أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد عادل زكى - الكندى















المزيد.....

الكندى


محمد عادل زكى

الحوار المتمدن-العدد: 3298 - 2011 / 3 / 7 - 00:14
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


الكندى
" إن تحصيلَ العِلوم إنما يَقتضى مِن الإنسان أموراًً أربعة: هى: الطلب، والبحث، والأداة، والزمان. أما الطلب: فهو سعىٌ إلى بلوغ غاية وكُُل طالب فلسفة يبغى معرفة الحق، ولذلك سُمى الفلاسفة طُُلاب الحكمة، والمتعلمين مِن أى نوع طلاباًً، ولو بَطل الطلب ما بلغ الإنسان الأرب. أما عن البحث: فهو تفتيش عن الأمور الخفية، حتى إذا عثرَ الباحث عليها كشف عنها، وعرفها. ولا بحث إلا بمشقة وتكلف، فالمعرفةُُ ثمرة البحث، والبحث نتيجة الطلب. والأداة وسيلة يَصطنعُها الباحثُ عن الحقائق، والزمان ضرورة لا مناص منها لكُُل شىء إنسانى ما دام يَخضع للحركة والنمو، والتفكير مِن أقيّسة وبراهين حركة؛ لأنه إنتقال مِن معلوم إلى مجهول. والحركة تتم فى زمان"
خليفة جابر بن حيان، أهم أعماله عمقاًً ونفاذاًً للبصيرة، تأتى على شكل أفكار حول النسبية والعلاقات بين الأشياء والزمان والمكان، كما أنه يستخدم نفس النسخة العربية لكلمة "النسبية" والتى بعد مرور ألف عام فيما بعد سوف تشتهر على يد عالم الرياضيات ألبرت اينشتين، إنه أبو يوسف يعقوب بن إسحاق الكندى(805 - 873) أُُختلف فى حساب خمس سنوات من عمره وإسمه الكامل هو يعقوب بن إسحاق بن الصباح الكندى، أبو يوسف. وهو من قبيلة كندة التي موطنها جنوب غرب إقليم نجد. ولد بالكوفة، وكان والده أميراًًً عليها ويُُقال عن يعقوب الكندى أنه أتم حفظ القرآن والكثير من الأحاديث النبوية الشريفة وهو فى الخامسة عشر من عمره عندما كان يعيش فى الكوفة مع أسرته الغنية بعد وفاة والده والي الكوفة الذى ترك له ولإخوته الكثير من الأموال. أراد يعقوب أن يتعلم المزيد من العلوم التى كانت موجودة فى عصره فقرر السفر بصحبة والدته إلي البصرة ليتعلم عِلم الكلام وكان هذا العِلم عند العرب يضاهى علم الفلسفة عند اليونان. أمضى الكندي ثلاث سنوات فى البصرة يدرس بها، عرف من خلال دراسته كُُل ما يجب أن يعرف عن علم الكلام، ثم أتم تحصيل العلم على يد أشهر العلماء فى بغداد حيث انتقل مع أمه بعد ذلك الى بيت فى بغداد، التى كانت بحراًًً من العلوم المتنوعة المختلفة فى العصر العباسى، ليزيد من ثقافته وعلمه(من المؤلفات الهامة، والرائعة عن عصر النبوغ الفكرى الإسلامى، راجع: مايكل هاملتون مورجان، تاريخ ضائع، التراث الخالد لعلماء الإسلام ومفكريه وفنانيه، تعريب: أميرة نبيه بدوى،دار نهضة مصر. القاهرة2008) فبدأ بالذهاب إلي مكتبة بيت الحكمة التي أنشأها هارون الرشيد وإزدهرت فى عهد إبنه المأمون وصار يمضى أياماًً كاملة فيها وهو يقرأ الكتب المترجمة عن اليونانية والفارسية والهندية لكن فضوله للمعرفة لم يتوقف عند حد قراءة الكتب المترجمة فقط، بل كان يتمنى أن يتمكن من قراءة الكتب التى لم تترجم بلغاتها الأصلية، لذلك بدأ بدراسة اللغتين السريانية واليونانية وتمكن من إتقان هاتين اللغتين بعد سنتين، وبدأ بتحقيق حلمه، فكوّن فريقاًًً خاصاًًً به وصار صاحب مدرسة فى الترجمة تعتمد على الأسلوب الجميل الذى لا يُغير الفكرة المترجمة، لكنه يجعلها سهلة الفهم وخالية من الركاكة والضعف. وأنشأ فى بيته مكتبة تضاهى فى ضخامتها مكتبة الحكمة فصار الناس يقصدون بيته للتعلم ومكتبته للمطالعة وصارت شهرته فى البلاد عندما كان عمره خمسة وعشرون سنة فقط. دعاه الخليفة المأمون ليلتقي به، فأعجب به وسرعان ما أصبحا صديقين. فيما بعد وضع الكندى منهجاًً جديداًً للعلوم وفََق فيه بين العلوم الدينية والعلوم الدنيوية. وكانت له معرفة واسعة بالعلوم والفلسفة اليونانية. عاصر ثلاثة من الخلفاء العباسيين وهم المأمون، والمعتصم، والمتوكل. كما عاصر الفلكيين بنو موسى، والفلكى سند بن على. وقد بلغ منزلة كبيرة عند المأمون والمعتصم، حتى إن المأمون عهد إليه بترجمة مؤلفات أرسطو وغيره من فلاسفة اليونان. لكن نظراًً لآرائه الفلسفية ووشاية بعض الحاسدين به، فقد أمر المتوكل بمصادرة جميع كتبه؛ غير أنها أعيدت إليه جميعها. أدرك الكندى أهمية الرياضيات فى العلوم الدنيوية فوضع المنهج الذى يؤسس لاستخدام الرياضيات فى الكثير من العلوم، فالرياضيات علم أساسى يدخل فى الهندسة والمنطق والحساب وحتى الموسيقى وقد إستعان الكندى بالرياضيات وبالسلم الموسيقى اليونانى الذى إخترعه فيثاغورث، ليضع أول سلم للموسيقى العربية مسمياًً العلامات الموسيقية. وهو أول من وصف مبادئ ما يعرف الآن بالنظرية النسبية، ففي حين أعتبر علماء الميكانيكا التقليديون (جاليليو ونيوتن) الوقت والفراغ والحركة والأجسام قيماًً مطلقة، قال الكندى إن تلك القيم نسبية لبعضها البعض كما هى نسبية لمشاهدها. و يلقب الكندى أيضاًً بفيلسوف العرب بل مؤسس الفلسفة العربية الإسلامية. كتب أربعة كتب عن إستعمال الأرقام الهندية. كما قدم الكثير فى مجال الهندسة الكروية لمساعدته فى دراساته الفلكية. كما راقب أوضاع النجوم والكواكب خاصة الشمس والقمرـ بالنسبة للأرض وما لها من تأثير طبيعى وما ينشأ عنها من ظواهر. وأتى بآراء خطيرة وجريئة فى هذه البحوث، وفى نشأة الحياة على ظهر الأرض، مما جعل الكثير من العلماء يعترفون بأن الكندى مفكر عميق من الطراز الرفيع. أما فى الكيمياء فقد عارض الفكرة القائلة بإمكانية استخراج المعادن الكريمة أو الثمينة كالذهب من المعادن الخسيسة. وكتب فى ذلك رسالة سماها "رسالة فى بطلان دعوى المدعين صنعة الذهب والفضة وخدعهم"أما فى الفلك فلم يكن الكندى يؤمن بأثر الكواكب فى أحوال الناس، ورفض ما يقول به المنجمون من التنبؤات القائمة على حركات الأجرام. ووجه إهتمامه إلى الدراسة العلمية للفلك وعلم النجوم وأرصادها. ويعدّه بعض المؤرخين واحداًًً من ثمانية أئمة لعلوم الفلك فى القرون الوسطى لمساهته فى تطوير المرصد الفلكى فى بغداد. وقدم الكندى فى علم الفيزياء الكثير فى البصريات الهندسية والفيزيولوجية. كما أن الكندى كان مهندساًًً بارعاًًًً، يُُرجع إلى مؤلفاته ونظرياته عند القيام بأعمال البناء، خاصة بناء القنوات، كما حدث عند حفر القنوات بين دجلة والفرات. ألف الكندى، كعالم موسوعى، وشرح كتباًًً كثيرة، أُُختلف فى تقدير عددها ما بين 230، و270، و300 ما بين رسالة وكتاب؛ تناولت مواضيع مختلفة منها الفلسفة، والفلك، والحساب، والهندسة، والطب، والفيزياء، والمنطق، والمد والجزر، وعلم المعادن، وأنواع الجواهر، وأنواع الحديد، أنظر: رسائل الكندى الفلسفية، دار الفكر العربى، 1950، الدكتورأحمد فؤاد الأهوانى، الكندى فيلسوف العرب، الهيئة المصرية العامة للكتاب. القاهرة 1985، مايكل هاملتون مورجان، تاريخ ضائع، التراث الخالد لعلماء الإسلام ومفكريه وفنانيه، تعريب: أميرة نبيه بدوى،دار نهضة مصر. القاهرة2008) الزركلى، الاعلام، المجلد الخامس، مرجع سابق الذكر



