أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - مصطفى لمودن - متى سينجز المدرسون ثورتهم في المغرب؟














المزيد.....

متى سينجز المدرسون ثورتهم في المغرب؟


مصطفى لمودن

الحوار المتمدن-العدد: 3299 - 2011 / 3 / 8 - 02:12
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


بعض سلوكيات المدرسين تثير الغثيان، مدرسة تأمر كل من "تجاسر" ليقف على رجل ويضع يديه فوق رأسه، مدرسان يحاولان بكل "قوتهما" أن تكون ابنة مدير المدرسة هي الأولى في كل شيء، ثانية تدفع التلاميذ عنوة وبأسلوب خبيث أن "يراجعوا" عندها بالمقابل طبعا، أحدهم يصر على أن ينفث دخان سجائره المتتالية في هواء الحجرة الدراسية.
قصص حقيقية مثل هذه تظهر هنا وهناك، ناهيك عن عدد من المدرسات والمدرسين لا يربطهم بالعصر الحديث غير استعمالهم للهاتف النقال والتفرج على التلفزة، وركوب السيارات… بينما فكريا يعيشون في عهود غابرة، وهنا أتذكر دائما قولة لمحمد الطوزي، الذي تساءل فيها عن موعد "ثورة" المدرسين في المغرب، وهو الباحث في العلوم السياسية والاجتماعية صاحب كتاب"الملكية والإسلام السياسي في المغرب"، كان كلامه منذ أزيد من عقد في حوار صحفي. لكنه (ربما)لا يعرف حقيقية كثير من هؤلاء، غالبيتهم لا يقرؤون كتابا أو جريدة، وهم في غير احتكاك بالمجتمع المدني، ولا علاقة لهم بهمّ ثقافي أو مشروع مجتمعي… ولحسن الحظ أن فئة ثانية تحاول أن تقوم بمهمتها التربوية والتعليمية على أحسن ما تستطيع رغم كل الصعاب، كضعف أو انعدام الوسائل التعليمية، عدم توفر الفضاءات المناسبة للتدريس، إغراق المقررات بأشياء (حتى لا نقول مضامين) لا تليق ولا تناسب العصر، وكثير من المحبطات الأخرى التي يلاقونها بشكل يومي وباستمرار ليس الوقت مناسبا الآن لتعدادها. وغم ذلك فنجد مثل هؤلاء في الأحزاب والنقابات والجمعيات.. ومنهم من يتحدى كل الأسوار ويساهم في نشر كتب والإشراف على مواقع إلكترونية، وحضور المنتديات المختلفة والمساهمة فيها. رغم أن بعضهم ينعتهم بصفات قدحية، منها اتهامهم بسعيهم للحصول على مقاعد في المجالس المنتخبة، ورغم التأكيد على أن ذلك من حقهم كما هو من حق جميع المواطنين في ظل الشروط القانونية المنظمة لذلك، لكن في هذا الصدد تبث إحصائيا أن نسبتهم ضعيفة في هذه المجالس "المنتخبة" حيث نجد في المراتب الأولى"رجال الأعمال" ثم المحامون وأصحاب مهن "حرة"..
وفي نفس السياق نسجل إيجابا سعي وزارة التربية الوطنية إلى تشجيع الانخراط في العمل الثقافي والجمعوي والدفع إلى عقد شراكات تنخرط فيها المؤسسات التعليمة عبر انخراط المدرسات والمدرسين، وخلق الأندية الحقوقية والبيئية والصحية..الخ. بعد حصار حول المؤسسات التعليمية وإبعادها قصرا عن محيطها لعقود.. كما نجد أن ضمن آليات تصنيف المدرسات والمدرسين ومنحهم نقط استحقاق قصد ترقيتهم أو تقويم عملهم درجة "الإشعاع في المحيط"، لكن من النادر أن يتم الالتفات إلى ذلك عبر المطالبة بالإثباتات.
إن المدرسة من خلال العاملين فيها كفيلة بأن تجعل أفراد المجتمع يقدرون المسؤولة، ويتحملونها عن جدارة واقتناع، ويدافعون باستماتة عن خيارات واضحة، ويتشربون روح الحق في الاختلاف واحترام الآخر والاهتمام بالشأن العام وبالسياسة عموما…
المطلوب من المدرسين والمدرسات الخروج من القوقعة التي وجدوا أنفسهم فيها، أو وضعوا أنفسهم فيها، وأن يعرفوا أنهم حاملو رسالة ذات بعد عميق أكثر من مجرد تلقين حروف وأرقام للصبية، أو معلومات أصبحت لتوفرها توجد حتى على قارعة الطرقات، وأكثر من تخطيط جذاذات بمضمون لا يرقى لمستوى اللحظة التاريخية التي تمر منها البشرية حيث التنافس على أشده من أجل امتلاك ناصية العلم والمعرفة والتنظيم والإبداع.. بين سكان قرية صغيرة اسمها العالم…
لكن من جانب آخر يحتاج كثير من المدرسين إلى رد الاعتبار لهم، واعتبارهم بشر يساهمون في تأطير المجتمع، أو على الأقل غالبية هذا المجتمع، أعني بهم الأطفال، رجال الغد، وبذلك سنحدد نوع المجتمع الذي ننشده، لأن التنشئة الاجتماعية للأطفال التي تتكلف المدرسة بجزء غير يسير منها، إنها (التنشئة) ما يحدد الوجه الحقيقي للمجتمع ووجهته بعد جيل أو أقل من ذلك.
لا يعقل مثلا أن يكون موظفو وزارة الداخلية هم المكلفون بالتنشئة الاجتماعية وتحديد الأفكار والتوجهات التي يمكن السماح برواجها داخل المجتمع، وليست كل الإدارات مخولة لتقوم بذلك على ما يرام، بل وبالوجه الصائب.
التنشئة الاجتماعية دائما متعددة المصادر، من الأسرة والإعلام ودور الشباب والجمعيات والأندية ذات الصلة… وأساسا المدرسة.
المدرسة تحتاج الآن إلى رجة توقظها من سباتها وتجعل المجتمع يلتفت لها ويحتضنها فعلا، ولن يحدث ذلك بغير مساهمة المدرسين والمدرسات، وذلك عبر منحهم الثقة ليقوموا بذلك، عبر إنجاز أعمال تشاركية فيما بينهم داخل كل مؤسسة تعليمية وفي خارجها، وهذا يتطلب مراجعة جذرية للمناهج والمقررات وتوفير الفضاءات والوسائل ودفع العقليات لتجدد نفسها عبر الاحتكاك والمناقشة والتكوين، ثم لا يمكن إغفال توفير الكرامة التي بدونها لن تكون عفة حاصلة لدى الجميع تغني عن السعي لتقديم دروس الدعم المؤدى عنها، أو تضحية حقيقية من طرف الكل لصالح المجتمع والرقي به معرفيا وسلوكيا وحضاريا. لكن ذلك يحتاج قبل كل شيء إلى إرادة سياسية على الأقل لن تكون معرقلة لأي تحول منشود يعتقد المتمسكون في زمام الأمر أنه لن يكون في صالحهم. لهذا يرجى من المدرسين القيام بثورتهم الخاصة على دواتهم أولا، ثم على كل الإحباطات ثانيا. أقول هذا وأنا واحد من هذه الفئة ضمن أسفل القائمة وداخل القطاع الأشد بؤسا وإهمالا.



