أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - اميرة بيت شموئيل - متى يكون الله ارهابي














المزيد.....

متى يكون الله ارهابي


اميرة بيت شموئيل

الحوار المتمدن-العدد: 985 - 2004 / 10 / 13 - 09:28
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


بعد الاعتداء الغاشم على بعض الكنائس في العراق، ارسل لي احد الاصدقاء رابط يقود الى صفحة المجموعة التي اعلنت مسؤوليتها عن الاعتداء على الانترنيت، فقمت بفتح الصفحة كرغبة للاطلاع على اية وجهة نظر يمكن ان يفسر الاعتداء. عبارات , جاهلة متخلفة مجبلة بخلجات النفس الحاقدة والمتقوقعة في كيان ارهابي وقح متعطش للدماء حد التعفن و.( هنا الطامة الكبرى)، مغلفة بعبارات الله اكبر !!!!!.
(( الله اكبر ، نصر من الله . الله اكبر ، ضربناهم في عقر دارهم هؤلاء النصارى الكفرة، الله اكبر)) !!!!!!. وطبعا الموقع الارهابي يستقبل التعليقات التي تشجع الارهاب فقط ( لان الصديق ذكر لي بانه كتب تعليقا لاذعا لهم ولم ينشر تعليقه)، والتعليقات الارهابية كلها تبدأ او تنتهي او الاثنين معا بعبارة الله اكبر!!!!
لم يكن في الكنائس مسلحين ولم يكن فيها محتلين. اطفال ونساء وشيوخ ورجال دين رجال مدنيين مسالمين، لا يحمل احدهم اي سلاح، تجمعوا في بيوت الله يوم الاحد ( يوم القداس )، ليصلوا الى الله . هؤلاء من كانوا في هذه الكنائس في اليوم الذي يتبجح الارهابيون المسلحون، بضربهم في عقر دارهم واحراز النصر عليهم !!. الدور كانت دور الله، والزوار كانوا عزل وغير مسلحين، بالاضافة الى انهم كانوا ظاهرين للعيان اي غير متخفين او متسترين، بعكس المهاجمين، المسلحين والمتخفيين ، كالجبناء، خلف اللفاف الاسود. لا ادري لماذا يسيئوا الى اللون الاسود الجميل، بلف وجوههم المجرمة.
هذا الهجوم الجبان على الاماكن المقدسة ( بيوت الله ) في العراق، لم يشمل الكنائس فحسب، بل تعدى الى المساجد والاضرحة المسلمة المقدسة ايضا، اي ان الهجوم عشوائي اصلا. كما ان الارهاب لم يشمل المسيحيين في العراق فقط بل تعدى الى المسلمين واليزيديين والصابئة والشبك ايضا.
هكذا هجوم ارهابي لابد وان يكون صادرا عن جبناء ومتخلفين وكفرة كذلك. جبان لانهم يهاجموا اناس مدنيين لا يحملوا معهم اي سلاح، ومتخلفين لانهم عشوائيين وبلا اهداف، وكفرة لانهم يهاجمون بيوت الله واتباع الله.
فالكل يعلم ان الله لم يرسل للعالم نبيا واحدا فقط ولم يخص شعبا واحدا فقط ببركاته، في التعريف به والطريق اليه ، وليس لاحد الحق بالادعاء بانه هو الحق والاخرين على باطل. فلو اراد الله ان يخص شعبا واحدا ويقربه اليه ونبيا واحدا له لاكتفى باول نبي واول شعب خصه، من حيث ان الانبياء لايموتوا وتعاليمهم ايضا لاتزول.
اما هؤلاء الارهابيون، فلا اله يؤمنون به حقيقة، بالاضافة الى انهم يعادون الاله الوحيد الذي يعبده اتباع الديانات السماوية ( من ضمنهم المسلمين والمسيحيين في العراق) واعتداءاتهم الدموية على البيوت المقدسة ، تشهد على ذلك، ولكن المتشددين الذين يقفون ورائهم يدركون جيدا بانهم لم ولن تؤثر سياساتهم العنصرية المتشددة حتى على الشخصية البسيطة في العراق، اذا لم يغلفوا اجرام ارهابييهم بعبارة الله اكبر، لان هذه هي الحجة الوحيدة التي يمكن ان يقدمها المتشدد كتبرير لهذه الحماقات الدموية المتخلفة.
للاخوة الاكراد عبارة وداعية جميلة وواقعية ايضا، حيث تقول : خواتان لكَل، اي الهك معك. فعندما تودعهم بعبارة : خدا حافيز ( اي الله الحافظ)، يجيبوك بعبارة ( خواتان لكَل) . بهذه العبارة لخصوا مفهوما حقيقيا لواقع ايمان الانسان بالله.
هذه العبارة ( خواتان لكَل) تؤكد ان لكل انسان تصور وبالتالي ايمان خاص بالله . كيف؟
بالرغم من ان جميع اتباع الله على الارض ( اتباع الديانات السماوية) تقر بالاله الواحد، الا ان لكل انسان في هذه الديانات تصور خاص لماهية هذا الاله. هذا التصور، لابد وان طبيعة الانسان هي التي تساهم بشكل فعال فيه، وبالتالي يخرج الايمان متأثرا بهذا التصور والمتأثر بدوره بتلك الطبيعة. فالشخص ذو الطبيعة الديمقراطية والعادلة يصور الله كديمقراطي وعادل والشخص ذو الطبيعة المسالمة يصوره كمسالم، والانسان ذو الطبيعة المتشددة والهجومية يصور الله قائد حربي وارهابي و... (هنا الطامة الاخرى) يصور نفسه فريق ركن الله على الارض ، اما الارهابيين فيصورهم كجند الله الذين يجندهم تحت رعايته ( اي رعاية المتشدد) . اما الشخص الارهابي فهو كما قلنا، كافر لا اله يؤمن به، يعتبر الحياة غابة، لاتستمر حياته فيها اذا لم يقتل الاخرين.
نعم لكل شخص تصور وايمان خاص بالله ، تحدده طبيعته. ويمكن ايضا ان يتحول ايمان وتصور الانسان حسب تغيير طبيعته وظروفه.
صدام حسين حمل طبيعة الارهابي حتى اعتلى سدة الحكم، فقد قام بتصفية مخالفي خاله طلفاح وقريبه البكر، ثم قام بتصفيتهما ايضا ليصل الى الحكم، وبعدها تحول الى المتشدد، حيث وضع القوة المالية والمعنوية لتسخير طاقات الارهابيين من المجرمين والقتلى والحرامية ضد الشعب العراقي المغلوب على امره.
هذه الاختلافات في تصور الله موجودة في اتباع جميع الاديان السماوية، ولكل منها اتباع ومساندين، وتتوقف تأثيراتها حسب الدعم المقدم لها من الجهات العليا في المجتمع ( الحكومات). ففي المجتمعات التي يحضى المتشددين بالدعم والاسناد المادي والمعنوي من قبل الجهات العليا، نجدها تؤثر على الساحة العامة، اما مع الحكومات التي تحارب التشدد وتبعد عنهم الدعم المالي والمعنوي، نجد مجموعات التشدد قابعة في زاوية معينة بحيث لا تؤثر على المجتمع.
لا يستطيع احد في الوقت الحاضر ان يقطع الارهاب والاجرام في وطنه ، فهو موجود في كل البلدان، ولكن يمكن تطويقه في زاوية صغيرة جدا عندما تحجب الحكومات والشعوب دعمها المادي والمعنوي، للاطراف المتشددة التي تغذي الارهاب .



