أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - مكارم ابراهيم - ألن تفكرالشعوب الغربية بالثورة على انظمتها ايضا؟















المزيد.....

ألن تفكرالشعوب الغربية بالثورة على انظمتها ايضا؟


مكارم ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3297 - 2011 / 3 / 6 - 15:12
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


في رسالة وصلتني من الكاتب القدير عذري مازغ للتعليق على مقالتي التي كانت بعنوان الثورات العربية خيبت آمال ثلاثة يقول فيها".قرأت اخيرا عدة مقالات لمفكرين غربيين يتكهنون بانتقال ثورات قاهرية(نسبة إلى القاهرة) إلى بلادهم، بل منهم من تمناها كاحد السوسيولوجيين البرتغاليين الذي حضر أشغال مؤتمر المنتدى الإجتماعي بنيجريا،".

وبعد ان قرات هذه الكلمات للكاتب عذري مازغ تاملت ماكنت اكتبه طوال الوقت من مقالات إنتقدت فيها سياسة الحكومات الاوروبية والامريكية التي تدعي الديمقراطية والعلمانية في بلادها والمصيبة ان بعض العرب السذج يتصور بان هذه الحكومات تمثل الديمقراطية المثالية وعلينا ان نشيد بها ولاننتقدها والانكى من ذلك أنهم يصرحون بان اسرائيل بلد الديمقراطية النموذجي رغم انه سرق ارض غيره ويتطاول على حقوق المالكين الاصليين ويعتقل الاطفال ويطلب منهم ان يشكروا افضاله لانه ترك لهم بعض الفتات ولم ياخذ الارض كلها. ياللكرم!

على كل حال لقد اكدت في العديد من المناسبات بان العلمانية والديمقراطية تم اختراقها وتجاوزها في اوروبا على وجه الخصوص وهذا حقيقي لايمكن الالتفاف عليه ولانصدق بتصريحات اجبروا عليها حيث صرحت هذه الحكومات وبعد سبات طويل دعمها للتظاهرات في العالم العربي. لقد اصبح جليا حتى للاعمى كيف انها اثبتت مساندتها للانظمة العربية الديكتاتورية لارتباط مصالحها الاقتصادية الاستثمارية والامنية هناك النفط واسرائيل ولاغير ذلك.

هذه الحكومات كانت دوما على علم بكل ما كان يجري في الدول العربية من تعذيب المعتقلين السياسيين ومعتقلي الراي والفساد والنهب واموال الحكام العرب التي تحفظ في بنوك سويسرا وغيرها منذ عقود وعلى علم بان الحاكم العربي يجلس على الكرسي الى ان يمرض ليورث الكرسي لولده بل انهم بانفسهم يتفقون مع الحاكم العربي بمساندته للبقاء على هذا الكرسي مقابل الامدادات النفطية المخفضة السعر وعقود شركات استثمارية طويلة الامد. فكيف ننتظر من هذه الحكومات ان تاخذ موقفا نزيها مساندا للتظاهرات ضد عملائها الطغاة فالدم العربي لم يكن يوما ما يعني شيئا لهذه الحكومات كي ياتي اليوم ويصبح غاليا او يعني لهم شيئا.

فلنلاحظ امريكا وحلفائها لم تقترح التدخل العسكري في تونس ومصر ولكن اليوم تريد التدخل عسكريا في ليبيا حيث تتعرض مصالحها النفطية للخطر كما حدث في العراق عندما قرر صدام حسين بيع النفط باليورو وليس بالدولار. فالسيناريو نفسه ولنرى من سيكون دوره في القائمة بعد أفغانستان والعراق وليبيا ؟

