أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رضا الشوك - هل الحكم الديمقراطي فيه منافع للناس














المزيد.....

هل الحكم الديمقراطي فيه منافع للناس


رضا الشوك

الحوار المتمدن-العدد: 3299 - 2011 / 3 / 8 - 12:01
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ان الشعب العراقي الساعي الى استرداد حريته وحقوقه التي صادرها النظام الشمولي السابق قد صمم ان يبقى شعباً حراً يسوده حكم القانون وساعياً في الوقت نفسه الى الحفاظ على وحدة وطنه بروح الأخوة والتآزر، هذا الشعب لا تزال فيه الكثير من مدخرات العنفوان لا بد له ان يصحى من كبوته ليأخذ زمام الامر بيده فيبدأ ببناء حياة جديدة بعد تلك السنين الطوال العجاف من الظلم والاستغلال .
ان تاريخ مجمل المجتمعات البشرية هو تاريخ نضالها المرير، فهو نزاع مستمر، تارة ظاهر وتارة مستتر بين الطبقات المستغلة والمُظطهدة في شتى المراحل وفي مختلف المجتمعات على امتداد التاريخ .
إن الاغريق القدامى هم أول من اعتبر أفضلية النظام الديمقراطي كاسلوب في الحكم واعتباره يمثل القوة المحركة لعملية التطور الاجتماعي في كافة جوانب الحياة وان (اثنا) هي أول مدينة سعت في ابراز الحقوق الطبيعة للانسان ضمن المفاهيم الاجتماعية التي كانت سائدة آنذاك، وكان في عهد (بركلس) الذي قرر ان المواطنين متساوون أحرار، وعلى هذا الاساس كان جميع ابناء (اثنا) بغض النظر عن شروط ميلادهم ونشأتهم يتمتعون بالحقوق ويعبروا عن آرائهم بحرية، وقد وصف (بركلس) نفسه هذا النظام قائلاً: (الديمقراطية التي تهدف الى مصلحة أكبر عدد ممكن بل وجميع المواطنين من الناحية القانونية يتمتعون بالمساواة، اما بالنسبة للمناصب فالمفاضلة بين الافراد لا تقوم الا تبعاً لما يتميزون به وأساس هذا التميز هو الموهبة لا الانتماء الى طبقة معينة) وبهذا التشريع عرف القانون بانه مظهر للارادة العامة، ومن هنا يلاحظ الى أي مدى مهّدت مدرسة الاغريق الى اعلان حقوق الانسان التي صاغتها الثورة الفرنسية في القرن الثامن عشر.
هناك مقولات ومفاهيم كمقاييس لسعادة الانسان ورقي المجتمع ترسخت بوصفها مفاهيم مقدسة في الثقافة السياسية للجماهير في جميع أرجاء العالم وتأتي الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية والرفاهية في صدر هذه المعايير .
ان العصر الذي نعيشه اليوم هو عصر الثورة العلمية التكنولوجية، فلا يمكن للامة ان تواكب هذا العصر الذي ينطلق مسرعاً من دون الأخذ بزمام تكنلوجيا المعلومات التي هي تمثل القمة في هذه المرحلة التاريخية التي تعيشها البشرية، وفي ظل هذا التقدم العلمي والحضاري الهائل الذي وصلت اليه بعض شعوب العالم ظهرت وتوطدت قواعد الديمقراطية كنظام للحكم بينما الكثير من شعوب الدول النامية تعذّر عليهم فهم واستيعاب الديمقراطية كمفهوم وافكار نيرة واخلاق وقيم تسري بين افراد مجتمع تلك البلدان وتأخذ بيدهم نحو شاطيء التفاهم والاخاء باعتبارها الوجه الحضاري للانسان في مجالات الحياة السياسية والثقافية والاجتماعية وبعبارة أخرى فان الديمقراطية هي الحياة الامثل لكل أفراد الشعب في مواصلة مشوارهم على هذه الارض بأمن وامان واستقرار وعزّة.
للديمقراطية قواعد واصول وليست أفكاراً طوباوية لا يمكن ترجمتها الى أرض الواقع وهي الاداة الأمثل لادارة شؤون المجتمع لانها تفسح المجال واسعاً لاولئك الذين يطمحون في تحقيق تطلعاتهم نحو حياة أفضل يسودها العدل والمساواة وتكافيء الفرص، ولكي يتم تحقيق الديمقراطية على أرض الواقع يتطلب أوضاع صالحة تمكّن بذور الديمقراطية ان تنبت وتنمو وتترسخ جذورها على امتداد السنين، ولان هذا النوع من الحياة في شكلها ومضمونها لم يلمسه أحداً باليد ولم يراه بالعين المجردة لا سيما شعوب البلدان النامية ومنها العراق لذا يجب ان تتوفر في مجتمعات تلك البلدان قبل كل شيء كافة مستلزمات الحياة بدءاً بتوفير حرية التعبير وخلق فرص العمل وفق شروط انسانية، ورفع المستوى المعاشي والصحي والتعليمي والخدمي ومنح الحقوق المدنية لكافة أفراد الشعب على اختلاف قومياتهم وأديانهم ومشاربهم السياسية أي سيادة دولة القانون، انهاء العزل السياسي، محاربة الامراض الاجتماعية مثل الفساد المالي والاداري والكسب الغير الشرعي، تشجيع الفن المسرحي والسينمائي والنوادي الرياضية، فسح المجال لمؤسسات المجتمع المدني لمزاولة نشاطاتها بدون قيود، وبعبارة مختصرة فان توفير شروط العيش الانساني لكافة ابناء الشعب هو الذي يوصلنا الى السبيل الذي يضع اللبنات الاولى في بناء صرح المجتمع الديمقراطي الذي يتلمّس محاسنه وفوائده كل شرائح المجتمع، وحينما نريد قطف ثمار الديمقراطية كاداة للحكم فان عنصر الوقت يحتل حيزاً مهماً والا فان الحديث عن الديمقراطية التي تريدها الشعوب النامية ومنها شعبنا العراقي تعتبر إكذوبه أو في أفضل الاحوال تصلح لأن تصبح حكاية مسلية لتنويم الاطفال .
ان عنصر الوقت في بناء قواعد الديمقراطية مهم جداً لكي تتوضح الرؤيا أمام الناس وذلك لاكتشاف القواعد والمنافع التي تتمخض عن المجتمع الديمقراطي، علماً ان الوقت وحده لا يفي بالغرض ما لم تتوفر الشروط الاساسية لكل ما له علاقة مباشرة بحياة أوسع الناس .
لقد دخلت الديمقراطية معارف الناس من خلال الاشهار لها في كل يوم وفي كل مناسبة، وبديهي ان ترديد كلمة الديمقراطية على مسامع الناس لا يمكنها ان تتحول الى حجة مقنعة للغالبية العظمى من الناس دون ان يتلمسوا المنافع التي يفرزها الحكم الديمقراطي المباشر في كافة جوانب الحياة وكما ذكرنا فان النظام الديمقراطي لكي يجد له مكاناً صالحاً في أي مجتمع يجب توفر كافة الحاجيات الضرورية التي تؤّمن رغد العيش للسواد الاعظم من الناس، وفي هذه الحالة يسود السلام والوآم بين الانام .



#رضا_الشوك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول مظاهرات - جمعة الغضب - في العراق
- ايام الغضب في الوطن العربي
- ثقافة الخوف
- الذهنية العربية
- الفن في حياة الناس .
- مقارنة بين العلم والفن
- من تاريخ الفكر البشري
- حول انتخابات مجالس المحافظات
- نهاية العالم
- مع قهوة الصباح لعام ٢٠٠٩
- مع قهوة الصباح
- العزل السياسي إجرء تعسفي معادي للديمقراطيه
- الديمقراطية في العالم العربي ورياح التغير .
- نشأة الكتابة العربية
- التصحر الســــياسـي
- العنف والاعنف


المزيد.....




- -إسرائيل تنتهك قوانينا.. وإدارة بايدن لديها حسابات-.. مسؤولة ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته في محيط مستشفى الشفاء بغزة لل ...
- موسكو تدمر عددا من الدبابات الأوكرانية وكييف تؤكد صدّ عشرات ...
- مفتي روسيا يمنح وسام الاستحقاق لفتى أنقذ 100 شخص أثناء هجوم ...
- مصر.. السفيرة الأمريكية تثير حفيظة مصريين في الصعيد
- بايدن يسمي دولا عربية -مستعدة للاعتراف بإسرائيل-
- مسؤول تركي يكشف موعد لقاء أردوغان وبايدن
- الجيش الاسرائيلي ينشر فيديو استهدافه -قائد وحدة الصواريخ- في ...
- مشاهد خراب ودمار بمسجد سعد بن أبي وقاص بمخيم جباليا جراء قصف ...
- قتيل بغارة إسرائيلية على جنوب لبنان والمقاومة تقصف شبعا


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رضا الشوك - هل الحكم الديمقراطي فيه منافع للناس