أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - نضال عرماوي - ضد التروتسكية .. دفاعا عن الماركسية اللينينية الماوية















المزيد.....



ضد التروتسكية .. دفاعا عن الماركسية اللينينية الماوية


نضال عرماوي

الحوار المتمدن-العدد: 3299 - 2011 / 3 / 8 - 23:41
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


وسقط القناع

"إنّ المناضليـن الماركسيّـين الـقدامى يعرفون تروتسكي جيّـدا ولا حاجة لـنا أن نطلعهم مـرّة أخرى على حقيقة أمره، لكنّ الجيل العمّالي الجديـد يجهله ومن الضّروري إطلاعهم على جوهره. ينبغي أن يعرف الجيل الفتيّ العدوّ الذي يترصّده عندما ينسب بعض الأفراد لأنفسهم مزاعـم خياليّة".
لينين


يشهد وطننا العربي من محيطه إلى خليجه انتفاضة جماهيرية جياشة تهب ضد كل أشكال العسف والاضطهاد الطبقي والوطني تسطر فيها جماهير الكادحين والمضطهَدين ملاحم من البطولة، من الاستبسال والعطاء والتضحية. في هذا الميدان من النضال جماهير شعبنا العربي البطل تهز عروش الاستعباد عروش دمى الامبريالية المتهاوية وتصرخ من جديد وتصدح : من حقنا أن نثور .. لتؤكد مع كل اشراقة شمس .. مع كل بريق لنجم يأبى إلا أن يكون متلألأ وضّاحا لامعا أحمر منيرا لعتمة كل ظلام الاستعباد .. من كل صرخات الحبالى .. ومن كل أنـَّـات كادح وأجير .. مطارد وسجين بأن الثورة هي الاتجاه الرئيس.
لكن وفي مثل هكذا ظرف وتوقيت، وليس الأمر بغريب، تبرز وتتكالب عديد الفقاقيع والتيّارات الانتهازية والرجعية – فيالق الثورة المضادة - الرافعة لجملة من اليافطات تبلغ حد الادّعاء زيفا بتمثيلها الجماهير الكادحة والمقدِّمة لنفسها في حلة من "النقاء الثوري" الخالص والنادر والبرّاق لتزعق بجملة من مواقف التّشويه والتشويش والتظليل الفكري والسياسي. وكالحرباء تبرز هذه الأصوات، التي وبالأمس القريب، والسنوات في تاريخ الشعوب لحظات، صدحت بنفس ما تقول اليوم وطالبت بنفس ما يطالب الاصلاحيون والتحريف اليوم. قالت وطالبت بما استحت من ذكره اليوم في عرضها لتاريخ تجربة الخط الم. الل. الم. بتونس، بما لـُفِظـَتْ بسببه ذات صراع، استحت من ذكر كل الحقيقة، وما أقساها، عن كيف استحالت مِيمُ النّضال شَاءًا، عن كيف لـَفـَظهُم الـ "مـ .. ود" ليتكتلوا فيما عرف بعد داخل الساحة الطلابية بالـ"شـ .. ود". لا عجب فالتروتسكية لهم صفة وفيهم متجذرة. وعلى قول لينين ليس كلّ ما يلمع ذهبا، ففي كلام تروتسكي كثيرا من البهاء والضّجيج ولكنّه ليس فيه محتوى.
ولئن ارتدى ممثلو هذه الجماعة اليوم، تجمُّلا أو تخفـِّيا سَيّان، رداء الماركسية اللينينية الماوية، التي هي منهم براء، فإنها - أي هذه الفقاقيع - لن تستطيع المغالطة في التاريخ، سَتـُعَرّى وتُكشف أمام الجماهير مثلما تعرَّت ذات امتحان، ذات ساعة من سابع وثمانين بعد التسع مائة والألف .. هل يذكرون، ستُلـْفـَظ من جديد مثلما يَلـْفـُـظ البحر الجـِيَــفْ.
إن قـَدَر الخط الم. الل. الم. - عبر تاريخه النضالي الطويل – أن يخوض الصراع تلو الصراع، أن يواجه المواجهة تلو الأخرى، لم يكن ليجبُن أو يًهادن حتى ولو حاصرته ووجّهَت له التصفية اليمينية من ضربات لاحقا في تسعينيات من قرن مضى، إنه الأقدر على تصحيح أخطائه لأنه وضع ويضع كل طروحاته التي صدح بها جهرا ومارسها وقدّم من أجلها الشهداء على محك الممارسة العملية الثورية .. نعم خاض الخط الثوري النضال تلو النضال، صارع الحلقية، الشرعوية، الاصلاحوية، الاقليمية، التحريفية والتروتسكية وكل دعاة حرية سياسية زائفة، أفلا يجد "براشنديّونا" – وهي الصفة الحقيقية التي يجب أن ينادوا بها اليوم- في هذه المحاور بعضا مما طرحوا وتبنّوا؟؟
صارع الخط الثوري من أجل رفع راية الماركسية اللينينية الماوية عاليا ليحتضن نداء الرفاق في بيرو عن ارتقاء عِلْمُ الثورة وبلوغه مرحلة ثالثة أعلى، البعض حينها مِنْ مَنْ اكتشف اليوم الــ ماوية كان مبهورا برفاقه من جبهة فارابندو مارتي التحريفية .. في "مشعلهم" الذي لم ولن يتمكن أبدا من التعمية على رؤية نار شعلتنا الأصيلة، ألا يذكرون.
صارع الخط الثوري من أجل التصدي لتيار الاستسلام الوطني فدعم الانتفاضة والمقاومة العربية المقاتلة والمتشبثة بخط الكفاح المسلح والرافضة لمشاريع الاستسلام لمشاريع الإمبرياليين وصنيعتهم الصهيونية، البعض حينها مِنْ مَنْ اكتشف اليوم الــ ماوية والحديث عن حرب الشعب كان مبهورا برفاقه التحريف في فلسطين ممن تبنوا طريق التفريط في الأراضي العربية لسنة الـ48 والتخلي عن راية الكفاح المسلح كالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.. ، ألا يذكرون.
يسقط القناع من جديد، لتتعرى كل الوجوه الصفراء الكالحة، من جديد تتعرى التروتسكية المحتضرة ... ويتعرى البراشنديون الجدد اليوم عند كشف الغطاء عن بعضٍ من مواقفهم البهلوانية المعلنة من خلال عديد المنابر والنصوص والبيانات. إنّ إعمال سلاح النّقد يعدّ ضرورة ملحّة لفضح مثل تلك المزاعم وإظهارها على صورتها العارية.. على حقيقتها. ولعلّ هذا أن يدفعهم للتمحيص الدقيق ومراجعة ما يقترفون من خطايا تجاه الفكر الم. الل. الم. ويندفعوا على طريق نبذ الأوهام التروتسكية القديمة الجديدة والإلتحاق الجدي بصفوف ثورة الديمقراطية الجديدة العربية تحت راية ماركسية لينينية ماوية أصيلة.
التروتسكية تجدد أنفاسها ..
في إحدى وثائق الخط الم. الل. الم. التاريخية في القطر نطالع في تعريف لبعض من سيمات المسلكية النظرية للتروتسكية :
"في المؤتمر الثّاني للحزب الإشتراكي الدّيمقراطي الرّوسي لندن 1903 عندما تفجّرت الإختلافات العميقة الأولى بين الإشتراكيّين الدّيمقراطيين الثّوريين (البلاشفة) والإنتهازيين (المناشفة) حول مسألة نظام الحزب الذي يجب أن يحدّد الطّبيعة الحقيقيّة لحزب البروليتاريا، اصطفّ تروتسكي وراء الإنتهازيين المناشفة. وفي الوقت الذي كان فيه لينين يقترح مشروعا لبرنامج الحزب يتمحور حول شعار ديكتاتوريّة البروليتاريا عارضه تروتسكي ودافع عن أطروحة قوامها أنّ ديكتاتوريّة البروليتاريا غير ممكنة إلاّ إذا تماهت الطّبقة العاملة والحزب، أو أصبحا قريين من هذا التّماهي حيث تمثّل البروليتاريا أغلبيّة المجتمع حتّى يتسنّى للإشتراكيين الفوز بالسّلطة عن طريق الأغلبيّة البرلمانيّة"(1).
إن التروتسكية هي خزان الثورة المضادة هي واضعة العراقيل في وجه الحل الثوري الصحيح على مستوى التنظـُّمِ كان أو مسألة افتكاك السلطة. إن وقائع الثورة البلشفية تبرز، كما لاحظنا ذلك، أن المواقف الهدامة المغلفة بالمزايدة الوقحة كانت تخفي الجوهر المعادي لهذا التيار، إنها من سعت إلى محاولات إجهاض سلوك طريق افتكاك السلطة السياسية واقامة دكتاتورية البروليتاريا والاستعاضة عنه بسلوك الطريق البرلماني في روسيا القيصرية. فلنقارن الفعل التروتسكي أثناء ثورة 17 ومواجهة البلاشفة له وموقف الخط المعبر عنه تاريخيا من ذلك وبين ما يدعوننا إليه أنصار الديمقراطية "الجديدة" اليوم.
إن أنصار الديمقراطية "الجديدة" اليوم يعَرٌّون أنفسهم بأنفسهم ويبرزون جوهر الصراع الذي خيض معهم في ثمانينيات القرن الماضي وحقيقة مواقفهم التي حاولوا اخفاءها عبر تقديم قراءة مشوهة ومجتزأة بأسلوب انتقائي تروتسكي معهود لتاريخ الخط الم. الل. الم. بتونس إذ يعرضون اليوم مواقف تستنسخ نفس مواقفهم السابقة حول جوهر نفس القضايا التي طُرِحَت من نظام 7/11 وبرنامج الحرية السياسية والمسألة القومية وغيرها من محاور الصراع.
لقد أدت هبة جماهيرنا الكادحة العفوية في القطر إلى اسقاط بيدق من بيادق رأس السلطة الكمبرادورية الاقطاعية العميلة، وأمام الغياب الكلي لأي منظّـِم وموجِّه وقائد ثوري مسلح لنضال جماهيرنا المنتفضة، اندفعت الامبريالية عبر حضورها من خلال سفاراتها وقواعدها وعبر دماها وأدواتها من الطبقات الرجعية التي لم تـُنْتـَزع من يدها لا سلطة سياسة ولا سلطة مادية اقتصادية كما لازالت ممسكة بجهازها القمعي من الأمن والعسكر وبأبواق دعايتها الفكرية والثقافية، اندفعت للالتفاف على هذه الهبة لحرفها عن رفع الشعارات الجذرية شعارات تلامس وتفتح الطريق الصحيح نحو الثورة الديمقراطية الجديدة الحقيقية لافتكاك السلطة أو حتى لا تحقق الجماهير المنتفضة أي مكاسب مطلبية ملموسة. فجندت كل وسائل الدعاية الرجعية كما هبت كل القوى الاصلاحية والانتهازية للمساهمة في "كرنفال الحرية" الموعودة ليغيب شعار التغيير الجذري ودلالته الوطنية الديمقراطية الملتحمة مع عمقه العربي ويستعاض عنه بمطالب الشرعوية والحريات السياسية والتأشيرات الحزبية والانتخابات البرلمانية وغيرها من الاوهام الرجعية.
في هذا الاطار يطالعنا أصحابنا، جماعة أنصار الديمقراطية "الجديدة" من خلال بيانهم بتاريخ 28 فيفري 2011 بوصفتهم السحرية و"الثورية" جدا، والتي تحيلنا مباشرة لمقارنتها مع طرح تروتسكي لسنة 1903، فنقرأ ما يلي:
"إن الحل الذي ثبتت نجاعته في تاريخ الشعوب وفي مثل هذه الظروف الاستثنائية هو حكومة مؤقتة حكومة تصريف أعمال متطوعة لخدمة العباد والبلاد دون حسابات سياسية ضيقة تتكون من كفاءات وشخصيات مختصة في ميادين مختلفة أي حكومة تكنوقراط.
وتتعهد الحكومة المؤقتة بإعداد الظروف السياسية والاجتماعية من أجل انتخاب مجلس تأسيسي في غضون أشهر ويتكون هذا المجلس من عناصر منتخبة تمثل كل الفئات الشعبية والحساسيات السياسية والنقابية والشبابية والنسوية والحقوقية والثقافية وكل الجهات ويتم الانتخاب بكل حرية وشفافية على قاعدة نسبية الأصوات وليس على أساس القائمة الواحدة ويعتبر هذا المجلس بمثابة برلمان واسع تنبثق عنه عدة لجان تسن الدستور الجديد الذي يعرض على الاستفتاء الشعبي ثم يعد لتحضير انتخاب البرلمان الجديد .
ويضمن الدستور الجديد مصالح كل الشعب ويدافع عن حرمة البلاد ويقف ضد الهيمنة الاستعمارية وضد التخلف ولا يعترف بالكيان الصهيوني ويقنن مبدأ فصل الدين عن الدولة وحرية الاعتقاد وحرية ممارسة الطقوس الدينية ويقر المساواة التامة بين المرأة والرجل وحق الشغل للجميع ويدعم الحريات العامة والفردية ويسن نظاما جبائيا عادلا ويمنح حق الشعب في إقالة المسؤولين عند الضرورة ويوفر التعليم والعلاج المجانيين..."(2).
وفي بيان تأسيس ما يسمى بـ" الجبهة الوطنية الديمقراطية الشعبية" والتي ينضوي داخلها "أنصار الديموقراطية الجديدة" ومن أطلقوا على أنفسهم "الماركسيون اللينينيون الماويون" نجد من بين أهدافها:
"النّضال من أجل دولة ديمقراطيّة علمانيّة تفصل الدّين عن الدّولة وتكفل في نفس الوقت حريّة الإعتقاد والحريّة في ممارسة الطقوس الدّينيّة لكلّ مواطن حسب قناعاته كما تضمن كافة الحقوق الأساسيّة لمواطنيها كما نصّت عليها العهود والمواثيق الدّوليّة."(3)
