أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - رشيد قويدر - ثقافة السلام ... وميديا - السلام مهنتنا -














المزيد.....

ثقافة السلام ... وميديا - السلام مهنتنا -


رشيد قويدر

الحوار المتمدن-العدد: 3296 - 2011 / 3 / 5 - 15:56
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


لم تُحظَ مفردة لغوية في تاريخ الإنسانية وشعوبها بمكانة مرموقة مثلما تحظى كلمة "السلام" في عمق تجلياتها، فهي مولودة من رحم معاناة وعذابات الانسان باعتبارها منجز فكري ذي قيمة كبيرة، وحملها الرُسل والمنورين عبر العصور التاريخية ..
تتشعب مفاهيمها وتتوسع تفسيراتها لدى ارتباطها بالثقافة بـ "ثقافة السلام"، طالما أن المضمون الإنساني للثقافة يشمل المعرفة والاعتقاد والأخلاق والعُرف، وأية قدرات يكتسبها؛ لأن المفهوم بوتقة تنصهر فيها المفاهيم والتقاطعات الانسانية كافة، على اختلاف مناشئها وتعدد تلاوينها الثقافية، حيث تنهل من منبع واحد هو "السلام والتسامح" الحاضنة الوجدانية للقيّم في صيرورة الانسان ..
على الرغم من "الميديا" الضخمة القطبية المهيمنة فإن سياسة واشنطن بالكيل بمكيالين، وانحيازها للنهب والاحتلال وذبح ثورات الشعوب؛ لا تستقيم أبداً مع معنى الوجود الانساني وثقافة السلام، يطال التشويه المفهوم ما يطاله من ديماغوجية، فهي لا تعني هنا صقلاً للذهن والذوق والسلوك وتنميته، بل أهدافاً مغايرة للسلام والتقدم وحقوق الشعوب والانسان، يبرز هذا في البلاغة الاميركية الفذّة المدعاة بـ"الحرية والديمقراطية" كشعار مجرد ومعه صنوفاً من الإكراهات في صميم كل عيش وحياة؛ وبكامل القوى "العضلية"؛ أي بقوة السلاح ونزيف الدم الأحمر ..
سدّنة هذه الميديا باسم "الحرية والسلام" و"السلام مهنتنا" المدونة على صورايخ بوراجها هم ذاتهم سدّنة العدوان والحروب حيث يتبدد الوعد إلى نقيضه، إلى الاحتلال والعدوان، والى حياة غير سويّة في منظومة المتحد الانساني وأفقه العظيم بالسلام؛ وعلى هذا النحو العراق تحت الغزو والاحتلال؛ بل افقاده سِلْمهُ الاجتماعي.
ويندرج في هذا أيضاً غوبلز وزير اعلام هتلر عندما لامس حقيقة أهمية "ثقافة السلام" بكامل قوامها كمفهوم مسالم وديع لايتحرك بالدبابات والبوارج الحربية والصواريخ، وأدرك مدى أهميتها وتأثيرها على الشعوب وضغطها على مركز القرار السياسي، فقال عبارته الشهيرة: "كلما سمعت كلمة ثقافة تحسست مسدسي"...
إن ثقافة السلام النقيّة تتطلب أولاً إنجاز حقوق الشعوب والأوطان ببعدها الوطني والاجتماعي؛ والوفاء لتراثها المادي والمعرفي والروحي، وعدم تناولها بمخالب العدوان، ورفض التلاعب باسمها؛ وهنا لاننبش ملفات التاريخ الاستعماري الامبريالي؛ أو ننبش قبور النازيين في ذروة المدنية الليبرالية المتحضرة نمواً وازدهاراً في القرن التاسع عشر؛ وفي ذروة استقرار أقوى الأمم وأكثرها تقدماً من دور "أمم الحرية والديمقراطية المتحضرة" وما فعلت في الأجزاء المختلفة من العالم، بدءاً من الإبادات في أفريقيا السوداء على امتداد كامل القرن، حيث شاركت أوروبا في تهيئة "الأرض" للقرن العشرين، بما فيها الحربيّن العالميتين، وتهيئة الأرض لصناعة الوحش النازي ..
النازية والميول المتطرفة العبثية، العدوان والقتل العبثي في تطابق المشاهد لقصف حاملات الطائرات والقطع البحرية لسنوات على الأدغال والقرى الفيتنامية .. هنا يصبح المفهوم تكراراً للمسة الخلل المرير العقلي الانساني، حين يندرج "السلام مهنتنا" في جرائم الابادة ..
الآن في الشرق الأوسط يندرج هذا في تفخيخ المفهوم: "ثقافة السلام"؛ حيث تبرز تساؤلات السلام، فمبدأ السلام الاسرائيلي أكثر شمولاً من مفهوم الحدود الآمنة، ومن مفهوم الأمن القومي لدى الدول، وأكثر عمقاً بسبب تحالفها الاستراتيجي مع الولايات المتحدة، والأسئلة تحتاج إلى أجوبة قاطعة وواضحة مثل : -
• هل تتخلى اسرائيل عن مفاهيم القوة؟ ماذا ترى دورها في المنطقة ؟ هل هي تحتاج إلى السلام المتبادل أم إلى الأمن فقط؟ ماهي حدود الدولة؟ وماهي رؤيتها للدولة الفلسطينية ولمفهوم الحقوق الفلسطينية؟؛ بأي منظور ترى السلام: هل هو من منظور الأمر الواقع وماهو قائم أم من منظور التوازن والمساواة في الحقوق؟ السلام والمستعمرات الاسرائيلية التي تلتهم الأرض في الضفة الفلسطينية والقدس المحتلة عام 1967؛ والدولة الفلسطينية وقرارات الشرعية الدولية .. الخ، والأهم هو: ماهو مفهوم "الامن القومي الاسرائيلي" ..
إن تحليل الاجابات على أرض الواقع هو الذي يسمح بفهم المراوغات وسياسات المماطلة والعدوان؛ هل يقام السلام على قرارات الشرعية الدولية أم على أسس القوة والهيمنة التي تحجب ضوء سلام الشعوب؛ المعنية أولاً بالسلام؛ فكيف يمكن بناء "ثقافة السلام"..



