أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عليان عليان - انتفاضة العراق: من الأسباب الى النتائج















المزيد.....

انتفاضة العراق: من الأسباب الى النتائج


عليان عليان

الحوار المتمدن-العدد: 3300 - 2011 / 3 / 9 - 01:32
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


في الوقت الذي منحت فيه، وسائل الاعلام العربية الوقت الكافي، وعلى مدار الساعة ، لتغطية أدق التفاصيل للثورات في كل من تونس ومصر وليبيا واليمن والبحرين، نرى أن هذه الوسائل ، وبخاصة القنوات الفضائية قد غمطت حق الشعب العراقي البطل، في الكشف عن تفاصيل انتفاضة 25 شباط- فبرلير، بما يساعد في بلورة رأي عام عربي وإقليمي ودولي ضاغط، لصالح تحقيق أهداف هذه الانتفاضة، وفي كشف العوامل التي أدت الى اندلاعها، وكذلك كشف حقيقة حكومة بل نظام المالكي، كنظام ديكتاتوري طائفي فاسد وقمعي، متدثر بدثار الديمقراطية الشكلية والزائفة.
كما تعمدت وسائل الاعلام الأميركية، عدم ايلاء الانتفاضة العراقية الأهمية المطلوبة، لأن الشعارات والأهداف التي رفعتها وحددتها الإنتفاضة، هي في المحصلة شعارات وأهداف موجهة ضد قوات الاحتلال الأميركية، التي دمرت العراق تحت زعم بناء الديمقراطية فيه، خاصة بعد أن تبين لكل ذي بصر وبصيرة، أن الهدف المركزي من الإحتلال الأنجلو – أميركي للعراق،عام 2003 متمثل في ثلاثة عناوين رئيسة، هي أولاً: تدمير بنية الدولة العراقية، وإعادة العراق الى مرحلة ما قبل الدولة الحديثة، من خلال التركيز على البعد الإثني والطائفي والعرقي، وعلى أرضية دستور، وضعه الصهيوني ناحوم فيلدمان، لضمان استمرار تقسيم العراق وتبعيته(وثانياً) لضمان نهب ثاني أكبر نفط احتياطي في العالم (وثالثاً) لضمان أمن الكيان الصهيوني.
ورغم أن انتفاضة 25 شباط،جاءت في ظروف اشتعال ثورات كل من تونس ومصر وليبيا، وهي بالتأكيد متأثرة بها، بحكم تشابه بعض العوامل المفجرة لتلك الثورات في مسائل الفساد والتبعية والإستبداد، لكنها تزيد عنها، في عوامل اخرى يمتزج فيها الوطني بالطبقي .
ويمكننا من واقع بيانات شباب انتفاضة 25 فبراير، ومن واقع الشعارات التي رفعها الشباب المنتفضون ، ومن واقع العديد من التقارير والشهادات والدراسات،..يمكننا تحديد العوامل والأسباب التي أدت الى اندلاع الإنتفاضة، على النحو التالي:
اولاً: الإحتجاج على الفساد الكبير جداً في العراق، منذ الحاكم العسكري الأميركي للعراق بريمر، وحتى اللحظة، وبخاصة في ظل حكومتي المالكي الاولى والثانية، والاحتجاج على نهب المال العام، حيث قدرت العديد من الهيئات الدولية المستقلة حجم الأموال المنهوبة، من قبل متنفذين في الحكم،ومن أشخاص قريبين من مؤسسة الحكم، ما يزيد عن 50 مليار دولار، في حين بلغت قيمة الاموال المسروقة 26 مليار دولار من قبل مسؤولين ووزراء، تولوا مواقع أساسية في الحكومات العراقية المتعاقبة .
كما أن المنظمة العالمية للشفافية، صنفت العراق ولخمسة أعوام على التوالي، ضمن الدول الثلاث الأكثر فسادا،ً من بين حوالي 180 دولة.
ثانياً: البطالة المرتفعة جداً، وتدني مستوى الخدمات الصحية والإجتماعية والتعليمية، والفقر الذي يكتوي بناره ما يزيد عن نصف الشعب العراقي، وعدم حصول تقدم يذكر في البنية التحتية للعراق، واستمرار المشكلة المزمنة لإنقطاع التيار الكهربائي، ونقص الخدمات، كل ذلك يحدث في بلد نفطي تبلغ موازنته السنوية 100 مليار دولار .
وكانت هيئة الإستشاريين العراقيين، قد كشفت النقاب،عن أن نسبة الفقر والبطالة التي يشهدها العراق، منذ احتلاله عام 2003 وصلت الى55 في المائة، بالرغم من واردات النفط الهائلة خلال السنوات الثماني الماضية، مشيرةً إلى ان نسبة العراقيين الذين يعيشون تحت خط الفقر، وصلت إلى 55 في المائة، وان نسبة البطالة المتفاقمة تجاوزت أل 50 في المائة.
ثالثاً: رفض استمرار الاحتلال الاميركي للعراق، الذي باتت قواته تتخندق في عدد من القواعد، خاصة بعد صدور تصريحات من قبل وزير الدفاع الأميركي، روبرت غيتس تشير الى احتمال بقاء قوات الإحتلال الاميركي، في العراق إلى سنوات أخرى، بعد نهاية العام الجاري، تحت مبرر حاجة العراق إليها، في مسائل الدعم اللوجستي، واستكمال برامج التاهيل الأمني.
