أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم المعموري - ثورة ليبيا واحتمالية المؤامرة














المزيد.....

ثورة ليبيا واحتمالية المؤامرة


جاسم المعموري

الحوار المتمدن-العدد: 3294 - 2011 / 3 / 3 - 09:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يبدو ان هناك احتمالا واردا تدعمه الوقائع اليومية للثورة الليبية , وما يحيط بها من احداث متسارعة , ومواقف دولية ذات مغزى خطير يدعو الى الشك القوي بمؤامرة كبيرة ربما تكون نتائجها وخيمة على الشعب في ليبيا , وما يتصل بثورته من تأثيرات على التحرك الثوري العربي الشعبي الواسع النطاق , ففي الوقت الذي قرر فيه مجلس الامن امكانية استخدام القوة ضد نظام الحكم هناك رفض بعض قادة العالم كروسيا والصين هذا التوجه , فيما تؤكد الجماهير العربية الثائرة رفضها القاطع للتدخل الاجني ,ألمحت الولايات المتحدة الى التدخل العسكري , واذا اردنا ان نتأمل في الامر مليا , فاننا سنجد ان التحرك قد تبلور لاسباب عديدة منها ان الشعور بالخطر على حكام المنطقة بدأ ياخذ حيزا اكبر من اهتمامات الادارة الامريكية وحلفائها في اوربا والشرق الاوسط , الذين كانوا في ارتباك شديد , وصدمة عنيفة بعد سقوط نظام حسني مبارك , فاضطروا الى تاييد الثورة في مصر على امل ان يكسبوا شيئا خير من ان يخسروا كل شيء دفعة واحدة , ولكنهم عندما رأوا ان نطاق الثورة العربية بدأ يتسع اكثر ليشمل حلفائهم المخضرمين المهمين في المنطقة , وهو توقع صحيح وممكن واكيد , سارعوا بتنفيذ الخطة التي بدأت اليوم الاول من اذار 2011 , وذلك بالايعاز للقذافي بالهجوم على معاقل الثورة , فيما ستقوم امريكا بالتدخل العسكري , وهذا سيناريو سيكلف الشعب الليبي الكثير من التضحيات إن كان سيحدث ويصبح حقيقة واقعة , وذلك من اجل ردع الجماهير العربية في البلدان الاخرى , وايقاف ثورتها , وزرع روح الياس بين صفوف الثوار , ومن جهة اخرى فإنهم ايضا يريدون بعد ذلك ان يقولوا انهم اصحاب الفضل في تحرير ليبيا , ولكن بعد احالتها الى تراب كما فعل صدام في العراق , والرسالة التي تريد الادارة الامريكية وحلفائها ايصالها الى الشعب العربي هي : عليكم ان تتوقفوا , او ان مصيركم سيكون كمصير الشعب الليبي .
ولكي اضع القاريء الكريم في الصورة يجب علي ان اقول اننا نتعلم من التاريخ ما يغنينا عن الحيرة والضياع والارتباك , ومما لاشك فيه ان الشعب العراقي اسقط النظام الصدامي في عام 1991 , واسقط شرعيته في انتفاضته العارمة , الا ان الولايات المتحدة , وحكام المنطقة , خاصة ال سعود كانوا وراء قمعها واجهاضها , والطلب من صدام ان لايغادر العراق حين كان على وشك ان يفعل , ويقال ان ملك ال سعود آنذاك فهد بن عبد العزيز قال " ابيع عباءتي ولن ادع الشيعة يحكمون العراق " . كما ان هناك امر يبدو غير ملحوظ للوهلة الاولى , وهو امر يدعو الى الاستغراب والتعجب , وهو لماذا لم يكتب الرئيس الامريكي الاسبق جورج بوش الاب مذكراته حتى الان ؟!! أو هو كتبها ولكن لم ينشرها .. لماذا ياترى .. ؟!! رغم ان الفترة التي حكم فيها كانت من اهم الفترات التي تدعوا الى كتابة المذكرات لأهميتها التاريخية , ولتحقيق الولايات المتحدة نصرا تاريخيا مهما , وهو تحرير دولة محتلة , حيث استقبل الجنود الامريكان استقبال الابطال في عام 1991 .. ان السبب وراء ذلك هو موقف الادارة الامريكية من انتفاضتنا في العراق في ذلك الحين , ذلك الموقف الخاطيء المشين , والعار الشنيع , والجريمة الكبرى التي سببت كارثة لم تنتهي اثارها حتى هذه اللحظة على شعب العراق المظلوم , ذلك الموقف والمؤامرة المخجلة التي كان يقف وراءها حكام ال سعود بكل مايملكون من قوة , وبتخويف امريكا وحلفاءها من قيام دولة اسلامية كتلك التي في ايران , حتى انصاعوا لهم , ولقد كان الشيطان معلما قبل نشوء دولة ال سعود , اما الان فهو تلميذ غبي متواضع يجلس في الصفوف الاخيرة في مدرسة تلك الدولة .
