أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عماد علي - مؤتمر وطني لحل ما يحدث في اقليم كوردستان















المزيد.....

مؤتمر وطني لحل ما يحدث في اقليم كوردستان


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 3297 - 2011 / 3 / 6 - 13:55
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


بعد الموجة العاصفة التي هبت منذ اندلاع شرارة الثورات من التونس، و هي تزيح ماهو زائف يوما بعد اخر دون ان تقف عند بلد او عرق او قومية او طائفة او شعب بعينه في منطقة الشرق الاوسط، و الجميع على اعتقاد بانها ستستمر مهما طالت او اعاقتها السدود الايديولوجية و جبروت السلطات الجائرة، و لم تقف الا بانبثاق مرحلة جديدة مغايرة تماما لما قبلها و تكون للشعب فيها سلطاته الحقيقية .
وصلت شعاع تلك التغييرات الى اقليم كورستان بسرعة كبيرة رغم الخصوصيات التي يتمتع بها و هو لايزال في طوره غير المتكامل و في مرحلة متنقلة و هو خارج للتو من تاريخ مليء بالمآسي، و الاصعب في الامر هنا هو تربص العديد من المحيطين و سعة مساحة احتمالات تدخلاتهم و محاولاتهم المختلفة لتوجيه و انحراف العملية بحيث تكون على قياساتهم و تقع لصالحهم في نهاية المطاف، مستغلين تطلعات الشعب في الحرية و الديموقراطية و العدالة الاجتماعية لاغراض و اهداف سياسية بحتة، و الابواب مشرعة على مصراعيها امامهم و ليس بمقدور اي كان السلطة و الشعب صدهم في وقته المناسب .
هناك من العوامل الذاتية التي تدع اي متتبع لما يجري في هذه الاونة على ارض اقليم كوردستان ان يحددها كي يمكنه التحليلو الدراسة و من الممكن الارشاد و الخروج بالتوجيهات من اجل ايجاد الحلول للازمة الحالية باقل خسائر متوقعة، وخاصة هناك ما يضر بالاهداف الاسترتيجية العميقة لهذا الشعب. الجميع على اطلاع بالظروف السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية لشعب كوردستان، و ما يتمتع به من الصفات اعلى و اكبر من ماهي عليه طبيعة كيانه السياسي و اركانه العديدة و موقعه على الخارطة السياسية في المنطقة ، و الوعي و المستوى الثقافي لهذا الشعب و ما متوفر من الامكانيات الاقتصادية خارج دائرة العقلية التي تدير هذا الاقليم ، و لم يتمكن السلطة من قراءة الواقع كما هو و خاصة التاثيرات الكبيرة للتقدم التكنولوجي على عقلية الجيل الجديد و متطلباتهم و امنياتهم و طرق و كيفية تفكيرهم و تعاملهم و نظرتهم للحياة، و هم و السلطة يسبحون خارج هذه المرحلة و كل باتجاه معاكس للاخر، اي التناقض الموجود بين وضع الشباب الثقافي الاقتصادي و ظروفه السياسية و الادارية جعلهم يتخبطوا و يبحثوا عن كل ما يضع المسيرة في سياقها الصحيح و لم يجدوه لحد اليوم، اضافة الى ماموجود من السلبيات في اموره الادارية المؤثرة من الفساد المستشري و الهوة الشاسعة بين الفقر و الغنى و الاحساس بالاغتراب لدى الشباب و انعدام ولو نسبة قليلة من العدالة الاجتماعية و التخلف في عقلية القيادة و المسؤولين في قراءاتهم و تعاملهم و ادارتهم للاقليم و اعادتهم لامجاد القادة السابقين و ما كانوا عليه في مراحلهم ، و هم سائرون عليه في هذه المرحلة ايضا، مع الفارق الموجود بين الشعوب الموجودة مع الشعب الكوردستاني غير المتمتع بكيان مستقل و لم يحدث لمن لديه دولة و كيان ما يمكن ان يحدث في النتيجة لشعب كوردستان،حتى ولو تغير نظامهم السياسي جذريا .