رابعاً: رفض النهج الطائفي والتقسيمي للعراق، الذي سارت عليه الحكومات المتعاقبة، والذي ساهم في تمزيق وحدة النسيج الاجتماعي للشعب العراقي، ورفض العملية السياسية في ظل الإحتلال، إضافة إلى رفض الديمقراطية الشكلية، القائمة على المحاصصة الطائفية.
خامساً: الرفض المطلق لإمتهان الكرامة، الناجم عن الاحتلال وعن ممارسات الحكومات المتعاقبة، وعن الاحكام العرفية وقوانين الطواريء سيئة الصيت،وزج آلاف العراقيين في السجون والسجون السرية، التي مورس فيها أبشع أنواع التعذيب لأسباب سياسية بحتة.
لقد جاء في نداء شباب الانتفاضة، وبلغتهم التي لا تنتمي لأي من الكيانات السياسية العراقية، ما يلي:" سنمضي متكاتفين متضامنين بوجه الحاكمين اللصوص، المزورين سارقي قوت الشعب وحريته، باسم ديمقراطية مزورة محروسة بدبابات الاحتلال الأميركي، سنمضي بصلابة ضد هؤلاء ممن استباحوا الأرض والعرض، وعاثوا فساداً وبطشاً ، وقتلوا بقواتهم الخاصة وشرطتهم، شباب المظاهرات برصاصهم، وهيأوا ميليشياتهم لسحق ارادة الشعب.
وجاء في النداء أيضا:" الموت لديمقراطية تحول السوء الى أسوء، وتعيد الديكتاتورية الى أسوأ منها، الموت لديمقراطية تبيح الاحتلال وتشرعن وجوده، على رقاب الشعب، الموت لديمقراطية تدعو دعاتها لعبادة الكرسي!! وتحميهم بميليشياتها،الموت لديمقراطية تنتهك القانون، كل يوم وتدعي أنها دولة القانون، والموت لديمقراطية الاغتيالات بكاتم الصوت.. اسألوا المسؤولين قادة الاحزاب، حكام اليوم، من أين لكم هذا، بعد ان كنتم لاجئين، تعيشون على مساعدات الدول".
لقد حققت انتفاضة 25 شباط- فبراير- التي شكلت تتويجاً لمظاهرات سابقة- العديد من الإنجازات، أبرزها:
أولاً: كشفت ضعف وهشاشة، حكومة المالكي، التي بدأت مرعوبة عشية اليوم الأول للإنتفاضة، حين ناشد المالكي شباب الإنتفاضة بان لا يكون تحركهم يوم الجمعة 25 شباط- فبراير،وحين لجأ الى أساليب استرضائية مكشوفة من نوع: أنه يتفهم مطالب الشباب، وأنه لن يطلب من الشرطة قمعهم، وأنه طلب من الوزراء،تنفيذ البرامج الاصلاحية في غضون عام واحد..ألخ.
ثانياً: شكلت الانتفاضة خطوة كبيرة وأساسية، على طريق استعادة العراق لوحدته، بعيداً عن التقسيمات الطائفية والمذهبية والعرقية، التي عمل الإحتلال الاميركي على تغذيتها، وعملت حكومة المالكي على ترسيخها، بدعم اقليمي على أرضية طائفية ومذهبية، وقد تجلت هذه الوحدة، حين انطلق الشباب من جميع محافظات العراق، رافعين شعاراتهم الوطنية الخاصة بالتغيير.
ثالثا: أن شباب انتفاضة 25 فبراير- شباط، نجحوا في لف الجماهير العراقية حولهم، وحول مطالبهم الجذرية في التغيير فأصبح العراق أمام انتفاضة شعبية، تستهدف اقامة نظام وطني ديمقراطي مستقل، نظام غير طائفي، ويرفض الكيانات السياسية الطائفية، والمحاصصات السياسية الطائفية.
رابعاً: كسر شباب الانتفاضة، حاجز الخوف من الارهاب الذي مارسته، ولا تزال تمارسه حكومة المالكي، حيث قدموا في اليوم الأول للانتفاضة 30 شهيداً، ومئات الجرحى ولم يثنهم هذ العدد من الشهداء والجرحى، عن الاستمرار في حراكهم الانتفاضي إذ انه رغم الحشد الهائل لقوات الامن، في ساحة التحرير في بغداد وغيرها، تمكنوا من تنفيذ مسيرات غاضبة يوم الجمعة 4 آذار.
خامساً: تمكن شباب الانتفاضة، من اشتقاق أساليب لتحريك الجماهير وتعبئتها، ولعل تحريك مظاهرات يوم الندم التي انطلقت في الخامس عشر من شهر آذار الجاري، لمؤشر على ذلك، وجاء يوم الندم بمناسبة مرور عام على الإنتخابات البرلمانية، للتعبير عن ندمهم على المشاركة في انتخابات مزورة ، قامت على أساس طائفي وعرقي.
سادساً: نجح شباب الانتفاضة، في الربط بين البعد الوطني في مناهضة الاحتلال الأميركي، وبين البعد الوطني الإجتماعي في رفض الفساد والتبعية، ورفض استمرار العملية السياسية على أساس طائفي وعرقي، في ظل الإحتلال.



#عليان_عليان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة ليبيا رافعة لتجذير الثورات العربية
- تواطؤ أميركي وخذلان عربي رسمي للشعب الليبي


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عليان عليان - انتفاضة العراق: من الأسباب الى النتائج