دول إفريقية وربما من ايطاليا كذلك ومن دول عربية كالجزائر. فالإستقواء بالآخر الخارجي ليس جديداً، وليس عيباً. فمنذ أيام الرسول عليه الصلاة والسلام، كان هناك الإستقواء بالخارج. فقد استقوى الرسول بالأنصار من أهل المدينة المنورة على أبناء جلدته وعشيرته من قريش. واستقوى الشريف حسين في مكة المكرمة بالخارج من الإنجليز وحلفائهم من غير المسلمين، للتخلص من الحكم العثماني خلال الحرب العالمية الأولى. واستقوى شارل ديغول بالخارج لتحرير فرنسا من الحكومة " الفاشية " المتعاملة مع النازيين إبان الحرب العالمية الثانية. واستقوت مصر بالخارج لرد العدوان الثلاثي عنها عام 1956، وتمثل هذا الخارج بالولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي. واستقوت الثورة اليمنية عام 1962 بمصر. واستقوت الكويت بالخارج لتحريرها من قبضة صدّام حسين عام 1991. واستقوى الأفغان بالولايات المتحدة وأوروبا ضد الحكم الشيوعي الأفغاني. والأمثلة كثيرة وتطول من الماضي والحاضر.
-4-
من المعلوم أننا نكره أمريكا كرهاً شديداً، لأنها لم تساهم - كما يقال - في حل القضية الفلسطينية، ولم تضغط على إسرائيل الضغط الكافي، ولم تساعد في إقامة الدولة الفلسطينية.
ومن خلال تجاربنا الماضية، نرى أنه لم يسبق للسياسة الأمريكية أن وضعت يدها في قضية من قضايا الشروق الأوسط والعرب خاصة، إلا وأفسدتها، وكانت السبب في خسارتها، وسخط أهلها على أمريكا وسياستها، وتذمرهم، ورفضهم لأي تدخل أمريكي في أية قضية من قضاياهم. وأذكر أن خالد الحروب (الأكاديمي الفلسطيني) قد قال مرة، إذا أرادت أمريكا أن ترى فجر الديمقراطية ينبثق في العالم العربي، فعليها أن تبتعد عنه. وهذا قول صحيح. لأن العرب، وبدءاً من الموقف الأمريكي في عام 1967 من الصراع العربي – الإسرائيلي، فقدوا الثقة بالعدالة السياسية الأمريكية. وزاد الطين بلّة "الفيتو" الأمريكي الأخير في مجلس الأمن ضد إدانة إسرائيل لبناء المزيد من المستوطنات. وقبل هذا الحادث، ومن خلال مواقف أمريكية كثيرة في العراق ولبنان والخليج، أصبحت السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي مكروهة كراهية شديدة. وأية طبخة سياسة عربية، إذا أضيف لها أية بهارات أمريكية فسدت، وساء طعمها، ولم يعد أحد راغب في تناولها. وفي الأمس كان هناك تلويح عسكري أمريكي في احتمال التدخل لصالح الثوار الليبيين في بنغازي ونواحيها. وإذا نفذت أمريكا هذا التلويح، وتدخلت عسكرياً، فمعنى هذا أنها قضت نهائياً على عذرية الثورة الليبية ونقائها. وهو ما حذر منه كثير من العقلاء في ليبيا والعالم العربي.
-5-
فبعيداً عن تهديدات القذافي الجنونية بتحويل ليبيا إلى فيتنام ثانية، والخضوع للاستعمار الأمريكي، وبأن تدخل أمريكا العسكري في ليبيا يعني نهب ثروات ونفط ليبيا، وبعيداً عن تهديدات ولده سيف الإسلام للثوار بالحرق والموت والدمار.. بعيداً عن كل هذا، فإن أمريكا يمكن أن تساعد الثوار وتعجِّل برحيل القذافي، وأن لا تتدخل عسكرياً. فتدخلها يعني بكل بساطة مقتل الثورة الليبية في البيت الأبيض. ولكن يمكن لأمريكا مساعدة الثوار الليبيين دون التدخل العسكري المباشر، وذلك بانتهاج التالي:
1- التضييق أكثر فأكثر على القذافي وعائلته بمصادرة وتجميد المزيد من الأموال والممتلكات، ليس في أمريكا وحدها، ولكن في كافة أنحاء العالم.
