أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منير العبيدي - الثورة، أعلى اشكال الابداع














المزيد.....

الثورة، أعلى اشكال الابداع


منير العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 3296 - 2011 / 3 / 5 - 14:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كما يبدو فإن الثورة العربية يجب أن تتوقف في مكان ما حسب حسابات الغرب و الولايات المتحدة حيث ان تداعي احجار الدومينو قد يطيح بأحجار ثمينة في سلسلة المصالح العالمية و الغربية لا يمكن السماح بسقوطها. تصريحات وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلنتون بأن ليبيا قد تنتقل نحو الديمقراطية او نحو حرب اهلية و التصريحات المختلفة للقادة العسكريين حول امكانية اقامة منطقة حضر طيران، هذه التصريحات التي تتأرجح بين هذا و ذاك، تذكرنا بأجواء التصريحات الامريكية في اعقاب هزيمة الجيش العراقي في حرب الكويت و انتفاض الشعب العراقي ضد الحكم.
فهل ستعيد الدورة الشريرة كرتها فيعاد تنصيب حكام انتهت صلاحيتهم بانتظار بديل مرغوب؟
من الممكن ان يتطور السيناريو الليبي بالارتباط مع المهمات الحيوية للغرب التي انيطت به مثل الهجرة و الطاقة ومصادر اخرى غير معلنه للثروة على الاراضي الليبية ( ليس بينها على اية حال موقفه من حقوق الانسان) اكثرمما حدث في تونس مثلا، أي ان القضية الليبية اكثر تدويلا وبالتالي فإن تصريحات وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون توحي بأن من الممكن ان يحقق الزعيم الليبي انتصارا ناقصا أو من الممكن ان يدرك قادة الثورة الليبية ( إن كانت قيادة مثل هذه موجودة اصلا) أن تدويل الثورة لديهم أمر واقع و إن عليهم ادراك ضرورة مراعاة العامل الدولي دون مزايدات تعبر عن الافراط في تقدير الامكانيات.
قد تمثل التصريحات الامريكية اشارة لا يمكن اغفالها تلقفها القذافي ( فالطغاة في العادة يكونون اذكياء في التقاط ما يساعد على اطالة حياتهم) أو أن رسالة بهذا المحتوى قد وصلته صراحة، و في كل الاحوال فإن من الواضح ان القذافي يحاول ان يستعيد المبادرة و قد ينجح في ذلك، و لكن بقدر ما يرغب الغرب و بقدر ما يفقد معارضوه الثوريون الارادة السياسية في الحسم.
و لكن اللوم في المراوحة التي تعاني منها الثورة الليبية لا يقع بالكامل على المجتمع الدولي الذي سوف يخضع للنتائج الذي تفرض عليه بل أن جزءا مهما يقع على الثوار انفسهم، فوفق تكتيكات العمل الثوري، فإن الأساليب التي اتبعها الثوار لم تتماش مع تكتيكات العمل العسكري الكلاسيكي حيث وضعت الثورة نفسها في موقف دفاعي بسبب افتقادها للقيادة و ركونها الى انتظار التالي: أن تنتفض طرابلس بدون دعم المناطق المحررة. و من المعروف ان الثورة وفق نظريات التكتيك الثوري اياها تموت اذا ما وضعت نفسها في موقف دفاعي.
فهل ستمر ليبيا بحقبة من الانتظار الدموي التصفوي على غرار ما حصل في العراق في اعقاب حرب الكويت و تنتظر عقدا لكي تحصل على حسم عسكري خارجي بعد ان يستغيث اهلها ليحصلوا على خلاص لن يكون، كما لم يكن عندنا خلاصا ابدا؟
الثورة المصرية، الثورة الدائمة، و برلمان الشارع
تتوفر الثورة المصرية على خصائص اخرى. فكما الثورة التونسية بقي الجيش متماسكا و محايدا او مدركا لضرورة الاستجابة.
يدرك شباب الثورة المصرية إنها تحتاج إلى مفهوم الثورة الدائمة ليس بالمعنى الذي اشار اليه تروتسكي و انما بمعنى ارتباطها ببرلمان الشارع الذي يديم الثورة و يشكل مصدر ضغط و مطالبة حتى تستقر المؤسسة الدستورية و التنفيذية.
إن قوى الثورة المضادة ( هذه المصطلح استعلمه هنا لاول مرة بضمير مرتاح) سوف تعمل كل ما بوسعها لافراغ الثورة من محتواها و اعادة الاعتبار لقوى الفساد و الاستغلال البشع اللذين يرتبطان بعلاقة عضوية. كان احد متظاهري ميدان التحرير على حق حين أشار إلى أن الثورة لا يمكن ان تحقق اهدافها بدون عدالة اجتماعية. فتطور اقتصاد السوق الحر لا يمكن ان يتحقق في ظل هذا المستوى من الفقر و انعدام الخدمات و وجود آلاف من العوائل التي تسكن في المقابر.
الثورة و الابداع
كان التتويج الابداعي للعشرات من الفنانين و الشعراء مثل رامبو هو الانخراط في الثورة باعتبارها اعلى اشكال الابداع.
الثورة كانت خلاقة في مصر و ذات طابع ابداعي إلى حد كبير، هذا الطابع الخلاق لشباب الفيس بووك، جعل أمثالنا من المثقفين التقليديين نبدو متخلفين، و اظهرنا كما نستحق كثرثارين عديمي الفائدة، هذا الطابع الخلاق يدفع المرء على التفاؤل في ان الثورة المصرية قادرة على الاهتداء إلى طريقها و ايجاد طرق لاعادة البناء على اسس ينبغي ان تكون غير مسبوقة و غير مطروقة. فلا التطور الرأسمالي المنفلت الذي سوف يعيد انتاج مراكز الثروة غير المشروعة والفساد، و لا طريق التأميمات الكلاسيكية التي قادت إلى الإتكالية و تدني الانتاجية بصالحين لحل السؤال المصري الكبير: كيف نخرج من نفق الفقر، و كما انتصرت الثورة المصرية بطريقة ابداعية فإنها مدعوة لحل الاسئلة اللاحقة بالطريقة الابداعية نفسها. وضع المساعدات الخارجية في ايدي نظيفة و استعمالها حقا من اجل الشعب لن يكون الا بإدامة الثورة عبر برلمان الشارع.
"ثورات" الخمسينات
امام ثورات الشعب المصري و التونسي و الليبي بات السؤال مشروعا: هل ما انجزه الجيش المصري و الجيش العراقي في اعوام الخمسينات كان ثورة حقا ام مجرد انقلابات عسكرية ؟ و اذا ما كنا سنختلف على الجواب، ربما بدوافع النوستالجيا وحدها احيانا فإنه بات مؤكدا ان "ثورات" الخمسينات قد فشلت و تحولت الى القمع و الانفراد بسبب ادوات النتفيذ: الجنرالات ام الشعب؟ فالجنرالات بقوا يعتقدون بقوة بأنهم متفضلون على الشعب و هذا الشعور الذي لم يفارقهم لحظة أبقى على ميلهم لازدراء ارادة الشعب و الشعور بالتفوق ازاءه حتى لو تمت الاستجابة لمطالبه مؤقتا.
اداة تنفيذ الثورة لا تقل اهمية عن منجزاتها و ينبغي ان لا نستبدل هذا بذاك، لكن رهطا منا قد صار الى اعتبار المنجزات التي تحققت اكثر اهمية من الفعل الشعبي مما عزز الفوقية و الانفراد ثم الهجوم على الحقوق و التراجع عنها.
قائد ثوري: لا قيمة لاية ثورة ما لم تعرف كيف تدافع عن نفسها.



