أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - عذري مازغ - ليبيا والمؤامرة الدولية















المزيد.....

ليبيا والمؤامرة الدولية


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 3295 - 2011 / 3 / 4 - 18:25
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


تسارعت تطورات الاحداث في ليبيا بشكل سال فيه ريق الدول الغربية لتدخل عسكري، كبرت حماستهم لدرجتها القصوى، وسال بريق حقوق الإنسان يتدفق أسفا للمجازر التي يرتكبها السفاح القذافي، كما تاهت بوصلتهم بحثا عن مبرر شافي للتدخل، فالحصار الجوي غير ممكن لطيران طائرات القذافي على مرتفعات منحدرة مما سيسبب لاقدر الله في أرواح مدنية، لكن التدخل البري مستحب لمحاصرة كتائب القذافي، في الحصار هذا والذي هو بالتحديد متاخم للسكان لن يسفر عن قتل مدنيين، بل قتل مشروع في أدبيات القاموس العسكري الأمريكي: نيران صديقة، نيران صديقة كأنما لا تصادر حق الأصدقاء من الضحايا من حق الحياة، لكن الحقيقة هي غير كذلك لأن التدخل البري يتيح تحكما مطمئنا في انتقال سلمي للسلطة وفق قانون القساوسة الجدد. تعي المعارضة الليبية اللعبة جيدا، واغلب المعارضين رفضوا مثل هذا التدخل وهو الشيء الجميل الذي يحسب لهم، لكن لم أفهم تدخلا لأحدهم في تصريح للعربية بالقول أن الشعب الليبي في الداخل يقوم بالواجب أحسن قيام، لكن تنقصه الخبرة التي للمعارضة في الخارج، المعارضة اليتيمة التي تختزن الخبرات في التقدم، على الشعب أن ينهي حمل 40 سنة من حكم أحمق رجل في العالم، لتأتي المعارضة من الخارج وتشمر يديها للتقدم وينتظر الشعب الليبي حنكة العبقرية الخبيرة في طقوس الإغتراب والسياحة في الغرب، لتفيد شعبا يعي كل شيء بدليل تحمل عبء التضحية في التحرر، الشعب الليبي كان يعرف أنه دخل التحدي مع رئيس مجنون، وقبل التحدي، وهو في ظرف وجيز راكم في إنجازاته الثورية أكثر مما ناحت به المعارضة في الخارج، كيف سيكون شعب بهذا الإنجاز العظيم في حاجة إلى خطبة جمعة من طرف معارض منفصم في انتمائه، وهل يتقن مثل هذا المعارض لعبة المساومة التي تجيدها القبائل الليبية حين تكتسب من طيش المجنون الليبي سلاحا ومالا لتحاربه هو وبسلاحه؟ (إشارة إلى قبيلة قبلت من معمر القذافي أكثر من 2000 بندقية وأموالا وزعتها على أفرادها ثم أعلنت أن البنادق ستوجه إلى صدور أزلام القذافي)، هل تعرف المعارضة في الخارج التي تطالب بتدخل عسكري غربي مثل هذه المناورة الوطنية الصادقة في الإستفاذة دون أن تخسر شيئا، هل من اللائق أن يتهم معارض ليبي شعبه بالجهل والأمية وغياب الخبرة فقط لأنه نجح في التغلب على أزمة الكراء في الغرب ونجح في ان يتأقلم في مأدبة مخيمات اللاجئين ليقر لنفسه انه خبير في الشؤون السياسية، وهل يصدق أحد منا نحن الغرباء في الغرب أنه يكفي لقناة ما أن تقدم أي شخص منا بالقول أنه معارض فلاني خبير في كذا، لتنتعش التخيلات عند شعوبنا وتقر صراحة بأن عقولها العبقرية كانت في المهجر فعلا، من يصدق هذه الخرافة منا نحن المهاجرون؟؟ أليس من الغباء أن يقال لشعب، قف أنت الآن لتستريح، بعد أن أنجزت ما عليك من ثورة ليأتي دور المعارضة في الخارج وتنجز عملية البناء، ودعنا نحن خبراء الغربة أن نغربك في متاهات التقدم الأخرى، نحن العلم والعمل، هكذا قالها احد محاوري قناة العربية، والحقيقة أن هذا المعارض ذكرني بأبناء المدينة الذين لم يشاهدوا حمارا في حياتهم، ولما رأوه بالبادية هالهم أنه يملك قضيبا بحجم وطول لا يطاقان، فهالهم ان يتصوروا انثاه التي تتحمل مثل ذلك السياط. لكن أيضا، لقناة العربية سبق إعلامي خاص، لقد جاءت الليبين بجديد، قديم تناساه الشعب، فالشعب رفع شعار توقف التاريخ الليبي بإبراز علمه القديم إشارة إلى أن الليبيون يرفضون حقبة حكم رجل مجنون، والعربية جاءتهم بولي عهد المملكة الليبية، كأنما التاريخ عندنا هو البحث في التأصل، والثبات في صنم آخر، لكن وحتى لا أظلم ولي العهد الجديد أو المشروع الملكي لليبيا،لم يتعبقر هذا الولي على شعب ليبيا، بل رفض الحديث عن توليه، تحفظ عن التدخل الأجنبي، ورفع ولاءه للثورة، بشكل عام .
لاشك ان التدخل الغربي الذي يتهيأ له بتدخل عسكري مباشر هو تدخل ، في أساسه، يهدف إلى تأديب الشعب الليبي على ثورته ضد كيان سياسي المستفيد الوحيد منه هم الأربيون أنفسهم وعبرهم الكتل الرأسمالية، فعائلة القذافي تقدر ثروتها بأكثر من 130 مليار دولار، ما يوازي 6 مرات ميزانية ليبيا حسب الخبراء تتوزع على شكل استثمارات في الداخل والخارج، وتملك حصصا متفاوتة في مجموعة يونوكريديت المصرفية الإطالية، ونسبة مهمة من الاسهم في شركة برسون ونادي جيفينتوس الإطالي، وشركة فيات إضافة إلى استثمارات عقارية هائلة في الفنادق السياحية بكل من إيطاليا وبريطانيا ناهيك عن حصصها في الشركات النفطية، ومع ان هذه الدول سارعت أهمها إلى الإعلان عن تجميد هذه الأصول إلا أن الخبراء في المالية والإقتصاد يقرون بصعوبة احتوائها وإحصائها نظرا إلى تداخل، ما يهمنا من هذه الأرصدة حجمها بالتحديد، لو استثمرت في التنقيب على الأرض الليبية نفسها لما احتاج الشعب الليبي إلى هذه الثورة، لكن الغريب في الامر أن الذكاء الغربي لايفجر على أعيننا هذه الثروات إلا في ساعة المخاض الثوري، في هذا الأسبوع الأخير وحده، تبنت الدول الأوربية في حق بلد عربي (عفوا حاكم عربي) قرارات حازمة، عقوبات ذكية، ولوحت وزارة الخارجية الأمريكية في كل المناسبات المتوفرة بأكثر من تهديد، كما سارعت الامم المتحدة إلى استصدار حزمة من العقوبات ملزمة كلها تهدف إلى إدامة الصراع في ليبيا، ليس تجميد الأرصدة الذي يبدوا من الوهلة الأولى قرارا حكيما لمحاصرة القذافي، إضافة إلى استصدار حزمة من المتابعة الجنائية للعقيد وأزلامه، وهي قرارات ترمي في ما ترميه، إلى فرض حرب أهلية في ليبيا وإطالة أمدها بفرض أسباب المقاومة من طرف أزلام النظام الليبي، بهذه العقوبات السريعة والذكية كما يراد لها أن تكون، لا يستطيع أي بلد مهما كانت علاقته بالعقيد أن يغامر باستضافة العقيد وازلامه، والنتيجة أنه على النظام أن يقاتل في أرضه لأن المسألة بالنسبة إليه هي مسألة موت أوحياة، وزيرة الخارجية الأمريكية فضحت تصريحاتها