إن ما يطرحه انصار الديمقراطية التروتسكية القديمة الجديدة وأمثالهم هو "دولة ديمقراطيّة علمانيّة" .. "حكومة تكنوقراط" محايدة .. حكومة "متطوعة لخدمة العباد والبلاد" حكومة كل الشعب بالمفهوم الخروتشوفي .. هي حكومة محايدة لن تكون لها قَطًعٌا قَطْعًا أيّـةُ "حسابات سياسية ضيِّقة" ولا حتى موسّعة. وليعذرنا كل المشايخ كلُّ .. كلّ الأئمة والوٌعَّاظِ كلّهم .. كل الأخلاق الحميدة محجوزة .. محجوزة هذه الأيام لدى "جكومة التكنوقراط" الموعودة.. لبعض من حاجة محجوزة.. لحِرْص على وفاء بالعُهود .. كل العٌهود .. للأخلاق الحميدة محجوزة .. محجوزة نعم .. نعم محجوزة، فحكومتنا المؤقتة المحايدة الديموقراطية العلمانية الشفافة الموعودة على الوفاء بالعهود .. على حسن الظروف حريصة .. حَيْضٌُ .. فحَبَــلٌ .. ووضْــعٌ طبيعي لا خوف .. بحمده لا وَجَل .. كلها شهور وعِــدَّة، الــدّاية .. الــدّاية أمَّ كُونْدِي قابلة الولادات المخملية تلك- في البيت ذات العشيّة، ما شاء الله .. ما شاء الله .. مجلس تأسيسي من صٌلْبِ أباه حلَّ.. لِعَمِّ .. لا لا .. وللخال شبيه.. صبرًا .. صبرًا، للجار وابنُ جار الجار .. لعابر السبيل.. لعابر البـِحَار.. لكل خلق الدّار شبيه.. الفنجان؟ أسرعوا هاتوا الفنجان : آآآم آآم .. طريقه ذا شان .. سيّد في برلمان .. لا تزّاحموا لكُلِّ حصّةٌ مِن بيض القَبّان.. ميزان؟ من قال الميزان؟ هو العدل والتقيّة واحسان .. لن يعترف بالكيان أبدا أبدا .. سيقنِّن كل ما كان وكان..؟؟؟ حـــــكومة العُهْر ِ... بٍـِنْتَ القَـ... أي مَسْخ وَضَعْــــتِ؟
إن هذا التصوير الكاريكاتوري لطرح "الأنصار" له مبرراته. إن التروتسكية تبتذل الماركسية وتحولها من نظرية ثورية إلى مجرد شعارات جوفاء، إن المزايدة والتطرف اللفظي سبيل لفتح الطريق أمام الرّدة، لضرب الفكر الم. الل. الم. للانقلاب على الطروحات والمبادئ والمفاهيم.
أي حكومة تكنوقراط؟ هل خيضت الثورة .. ثورة الديمقراطية الجديدة العربية – بل في تونس حتى؟ هل وضَعَت حرب الشعب أوزارها وهي حتى لم تعرف بعد هيأة أركانها .. لم تستنفر بعد جندها .. ؟ هل أطحنا بالإمبرياليين ودماهم الكمبرادور والإقطاع؟ عن أي حياد وحرية جوفاء يتحدثون؟ أليس ذاك هو الطريق البرلماني ذاته؟ أليس هو الحل السلمي عينه؟ أليست دولة التعايش والوفاق الطبقي المزعومة الموعودة؟ أين البرنامج والعنف الثوريين؟ أين التطبيق العملي لشعار "من فوهة البندقية تنبع السلطة السياسية"؟ أين الصراع الطبقي محرك التاريخ؟ ألا تعلّمنا الماديّة التاريخية أنّ الطبقة (أو الطبقات) الحاكمة تمارس الديمقراطية في صفوفها وتسمح حتى لمعارضيها من الطبقات الأخرى الذين يقبلون بإطار دولتها ولا يطالبون سوى ببعض الإصلاحات بهوامش من ديمقراطيتها غير أنّها تمارس الدكتاتورية المتستّرة أو المفضوحة ضد أعدائها من الطبقات الأخرى الذين يعملون في سبيل تحطيم دولتها والثورة عليها وإيجاد دولة بديلة تحكمها طبقة أو طبقات أخرى تجعل من الطبقة (الطبقات) السائدة والمهيمنة سابقا طبقة (طبقات) مَسُودة ومهيمن عليها وعرضة لدكتاتورية الطبقة (الطبقات) الحاكمة الجديدة.
أي دروس قدم لنا التاريخ؟ هل كانت دروس كل الثورات الظافرة كثورة أكتوبر المجيدة وثورة ماو العظيمة تدعونا إلى تناسي الصراع الطبقي؟ هل دعتنا إلى القفز عن الحل الثوري للمسألة الوطنية .. عن الحل الثوري للمسألة الديمقراطية؟ هل كانت تدعو إلى استسلام الثوار حتى قبل أن تنطلق الثورة؟ هل كانت تدعونا إلى تشكيل حكومات مؤقتة حكومات "تصريف أعمال متطوعة لخدمة العباد والبلاد دون حسابات سياسية ضيقة تتكون من كفاءات وشخصيات مختصة في ميادين مختلفة أي حكومة تكنوقراط"(4) هل هكذا هي حكومة "الديمقراطية الجديدة"؟
ألم يؤكّد التاريخ أنّ ديمقراطيات /دكتاتوريات أسياد العبيد والملوك والنبلاء والبرجوازيات كانت بلا مراء ديمقراطيات/ دكتاتوريات الأقلّية ضد الأغلبية فالطبقات الحاكمة لم تكن تمثّل إلاّ نسبة مأوية قليلة جدّا من المجتمع. وبالمقابل كانت الديمقراطية الجديدة في الصين في المناطق المحرّرة ثمّ في الصين قاطبة من 1949 إلى أواسط الخمسينات ديمقراطية/دكتاتورية الأغلبية ضد الأقلية، ديمقراطية/دكتاتورية الطبقات الثورية – الأغلبية بقيادة البروليتاريا وهم من العمّال وأقرب حلفائهم الفلاحين الفقراء ثمّ الفلاحين المتوسطين والبرجوازية الصغيرة المدينية وفئات من البرجوازية الوطنية - ضد الأقلية وهم أعداء الثورة من إمبرياليين وكمبرادور وإقطاع؟؟
ألا يتبنى هذا الطرح مقولة الإنتقال السلمي للسلطة وبالتالي الطريق البرلمانية، طرح دأبَ على التنظير والترويج له كل التحريفيين والإصلاحيين من كلّ الأصناف الذين لا يسعون إلاّ إلى إصلاحات شكلية هامشية في إطار المستعمرات وأشباه المستعمرات، حيث التدخل الإمبريالي وعملائه من كمبرادور وإقطاع؟
ألم يثبت التاريخ – تاريخ الصراع الطبقي، أنّ طريق حرب الشعب طويلة الأمد هي الطريق الوحيد الصائب الذي يمكّن الشعوب والجماهير المضطهَدة في كل العالم (إن وجدت القيادة الم. الل. الم. البروليتارية السديدة المجسدة في الحزب الشيوعي العتيد)، من تحقيق النصر في الثورة الديمقراطية الجديدة والانتقال بها قدما نحو الثورة الاشتراكية فاتحة الطريق نحو المجتمع الشيوعي المنشود؟
إن أية ثورة، مهما كانت طبيعتها، هي في عمقها انعكاس عنيف للصراع الطبقي، "..هي دون شــك تسلـط ما بعده تسلـط، الثــورة هي عمــل يفــرض به قســم مـن السكــان إرادتــه على القســم الآخــر بالبنــادق، بالحراب، بالمدافع، أي بوسائل لا يعلو سلطانها سلطان."(5)، أي موقع لما مرّر بيان من يدعي بهكذا الانتساب للماوية؟ أين موقعها من نظرة لينين للدولة وللثورة؟
إن التهليل للمهدي المنتظر .. الجلس التأسيسي أو الحكومة المؤقتة الموعودة بدون ثورة .. بدون هدم للقديم أو حتى هزّه.. بدون طلقة رشاش أو حتى التلويح به .. بدوق قيادة حتى حتى شبه متبلترة .. هي الفعل الفاضح للخط التروتسكي المزايد جدا جدا بالهوية الحمراء .. بالقيادة العمالية .. حتى لتسيير الحركة في الطرقات .. أما عندما يصل الأمر طرح المسائل جوهر الأشياء روح التغيير .. إفتكاك السلطة وانتزاعها انتزاعا من براثن الطبقات الفاسدة وسحق أسيادها الامبرياليين بالعنف الثوري بحرب الشعب العنيدة .. تنقلب حمرة الكلام إلى إصفرار في الأفعال مطلبا مسالم بمجلس تأسيسي وحكومة مؤقتة تقام وتركن كل البرامج كل الاستراتيجيات والتكتيكات الثورية فقط الحديث عن الحكومة المحايدة .. الديمقراطية المحايدة .. الديمقراطية الخالصة.
إنه من الطبيعي أن يتحدث الليبرالي عن "الديمقراطية" بوجه عام أمـــا الماركسي فلن ينسى أبدا أن يطرح السؤال : في مصلحة أية طبقــــة؟
يقول الرفيق ماو تسي تونغ : ״المهمة المركزية و الشكل الأرقى للثورة هو الاستيلاء على السلطة عن طريق النضال المسلح، انه حل المسألة بالحرب".(6)
ما تناولناه بشيء من النقد فيما تقدم لا يمثل الموقف الوحيد الذي يبرز الجوهر التروتسكي لمجموعة – أنصار الديمقراطية الجديدة – ومراجعتها لكل المكاسب والإسهامات التاريخية التي حققها الماويون العرب والخط الم. الل. الم. عامة ففي مواقف أخرى تظهر حقيقة تقديمه، افتراء، لخطه كامتداد والممثل لإرث الخط الم. الل. الم. في القطر، فأمام أبرز المواقف الجوهرية التي ميزت وخاض حولها الخط الم. الل. الم. منذ النشأة صراعا مريرا على مختلف الجبهات في ميدان الصراع بين الخطين كما في مواجهة كل الرؤى التحريفية والتروتسكية مقدما الإسهامات النظرية ككرّاس "حول المسألة القومية" وغيرها من الرؤى الأخرى، يعمد "أنصار الديمقراطية الجديدة" إلى إبراز قصورهم عن إدراك الواقع الموضوعي ولطبيعة طرح "المسألة القومية" للأمة العربية وتشويه موقف الم. الل. الم. الحقيقيين منها بتقديمهم لكل من دافع ويدافع عن ثوابت الخط في هذا المستوى والمجال بنعتهم بـ"القومجيين" و"التعبيرات القومية المتمركسة" و"المتذيلين للبرجوازية" معتمدين نظرة منافية لكل ما صارع من أجله الخط الم. الل. الم. مجسدين تبنيهم الفعلي والفج للرؤى المثالية والتحريفية إذ هم لا يميزون قطعا بين الخط السديد والمدافع الصلب عن الماوية وبين القوى التصفوية الانقلابية التي ما كانت لترفع شعارات تتبنى المسألة القومية إلا استعدادا للإنقضاض على مجمل التجربة لحرفها إلى طريق الاستسلام والتنكر للمبادئ الم. الل. الم. – وهو ما تمكن الخط التصفوي في النهاية من بلوغه - فيسقط بذلك "أنصار الديمقراطية الجديدة" في تبني النظرية التحريفية "الاثنين يندمجان في واحد" ويلتقيان موضوعيا مع التصفويين المعادين للفكر الشيوعي في عدائهم العملي للماوية.
يعرض بعضهم لموقف الخط الم. الل. الم. من بناء الحزب فيقول :
"وفي الثمانينات، برز الطرح التصفوي القومجي الذي حاول تعويم مهمة الحزب وتصفية الخط الشيوعي -الماوي- والطرح الوطني الديمقراطي من خلال الدفاع عن حزب عربي الآن وفورا لكنه منشود يستحيل إنجازه آنيا وكان ذلك تعلة لتصفية النشاط الثوري والتحول عمليا الى خدمة التيارات الإسلامية وبعض الأنظمة مثل النظامين السوري والليبي... وقد وقع هزم هذا التيار وافتضح أمره لاحقا بتحول أبرز عناصره الى عناصر موالية للتيارات الظلامية أو للبيروقراطية النقابية علما وان بعض الحلقات المنحدرة من هذا الإنحراف لازالت تشكو من الإرث السلبي المبني على أساس أطروحات قومجية واسلاموية متمركسة."(7)
إن قفز مورد هذا النقل للتاريخ لتبيان كيف تم هزم "التيار القومجي المتمركس" وأسس هذا الهزم وأرضية أطروحاته البديلة الواضحة نلاحظ : يصور مورد "الوقائع" محطة صراع جرت مثلما يحدد في الثمانينات أي بعد ما يقارب العشرين سنة من نشأة الخط وإلى حدود تلك الفترة يخاض الصراع حول البناء وأسسه، سنتجاوز الآونة تحليل الموقف من جوهر القضية لنشير علّنا ننشط ذاكرة البحث والإحساس بالزمن لديه أنه يكون الآن قد مر قدر أكبر من السنين عن "حسم الصراع مع الأطروحات القومجية والاسلاموية المتمركسة" .. ما يناهز الربع قرن من الزمن فهل شيّد من "حسموا الصراع" هذا الصّرح العتيد حتى بعد أن ضاقت رقعة ومساحة التشييد؟؟ إن ما لم يقدر هؤلاء "الحاسمون المنتصرون" تلمسه أن الجوهر في طرح مسألة البناء التي غابت عن كل حامل للنزعة الارادية أو التروتسكية وحتى التيار التصفوي اليميني المخرب لا تكمن حتما في تحديد ساحة الانتشار أو ساحة التغطية في قطر واحد أم في كل الأقطار في آن.. إن جوهر مسألة البناء .. بناء الحزب الشيوعي العربي المنشود مرتبطة جوهريا وكامنة في الخط السياسي والايديولوجي السديد الموَجِّهِ أولا لهذه العملية وللنضال المرافق لها. هذا حتى لا نستحضر مَثَلُ سَبْقِ البيضَة للدّجاجة أم العكس : هل ننتشر مشرقا ومغربا قبلا أو أن نثور ونبني السلطة في القطر أولا؟. إن صحّة الخط السياسي والأيديولوجي هي المحددة في كل شيء هي الجوهر هي المحدد في عملية البناء وتوقيته، فبالقدر الذي ترتقي ملامستنا ووعينا لجوهر الحقيقة العامة لأيديولوجيتنا وتطبيقها الخلاق على واقع أمتنا العربية وبقدر انطلاقنا من الوقائع الملموسة والإلتحام بصفوف الجماهير والمثابرة في خوض النضال على مستوى الصراع الطبقي والوطني بمواجهة المهام الواجبة الانجاز بالقدر الذي نتقدم فيه في البناء وعندها حتى وإن حشرنا في زاروب سيبنى الحزب الشيوعي العربي الم. الل. الم. المنشود فالمسألة تكون صوابية الخط لا ضيق المجال، صوابية الخط لا عدد الأنصار ورقعة الانتشار. ولنا في عديد التجارب العالمية المثل ونضال الرفاق الماويون في الهند مثل. فالهند البلد الشاسع الممتدّ ومع ذلك لم يكن يشكل الامتداد هاجسا فتشكلت المنظمات والأحزاب الماوية، وهي الآن تثابر على خوض الصراع من أجل وحدتها، ومن لهب حرب الشعب المندلعة ينتشر في المروج والساحات والمقاطعات. وأغلبية باقية من المناطق لم يصلها إلى الميدان اليوم نار الثورة لكن موعدها من لهب البرنامج الثوري أكيد. لم يعدل الماويون من برنامج ثورتهم بندا لم يسقطوا من الخريطة قاطعا أو يرسموا حدا أضيق لساحة الفعل الثوري إنهم ثابروا عن الذود على أغلى ما اكتسبوا: خطا سياسيا ثوريا سديدا.. عن راية حمراء ماوية خفاقة بالدم مروية. ذاك الجوهر وذاك الطريق : الأوضاع التاريخية الملموسة كمنطلق، المنهج الديالكتيكي كمنهج وحيد صحيح لطرح المسألة، ذاك هو المفتاح.