ان خوف الحكام من التغيير في العراق في ذلك الوقت كانت له اسبابه الوجيهة عندهم , فهم يعتقدون ان شعوبهم ستنتفض عليهم ايضا ان نجحت الانتفاضة في العراق , وحققت اهدافها في اسقاط نظام الطاغوت , وبناء دولة ديمقراطية حرة ومتقدمة , ونظام حكم عادل يضمن حقوق الجميع ويدافع عنهم , وبالتالي يكون العراق دولة قوية تدعم تطلعات الجماهير العربية للثورة والتغيير , وفي الوقت الذي كانت فيه طائرات صدام تقصف الجماهير المنتفضة كان العالم كله في صمت وسكون , وكأن لاشيء يحدث في العراق , فلم تكن الانتفاضة قد نالت من التغطية الاعلامية شيئا يذكر , ثم جعلوا من شمال العراق منطقة محرمة على الطيران , ومنعوا النظام من الاقتراب منه , واخذ يحكم نفسه بنفسه منذ ذلك الحين , فيما كان اهل الجنوب يعانون اشد المعاناة من بطش النظام , ولكي تتضح الصورة اكثر , هم ارادوا ان يكون العراق منطقتين منعزلتين , او ان يكون الشمال دولة شبه مستقلة , لقد وصلت الرسالة الى شعوب المنطقة وهي ان لاتثوروا على حكامكم والا سيكون حالكم كحال العراق , ثم تكررت الرسالة نفسها بعد عام 2003 ومفادها ان الديمقراطية كارثة كبرى على العراق لانها جلبت عليهم الارهاب والفساد والطائفية والتقسيم الخ ..في الوقت الذي يعملون هم على تأزيم الحالة فيه , وادخال الارهاب اليه , والحث على الطائفية فيه , والمساهمة في إفساد مؤسساته .
اننا نرفض التدخل الخارجي في ليبيا رفضا قاطعا , ونشجب الفقرة التي وردت في قرار مجلس الامن الخاصة بمنع القذافي واسرته وحاشيته من السفر , لانها تعطي حافزا وذريعة اكبر للنظام هناك كي يوغل في جرائمه , ويواجه الجماهير بكل ما يملك من قوة , فهذه الفقرة تغلق باب الهروب بوجهه , ان لم يكن القصد منها الامر ببقاءه لقمع الثورة .
نعم , ستصبح ليبيا شرقية بقيادة الثوار , وغربية بقيادة الديكتاتور , وسيأخذ الارهاب والفساد الاداري مكانا مهما في ليبيا بقيادة ال سعود , وان تغيير هذه المعادلة , وافشال هذا السيناريو بيد الشعب الليبي , واقدامه الشجاع والسريع لحسم معركة المصير لصالحه , وتحقيق النصر المؤزر , والا فلا ثورة بعد فشل الثورة في ليبيا , ولا ديكتاتورية بعد نجاحها في المنطقة .



#جاسم_المعموري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اهمية عامل الحسم في الثورة الليبية
- عاجل : الى الشعب العراقي وقادته
- رسائل قصيرة الى الحكام في العالم ( 1) اوباما , خليفة , القذا ...
- السلام على شهداء مصر الطاهرين
- ياحسني لازم تمشي
- يامصر زحفا للقصور ( اغنية لشعب مصر العظيم )
- مؤتمر القمة القادم خيانة للجماهير العربية
- ايها المصريون ثورتكم في خطر
- الى الشعب العربي التونسي الشجاع
- ابن عفان والحريري قتيلان في قميص واحد
- أتعلمون ؟!
- لقد نجى اهل كنيسة سيدة النجاة
- مازلت ُاهواكِ
- الى مدني صالح : لم تمت ايها المدني الصالح
- بعد التاسع من نيسان .. من فخخ الحلم الجميل ؟
- بيلوسي حمامة السلام التي اغاضت البيت الابيض
- كنت شيوعيا ولكن لم اكن اعلم !!
- لحظة ٌبين انفجارين
- تهديد المثقفين العرب تهديد لوجود الامة ووجدانها
- نداء عاجل الى الوطن وقادته وزعماءه


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم المعموري - ثورة ليبيا واحتمالية المؤامرة