هذا السيناريو في أكثر من مناسبة، فهي لوحت في أكثر من مرة على أن الصراع كلما طال أمده كلما تحول الوضع في ليبيا إلى دارفور جديدة، وطبعا كلما طال الأمر كلما استوجب حلا بالتدخل الأجنبي في شؤون ليبيا، فالغرب بهذه الحزمة من العقوبات الذكية كما يقال، يراهن كثيرا على جنون القذافي، والقذافي كما نعلم لا زال يعيش حكايات الف ليل وليلة في خيمته، وسيكون جنونه من العبقرية بمكان إذا قبل مقترح تشافيز، الرئيس الفينزويلي تشافيز وحده الذي تفهم الإشكالية على ما يبدو وتحمل عبء المغامرة باستضافته للقذافي، وبدا أيضا أن الجامعة العربية من خلال أنها ستدرس مقترح تشافيز بعناية، بدا ويا للغرابة أنها متمسكة بعدم التدخل العسكري في ليبيا، لأول مرة في تاريخها تتخذ تحفظا وليس قرارا بعد، فسبحان ما تصنعه الثورات في شعوبها. لكن السؤال المحوري هو لماذا يستقبل تشافيز القذافي ولا يستقبله الآخرون ممن يهللون الإنتقال السليم للسلطة، والجواب أن تشافيز تعلم من صراعه مع الغرب الذي قاومه كل حكايات العقوبة الذكية وفهم أنها مسخ حضاري بلباس قانوني، مسخ شيطاني يهدف إلى السيطرة على ليبيا وليس تحريرها، وصحيح أن الإجماع على تحرير شعب ليبيا ودعمه هو الموقف الواجب، لكن لا يجب أن يدفعنا جنون معمر القذافي إلى أن لا ننظر بوجه الحكمة لما يحاك لليبيين. وان نتفهم وندرس المقترحات التي لها صبغة مايخالف الإجماع المتحمس، ليس تشافيز احمقا لكي يستقبل ديكتاتورا مجنون، لكن الإستثناء الذي يمثله تشافيز، هو الإستثناء من موقع النظر للصراع الدولي بين العالم الرأسمالي وبلدان العالم الثالث، لقد تسارعت الأحداث بشكل باتت تنفلت من الآن بوتيرة يومية لبلقنة ليبيا ، وبات الحماس الثوري يعمي بصائرنا بشكل نرى ليبيا فعلا تنتقل إلى دارفور جديدة، ولو أراد الغرب فعلا أن يساعد على تحرير ليبيا لما سارع إلى استصدار ما يشرعن تدخله، بل إلى دعم الثوار في ليبيا بمدهم بما يحتاجونه مع ترك هامش المناورة و الفرار للعقيد وازلامه، ومن ثم البحث في استصدار مذكرة اعتقاله وما إلى ذلك، وهي اشياء يمكن استصدارها في أي وقت شاءت.



#عذري_مازغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة الشعوب العربية والإسلام السياسي
- القذافي، الهلوسة وخطاب الإحتضار
- التنوع في وحدة الهم
- المغرب و20 فبراير
- الثورة في تونس ومصر وآفاق خلق فضائية يسارية
- ساحة التحرير المصرية والصراع السياسي
- مصر ونظام البلطجة
- نداء إلى كل احرار العالم
- الثورة التونسية واليسار الماركسي
- تونس: الرئيس أو اللص الظريف
- تونس والثورة الجديدة
- ما أسعدنا بحكومات وديعة نحن الشعوب المغاربية
- يوميات مغارة الموت: جمع الفتوى
- ماكل امرأة تصيح في جيدها حبل من مسد
- يوميات مغارة الموت 1992
- حكايا من المهجر: بيترو إفانوفيتش(2)
- هكذا تتأطر العلمانية عندنا
- حول دور الحزب الشيوعي، مدخل إلى الممارسة التطبيقية
- عندما قابلت عزرائيل
- الفنان سيدي عبد السلام ياسين


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - عذري مازغ - ليبيا والمؤامرة الدولية