لقد كان الخط الم. الل. الم. يخوض صراعا عنيفا تلو الآخر فبعد التصدي لرؤى الخط التروتسكي لأسلاف "أنصار الديمقراطية الجديدة"، وحين كان الخط الم. الل. الم. يحاول الانطلاق الجدي نحو التجسيد العملي للخط الأيديولوجي والسياسي على أرض وواقع حال أمتنا العربية يجد نفسه في حمأة صراع متفجر آخر ضد تيار التصفية والرّدة والانقلاب – الوجه الأخر والمكمل للخط التروتسكي. إن جملة من الأخطاء المرتكبة من قبل الرفاق الم.الل.الم. والتخلف عن الإدراك السريع والعميق لأبعاد وأساليب التخريب المعتمدة من الخط التصفوي والحزم في تطبيق مبدأ "ضرب الانحراف اليسراوي بقبضة و بؤر التخريب اليميني التصفوي بالأخرى" والذي عكس من بين ما عكس نوعا من الوهن والرخاوة وقلة النضج العميق السياسي والأيديولوجي والراجع بدوره إلى قدر من ضعف في الممارسة - رغم عظمة ما قدمته جموع الرفاق الوفية من تضحيات ونضالات على امتداد المسيرة بلغت حد الاستشهاد - لمواجهة تلك البؤر اليمينية التصفوية في تلك المرحلة لتكون عواقبها الوخيمة بتشظي التنظيم الم. الل. الم.
إن النزعات التروتسكية شكلت دوما الخزان والاحتياطي للثورة المضادة ولكل الطروحات التحريفية والتصفوية اللا بروليتارية والتي عانى منها الخط الم. الل. الم. العربي أيما معاناة وتكبد خلالها نكسات. إن النزعات التروتسكي-تحريفية اليوم والتي تحاول أن ترفع زيفا راية الماركسية-اللينينية-الماوية بالقدر الذي عجزت عن التطبيق الخلاق للحقيقة العامة للم. الل. الم. على واقع أمتنا العربية فانعكس في كل مواقفها من المسألة القومية وعدم المسك بخصوصيتها كما انعكس في التحديد السليم لمعسكر أصدقاء وأعداء الشعب ولينعكس أيضا خَوَرًا في طرح انجاز المهام وعلى رأسها مهمة بناء حزب البروليتاريا الثوري لتُسقِط فَهْمَها المثالي الميكانيكي الجامد من المسألة القومية من خلال عدم رؤية الاختلاف الواضح بين الطرح الماوي الذي يعتبر أن الأمة العربية أمة واحدة مضطهَدة تناضل من أجل أنجاز مهام الديمقراطية الجديدة العربية على طريق الثورة الاشتراكية فالشيوعية ويتطلب النضال بناء أدوات سحرية ثلاث عربية واحدة ستبنى في أطار من الجدلية بين الذاتي والموضوعي وحيث كانت أرض البَذًر .. وحيث توفر النواة الصلبة العتيدة، وعبر التحديد السليم والصحيح للتناقضات الواجب حلها وتحديد الرئيسي منها والثانوي ودحض مقولات كـ"رئيسية الرئيسي متأتية من ثانوية الثانوي"؟؟ أو المواقف التي نحدد التناقض الرئيسي بمعزل عن موقعه ضمن مجمل سيرورة حل علاقة التناقض وتأثيره على باقي التناقضات القائمة فلا يرى التناقض الأساسي الرئيسي الذي يمثل العقدة المركزية في الشبكة التي من خلال حلها تحل جميع التناقضات الأخرى وتتداعى ولا في العناية بتطور باقي التناقضات خدمة للمساهمة في حل الأساسي والرئيسي منها.
لا يفرق الطرح التروتسكي بين الموقف المقدم اعلاه وبين الطرح القائل باشتراط بناء الأدوات وتحديدا الحزب الطليعي منها في كل أرجاء الوطن العربي في نفس التوقيت ومساحة التواجد والانتشار ليعم كل الوطن وهو الطرح الذي جوهره التصفية تصفية الخط فكرا وتنظيما وتاريخا، طرح يضع من العراقيل ما يمنع التقدم العملي، طرح يؤدي ويغذي الروح التشاؤمية المستسلمة والاقليمية لتبدأ بدورها بالتالي استهداف جوهر الموقف من المسألة القومية العربية في التقاء تام مع الطرح الداعي ضمنا إلى الخضوع لواقع التجزئة بالتركيز جوهريا على القطر والحديث شكليا عن الوطن العربي دون التجسيد العملي ودون الربط الثوري بين النظري والعملي والممارس فيفتح الباب امام ضرب البرنامج الثوري وضرب الاستراتيجية والتكتيك الثوريين للسقوط، كما شهد الخط في عدة مراحل من تاريخه، ضحية الانحرافات التروتسكية منها والتحريفية التي تلتقي في الطابع التصفوي المعادي للم. الل. الم. في الجوهر.
لا يكتفي "انصار الديمقراطية الجديدة" وأمثالهم بضرب نظرة تلمس الطبقي والصراع في كل الظواهر والأشياء .. بضرب المسألة القومية بل، وهذا حتمي، يصلون حد القفز عن الزامية العنف الثوري .. العنف الثوري المسلح .. ضرب إحدى ابداعات ماو الكبيرة واضافاته الخلاقة لفكرنا أي حرب الشعب طويلة الأمد ضربها بتقديس العفوية والسلمية. يقولون في نفس بيان تشكل جبهة الاصلاحيين "الجبهة الوطنية الديمقراطية الشعبية" في توصيفهم للوضع الراهن:
"يعيش قطرنا ظرفا دقيقا في خضمّ نضال دؤوب حازم يخوضه العمّال والفلاّحون الفقراء وعموم الكادحين والمفقّرين وهو نضال مستمرّ من أجل إسقاط حكومة الدّساترة والعملاء وتتويج الانتفاضة الشّعبيّة العارمة بإنجاز المهمّة الوطنيّة مهمّة القضاء نهائيّا على تركة الدّكتاتور المخلوع وأركان حكم نظامه العميل نظام السّماسرة وكبار الملاّكين العقّاريين والبيروقراطيين الرّجعيين الذين إمتصّوا دماء شعبنا الكادح ونهبوا ممتلكاته وسرقوا جهده وفرّطوا في ثرواته للشّركات الرّأسماليّة الإحتكاريّة العالميّة ودوائر ومؤسسات الرّأسمال المالي العالمي"(8).
فهذه الجماهير المنتفضة والتي تفتقر لمجرد قيادة حتى نتحدث عن الطليعية منها، والتي لا يوجهها سوى حس التمرد لدى المضطهَــدين والتي لا تستعمل من سلاح الدنيا إلا حجرا وزندا وصدرا يتقبل الرصاص .. وحيث لم نشهد في الميدان جيشا شعبيا وبواسل حرب الشعب يزحفون نحو المدن بعد أن حصارها بطوفان الأرياف ..لم نسمع زغردة رشاش بين أيدي الثوار .. لم نشهد أصلا ولادة مفرزة من هذا الجيش الشعبي الجرّار .. محطم ألة القمع وعسكر الكمبرادور والأقطاع ممرغ أنوف أسيادهم الإمبرياليين في رمل أرضنا العربية.. لم نشهد من كل هذا وذاك سوى جرأة العمال والفلاحين، جرأة الطلاب والمعطلين وكل المضطــهَدين وبسالتهم وتقدمهم في الميدان.. فهل بهكذا فقط ستنجز المهام ؟ فهل سِلما وعفوية ينفتح الطريق إلى المجتمع الاشتراكي عبر بوابة مجتمع الديموقراطية الجديدة؟
"المهمة المركزية و الشكل الأرقى للثورة هو الاستيلاء على السلطة عن طريق النضال المسلح، انه حل المسألة بالحرب"(9) هكذا يرشدنا معلم البروليتاريا قائد الثورة الثقافية المجيدة ماو تسي تونغ. ونفس السياق يجزم أنجلز: ".. ويتأتى على الحزب الغالب (في الثورة) بالضرورة أن يحافظ على سيادته عن طريق الخوف الذي توحيه أسلحته للرجعيين. فلو لم تستند كومونة باريس إلى سلطان الشعب المسلح ضد البرجوازية، فهل كان بإمكانها أن تصمد أكثر من يوم واحد؟ وهل لا يحق لنا أن نلومها، بالعكس، لأنها لم تلجأ لهذا السلطان إلا قليلا جدا."(10)
هكذا بحديث "أنصار الديمقراطية الجديدة" ومن وقّع معهم على ذاك البيان عن :"النّضال من أجل دولة ديمقراطيّة علمانيّة تفصل الدّين عن الدّولة وتكفل في نفس الوقت حريّة الإعتقاد والحريّة في ممارسة الطقوس الدّينيّة لكلّ مواطن حسب قناعاته كما تضمن كافة الحقوق الأساسيّة لمواطنيها كما نصّت عليها العهود والمواثيق الدّوليّة".(11) هو حديث عن الديمقراطية الخالصة ديموقراطية خارج كل الأزمان .. فوق كل الطبقات، دون الإعلان أنها ديكتاتورية الطبقات الثورية الموجهة ضد الطبقات المضطهــِـــدة، هو المسعى بكل الطاقات لإخفاء السمة الجوهر في هذا المفهوم (مفهوم الديكتاتورية) ونعني بها العنــــف الثـــــوري. هنا بيت القصيد، فالحيل والمغالطات والتزييف والتعويم هو كل ما يحتاجه التحريفيون لطمس الثورة العنيفة، للقفز عن واجب الإعداد لحرب الشعب، لطمس مبدأ ديكتاتورية كل الطبقات الثورية كنتاج لثورة الديمقراطية الجديدة العربية التي لن يقودها حتما إلى النصر إلاّ حزب الطليعة الثوري الحزب الشيوعي العربي الم. الل. الم. المنشود، كل هذه البهلوانيات لطمس ارتدادهم عن المبادئ الثورية وإخفاء انضوائهم بين صفوف الاصلاحيين وضروبهم .. هنا بيت القصيد.
لئن يدعي "أنصار الديمقراطية الجديدة" تبني موقف سليم من المسألة القومية موقفا حسب زعمهم ينسجم مع كل ما قدم ستالين في هذا المحور فإنهم على أرض الميدان يتبعون الخط المناقض تماما. يدعون تبني شعار الأمة العربية المضطهَدة وفي واقع الأمر والممارس هي الإقليمية المقيتة .. هكذا حال كل الانتهازيين والتروتسكيين عامة.
فإنهم إذ يقرّون قولا بكون العرب أمة واحدة وشعب واحد وبالتالي بها طبقة عاملة واحدة وطبقة فلاحين واحدة وغيرها فإنهم عند طرق باب تحديد الإستراتيجيا والتكتيك الثوريين للثورة الديمقراطية الجديدة العربية يعرون عن جوهر موقفهم التروتسكي المعادي والذي حاربه الماويون الحقيقيون. موقف لا يمكن إلا أن يذكّرنا بمواقف التحريف وتروتسكيو حزب العمال "الشيوعي" التونسي وكل الإصلاحيين المتبنين زيفا لمهمة أنجاز "الثورة الوطنية الديمقراطية".
ففي عرضهم لبعض ملامح الصراع الذي خيض حول المسألة القومية وبناء الأدوات الثورية، ومع خلطهم البيّن بين مواقف الخط الماوي القويم وبين مواقف التيار التصفوي إذ يوضع النقيضين في سلة واحدة، يوجهون سهامهم إلى جوهر الطرح الصحيح الذي وكما سيعترفون بحد اللسان والقلم أخذ بالتوجه العملي للانجاز على أرض الواقع، فنجدهم مثلا يذكرون :
"ونظرا لضيق أفقها وبفعل أساليبها الإنقلابية الموروثة عن أصولها البعثية إنكشف أمرها في 82 إثر غزو لبنان إذ كانت تعتقد أن الظرف الموضوعي سانح لفرض توجهاتها التصفوية فقدمت رأيها حول البعد العربي للنضال وطرحت من خلاله تصفية الماركسية–اللينينية-الماوية سياسيا وتنظيميا وذلك بتبني شكل الأطروحات القومية مع محاولة مركستها ودعوة الجميع إلى الإلتحاق بالمناطق الساخنة ضمن الجبهات وتحويل كل العناصر إلى جنود في خدمة الخط الإستراتيجي لهذه الجبهات"(12).