2- متابعة أعمال وإجراءات المحكمة الجنائية الدولية الخاصة بمحاكمة القذافي وعائلته على الجرائم السابقة التي ارتكبوها، طيلة أربعين سنة ماضية من حكم القذافي. ودعم هذه المحكمة بكل ما لدى أمريكا من إمكانات مالية وقضائية وسياسية.
3- تزويد الثوار الليبيين بالسلاح، وتدريبهم إن أمكن عسكرياً. فكما أن القذافي قد استعان بالمرتزقة من عدة دول افريقية، فعلى أمريكا وحلف الناتو عموماً بالمقابل تقديم الدعم اللوجستي للثوار. وكان السيناتور الأميركي جوزيف ليبرما، قد قدم اقتراحاً يقضي بأن يدرب الأميركيون المعارضين في ليبيا على استخدام الدفاعات الجوية، إذا تردد الجيش الأميركي في فرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا، وتسليحهم. فالثوار الآن يعانون من ضربات سلاح الطيران، وهو القوة الوحيدة الضاغطة على الثوار في الجيش الليبي الموالي للقذافي. وعلى أمريكا وحلفائها منع الطيران نهائياً فوق ليبيا، حماية للثوار.
4- تقديم المعونات الإنسانية للثوار كالغذاء والكساء وتجهيزات المخيمات والدواء. وإرسال ممرضات وممرضين وأطباء من الدول الأوروبية، إن أمكن.
5- تعبئة الرأي العام العالمي ضد القذافي وعائلته، والوقوف في الوقت نفسه إلى جانب الثوار، ودعمهم في المحافل الدولية سياسياً وإعلامياً.
6- فرض حصار جوي وبحري وبري على ليبيا، وعدم تمكينها من تصدير بترولها إلى الخارج. وحظر استيراد البترول الليبي، كما فعلت أمريكا عام 1982 ، والاستعاضة عن البترول الليبي (الخفيف) بالبترول من الإمارات ونيجريا والجزائر. علماً أن ليبيا تنتج الآن 1.6 مليون برميل يومياً.
7- طرد ليبيا القذافي من كافة المحافل والمنظمات الدولية، وعدم إعادته إلى هذه المحافل والمنظمات فيما لو نجح – لا سمح الله – في التغلب على الثوار، وسحقهم، كما يهدد كل يوم بجنون أشبة بجنون نيرون الذي أحرق روما عام 64 م.
8- فتح ملف كارثة لوكيربي 1988 وسقوط الطائرة الفرنسية التابعة لشركة يوتا في النيجر، وتفجير الملهي الليلي الألماني في برلين عام 1986 من جديد. وإعادة محاكمة المتورطين في هذه الكوارث بموجب ما تكشفت عنه الأحداث في الأيام السابقة، وتصريحات وزير العدل الليبي المستقيل.



#شاكر_النابلسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شاكر النابلسي في حوار مفتوح حول: انفجار البراكين العربية
- عن جذور التنوير الفكري والديمقراطية
- عودة الروح للعرب بعد غياب طويل
- ما تكوين عقل شباب 25 يناير؟
- مصر: ثورة أم انقلاب عسكري؟
- ما تكوين عقل الانتفاضة التونسية؟
- الإخوان: من مجلس الشعب الى ميدان التحرير
- العقلانية والخرافة في الفكر السياسي العربي
- مبارك يدفع ثمن ديمقراطيته غالياً
- مخاوف من تدمير تراث بورقيبة
- هؤلاء هم أعداء ثورة بورقيبة
- مخاطر وسلبيات الهيجان الشعبي
- ثورة تونس الخضراء
- أحفاد بورقيبة ينتفضون
- دحر الإرهاب وتراجع تسييس الدين
- العراق بين حزب الدعوة وحزب البعث
- تقدم الليبرالية الإسلامية في الخليج
- من ثقافة الذاكرة الى ثقافة الإبداع
- العَلْمانية لشفاء العراق من أمراضه المزمنة
- لا ليبرالية دون سلطان


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - شاكر النابلسي - مقتل الثورة الليبية في البيت الأبيض