أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خدر خلات بحزاني - كيلو بصل بعشيقي للحكومة ولمجلس النواب..!














المزيد.....

كيلو بصل بعشيقي للحكومة ولمجلس النواب..!


خدر خلات بحزاني

الحوار المتمدن-العدد: 3299 - 2011 / 3 / 8 - 12:41
المحور: كتابات ساخرة
    


في أيام الحصار والبؤس في منتصف تسعينيات القرن الماضي، كان ستة من أفراد إحدى العوائل الفقيرة والقريبة لي، من المدخنين الشرهين، ولكون إن جميع أفراد الآسرة من العمالة ودخلهم محدود، فقد لاحظت ربة البيت إن ما يتم إنفاقه على (التتن، التبغ) و دفاتر (اللف) يرهق ميزانية العائلة.. واجتمعت بزوجها وأبلغته بضرورة تقليل عدد المدخنين دعما للاقتصاد الأسري.. واجتمع الأب بأولاده، وتم اتخاذ قرار استراتيجي بترك ثلاثة من أبناءه لعادة التدخين..
وبعد مرور شهر واحد على تنفيذ القرار بحذافيره، اكتشفت ربة البيت إن الذين تركوا التدخين يلتهمون من الخبز والطبيخ ما لا تتحمله ميزانية الأسرة، (لان الذي يترك التدخين تنفتح شهيته للطعام بشكل كبير).. فطلبت عقد اجتماع طارئ بزوجها، وأبلغته فيه إن الوضع ازداد سوءا، وان النفقات ازدادت عن السابق، لان تاركي التدخين الثلاثة يلتهمون كل شيء، وينبغي بهم أن يعودوا للتدخين.. فاجتمع الأب بأولاده ورمى لكل منهم حفنة تتن ودفتر لف، واصدر أوامره: عودوا للتدخين، وهذا أمر غير قابل للنقاش..
هذه القصة حقيقية ومعروفة في منطقتنا..
ما ذكرني بهذه القصة الطريفة والمؤلمة في وقت واحد، هو ما نراه من أعضاء حكومتنا ومجلس نوابنا المنتخبين، والذين يتمظهرون جميعا بمظهر المتعاطف مع مشاكل شعبنا التي تبدأ بالرواتب الخرافية الكبيرة التي يتقاضاها المسؤولين إياهم، وبالفساد الهائل وسوء والخدمات، ولا تنتهي عند قمع الحريات الذي لاحظناه مؤخرا، تحت ذرائع واهية وغير مقبولة في بلد ديمقراطي، تقوده نخب سياسية تبوأت مناصبها عبر التزاوج ما بين صناديق الاقترع والمحاصصة الطائفية والحزبية.
لقد نسي الطاقم الحكومي والطاقم البرلماني، إنهم هُم نصف المشكلة، وان القرارات تصدر منهم، وان تنفيذها أو عدم تنفيذها يعود لهم وحدهم.. بينما نحن عموم الشعب، الذين تحدينا الإرهاب والمفخخات وانتخبناهم، لسنا سوى متفرجين، وننتظر الفرج أو غودو العراقي ليطل براسه علينا ذات يوم..
وكلنا نتذكر وعود النواب في انتخابات آذار 2010 وكلهم كانوا يتباكون علينا وعلى مآسينا وأمراضنا وعللنا التي لا تحصى، وكان كل منهم يدّعي انه يمتلك عصا سحرية ليقلب أمورنا رأس على عقب (أو على جنب على الأقل) وينقلوننا من جحيم البؤس إلى نعيم الرفاهية، وسيحاربوا الفساد بضراوة قل نظيرها..
ولكن، وبعد مرور عام على انتخابهم، ظهر إن (عصاهم السحرية) عاطلة عن العمل وغير فعالة مثل أجهزة كشف المتفجرات، وان ملفات الفساد السابقة تم وضعها في أعلى الرفوف، أو حرقها في مسرحيات نارية سخيفة وتافهة، يقودها مخرجون وممثلون فاشلون..
والآن، وبعدما ملّ الفقراء من الوعود الهوائية الفارغة، وطفح الكيل من رائحة الفساد، وانشق القلب حزنا على الهوّة الكبيرة بين مداخيل 90% من عامة الناس وبين البقية الباقية من النخب الحكومية والبرلمانية، وبعد بدء الاحتجاجات، رأينا المسؤولين والنواب يتقاتلون على خدمة الشعب ويتباكون علينا، وفي نفس الوقت يتقاذفون التهم فيما بينهم، ونحن ما زلنا نتفرج..
ولان أداء وتمثيل بعضهم كان ضعيفا وفاشلا، مثل أداء حارقي ملفات العقود والحسابات المليونية والمليارية تماما، فأنني أتبرع بكيلوغرام من البصل البعشيقي الأصيل (منطقتي الحبيبة) لكل فرد من الطاقم الحكومي ومن السادة النواب، كي يقشروها ويثرمونها أثناء اجتماعاتهم العلنية (بس مو براسنا)، كي يزداد أداؤهم إقناعا بفعل الدموع البصلية..!
وهذه المكرمة البصلية، قد تساهم في استنزال دموع من كان يبكي علينا، قبل أن يتربع على كرسي المنصب وينشغل بعدّ دولاراته، عوضا على أن يفكر في كيفية تخفيف الآم الفقراء، كما فعل أثناء الحملة الانتخابية..
وأقول لساستنا ونوابنا الأفاضل، ليس كل من ينتقدكم وينتقد أداؤكم يقف في خندق أعداء العراق الجديد، بل نحن ننتقدكم ونحدد أخطاؤكم التي نستشعرها، كي تستمر مسيرة العراق الديمقراطي الجديد نحو الأمام..
وأجدد القول، عودوا يا سادة يا كرام لشعاراتكم الانتخابية وتمعنوا بها قليلا، مثلما عاد (الجماعة أعلاه) إلى التدخين، علّ وعسى تنصلح الأمور..!!

* البصل البعشيقي مشهور بجودته التي اكتسبها بفعل رائحته النفاذة وطعمه الحاد جدا..



#خدر_خلات_بحزاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البلطجية هم الوجه الناصع للطغاة..!!
- ديكتاتوريون كاريكاتيريون
- مسيحي مصري و إيزيدي عراقي
- الديك المهووس جنسيا والدجاجة المشلولة..!!
- دعوها تكمل 9 اشهر..
- النواب يستجمّون.. مبروك يا عرائس..!!
- حلم حلو.. بطعم الملح..!
- راتب واحد لبرلماني متقاعد = رواتب 4 سنوات لأحدهم
- مرشحون للبرلمان بشهادات مزورة.. عشنا وشفنا..!!
- توقعاتي للعام 2010
- نِصاب قانوني و نصّاب قانوني..!
- مقعد يتيم ليتامى العراق..!!
- على (البائق) تدور الدوائر الانتخابية..!
- الماء أغلى من دماء العراقيين..!
- ستة عشر مليار دينار عراقي شهريا للأردن.. لماذا؟؟
- قنبلة.. على أسوار نينوى..!
- خروف في المنطقة الخضراء..
- مشروع قرار لإطلاق ........ في البصرة
- تحالفات وائتلافات.. وهموم وآفات..!
- اهداف سياسية ودواعي انتخابية.. يا للمصيبة..!!


المزيد.....




- أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم ...
- تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد
- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خدر خلات بحزاني - كيلو بصل بعشيقي للحكومة ولمجلس النواب..!