إن تروتسكيو وإصلاحيو "الديمقراطية الجديدة" ببعدهم عن الواقع، وجوهريا بعدهم عن التبني العملي لفكرنا الخلاق الم. الل. الم.، لم يتمكنوا حتى من الفصل بين جوهر الموقف التصفوي وأساليبه وبين الموقف الماوي السليم من المسألة القومية العربية وغيرها من الطروحات. إن عداءهم الفعلي للماوية وجهلهم العملي لأبسط مبادئها يسقطهم في التناقض ما بين المقول والممارس. إن دعوة الخط سنة 82 للمناضلين للإلتحاق بجبهات القتال في مواجهة العدو الصهيوني وصُنـّاعُه الإمبريالية العالمية يعتبر حسب جهابذة "أنصار الديمقراطية الجديدة" تصفية للم. الل. الم. لا أحد مظاهر التطبيق العملي لحقيقتها العامة على واقع أمتنا العربية والانخراط العملي الثوري الجاد لإنجاز المهام التاريخية المطروحة. فكيف يمكنهم بعد ذلك الإدعاء بتبني شعار "أمة عربية واحدة .. وطن عربي واحد .. شعب عربي واحد .. جيش شعبي واحد" الذي ردّدته الجموع في مختلف الساحات والإضرابات والنضالات كيف يمكنهم تبني مضمون كراس "حول المسألة القومية" الذي يعيدون نشره اليوم؟ .. أ بالتقوقع القطري .. أم بالانعزال الإقليمي .. أو ربما بالسقوط في تبني مواقف "الأمة في طور التكوين" أو "تحقيق الوحدة بعد إنتصار الثورة في كل قطر على حدة" خضوعا طبعا لمستلزمات سايكس بيكو؟؟ عندما تؤمن بأن شعبك شعب عربي واحد وخضوع أمتك ووطنك للإضطهاد الإمبريالي عبر أبشع أشكاله التجزئة وغرس كيان غاصب دخيل برقعة منه .. هل لا تعتبره الوجه الرئيسي والانعكاس الفاضح للتناقض الرئيسي التناقض بين الإمبريالية وجماهير الأمة العربية المضطهَدة وتوجه له الجهد الرئيس في النضال؟ هل تدير له الظهر وتقدس وَهم الحدود أم تصرخ في الحشود الكادحة للمواجهة المسلحة؟ هل يكون بناء الحزب الثوري بين الأرائك المخملية في القاعات المغلقة والنضال السلمي وأوهام الحريات السياسية أم في الخنادق وبين أشلاء الرفاق الشهداء من عمَّدوا بالدّم الطريق لحرب الشعب طويلة الأمد؟؟ هل هكذا نصون فكرنا الخلاق .. هل هكذا مواجهة التحريفية والتروتسكية والإمبريالية العالمية؟
إن التوجه للمشرق كان بداية المسك السليم بطرف الخيط نحو التطبيق العملي للبرنامج الثوري. إن هذا التوجه هو ما استنفر التصفوية بيمينها ويسراويتها للالتفاف عليه لإجهاضه في المهد حين أجهض من قبله كل محاولة جدية للإلتحام مع جموع المضطَهدين في الريف .. حين ترفع راية العنف الثوري توَاجَه بكل العُواءِ .. تُطْعَن بكل الخناجر القذرة.
ويتعرى أكثر تمسكهم الشكلي بالموقف التاريخي للخط الم. الل. الم. من المسألة القومية عبر الحديث عن:
"إن المسألة الوطنية لا تزال دون حل، و تعد الامبريالية وتنفذ الخطة تلو الخطة، لإنقاذ مصالحها الإستراتيجية في تونس، بعد أن أصبحت مهددة بفعل الانتفاضة الشعبية، مما يستوجب توجيه النضال في اتجاه إحكام الربط بين المهمتين الوطنية والديمقراطية، وهو ما يعني طرح مطلب تصفية الوجود الامبريالي والصهيوني في تونس على جدول أعمال الثورة."(13)
إن رفضهم للتوجه للمشرق وحصرهم لمهام المسألة الوطنية في "تصفية الوجود الامبريالي والصهيوني فـــــي تونس" بوضعه على "جدول أعمال الثورة" وأية ثورة .. انتفاضة جماهيرية عفوية وَجَدُوا لها من سقف تأسيس مجلس تأسيسي وبرلمان منتخب وتعهد بدستور يمنع الاعتراف بالكيان. وهكذا تحرير فوحدة في مجتمع "جديد" من بوابة الكراسي المنصوبة فوق جماجم المضطهدين. ذاك جوهر موقفهم من المسألة القومية .. تلك حقيقتهم : عداء صارخ للماوية.
إن الرفض الصريح للموقف الماركسي السليم من المسألة القومية تبرز أيضا من خلال محاولتهم حتى نكران مواقف معلمي البروليتاريا في هذا المجال ومواقف الكومينتيرن من هذه القضية. يقول أصحابنا في نفس المصدر السابق:
"أصبح كل من يتحدث عن أهمية المسألة القومية مهما كان المحتوى والأشكال النضالية المتبعة، هو ثوري بمعزل عن أهدافه وإن كانت هذه الأهداف تسعى في النهاية إلى تركيز نظام ينتهي أمره في أحضان هذه الإمبريالية أو تلك"(14)
هكذا يفهم الخط التصفوي "اليساري المتجذر حد النخاع" خط "أنصار الديمقراطية الجديدة" الموقف من المسألة القومية وتقييم الموقف من كل قوى حركات التحرر الوطني.. موقف لا يمكن إلا نعرض في مقابله موقف ستـــالين من هذه المسألة لتَبيُّنِ الزّيف البائن والتعارض المطلق لمواقفهم مع مواقف الحركة الشيوعية عامة من هذه المسألة.
يقول ستالين :
"وليس من الضروري لكي تعتبر الحركة الوطنية حركة ثورية، أن تكون مؤلفة من عناصر بروليتارية، وأن يكون لها برنامج ثوري أو جمهوري وأساس ديمقراطي. فنضال أمير أفغانستان للوصول إلى استقلال بلاده هو بحد ذاته نضال ثوري، رغم ملكية الأمير وضباطه، لأن هذا النضال يضعف الاستعمار، ويفكك قواه ويقوضها، في حين أن نضال الديمقراطيين و«الاشتراكيين» و«الثوريين» والجمهوريين أمثال «كيرنسكي» و«تسيريتيلي» و«رينوديل» و«شيدمان» و«تشيرنوف» و«داتن» و«كلينس» أثناء الحرب الاستعمارية كان نضالاً رجعياً، لأن نتيجته كانت مداهنة الاستعمار والتدليس له وتثبيت أقدامه وتحقيق ظفره. وكذلك نضال التجار المثقفين البرجوازيين المصريين في سبيل استقلال مصر هو بحد ذاته نضال ثوري، رغم أصل زعماء الحركة الوطنية وأوضاعهم أو مراكزهم البرجوازية، ورغم معارضتهم للاشتراكية، كما أن نضال حكومة العمال في انكلترا لإبقاء مصر تحت وصاية بريطانيا العظمى، هو نضال رجعي، رغم أصل أعضاء هذه الحكومة ووضعياتهم البروليتارية، ورغم ما يسمى إيمانهم واعتقادهم الاشتراكي. وكذلك الأمر في الحركة الوطنية في الأقطار المستعمَرة المستعبَدة الكبرى كالهند والصين مثلاً، فهي حركة ثورية مادامت موجهة ضد الاستعمار بصورة مباشرة، وإن كانت مبادئها تناقض مبادئ الديمقراطية الشكلية"(15)
في مواجهة الاضطهاد الإمبريالي لا تسأل الحركات المقاومة عن برنامج ثوري أو جمهوري .. فطالما النضال يستهدف هدم قلاع الاستعباد ودك قوى الامبريالية المعادية للشعب والأمة المضطهَدين فالصّفة الثورية معمََّدة .. مَمْهُورَة بالـــدَّم .. عبقها في الميدان رصاص وقنابل ودم يتدفق غزيرا ليسحق مرتزقة الامبريالية ليهدَّ حصونها وقلاعها وأدواتها، ليفكك أركانها ويقوضها. فأنهر من هكذا ثورة تلحق النضال الوطني والقومي موضوعيا بتيار الثورة البروليتارية العالمية، تصبّ في مصبه ويغدو كل مناضل ضد الامبريالية ومقاوم للإستعمار يصب نضاله ضمن هذا السياق العام لتنتفي بذلك الصفة الرجعية عن كل هذه القوى المقاومة والرافضة للإستسلام.
إن التشدق بالثورية والعمالية وبالم الل. الم. يبرز زيفه من خلال التنكر لكل القادة العظام للحركة البروليتارية العالمية وعدم فهم المسألة القومية وما طرأ عليها من تحولات بعد ثورة 17 والحرب الإمبريالية الأولى.
إن "أنصار الديمقراطية الجديدة" لا يعرَون جهلهم بجوهر الموقف الشيوعي من المسألة القومية فحسب بل يتجاوزون حد إظهار الصنم الذي يحملون .. الجمود الذي يقدّسون .. وجوهر عدائهم للم. الل. الم. .. إنهم خارج التاريخ .. إنهم خارج الصراع الطبقي وراياته .. إن عقارب الزمن لديهم توقفت عند ساعة الأممية الثـــــانية في لحظة ما قبل التحولات التاريخية الكبرى .. في لحظة ما قبل الحرب الإمبريالية الأولى .. في لحظة ما قبل صرخة لينين للعمال للجموع للمضطهَدين أن هبوا يا ضحايا الشقاء .. أن هبوا يا ضحايا الإستعباد .. حطموا سلطة العفَنْ سلطة مصاصي الدماء القيصرية .. افتحوا الطريق بالقبضة والبندقية والساعد لسطلة العمال .. عقارب زمن "أنصار الديمقراطية الجديدة" توقفت قبل ما قبل ثورة أكتوبر المجيدة .. لم تصل حتى لتلمس مآثر مـــاو وتجربة الصين العتيدة.
إن جوهرهم التروتسكي المعادي للماوية لا يمكن التعامي عن تلمسه .. إلا لكل ذي غشاوة انتهازية .. لكل فاقد التملك .. أو الـ"متبنّي" الشكلي للم. للل. الم.
توقفت عقارب الزمن لدى "أنصار الديمقراطية الجديدة" وأضْرَابـِهم عند آخر بيانات الأممية الثانية. إن مقدار التشوش النظري والعملي الذي يحملون وبُعْدَهم عن الواقع يسقطهم في خلط بيّنٍِ في المفاهيم في خلط بيٍّن في طرح المسائل والمفاهيم. في هجومهم على تجربة الخط الم. الل. الم. في القطر يقولون:
"تغييب الموقف الثوري من قضية التحرر والوحدة فهي تتجاهل أن الثورة البرجوازية ولى عهدها بدون رجعة وتتناسى أن التناقض إمبريالية / شعب وأمة مضطهدة التي تدعي الحديث عنه، هو تناقض مطروح للحسم من وجهة نظر الطبقة العاملة وحزبها "الشيوعي(الماوي) وذلك يعني أنه لا مجال للتقدم ولو خطوة واحدة على درب التحرر دون قيادة عمالية ولا يمكن للقيادة العمالية أن تتقدم ولو شبرا واحدا إذا لم تضع المسألة الوطنية والقومية في صدارة إهتماماتها"(16).
نعم إن عصر الثورات البرجوازية .. الثورات البرجوازية من الطراز القديم قد ولى عهدها، عهد قيادة البرجوازية للطبقات المضطهَدة قد ولى أو بالأحرى قد سُدّ أفقه. إن التحول في مجمل المهام الثورية المطروحة للحل في البلدان والأمم المضطهَدة قد انتقلت قيـــــــــادتها بعد ثورة 17 والحرب الإمبريالية إلى البروليتاريا ممثلة في حزبها الشيوعي العتيد. ربان السفينة .. قائد المعركة تغيَّر. في هذا العصر عصر انهيار الإمبريالية تحول طرح مسألة الثورة في المستعمرات وأشباه المستعمرات من كونها تأتي كجزء من الثورة البرجوازية من الطراز القديم قيادة وأفٌقًا التي ولّت ويستحيل تحقيقها الناجز في هكذا سياق لتصبح جزءا من الثورة الاشتراكية. إن الثورة الديمقراطية الجديدة في المستعمرات وأشباهها هي ثورة برجوازية من الطراز الجــــديد، ثورة تقودها في هذا العصر البروليتاريا لا البرجوازية، سياقها الثورة الاشتراكية على طريق بلوغ الهدف النهائي المجتمع الشيوعي.
إن نفس العناصر الطبقية أو الطبقات التي كانت تشكل أطراف الثورة البرجوازية من الطراز القديم هي عينها الطبقات التي تشارك اليوم في ثورة الديمقراطية الجديدة : البروليتاريا العمال والفلاحون والبرجوازية الصغيرة والبرجوازية الوطنية، هي الطبقات الثورية لهذه المرحلة. إن ما تغير هو سياق الثورة وأهداف الثورة أسلوبها تكتيكاتها واستراتيجيتها .. إطارها من خاص يهم أمة محددة إلى بعد أممي أرحب، هو هيأة أركان الثورة .. ألآن تستلم القيادة .. هيأة أركان لا تساوم ولا تهادن ولا تتذبذب.. ولكنها بالتأكيد لن تستثني كل طبقة أو فئة يمكن أن تساهم في الثورة لمرحلة .. لمهام .. أو لمدى يفرضه واقع انتماؤها الطبقي، قيادة ستسعى لتوحيد كل القوى الثورية وتقودها ولا تتذيل لها. فقيادة البروليتاريا للثورة ستضمن تشكل الجبهة المتحدة بين مختلف الطبقات الثورية للسير قدما في طريق المقاومة ضد الإمبريالية وأعوانها هذه الجبهة لا يمكنها بأي حال من الأحوال أن تكون بديلا للحزب الشيوعي ولا يمكن بمطلق الاحوال أن تكون مدعاتا لذوبان البرامج والأهداف الاستراتيجية والأسس الأيديولوجية والضامن مع وجود الحزب هو التطبيق الخلاق للمبادئ الماركسية اللينينية الماوية على واقعنا الملموس هو الحزم في خوض الصراع بين الخطين وكشف الرؤى الانتهازية والنزعات التروتسكية منها والتصفوية.