هناك طريقان فقط امام السلطة و الشعب في هذا الاقليم للتعامل مع الاحداث اما التراضي و دراسة الموقف و اعادة النظر في كافة شؤون الاقليم بالاصلاح و التغيير او التشبث بما هو موجود و الابقاء على ماموجود باستعمال القوة المفرطة و التريث لفترة لحين تخصيب الارضية الملائمة لترتيب و تنظيم الامور و قطع الايدي الخارجية، و هذا اصعب على السلطة من التعامل بعقلانية لحل ما يجري، لان الموجة عارمة و الاحتقان وصل الى مستواه الذي لا يمكن السيطرة على الاوضاع بسهولة .
الجميع على دراية كافية بان السبب الرئيسي لما وصل به الاقليم هو عدم الاكتراث من قبل السلطة باوضاع الشعب المنهارة في كثير من الجوانب، و كان الشعب يعيش في واد و السلطة في واد اخر، لم يسمع و لم ير جيدا ما هو المستخبى لها و ما تحمله الحال، الى ان اصطدمت بما انفجر باقل شرارة، و كانت السلطة غير مقدرة لارادة و همة الشعب و تناست بان الشعب وحده مصدر قوته و قوة كل الثورات التي يمكن ان تطيح بكل جائر مستبد، و هو المحرك الرئيسي لكل تغيير، الا ان السلطة اخفت راسها في الرمل كلما ذكرت بالحال و توجهت نحو الترقيع و المسكنات من خلال ترضية الرؤوس التي اعتمدتها منذ عقود على اعتبارها هي المؤثرة على الشعب و على التركيبة الاجتماعية الكوردستانية الموجودة ، و لم يلفتوا بنظرهم يوما الى جيل الانترنيت و التقدم التكنولوجي و تعاملوا بعقول الستينات القرن الماضي مع شباب القرن الواحد و العشرين، و لم يتقنوا من ان هذا الجيل خرج من تاثيرات و تفاعلات العلاقات الاجتماعية البسيطة او القبلية التي مر عليها الزمن، و تعاملت السلطة في ادارتها للشعب كتعامل الثورة مع الحال في حينها ومع ما كانت عليه من الظروف من كافة النواحي.
اليوم تعلق رجل السلطة في الوحل الذي لم تتوقعه او تنتظره و لم تفكر فيه يوما، الى ان وصلت الحال الى ما نحن عليه و هي لم تعلم كيف تتصرف ، و انها الان في حيرة من امرها و تتخبط و لم تعلم ما تختاره للخروج من النفق الذي دخلت فيه، و هذا في وقت دخلت الاجندات السياسية العديدة الداخلية و الخارجية في الامر ، و هناك من المصالح التي تضغط كل منها باتجاه لتبسط لها الطريق من اجل الركوب على موجة الاحتجاجات للوصول الى المبتغاة و ان كانت بعيدة عن امنيات و امال الشعب .
اني على اعتقاد بان اعادة النظر بشكل شامل و جذري في كل ما يخص ادارة الاقليم و قبلها العقلية التي تدير السلطة و اتباع الاصلاح و التغيير الشامل والابتداء بالاولويات الملحة التي تهم المواطن يمكن الخروج من هذه المرحلة باقل الخسائر رغم صعوبة الامر و العوائق التي من الممكن ان تواجهها و التي يضعها المحيطين و من يلف لفهم من متتبعي السياسات العديدة . اعادة بناء هيكل ادارة الاقليم تحتاج لتضحيات حزبية و شخصية لابد منها قبل فوات الاوان، و المسؤولية الكبرى تقع على عاتق القادة الكبارو كيفية تعاملهم مع الواقع الموجود دون غرور او تكرار للتاريخ ، و الاخلاص ان كان موجودا يحتم على الجميع قراءة الظروف كما هي و من كافة الجوانب، و هنا الواجب الوطني يفرض نفسه على السلطة و المعارضة معا ان تتحسبا لكل ما يمكن من اجل منع خروج القطار من السكة و الذي ليس بمقدور احد اعادته لمراحل اخرى ، و يحرق الاخضر و اليابس معا و لا يفيد في حينه الندم .
