أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حميد الحلاوي - للتو أنا عائد من ساحة التحرير ..















المزيد.....

للتو أنا عائد من ساحة التحرير ..


حميد الحلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 3295 - 2011 / 3 / 4 - 21:05
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


للحظات خلت كنت عائدا ً من هناك .. وكما قلت لكم ولزملائي في العمل فأنا أردت أن أكون شاهد عيان على تاريخ يكتب من جديد يسطره شـعب أرادوا للموت والتغييب عن الوعي أن يتقمصاه ويكونا سمتاه البارزتين على وجوه أبنائه , لكنه حي لا يموت .. لكنه هو الباقي .
لقد كنت هناك .. لا لشيء خاص بي وإنما لأرى هذا الإصرار العجيب الغريب على الحضور والتواجد في ساحة التحرير من قبل أبناء شعبي وأبنائي وأخوتي وأخواتي اللواتي كان لهن اليوم حضورا ً لافتا ً للأنظار وهو في الحقيقة أكبر بكثير من حضور الجمعة السابقة .
حضور ٌ هزني من الأعماق وأنا أرى هذا الرجل الكبير في السن الساكن في منطقة تبعد عن ساحة التحرير بأكثر من 20 كم لكنه مواظب ( وقد تعرفت عليه في أول مظاهرة وصلت إلى ساحة التحرير قبل 14 شباط ) على الحضور في هذا المكان المبارك تحت نصب الحرية .. حيث وضع جواد سـليم عصارة ذهنه .. في عمل قل نظيره في العالم .. شامخ شـموخ الشعب العراقي .. باق ما بقي الله , وهذا الرجل ما زال شامخا ً شموخ الحرية الحمراء وراياتها التي تطوي الآفاق رغم الطغاة ومن بها قد كفروا .
حضور ٌ جعلني أرتجف وأنا أرى تلك الأديبة كاتبة القصة القصيرة بشعرها الأبيض بياض الثلج وقد قطعت مسافة الطريق سيرا ًعلى الأقدام ثم وأنا أرى المناضلة التي تجاوزت السبعين من عمرها بكثير وهي قادمة من أقاصي الكرادة حيث تقطن إلى ساحة التحرير سيرا ً على الأقدام , وهي تعتمر كاسكيت ابيض كتب عليه ( الشباب الحر ) وهاتين أنا أعرفهن وبلا ريب أكاد أجزم واقسم بأن لهن أعزة وأقارب قد أعدموا من قبل النظام البعثي الفاشي وأن لا علاقة لهن بالبعث ولا بالراغبين بعودته للحكم كما طبلت أبواق المالكي الكريهة .
إنها أسطورة شـعب أرادوا له أن يعيش تحت الهشيم الذي خلفته نيران التحرير لكنه أبى إلا أن يقول كلمته بحق من خانوا الأمانة التي وضعها في أعناقهم , عندما صوت لانتخابهم سواء بقناعته الشخصية أو تحت تأثير إرادة زارعي ( أفيون الشعوب ) وأعني بهم المرجعيات الدينية التي لم تقف يوما إلى جانب الفقراء والكادحين من أبناء الشعب المغلوب على أمره فيهم ومعهم .
فأنتفض في جمعة الغضب التي جعلت حكامه من خونة الأمانة وفاقدي حب الوطن من حملة الجنسية المزدوجة وأسيادهم أركان سفارة الإحتلال يتبولون في سراويلهم رعبا ً متخذين إجراءات لم يتخذها حتى معلمهم الطاغية المقبور كاشفين بذلك عما أخفته الأقنعة من وجوه شيطانية .
أعلنوا حضرا ً للتجوال في ساعة متأخرة من الليل .. لكن الجماهير زحفت نحو الميدان المقدس .. من كل حدب وصوب .
في الليل البهيم سـدوا جسر الجمهورية بالحواجز الكونكريتية .. وسحبوا السيطرات التي كانت في مدخل الجسر .. وأحالوا مقر عمليات الرصافة في عمارة المطعم التركي إلى ترسانة .. لكن الجماهير والشبيبة الباسلة أندفعت بعد الأستفزاز من قبل الدعوتي كمال الساعدي .. نحو الكتل الكونكريتية لتسقطها وتتطور المسألة إلى إشتباكات بينها وبين قوات مكافحة ( الشعب ) أمتدت لحد الساعة السادسة مساء ليسقط خلالها الشهيد ( مهند ) الشاب الربيعي العمر .