إن مسألة "التحرر والوحدة" تحرير الأمة ووحدتها هي المهام الوطنية في ثورتنا العربية الديمقراطية الجديدة. كيف يغيب الموقف الثوري منها – هل بالتوجه نحو المواجهة العسكرية في المواقع الملتهبة حيث الظهور الحاد للتناقض بين الإمبريالية والجماهير المضطَهدة للأمة العربية أم من خلال التقوقع الإقليمي واللهث وراء سراب حريات سياسية واهية؟؟ كيف يغيــب الموقف الثوري أ من خلال تبني مقولة البناء – بناء الحزب الثوري بين نيران المعركة أم بمعزل عن نضالات جماهيرنا الكادحة وبمعزل عن التصدي للإمبريالية والصهيونية وأذنابها؟
وفي رؤية مثالية ذاتية صارخة يصدحون بإنكار ثورية ووطنية كل الطبقات والفئات الأخرى كما يشطبون بجرة قلم كل النضالات الثورية التي خاضتها جماهير الأمة ضد كل مضطهـِـديها .. بجرة قلم يتنكر لوطنية وثورية نضال عبد الكريم الخطابي وعمر المختار وعز الدين القسام وعديد الهبّــات الفلاحية والوطنية السابقة والتاريخ الحافل بالنضال لأمتنا لا لشيء إلا لأن القيادة العمالية كانت بالتأكيد غائبة؟؟ أو ربما لأنهم هم الغائبون ؟؟ مثالية ذاتية في أبشع مظاهرها.
إنهم يخلطون بين الإقرار بالتواجد الموضوعي لقوى متعددة معادية حتى للفكر الشيوعي ولكنها في نفس الوقت خاضت ونخوض نضالات وطنية جبارة ضد اعداء الأمة وبين حقيقة عجز هذه القوى عن البلوغ بالثورة حد إنجاز نافذ لكل مهام المرحلة. وهو ما سيجر حتما إلى عواقب وخيمة على سيرورة النضال الثوري العربي الراهن فكما ينبهنا الرفيق ماو إن لم نستطع التحالف مع الحلفاء الحقيقيين، إن لم نستطع تحديد الأصدقاء الحقيقيين .. إن لم تكسب جميع معادي ومناهضي الاستسلام إلى جبهة المقاومة ضد الامبريالية فإننا نعرض الثورة لخطر الهزائم والسحق. إن هكذا نظرة مثالية ذاتية التي يقع فيها كل هؤلاء المتبنيين زيفا للـ"الماوية" لا يمكنها إلا أن تلتقي مع نفس الأطروحات المثالية للبرجوازية الوطنية التي لاترى من وطني ومدافع عن أمته سواها.
في نفس هذا السياق يقول أنصار التروتسكية الجدد وتفتقت قريحتهم عن:
"لكن القضية ليست في أساسية المسألة الوطنية والقومية بقدر ما هي متعلقة بالمرتكزات الإيديولوجية والسياسية التي يقع الانطلاق منها لطرح قضية التحرر والوحدة. وفي هذا الإطار عمدت العناصر التصفوية إلى المغالطة والمزايدة فإعتبرت "المسألة القومية" ثورية في المطلق بغض النظر عن الطبقة أو التيار السياسي الذي يطرح المسألة وهكذا أصبح كل من يتحدث عن أهمية المسألة القومية مهما كان المحتوى والأشكال النضالية المتبعة، هو ثوري بمعزل عن أهدافه وإن كانت هذه الأهداف تسعى في النهاية إلى تركيز نظام ينتهي أمره في أحضان هذه الإمبريالية أو تلك وعلى أساس هذه المفاهيم "الثورية في المطلق" تبنى الفرقة موقفها السياسي فتدافع علنا عن "حافظ الأسد بطل التشرينين" وعن "الزعيم الوطني القذافي" وعن منظمة "حماس" الإخوانجية إلخ ..."(17)
وهذا ما يبشرنا بشكل الجبهة المتحدة المتلائمة مع طرحهم هذا (أسس طرح القضية)، إذ لا نتصور أنهم قد نزلوا إلى مستوى من البلاهة حد الحديث في المقطع السابق عن أسس تبني الرؤية خطيا .. داخليا أي كيف يحلل الشيوعيون الظواهر والموقف منها إذ حتما لا يجب على الشيوعيون ابدا أن ينسوا مبدأ الصراع الطبقي وانقسام المجتمع إلى طبقات متعارضة الأيدولوجيات والمصالح – فإننا إذا سنعتبرهم (أي أصحابنا جماعة الديمقراطية الجديدة وأمثالهم) يقصدون الجبهة الوطنية المتحدة فإننا سنذكر أنها، أي الجبهة الوطنية المتحدة، هي تحالف بين طبقة أو أكثر تلتقي لمرحلة أو مراحل حول هدف أو مجموعة أهداف سياسية وهذا الالتقاء لن يكون حتما حتما أيديولوجيا فلكل طبقة رؤيتها وأيدولوجيتها الخاصة. وإذا وضعنا من الشروط للجبهة الالتقاء الأيديولوجي حينها : توسعة للإطار واجبة وتغيير للعنوان حزبا لا جبهة تغدو بدورها واجِــبة.
إن الجبهة المتحدة هي أيضا جبهة للصراع. ولكن إذا كانت المقاومة هي رئيسيا ضد العدو الرئيسي فإن الصراع داخل الجبهة يحتل الموقع الثانوي والوحدة هي الرئيسية. إن جوهر المسألة في العلاقة داخل الجبهة هو كيف نوجه الصراع كما الوحدة من أجل خدمة الهدف الاستراتيجي من أجل تعزيز المقاومة ضد العدو الرئيسي أي الامبريالية وأدواتها. لن يتسنى للشيوعيين الماويين المسك السليم بهذه الجدلية، جدلية العلاقة بين الصراع والوحدة داخل الجبهة الوطنية المتحدة، وضمانة توجيه هذه العلاقة لخدمة الهدف الاستراتيجي العام إلا إذا ما حافظوا على استقلاليّتهم الأيدولوجية والتنظيمية والسياسية والعسكرية.
"نحن الشيوعيون نعلن للملأ: إننا نقف على الدوام إلى جانب أنصار المقاومة ونعارض بكل حزم دعاة الصلح هؤلاء، وليست لدينا سوى رغبة واحدة، ألا وهي أن نقف جنبا إلى جنب مع سائر الأحزاب والجماعات الوطنية وجميع المواطنين الوطنيين في البلاد، لتدعيم الوحدة وتوطيد الجبهة الوطنية المتحدة ضد اليابان وتعزيز التعاون الكومينتانغي - الشيوعي، وتنفيذ مبادئ الشعب الثلاث، والمضي بحرب المقاومة حتى النهاية"(18). هكذا يرشدنا ماو كما يضيف :"إن مكافحة نشاطات الاستسلام والانقسام، هذه هي المهمة العاجلة التي تواجه حاليا كافة الأحزاب والجماعات الوطنية وجميع المواطنين الوطنيين في البلاد، اتحدوا يا أبناء الشعب في جميع أرجاء البلاد ثابروا على المقاومة والوحدة، واسحقوا سائر المؤامرات الرامية إلى الاستسلام والانقسام!"(19)
أما تعليقهم على مضمون الموقف الم. الل. الم. من التيارات الإسلامية فردًا عليه لن ندعي لذلك في المجال سبقا إذ يقول الرفيق ماو :"ويجوز للشيوعيين، في ميدان العمل السياسي، أن يقيموا جبهة متحدة ضد الامبريالية والإقطاعية مع بعض المثاليين وحتى مع بعض رجال الدين، ولكن لا يصح بتاتا أن يوافقوا على نزعتهم المثالية أو عقائدهم الدينية."(20)
ولعل أصحابنا بذلك ينعتون ماو أيضا كأحد العناصر التصفوية أو ربما قد يعلنونه الأخر مترمكسا تصفويا من دعاة التحالف مع "الإخوانجية". يقول ماو :
"وما دامت الطبقات في الأمم المضطهَدة أو الأحزاب أو الجماعات السياسية أو الأفراد المشتركة في الثورة تناهض الإمبريالية فإن هذه الثورة ستصبح ـ كائنا ما كانت هذه الطبقات أو الأحزاب أو الجماعات السياسية أو الأفراد، وسواء وعت وأدركت هذه النقطة أم لا ـ ستصبح جزءا من الثورة العالمية الاشتراكية البروليتارية وتصبح حليفة لها."(21)
إن الفرق بين الثوري الحقيقي و"أشباه الثوريين" أنه في الوقت الذي ينغمس الثوري بين الجماهير دارسا كل الواقع ومظاهره وتفاعلات عناصره المتصارعة وتأثيراتها المتبادلة على حركة الصراع الطبقي محليا وعالميا حتى يتسنى تلمس سبل التغيير وتركيم كل مقومات القوة عبر النضال .. في نفس ذاك الزمن يكون "أشباه الثوريين" في مسعى حثيث لقولبة الواقع على مقاس نظرتهم المثالية المنبتة.
من جديد إن النظرة المثالية هي ديدنهم في التحليل والتعامل مع الظواهر، فمع القفز على الوقائع والبعد عن التحليل الملموس للواقع الطبقي وواقع الأمة والعجز عن تحديد معسكر الأصدقاء ومعسكر الاعداء تجد "أنصار الديمقراطية الجديدة" عَبَدَة مخلصين لنظرية الإثنين يندمجان في الواحد. ونتيجة لفهمهم القاصر لظاهرة الدّين ليصبح أيديولوجية الإقطاع لا كل الطبقات المستغِلة (رغم حديثهم النظري عن ذلك) وتعميم صفة الإقطاع على كل التيارات الاسلامية فلا يقرون بالتالي بأن الدين هو أيضا جزء من أيدولوجية البرجوازية الوطنية فإنهم لن يصلوا إلا إلى مثل هكذا نتائج.
إن بُعْدَ هذه المجموعة عن الواقع العربي يسقطها سريعا مع أول اختبار عملي في هاوية التروتسكية والتحريفية. إن عدم التبنـي العملي والجوهري للم. الل. الم. هو ما يجرهم لهكذا منزلقات.
إن من الثورات البارزة في عالمنا اليوم، إضافة إلى الثورة في بيرو، والتي لا تقف اسهاماتها عند حد المواجهة مع الأعداء الإمبرياليين وأعوانهم لتشمل الدفاع الجدّي والمستميت عن فكرنا الخلاق الم. الل. الم. أمام كل مظاهر الردة عن الخط الماوي السديد نذكر ثورة الهند والتي يخوضها ببسالة ماويون في طليعتهم الحزب الشيوعي الهندي (الماوي) الذي وفي أول حوار صحفي مع أمينه العام غاناباتي نجده يعرض موقف هذا الحزب المناضل من التيارات الاسلامية حيث وفي إجابته عن سؤال حول تقييم الهجمات التي قام بها من يسمّون بـ"الجهاديين"، وهم من الاسلاميين، سنة 2008 يقول الأمين العام للحزب الشيوعي الهندي (الماوي):
"لاحظ أن الحركات الجهادية لها مظهر مزدوج : جانب مناهض للإمبريالية من جهة، ورجعي على المستوى الاجتماعي والثقافي من جهة اخرى. إن حزبنا يدعم النضال المناهض للإمبريالية للبلدان والشعوب المسلمة في نفس الوقت الذي ننتقد فيه الجانب الرجعي للأيديولوجية والرؤية الاجتماعية للأصوليين الاسلاميين.
وحدها قيادة ماوية قادرة على أن تضمن توجيها سليما للنضال المناهض للإمبريالية وتحقيق وحدة الصف بين المسلمين وأتباع الديانات الاخرى. إن التأثير الأصولي سوف يتضاءل بالتوازي مع نمو تأثير الشيوعيين الثوريين وقوى ديمقراطية أخرى على الجماهير المسلمة. كشيوعيون ثوريون نحن نناضل بصفة مسترسلة من أجل الحد من تأثير الأيديولوجية والتصور الظلامي للملالي على الجماهير المسلمة في نفس الوقت الذي نتحد مع كل الذين يقاتلون العدو المشترك لكل شعوب العالم أي الامبريالية وخاصة الإمبريالية الأمريكية."(22)
إن تاريخ الحط الم. الل. الم. منذ وجود نواتاته الأولى هو تاريخ الصراع ضد الرؤى التروتسكية والتحريفية، إنه تاريخ الصراع بين الخطين، حقق خلاله الرفاق انتصارات كما منينا بانتكاسات قاسية ومؤلمة.. على امتداد ما يقارب الأربعون سنة كان الصواب في الممارس يدعم ويصارع من أجله إذ استشرت قوى الردة لوأد المنجزات النظرية والعملية.. لم ندَّعِ ولو مرة واحدة أن التجربة معصومة من الأخطاء كما لم يقع نفي تلك الأخطاء أو النواقص التي حتما حتما ستتواجد طالما تواجد الصراع الطبقي ولكن بقدر ما نتفطن كماويون في الوطن العربي لأخطائا وتفهم أسبابها ونسعى إلى تصحيحها بقدر ما يتحتم علينا صيانة المكاسب والتصدي لكل من يتستر على هذه الأخطاء ليعيد النظر في الخط العام أو حتى في المبادئ نفسها. وفاء لرفاق لنا عظام في ساحات القتال سقطوا .. لونوا بدمائهم رايتنا الخفاقة ... بدمائهم أضاءوا وهج شعلــــتنا الوهاجة .. شعلة لن تطفأها أبدا أبدا ريح التصفية .. ريح الردّة والخيانة ..
لقد ناضل ماو بشراسة من أجل الدفاع عن الماركسية اللينينية وتطبيقها الخلاق على واقع المستعمرات وأشباه المستعمرات ولفرض طريق الديمقراطية الجديدة ودور الفلاحين في وجه كل العصابات الرجعية من امبريالية وتحريف وانتهازيين وتروتسكيين فوصم بكل النعوت ومنها الشعبوية ويخوض الخط الم. الل. الم. في الوطن العربي صراعا شرسا من أجل الدفاع عن خط الثورة الديمقراطية الجديدة وعن خط حرب الشعب طويلة الأمد العربيتين فيوصم بالقومجية المتمركسة .. فمرحبا بالشعبوية إذا كانت هي الماوية ومرحبا بالقومجية المتمركسة إذا كانت هي التطبيق العملي للم. الل. الم. رئيسيا الماوية على واقع أمتنا العربية.