الخطوات العملية التطبيقية هي التي يمكن ان تبني الثقة بين الاطراف و الشعب ايضا و هي التي تفرض اعادة التفكير على القوى الى الجلوس و التحاور بمسؤولية و جدية و عدم هدر الفرص من اجل التوافق بعيدا عن العقد الشخصية من مجريات التاريخ و بعيدا ايضا عن ما تفرضه شوائب العلاقات التاريخية بين القادة و غرورهم على حساب الشعب، ان كان يهمهم الشعب و مستقبل الاقليم و مصير اجياله، و لابد من التقارب و التفاهم بين الاقطاب لتهدئة الامور و من ثم التواصل لاتخاذ القرارات السليمة و ما يهم المواطن من الاولويات التي لابد من التاكيد عليها قبل مصالح الساسة و الاحزاب و الكبار ، و لابد من النزول من البرج العاجي التي صنعوه لانفسهم.
اني على اعتقاد كامل بان الوضع يحتاج لمؤتمر شامل يحب ان تشترك فيه كافة القوى و من كافة المشارب و الاعمار و الافكار للخروج بقرارات ملزمة واجبة التطبيق لتلميح الافق من الحلول الممكنة و الا لا يفيد الندم بشيء وقتئذ .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدروس المستخلصة من تظاهرات الشعب العراقي
- استخدام القوة المفرطة سينعكس على اصحابها حتما
- العولمة و الصراع السياسي في كوردستان
- فسقط الصنم الثالث و اما بعد........!!
- عزيمة الشباب لن تدع التاريخ ان يعيد نفسه
- ثورة الشباب بين الاندفاع الجامح و الخوف الكابح
- سمات المرحلة الجديدة في الشرق الاوسط
- هل وجود سوريا في المحور الايراني ينقذها من الانتفاضة
- اسباب استمرار العنف في العراق لحد الان
- هل ينتفض الشعب السوري ايضا ?
- للجميع ان يقيٌم ما يجري في الشرق الاوسط الا النظام الايراني
- التغيير الاجتماعي بين الدافع و المثبط في منطقة الشرق الاوسط
- مصر و الدرس الثاني للحرية و الديموقراطية في السنة الجديدة
- الحرية و العلاج الملائم للقضايا العالقة في الشرق الاوسط
- كيف نتفهم جوهر قضية المناطق المتنازع عليها في العراق
- حدود علمانية و ديموقراطية العراق الجديد
- افتعال الازمات لا يصب في حل اية قضية
- كيفية تجاوز اشكاليات الديموقراطية في منطقتنا
- العراق يئن بسبب التشدد و التعصب و ليس تحت ضغط الفدرالية
- دروس و عبر انتفاضة تونس الخضراء


المزيد.....




- بسبب متلازمة -نادرة-.. تبرئة رجل من تهمة -القيادة تحت تأثير ...
- تعويض لاعبات جمباز أمريكيات ضحايا اعتداء جنسي بقيمة 139 مليو ...
- 11 مرة خلال سنة واحدة.. فرنسا تعتذر عن كثرة استخدامها لـ-الف ...
- لازاريني يتوجه إلى روسيا للاجتماع مع ممثلي مجموعة -بريكس-
- -كجنون البقر-.. مخاوف من انتشار -زومبي الغزلان- إلى البشر
- هل تسبب اللقاحات أمراض المناعة الذاتية؟
- عقار رخيص وشائع الاستخدام قد يحمل سر مكافحة الشيخوخة
- أردوغان: نتنياهو هو هتلر العصر الحديث
- أنطونوف: واشنطن لم تعد تخفي هدفها الحقيقي من وراء فرض القيود ...
- عبد اللهيان: العقوبات ضدنا خطوة متسرعة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عماد علي - مؤتمر وطني لحل ما يحدث في اقليم كوردستان