أرادوا كسر شوكة الجماهير بالإعتقالات لكن جهودهم من خلال ذلك باءت بالفشل الذريع , إذ قام بعض الإعلاميين الشجعان بفضح كل ما تعرضوا له من تعذيب وإهانة عبر مؤتمر صحفي أجبر الطاغية الجديد على الظهور في مؤتمر صحفي في اليوم التالي ليتباكى بدموع التماسيح أمام الناس ويعلن عن بعض الإجراءات التي أراد أن يضحك بها على عقول البسطاء منهم .. لكنه في هذه المرة لم يكن موفقا ً أيضا ً.
في جمعة الكرامة .. أعاد نفس مسرحيته الفاشلة وبنفس الإخراج المبتدأ والعقيم .. ولكن هذه المرة بتكثيف لعناصر التمثيل بحيث أستحالت المنطقة المحصورة بين ساحة الفردوس وساحة التحرير إلى ما أشبه بإستعدادات لحرب نووية قادمة .. كل الأزقة على اليمين واليسار ..أغلقت بالأسلاك الشائكة .. وخلف الأسلاك تقف سيارة أطفاء كبيرة وسيارة أسعاف تابعة للدفاع المدني إضافة إلى أربعة همرات لقوات حفظ النظام التابعة للداخلية .. وفي ساحة لوقوف السيارات تقع خلف عمارة الخيرات قرب ساحة الفردوس تمركزت فرقة كاملة من تلك الهمرات وعندما تصل ساحة النصر المقفلة ستجد كتيبة أخرى من تلك الهمرات لتبدأ الأزقة من بعد ساحة النصر لتشهد إغلاقا ً تاما ً من قوات مكافحة ( الشعب ) وسياراتها الكريهة التي ترش المياه الساخنة وترمي قنابر الصوت والغاز المسيل للدموع وقد قام أفرادها ( القوة ) أثناء مروري بأتجاه ساحة التحرير بإقتحام البنايات الموجودة في الأزقة لأخلائها .. وعندما وصلت الساحة كان هناك طوق أمني مشابه من جهة مدخل شارع الجمهورية .. أما الجسر فقد كان مقفلا كما في الجمعة السابقة ولكن هذه المرة كانت قوات مكافحة ( الشعب ) قد وضعت سياراتها أمام الكتل الكونكريتية وجلس على أرض الجسر المؤدية على ساحة التحرير حشد يقارب اللف رجل من تلك القوات ليحيلوا بين الجماهير الغاضبة وبين المرور نحو الكتل .
فاتني أن اذكر إن نفس الأجراء الدنئ في إعلان منع تجول المركبات بكافة أنواعها كانت قيادة عمليات بغداد قد أعلنته في ساعة متأخرة من ليل الخميس , لكن هذا لم يفت في عزيمة ذلك الشيخ الذي ابتدأت حديثي عنه إذ وجدته أمامي في الساحة ولم يفت في عضد الباسلات من خيرة نساء بغداد اللواتي أصرن على ان يكون لهن حضورا ً مميزا ً في جمعة الكرامة .
إنفضت الجموع التي قارب عددها عند الساعة الواحدة ظهرا ً حوالي العشرة آلاف بعد أن ظهر إعلان في بوق إعلام المالكي قناة العراقية إن رخصة المظاهرة قد أنتهت عند الساعة الواحدة بعد الظهر .. مع بقاء قسم منها في الساحة بعد إنسحابنا والذي كما يبدو إنه تعرض للتفريق بالقوة مما أوقع بعض الجرحي كما تقول الروايات .
وفي الحديث عن الرخصة وساعة إنتهائها .. لا يكاد الإنسان إلا أن ينفجر من الضحك على سذاجة الأبله الذي يتوهم بأنه كسر شوكة المتظاهرين بهذا التوقيت .. فأقول ايها الغبي الذي لا مثيل له .. إذا كنت بكل هذه الإجراءات لم تتمكن من منع الناس من الوصول إلى الساحة فالأولى بك أن تبحث عن ( septic tank ) بدلا ً عن حفرة مثل حفرة مدرسك المقبور .
من أجمل الملاحظات إنه في الجمعتين لم تظهر أية طائرة للمحتل في سماء بغداد بينما تسيد طيران الطغاة سماء ساحة التحرير .. فيما هو أشبه بعملية إطلاق يد للطاغية في قمع الشعب مثلما أطلقوا يد المقبور بعد إنتفاضة آذار المجيدة لذبح الشعب المسكين الأعزل .
قد يسأل سائل ما هي الرسالة المبلغة اليوم إلى سكان الزريبة الخضراء ذات النجوم الخمسة .. الرسالة هي إلى متى ؟.. وهل ستنفع إجراءاتكم إذا ما قرر الشعب الإستمرار في النهوض ؟ فقد صحا المارد وهو مصمم اليوم على سحق كل من يقف في طريقه .. واليوم ما عادت تنفع فيه فتاو من مرجعيات أقترنت بزواج متعة بالسلطة السياسية ..
مثلما أقترنت في مجمل تاريخ العراق الحديث بزواج متعة طويل الأمد بالإقطاع والرجعية , وما عاد من مرجع للشعب سوى العراق .