فلننبذ كل الأوهام .. ولنجرؤ على خوض الصراع ضد كل خط هدام .. ولنهب للنضــــال
ولنرفع عاليا راية الماركسية اللينينية الماوية






تونس - 7 مارس 2011




ملحق عــ1ــدد : وثيقة تاريخية للخط الم. الل. الم. : "من أجل حرب شعبية طويلة الأمد بالوطن العربي" (15/05/1988)






الهوامش:

(1) كراس "التروتسكية تيار مضاد للشيوعية"
(2) "الغنوشي وقائد السبسي وجهان لعملة واحدة" بيان "أنصار الديمقراطية الجديدة" 28 فيفري 2011.
(3) بيان تشكيل "الجبهة الوطنيّة الديمقراطيّة الشّعبيّة" بتاريخ 23 جانفي 2011 وتألفت من مجموعات : "الوطنيّون الديمقراطيون الماركسيّون اللينينيون" - "أنصار الدّيمقراطيّة الجديدة" - "الوطنيّون الديمقراطيون" - "الماركسيون اللينينيون الماويون".
(4) "الغنوشي وقائد السبسي وجهان لعملة واحدة" بيان "أنصار الديمقراطية الجديدة" 28 فيفري 2011.
(5) لينين : "الثورة البروليتارية والمرتد كاوتسكي".
(6) «مسائل الحرب و الاستراتيجية»، نوفمبر 1938، الأعمال المختارة المجلد الثاني.
(7) "حزب العمل الوطني الديمقراطي من الشرعوية الى الانتهازية" محمد علي الماوي، من موقع الحوار المتمدن 25/02/2011
(8) بيان تشكيل "الجبهة الوطنيّة الديمقراطيّة الشّعبيّة" بتاريخ 23 جانفي 2011.
(9) «مسائل الحرب و الاستراتيجية»، نوفمبر 1938، الأعمال المختارة المجلد الثاني
(10) أنجلز من مقالة "بصدد السلطة"
(11) بيان تشكيل "الجبهة الوطنيّة الديمقراطيّة الشّعبيّة" بتاريخ 23 جانفي 2011.
(12) راجع نص "التيار التصفوي في تونس من المزايدة الى الانهيار" (محمد علي "الماوي" موقع الحوار المتمدن 28/02/2011).
(13) "حول الدعوة لانتخاب المجلس التأسيسي في تونس" 5 مارس 2011.
(14) راجع نص "التيار التصفوي في تونس من المزايدة الى الانهيار" (محمد علي "الماوي" موقع الحوار المتمدن 28/02/2011).
(15) ستالين "حول المسألة القومية".
(16) راجع نص "التيار التصفوي في تونس من المزايدة الى الانهيار" (محمد علي "الماوي" موقع الحوار المتمدن 28/02/2011)..
(17) ماو تسي تونغ "من فلنعارض النشاط الاستسلامي".
(18) نفس المصدر السابق.
(19) ماو تسي تونغ "حول الديمقراطية الجديدة".
(20) نفس المصدر السابق
(21) نفس المصدر السابق
(22) راجع http://csrinde.wordpress.com/premiere-interview-ganapathy-secretaire-general-pci-maoiste
























ملحق عـــ1ـــدد

وثيقة تاريخية للخط الم. الل. الم. : "من أجل حرب شعبية طويلة الأمد بالوطن العربي" (15/05/1988)


تمهيد :
نضع هذه الوثيقة التاريخية بين أيدي جموع القراء والمناضلين للوقوف على حقيقة المواقف المتبناة من قبل الم. الل. الم. الحقيقيين بتونس في تلك المرحلة ردّا على كل الأطروحات التروتسكية والتحريفية والتي كان قد تم الحسم معها وطردها وتعريتها آنذاك والتي تحاول اليوم تزييف تاريخ ذلك الخط المناضل مازجة عن جهل أو عن عمد بين جوهر الموقف الم. الل. الم. من جهة وبين مواقف التيار اليميني التصفوي من جهة أخرى.
نضع بين أيدي المناضلين هذه الوثيقة مثلما تم نشرها في تلك الحقبة مع المحافظة على كل ما استعمل بها من مصطلحات ومواقف مع الاشارة أن الخط الم. الل. الم. قد تبنى عمليا الماوية كمرحلة ثالثة أرقى في مسار تطور الماركسية اللينينية وذلك سنة 1989 وقام من خلال عدة تظاهرات مركزية على الساحة الطلابية وغيرها بإبراز هذا التحول النوعي في رؤيتنا لأيديولوجيتنا الخلاقة ونقد وتجاوز استعمال مصطلح ماركسية لينينية – فكر ماو تسي تونغ.