#مصطفى_لمودن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زمن التوراث الشعبية السلمية؛حاجة المغرب لإصلاحات دستورية عمي ...
- قصة:هروب الحاكم
- حوار مع د. المهدي لحلو: الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي ...
- وزارة التربية الوطنية في المغرب تستعين بالمعطلين حملة الشواه ...
- جنوب السودان على أعتاب استفتاء يقوده إلى الاستقلال
- سيدي سليمان أمام عسر التنمية كنموذج لسوء التدبير بالمغرب
- الأخطر ليس إغلاق -ويكيليكس- بل استمرار ممارسة السلطة بديكتات ...
- التقويم وفق بيداغوجيا الإدماج في مدارس المغرب: المشاكل والصع ...
- الحزب الاشتراكي الموحد في المغرب يهيئ لمؤتمره القادم عبر نقا ...
- المطالبة بتنفيذ توصيات هئية الإنصاف والمصالحة بالمغرب: مسيرة ...
- أي دور للمدرس (ة) في المنظومة التربوية في المغرب
- حزب الاتحاد الاشتراكي في المغرب ضد حذف الغرفة الثانية ووزيره ...
- التباسات التفرغ النقابي بالمغرب
- كيف تتجاهل -الجزيرة- كل ما هو اشتراكي ويساري
- التضليل الإعلامي في التلفزة المغربية
- الإعلام والسلطة في المغرب
- محاربة الرشوة في المغرب؛ حوار مع عبد العزيز لطرش عضو -الهيئة ...
- ما ذنب النساء في السعودية؟
- رؤية الحزب الاشتراكي الموحد للوضع السياسي في المغرب من خلال ...
- تفويت ماء عين بنصميم لشركة مغربية، جمعية العقد العالمي للماء ...


المزيد.....




- لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م ...
- توقيف مساعد لنائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصا ...
- برلين تحذر من مخاطر التجسس من قبل طلاب صينيين
- مجلس الوزراء الألماني يقر تعديل قانون الاستخبارات الخارجية
- أمريكا تنفي -ازدواجية المعايير- إزاء انتهاكات إسرائيلية مزعو ...
- وزير أوكراني يواجه تهمة الاحتيال في بلاده
- الصين ترفض الاتهامات الألمانية بالتجسس على البرلمان الأوروبي ...
- تحذيرات من استغلال المتحرشين للأطفال بتقنيات الذكاء الاصطناع ...
- -بلّغ محمد بن سلمان-.. الأمن السعودي يقبض على مقيم لمخالفته ...
- باتروشيف يلتقي رئيس جمهورية صرب البوسنة


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - مصطفى لمودن - متى سينجز المدرسون ثورتهم في المغرب؟