#منير_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الارث الثقافي المشترك، العرب اوربا
- حلقة أخرى في الحوار مع الزميل رزكار عقراوي أي يسار يمثله الح ...
- أي يسار يمثله الحوار المتمدن؟ حوار مع الزميل عقراوي
- المثقفون والعقلية الحزبية
- صناعة الخصوم
- السياب المرتد بين عاكف و القاعود 2
- السياب المرتد بين عاكف و القاعود
- - أكتب على يد عادل السليم - للكاتب الكوردي كاروان عمر كاكه س ...
- حين يكون الجلاد مثقفا
- المثقف العراقي ، مجدٌ ولكن بعد الموت فقط
- المالكي من المشروع الطائفي إلى المشروع الوطني
- لماذا لم أعد راغبا في الكتابة في الحوار المتمدن
- القوى السياسية الفاعلة على الساحة العراقية و موقفها من المجت ...
- القوى السياسية الفاعلة على الساحة العراقية و موقفها من المجت ...
- القوى السياسية الفاعلة على الساحة العراقية و موقفها من المجت ...
- هوركي أرض آشور رواية جديدة
- الحكومة العراقية تتحالف مع عتاة اليمين المعادي للاجانب في ار ...
- بيتي الوحيد الحزين
- الكسب الحزبي
- كاسترو : خمسين سنة في السلطة و لكنه ليس ديكتاتورا !!


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منير العبيدي - الثورة، أعلى اشكال الابداع