من أجل حرب شعبية طويلة الأمد بالوطن العربي

تشهد فلسطين انتفاضة شعبية عارمة ضد الاستعمار الاستيطاني الصهيوني ويشهد الوطن العربي حركة تململ للجماهير العربية مساندة لهذه الانتفاضة ويبقى الغائب الأكبر هو الحزب الشيوعي الماركسي اللينيني بالوطن العربي القادر على السير بكل النضالات حتى انتصار ثورة التحرر الوطني الديمقراطي والوصول إلى بناء السلطة الديمقراطي الشعبية المتحولة نحو الاشتراكية والشيوعية.
إنه حين تقفز إلى السطح الانتفاضة في فلسطين ضد الكيان الصهيوني تقفز إلى السطح كافة أوجه نضال الشعب العربي بكافة أرجاء الوطن العربي، كما تقفز الحلول الإستسلامية مرة أخرى تقدمها هذه الامبريالية أو تلك لإجهاض الانتفاضة (مشروع شولتز الأمريكي أو مشروع المؤتمر الدولي السوفياتي).
إنه حين يتصاعد نضال الجماهير في فلسطين تتكالب الامبريالية وأدتها الصهيونية وعملائها لإجهاض هذا النضال وهذه الانتفاضة والحيلولة دون تحولها إلى حرب استنزاف للكيان الصهيوني وللإمبريالية وللأنظمة العميلة والحيلولة دون التقائها مع حرب العصابات في القطر اللبناني ومع مختلف أوجه النضال في الأقطار العربية الأخرى.
إن الأعداء يحاولون أن يمنعوا اندلاع الشرارات هنا وهناك حتى لا تحرق السهل (كما يقول ماو) وحتى لا تعبأ الجماهير العربية في حرب شعبية طويلة الأمد ضد أعدائها وحنى لا تنجز الثورة الوطنية الديموقراطية بقيادة حزب شيوعي ماركسي لينيني واحد (يقود الثورة).
1) الامبريالية وأداتها الصهيونية والطبقات الرجعية العربية أعداء الشعب العربي:
توجهت الامبريالية مبكرا إلى الوطن العربي، تنهب خيراته وتجهض انجاز الثورة الديمقراطية البرجوازية فيه قبل 1917 ثم لتجهض انجاز الثورة الوطنية الديمقراطية العربية كجزء من الثورة الاشتراكية العالمية اذا توفرت لها قيادة الحزب الشيوعي الماركسي اللينيني العربي الواحد.
لقد تسرب الاستعمار الاوروبي للوطن العربي منذ نهاية القرن الثامن عشر حين كان مجمل الوطن العربي يرزح تحت الاستعمار العثماني الاقطاعي المتخلف. وواجه هطا الاحتلال الاوروبي انتفاضات الفلاحين العديدة بالحديد والنار. كما واجه كل نمو اقتصادي وطني أو تطور للتجارة العربية مقابل تنشيط التجارة الاستعمارية الاوروبية والتغلغل الاقتصادي وضرب جنين الصناعة الوطنية ةنهب المواد الأولية.
وواجه الاستعمار أول محاولة لتوحيد أجزاء من الوطن العربي قام بها محمد علي المصري انطلاقا من مصر في مطلع القرن 19 في اتجاه الشام آنذاك (سوريا وفلسطين والاردن ولبنان حاليا) والجزيرة العربية والسودان.
لقد شد الاستعماريون الاوروبيون أزو الاقطاعيين العرب والاتراك (العثمانيين) وخلقوا طبقة البرجوازية الكمبرادورية المحلية لتشكل إلى جانب الاقطاعيين ركيزة التحالف الرجعي الطبقي الخادم للإمبريالية.
لقد واجهت الجماهير العربية وأساسا الفلاحين (بحكم الغياب شبه الكلي للطبقة العاملة وجنينيتها) التسرب والاحتلال الاستعماريين ففي الجزائر التي احتلت سنة 1830 واجه الفلاحون بقيادة الامير عبد القادر الجزائري فلول الاستعمار الفرنسي (وقد تحدث عن ذلك ماركس وأنجلس) ونظموا حرب العصابات لمدة سنوات اعتمدت الكر والفر، الهجوم والدفاع. فانهكت الاستعمار الفرنسي الا أنه تمكن في النهاية من اجهاض هذه الحرب الوطنية الكبيرة وسحق جيش الفلاحين. ورغم تجدد هذه الحرب الوطنية في السبعينات من القرن الماضي بقيادة المقراني فأن مصيرها لم يكن بأحسن من مصير الثورة الأولى.
وفي تونس واجه الفلاحون التسرب المالي الاوروبي والاضطهاد الاقطاعي المحلي بثورة 1864 التي اتخذت أيضا شاكلة حرب عصابات وانتفاضة شعبية عامة.
وما ان دخل الجيش الاستعماري الفرنسي للقطر التونسي سنة 1881 حتى واجهت قوات من الفلاحين وبعض الفرق المنسلخة عن جيش النظام الملكي الباياتي المستسلم. وقد تواصلت المناوشات الى حد 1883.
أما في مصر فقد دخل الاستعمار البريطاني سنة 1882 وواجهته قطاعات من الجيش بقيادة عرابي وجماهير الفلاحين وقد تكبد الجيش البريطاني خسائر فادحة.
هذا اضافة إلى المواجهات وانتفاضات الفلاحين الكبيرة في الشام والعراق. غير أن هذه النضالات كانت محدودة في الزمن والطاقات وكانت في مجملها تحت قيادة اقطاعية مستنيرة أو وطنية حاولت المواجهة المحدودة للإمبريالية والتصدي لاغتصاب الارض في حين لم تكن الطبقة العاملة إلا طبقة حديثة النشوء وجنينية وبالتالي لم يكن بإمكانها تاريخيا أن تقود هذه النضالات وتسير بها نحو النصر,
ان زحف الامبريالية على الوطن العربي تزايد باحتلال الامبريالية الايطالية للقطر الليبي في 1911 واحتلال الجيش الفرنسي للقطر المغربي في 1912.
وما ان حلت الحرب الامبريالية الاولى حتى استكملت الامبريالية وخاصة البريطانية والفرنسية تقاسم ما بقي من الوطن العربي أي المشرق العربي بواسطة معاهدة سايكس بيكو المعقودة في ماي 1916 والقاضية باحتلال فرنسا لسوريا ولبنان واستحواذ بريطانيا على العراق وفلسطين وتشكيلها لدولة الاردن الرجعية على الضفة الشرقية لتهر الاردن واقامتها لحدود مصطنعة لبن هذه الأقطار.
وفي 22/11/1917 أصدرا بريطانيا "وعد بلفور" المشؤوم الذي نصت فيه الامبريالية البريطانية على أنها ستقوم بتوطين صهاينة العالم في فلسطين.
وكان هذا الوعد بداية تركيز الكيان الصهيوني المصطنع بعد أن قررت الحركة الصهيونية العالمية نهائيا أن تكون فلسطين موقع هذا الكيان بعد مختلف المحاولات في اوغندا والارجنتين واجزاء من الوطن العربي وغيرها. وهكذا تصاعد بعد 1917 تهجير الصهاينة من مختلف انحاء العالم لإرساء قاعدة امبريالية في قلب الوطن العربي تؤبد الحضور الامبريالي وتفصل غرب الوطن العربي عن شرقه وتعزز تجزئته وتجهض كل إمكانيات الثورة الوطنية الديمقراطية العربية بقيادة حزب شيوعي ماركسي لينيني عربي واحد.
2) ثورة أكتوبر وبروز الأحزاب الشيوعية العربية
لقد مثل انتصار ثور أكتوبر الاشتراكية العظمى سنة 1917 منعرجا حاسما في تاريخ البشرية افتتح عصرا جديدا هو عصر انهيار الإمبريالية وانتصار الثورة الاشتراكية. وأعطت ثورة أكتوبر دفعا لنضال البروليتاريا العالمية ونضال كافة الشعوب والأمم المضطهدة (فكانت ثورة المجر وألمانيا ومايو في الصين) كما قامت السلطة السوفييتية لفضح معاهدة سايكس بيكو السرية التي كان النظام القيصري يحتفظ بنسخة منها في خزائنه. وقد ساهم هذا الفضح في انفجار غضب الجماهير العربية وثورتها في سوريا والعراق وفلسطين إضافة إلى ثورة مصر في 1919.
وشكلت هذه النضالات اضافة لتوسع الطبقة العاملة العربية وبروز الاضرابات والنقابات قاعدة لبروز الاحزاب الشيوعية العربية.
فبرز سنة 1920 الحزب الاشتراكي في مصر الذي تحول سنة 1923 الى الحزب الشيوعي المصري وقاد اضرابات ومظاهرات الاسكندرية سنة 1926.
كما نشا الحزب الشيوعي في فلسطين سنة 1919 وانضم الى الأممية الثالثة سنة 1924 وبني على اساس مواقف خاطئة فادحة عمل على تصحيحها سنة 1931بدفع من الأممية الشيوعية، وقبل ان ينسلخ عنه الحزب الشيوعي الاردني.
كما تأسس في 1924 الحزب الشيوعي في سوريا ولبنان قبل أن ينقسم إلى الحزب الشيوعي اللبناني والحزب الشيوعي السوريالذي انضم إلى الأممية الثالثة سنة 1928.
كما شهدت هذه الفترة نشأة الحزب الشيوعي العراقي اعتد حزب شيوعي عربي.
أما في المغرب العربي فان الحركة الشيوعية والأحزاب والحلقات التي تكونت لم تقدر عن الانفصال على الحزب الشيوعي الفرنسي الذي كانت توجهه نظرة خاطئة تجاه المستعمرات مما جعل هذه الأحزاب لا تخرج يومها عن الانحرافات الانتهازية خاصة في المسالة الوطنية والمسالة القومية ومسالة الفلاحين والمسالة العسكرية الخ...
انه بالرغم من تكون أحزاب شيوعية في مختلف الأقطار فإنها لم تقدر على قيادة نضالات الجماهير ولم تكرس قيادة الطبقة العاملة للثورة وذلك يرجع بالأساس إلى الانحرافات التي سقطت فيها هذه الأحزاب والتي أدت بها في آخر المطاف إلى السقوط في مستنقع التحريفية الخروتشوفية والتحول إلى طابور خامس للإمبريالية السوفياتية.
لقد عجزت الأحزاب الشيوعية على الفهم السليم للواقع العربي باعتباره وطنا واحدا مجزأ تقطنه امه عربية واحدة مضطهدة بها طبقة عاملة عربية واحدة وتتطلب أدوات تنظيمية واحدة هي حزب شيوعي عربي واحد وجبهة وطنية ديمقراطية واحدة وجيش احمر شعبي واحد وحرب شعبية طويلة الأمد واحدة.
وقد أدى إهمال المسالة القومية والسقوط في القطرية إلى إهمال الريف والفلاحين والاقتصار على المدن والبروليتاريا في أشكال الإضرابات والمظاهرات والانتفاضات وترك الشكل الرئيسي للنضال في بلد مستعمر وشبه مستعمر وشبه إقطاعي أي الحرب الشعبية والشكل الرئيس للتنظيم أي الجيش الشعبي.
وقد أدى كل هذا إلى تهميش هذه الأحزاب حتى في احسن فترات إشعاعها وانصهارها وسهولة سقوطها في اليمينية والسلمية وقبولها في 1947 قرار تقسيم فلسطين وقيام الكيان الصهيوني مما شكل ضربة للشيوعية في الوطن العربي مازالت تعاني منها الحركة الماركسية اللينينية إلى حد الآن.
3) الوطن العربي فترة ما بين الحربين
اشتد الصراع الإمبريالي في هذه الفترة على الوطن العربي ودخلت معاهدة سايكس بيكو الاستعمارية حيز التنفيذ بالحديد والنار وزحف الجيش البريطاني والفرنسي واستعانا بقيادات برجوازية كمبرادورية وإقطاعية محلية إضافة إلى تقديم المعونة إلى عصابات المستوطنين الصهاينة في فلسطين..
لم تمنع سياسات التجزئة الشعب العربي من التصدي للإمبريالية وعملائها وقد شهد هذا التصدي عدة مرات شاكلة موحدة. ففي المغرب الأقصى قامت حرب عصابات سرعان ما تطورت على قيام "جيش صغير" من الفلاحين بقيادة الأمير عبد الكريم الخطابي توصل إلى الإطاحة بالوجود العسكري الإسباني المباشر بمنطقة الريف المغربي وتوجه ليطيح بالوجود العسكري الإمبريالي الفرنسي في مناطق اقصى المغرب العرب (المغرب الأقصى حاليا) التي أصبحت مناطق محررة لفترة معينة غير أن غياب حزب شيوعي قائد وإسراع الإمبرياليتين الفرنسية لتوحيد جهودهما ساعد على القضاء على ثورة الفلاحين هذه ومنعها من الامتداد إلى مناطق أخرى من المغرب العربي. وتعتبر هذه التجربة غنية جدا بدروسها في حرب العصابات خاصة في مناطق ريفية متاخمة للصحراء. وقد سبق لماو تسي تونغ أن قال أمام وفد من الثوار العرب : "إضافة لفهم حرب الشعب طويلة الأمد انتم لكم تجربة في ثراء تجربة عبد الكريم الخطابي عليكم استخلاص الدروس منها".
كما شهدت الأقطار العربية في المشرق في العشرينات مواجهات للاحتلال الإمبريالي فقد لاقت القوات الفرنسية أثناء احتلالها للقطر السوري واللبناني مقاومة عنيفة دهب ضحيتها الآلاف من أبناء الشعب واشتركت فيها مختلف الطبقات والفئات الشعبية كما تحولت المواجهات أثناء اجتياح القوات الإنجليزية للعراق إلى حرب عصابات شملت سوريا والقطر الفلسطيني والعراقي قوامها الفلاحون خاصة.
اندلعت مظاهرات وإضرابات شارك فيها العمال والبرجوازية الصغيرة والوطنية. وتقدم هذه الفترة تجربة غنية في حرب العصابات والانطلاق من الأرياف للانقضاض على عصابات الصهاينة والامبرياليين في المدن وكيفية التسلح الخ...
وقد كانت هذه النضالات تحدث بصورة موحدة في اكثر من قطر غير عابئة بالحدود المصطنعة ولم تواكب الأحزاب الشيوعية العربية آنذاك، نضالات شعبنا العربي ولم تقدها وكانت في اغلب الأحيان تنزلق منزلقات قطرية أو تشترك في نضالات جزئية وفي المدن وبشاكلة سلمية فلا تعبأ بالمسألة الوطنية وتعزل الطبقة العاملة عن حليفها الاستراتيجي ولا توليها أية لفتة للثورة المسلحة.
أما في القطر الليبي فقد شهدت العشرينات والثلاثينات مواجهات عنيفة بين الفلاحين بقيادة عمر المختار وبين الفاشيين الإيطاليين اتخذت شاكلة حرب عصابات كثيفة ومتميزة بتجربتها بحكم خوضها في الصحراء الليبية القاحلة. وقد سددت هذه الحرب الضربات العنيفة للغزاة الفاشست الذين اقترفوا ابشع المجازر الجماعية في حق المقاتلين والأطفال والنساء والشيوخ. ولنفس العوامل السابقة انطفأت شعلة هذه الحرب إذ لم يوجد حزب شيوعي في ليبيا.
لم تتمكن هذه المواجهات في الوطن العربي من أن تتوحد في جبه نضالية واحدة وان تخلق جيشا من العمال والفلاحين لأن الأداة الموجدة القادرة على القيام بهذا الدور كانت مفقودة وحلت محلها أدوات مشتتة (أحزاب قطرية) كانت تعج بالإنحرافات والمواقف الخاطئة جعلها مهمشة على هذه النضالات الزاخرة التي لا تنضب.
لقد انحصرت الأحزاب كل واحد في قطره كما انحصرت في بعض مجالات النشاط الجماهيري خاصة أن فترة ما بين الحربين شهدن بروز الحركة النقابية في مختلف الأقطار وقيام الطبقة العاملة بمئات الإضرابات البطولية والنضالات التي لا تنتهي ولكن التواجد في هذه النضالات والمواقع في المدن وفي منظمات أخرى وحركات جماهيرية كالمرأة والشبيبة والمثقفين لم يكن كافيا لإحداث التغيير الجذري الثوري للمجتمع بقيادة الشيوعيين.
4) الوطن العربي ما بعد الحرب العالمية الثانية
بحلول الأربعينات، انطفأت جذوة الثورة هنا وهناك وعاشت الجماهير حالة قمع وإرهاب في ظل قوانين الطوارئ والحرب مما مكن الإمبرياليات من ترسيخ أقدامها اكثر وخنق كل نضالات تبرز في المهد. وتمكن الصهاينة من توسيع حضورهم الاستيطاني في فلسطين من خلال موجات الهجرة الصهيونية المنظمة ومن خلال تشكيل العصابات الصهيونية المسلحة مثل "الهاغاناه" و "الارغون" تقتل وتذبح العرب وتحتل الأرض والعمل وكل شيء.
وكانت الإمبريالية العالمية وأداتها الحركة الصهيونية العالمية تغدق على الصهاينة في فلسطين الأسلحة والأموال والتجهيزات والمعلومات وكان الجيش البريطاني مسخرا لخدمة المشروع الصهيوني في فلسطين.
وما أن حطت الحرب العالمية الثانية أوزارها حتى دخلت الإمبريالية في المرحلة الختامية لتنفيذ خطتها الجهنمية فأسقطت ما قامت به النازية تجاه اليهود - واحيانا حتى بالتعاون مع الحركة الصهيونية والوكالة اليهودية العالمية – للتظاهر بتصحيح المظلمة بنقل اليهود دفعة واحدة إلى فلسطين وتنصيبهم مكان الشعب العربي الفلسطيني أصيل هذا القطر. وبدأت الإمبريالية الأمريكية التي أصبحت آنذاك زعيمة المعسكر الإمبريالي تستعمل الحركة الصهيونية كأداة بيدها رئيسيا. وعملت كل المناورات والضغوطات بالاشتراك مع الإمبريالية البريطانية - التي اضطرت للانسحاب من فلسطين – عللا فرض قرار تقسيم فلسطين في 29/11/1947من خلال الأمم المتحدة.
وانتقل تكريس هذا التقسيم بالمجازر الدموية الفظيعة التي شنتها عصابات المستوطنين، وقام الجيش البريطاني بالانسحاب من فلسطين مسلّما تجهيزاته وأسلحته ووثائقه فضلا عن المئات من جنوده للصهاينة وهكذا اعلن في 15/05/48 (منذ 40 سنة بالضبط) ما سمي باطلا بقيام دولة "إسرائيل" المزعومة أي قيام الكيان الصهيوني البغيض اللا مشروع.