#محمد_عادل_زكى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فرنسوا كينيه
- خواطر حول إبن خلدون وقانون القيمة
- نحو طرح منهجى علمى لإشكالية تحريف الأناجيل (1)
- الإقتصاد السياسى للتخلف (5)
- الإقتصاد السياسى للتخلف (4)
- الإقتصاد السياسى للتخلف (2)
- الإقتصاد السياسى للتخلف (1)
- الإقتصاد السياسى للتخلف (3)
- حينما يتأسلم القضاء
- فى نقد أسطرة الدين
- خمسائة عام من الإنحطاط
- كارل ماركس
- فرضيات جرامشى
- أزمة فهم الأزمة
- إعادة إنتاج السلطة
- رسالة الشيخ الأكبر محى الدين بن عربى، إلى فخر الدين الرازى
- مَن الذى يبنى إسرائيل الكبرى؟
- تلخيص العمل المأجور والرأسمال
- من كتاب (الإقتصاد السياسى للتخلف) ل محمد عادل زكى
- الديالكتيك، بين إبن خلدون وماو تسى تونج


المزيد.....




- حادثة طعن دامية في حي سكني بأمريكا تسفر عن 4 قتلى و7 جرحى
- صواريخ -حزب الله- تضرب صباحا مستوطنتين إسرائيليتن وتسهتدف مس ...
- عباس يمنح الثقة للتشكيلة الجديدة للحكومة
- من شولا كوهين إلى إم كامل، كيف تجمع إسرائيل معلوماتها من لبن ...
- فيديو:البحرية الكولومبية تصادر 3 أطنان من الكوكايين في البحر ...
- شجار جماعي عنيف في مطار باريس إثر ترحيل ناشط كردي إلى تركيا ...
- شاهد: محققون على متن سفينة دالي التي أسقطت جسر بالتيمور
- لافروف: لن يكون من الضروري الاعتراف بشرعية زيلينسكي كرئيس بع ...
- القاهرة.. مائدة إفطار تضم آلاف المصريين
- زيلينسكي: قواتنا ليست جاهزة للدفاع عن نفسها ضد أي هجوم روسي ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد عادل زكى - الكندى