أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - دياري صالح مجيد - جدل الديمقراطية والدولة في العراق














المزيد.....

جدل الديمقراطية والدولة في العراق


دياري صالح مجيد

الحوار المتمدن-العدد: 3296 - 2011 / 3 / 5 - 11:41
المحور: حقوق الانسان
    


منذ امد بعيد يحلم العراقيون بالديمقراطية التي كانت شيئا من الخيال لم يكن يصدق المرء انه كان من الممكن بلوغه في اي مستقبل قادم , لان الظروف السابقة كانت بمجملها تثبط تحقيق هذا الحلم الذي نظر له العديد من المهتمين بانه حلم خرافي لا يمت بصلة الى الواقع .

في مقابل هذا الحلم كانت هناك ضغوطات الواقع العنيفة بماساويتها في ظل وجود سلطة دكتاتورية كانت تعد العدة لك شيء من اجل الاستمرار في الحكم اجيالا ثم اجيالا , حتى ان الحاكم لم يكن يفكر الا بكيفية التشبث لاطول فترة ممكنة بالحكم , وان فاجاته يد القدر واختطت له غير الذي يتمنى , ترفع قليلا هذا الحكام ليفكر في كيفية توريث السلطة الى الاقوى والاعنف من ابنائه , كي يديم عز وامجاد العائلة الحاكمة .

في ظل هذا المشهد الماساوي ضاعت الكثير من التفاصيل الدقيقة وغير الدقيقة فيما يتعلق ببناء الدولة , فالاموال كانت تصرف بطريقة عبثية في حروب داخلية وخارجية لا طائل منها , وفي تسلح كانت تحكمه عقلية القروي الحالم دوما بشراء السلاح وتعزيز القوة العشائرية . لذا انتجت لنا تلك الفترة مؤسسات هزيلة غير قادرة على خدمة الفرد والمجتمع , لانها بالاساس كانت معدة لخدمة اوامر الحاكم الاوحد وعائلته .

عندما انهار النظام السابق واركان حكمه التليدة العتيدة , تصور الكثير بان النخبة القادمة التي عارضت ذاك النظام , ستاتي لتطبق افكار جديدة اولها الديمقراطية التي ستكون مقدمة لاصلاحات حقيقية شاملة يمكن للمرء ان يتلمس اثارها على صعيد حياته اليومية والمستقبلية , ظن الكثير بان القادم سيكون افضل في التعاطي مع العراقي وطموحاته التي مُنعت من التسرب الى خارج جمجمته سابقا خشية من ان تضيع معها حياته في ذاك الزمان اذا ما باح بمكونانته التي يختزنها هناك في تلك الجمجة , التي تحولت مع الزمن الى موطن لكل ما هو عتيق وغريب لايمت بصلة الى تسارع التقدم والتطور الذي تشهده البشرية .

في مقابل هذا التصور والتغير الذي حصل في التركيبة السياسية العراقية كان هنالك امرا اخر لا زال مستمرا على ارض الواقع ليعصف بنا كلما تعمق وعينا بالعمل السياسي , وهو بناء الدولة . فهذا البناء ليس له اساس اليوم كما هو حاله بالامس . فالسابقون لم يكونوا ليحلموا بالدولة وبنائها بقدر ما كانوا يحلمون بالبقاء الى الابد في السلطة . اما اليوم وفي زمن الديمقراطية , نجد بان سياسيي هذا الزمن يدركون بان الدورة الانتخابية قصيرة زمنيا ومن المؤكد بان اغلب الوجوه لن تحكم او تكون في مراكزها مجددا , لذا ما الفائدة بالنسبة لهم في التفكير الخاص ببناء دولة ؟ , لذا نجد ان غالبية منهم يرفع شعار الدولة امام الجمهور , لنجد بان ذات الشخص فيما بعد هو اكثر اعداء بناء الدولة , لان امثاله يريد الربح من هذا الواقع الديمقراطي والاغتناء في اسرع واقصر مدة زمنية لا غير .

امام هذين المشهدين يقف الفرد العراقي حائرا متسائلا عن جدوى الدكتاتورية والديمقراطية وعلاقتهما ببناء الدولة , على اعتبار ان بناء الدولة هو الاهم للفرد والمجتمع , لان النظم السياسية بشقيها المشار اليها سلفا ستمضي وتزول لا محالة مهما طال او قصر بها الزمن , اما الدولة فيجب ان تبقى لانها الضامن الكفيل للفرد والمجتمع , لذا يبدو ان جدل الديمقراطية والدولة سيتصاعد بوتيرة متسارعة في العراق , في اشارة الى ان هذا الجدل له جذور منطقية في ظل ما يدعى بالنظام الديمقراطي على اعتبار انه الاجدر من غيره وسابقه في بناء مثل هذه الدولة , فهل سنرى بوادر حقيقية لنشأة دولة قوية كما يتمناها المواطن فعلاً ؟ .



#دياري_صالح_مجيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قيادة العراق التعليمية امام تحدي الاهانة
- الديمقراطية في العراق : هل هي فقط الحق في الانتخاب ؟
- الاحتجاجات الشعبية في العراق ... حوار افتراضي هاديء
- النظرة الرسمية للاحتجاجات الشعبية في العراق !!!
- المسيحيون مجددا ... لماذا ؟
- المثقف بين الشرق والغرب
- هل من تغيير ؟
- السيد برهم صالح .... رؤية متعقلة للتغيير في اقليم كردستان ال ...
- حركة التغيير الكردية ... هل هي مقبلة على التغيير ؟
- لماذا يصعب تطبيق النموذج التونسي في الشرق الاوسط ؟
- جورجيا والاتحاد الاوربي بعد عام من حرب اغسطس / اب
- السياسة الاقتصادية لروسيا في اسيا الوسطى
- كازاخستان وتصدير النفط الى اوربا
- اين نحن العراقيون من مساومات احزاب السلطة ?
- سفير بلا سيرة ذاتية !!!
- قتل وتهجير المسيحين ودعوة وزير الهجرة والمهجرين اللامنطقية ! ...
- مشاركتي الاولى في حلقة نقاشية خارج العراق
- الكورد الفيلية وفلسطيني القدس العربية .... ذكرى متجددة للألم
- الجيوبولتيكا الايرانية ومستقبل العقوبات الامريكية
- تعليق على مقال كورد العراق الفيلية للكاتبة اليزابيث كامبل


المزيد.....




- منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تؤكد مسئولية المجتمع ال ...
- ارتفاع حصيلة عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ...
- العفو الدولية: المقابر الجماعية بغزة تستدعي ضمان الحفاظ على ...
- إسرائيل تشن حربا على وكالة الأونروا
- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...
- المقررة الأممية لحقوق الإنسان تدعو إلى فرض عقوبات على إسرائي ...
- العفو الدولية: استمرار العنصرية الممنهجة والتمييز الديني بفر ...
- عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تحتشد أمام مقر القيادة العس ...
- استئجار طائرات وتدريب مرافقين.. بريطانيا تستعد لطرد المهاجري ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - دياري صالح مجيد - جدل الديمقراطية والدولة في العراق