مسرحية : اصبع بلون الدم

فائز ناصر الكنعاني

الحوار المتمدن-العدد: 3297 - 2011 / 3 / 6 - 10:17
المحور: الادب والفن
    

مسرحية اصبع بحبر الدم

( الى ارواح من سقط في سوح حرية العراق )
] المسرحية كتبت لتعرض في ساحة التظاهر[
نص :فائز ناصر الكنعاني

المتظاهرون .. واقفون ... معلقون شعاراتهم على خامات من النايلون المشمع يرتدونها
وفريق اخر بملابس شرطة الشغب يقذفون عليهم الماء ب ( طاسات ) بلاستك .. من قدر كبير مليء بالماء . الماء يزيل اصباغ الشعارات لتسيل على يافطات المشمع الذي يرتدون . الشرطة منهمكون بقذف الماء من القدور على المتظاهرين فيما يصيح المتظاهرون فرادى او جمعا .
المتظاهرون :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(ايها الحاكمون ...
اصغوا ... ها هنا محكوم
بيضة الفقر تفقسّت .. والصوت في صدري يشيخ
.. نحن ايها الحاكمون حالمون ..
والانتظار رجل يشيخ
الموت في بلدي بضاعة
والسوق سوق للفضاعة
حتى الهوية نشتريها
حتى الوظيفة والقناعة
ولانقود .. فلا يقود الفقر الا للهبوط في قاع التخلف والتحلل والقنوط
ايها الحاكمون .. نحن البضاعة
ولو لم يكن صوتي في صناديق الانتخابات
ماحكمتم .. مابقيتم في الحكم ساعة )

تسقط لافتة
يقف خلفها الشرطي اصلع بوجه متجهم لا حراك فيه .
يطلق النار ..
يسقط مهند
]ستوب كادر[..

ام مهند في مكان اخر ( بيت مهند ) يسقط عنها كالوس لافتة عامودية
ام مهند تشهق :

مهند يترنح ..يشكل جماعته دائرة حوله
يحاولون تلقفه .. وهم يصيحون ... اسم الله اسم اسم الله اسم الله
تتراص عليه المجموعة .. يسجى عليهم يحملونه ..
ام مهند / اعوذ بالله من الشيطان الرجيم .. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
ليربي له ولد علة ...وين طالع بهالوسه يمة .. لالالالالالالا استغفر الله استغفر
الله... ميّل .. ميّل .. ميّل .. شيطان .. شيطان .. اعوذ بالله اعوذ بالله ..ربي ..
كلشي اخسر .. كلشي اخسر ؟؟؟ خسرنا وافلسنا .. مفلس يخلف مفلس .. تف ع القسمة ..
.لالالالالا ميّل .. ميّل .. شيطان .. انا بنعمة ايه .. بنعمة .. جاهوه النفس من يصعد
وينزل نعمة .. اعوذ بالله اعوذ بالله .. كلشي اخسر .. حتى النفس اليصعد وينزل ..ا
لا ابني .. كلشي ولا يتصخم بابي بخبر اسود ..

جماعة المتظاهرين وهم يحملون مهند
المتظاهرون :
(( ايها الحاكمون.. هذا حالم جزته من وطن الحواسم طلقة
والطلقة من مال الحالمين .
على من تسدد ...
على من تطلق الموت .... الحي ميت ..
كنت اظنكم .. تسقون سباخ الارض ماء الورد
ظننا ان القاتل مات .. قلسفة الموت ماتت
والموت بائد
حلم يخونني ..حلمت حلمت حلمت حلمت ان اخوة يوسف اخوة
المواطنة اخوة ..

احدهم : (( ايها القاتل الشرطي .. هل مازال باصبعك دم .. والعراق بي يصيح عراق ..
الوطن ( بالعامية ) يحلم مثل مهند ينام .. ويلوليله السلام ..
دللول ياعراق .. ودللول ..
الاخو مو عدو دللول ..الاخو ذبحني ودم اليجري بصبعه دمّي
الزناد ايها الشرطي القاتل تنكة .. خردة ... بس الدم اليربطنه وطن
احدهم للقاتل الشرطي :
(( مهند يحبك ...شتصير صير .. شرطي .. جندي ... وزير .. يحبك ..
يريد دولة يريد عيشة .. خله يحجي

ياتي احد المتظاهرين :
: (( ابومهند مات وماكدر يحجي ..يلهم ونين .. تلاثين سنة يشطب بوجهه تاجر الموت
وينكله من حرب لحرب .حتى يضحك .. حتى يطلع بالصورة يضحك ... امداهم وامدانه ..
عبالي مات ...

احد المتظاهرين : // الطاغية ليس رجلا نقتله ايها الشرطي القاتل ..
الطاغية ادوات علينا ان ندفنها .. وقميص ننزعه
فهل يعقل تجعل .. ان تجعل من ميدان الحرية ... ساحة اعدام ..


ام مهند // ( بعصبية ) ميّل ... ميّل .. ( تكسر قلبها عبرة باكية ) شتريد مني موكف براسي ابني
( وكانها تمسح صورة لاتريد ان تراها ) بسم الله الرحمن الرحيم قل اعوذ برب الفلق
من شر ماخلق . ومن ومن شر غاسق اذا وقب .. ومن شر النفاثات في العقد .. ومن شر حاسد اذا حسد ... ايه روووح روح .. وين رايح ابني كلهه اخوته .. ياهو الشرطي .. اخوه .. ياهو الجندي هم اخوة ... جا احنه غير خلصنة من الجلاب .. غير بديمقراطية آني ...

يدق الباب ///

تجفل ...