لقد وضحت شخصيا حقيقة الديمقراطية في الغرب من خلال مقالتين الاولى بعنوان " ارادة الشعب بين فساد بيرلسكوني والديمقراطية" والثانية بعنوان" الليبرالية الجديدة والديمقراطية البرجوازية".
فكيف يمكن للشعب العربي ان يطلب المساندة من بريطانيا وايطاليا وفرنسا وامريكا دول اتفق فيها ممثليها مثل توني بليروجاك شيراك وبيرليسكوني وجورج بوش في معاهدات مع القذافي على ان يحصلوا على النفط وعقود استثمارية لشركاتهم مقابل اسقاط قضية لوكربي التي حدثت عام 1988 وهي اسقاط الطائرة الامريكية على قرية لوكربي في استكتلندة وقتل 295 راكب كانوا على متنها. ولاحظ هنا كيف ان الحكومة الامريكية لم تبالي بمقتل مواطنيها الامريكان مقابل انها ستحصل على امدادات نفطية وعقود استثمارية من القذافي وهذا بحد ذاته مايجعل القذافي ان يسمح لنفسه بان يقوم بالمجازر البشرية بشعبه لانه دفع ثمن مقدم لاسكات تلك الدول الكبرى!

اما فرنسا فان تاريخها حافل بمساندة الانظمة الشمولية الاستبدادية مثل نظام موبوتو في الكونغوالتي كانت مستعمرة بلجكية و تنهب خيراتها لفترة طويلة. وقد كانت فرنسا تساند الديكتاتور موبوتو على مدى عقود وتمده بالمال والسلاح والمرتزقة واليوم تاتي وزيرة خارجيته ميشيل اليو ماري والتي تملك مساندة الرئيس الفرنسي نيكولا سركوزي تطلب من حكومتها ولاخر لحظة بمساندة اللواء المخلوع بن علي وحتى بعد فراربن علي الى السعودية فانها اقترحت على حكومتها ارسال مساعدات الى تونس من اجل قمع مظاهرات الشعب التونسي الذي يطالب بالديمقراطية التي تدعي دولتها بانها ححقتها وتدافع عنها !

تلك الحكومات تعيش ديمقراطية وهمية فصندوق الاقتراع ليس هو مؤشر على الانتخاب النزيه بل هو انتخاب موجه ومسيطر عليه ماديا . كوصول رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو بيرليسكوني للسلطة رغم فضائحه وتورطاته الاجرامية فوصوله للسلطة ليس مؤشر على الديمقراطية في هذه الدول بل لانه يملك غالبية القنوات التلفزيونية والمجلات وبالتالي سيطرته على توجيه الشعب من خلال الاعلام والالتفاف حوله .ولناخذ مثال اخر على ديمقراطية الانتخابات عندما يقترض رئيس الولايات المتحدة اوباما مبلغا خياليا من البنوك من اجل صرفها على حملته الانتخابية وبالمقابل اعطاء وعود كبيرة لهذه البنوك في مساعدتها في اصدار قوانيين تساعدها في مجال الضرائب والى ذلك .

لقد استطاع باراك اوباما ان يفوز على منافسه مكين الذي رغم حصوله على منحة بمقدار 84 مليون دولار لحملته الانتخابية ضد اوباما الا ان اوباما استطاع ان يهزم مكين وبمبلغ 500 مليون دولار حيث قام بشراء البث للاعلانات التلفزيونية في كل من ولاية نورث كارولينا وفرجينيا وولاية انديانا لدعم حملته الانتخابية (صحيفة الانفورماشون الدنماركية بتاريخ 5 آذار 2011) نعم هذه هي ديمقراطية الغرب في الانتخابات! فاذا كنت لاتستطيع ان تشتري قنوات تلفزيونية فلا ترشح نفسك للانتخابات.

وماذا عن العلمانية في هذه الدول هل هي فعلا تمارس بشكل صحيح ام حدث فيها بعض التماس الكهربائي وبدا الاحتكاك بين القرارات السياسية للبرلمانات مع الممارسة الدينية للمواطنين؟
كلنا يعلم كيف تدخلت الحكومة السويسرية بمنع بناء المنارات في الجوامع على اساس انها ستؤثر على ملامح الثقافة والحضارة السويسرية والكثير من الدول الاوروبية اصدرت قرارات سياسية من البرلمان بمنع النقاب وحتى الحجاب في الواقع يمنع في االعديد من المؤسسات الحكومية واماكن العمل الخاصة .
وكل ذلك جاء بعد حملات الاسلام فوبيا التي قامت بها الاحزاب اليمينية المتشددة العنصرية الكارهة للاجانب استغلت فيها مشاعرالافراد الذين ينتمون الى الفئات الاجتماعية المتدنية والافراد الذين يعانون من خوف كبير من الحضارات الغريبة عنهم وكذلك استغلال الفئات المسيحيية المتشددة واستغلال بعض الاجانب القادمين من الدول انظمتها ديكتاتورية و يريدون كسب مناصب مهمة وشهرة في الدول الغربية .

هناك من سيقول نعم انه من حقهم ان يفعلوا ذلك لان السعودية تمنع بناء الكنائس وايران تتدخل في لبس الحجاب وفي كل الدول الاسلامية المرجعيات ورجال الدين يتدخلون بكل صغيرة وكبيرة في حياة المواطنين وهذا صحيح ولاننكره لان الدول العربية والاسلامية دول فيها حكومات قمعية اجرامية لاتعترف أصلا بالديمقراطية والعلمانية ولكن هذه الدول الاوروبية تعترف بالديمقراطية والعلمانية وتصرح صباحا ومساءا بانها تطبقها ونحن القادمين من الشرق الاوسط لن نستطيع فهمها ولاتطبيقها لاننا كنا نعيش في دول لم تمارس فيها الديمقراطية والعلمانية.

ان فاقد الشئ لايعطية هذه الحكومات الاوروبية لاتطبق الديمقراطية والعلمانية في بلدانها فكيف لنا ان ناتي اليوم وبكل سذاجة ان نطلب منهم تصريحات تاييد لتظاهرات الشعوب العربية التي تطالب بالديمقراطية والعلمانية ومساندتها وفي نهاية الامر فالديمقراطية والعلمانية لاتمارس لا في الشرق ولافي الغرب . لقد اثبتوا وهمية الديمقراطية التي يمارسونها عندما نقلوها الى العراق نعم ديمقراطية حديثة تحمل ماركة مافيوية برجوازية ليبرالية من القديم والحديث.

ليكن واضحا للجميع ان اصرار الزعماء العرب على البقاء في السلطة كل هذه العقود واصرارهم لاخر لحظة حتى امام صراخ المتظاهرين بالتنحي واالرحيل انما جاء بسبب ثقتهم الكبيرة من مساندة الحكومات الاوروبية وامريكا واسرائيل لهم هذه المساندة هي التي سمحت لهم باستخدام كل وسائل القمع الوحشية لقتل المتظاهرين امام الراي العالمي وبدون اي تردد.

لقد كان الحكام العرب انفسهم عملاء للغرب وليس المتظاهرين كما يصرح الزعماء العرب للاعلام ليثبتوا لشعوبهم بانهم وطنيون وهم من يدافع عن كرامة الوطن ضد الاحتلال وعلى الشعب ان يفتخر بهم.

علينا ان نعي انه لايوجد مجتمع مثالي على وجه الارض مهما بلغ التطور التكنلوجي للدولة فالطائفية موجودة ايضا في العالم الغربي هناك احزاب مسيحية ويهودية متشددة تكفيرية هناك جماعات نازية حالهم حال الجماعات السلفية التكفيرية المتشددة في العالم العربي .وكذلك الفساد والعنصرية والتهميش والاجرام كل ذلك موجود في كل دول العالم ولايمكن تجاهلها .ولكن وجودها يختلف باختلاف نوع الحكومة ونوع القوانيين في تلك البلاد فمثلا الفرق بين االذي يحتال في اوروبا يختلف عن الشخص الذي يحتال في العالم العربي فكثير من الاوروبيون عندما يحتالون على القانون يكون ذلك باستخدام الفجوات القانونية بدون تجاوز القانون اما في العالم العربي فانه يحتال على القانون بتجاوز القانون نفسه ولهذا تبدو جريمته واضحة اكثر . المهم بالنتيجة لايوجد مجتمع مثالي ولكن اذا استطعنا ان نؤسس دولة مدنية وحكومة برلمانية تضم كل القوى السياسية بحيث نولد توازن بينهم ووضعنا قوانيين تحترم كل الطوائف والاقليات وقوانيين تحمي المواطن من الاستغلال ونشر الوعي الفكري الثقافي والاجتماعي وترسيخ مفهوم المواطنة فنكون بذلك قد حققنا اعلى درجات الحضارة.