لقد واده الشعب العربي مقدمات الاعلان عن الكيان الصهيوني بحرب عصابات ضروس في فلسطين شارك فيها العمال والفلاحون اساسا اضافة إلى الاضرابات والمظاهرات التي كانت دروتها ثورة 1936 بفلسطين حيث دام الاضراب العام 6 أشهر. وقد كانت حرب العصابات التي تلت الحرب العالمية الثانية هي الامتداد لحرب العصابات المعلنة في 1936 وتوجه الالاف المتطوعين العرب من كافة الافطار العربية فيما بين 1947/1948 للتصدي لاغتصاب فلسطين والمشاركة في القتال بإمكانياتهم المتواضعة دفاعا عن الارض التي تغتصب جزءا جزءا. غير ان تكالب الامبريالية وأداتها الصهيونية ومؤامرات الخونة العملاء الكمبرادوريين والاقطاعيين العرب أجهضت هذا النضال، ففي الوقف الذي كانت العصابات الصهيونية تتقهقر تدخلت جيوش الحكام الكمبرادوريين – الاقطاعيين من أمراء وملوك لتعطل مقاتلة العدو ولتنسحب فيما بعد تاركة الأرض للصهاينة. غير أن ذلك لم يفتَّ من عزم شعبنا، فقد نظم الشعب نفسه مرة أخرى ولكن بقيادات غير بروليتارية في فترة مدّ جديدة عرفها الوطن العربي في الخمسينات والستينات.
لقد شهد نضال الطبقة العاملة إثر الحرب العالمية الثانية نهوضا جديدا فعادت الاضرابات للتنامي وأعيد بناء الحركة النقابية في جل الاقطار العربية وعادت الاحزاب الشيوعية للعمل ولكنها كانت قد ازدادت يمينية.
وتحولت اليمينية إلى موقف خياني تاريخي بسبب اعترافها بتقسيم فلسطين وقبول الكيان الصهيوني وهذا يعني تكريس القطيعة النهائية بين هذه الاحزاب والشعب والتحاقها بصف التحريفية والأعداء.
لذلك شهدت الاربعينات مزيد التراجع على مستوى الحركة الشيوعية العربية رغم تنامي نضال العمال مما جعل النضالات تفتقد مرة أخرى لقيادة طليعية ومما جعل الكفاح الوطني التحرري يندلع بمعزل عن الشيوعيين وبدون اشتراكهم فضلا عن قيادتهم له.
ففي المغرب العربي اندلعت حرب العصابات التحررية في المغرب وتونس في بداية الخمسينات في حين انطلق الكفاح المسلح في الجزائر في 1/11/1934.
وتكونت جيوش تحرير صغيرة بلغ تعدادها في تونس مثلا 40 ألفا وكانت هذه الجيوش تعد نفسها للانصهار النضالي في جيش تحرير واحد يضم منطقة المغرب حيث كان الثوار ينتقلون بقطع النظر عن الحدود المصطنعة وكانت هذه الجيوش الوطنية تتلقى الدعم الواضح من النظام المصري عي عهد عبد الناصر حيث تشترك فيه البرجوازية الوطنية التي طرحت شعار التحرر من الامبريالية وتحقيق الوحدة. وقد شعرت الامبريالية الفرنسية بخطورة الوضع في المغرب العربي فلجأت إلى مناورة "الاستقلال" الكاذب للمغرب وتونس لمواصلة الهيمنة الامبريالية شبه الاستعمارية وللانفراد بالنضال المسلح في الجزائر الذي شهد تناميا كبيرا وقد بلغ عدد الشهداء في حرب التحرير الجزائرية 1.5 مليون شهيد.
وحتى يقع اجهاض النهوض الوطني - حتى وان كان مفتقدا للقيادة الشيوعية – وخاضعا لقيادة البرجوازية الوطنية المدودة الافق فإن الامبريالية باتت تخطط لإسقاط النظام المصري الناصري خوفا على مصالحها وخوفا من انفجار الوضع ي أقطار أخرى.
فقد قامت الامبريالية الفرنسية والبريطانية بالاشتراك مع القوات الصهيونية بعدوان ثلاثي سنة 1956 على مصر بعد اعلان عبد الناصر تاميم قناة السويس الخاضعة لبريطانيا. وقد واجهت الجماهير وكذلك الجيش هذا العدوان الغادر وحرته، مما زاد في دفع المد الوطني فصعدت شرائح البرجوازية الوطنية للسلطة في كل من سوريا والعراق (بعد انقلابات) وفي الجزائر (بعد انتصار حرب التحرير) كما اندلعت حرب عصابات واسعة في الخليج العربي اطاحت بنظم اقطاعية بالية في اليمنين الشمالي والجنوبي وهددت نظام القرون الوسطى بالسعودية ومصالح الامبريالية هناك على مشارف منابع النفط.
كما ابتدأ في 1/1/1965 العمل المسلح لمنظمة التحرير الفلسطينية. لقد عاش الوطن العربي في فترة نهوض من مغربه إلى مشرقه تميز بالدوس الواضح للحدود المصطنعة بين اقطار المغرب او اقطار الخليج او بين فلسطين وما يجاورها.
ان هذا النضال التحرري ادى لتصفية النظام الاستعماري القديم ولكن عرفت الامبريالية كيف تستبدله بهيمنة امبريالية اخرى في حين بقي الاحتلال الصهيوني في فلسطين وبقي احتلال النظام الاثيوبي ومن ورائه الامبريالية الامريكية لأريتريا وبقي الاحتلال الاسباني للصحراء الغربية وسبتة ومليلة.
وإذا كان عجز الأحزاب الشيوعية في العشرينات والثلاثينات ترك القيادة للقوى الوطنية وللأقطاع المستنير فان خيانة هذه الاحزاب والتحاقها بالتحريفية الخروتشوفية جرد الجماهير من قيادة تسير بالثورة حتى النهاية وفسح المجال امام تزعم البرجوازية الوطنية ذات الطبيعة والافاق المسدودة بحكم استحالة سيرها بالثورة الوطنية الديمقراطية في الوطن العربي نحو النصر النهائي لان عصر البرجوازية قد ولى منذ 1917 وحل محله عصر الثورة الاشتراكية واندحار الامبريالية، عصر قيادة البروليتاريا للثورات بما فيها الثورات الديمقراطية الجديدة (أو الوطنية الديموقراطية) التي تحولت إلى جزء من الثورة الاشتراكية العالمية.
لقد كان لخيانة الاحزاب الشيوعية العربية وانحرافها الدور المدمر على نمو الشيوعية في الوطن العربي وعلى الجماهير، مازالت تعاني منها الحركة الماركسية اللينينية العربية الفتية حتى الان، يضاف لها الهجوم الامبريالي الصهيوني الرجعي والردة الظلامية الاخوانجية والحصار التحريفي والتروتسكي مما جعل المعارضة للإمبريالية الامريكية توظف لخدمة الامبريالية السوفياتية الا في حالات صعبة.
5) حرب 1967
شنت الامبريالية حربا بواسطة الكيان الصهيوني في حزيران – جوان 1967 قامت بموجبها باحتلال باقي فلسطين واحتلال سيناء من مصر والجولان من سوريا مسددة ضربة قوية للجيشين المصري والسوري.
وهكذا ازداد اتساع الكيان الصهيوني الاستعماري وبدأ وكان حلم الامبريالية في هلق الكيان الصهيوني يمتد من النيل إلى الفرات قد بدا يتحقق اعتمادا على فكرة يهودية من التاريخ القديم تم اخرادها في ثوب صهيوني حديث لتبرير الاحتلال.
وحاول الاعداء من خلال الضربة الموجهة للبرجوازية الوطنية ضرب المد الوطني واسقاط بعض الانظمة وفرض الاستسلام القومي وفرض الاعتراف بالكيان الصهيوني كـ"أمر واقع" ومحاولة محاصرة نمو بذور اية حرب شعبية طويلة الامد خاصة بعد أن بدأ التوجه نحوها اثر الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى في الصين وانتشار فكر ماو وبروز الطبقة العاملة القيادي من جديد اثر بروز عجز البرجوازية الوطنية في 1967، فبدأ نشوء الحركة الماركسية اللينينية العربية في مطلع السبعينات وخاصة في تونس والمغرب، في حين تميزت تجارب المشرق العربي ببروز منظمات تتحدث باسم الماركسية اللينينية وتستفيد من فكر ماو ولكنها لم تكن منظمات ماركسية لينينية – حقيقية مثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الشعبية لتحرير ظفار (التي اقامت مناطق حمراء محررة في عمان جنوب البحرين العربية) والجبهة الشعبية لتحرير البحرين والخليج العربي والجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب بالصحراء الغربية جنوب المغرب اضافة لحركة التحرير الاريترية. كما برزت بعض الجيوب المتأثرة بالماركسية اللينينية في عدد من فصائل حركة التحرير العربية. ولكن غياب الاستقلالية الايديولوجية والسياسية والتنظيمية للماركسية اللينينية وفكر ماو جعل هذه الجبهات تنهار تحت مهاوي الانتقائية والتوفيقية والتعايش بين الخطوط (التحريفية والماركسية اللينينية والغيفارية) في يغيب الشرط الاساسي لقيادة الثورة حتى النصر أي بناء حزب بروليتاري عربي.
وقد عرفت الامبريالية السوفياتية كيف تستغل هذا الوضع معتمدة على انتهازية "نظرية العوالم الثلاث" ثم الردة التحريفية الصينية بعد 1976 ثم الالبانية لتستحوذ على هذه الجبهات وتضرب القوى المتجذرة والوطنية داخلها ولتحولها إلى ذيول للتحريفية السوفياتية وقد تطور الانتعاش الامبريالي السوفياتي إلى حد قيادة الانقلاب الرجعي في اثيوبيا واستعمالها لاحتلال الاراضي العربية الايريترية. إن هذا الهجوم التحريفي المضاد أجهض التجارب الاولى لبروز قوى ماركسية لينينية تلجأ إلى خوض أسلوب الكفاح المسلح واعاد التجارب المسلحة تحت قيادات تحريفية وبرجوازية وطنية في حين بقيت القوى الماركسية اللينينية التي لم تسقط في مستنقع التحريفية والتروتسكية (تونس) منحصرة لحد الآن في تجارب الاعتماد على العمل ف المنظمات الجماهيرية وفي المدن رئيسيا رغم الوعي العميق الهام بالمسألة القومية العربية وأهمية بناء الحزب الماركسي اللينيني ومسألة الريف والشكل الرئيسي للنضال والتنظيم مما يستوجب التقدم العملي في هذا الاتجاه وليس مراجعة الخط أو نسفه أو "الخضوع" للواقع الامبريالي الصهيوني الرجعي.
إن كل المؤامرات الامبريالية وأدواتها وجدت التصدي من طرف الجماهير، فالمعروف ان منظمة التحرير الفلسطينية نشأت سنة 1964 ووجدت من الثورة الصينية بقيادة الحزب الشيوعي الصيني والرفيق ماو كل العون والدعم وخاصة التسلح والخبرة، ولقد نصح الرفيق ماو قادة المنظمة بالاعتماد على الشعب العربي وعلى القيام بمسيرة كبرى نحو تحرير فلسطين ولقد بدأت حرب العصابات في فلسطين منذ 1/1/1965 وتواصلت بعد 1967 خاصة بعد معركة الكرامة البطولية في آذار 1968 وبروز الحديث على قواعد الارتكاز الثورية وحتى الحديث على سوريا باعتبارها مؤخرة لهذه الحرب التي بدأت تقلق الصهاينة خاصة بعد تنامي الوجود المسلح الفلسطيني في الاردن الذي له حدود مع فلسطين تمتد قرابة 700كم.
وقد تصاعدت العمليات الفدائية اليومية لتبلغ في شهر اوت 1970 ما يزيد عن 500 عملية، ما دفع الامبريالية الامريكية إلى تقديم مشروع روجرس للاستسلام فقبله النظام المصري مما شكل ارضية لانقضاض النظام العميل في الاردن في سبتمبر 1970 على المقاتلين الفلسطينيين والمخيمات الفلسطينية. وانتقلت المقاومة إلى لبنان.
وان مثلت حرب أكتوبر 1973 ضد الكيان الصهيوني باشتراك الجيش المصري والسوري وبعض الفرق من الجيوش العربية (الليبي والعراقي والمغربي) انتزاع المبادرة من يد الكيان الصهيوني ومباغتته واحداث هزة عميقة داخله فإنها كانت حربا نظامية غير قادرة على انجاز التحرير لا نها لا تستند إلى حرب الشعب طويلة الامد رغم تصعيد عمليات الفدائيين الفلسطينيين خلف خطوط العدو. إلا أن طبيعة القيادات العربية واهداف النظام المصري خاصة بقيادة العميل السادات رسم لهذه الحرب أن تكون جزئية لتوفير ظروف أفضل للاستسلام.
وقد جعل هذا الخط السياسي والعسكري الصهاينة يقدرون على الالتفاف على هذه الحرب وانقض كيسنجر ليتحول بها من مفاوضات وقف اطلاق النار إلى مفاوضات "خطوة خطوة" وصولا إلى المفاوضات المباشرة.
وقد دخلت الامبريالية السوفياتية على الخط لتحول طوابيرها المتمثلة في الاحزاب التحريفية ونظام اليمن الجنوبي وبعض المنظمات الفلسطينية إلى ادوات مخربة للثورة. كما بدأت الامبريالية السوفياتية تتنافس لأخذ نصيبها من استعمال الكيان الصهيوني ففي حين اغرقت الولايات المتحدة هذا الكيان بالموال والسلاح اغدقت عليه الامبريالية السوفياتية بالبشر احدى المقومات الحيوية استمرار هذا الكيان المصطنع. ففيما بين 1970 و1979 بلغ عدد المهاجرين الصهاينة السوفيات إلى فلسطين 270 ألف (منهم 32 ألفا في 1972 و33600 سنة 1973 و51300 سنة 1979).
كما دخ السوفيات على الخط بمشروع استسلامي لأخذ موطئ قدم في فلسطين فعرضوا مشروع المؤتمر الدولي الذي انعقد لأول مرة سنة 1974 س جينيف ليشكل الغطاء للنظام المصري لمواصلة التفاوض المنفرد الذي توج بإمضاء اتفاقيات مخيم داوود الإستسلامية في مارس 1979.
وأمام انتقال المقاومة الفلسطينية إلى لبنان انتقلت المؤامرات إلى لبنان فتم تفجير الحرب الطائفية في 75/76 وبدأت عمليات التدرب على احتلال لبنان في 1978 و1981 وصولا إلى غزوه في 1982 وحصار بيروت 3 أشهر ومجازر صبرا وشاتيلا وتدخلت إلى جانب الصهاينة القوات الامريكية والاطلسية في لبنان.
الا ان الاحتلال المباشر ولد رد فعل جماهيري عارم ضد الاحتلال فانطلقت حرب العصابات متطورة في جنوب لبنان وفي المدن المحتلة اشتركت فيها القوات الوطنية اللبنانية والفلسطينية ومتطوعون من مختلف الاقطار العربية.
وتجبرت القوات الصهيونية والامبريالية الامريكية والفرنسية على الاندحار خاصة اثر تدمير مقر المارينز (251 قتيل). لقد مثلت هذه التجربة الثورية المسلحة اللبنانية – الفلسطينية في جنوب لبنان (83/88) قاعدة لتمتد العمليات إلى فلسطين حيث تصاعدت الهجومات الفدائية مما فتح الافاق امام الانتفاضة الشعبية العارمة الحالية.
وتلقى هذه الانتفاضة اليوم مختلف اشكال الدعم من الجماهير العربية في مختلف الاقطار (مظاهرات مصادمات).
إن الامبريالية واداتها الصهيونية والطبقات الرجعية والقيادات الفلسطينية المستسلمة والتحريفية تعمل على اجهاض الانتفاضة لتَحُول دون تحولها إلى نواة حرب شعب تلتقي بتدرج مع حرب العصابات في لبنان لتمتد شيئا فشيئا لأقطار اخرى ولا بد هنا من العمل الجاد والدؤوب على خلق حزب شيوعي ماركسي لينيني عربي واحد يقود هذه النضالات الزاخرة ويتحول بها إلى بناء جيش أحمر موحد والى حرب شعبية ثورية واحدة قادرة في الآن نفسه ان تضرب المصالح الامبريالية وقاعدتها العسكرية المتمثلة في الكيان الصهيوني والعملاء المحليين البرجوازية الكمبرادورية والاقطاع الظلاميين.
إن هذه المهمة بناء الحزب الشيوعي الماركسي اللينيني بالوطن العربي تبقى المهمة المركزية للماركسيين اللينينيين في هذا الوطن الواجب ان تتظافر جهودهم من أجل إيجاده ولا شك أن هذه المهمة يجب أن تتم بالتعاون ودعم الحركة الثورية الاممية التي بدأت تولي عناية خاصة بهذه المنطقة العربية الملتهبة منطقة العواصف التي تحتد فيها التناقضات الاساسية في العالم وخاصة التناقض بين الامبريالية والامة المضطهدة والتناقض بين الوحوش الامبريالية الكاسرة.
ان التخريب التحريفي والتروتسكي جعل الحركة الماركسية اللينينية ضعيفة وواهنة القوى تتعرض لحصار شديد يضاف إلى حصار الامبريالية واداتها الصهيونية والأنظمة والاحزاب والتيارات السياسية لمعادية كالظلاميين ولذلك بقي دور الماركسيين اللينينيين هامشيا وضعيفا مما يطرح عليهم استخلاص كل الدروس الكافية وبناء النفس على اساسها بالاعتماد على نقاوة الماركسية اللينينية - فكر ماو ومع فهم الواقع الملموس بالوطن العربي الذي يتطلب بناء حزب طليعة البروليتاريا العربي وقيادة الشكل الرئيسي للنضال (حرب الشعب) والشكل الرئيسي للتنظيم (الجيش الشعبي) (منا يقول ذلك ماو في قضايا الإستراتيجيا في الحرب الثورية الصينية).
إنه بدون الاعتماد على الحقيقة الثورية للماركسية اللينينية فكر ماو وبدون فهم الوضع العربي يستحيل على الحركة الماركسية اللينينية ان تنهض في الوطن العربي.
إن وعينا بذلك وتحويلنا لهذا الوعي إلى ممارسة ولاستعانة بالأممية الثورية سيفسح الطريق أمام مستقبل ثوري مشرق تبزغ فيه شمس الشيوعية على العالم بأسره.

../..
15/05/1988



#نضال_عرماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - نضال عرماوي - ضد التروتسكية .. دفاعا عن الماركسية اللينينية الماوية