على الباب المجموعة تحمل مهند

نداء : (( ام مهند ))
ام مهند تحدث نفسها
ام مهند : (( الصبح شد قيطانه ع باية الدرج ..))

نداء : // (( ام مهند ))
ام مهند // (( يمه وين حذائي ؟ .. يمه جاعود انته كبرت ... واشيل قندرته واحطتهه يم رجله ..

نداء : // (( ام مهند ))

ام مهند // طكيت له بيضة وماكلاهه .. دهن بلعومه بجاي ومشة

النداء // ام مهند

ام مهند // مااسمع احد .. خوش صبح .. والشمس حلوة .. شاويت له سمج ابني ( تبكي بهذه الجملة )
احدهم يلف المشهد بقماشة بيضاء بطلة بيضاء ( يرزم المجموعة مع ام مهند ..يستمر بلف المشهد واخفائهم عن الجمهور فيما يقول المجموعة :

المجموعة //
(( لقد تركناك تموت وحيدا يالعارنا ... تركناك تجر سنوات اليافعة الى الغياب ونحن ننتظر ان توظفنا الحكومة او توزع علينا صدقاتها وسوف نقبض بدلا عن دمك استقالة عضو في المجلس البلدي اما امك المفجوعة في ليلها الموحش الطويل لا شيء يعوضها عن يدك الت...ي تطرق بابها كل مساء... لقد خذلناك وهربنا ... لقد تركناك يا مهند ورجعنا الى أمهاتنا ننام في دفء البيوت ... لقد خذلناك وهربنا من قنابل الصوت .. ( قنبلة صوت )
تتشقق القماشة)) (1)

مهند الميت عاٍر في الطست تغسله امه
الجميع في لهاث يجلبون له الماء بالطوس من قدور قريبة
ويصبون عليه , وهم يقرؤون سورة الفاتحة اثناء جريهم بايقاعات مختلفه . فيما امه تغسل جسده الذي يتلوى في كل اتجاه .
يتوقف الجميع عند الانتهاء من جلب الماء المتسارع , ومن قراءة سورة الفاتحة

احدهم : // .. قل لامك قبل ان تودعها في الحلم الاخير ، هي افضل الأمهات ...
وجنة العراق تحت أقدامها ...
آخر // (( سنأتي بيتها طوابيرا نقبل كفها لعلها تغفر لنا خطيئتنا عندما تركنا من يعطي ...اوامر موتك .))

الام // (( موته ؟؟!! ميلو عني ميلو ..شحده يروح مني .. هسه ابدله ابني .. والبسه قاطه .]. تنظر في وجهه ..[ جا انا ماجاي اغسله ..غسلوه ..غسلته السيارات التذب مي ....] تترك مكانه وتركض [ يمه ابو السيارة انته التذب ماي خو مو حار ميكم .. هو يحبكم .. راد يسجل .. دفع فلوس وكلوهن .. ] تتجه الى اخر احد اصدقائه.. ثم ترش نارا عليها اسطوانة حديدية مثقبة ترشها بالحرمل .. يتصاعد الدخان ... تقذفها كما لو تقذف حجارة في ساحة تظاهر .. يتكاثف الدخان [ ليش عفته محمد .. مومشه وياك ؟؟))
احدهم : // الدخان ...
ام محمد ترش الحرمل ..
قنابل صوتية
ام محمد تقذف الحرمل بعنف على اللوح الحديدي الساخن
مع اصوات القنابل الصوتية والجميع بحالة هلع وصراخ
احدهم // محمد ...
احدهم // مهند
احدهم // مهند
احدهم // علي
الدخان ينبعث من جهاز الدخان
وفريق يرشهم بالماء
حتى تصطدم ام مهند بالشرطي المتسمر ببندقيته
ام مهند /// منو ؟؟
الشرطي القاتل لايتكلم :
تتلمس بندقيته
ام مهند // (( انته ؟؟ ))
] بعتاب [ اني امك ... امكم .. واخيتي هم امك .. تنتظرك تجيهه .. شننتظر؟ .. شننتظر ؟ الرحمة .. من يرجع الولد مهند .. ليش يمه تثور جيلتك .. وابني بسدادة بندقيتك محروس ؟؟
جاغير طينتنه العراق ...والطينة تهوس بكاعهه .. مات ابوه ساكت .. سدوا حلكو ببلاستر ورموه .. راحوا.. زبالة .. اليرمي على اخوه يمه يرمي على روحه .. الطلقة الجانت باردة بشاجورك رمتني .. ماعندي اثنين وتكول تخلي لي واحد ...كتلت امك يمه .. جااحنه غير واحد .. ؟؟ ومحد يريد يكلب واحد يمة .. الكرسي العراق .. مو الواحد ..

المجموعة // ايها الحاكمون .. اصغوا ... العراق للحاكم والمحكوم .. والحرية للحاكم والمحكوم .. هل يعقل هل نسمع في سموات الحرية قنابل صوتية
.. هل يعقل .. ان تجرؤ اصبع ليد عراقية ان تغتال البنفسج في الاصابع .. ؟
ايها الحاكمون .. حرية المحكوم طاقة للحكم .. وعبودية المحكوم سم الحاكمين .
ايها الشرطة المحلية في كل مكان اعلموا .. ان اداة سقوط الفرعون هم الشرطة
ام مهند // ايها الحاكمون .. ان الحاكم في الديمقراطية .... مواطن ....


[email protected]
فائز ناصر الكنعاني
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) تناص مع مرثية شلش العراقي للمرحوم مهند

#فائز_ناصر_الكنعاني (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات