أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله السكوتي - ايسوكها ابتبنها














المزيد.....

ايسوكها ابتبنها


عبد الله السكوتي

الحوار المتمدن-العدد: 3293 - 2011 / 3 / 2 - 21:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هواء في شبك
( ايسوكها ابتبنها )
يحكى ان رجلا يمتلك عدة عقارات يجمع ريعها في كل شهر عن طريق ارسال عامل لديه ( جابي ) ، وكان الملاك انفعاليا ، فبعض المستأجرين لدية يعتذرون عن دفع بدل الايجار في وقته ، فيزبد ويرعد ويبعث الى الجابي ، ان اذهب الى فلان وقل له كذا وكذا ويقوم بكيل الكلمات البذيئة ، فيأخذها الجابي ( بصرتها ) كما يقولون ، ويبلغ المستأجرين بها ، فتكون ردود الافعال مختلفة بين ركل وضرب ودماء تسيل ، ويعود صاحبنا ( اللي يسوكها ابتبنها ) ينزف الدماء ويعاني الكدمات والرضوض .
وفي يوم من الايام استغرب الملّاك من حالة الجابي ، فسأله : فلان انا ابعثك لجلب بدل الايجار وانت تعود وكأنك دخلت معركة تاريخية ، فقال الجابي : ( بيك اني اكلّلهم مثل ماتكلّي ) ، فرد عليه : تعني انك تنقل الكلام البذيء الذي اقوله وانا منفعل ، قال : نعم فضحك وقال : ( يعني تسوكها ابتبنها ) .
وهذا المنطق مرفوض تماما في كل نواحي الحياة ، على اعتبار انه يعقد الامور بدل ان يسير بها نحو التطور والايجابية ، وهنا ايضا يصبح ناقل الكفر كافرا وزيادة ، لانه نقل شيئا لم يكن ليقال ، لوتقابلت الوجوه وجها لوجه ،ولذا ترى كثيرا من الاعمال تفشل وسياسات تنطوي خلف النسيان لحمق القائمين عليها واعتمادهم على هكذا شخصيات في ادارة اعمالهم او رسم سياساتها.
وهذا ايضا ينسحب على العملية السياسية في العراق ، لدخول اطراف وشخصيات لاتتمسك باحترام وجهة النظر الاخرى ، وكذلك فبعض هؤلاء السياسيين ( يسوكها ابتبنها ) ، مايوغر صدور الاخرين ، وهذا ماقام به وكيل وزير التربية عندما نعت المدرسين بان ثلاثة ارباعهم حمير ، وهذا ينم عن عدم فهم واع لمهمة المعلم التي تكاد تكون اولى عمليات ارتقاء الحضارة او نشوئها ،ولذا قالوا للفيلسوف انه معلم ، وبدأت هذه اللفظة تأخذ صداها على ايدي المصلحين والرسل ، ليأتي وكيل وزير التربية ليصف المعلم بتوصيفات منحطة ، وبعدها يقوم بطلب شهادة احد المجتمعين معه ، هذه التداعيات التي تشهدها العملية التربوية في العراق ، والسخرية من المعلم على رؤوس الاشهاد ومحاولة النيل من هذا الانسان الذي لاقى الامرين في نظامين متناقضين ، الديكتاتورية والديمقراطية ، على اساس عدم الانصاف بالنسبة للخدمات التي تقدم الى هذه الشريحة والتجاهل الذي تلاقيه ، فهم في آخر القائمة ولا ادري على اي اساس تفكر حكومة المالكي ، حين تركت هذه الشريحة الواسعة عرضة للظروف القاسية ، فالمدرس في وزارة التربية لايتقاضى نصف راتب موظفي الوزارات الاخرى ، ومع هذا تراه يعطي ويتفانى وسط تجاهل تام ، وتلسنات من قبل هذا وذاك حتى تقزم امام الاخرين بحسب خطط مدروسة وضعها القائمون عليها ، والغرض من وراء ذلك هو محاولة اعادة الجهل والظلام والامية ، والا ماذا نفسر هذه التوصيفات والتهميش الذي يعانيه المعلم ، فهو قد اصبح هدفا لاولياء امور الطلبة من جهة وهدفا من جهة اخرى للوزارة التي من المفترض انها تحتوي جميع متطلباته وتنظر بعين واسعة الى قضاياه والارتقاء به نحو الافضل ، لكننا نشاهد العكس ؛ ان ماقام به وكيل وزارة التربية لايمكن ان يمر بلا اعتصامات او احتجاجات ، واذا كانت الحكومة لاتعترف بدور المعلم المهم ، فهذا الامر يستحق وقفة كبيرة ودعوة الى مناقشة ايديولوجية هذه الحكومة ومنهاجها ، وسؤالها عن البدائل المتاحة لمهمة المعلم ، اتكون المساجد ؟ في عودة سريعة الى القرن الثاني الهجري ، اهذا مايدور في خلد هؤلاء ام استبدال المدرسة بالمجالس العشوائية التي يتناول الخطيب فيها دون تحديد شؤون متضاربة وغير مدروسة ، اهذا الذي يريده المالكي وعلي الابراهيمي الذي ( ساكها ابتبنها ) حين وصف المدرس والمعلم بانهم حمير لايفهمون شيئا ، ان مدرس التاريخ الذي لم يمارس التدريس لسنة واحدة ، ولينتقل بعدها مديرا عاما ووكيل وزير من المؤكد انه لايعلم الصفة السامية للمعلم ، هذا المتدين الذي ينتمي الى احدى الحركات الدينية لايعرف عن المعلم سوى مايصور له خياله غير الخصب ، ولكن ماذا نقول لهذا وغيره ممن يحاولون وبسرعة السير نحو سقوط تجربتهم التي اتت بالعجب العجاب ، تخلف مجتمعي كبير وسوء في الخدمات ، مع تخبط واضح في شؤون الحياة الاخرى ، انهم بلا نظام ولا محددات يستطيعون من خلالها ادارة العملية السياسية والتربوية معتمدين في ذلك على شخصيات هشة من مثل علي الابراهيمي وغيره ممن لايستطيعون حتى فهم مهماتهم اثناء وجودهم في هذا المنصب او ذاك ، فهم يتكلمون كلام السوق الذين تربوا وعاشوا فيه مع احترامنا للسوق ومن فيه ، ولكن هؤلاء يسوكونها ابتبنها ، بمنطق لايؤهلهم ان يكونوا سعاة في وزارة التربية لاوكلاء وزارة .
عبد الله السكوتي



#عبد_الله_السكوتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قانون نيرون
- كلما تهمد ايثورها الاعيور
- خل ياكلون
- وينّه او وين الدبل يعبود
- بلابوش ديمقراطية
- فلو ترك القطا لغفا وناما
- من سرق ذاكرة العراق
- حب في زمن الديكتاتورية
- صكر بيت افيلح
- هايشة بيت ادويغر
- كضوا جويسم وعوفوا مردونه
- بشر امك صارت بديانه
- سروال جامن
- اقنع الحمار
- شهادة الحمير
- يناطح بكرون من طين
- برسي صوت وعندي خطبه ومايخلوني حسافه
- عد دك الكبه صيحوا قرندل
- لاداعي ولامندعي
- عنزة وان طارت


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله السكوتي - ايسوكها ابتبنها