واخيرا وبعد عرض ملامح الديمقراطية والعلمانية في تلك الدول على الجانب الاخر يكون السؤال المطروح هنا هل سياتي يوم تقوم شعوب هذه الدول بالثورة على حكوماتها نقصد بالثورة هنا اختيار الحكومة النزيهة بدون ان ينخدع المرء بالاعلام الموجه بل يعتمد على ضميره الحي وعلى نقده البناء لكل مايقراه ويسمعه في الاعلام الذي يمسك اليوم بزمامه طبقة البرجوازيين الاثرياء في المجتمع وان يصرخ بوجه حكومته حينما تتجاوز الديمقراطية والعلمانية وتفرض قرارات سياسية تقيد حرية المواطن في ممارسة عقيدته الدينية . ولكن اين هذه الشعوب مما تقوم به حكوماتها من تجاوزا ت ومساندة للانظمة العربية القمعية فالاعلام الحر متوفر لديهم والفيسبوك متوفراين المشكلة اذن هل لانها ربما مشغولة في امور اخرى مثل جمع المال والحصول على ارباح بشتى الطرق مثل حكوماتها؟



#مكارم_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورات العربية خيبت آمال ثلاثة !
- إما مع المالكي أو ضده!
- مازال الطريق شاق امام التغيٌير
- المجد للشعب والجيش الليبي الصامد
- وماذا عن العراق؟
- هل سيتمكن القذافي من الوصول الى بيرلسكوني ؟
- قراءات في كتابات يسارية
- موقف الحكومات الغربية من الانتفاضات العربية!
- رسالة الى الشعب العراقي
- الجيش المصري ضالع في تعذيب المتظاهرين
- طلب خاص للجيش المصري
- ثورات الفيسبوك كانت المدّ !
- الصهيونية والانظمة العربية وجهان لعملة واحدة
- بالرصاص الاسرائيلي ايضا سقط شهداء تونس
- هل ستكون تونس عراق ثانية؟
- المسلم والامراض العضوية والنفسية!
- بن علي عليك بالتنحي والا!
- البارحة كانت اسرائيل عدوتنا, واليوم المسيحيين اعداؤنا!
- أين المواطن العربي من الإنتفاضات؟
- أين الغرب من صرخة الشعب التونسي؟


المزيد.....




- صدمة في الولايات المتحدة.. رجل يضرم النار في جسده أمام محكمة ...
- صلاح السعدني .. رحيل -عمدة الفن المصري-
- وفاة مراسل حربي في دونيتسك متعاون مع وكالة -سبوتنيك- الروسية ...
- -بلومبيرغ-: ألمانيا تعتزم شراء 4 منظومات باتريوت إضافية مقاب ...
- قناة ABC الأمريكية تتحدث عن استهداف إسرائيل منشأة نووية إيرا ...
- بالفيديو.. مدافع -د-30- الروسية تدمر منظومة حرب إلكترونية في ...
- وزير خارجية إيران: المسيرات الإسرائيلية لم تسبب خسائر مادية ...
- هيئة رقابة بريطانية: بوريس جونسون ينتهك قواعد الحكومة
- غزيون يصفون الهجمات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة بأنها ضر ...
- أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - مكارم ابراهيم - ألن تفكرالشعوب الغربية بالثورة على انظمتها ايضا؟