#رشيد_قويدر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثقافة وجرعاتها الوقائية العالية
- قيمة الزمن .. قيمة الشعور بالمسؤولية ..
- يا إلهي ... ما -أقدس- الحاكميات العربية ... !
- في الثقافة الوطنية والعالمية ...
- الثقافة .. والوعي التاريخي
- إشعاعات ثورة أكتوبر البلشفية
- -لليسار دُرْ...- في نقد العقل العربي
- سيدة النجاة..
- -الديمقراطية- ... تحديات الخيار الوطني التحرري والديمقراطي
- الفرا والدوران في المتاهة ... !
- خلف الارهاب الأعمى ... فكرة جبانة سوداء
- القاسم الذي كتب في حلكة الزنازين أجمل قصص الكفاح والحب
- عمر القاسم مؤسس وعميد الحركة الأسيرة
- البنية السياسية الراهنة للنظام العالمي ... نحو التعدد القطبي
- -الطائفية في مواجهة الدولة الوطنية-
- تطورات السياسة التركية.. والصلف الاسرائيلي
- شجاعة النقد والإصلاح ... بؤس الأكاذيب
- قراءة في الورقة المصرية ...
- كيف يرسم المثقف الجذري المفكر رؤيته للمستقبل
- الفلسطينيون في اللقاء الثلاثي ....وخفّي حَُنين


المزيد.....




- أوروبا ومخاطر المواجهة المباشرة مع روسيا
- ماذا نعرف عن المحور الذي يسعى -لتدمير إسرائيل-؟
- من الساحل الشرقي وحتى الغربي موجة الاحتجاجات في الجامعات الأ ...
- إصلاح البنية التحتية في ألمانيا .. من يتحمل التكلفة؟
- -السنوار في شوارع غزة-.. عائلات الرهائن الإسرائيليين تهاجم ح ...
- شولتس يوضح الخط الأحمر الذي لا يريد -الناتو- تجاوزه في الصرا ...
- إسرائيليون يعثرون على حطام صاروخ إيراني في النقب (صورة)
- جوارب إلكترونية -تنهي- عذاب تقرحات القدم لدى مرضى السكري
- جنرال بولندي يقدر نقص العسكريين في القوات الأوكرانية بـ 200 ...
- رئيسة المفوضية الأوروبية: انتصار روسيا سيكتب تاريخا جديدا لل ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - رشيد قويدر - ثقافة السلام ... وميديا - السلام مهنتنا -