#حميد_الحلاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما هي آيات النفاق إن لم تكن هذه ؟
- لقد كنت هناك
- شُلُمْ بُلُم ْ... وإدارة العملية الإنتخابية !!!
- ما الفرق بين أن تُصْبِح َمُخَضْرَما ً أو تُمْسِي مُحَصْرَما ...
- مرة أخرى مع نوري الهالكي وما يجري في أشرف الآن ؟
- ماهكذا تورد الإبل يا أبا إسراء
- مشهد حي منقول عبر فضائية عراقية
- الشراكة الأميركية الأيرانية في أحتلال العراق
- إعدم ... إعدم
- المطب الذي أسقط الأقنعة
- بين حلم و واقع ... صار مرفأ الحوار المتمدن ميناء يشار له بال ...
- حكومة ( خان جغان ) وهوايتها المفضلة في ( تأليه ) البعث والدع ...
- نفحات ديمقراطية في ليل فاشي قادم
- عام جديد مع أبواق الليبرالية الجديدة وخدم المحتل
- كيف وأين تلتقي حبال الراقصين في خيمة سيرك واحد ؟
- تَر ِبَت ْ يَمِيْنُك َيا فَتى .... سَلِمْت َأمْ لَمْ تَسْلَم ...
- في ذكرى الحوار السابعة ... ورودنا تزدهر
- المعاهدة الأمنية العراقية الأميركية ........ ( 5 )
- الإتفاقية الأمنية العراقية الأميركية ........ ( 4 )
- لتذهب إلى الجحيم كل إجراءاتكم التعسفية أيها الأقزام


المزيد.....




- الرئيس الإماراتي يصدر أوامر بعد الفيضانات
- السيسي يصدر قرارا جمهوريا بفصل موظف في النيابة العامة
- قادة الاتحاد الأوروبي يدعون إلى اعتماد مقترحات استخدام أرباح ...
- خلافا لتصريحات مسؤولين أمريكيين.. البنتاغون يؤكد أن الصين لا ...
- محكمة تونسية تقضي بسجن الصحافي بوغلاب المعروف بانتقاده لرئيس ...
- بايدن ضد ترامب.. الانتخابات الحقيقية بدأت
- يشمل المسيرات والصواريخ.. الاتحاد الأوروبي يعتزم توسيع عقوبا ...
- بعد هجوم الأحد.. كيف تستعد إيران للرد الإسرائيلي المحتمل؟
- استمرار المساعي لاحتواء التصعيد بين إسرائيل وإيران
- كيف يتم التخلص من الحطام والنفايات الفضائية؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حميد الحلاوي - للتو أنا عائد من ساحة التحرير ..