#اميرة_بيت_شموئيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الارهاب وقلع جذور البعث في العراق
- رغم حماقاتهم، احتفلت بذكرى سقوط البعثفاشي
- آلام المسيح ونظرته السياسية الى المسيح
- المرأة العراقية ويوم المرأة العالمي
- دور المرأة العراقية في الاصلاح البحثي والجامعي
- الكوبونات الصدامية، وصمة عار في جبين الانسانية
- هل ستعيد بريطانيا خيانتها للشعب العراقي
- الى مجلس الحكم : مزيدا من قرارات الاجحاف بحق المرأة
- حقوق المرأة والقيادات العليا
- رسالة الى عضوات مجلس الحكم العراقي
- ليكن عامنا الجديد عام الحرية الفكرية نعم لمسيرات الاحتجاج .. ...
- هل كانت سميرة الشاهبندر تفاوض التحالف ؟؟؟؟
- تحية الى الحوار المتمدن واخراجه المرتب
- المرأة والمومس
- مواجهة الكلاب السائبة
- سلاّمة
- منصب نيابة الرئيس للنساء فقط
- اوجه الشبه بين الشيعة والاشوريين في العراق
- الجهالة سبب بلاء البشرية
- الاختلاف والخلافات ... من اين تبدأ الحلول؟


المزيد.....




- إماراتي يرصد أحد أشهر المعالم السياحية بدبي من زاوية ساحرة
- قيمتها 95 مليار دولار.. كم بلغت حزمة المساعدات لإسرائيل وأوك ...
- سريلانكا تخطط للانضمام إلى مجموعة -بريكس+-
- الولايات المتحدة توقف الهجوم الإسرائيلي على إيران لتبدأ تصعي ...
- الاتحاد الأوروبي يقرر منح مواطني دول الخليج تأشيرة شينغن متع ...
- شاهد: كاميرات المراقبة ترصد لحظة إنهيار المباني جراء زلازل ه ...
- بعد تأخير لشهور -الشيوخ الأمريكي- يقر المساعدة العسكرية لإسر ...
- -حريت-: أنقرة لم تتلق معلومات حول إلغاء محادثات أردوغان مع ب ...
- زاخاروفا تتهم اليونسكو بالتقاعس المتعمد بعد مقتل المراسل الع ...
- مجلس الاتحاد الروسي يتوجه للجنة التحقيق بشأن الأطفال الأوكرا ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - اميرة بيت شموئيل - متى يكون الله ارهابي